عادل جندي : پوتين: من بطل «تايكوندو» إلى «ملاكم انتحاري»
#الحوار_المتمدن
#عادل_جندي عادل جندي ـصعوبة التعليق على حرب روسيا في أوكرانيا، الجارية حاليا، تكمن في: 1ـ لا يمكن النظر إلى ما يحدث الآن بدون أخذ الماضي في الاعتبار، ومنه يتضح أن الجميع عندهم بعض الحق والجميع على خطأ. 2ـ الحرب هي أسوأ البدائل، ومن يبدأها لا يملك بالضرورة القدرة على إنهائها أو على تحمل تبعاتها. ***لا داعي للاستفاضة في تكرار أنه برغم وعود الغرب (بوش الأب لجورباتشوڤ، وإلى حدٍ ما، بوش الابن لپوتين)، فإن حلف الناتو استمر في التوسع شرقا بصورة تبدو غير ضرورية، بل خانقة لروسيا. وإن كان لا بد من إضافة أن هذا التوسع كان برغبة وإلحاح دول وسط وشرق أوروبا (ألبانيا ـ إستونيا ـ المجر ـ بلغاريا ـ پولندا ـ لاتڤيا ـ ليتوانيا ـ رومانيا ـ التشيك ـ سلوڤاكيا) التي لديها مخاوف تاريخية لا تنسى منذ فترة خضوعها للاتحاد السوفييتي. إذن، فمن ناحية، يمكن تفهم شعور روسيا ـ پوتين بالحصار. ولكن، من يمكنه الحجر على حرية هذه الدول في اختيار وسائل الدفاع عن أمنها؟لكن لم يبق لاكتمال حلقة التماس ـ أو الحصار ـ غربا إلا فنلندا وأوكرانيا. الأولى أعلنت منذ زمن طويل حيادها، لكن الأخرى لم تفعل. بل بعد سنوات من التفاهم «الضمني» بأن أوكرانيا لن تُضم للناتو، بدأت حكومتها بالمطالبة علنا بذلك في السنوات الأخيرة. وإن كانت هناك اعتراضات أوربية (خاصة من ألمانيا وفرنسا) على هذه الخطوة، إضافة إلى رفضها من أمريكا ـ ترامپ، إلا أن إدارة بايدن رفضت تماما إعطاء وعد قاطع لروسيا.. ومن هنا تفاقمت الأزمة في الشهور الأخيرة وتصاعدت إلى أن وصلت للوضع المأساوي الحاضر. يتحجج پوتين بأن أوكرانيا ليست دولة مثل غيرها، نظرا للعلاقة التاريخية بالغة العمق بين البلدين. بل إن روسيا، التي ولدت في القرن التاسع كانت عاصمتها الأولى كييڤ، قبل أن تنتقل (1243) إلى ڤلاديمير ثم إلى موسكو (1389) ثم إلى بطرسبرج (1712) وعودة إلى موسكو في 1918. لكن أوكرانيا أصبحت دولة مستقلة عاصمتها كييڤ منذ 1918، وظلت ضمن جمهوريات الاتحاد السوڤييتي حتى انهياره (1991) واستقلالها مرة أخرى. إذن أصبحت دولة مثل غيرها. صحيح أن بعض الأقاليم الشرقية من أوكرانيا (دونباس) يسكنها ناطقون بالروسية، لكن هذا لا يكفي لتبرير انفصالهم ـ وإلا وجب إعادة تشكيل وترسيم حدود غالبية دول العالم، بناء على تقسيمات لغوية أو إثنية. في 2014 احتلت روسيا شبه جزيرة القرم التابعة لأوكرانيا. وبرغم رفض هذا الأسلوب، إلا أن العالم تقبل على مضض ـ واقعيا وليس رسميا ـ ضم القرم، لأن هذه المنطقة كانت جزءا من روسيا، ولم تُضم لأوكرانيا إلا بناء على قرار إداري في 1954. وفي نفس الوقت بدأت حرب انفصالية في دونباس بتشجيع ودعم روسي، راح ضحيتها أكثر من 15 ألفا حتى الآن. وبالطبع يستحيل أن نعرف بدقة أي طرف يستحق إدانة أكثر من غيره.***قبل العودة إلى الحرب الحالية، يجب التوقف قليلا عند پوتين شخصيا. هذا الزعيم، الذي سيبلغ السبعين من عمره في مايو، هو بلا شك وطني ـ قومي، شديد الذكاء سريع التحرك، أثبت أمام العالم قدرات استراتيجية وتكتيكية بارعة على مدى سنوات حكمه الاثنين والعشرين. ونجح في إعادة لروسيا بعض من مكانتها وقدراتها المفقودة منذ انهيار الاتحاد السوڤييتي، وخاصة في المجال العسكري والدولي، وإن كان على حساب النمو الاقتصادي (الدخل القومي لروسيا ما زال أقل من اسبانيا). ومن ناحية أخرى فهو أوتوقراطي لا غش فيه، وينتمي إلى نوعية الشخصيات التي لديها استعداد لأن تعتقد أنها على حق دائما، ولا يأتيها الباطل من بين يدين أو خ ......
#پوتين:
#«تايكوندو»
#«ملاكم
#انتحاري»
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=748788
#الحوار_المتمدن
#عادل_جندي عادل جندي ـصعوبة التعليق على حرب روسيا في أوكرانيا، الجارية حاليا، تكمن في: 1ـ لا يمكن النظر إلى ما يحدث الآن بدون أخذ الماضي في الاعتبار، ومنه يتضح أن الجميع عندهم بعض الحق والجميع على خطأ. 2ـ الحرب هي أسوأ البدائل، ومن يبدأها لا يملك بالضرورة القدرة على إنهائها أو على تحمل تبعاتها. ***لا داعي للاستفاضة في تكرار أنه برغم وعود الغرب (بوش الأب لجورباتشوڤ، وإلى حدٍ ما، بوش الابن لپوتين)، فإن حلف الناتو استمر في التوسع شرقا بصورة تبدو غير ضرورية، بل خانقة لروسيا. وإن كان لا بد من إضافة أن هذا التوسع كان برغبة وإلحاح دول وسط وشرق أوروبا (ألبانيا ـ إستونيا ـ المجر ـ بلغاريا ـ پولندا ـ لاتڤيا ـ ليتوانيا ـ رومانيا ـ التشيك ـ سلوڤاكيا) التي لديها مخاوف تاريخية لا تنسى منذ فترة خضوعها للاتحاد السوفييتي. إذن، فمن ناحية، يمكن تفهم شعور روسيا ـ پوتين بالحصار. ولكن، من يمكنه الحجر على حرية هذه الدول في اختيار وسائل الدفاع عن أمنها؟لكن لم يبق لاكتمال حلقة التماس ـ أو الحصار ـ غربا إلا فنلندا وأوكرانيا. الأولى أعلنت منذ زمن طويل حيادها، لكن الأخرى لم تفعل. بل بعد سنوات من التفاهم «الضمني» بأن أوكرانيا لن تُضم للناتو، بدأت حكومتها بالمطالبة علنا بذلك في السنوات الأخيرة. وإن كانت هناك اعتراضات أوربية (خاصة من ألمانيا وفرنسا) على هذه الخطوة، إضافة إلى رفضها من أمريكا ـ ترامپ، إلا أن إدارة بايدن رفضت تماما إعطاء وعد قاطع لروسيا.. ومن هنا تفاقمت الأزمة في الشهور الأخيرة وتصاعدت إلى أن وصلت للوضع المأساوي الحاضر. يتحجج پوتين بأن أوكرانيا ليست دولة مثل غيرها، نظرا للعلاقة التاريخية بالغة العمق بين البلدين. بل إن روسيا، التي ولدت في القرن التاسع كانت عاصمتها الأولى كييڤ، قبل أن تنتقل (1243) إلى ڤلاديمير ثم إلى موسكو (1389) ثم إلى بطرسبرج (1712) وعودة إلى موسكو في 1918. لكن أوكرانيا أصبحت دولة مستقلة عاصمتها كييڤ منذ 1918، وظلت ضمن جمهوريات الاتحاد السوڤييتي حتى انهياره (1991) واستقلالها مرة أخرى. إذن أصبحت دولة مثل غيرها. صحيح أن بعض الأقاليم الشرقية من أوكرانيا (دونباس) يسكنها ناطقون بالروسية، لكن هذا لا يكفي لتبرير انفصالهم ـ وإلا وجب إعادة تشكيل وترسيم حدود غالبية دول العالم، بناء على تقسيمات لغوية أو إثنية. في 2014 احتلت روسيا شبه جزيرة القرم التابعة لأوكرانيا. وبرغم رفض هذا الأسلوب، إلا أن العالم تقبل على مضض ـ واقعيا وليس رسميا ـ ضم القرم، لأن هذه المنطقة كانت جزءا من روسيا، ولم تُضم لأوكرانيا إلا بناء على قرار إداري في 1954. وفي نفس الوقت بدأت حرب انفصالية في دونباس بتشجيع ودعم روسي، راح ضحيتها أكثر من 15 ألفا حتى الآن. وبالطبع يستحيل أن نعرف بدقة أي طرف يستحق إدانة أكثر من غيره.***قبل العودة إلى الحرب الحالية، يجب التوقف قليلا عند پوتين شخصيا. هذا الزعيم، الذي سيبلغ السبعين من عمره في مايو، هو بلا شك وطني ـ قومي، شديد الذكاء سريع التحرك، أثبت أمام العالم قدرات استراتيجية وتكتيكية بارعة على مدى سنوات حكمه الاثنين والعشرين. ونجح في إعادة لروسيا بعض من مكانتها وقدراتها المفقودة منذ انهيار الاتحاد السوڤييتي، وخاصة في المجال العسكري والدولي، وإن كان على حساب النمو الاقتصادي (الدخل القومي لروسيا ما زال أقل من اسبانيا). ومن ناحية أخرى فهو أوتوقراطي لا غش فيه، وينتمي إلى نوعية الشخصيات التي لديها استعداد لأن تعتقد أنها على حق دائما، ولا يأتيها الباطل من بين يدين أو خ ......
#پوتين:
#«تايكوندو»
#«ملاكم
#انتحاري»
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=748788
الحوار المتمدن
عادل جندي - پوتين: من بطل «تايكوندو» إلى «ملاكم انتحاري»