السيد نصر الدين السيد : حتى لا تتكرر مأساة هيباثيا
#الحوار_المتمدن
#السيد_نصر_الدين_السيد وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ المُؤْمِنِينَهؤلاء الأدباء وحيلهم البارعةيلجأ الأدباء إلى حيلة ذكية، هي حيلة "الإسقاط التاريخي"، وذلك عندما يرغبون في نقد الأوضاع السائدة في المجتمعات التي يعيشون فيها مع تجنب مخاطر المواجهة مع السلطة سياسية كانت أو دينية. فتراهم ينتقون فترة تاريخية ليحملوها بكل عيوب مجتمعهم المعاصر، ويمضون قدما في تحليل أسبابها وكيفية مواجهتها وسبل التخلص منها دون خشية من تخوين أو تكفير. هكذا فعلها روائيون من أمثال جمال الغيطانى في "الزيني بركات" وسعد مكاوي في "السائرون نياما"، وكتاب مسرح من أمثال على سالم في "إنت إللى قتلت الوحش" ورشاد رشدي في "بلدى يابلدى"، وكتاب دراما تليفزيونية من أمثال يسرى الجندي في "جحا المصري".وإذا كان الأدباء قد أسقطوا الحاضر على الماضي ليتحرر قلمهم من وطأة السلطان، فإننا سنحذو حذوهم ولكن بطريقة عكسية ...! ... إذ سننتقى من الماضي واقعة تاريخية ونستخدمها كـ "عدسة مكبرة" تجسد لنا دقائق ما يحدث في واقعنا المعاصر وتكشف لنا بعض من خفاياه. والواقعة التاريخية التي سنستعين بها في فهم أحوال الحاضر حدثت في مدينة الإسكندرية سنة 415، وفى السنة الرابعة من عهد كيرلس الأول، البابا الرابع والعشرون للكنيسة المصرية. وهو البابا الذي وصفته المراجع الكنسية بأنه "عمود الإيمان" و"الأسد الجسور" و"أثناثيوس الثاني".واقعة هيباثيا (للكبار فقط)في شهر مارس من عام 415م، وأثناء فترة الصوم الكبير (الأربعين المقدسة)، اجتمع حشد من مسيحيو الإسكندرية الأتقياء ... شديدي الإيمان ...! ... بقيادة واحد منهم يدعى بطرس أمام بيت هيباثيا. وهيباثيا (370-415 م) هذه هي الفيلسوفة السكندرية الشهيرة وعالمة الرياضيات التي حولت بيتها إلى جامعة صغيرة تعلم فيها، دون مقابل أو تمييز، مريديها من وثنيين ومسيحيين أصول الفلسفة والرياضيات والفلك. ويبدوا أن شعبيتها الجارفة وماتعلمه لطلابها من قواعد التفكير "العقلاني" لم تلقى هوى في نفوس الكثيرين مما استشعروا خطورة ما تبثه في عقول طلابها على سلطاتهم "الروحية". وبالطبع كان في مقدمة هؤلاء البابا كيرلس الأول "عمود الإيمان" وأتباعه المخلصين الذين حاصروا بيت الفيلسوفة في هذا اليوم المشهود. وماأن لمح حشد الأتقياء قدوم هيباثيا في عربتها حتى انقضوا عليها وانتزعوها منها وجردوها من ثيابها، ثم اقتاضوها عارية إلى كنيسة الـ "سيزاريوم" Caesareum. وهناك تم ذبحها باستخدام قطع من البلاط المكسور. ولم يكتفوا بذلك بل مضوا، في "غل" يتناسب مع عمق إيمانهم، في تقطيع جسدها. ويبدوا أن تمزيق جسد الفيلسوفة عاثرة الحظ لم يكن كافيا لشفاء غليل حشدنا المؤمن فرأيناهم يأخذون أشلاءها إلى مكان يدعى بالـ "سنارون" Cinaron ليحرقوها في سعادة ونشوة. وهكذا كانت النهاية المأساوية لـ "الفيلسوفة العذراء" التي شغلت الناس فشغفوا بها ووصفوها معاصروها بأنها تمتلك جسد أفروديت وروح سقراط.وكان موت هيباثيا هو بداية النهاية لعصر امتد لأربعة قرون كانت فيه الإسكندرية عاصمة ثقافية للعالم القديم ومدينة يتسع صدرها لكل التيارات الفكرية والديانات، سماوية وغير سماوية، وينشغل أهلها بإنتاج المعرفة وصناعة الحكمة.حكاية "تا ميرى" مع الأتقياء الجددكانت هذه واقعة مقتل هيباثيا، الواقعة التاريخية التي سنستخدمها في تأمل الأحوال المعاصرة لـ “تا ميرى". و"تا ميرى" هو الاسم الذي أطلقه المصريون على وطنهم والذي تعنى ترجمته الحرفية "أرضى المحبوبة"، وفضلوه على أسماءها الأخرى مثل "تا آخت" (أرض الفيضان والتربة الخصبة) و "كمت" (الأرض السوداء).واليوم ت ......
#تتكرر
#مأساة
#هيباثيا
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=713969
#الحوار_المتمدن
#السيد_نصر_الدين_السيد وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ المُؤْمِنِينَهؤلاء الأدباء وحيلهم البارعةيلجأ الأدباء إلى حيلة ذكية، هي حيلة "الإسقاط التاريخي"، وذلك عندما يرغبون في نقد الأوضاع السائدة في المجتمعات التي يعيشون فيها مع تجنب مخاطر المواجهة مع السلطة سياسية كانت أو دينية. فتراهم ينتقون فترة تاريخية ليحملوها بكل عيوب مجتمعهم المعاصر، ويمضون قدما في تحليل أسبابها وكيفية مواجهتها وسبل التخلص منها دون خشية من تخوين أو تكفير. هكذا فعلها روائيون من أمثال جمال الغيطانى في "الزيني بركات" وسعد مكاوي في "السائرون نياما"، وكتاب مسرح من أمثال على سالم في "إنت إللى قتلت الوحش" ورشاد رشدي في "بلدى يابلدى"، وكتاب دراما تليفزيونية من أمثال يسرى الجندي في "جحا المصري".وإذا كان الأدباء قد أسقطوا الحاضر على الماضي ليتحرر قلمهم من وطأة السلطان، فإننا سنحذو حذوهم ولكن بطريقة عكسية ...! ... إذ سننتقى من الماضي واقعة تاريخية ونستخدمها كـ "عدسة مكبرة" تجسد لنا دقائق ما يحدث في واقعنا المعاصر وتكشف لنا بعض من خفاياه. والواقعة التاريخية التي سنستعين بها في فهم أحوال الحاضر حدثت في مدينة الإسكندرية سنة 415، وفى السنة الرابعة من عهد كيرلس الأول، البابا الرابع والعشرون للكنيسة المصرية. وهو البابا الذي وصفته المراجع الكنسية بأنه "عمود الإيمان" و"الأسد الجسور" و"أثناثيوس الثاني".واقعة هيباثيا (للكبار فقط)في شهر مارس من عام 415م، وأثناء فترة الصوم الكبير (الأربعين المقدسة)، اجتمع حشد من مسيحيو الإسكندرية الأتقياء ... شديدي الإيمان ...! ... بقيادة واحد منهم يدعى بطرس أمام بيت هيباثيا. وهيباثيا (370-415 م) هذه هي الفيلسوفة السكندرية الشهيرة وعالمة الرياضيات التي حولت بيتها إلى جامعة صغيرة تعلم فيها، دون مقابل أو تمييز، مريديها من وثنيين ومسيحيين أصول الفلسفة والرياضيات والفلك. ويبدوا أن شعبيتها الجارفة وماتعلمه لطلابها من قواعد التفكير "العقلاني" لم تلقى هوى في نفوس الكثيرين مما استشعروا خطورة ما تبثه في عقول طلابها على سلطاتهم "الروحية". وبالطبع كان في مقدمة هؤلاء البابا كيرلس الأول "عمود الإيمان" وأتباعه المخلصين الذين حاصروا بيت الفيلسوفة في هذا اليوم المشهود. وماأن لمح حشد الأتقياء قدوم هيباثيا في عربتها حتى انقضوا عليها وانتزعوها منها وجردوها من ثيابها، ثم اقتاضوها عارية إلى كنيسة الـ "سيزاريوم" Caesareum. وهناك تم ذبحها باستخدام قطع من البلاط المكسور. ولم يكتفوا بذلك بل مضوا، في "غل" يتناسب مع عمق إيمانهم، في تقطيع جسدها. ويبدوا أن تمزيق جسد الفيلسوفة عاثرة الحظ لم يكن كافيا لشفاء غليل حشدنا المؤمن فرأيناهم يأخذون أشلاءها إلى مكان يدعى بالـ "سنارون" Cinaron ليحرقوها في سعادة ونشوة. وهكذا كانت النهاية المأساوية لـ "الفيلسوفة العذراء" التي شغلت الناس فشغفوا بها ووصفوها معاصروها بأنها تمتلك جسد أفروديت وروح سقراط.وكان موت هيباثيا هو بداية النهاية لعصر امتد لأربعة قرون كانت فيه الإسكندرية عاصمة ثقافية للعالم القديم ومدينة يتسع صدرها لكل التيارات الفكرية والديانات، سماوية وغير سماوية، وينشغل أهلها بإنتاج المعرفة وصناعة الحكمة.حكاية "تا ميرى" مع الأتقياء الجددكانت هذه واقعة مقتل هيباثيا، الواقعة التاريخية التي سنستخدمها في تأمل الأحوال المعاصرة لـ “تا ميرى". و"تا ميرى" هو الاسم الذي أطلقه المصريون على وطنهم والذي تعنى ترجمته الحرفية "أرضى المحبوبة"، وفضلوه على أسماءها الأخرى مثل "تا آخت" (أرض الفيضان والتربة الخصبة) و "كمت" (الأرض السوداء).واليوم ت ......
#تتكرر
#مأساة
#هيباثيا
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=713969
الحوار المتمدن
السيد نصر الدين السيد - حتى لا تتكرر مأساة هيباثيا