الطايع الهراغي : 50 عامـا علـى استشهــاد غسّــان كنفانـي
#الحوار_المتمدن
#الطايع_الهراغي "حين هتفت الممرّضة تقول "مبروك"أحسست به، فايز يقع فوق كتفي، وللحظات أحسست بشيء يشبه الدّوار، وفي صخب المشاعر التي كانت تجتاحني أحسست بأنّني مرتبط أكثر بهذه الأرض التي أمشي عليها. كان وقوعه فوق كتفي قد غرسني عميقا في التّراب". (غسّان كنفاني لحطة ولادة ابنه فايز)."لم يساورني أدنى شكّ في أيّ لحظة من اللّحظات أنّ غسّان قد اختار الطّريق السّليم". (آني هوفر زوجة غساّن كنفاني)الإهــــــداء: إلى فايز وليلى غسّان كنفاني / طفليْ العشر والسّت سنوات لمّا اغتيل والدهما/ كتِب عليهما أن يكبرا قبل الأوان/ أن يحفظا الوصيّة ويصوناها/ أن يحفرا في ذاكرتهما ما قال فايز أنّه تعلّمه عن أبيه وعن أمّ سعد من حكايا عن فلسطين وما شهداه لحظات بعد الانفجار وفي زحمة الوداع الفاجعيّ الرّهيب.. إلى آني هوفر كنفاني/ سلامي إليها / سلامي عليها / دانماركيّة الإسم والمولد، فلسطينيّة الهوى والانتماء، علّمها استشهاد زوجها كيف يرتدي الحزن حلّة الفرح، كيف تُستلّ الأفراح من براثن الأتراح. كانت له في حياته إلفا، وباستشهاده حمّلها وزر موته. فكان لا بدّ أن تكون له بعد رحيله خلفا، أن تكون أكثر فلسطينيّة من الفلسطينيّين، أن تولّد من الأحزان أفراحا،أن تؤثّث من اعوجاج المآسي ما يجعل المأساة حافزا لحلم يئنّ قبل مخاض الولادة ليستوي قائما في عالم المحال.إلى أمّ سعد. هكذا بدون اسم .كانت لسعد أمّا. ولمّا خلع سعد جبّة اللاّجئ وتدثّر بكوفيّة المقاوم وبها احتمى وصار مزهوّا بكونه فدائيّا اختارت أن تهب أبناءها للثّورة وأن تكون لجميع الفدائيّين الأمّ. ++غسّــان عاشــق فلسطيــنالسّبت08 جويلية 1972/ الثّامنة صباحا في بيروت العاصمة الاستثنائية التي سترت كثيرا من عيوب العرب العاربة وأرادت أن تكابر لتكون لهم رمزا لعصمة ما، وهي تصحو من حلمها الظّلاميّ غسّان يودّع بيروت الفلسطينيّة، يودّع فلسطين دون سابق إنذار. حملها وشما في الذّاكرة ورحل.اصطحب معه ابنة أخته لميس حسين نجم ابنة السّبع عشرة سنة، مدلّلته ورفيقته في الحلم و في رحلته الأبديّة ، هام بها وهامت به كسرا لعسف الأقدار . فرّق بينهما المكان والمحنة، هي في الكويت وخالها وصديقها وحبيبها -الذي أهدى إليها باكورة إنتاجه الأدبيّ- في لبنان، ووحّد بينهما الاستشهاد . استكثر عليه الأعداء فرصة اختيار شكل موته وحجم قبره ولون مرثيّته وتراتيب استقبال المعزّين. أن تكون فلسطينيّا معناه أن تخاتل الموت في كلّ آن وحين، أن تسترق لحظات لإشاعة فرحك وحلمك وهواجسك بين النّاس، لعلّ الموت – هذا الزّائر الثّقيل الذي لا يستأذن من أحد- يستبقك ويباغتك في غفلة منك ومن القدر ومن الصّدفة التي أبقتك حيّا . عليك أن تنجز - في حيّز زمنيّ قياسيّ تسترقه من مخالب الزّمن بعد أن تراوغ من يراودك على حلم هو ليس حلمك وحدك - ما يغيظ العدى ويغبطك عليه الغريب قبل الحبيب والعدوّ قبل الصّديق. عليك أن تنبِــت ما به تكتسب حقّ الانبعاث حيّا يوم يجتمع الشّهداء في ساحة التّحرير يتذاكرون إسما وفعلا وحلما وشجنا ورغبة جنونيّة في الالتحام بالأرض والانغراس فيها توسّلا لحنين أبديّ إلى الحلول فيها.سلامي إليك /سلامي عليك إلى أن يتدبّر الوليد فراشة يتوسّدها في العراء تدلّه على خيط كنتَ رسمته في الأفق راية تستدلّ بها على الأفق. إلى أن يستكمل الشّهيد نزوته في اختلاس الأحلام.سلامي عليك، وحنيني إليك، وخوفي عليك ما ظلّت القدّيسة فيروز ترتّل بذلك الصّوت الملائكيّ -هياما بأسطورة العشق الفلسطينيّ- "سنرجع يوما إلى حيّنا". السّلام عليك ......
#عامـا
#علـى
#استشهــاد
#غسّــان
#كنفانـي
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=761464
#الحوار_المتمدن
#الطايع_الهراغي "حين هتفت الممرّضة تقول "مبروك"أحسست به، فايز يقع فوق كتفي، وللحظات أحسست بشيء يشبه الدّوار، وفي صخب المشاعر التي كانت تجتاحني أحسست بأنّني مرتبط أكثر بهذه الأرض التي أمشي عليها. كان وقوعه فوق كتفي قد غرسني عميقا في التّراب". (غسّان كنفاني لحطة ولادة ابنه فايز)."لم يساورني أدنى شكّ في أيّ لحظة من اللّحظات أنّ غسّان قد اختار الطّريق السّليم". (آني هوفر زوجة غساّن كنفاني)الإهــــــداء: إلى فايز وليلى غسّان كنفاني / طفليْ العشر والسّت سنوات لمّا اغتيل والدهما/ كتِب عليهما أن يكبرا قبل الأوان/ أن يحفظا الوصيّة ويصوناها/ أن يحفرا في ذاكرتهما ما قال فايز أنّه تعلّمه عن أبيه وعن أمّ سعد من حكايا عن فلسطين وما شهداه لحظات بعد الانفجار وفي زحمة الوداع الفاجعيّ الرّهيب.. إلى آني هوفر كنفاني/ سلامي إليها / سلامي عليها / دانماركيّة الإسم والمولد، فلسطينيّة الهوى والانتماء، علّمها استشهاد زوجها كيف يرتدي الحزن حلّة الفرح، كيف تُستلّ الأفراح من براثن الأتراح. كانت له في حياته إلفا، وباستشهاده حمّلها وزر موته. فكان لا بدّ أن تكون له بعد رحيله خلفا، أن تكون أكثر فلسطينيّة من الفلسطينيّين، أن تولّد من الأحزان أفراحا،أن تؤثّث من اعوجاج المآسي ما يجعل المأساة حافزا لحلم يئنّ قبل مخاض الولادة ليستوي قائما في عالم المحال.إلى أمّ سعد. هكذا بدون اسم .كانت لسعد أمّا. ولمّا خلع سعد جبّة اللاّجئ وتدثّر بكوفيّة المقاوم وبها احتمى وصار مزهوّا بكونه فدائيّا اختارت أن تهب أبناءها للثّورة وأن تكون لجميع الفدائيّين الأمّ. ++غسّــان عاشــق فلسطيــنالسّبت08 جويلية 1972/ الثّامنة صباحا في بيروت العاصمة الاستثنائية التي سترت كثيرا من عيوب العرب العاربة وأرادت أن تكابر لتكون لهم رمزا لعصمة ما، وهي تصحو من حلمها الظّلاميّ غسّان يودّع بيروت الفلسطينيّة، يودّع فلسطين دون سابق إنذار. حملها وشما في الذّاكرة ورحل.اصطحب معه ابنة أخته لميس حسين نجم ابنة السّبع عشرة سنة، مدلّلته ورفيقته في الحلم و في رحلته الأبديّة ، هام بها وهامت به كسرا لعسف الأقدار . فرّق بينهما المكان والمحنة، هي في الكويت وخالها وصديقها وحبيبها -الذي أهدى إليها باكورة إنتاجه الأدبيّ- في لبنان، ووحّد بينهما الاستشهاد . استكثر عليه الأعداء فرصة اختيار شكل موته وحجم قبره ولون مرثيّته وتراتيب استقبال المعزّين. أن تكون فلسطينيّا معناه أن تخاتل الموت في كلّ آن وحين، أن تسترق لحظات لإشاعة فرحك وحلمك وهواجسك بين النّاس، لعلّ الموت – هذا الزّائر الثّقيل الذي لا يستأذن من أحد- يستبقك ويباغتك في غفلة منك ومن القدر ومن الصّدفة التي أبقتك حيّا . عليك أن تنجز - في حيّز زمنيّ قياسيّ تسترقه من مخالب الزّمن بعد أن تراوغ من يراودك على حلم هو ليس حلمك وحدك - ما يغيظ العدى ويغبطك عليه الغريب قبل الحبيب والعدوّ قبل الصّديق. عليك أن تنبِــت ما به تكتسب حقّ الانبعاث حيّا يوم يجتمع الشّهداء في ساحة التّحرير يتذاكرون إسما وفعلا وحلما وشجنا ورغبة جنونيّة في الالتحام بالأرض والانغراس فيها توسّلا لحنين أبديّ إلى الحلول فيها.سلامي إليك /سلامي عليك إلى أن يتدبّر الوليد فراشة يتوسّدها في العراء تدلّه على خيط كنتَ رسمته في الأفق راية تستدلّ بها على الأفق. إلى أن يستكمل الشّهيد نزوته في اختلاس الأحلام.سلامي عليك، وحنيني إليك، وخوفي عليك ما ظلّت القدّيسة فيروز ترتّل بذلك الصّوت الملائكيّ -هياما بأسطورة العشق الفلسطينيّ- "سنرجع يوما إلى حيّنا". السّلام عليك ......
#عامـا
#علـى
#استشهــاد
#غسّــان
#كنفانـي
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=761464
الحوار المتمدن
الطايع الهراغي - 50 عامـا علـى استشهــاد غسّــان كنفانـي