ربيع نعيم مهدي : أمالي عبد الحميد مصطفى
#الحوار_المتمدن
#ربيع_نعيم_مهدي "1"أيامٌ مضت، وأنا أتجول في دروب القاهرة وأزقتها التي جعلت من المدينة متحفاً للفن وسجلاً للتاريخ، تارةً أقفُ عند مسجدٍ يردد صدى مناجاة الساجدين، وتارة أمرُ على دُكانٍ يبيع بضاعته بنكهةٍ من الماضي، وتارة أخرى تقودني الخطى للجلوس في مقهى، لعلي أجد بعض الراحة من التجوال، لكن الأماكن لا تهدأ، فكل معالم المدينة تتحدث لزائريها بموّدة، تخبرهم عن الذين تركوا أثارهم على طرقاتها وتمنحك وعداً بأنها ستخبر القادمين في المستقبل عنك."2"صدفة، تلك التي قادتني الى مدرسة في منطقة الجيزة، "مدرسة السعيدية" أو "مدرسة تحسين الخط العربي"، تجولت في ممراتها الهادئة وانا أفكر في جدوى تعليم الخط في عالمٍ تجاوز بمفرداته التقنية حدود الرقم، وتحولت فيه مسكة القلم الى كبسة زرّ.فجأة.. توقفت دون ان أدري عند إحدى النوافذ، مُعَلمٌ يرشد تلاميذه الى أفضل الاساليب لمغازلة الورق، لأن الحرف وسيلة تختزل المعنى وجمال الكلمة، حال الرجل مع القلم والورقة كحال "الدرويش"، كلاهما عاشق ولعشقهم طقس متخم بأسرار المعلمين.تسمرت في مكاني لأستمع الى درس الأستاذ الذي يبدو ان وقوفي لم يكن بعيداً عن ناظريه، فأشار لي ان اقترب وخذ مكانك بين الآخرين، وهنا سارعت الى إخراج عُدّتي وبدأت بتوثيق ما أملاه عليّنا الأستاذ عبد الحميد مصطفى."3"" الحرف فن، وله أسبقية على الفن ذاته" هذه قاعدة لا جدال فيها لأسباب عديدة، أولها ان الحرف رفيقٌ في وجوده للكيان الانساني، وهو يكتسب قيمة فلسفية فنية، لها مظاهر تشكيلية، وهي في ذات الوقت – أيّ القيمة - تمتزج مع مفاهيم التراث لتُشكل لنا معالم الحضارة.فقيمة الحرف والخط عند العرب ترتكز على إدراكه كتكوين أولاً، وحالة جمالية ثانياً، بعكس الغرب الذي كان أكثر إدراكاً لقيمة الخط العربي من الناحية التشكيلية، وإذا قلنا الصدق، هناك القليل من عَرِف القيمة التي نتحدث عنها، منهم الفنان صلاح طاهر والذي قام برسم لوحاتٍ قاربت في عددها المائتين، فقط باستخدام حرفين هما: "الهاء" و"الواو"، ومنهم أيضاً جماعة "الحروفيون" وهي جماعة فنية كانت أهدافها محددة باستخراج جماليات الحرف وأسراره، وجميع من ذكرنا استخدموا الحرف والخط لإنشاء عمل تشكيلي مستقل بذاته، أي انه موضوع ووسيط قادر على حمل ذات القيم الجمالية لباقي موضوعات الفن ووسائطه."4"وهنا نقطة يجب ان نقف عندها قبل ان نكمل حديثنا، وهي ان العرب بالرغم استخدامهم للحرف والخط كوسيلة لنقل المعرفة إلا انهم ايضاً وظفوه جمالياً، فعندما نتأمل في المعالم والآثار الاسلامية سنشاهد بوضوح ان الخط كان وسيلة التزيين للعمارة الاسلامية، وإذا عدنا بالتاريخ الى زمن المسلمين الأوائل سندرك ان للخط أبعاداً فلسفية ومعرفية عند العرب، فعندما تم تدوين المصحف الأم والمصاحف التي تم توزيعها على أمصار العالم الاسلامي في عهد عثمان بن عفان "رض" سنلاحظ ان الكَتَبة – أي النُساخ – لم يكونوا من عامة الناس، بل كانوا من أمهر الموجودين في الكتابة، نعم.. هم ليسوا من الخطاطين لكنهم كانوا على معرفة ودراية عالية بالخط، ولم تكن حدود معرفتهم مقتصرة على القراءة والكتابة فقط، بل كانوا من العارفين بعلم الكتابة، وإذا دققنا النظر في حال المسلمين والصحابة في ذلك الوقت سنرى بوضوح وجود عدد كبير من الصحابة العارفين بعلوم العرب والمسلمين بالتحديد، وقد تكون لهم الافضلية على غيرهم، لكن الاختصاص بعلم الكتابة له أهله. وهذا ما دفع الرسول "ص" بعد معركة بدر الى رفض الفدية من الأسرى وطلب في المقابل تعليم عشرة مسلمين فنون القراءة والكتابة، وما كان يقصده الرسول "ص" حينها بالكتا ......
#أمالي
#الحميد
#مصطفى
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=741036
#الحوار_المتمدن
#ربيع_نعيم_مهدي "1"أيامٌ مضت، وأنا أتجول في دروب القاهرة وأزقتها التي جعلت من المدينة متحفاً للفن وسجلاً للتاريخ، تارةً أقفُ عند مسجدٍ يردد صدى مناجاة الساجدين، وتارة أمرُ على دُكانٍ يبيع بضاعته بنكهةٍ من الماضي، وتارة أخرى تقودني الخطى للجلوس في مقهى، لعلي أجد بعض الراحة من التجوال، لكن الأماكن لا تهدأ، فكل معالم المدينة تتحدث لزائريها بموّدة، تخبرهم عن الذين تركوا أثارهم على طرقاتها وتمنحك وعداً بأنها ستخبر القادمين في المستقبل عنك."2"صدفة، تلك التي قادتني الى مدرسة في منطقة الجيزة، "مدرسة السعيدية" أو "مدرسة تحسين الخط العربي"، تجولت في ممراتها الهادئة وانا أفكر في جدوى تعليم الخط في عالمٍ تجاوز بمفرداته التقنية حدود الرقم، وتحولت فيه مسكة القلم الى كبسة زرّ.فجأة.. توقفت دون ان أدري عند إحدى النوافذ، مُعَلمٌ يرشد تلاميذه الى أفضل الاساليب لمغازلة الورق، لأن الحرف وسيلة تختزل المعنى وجمال الكلمة، حال الرجل مع القلم والورقة كحال "الدرويش"، كلاهما عاشق ولعشقهم طقس متخم بأسرار المعلمين.تسمرت في مكاني لأستمع الى درس الأستاذ الذي يبدو ان وقوفي لم يكن بعيداً عن ناظريه، فأشار لي ان اقترب وخذ مكانك بين الآخرين، وهنا سارعت الى إخراج عُدّتي وبدأت بتوثيق ما أملاه عليّنا الأستاذ عبد الحميد مصطفى."3"" الحرف فن، وله أسبقية على الفن ذاته" هذه قاعدة لا جدال فيها لأسباب عديدة، أولها ان الحرف رفيقٌ في وجوده للكيان الانساني، وهو يكتسب قيمة فلسفية فنية، لها مظاهر تشكيلية، وهي في ذات الوقت – أيّ القيمة - تمتزج مع مفاهيم التراث لتُشكل لنا معالم الحضارة.فقيمة الحرف والخط عند العرب ترتكز على إدراكه كتكوين أولاً، وحالة جمالية ثانياً، بعكس الغرب الذي كان أكثر إدراكاً لقيمة الخط العربي من الناحية التشكيلية، وإذا قلنا الصدق، هناك القليل من عَرِف القيمة التي نتحدث عنها، منهم الفنان صلاح طاهر والذي قام برسم لوحاتٍ قاربت في عددها المائتين، فقط باستخدام حرفين هما: "الهاء" و"الواو"، ومنهم أيضاً جماعة "الحروفيون" وهي جماعة فنية كانت أهدافها محددة باستخراج جماليات الحرف وأسراره، وجميع من ذكرنا استخدموا الحرف والخط لإنشاء عمل تشكيلي مستقل بذاته، أي انه موضوع ووسيط قادر على حمل ذات القيم الجمالية لباقي موضوعات الفن ووسائطه."4"وهنا نقطة يجب ان نقف عندها قبل ان نكمل حديثنا، وهي ان العرب بالرغم استخدامهم للحرف والخط كوسيلة لنقل المعرفة إلا انهم ايضاً وظفوه جمالياً، فعندما نتأمل في المعالم والآثار الاسلامية سنشاهد بوضوح ان الخط كان وسيلة التزيين للعمارة الاسلامية، وإذا عدنا بالتاريخ الى زمن المسلمين الأوائل سندرك ان للخط أبعاداً فلسفية ومعرفية عند العرب، فعندما تم تدوين المصحف الأم والمصاحف التي تم توزيعها على أمصار العالم الاسلامي في عهد عثمان بن عفان "رض" سنلاحظ ان الكَتَبة – أي النُساخ – لم يكونوا من عامة الناس، بل كانوا من أمهر الموجودين في الكتابة، نعم.. هم ليسوا من الخطاطين لكنهم كانوا على معرفة ودراية عالية بالخط، ولم تكن حدود معرفتهم مقتصرة على القراءة والكتابة فقط، بل كانوا من العارفين بعلم الكتابة، وإذا دققنا النظر في حال المسلمين والصحابة في ذلك الوقت سنرى بوضوح وجود عدد كبير من الصحابة العارفين بعلوم العرب والمسلمين بالتحديد، وقد تكون لهم الافضلية على غيرهم، لكن الاختصاص بعلم الكتابة له أهله. وهذا ما دفع الرسول "ص" بعد معركة بدر الى رفض الفدية من الأسرى وطلب في المقابل تعليم عشرة مسلمين فنون القراءة والكتابة، وما كان يقصده الرسول "ص" حينها بالكتا ......
#أمالي
#الحميد
#مصطفى
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=741036
الحوار المتمدن
ربيع نعيم مهدي - أمالي عبد الحميد مصطفى
ربيع نعيم مهدي : أمالي عبد الحميد مصطفى - 2-
#الحوار_المتمدن
#ربيع_نعيم_مهدي "7"بعد ان كان لي حضور في درسٍ سَبق، حصلت على موعدٍ لحضور درسٍ آخر مع صاحب هذه الأمالي، توجهت إليه مُبَكراً لمعرفتي بزحمة الطرقات، وسرت فيها كباقي خلق الله قاصداً وجهتي، لكني كُنتُ أفكر في حديث للفنان الرحل نور الشريف عن معاني ودلالة التفاصيل الصغيرة التي نشاهدها في حياتنا. تلك التفاصيل المتناثرة التي لو تفحصنا فيها لأخبرتنا الكثير عن الماضي الذي صنع لنا حاضراً ثقافياً يشكل في مجمله معالم وسِمات الهوية العربية، والتي يمثل فيها الحرف العربي إحدى الركائز التي تحدد هذه المعالم."8"وأخيراً وصلت رحلتي الى مقصدها، ووجدت صاحب الأمالي على استعدادٍ لبدء درسه، فسارعت الى إخراج عُدة الكتابة وانتظرت المُعلم الذي بدأ درسه بالحديث عن إشكالية شاعت بين الناس بالرغم من ان الحقيقة تختلف!!."عندما نستمع الى بعض اهل العلم نلاحظ وجود إشكالية تتعلق بحقيقة الكتابة عند العرب، وللأسف ان الكثير منهم يغض الطرف عنها لأسباب أجهلها، ربما لأنهم لم يفكروا فيما تتضمنه الآثار من تفاصيل ذات دلالات كبيرة، فالبعض من أهل العلم يصف العرب بأنهم - أمة رواية – أيّ ان العرب اعتمدوا الرواية الشفوية بديلاً عن الوثيقة المكتوبة، وهذه نقطة بحاجة الى بحثٍ ونظر""قد لا يختلف اثنان في ان العرب كانوا ولا زالوا أصحاب لُغة وبلاغة، وقد ساهم القرآن الكريم في حفظهما لأنه استخدم اللغة ذاتها وأضاف عليها من بلاغته ما لم يكُن مألوفاً لدى العرب، حتى قيل إن فيه إعجاز، وهنا نقف قليلاً.. المصاحف الأولى قد تم تدوينها على وسائل توثيق مختلفة كالرقاع وجريد النخل وغيره، والسؤال هنا من اين أتى الحرف الذي دوّن به القرآن الكريم؟.. ومن أين بدأ؟""9""إذا فكرنا في عملية الخلق بمجملها – وانا هنا أتحدث من منظور إسلامي بحت – سندرك ان الله سبحانه قد قدر للإنسان ان يستعين باللغة لتحقيق التواصل مع أبناء جلدته، وهذا يدفعنا للاعتقاد بأن اللغة أُعِدّتْ من قبل الخالق قبل وجود الخلق، أي ان لها مرجعيات مقدرة بدأت مع آدم (ع)، واتخذت أشكال مختلفة مع انتشار أبناء نوح (ع) في المعمورة، حيث أخذ هؤلاء الابناء الثلاثة اللغة من مصدر واحد لكن الأجيال التي نشأت عنهم طورت لها منظومات لغوية للتواصل، وبالتالي صنعت للغة مفردات صوتية مختلفة وأشكال تدوين مختلفة، وأحد هذه الأشكال هي اللغة العربية، والتي تجاوزت حدود التواصل بين افراد المجتمع العربي واكتسبت أبعاداً ذات طابع روحاني من خلال ارتباطها بالقرآن الكريم ومجمل المنظومة الدينية الاسلامية""أما حال العرب مع التدوين قبل الاسلام فكان متأثراً بالبيئة التي عاشوا فيها، والتي حددت وحصرت معرفة القراءة والكتابة بنخبة من المجتمع المبني على قواعد ومعالم الحياة القبلية، لكن مع انتشار الاسلام توسعت المعرفة بالقراءة والكتابة بين العرب وغير هم ممن اعتنق الاسلام""وهنا سنلاحظ ان الحرف العربي - باعتباره جزءاً من المنظومة اللغوية - في ظل انتشار الاسلام وما تبعه من تكوين الدولة وتعريب دواوينها، قد حقق نقلة على مستوى الرقعة الجغرافية للانتشار والاستخدام، حتى ان بعض اللغات استخدمت الحرف العربي في أبجديتها كالفارسية والتركية (العثمانية) والكردية والأوردو وغيرها، وهذا يدل على قوة الحرف العربي التكوينية والوظيفية والتي جعلت منه بديلاً للحروف التي كانت تستخدمها تلك اللغات التي تبلغ في أعمارها آلاف السنين" "10""وبالعودة في التاريخ وتحديداً الى أيام الدولة الأموية، سنلاحظ ان طبيعة التغيير الذي انتجه الدين الاسلامي في المجتمع العربي، والمتمثل بالانتقال من حياة الصحراء الى التحض ......
#أمالي
#الحميد
#مصطفى
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=742790
#الحوار_المتمدن
#ربيع_نعيم_مهدي "7"بعد ان كان لي حضور في درسٍ سَبق، حصلت على موعدٍ لحضور درسٍ آخر مع صاحب هذه الأمالي، توجهت إليه مُبَكراً لمعرفتي بزحمة الطرقات، وسرت فيها كباقي خلق الله قاصداً وجهتي، لكني كُنتُ أفكر في حديث للفنان الرحل نور الشريف عن معاني ودلالة التفاصيل الصغيرة التي نشاهدها في حياتنا. تلك التفاصيل المتناثرة التي لو تفحصنا فيها لأخبرتنا الكثير عن الماضي الذي صنع لنا حاضراً ثقافياً يشكل في مجمله معالم وسِمات الهوية العربية، والتي يمثل فيها الحرف العربي إحدى الركائز التي تحدد هذه المعالم."8"وأخيراً وصلت رحلتي الى مقصدها، ووجدت صاحب الأمالي على استعدادٍ لبدء درسه، فسارعت الى إخراج عُدة الكتابة وانتظرت المُعلم الذي بدأ درسه بالحديث عن إشكالية شاعت بين الناس بالرغم من ان الحقيقة تختلف!!."عندما نستمع الى بعض اهل العلم نلاحظ وجود إشكالية تتعلق بحقيقة الكتابة عند العرب، وللأسف ان الكثير منهم يغض الطرف عنها لأسباب أجهلها، ربما لأنهم لم يفكروا فيما تتضمنه الآثار من تفاصيل ذات دلالات كبيرة، فالبعض من أهل العلم يصف العرب بأنهم - أمة رواية – أيّ ان العرب اعتمدوا الرواية الشفوية بديلاً عن الوثيقة المكتوبة، وهذه نقطة بحاجة الى بحثٍ ونظر""قد لا يختلف اثنان في ان العرب كانوا ولا زالوا أصحاب لُغة وبلاغة، وقد ساهم القرآن الكريم في حفظهما لأنه استخدم اللغة ذاتها وأضاف عليها من بلاغته ما لم يكُن مألوفاً لدى العرب، حتى قيل إن فيه إعجاز، وهنا نقف قليلاً.. المصاحف الأولى قد تم تدوينها على وسائل توثيق مختلفة كالرقاع وجريد النخل وغيره، والسؤال هنا من اين أتى الحرف الذي دوّن به القرآن الكريم؟.. ومن أين بدأ؟""9""إذا فكرنا في عملية الخلق بمجملها – وانا هنا أتحدث من منظور إسلامي بحت – سندرك ان الله سبحانه قد قدر للإنسان ان يستعين باللغة لتحقيق التواصل مع أبناء جلدته، وهذا يدفعنا للاعتقاد بأن اللغة أُعِدّتْ من قبل الخالق قبل وجود الخلق، أي ان لها مرجعيات مقدرة بدأت مع آدم (ع)، واتخذت أشكال مختلفة مع انتشار أبناء نوح (ع) في المعمورة، حيث أخذ هؤلاء الابناء الثلاثة اللغة من مصدر واحد لكن الأجيال التي نشأت عنهم طورت لها منظومات لغوية للتواصل، وبالتالي صنعت للغة مفردات صوتية مختلفة وأشكال تدوين مختلفة، وأحد هذه الأشكال هي اللغة العربية، والتي تجاوزت حدود التواصل بين افراد المجتمع العربي واكتسبت أبعاداً ذات طابع روحاني من خلال ارتباطها بالقرآن الكريم ومجمل المنظومة الدينية الاسلامية""أما حال العرب مع التدوين قبل الاسلام فكان متأثراً بالبيئة التي عاشوا فيها، والتي حددت وحصرت معرفة القراءة والكتابة بنخبة من المجتمع المبني على قواعد ومعالم الحياة القبلية، لكن مع انتشار الاسلام توسعت المعرفة بالقراءة والكتابة بين العرب وغير هم ممن اعتنق الاسلام""وهنا سنلاحظ ان الحرف العربي - باعتباره جزءاً من المنظومة اللغوية - في ظل انتشار الاسلام وما تبعه من تكوين الدولة وتعريب دواوينها، قد حقق نقلة على مستوى الرقعة الجغرافية للانتشار والاستخدام، حتى ان بعض اللغات استخدمت الحرف العربي في أبجديتها كالفارسية والتركية (العثمانية) والكردية والأوردو وغيرها، وهذا يدل على قوة الحرف العربي التكوينية والوظيفية والتي جعلت منه بديلاً للحروف التي كانت تستخدمها تلك اللغات التي تبلغ في أعمارها آلاف السنين" "10""وبالعودة في التاريخ وتحديداً الى أيام الدولة الأموية، سنلاحظ ان طبيعة التغيير الذي انتجه الدين الاسلامي في المجتمع العربي، والمتمثل بالانتقال من حياة الصحراء الى التحض ......
#أمالي
#الحميد
#مصطفى
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=742790
الحوار المتمدن
ربيع نعيم مهدي - أمالي عبد الحميد مصطفى - 2-
ربيع نعيم مهدي : أمالي عبد الحميد مصطفى - 3-
#الحوار_المتمدن
#ربيع_نعيم_مهدي "12""إن عمليات تطوير وتنميق الحروف اكتسبت نوعاً من المنهجية في الرصد والتقنين على يد الوزير ابن مقلة، والذي اهتم برصد الحرف العربي لتحديد قوانين ضبطه، والتي بدأت مع محاولته لتقنين خط الثلث، وهنا أجد من الواجب توضيح نقطة مهمة قبل أن نكمل حديثنا، وهي تتعلق بالقلم الذي كان يستخدم في الكتابة، إذ كان الأقدمون يحددون صفة قياسية للقلم مقدارها اثنتا عشر "شعرة حصان"، بمعنى أن اصطفافها يمثل المقياس الأمثل لعرض القلم.وعندما جاء ابن مقلة عمل على استغلال ما أنتجه التبادل الثقافي للشعوب التي دخلت في دائرة الحاضرة الإسلامية، والتي كما أشرنا سابقاً أثرت على الحرف العربي وتأثرت به، فسعى ابن مقلة إلى المزج بين الأشكال والأنساق الخطيّة الوافدة على الثقافة الإسلامية مع الحرف العربي، لإنتاج أشكال جديدة للحرف، ولتحقيق هذا الهدف بدأ ابن مقلة بتغيير مقاييس القلم، فكانت أول خطوة له في هذا الشأن هي بتقليل سمك القلم، وأوجد ما يُعرف بقلم الثُلُثيّن، أيّ أنه استخدم قلماً مقياسه "ثمانِ شعرات"، والذي نشأ عنه مقياس آخر للقلم هو "الثُلُث"، والذي عُرِفَ به خط الثلث، وهذه المحاولات أنتجت نمطاً وشكلاً جديداً لكتابة المصحف والتي تغيرت عما كانت في السابق."13"إن التغيير الذي نتحدث عنه لم يكن اعتباطياً أو نتاج لعملية عشوائية، بل كان خاضعاً لقواعد تستند على فلسفة، وهذه الفلسفة سمحت للثقافات الوافدة أن تدخل في رحابها دون أن تتأثر بها، فالانفتاح الذي شهدته الثقافة الإسلامية كانت له تأثيرات واضحة على الفن المعماري في الدول الإسلامية، لكن هذا التأثير كان محدوداً ومحدد بأُطر وثوابت إسلامية، والتي منعت استخدام الصور سواء أكانت بشرية أو حيوانية، في عمليات التزيين لإزالة معالم وثقافة الوثن التي كانت سائدة في مجتمع ما قبل الإسلام، والحفاظ على عقيدة المجتمع المسلم، لأن الصورة قد تتحول إلى "افتراضٍ يحدد اللا محدود"، وهذا أمرٌ مرفوض برمّته."14"ولأجل إثراء مفردات الفن الإسلامي جاءت ضرورة البحث عن بديل للصورة، وهذا البديل تمثل في الحرف والزخرفة، وعند الحديث عن الزخرفة يجب علينا أن نشير إلى أنها ليست فناً ابتكره العرب أو المسلمين، فالزخرفة كوسيلة إثراء جمالي ارتبطت بالحضارة، وعُرفت في آثار العديد من الحضارات كالفرعونية والبابلية والسومرية والإغريقية والرومانية وغيرها، لكن الزخرفة التي ارتبطت بالحضارة الإسلامية اتخذت طابعاً وشكلاً يتلاءم مع المنظومة الفلسفية الدينة التي أشرنا إليها فيما سبق، فعلى سبيل المثال كان صانع الزخرفة الإسلامية يأخذ فرع النبتة الحامل للورق ويحاول أن يبتعد عن الزهرة لأنها تحتاج إلى تصوير، بمعنى أن الفنان المسلم حاول أن يمتنع عن تجسيد الطبيعة في منظومة العمل الزخرفي بشكل واضح، وهذا ما دفع أرباب الفن والصنعة إلى إنتاج أشكال جديدة، سواء باستثمار قواعد الرسم الهندسي أو اقتباس شكل معين من النباتات والذي يُعرف بفن التوريق، أو استثمار الحرف العربي ذاته وإنتاج الزخرفة الكتابية.وفي المحصلة، خرج الفنان المسلم بعدد لا يحصى من الأدوات والمفردات التي شكلت وحدات أساسية في عملية صنع الأنساق الزخرفية، سواء أكانت باستخدام التماثل أو التقابل أو التكرار ، وبالتالي تم إنتاج أشكال كثيرة جداً لكل واحدة منها معالم جمالية خاصة به. "15" وهنا أجد من اللازم الوقوف عند نقطة مهمة تتعلق بالتطوير الوظيفي للحرف، فكلنا نعرف أن الحرف العربي في الأصل كان خالياً من علامات التشكيل والتنقيط، وللتوضيح.. التشكيل يشمل الحركات الإعرابية كالفتحة والضمة والكسرة والتنوين والسكون، أما الت ......
#أمالي
#الحميد
#مصطفى
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=745917
#الحوار_المتمدن
#ربيع_نعيم_مهدي "12""إن عمليات تطوير وتنميق الحروف اكتسبت نوعاً من المنهجية في الرصد والتقنين على يد الوزير ابن مقلة، والذي اهتم برصد الحرف العربي لتحديد قوانين ضبطه، والتي بدأت مع محاولته لتقنين خط الثلث، وهنا أجد من الواجب توضيح نقطة مهمة قبل أن نكمل حديثنا، وهي تتعلق بالقلم الذي كان يستخدم في الكتابة، إذ كان الأقدمون يحددون صفة قياسية للقلم مقدارها اثنتا عشر "شعرة حصان"، بمعنى أن اصطفافها يمثل المقياس الأمثل لعرض القلم.وعندما جاء ابن مقلة عمل على استغلال ما أنتجه التبادل الثقافي للشعوب التي دخلت في دائرة الحاضرة الإسلامية، والتي كما أشرنا سابقاً أثرت على الحرف العربي وتأثرت به، فسعى ابن مقلة إلى المزج بين الأشكال والأنساق الخطيّة الوافدة على الثقافة الإسلامية مع الحرف العربي، لإنتاج أشكال جديدة للحرف، ولتحقيق هذا الهدف بدأ ابن مقلة بتغيير مقاييس القلم، فكانت أول خطوة له في هذا الشأن هي بتقليل سمك القلم، وأوجد ما يُعرف بقلم الثُلُثيّن، أيّ أنه استخدم قلماً مقياسه "ثمانِ شعرات"، والذي نشأ عنه مقياس آخر للقلم هو "الثُلُث"، والذي عُرِفَ به خط الثلث، وهذه المحاولات أنتجت نمطاً وشكلاً جديداً لكتابة المصحف والتي تغيرت عما كانت في السابق."13"إن التغيير الذي نتحدث عنه لم يكن اعتباطياً أو نتاج لعملية عشوائية، بل كان خاضعاً لقواعد تستند على فلسفة، وهذه الفلسفة سمحت للثقافات الوافدة أن تدخل في رحابها دون أن تتأثر بها، فالانفتاح الذي شهدته الثقافة الإسلامية كانت له تأثيرات واضحة على الفن المعماري في الدول الإسلامية، لكن هذا التأثير كان محدوداً ومحدد بأُطر وثوابت إسلامية، والتي منعت استخدام الصور سواء أكانت بشرية أو حيوانية، في عمليات التزيين لإزالة معالم وثقافة الوثن التي كانت سائدة في مجتمع ما قبل الإسلام، والحفاظ على عقيدة المجتمع المسلم، لأن الصورة قد تتحول إلى "افتراضٍ يحدد اللا محدود"، وهذا أمرٌ مرفوض برمّته."14"ولأجل إثراء مفردات الفن الإسلامي جاءت ضرورة البحث عن بديل للصورة، وهذا البديل تمثل في الحرف والزخرفة، وعند الحديث عن الزخرفة يجب علينا أن نشير إلى أنها ليست فناً ابتكره العرب أو المسلمين، فالزخرفة كوسيلة إثراء جمالي ارتبطت بالحضارة، وعُرفت في آثار العديد من الحضارات كالفرعونية والبابلية والسومرية والإغريقية والرومانية وغيرها، لكن الزخرفة التي ارتبطت بالحضارة الإسلامية اتخذت طابعاً وشكلاً يتلاءم مع المنظومة الفلسفية الدينة التي أشرنا إليها فيما سبق، فعلى سبيل المثال كان صانع الزخرفة الإسلامية يأخذ فرع النبتة الحامل للورق ويحاول أن يبتعد عن الزهرة لأنها تحتاج إلى تصوير، بمعنى أن الفنان المسلم حاول أن يمتنع عن تجسيد الطبيعة في منظومة العمل الزخرفي بشكل واضح، وهذا ما دفع أرباب الفن والصنعة إلى إنتاج أشكال جديدة، سواء باستثمار قواعد الرسم الهندسي أو اقتباس شكل معين من النباتات والذي يُعرف بفن التوريق، أو استثمار الحرف العربي ذاته وإنتاج الزخرفة الكتابية.وفي المحصلة، خرج الفنان المسلم بعدد لا يحصى من الأدوات والمفردات التي شكلت وحدات أساسية في عملية صنع الأنساق الزخرفية، سواء أكانت باستخدام التماثل أو التقابل أو التكرار ، وبالتالي تم إنتاج أشكال كثيرة جداً لكل واحدة منها معالم جمالية خاصة به. "15" وهنا أجد من اللازم الوقوف عند نقطة مهمة تتعلق بالتطوير الوظيفي للحرف، فكلنا نعرف أن الحرف العربي في الأصل كان خالياً من علامات التشكيل والتنقيط، وللتوضيح.. التشكيل يشمل الحركات الإعرابية كالفتحة والضمة والكسرة والتنوين والسكون، أما الت ......
#أمالي
#الحميد
#مصطفى
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=745917
الحوار المتمدن
ربيع نعيم مهدي - أمالي عبد الحميد مصطفى - 3-