بسام ابوطوق : قمتا بافاريا ومدريد تبشران بالديموقراطية
#الحوار_المتمدن
#بسام_ابوطوق بين 28 إلى 30 يوليو استضافت مدريد زعماء حلف الناتو في قمة استثنائية وفي لحظة تاريخية تفتح كماً من مواجهة الأسئلة واستدراج الأجوبة واقتراح حزمة حلول وقرارات مصيرية منها الآني ومنها المؤجل، للتعامل مع المعالم المستجدة على المسار الحرج الذي يسير عليه هذا الحلف العالمي مدفوعاً بتطورات متسارعة وتحولات مضطربة جعلته ينوس بين خيارات الزوال لانتفاء غاية تأسيسه، وبين التحور ليبقى له أسباب التواجد ومواجهة الأخطار والمهام المستجدة. نشأ حلف الناتو بوصفه حلفاً دفاعياً بين ضفتي المحيط الأطلسي الشماليتين في مواجهة الارتدادات الناشئة عن انتهاء الحرب العالمية الثانية، من حيث تقاسم التركة الألمانية المندحرة مع الخصم الجديد المتمثل في الدب الروسي المتوثب عبر الاتحاد السوفييتي وهيمنته على دول أوروبا الشرقية، فكان لابد أن تعاد صياغة مراكز الثقل ومواقع النفوذ وخطوط التماس وأشكال الصراع بما يتناسب مع هذا التموضع الجديد للقوى العالمية وتحالفاتها وهكذا تأسس حلف الناتو ليجمع معسكر لأنظمة عالمية غربية عرّفت ماهيتها وأسباب وجودها بكونها أنظمة ديمقراطية، سياستها الحريات العامة واقتصادها السوق المفتوحة وافكارها شفافة وإنسانية، في مواجهة معسكر لأنظمة عالمية شرقية سياستها الاستبداد والأوليغارشية واقتصادها السوق المحمية المغلقة وأفكارها قومية ومتعصبة تمظهر هذا الصراع بمصطلح جديد على التاريخ البشري العالمي وهو الحرب الباردة، حيث إن هذا الصراع لا يصل إلى حد استعمال السلاح الذي أضحى نووياً شامل الدمار. عدا ذلك يحشد كلا المعسكرين كل أساليب الضغط للحصول على مكاسب مادية أو معنوية. وتعد الأحلاف العسكرية المتفرعة من أشرس وأنعم هذه الأساليب في آن واحد، وهي وسيلة ضاغطة وخانقة من وسائل الحرب الباردة بدأت بحلف جنوب شرقي آسيا وحلف بغداد، وفي مواجهتها وكرد فعل على هذه الأحلاف تأسس حلف وارسو تم تبريد مناطق الاحتكاك الساخنة وتم تسخين مناطق الاحتكاك الباردة، ولم يطلق أي من هذه الحلفين طلقة واحدة ضد خصمه طوال فترة الحرب الباردة هذه ل اكتفى بممارسة الردع ضد الحلف المضاد. ولدى انهيار الاتحاد السوفييتي ومن ثم زواله عام 1991واجه الناتو خيار انتهاء صلاحيته أو التحور فانحاز الى الخيار الثاني، وتغيرت الأهداف والوسائل والغايات وتبدل الأعداء والخصوم، واختلفت ثنائيات الأضداد وعم الكيل بمكاييل، لتضيع وتختلط تعاريف الديمقراطية بالأوليغارشية والتقدم بالرجعية والتكتيك بالاستراتيجية، فعدو الأمس يصبح صديق اليوم وما يكون خصماً اليوم يمسي حليفاً بالغد، وفيما توجه الناتو بطبعته الجديدة إلى توسيع مجاله الحيوي شرقاً على حساب انحسار النفوذ السوفييتي، فإن رد فعل الزعيم الروسي فلاديمير بوتين وريث الأحلام الإمبراطورية الروسية هو التدخل العسكري المباشر في جورجيا وأوكرانيا، مستلهماً إرث الثقافة الروسية في القمار الخطر ومراهناً على أن التدخل العسكري المحدود سيكون كافياً لردع أوكرانيا والغرب من خلفها على مبدأ أن انضمام جورجيا أو أوكرانيا الى الحلف المعادي وهما في حالة مواجهة عسكرية مع روسيا يعني دخول هذا الحلف في تلك المواجهة وهو الأمر المرفوض وفق مواصفات وقواعد الحرب الباردة حسابات بوتين المستندة إلى فرضيات مغامرة ومقامرة لم تكن بحسابات متوازنة والواضح أن سوء التقدير هذا سيؤدي الى ارتدادات موجعة ظهرت بوادرها في قمة مدريد الجديدة فقد تمت استعادة تركيا ذات الوزن الإقليمي ......
#قمتا
#بافاريا
#ومدريد
#تبشران
#بالديموقراطية
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=761788
#الحوار_المتمدن
#بسام_ابوطوق بين 28 إلى 30 يوليو استضافت مدريد زعماء حلف الناتو في قمة استثنائية وفي لحظة تاريخية تفتح كماً من مواجهة الأسئلة واستدراج الأجوبة واقتراح حزمة حلول وقرارات مصيرية منها الآني ومنها المؤجل، للتعامل مع المعالم المستجدة على المسار الحرج الذي يسير عليه هذا الحلف العالمي مدفوعاً بتطورات متسارعة وتحولات مضطربة جعلته ينوس بين خيارات الزوال لانتفاء غاية تأسيسه، وبين التحور ليبقى له أسباب التواجد ومواجهة الأخطار والمهام المستجدة. نشأ حلف الناتو بوصفه حلفاً دفاعياً بين ضفتي المحيط الأطلسي الشماليتين في مواجهة الارتدادات الناشئة عن انتهاء الحرب العالمية الثانية، من حيث تقاسم التركة الألمانية المندحرة مع الخصم الجديد المتمثل في الدب الروسي المتوثب عبر الاتحاد السوفييتي وهيمنته على دول أوروبا الشرقية، فكان لابد أن تعاد صياغة مراكز الثقل ومواقع النفوذ وخطوط التماس وأشكال الصراع بما يتناسب مع هذا التموضع الجديد للقوى العالمية وتحالفاتها وهكذا تأسس حلف الناتو ليجمع معسكر لأنظمة عالمية غربية عرّفت ماهيتها وأسباب وجودها بكونها أنظمة ديمقراطية، سياستها الحريات العامة واقتصادها السوق المفتوحة وافكارها شفافة وإنسانية، في مواجهة معسكر لأنظمة عالمية شرقية سياستها الاستبداد والأوليغارشية واقتصادها السوق المحمية المغلقة وأفكارها قومية ومتعصبة تمظهر هذا الصراع بمصطلح جديد على التاريخ البشري العالمي وهو الحرب الباردة، حيث إن هذا الصراع لا يصل إلى حد استعمال السلاح الذي أضحى نووياً شامل الدمار. عدا ذلك يحشد كلا المعسكرين كل أساليب الضغط للحصول على مكاسب مادية أو معنوية. وتعد الأحلاف العسكرية المتفرعة من أشرس وأنعم هذه الأساليب في آن واحد، وهي وسيلة ضاغطة وخانقة من وسائل الحرب الباردة بدأت بحلف جنوب شرقي آسيا وحلف بغداد، وفي مواجهتها وكرد فعل على هذه الأحلاف تأسس حلف وارسو تم تبريد مناطق الاحتكاك الساخنة وتم تسخين مناطق الاحتكاك الباردة، ولم يطلق أي من هذه الحلفين طلقة واحدة ضد خصمه طوال فترة الحرب الباردة هذه ل اكتفى بممارسة الردع ضد الحلف المضاد. ولدى انهيار الاتحاد السوفييتي ومن ثم زواله عام 1991واجه الناتو خيار انتهاء صلاحيته أو التحور فانحاز الى الخيار الثاني، وتغيرت الأهداف والوسائل والغايات وتبدل الأعداء والخصوم، واختلفت ثنائيات الأضداد وعم الكيل بمكاييل، لتضيع وتختلط تعاريف الديمقراطية بالأوليغارشية والتقدم بالرجعية والتكتيك بالاستراتيجية، فعدو الأمس يصبح صديق اليوم وما يكون خصماً اليوم يمسي حليفاً بالغد، وفيما توجه الناتو بطبعته الجديدة إلى توسيع مجاله الحيوي شرقاً على حساب انحسار النفوذ السوفييتي، فإن رد فعل الزعيم الروسي فلاديمير بوتين وريث الأحلام الإمبراطورية الروسية هو التدخل العسكري المباشر في جورجيا وأوكرانيا، مستلهماً إرث الثقافة الروسية في القمار الخطر ومراهناً على أن التدخل العسكري المحدود سيكون كافياً لردع أوكرانيا والغرب من خلفها على مبدأ أن انضمام جورجيا أو أوكرانيا الى الحلف المعادي وهما في حالة مواجهة عسكرية مع روسيا يعني دخول هذا الحلف في تلك المواجهة وهو الأمر المرفوض وفق مواصفات وقواعد الحرب الباردة حسابات بوتين المستندة إلى فرضيات مغامرة ومقامرة لم تكن بحسابات متوازنة والواضح أن سوء التقدير هذا سيؤدي الى ارتدادات موجعة ظهرت بوادرها في قمة مدريد الجديدة فقد تمت استعادة تركيا ذات الوزن الإقليمي ......
#قمتا
#بافاريا
#ومدريد
#تبشران
#بالديموقراطية
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=761788
الحوار المتمدن
بسام ابوطوق - قمتا بافاريا ومدريد تبشران بالديموقراطية