ثامر عباس : مفهوم العنف الاجتماعي : دلالاته وأشكال تجليه
#الحوار_المتمدن
#ثامر_عباس مفهوم العنف الاجتماعي – دلالاته وأشكال تجليه المقدمة لعل من نافل القول إن أبرز ما يمكن أن يواجهه الكتاب والباحثين - لاسيما المتخصصين منهم بالحقول الاجتماعية والإنسانية - أثناء شروعهم بالكتابة عن موضوع معين ، هي جملة الصعوبات المعرفية الجمة والمعوقات المنهجية الشائكة المتعلقة بقدرتهم على ضبط المفاهيم وتقنين المصطلحات المستخدمة ، فضلا"عن سلامة توظيفها ودقة استثمارها في إطار نصوصهم وخطاباتهم ، حيث يراد لها أن تكون بمثابة مجسات استشعار لمسالك بحوثهم وتوجهات دراساتهم وسط غابة متشابكة من المعاني والدلالات ، وخصوصا"حين يتعلق الأمر بالمواضيع ذات الشأن بالعلوم الاجتماعية أو الإنسانية كما هو معروف لغالبية الكتاب والباحثين . وعلى الرغم من أن تلك المفاهيم والمصطلحات قد نالت – بعد التشذيب والتهذيب – شرعيتها المعرفية وصلاحيتها السوسيولوجية ، وحظيت من ثم بإجماع العاملين في الحقول ذات الشأن الإنساني من خلال تصديهم ومقارعتهم للظواهر الاجتماعية المتنوعة ، إلاّ أنها ستبقى دائما"محط اختلاف في المنظورات وتباين في وجهات النظر ، ليس فقط لأنها تهتم بتحليل وتاويل ظواهر ذات طبيعة جدلية متغيرة ومتطورة فحسب ، بل وكذلك لتعدد المنطلقات الفكرية وتنوع المشارب الإيديولوجية وتغاير الاهتمامات الاجتماعية للمتخصصين في مثل هذه الميادين والمضامير المعرفية . وعلى هذا الأساس فان السلوك العدواني الذي يكاد يخترق كل جزئية في حياة الإنسان كما لو أنه خاصية في طبيعته ومكوّن في جبلته ، لا ينظر إليه من قبل (الجلاد) و(الضحية) بنفس المعنى والدلالة التي يعطيها كليهما لهذا النمط من السلوك العنيف . مثلما إن نزعة (التطرف) الديني أو (التعصب) القومي التي تمارسها جماعة ضد أخرى كما هو شائع في المجتمعات المتخلفة التي لم تبلغ بعد طور الكيانات الحضارية المستقرة ، لا تحمل ذات الأبعاد السياسية والأخلاقية التي تفرضها وتسوغها بين كلا الجماعتين المتنازعتين . وبنفس المعنى فان (الإكراه) الذي تمارسه الدولة ضد المجتمع لا يثير نفس الانطباعات والتمثلات بين دولة تنتهج النظام الديمقراطي وبين تلك التي تتصرف بوحي من نزوعها التوتاليتاري . وهو الأمر الذي دفع ببعض الباحثين للتحذير من مغبة التسرع في صياغة تعاريف قطعية ونهائية لمفهوم يمتاز بالسيولة وانعدام الثبات كالعنف ، حيث (( سيكون من قبيل الوهم السعي إلى تقديم تعريف عن العنف ، وهو بمصطلحه الفرنسي (Vioience) يرجع إلى جذر لاتيني يحيل إلى مجموعة متعددة من المعاني : التواء ، لولب ، التفاف ، ثقب (...) يشير جان لوكا (Jean Leca) إلى أنه لا يمكن أن نفهم العنف كمتغير تابع (مسبّب) – بالفتح - ولا كمتغير مستقل (مسبّب) – بالكسر - ، ولا (كوظيفة) أو ثقافة ، ولا كسلسلة أطلقها طرف (هو البادئ) ، بل كعنصر في أنظمة عمل متعددة حيث يمكن ، بحسب الحالات الملموسة والأسئلة المطروحة ، تفكيك العنف إلى حالات عنف ))(24) . هذا وقد أشار من جانبه الباحث المصري (حسنين توفيق إبراهيم) ضمن دراسته الممتازة لظاهرة العنف السياسي في النظم العربية ، إلى طبيعة الصعوبات الناجمة عن محاولة إيجاد تعريف جامع ومانع لمفهوم العنف حين كتب مستعرضا"يقول (( تعدّ مشكلة التعريف بالمفاهيم وتحديدها من المشكلات الأساسية في التحليل السياسي ، بل والتحليل الاجتماعي بصفة عامة . إذ تتعدد وتتداخل التعريفات للمفهوم الواحد ، الأمر الذي يخلق قدرا"من الاضطراب واللبس عند استعمال مثل هذه المفاهيم . ويرجع عدم الاتفاق حول تعريف المفاهيم في العلوم الاجتماعية وتحديدها إلى عدة اعتبارات من ......
#مفهوم
#العنف
#الاجتماعي
#دلالاته
#وأشكال
#تجليه
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=768856
#الحوار_المتمدن
#ثامر_عباس مفهوم العنف الاجتماعي – دلالاته وأشكال تجليه المقدمة لعل من نافل القول إن أبرز ما يمكن أن يواجهه الكتاب والباحثين - لاسيما المتخصصين منهم بالحقول الاجتماعية والإنسانية - أثناء شروعهم بالكتابة عن موضوع معين ، هي جملة الصعوبات المعرفية الجمة والمعوقات المنهجية الشائكة المتعلقة بقدرتهم على ضبط المفاهيم وتقنين المصطلحات المستخدمة ، فضلا"عن سلامة توظيفها ودقة استثمارها في إطار نصوصهم وخطاباتهم ، حيث يراد لها أن تكون بمثابة مجسات استشعار لمسالك بحوثهم وتوجهات دراساتهم وسط غابة متشابكة من المعاني والدلالات ، وخصوصا"حين يتعلق الأمر بالمواضيع ذات الشأن بالعلوم الاجتماعية أو الإنسانية كما هو معروف لغالبية الكتاب والباحثين . وعلى الرغم من أن تلك المفاهيم والمصطلحات قد نالت – بعد التشذيب والتهذيب – شرعيتها المعرفية وصلاحيتها السوسيولوجية ، وحظيت من ثم بإجماع العاملين في الحقول ذات الشأن الإنساني من خلال تصديهم ومقارعتهم للظواهر الاجتماعية المتنوعة ، إلاّ أنها ستبقى دائما"محط اختلاف في المنظورات وتباين في وجهات النظر ، ليس فقط لأنها تهتم بتحليل وتاويل ظواهر ذات طبيعة جدلية متغيرة ومتطورة فحسب ، بل وكذلك لتعدد المنطلقات الفكرية وتنوع المشارب الإيديولوجية وتغاير الاهتمامات الاجتماعية للمتخصصين في مثل هذه الميادين والمضامير المعرفية . وعلى هذا الأساس فان السلوك العدواني الذي يكاد يخترق كل جزئية في حياة الإنسان كما لو أنه خاصية في طبيعته ومكوّن في جبلته ، لا ينظر إليه من قبل (الجلاد) و(الضحية) بنفس المعنى والدلالة التي يعطيها كليهما لهذا النمط من السلوك العنيف . مثلما إن نزعة (التطرف) الديني أو (التعصب) القومي التي تمارسها جماعة ضد أخرى كما هو شائع في المجتمعات المتخلفة التي لم تبلغ بعد طور الكيانات الحضارية المستقرة ، لا تحمل ذات الأبعاد السياسية والأخلاقية التي تفرضها وتسوغها بين كلا الجماعتين المتنازعتين . وبنفس المعنى فان (الإكراه) الذي تمارسه الدولة ضد المجتمع لا يثير نفس الانطباعات والتمثلات بين دولة تنتهج النظام الديمقراطي وبين تلك التي تتصرف بوحي من نزوعها التوتاليتاري . وهو الأمر الذي دفع ببعض الباحثين للتحذير من مغبة التسرع في صياغة تعاريف قطعية ونهائية لمفهوم يمتاز بالسيولة وانعدام الثبات كالعنف ، حيث (( سيكون من قبيل الوهم السعي إلى تقديم تعريف عن العنف ، وهو بمصطلحه الفرنسي (Vioience) يرجع إلى جذر لاتيني يحيل إلى مجموعة متعددة من المعاني : التواء ، لولب ، التفاف ، ثقب (...) يشير جان لوكا (Jean Leca) إلى أنه لا يمكن أن نفهم العنف كمتغير تابع (مسبّب) – بالفتح - ولا كمتغير مستقل (مسبّب) – بالكسر - ، ولا (كوظيفة) أو ثقافة ، ولا كسلسلة أطلقها طرف (هو البادئ) ، بل كعنصر في أنظمة عمل متعددة حيث يمكن ، بحسب الحالات الملموسة والأسئلة المطروحة ، تفكيك العنف إلى حالات عنف ))(24) . هذا وقد أشار من جانبه الباحث المصري (حسنين توفيق إبراهيم) ضمن دراسته الممتازة لظاهرة العنف السياسي في النظم العربية ، إلى طبيعة الصعوبات الناجمة عن محاولة إيجاد تعريف جامع ومانع لمفهوم العنف حين كتب مستعرضا"يقول (( تعدّ مشكلة التعريف بالمفاهيم وتحديدها من المشكلات الأساسية في التحليل السياسي ، بل والتحليل الاجتماعي بصفة عامة . إذ تتعدد وتتداخل التعريفات للمفهوم الواحد ، الأمر الذي يخلق قدرا"من الاضطراب واللبس عند استعمال مثل هذه المفاهيم . ويرجع عدم الاتفاق حول تعريف المفاهيم في العلوم الاجتماعية وتحديدها إلى عدة اعتبارات من ......
#مفهوم
#العنف
#الاجتماعي
#دلالاته
#وأشكال
#تجليه
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=768856
الحوار المتمدن
ثامر عباس - مفهوم العنف الاجتماعي : دلالاته وأشكال تجليه
ثامر عباس : مفهوم العنف الاجتماعي : دلالاته وأشكال تجليه الحلقة الأولى ما هو العنف ؟
#الحوار_المتمدن
#ثامر_عباس مفهوم العنف الاجتماعي : دلالاته وأشكال تجليه الحلقة الأولى – ما هو العنف ؟ على الرغم من الكم الهائل والتنوع المذهل لأدبيات العلوم السوسيولوجية والانثروبولوجية والسيكولوجية ؛ السياسة والاجتماع والنفس والتاريخ والاقتصاد ، فضلا"عن الثقافة والدين ، التي تصدت لبحث ودراسة ظاهرة (العنف) في المجتمعات البشرية ، وخصوصا"لجهة الكشف عن الأسباب المولدة لها وإماطة اللثام عن الدوافع المحرضة عليها . إلاّ أن واقعة الاختلاف في تعريف ماهيتها والتباين في توصيف دينامياتها ، ستبقى مسائل معلقة وغير محلولة تتضارب حولها الآراء وتتصادم بشأنها التصورات ، انسجاما"مع حقائق ما يحفل به الواقع الاجتماعي من تنوع في الثقافات واعدد في الديانات وتباين في الحضارات . وهو الأمر الذي حمل الفيلسوفة الألمانية (حنة أرندت) – وهي تحيل إلى المفكر الفرنسي (جورج سوريل) - إلى الشكوى من هذا الأمر قائلة (( ما كان سوريل يلاحظه قبل ستين سنة من أن (مشاكل العنف لا تزال شديدة الغموض) لا يزال اليوم صحيحا"بمثل ما كان أيام سوريل ))(1) . هذا في حين اعتبر عالم الاجتماع الفرنسي (فيليب برنو) من جانبه إن (( صعوبة تعريف العنف أمر يعاني منه بصورة خاصة العالم الاجتماعي . فهو إذ يحاول في مرحلة أولى دراسة النظم الاجتماعية ، يلاحظ إن ما يسمى بالعنف يختلف من مجتمع لآخر ، ومن حضارة لأخرى . ففي نظام إفريقي معين يعتبر تقديم الذبائح البشرية أمرا"طبيعيا"، ولا يمكن وصفه بالعنف . وعلى العكس من ذلك ، فان انعدام التضامن بين الجماعات البشرية المذرّاة في مدننا الحديثة ، من شأنه أن يبدو عنفا"لا يطاق في نظر أفراد القبيلة الإفريقية القاتلة . فان العنف يتعلق بنظام معايير المجتمعات ))(2) . واللافت حقا"إن بعض المعاجم والموسوعات المعتمدة في هذا المجال تجنبت – ضمن استعراضها الموجز لبعض المفاهيم والمصطلحات المتداولة في حقل العلوم الاجتماعية والإنسانية – الإشارة إلى ما يعنيه العنف (كمفهوم) وما قد يدلل عليه من مضامين مختلفة ، مقصرة تركيز اهتمامها على بعض الجوانب الإجرائية التي تتمظهر من خلالها ظاهرة العنف بين الأفراد والجماعات ، أو عبر صراع الدولة مع مكوناتها الاجتماعية ، فضلا"عن إلماحها المقتضب إلى ما بلورته هذه النظرية أو تلك من أفكار وتصورات حيال طبيعة العنف وماهية الدوافع المسببة له . وكأني بها تحاول النأي بنفسها عن الاحراجات المترتبة على تفضيلها لمفهوم معين دون الآخر ، والتي يمكن أن تساق إليها عندما تتصدى لهذه المهمة الإشكالية . وكمثال على ذلك فانه ومن خلال استعراضنا لمجموعة من المعاجم والموسوعات المتخصصة في العلوم الاجتماعية والإنسانية ، نلاحظ تنوع في الإجابات وتباين في المنظورات وفقا"لما قد تعنيه ظاهرة العنف بالنسبة لها وعلى النحو التالي : أولا - ورد في معجم العلوم الإنسانية ما نصه (( يتخذ العنف في المجتمعات الإنسانية أشكالا"مختلفة : شكل الحرب (البين تقنية ، بين دولية ، حرب أهلية ، وغزو) ، وشكل الجريمة والأعمال المنحرفة (العاطفية ، السياسية ، الماجنة) ، عنف الدولة (القمع ، التعذيب ، والعزل) ، والشكل الأكثر انتشارا"، مثل المشاجرات والمشاحنات بين الأفراد (إثناء الفرص أو بين اللعب) ، وثمة أعمال عنف خفية (العنف الزوجي، الاغتصاب ، سوء معاملة الأولاد) ، وثمة أعمال قصاص يفرضها السلك الكهنوتي أو الأهل والمربين وأسياد العبيد الآخرين ))(3) . ثانيا"- من ناحيتهم فقد اقتصر واضعوا معجم الاثنولوجيا والانثروبولوجيا على ذكر معنى (العنف المدني) وحسب باعتباره (( ظاهرة تتجلى في المجتمعات الكبرى ، وبالأخص في الأحياء المهمشة – لاسيما ......
#مفهوم
#العنف
#الاجتماعي
#دلالاته
#وأشكال
#تجليه
#الحلقة
#الأولى
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=768971
#الحوار_المتمدن
#ثامر_عباس مفهوم العنف الاجتماعي : دلالاته وأشكال تجليه الحلقة الأولى – ما هو العنف ؟ على الرغم من الكم الهائل والتنوع المذهل لأدبيات العلوم السوسيولوجية والانثروبولوجية والسيكولوجية ؛ السياسة والاجتماع والنفس والتاريخ والاقتصاد ، فضلا"عن الثقافة والدين ، التي تصدت لبحث ودراسة ظاهرة (العنف) في المجتمعات البشرية ، وخصوصا"لجهة الكشف عن الأسباب المولدة لها وإماطة اللثام عن الدوافع المحرضة عليها . إلاّ أن واقعة الاختلاف في تعريف ماهيتها والتباين في توصيف دينامياتها ، ستبقى مسائل معلقة وغير محلولة تتضارب حولها الآراء وتتصادم بشأنها التصورات ، انسجاما"مع حقائق ما يحفل به الواقع الاجتماعي من تنوع في الثقافات واعدد في الديانات وتباين في الحضارات . وهو الأمر الذي حمل الفيلسوفة الألمانية (حنة أرندت) – وهي تحيل إلى المفكر الفرنسي (جورج سوريل) - إلى الشكوى من هذا الأمر قائلة (( ما كان سوريل يلاحظه قبل ستين سنة من أن (مشاكل العنف لا تزال شديدة الغموض) لا يزال اليوم صحيحا"بمثل ما كان أيام سوريل ))(1) . هذا في حين اعتبر عالم الاجتماع الفرنسي (فيليب برنو) من جانبه إن (( صعوبة تعريف العنف أمر يعاني منه بصورة خاصة العالم الاجتماعي . فهو إذ يحاول في مرحلة أولى دراسة النظم الاجتماعية ، يلاحظ إن ما يسمى بالعنف يختلف من مجتمع لآخر ، ومن حضارة لأخرى . ففي نظام إفريقي معين يعتبر تقديم الذبائح البشرية أمرا"طبيعيا"، ولا يمكن وصفه بالعنف . وعلى العكس من ذلك ، فان انعدام التضامن بين الجماعات البشرية المذرّاة في مدننا الحديثة ، من شأنه أن يبدو عنفا"لا يطاق في نظر أفراد القبيلة الإفريقية القاتلة . فان العنف يتعلق بنظام معايير المجتمعات ))(2) . واللافت حقا"إن بعض المعاجم والموسوعات المعتمدة في هذا المجال تجنبت – ضمن استعراضها الموجز لبعض المفاهيم والمصطلحات المتداولة في حقل العلوم الاجتماعية والإنسانية – الإشارة إلى ما يعنيه العنف (كمفهوم) وما قد يدلل عليه من مضامين مختلفة ، مقصرة تركيز اهتمامها على بعض الجوانب الإجرائية التي تتمظهر من خلالها ظاهرة العنف بين الأفراد والجماعات ، أو عبر صراع الدولة مع مكوناتها الاجتماعية ، فضلا"عن إلماحها المقتضب إلى ما بلورته هذه النظرية أو تلك من أفكار وتصورات حيال طبيعة العنف وماهية الدوافع المسببة له . وكأني بها تحاول النأي بنفسها عن الاحراجات المترتبة على تفضيلها لمفهوم معين دون الآخر ، والتي يمكن أن تساق إليها عندما تتصدى لهذه المهمة الإشكالية . وكمثال على ذلك فانه ومن خلال استعراضنا لمجموعة من المعاجم والموسوعات المتخصصة في العلوم الاجتماعية والإنسانية ، نلاحظ تنوع في الإجابات وتباين في المنظورات وفقا"لما قد تعنيه ظاهرة العنف بالنسبة لها وعلى النحو التالي : أولا - ورد في معجم العلوم الإنسانية ما نصه (( يتخذ العنف في المجتمعات الإنسانية أشكالا"مختلفة : شكل الحرب (البين تقنية ، بين دولية ، حرب أهلية ، وغزو) ، وشكل الجريمة والأعمال المنحرفة (العاطفية ، السياسية ، الماجنة) ، عنف الدولة (القمع ، التعذيب ، والعزل) ، والشكل الأكثر انتشارا"، مثل المشاجرات والمشاحنات بين الأفراد (إثناء الفرص أو بين اللعب) ، وثمة أعمال عنف خفية (العنف الزوجي، الاغتصاب ، سوء معاملة الأولاد) ، وثمة أعمال قصاص يفرضها السلك الكهنوتي أو الأهل والمربين وأسياد العبيد الآخرين ))(3) . ثانيا"- من ناحيتهم فقد اقتصر واضعوا معجم الاثنولوجيا والانثروبولوجيا على ذكر معنى (العنف المدني) وحسب باعتباره (( ظاهرة تتجلى في المجتمعات الكبرى ، وبالأخص في الأحياء المهمشة – لاسيما ......
#مفهوم
#العنف
#الاجتماعي
#دلالاته
#وأشكال
#تجليه
#الحلقة
#الأولى
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=768971
الحوار المتمدن
ثامر عباس - مفهوم العنف الاجتماعي : دلالاته وأشكال تجليه (الحلقة الأولى) ما هو العنف ؟
ثامر عباس : مفهوم العنف الاجتماعي : دلالاته وأشكال تجليه الحلقة الثانية ما هو العدوان ؟
#الحوار_المتمدن
#ثامر_عباس مفهوم العنف الاجتماعي : دلالاته وأشكال تجليه (الحلقة الثانية) - ما هو العدوان ؟! يعتبر مفهوم (العدوان) في العديد من الأبحاث والدراسات المعنية بهذا الشأن ، من أشد المفاهيم التصاقا"بمفهوم (العنف) وأكثرها إيحاءا"بمضامينه وأقربها دلالة لمعطياته ، حتى لكأنه يبدو مندغما"فيه ومتماهيا"معه لحد التطابق . ولهذا قلما تجد من يعير للفروقات والاختلافات بينهما كبير اهتمام ، باعتبار إن هدفهما واحد وغايتهما متماثلة وهي إلحاق الأذى الجسدي بالضحية والإساءة إليها معنويا"ورمزيا". وإذا ما أجبر بعضهم على الاعتراف بوجود خصائص متباينة بين هذا وذاك ، فانه يقر بذلك فقط على مستوى الاختلاف بالدرجة وليس النوع ، وعلى هذا الأساس (( يمكن التمييز بين العنف والعدوانية : العنف إصابة قوية تحدث أذى جسديا"، بينما العدوانية سلوك يحدث أذى جسديا" أقل ... مع أنه يتسبب غالبا"في ضرر نفسي شديد . وحيث إن العدوانية يمكن أن تحدث ضررا"للضحية مثل العنف الجسدي الحقيقي ، وربما أكثر أحيانا"، فان كثيرا"من العاملين في مجال الصحة النفسية والقضاء الجنائي يختارون استخدام مصطلح العنف للإشارة إلى كل من العدوانية والعنف الجسدي ، لتجنب الظهور بمظهر التواطؤ مع الاعتقاد بأن العدوانية ليست خطيرة أو مؤذية ))(1) . بيد أن هناك من الباحثين من لفتوا الانتباه إلى ضرورة التميز بين المفهومين ومراعاة ما بينهما من تباين ؛ إن على مستوى الأصل والطبيعة أو على صعيد الفعل والسياق ، ولعل من أهم تلك الفوارق هي إن (العدوان) مرهون بالطبيعة الغريزية للفاعل الاجتماعي ، في حين إن (العنف) مرتبط بالثقافة التي يتعلمها وبالقيم التي يكتسبها من المجتمع . إذ (( من الواضح إن العدوان هو صفة عامة للطبيعة البشرية ... بيد أن تطور هذه الصفة – سواء تحولت إلى عرض من أعراض السلوك المدمرة الشاملة أم هجعت ورقدت – يبدو وكأنه يكمن ضمن نطاق ثقافة الإنسان حسب الشكل الذي تتخذه هذه الثقافة من خلال الخبرات الأسرية الأولى ))(2) . هذا وقد خلص العالم الاجتماعي العراقي (إبراهيم الحيدري) إلى واقعة إن علماء النفس اعتقدوا (( إن العدوانية غريزة إنسانية ماثلة أمامنا في التاريخ الإنساني إلى درجة أنها أصبحت قانونا"طبيعيا"، في حين يؤكد علماء النفس الاجتماعي وكذلك الانثروبولوجيا على أن العنف لا يلازم الطبيعة البشرية بالضرورة ، وإنما هي العدوانية التي تلازمها ، كما أنه ليس من المحتم وسم كل عدوانية بالعنف ))(3) . وإذا ما شرعنا في البحث عن تعريف محدد لمفهوم العدوان بين ثنايا البحوث والدراسات الاجتماعية ، فإننا سنصادف كم هائل من التنظيرات التي تتوافق تارة وتتفارق تارة أخرى حول طبيعة هذا المفهوم ، لاسيما وانه تلون بالكثير من إسهامات العلوم الطبيعية (البيولوجيا والفسيولوجيا) والإنسانية (السوسيولوجيا) و(السيكولوجيا) . وهو الأمر الذي أضفى عليه نوع من السيولة في المعنى والميوعة في الدلالة ، بحيث حملت هذه الخاصية أحد علماء النفس إلى إنكار وجود هذا المصطلح أصلا"لحد الآن . معتبرا"إن (( العدوان مصطلح متمور لم يتبلور بعد ، فقد استخدم لوصف ظواهر متباينة ظاهريا"مثل الإشاعة ، النكات ، الميول الانتحارية ، النزوات العدائية ، وكذلك الأعمال التدميرية المباشرة . فحادثة بسيطة – كصفع أمرئ على قفاه – يمكن أن ينظر إليها مشاهد ما على أنها عمل عدواني في حين يراها آخر ، على معرفة بالظروف المحيطة بالعمل وسياقه ، بوصفها دليلا"على الصداقة الحميمة (...) في هذا البحث حذونا حذو سيرز ، ماكوبي وليفن في تعريف العدوان بأنه (السلوك الذي يهدف إلى إيقاع الأذى أو الضرر بشخص ما) وكلمة (يهدف) ......
#مفهوم
#العنف
#الاجتماعي
#دلالاته
#وأشكال
#تجليه
#الحلقة
#الثانية
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=769056
#الحوار_المتمدن
#ثامر_عباس مفهوم العنف الاجتماعي : دلالاته وأشكال تجليه (الحلقة الثانية) - ما هو العدوان ؟! يعتبر مفهوم (العدوان) في العديد من الأبحاث والدراسات المعنية بهذا الشأن ، من أشد المفاهيم التصاقا"بمفهوم (العنف) وأكثرها إيحاءا"بمضامينه وأقربها دلالة لمعطياته ، حتى لكأنه يبدو مندغما"فيه ومتماهيا"معه لحد التطابق . ولهذا قلما تجد من يعير للفروقات والاختلافات بينهما كبير اهتمام ، باعتبار إن هدفهما واحد وغايتهما متماثلة وهي إلحاق الأذى الجسدي بالضحية والإساءة إليها معنويا"ورمزيا". وإذا ما أجبر بعضهم على الاعتراف بوجود خصائص متباينة بين هذا وذاك ، فانه يقر بذلك فقط على مستوى الاختلاف بالدرجة وليس النوع ، وعلى هذا الأساس (( يمكن التمييز بين العنف والعدوانية : العنف إصابة قوية تحدث أذى جسديا"، بينما العدوانية سلوك يحدث أذى جسديا" أقل ... مع أنه يتسبب غالبا"في ضرر نفسي شديد . وحيث إن العدوانية يمكن أن تحدث ضررا"للضحية مثل العنف الجسدي الحقيقي ، وربما أكثر أحيانا"، فان كثيرا"من العاملين في مجال الصحة النفسية والقضاء الجنائي يختارون استخدام مصطلح العنف للإشارة إلى كل من العدوانية والعنف الجسدي ، لتجنب الظهور بمظهر التواطؤ مع الاعتقاد بأن العدوانية ليست خطيرة أو مؤذية ))(1) . بيد أن هناك من الباحثين من لفتوا الانتباه إلى ضرورة التميز بين المفهومين ومراعاة ما بينهما من تباين ؛ إن على مستوى الأصل والطبيعة أو على صعيد الفعل والسياق ، ولعل من أهم تلك الفوارق هي إن (العدوان) مرهون بالطبيعة الغريزية للفاعل الاجتماعي ، في حين إن (العنف) مرتبط بالثقافة التي يتعلمها وبالقيم التي يكتسبها من المجتمع . إذ (( من الواضح إن العدوان هو صفة عامة للطبيعة البشرية ... بيد أن تطور هذه الصفة – سواء تحولت إلى عرض من أعراض السلوك المدمرة الشاملة أم هجعت ورقدت – يبدو وكأنه يكمن ضمن نطاق ثقافة الإنسان حسب الشكل الذي تتخذه هذه الثقافة من خلال الخبرات الأسرية الأولى ))(2) . هذا وقد خلص العالم الاجتماعي العراقي (إبراهيم الحيدري) إلى واقعة إن علماء النفس اعتقدوا (( إن العدوانية غريزة إنسانية ماثلة أمامنا في التاريخ الإنساني إلى درجة أنها أصبحت قانونا"طبيعيا"، في حين يؤكد علماء النفس الاجتماعي وكذلك الانثروبولوجيا على أن العنف لا يلازم الطبيعة البشرية بالضرورة ، وإنما هي العدوانية التي تلازمها ، كما أنه ليس من المحتم وسم كل عدوانية بالعنف ))(3) . وإذا ما شرعنا في البحث عن تعريف محدد لمفهوم العدوان بين ثنايا البحوث والدراسات الاجتماعية ، فإننا سنصادف كم هائل من التنظيرات التي تتوافق تارة وتتفارق تارة أخرى حول طبيعة هذا المفهوم ، لاسيما وانه تلون بالكثير من إسهامات العلوم الطبيعية (البيولوجيا والفسيولوجيا) والإنسانية (السوسيولوجيا) و(السيكولوجيا) . وهو الأمر الذي أضفى عليه نوع من السيولة في المعنى والميوعة في الدلالة ، بحيث حملت هذه الخاصية أحد علماء النفس إلى إنكار وجود هذا المصطلح أصلا"لحد الآن . معتبرا"إن (( العدوان مصطلح متمور لم يتبلور بعد ، فقد استخدم لوصف ظواهر متباينة ظاهريا"مثل الإشاعة ، النكات ، الميول الانتحارية ، النزوات العدائية ، وكذلك الأعمال التدميرية المباشرة . فحادثة بسيطة – كصفع أمرئ على قفاه – يمكن أن ينظر إليها مشاهد ما على أنها عمل عدواني في حين يراها آخر ، على معرفة بالظروف المحيطة بالعمل وسياقه ، بوصفها دليلا"على الصداقة الحميمة (...) في هذا البحث حذونا حذو سيرز ، ماكوبي وليفن في تعريف العدوان بأنه (السلوك الذي يهدف إلى إيقاع الأذى أو الضرر بشخص ما) وكلمة (يهدف) ......
#مفهوم
#العنف
#الاجتماعي
#دلالاته
#وأشكال
#تجليه
#الحلقة
#الثانية
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=769056
الحوار المتمدن
ثامر عباس - مفهوم العنف الاجتماعي : دلالاته وأشكال تجليه (الحلقة الثانية) ما هو العدوان ؟!
ثامر عباس : مفهوم العنف الاجتماعي : دلالاته وأشكال تجليه الحلقة الثالثة ما هي القوة ؟
#الحوار_المتمدن
#ثامر_عباس مفهوم العنف الاجتماعي : دلالاته وأشكال تجليه (الحلقة الثالثة) ما هي القوة ؟لطالما ارتبط الحديث عن الدولة والسلطة المجسدة الممثلة لها بالإشارة إلى مفهوم (القوة) ، مثلما كان – في معظم الأحيان - إن التطرق لهذا الأخير يستحضر تلقائيا"فكرة الدولة / السلطة ، وما تنطوي عليه من قدرات مادية وسلطات مؤسسية واكراهات نفسية وخيارات زجرية . فالقوة – كما أشار منظر العلم السياسي الايطالي (ماكيافللي) – (( هي دعامة أي نجاح سياسي ))(1) . بحيث يتداعى إلى ذهن المرء تصور إن الدولة بلا قوة هي مؤسسة بلا معنى وكيان بلا ضرورة ، كما إن القوة بغير وجود دولة فاعلة تضبط تفلت مكوناتها ، وتلجم تهور جماعاتها ، وتحكم السيطرة على اقليمها ، ستستحيل إلى عنف مسعور وفوضى شاملة يكون المجتمع دريئة طعناتها وضحية عواقبها ومستنقع إفرازاتها . ولهذا نجد إن الأستاذ (أدونيس العكرة) قد ميّز ما بين القوة المنضبطة والعنف المنفلت على النحو التالي (( إن القوة لا تعني العنف ، لأن القوة شيء مادي ينمو طبيعيا"في الجسم أو في الجهاز العضوي ... أما العنف ، فهو حالة شذوذ في استعمال القوة تخرج عن المألوف والطبيعي والعادي وعن النظام والقانون ... فالقوة وسيلة للعنف ولكن العكس ليس صحيحا".. فالقوة تقع في المجال الفيزيولوجي أما العنف فيقع في الميدان السلوكي أو السيكولوجي بمعنى ما ))(2) . وفي السياق ذاته ، فقد سعى الباحث العراقي (علاء هاشم مناف) للنأي بنفسه عن الوقوع في مطب المماثلة بين مفهوم (القوة) ومفهوم (العنف) كما لم يميّز البعض ذلك في معظم الأحيان ، ولذلك نجده يؤكد على إن (( القوة Force تعني القدرة ، والشدة ، والطاقة ، وضدها العنف ، تطلق كلمة القوة على القوة الجسمية ، والقوة الفكرية ، والقوة الغريزية ، وهي تعبير مجازي عن الضرورة التي لا تستطيع الإرادة مقاومتها إلاّ بفرز قوة مضاعفة ، أي قوة إرادة تقابلها بالقدرة مثل القول ؛ استولى على ذلك الشيء بالقوة أو حصل على ذلك الشيء بالقوة ، أو الخضوع بالقوة ، والقوة وفق هذه المعاني تقابل منطق الحق ، لكنها ليست الحق بذاته إنما هي وسيلة لإحقاق الحق ))(3) . وعلى هذا الأساس نفهم لماذا كانت السلطات السياسية – وخاصة تلك الموصومة بالاستبداد - حريصة أشد الحرص على إضفاء صفة (الشرعية) الوطنية و(المشروعية) الدستورية على مقومات (القوة) التي بحوزتها ، مقابل تحاشيها - قدر الإمكان – استخدام عبارة (العنف) ذات الدلالات السيميائية المستكره والمستهجنة من قبل المجتمع . للحدّ الذي لا تتوانى معه من الإيحاء بأن (القوة) المشروعة هي حليف طبيعي (للدولة) الوطنية ، وذلك لإزالة الانطباعات السلبية التي يمكن أن تستحيل بنظر المراقب إلى مجرد سلوك طغياني أهوج يتسم (بالقسوة) ويصطبغ (بالعنف) . ولهذا فقد اعتبر فيلسوف العقد الاجتماعي (جان جاك روسو) إن (( القوة ليست قانونا"، إن القانون أخلاقي والقوة طبيعية ، ولا تملك القوة إلاّ أن تخلق علاقات استعباد ، أما القانون فهو الكفيل بخلق علاقات قائمة على المساواة بين البشر ))(4) . ولأن سلطة الدولة اعتبرت ضمن تراث الأدب الاشتراكي – الثوري بمثابة المؤسسة البرجوازية الأكثر توحشا"، من خلال اعتمادها على (القوة) العارية لقمع الطبقات البروليتارية المطالبة بحقوقها السياسية والاجتماعية والاقتصادية ، فقد عمد أحد أقطاب ذلك التراث الفرنسي (جورج سوريل) إلى التمييز ما بين معاني ودلالات (القوة) و(العنف) ، عازيا"الأولى إلى الطبقة البرجوازية وهي في طور التحكم بالسلطة ، وناسبا"الثاني إلى الطبقة العمالية وهي في طور الدفاع عن حقوقها والمنافحة عن مكتسباتها . وع ......
#مفهوم
#العنف
#الاجتماعي
#دلالاته
#وأشكال
#تجليه
#الحلقة
#الثالثة
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=769269
#الحوار_المتمدن
#ثامر_عباس مفهوم العنف الاجتماعي : دلالاته وأشكال تجليه (الحلقة الثالثة) ما هي القوة ؟لطالما ارتبط الحديث عن الدولة والسلطة المجسدة الممثلة لها بالإشارة إلى مفهوم (القوة) ، مثلما كان – في معظم الأحيان - إن التطرق لهذا الأخير يستحضر تلقائيا"فكرة الدولة / السلطة ، وما تنطوي عليه من قدرات مادية وسلطات مؤسسية واكراهات نفسية وخيارات زجرية . فالقوة – كما أشار منظر العلم السياسي الايطالي (ماكيافللي) – (( هي دعامة أي نجاح سياسي ))(1) . بحيث يتداعى إلى ذهن المرء تصور إن الدولة بلا قوة هي مؤسسة بلا معنى وكيان بلا ضرورة ، كما إن القوة بغير وجود دولة فاعلة تضبط تفلت مكوناتها ، وتلجم تهور جماعاتها ، وتحكم السيطرة على اقليمها ، ستستحيل إلى عنف مسعور وفوضى شاملة يكون المجتمع دريئة طعناتها وضحية عواقبها ومستنقع إفرازاتها . ولهذا نجد إن الأستاذ (أدونيس العكرة) قد ميّز ما بين القوة المنضبطة والعنف المنفلت على النحو التالي (( إن القوة لا تعني العنف ، لأن القوة شيء مادي ينمو طبيعيا"في الجسم أو في الجهاز العضوي ... أما العنف ، فهو حالة شذوذ في استعمال القوة تخرج عن المألوف والطبيعي والعادي وعن النظام والقانون ... فالقوة وسيلة للعنف ولكن العكس ليس صحيحا".. فالقوة تقع في المجال الفيزيولوجي أما العنف فيقع في الميدان السلوكي أو السيكولوجي بمعنى ما ))(2) . وفي السياق ذاته ، فقد سعى الباحث العراقي (علاء هاشم مناف) للنأي بنفسه عن الوقوع في مطب المماثلة بين مفهوم (القوة) ومفهوم (العنف) كما لم يميّز البعض ذلك في معظم الأحيان ، ولذلك نجده يؤكد على إن (( القوة Force تعني القدرة ، والشدة ، والطاقة ، وضدها العنف ، تطلق كلمة القوة على القوة الجسمية ، والقوة الفكرية ، والقوة الغريزية ، وهي تعبير مجازي عن الضرورة التي لا تستطيع الإرادة مقاومتها إلاّ بفرز قوة مضاعفة ، أي قوة إرادة تقابلها بالقدرة مثل القول ؛ استولى على ذلك الشيء بالقوة أو حصل على ذلك الشيء بالقوة ، أو الخضوع بالقوة ، والقوة وفق هذه المعاني تقابل منطق الحق ، لكنها ليست الحق بذاته إنما هي وسيلة لإحقاق الحق ))(3) . وعلى هذا الأساس نفهم لماذا كانت السلطات السياسية – وخاصة تلك الموصومة بالاستبداد - حريصة أشد الحرص على إضفاء صفة (الشرعية) الوطنية و(المشروعية) الدستورية على مقومات (القوة) التي بحوزتها ، مقابل تحاشيها - قدر الإمكان – استخدام عبارة (العنف) ذات الدلالات السيميائية المستكره والمستهجنة من قبل المجتمع . للحدّ الذي لا تتوانى معه من الإيحاء بأن (القوة) المشروعة هي حليف طبيعي (للدولة) الوطنية ، وذلك لإزالة الانطباعات السلبية التي يمكن أن تستحيل بنظر المراقب إلى مجرد سلوك طغياني أهوج يتسم (بالقسوة) ويصطبغ (بالعنف) . ولهذا فقد اعتبر فيلسوف العقد الاجتماعي (جان جاك روسو) إن (( القوة ليست قانونا"، إن القانون أخلاقي والقوة طبيعية ، ولا تملك القوة إلاّ أن تخلق علاقات استعباد ، أما القانون فهو الكفيل بخلق علاقات قائمة على المساواة بين البشر ))(4) . ولأن سلطة الدولة اعتبرت ضمن تراث الأدب الاشتراكي – الثوري بمثابة المؤسسة البرجوازية الأكثر توحشا"، من خلال اعتمادها على (القوة) العارية لقمع الطبقات البروليتارية المطالبة بحقوقها السياسية والاجتماعية والاقتصادية ، فقد عمد أحد أقطاب ذلك التراث الفرنسي (جورج سوريل) إلى التمييز ما بين معاني ودلالات (القوة) و(العنف) ، عازيا"الأولى إلى الطبقة البرجوازية وهي في طور التحكم بالسلطة ، وناسبا"الثاني إلى الطبقة العمالية وهي في طور الدفاع عن حقوقها والمنافحة عن مكتسباتها . وع ......
#مفهوم
#العنف
#الاجتماعي
#دلالاته
#وأشكال
#تجليه
#الحلقة
#الثالثة
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=769269
الحوار المتمدن
ثامر عباس - مفهوم العنف الاجتماعي : دلالاته وأشكال تجليه (الحلقة الثالثة) ما هي القوة ؟!