فارس تركي محمود : الفعل الصحراوي 2
#الحوار_المتمدن
#فارس_تركي_محمود كذلك تناول ابن خلدون في مقدمته الشهيرة صفات العرب وأحوالهم فقال : " إنهم بطبيعة التوحش الذي فيهم أهل انتهاب وعبث ، ينتهبون ما قدروا عليه من غير مغالبة ولا ركوب خطر ، ويفرون إلى منتجعهم بالقفر ، ولا يذهبون إلى المزاحفة والمحاربة إلا إذا دفعوا بذلك عن أنفسهم . فكل معقل أو مستصعب عليهم فهم تاركوه إلى ما يسهل عنه ، ولا يعرضون له . والقبائل الممتنعة عليهم بأوعار الجبال بمنجاة من عبثهم وفسادهم ، لأنهم لا يتسنمون إليهم الهضاب ، ولا يركبون الصعاب ولا يحاولون الخطر . وأما البسائط متى اقتدروا عليها بفقدان الحامية وضعف الدولة فهي نهب لهم وطعمة لأكلهم ، يرددون عليها الغارة والنهب والزحف لسهولتها عليهم . . . ، ثم يتعاورونهم باختلاف الأيدي وانحراف السياسة ، إلى أن ينقرض عمرانهم . . . والعرب إذا تغلبوا على أوطان أسرع إليها الخراب والسبب في ذلك أنهم أمة وحشية باستحكام عوائد التوحش وأسبابه فيهم فصار لهم خلقاً وجبلة •، وكان عندهم ملذوذاً لما فيه من الخروج عن ربقة الحكم ، وعدم الانقياد للسياسة . وهذه الطبيعة منافية للعمران ومناقضة له . فغاية الأحوال العادية كلها عندهم الرحلة والتغلب وذلك مناقض للسكون الذي به العمران ومناف له . فالحجر مثلاً إنما حاجتهم إليه لنصبه أثافي للقدر، فينقلونه من المباني ويخربونها عليه ، ويعدونه لذلك . والخشب أيضاً إنما حاجتهم إليه ليعمدوا به خيامهم ويتخذوا الأوتاد منه لبيوتهم فيخربون السقف عليه لذلك . فصارت طبيعة وجودهم منافية للبناء الذي هو أصل العمران . هذا في حالهم على العموم . وأيضاً فطبيعتهم انتهاب ما في أيدي الناس ، وأن رزقهم في ظلال رماحهم ، وليس عندهم في أخذ أموال الناس حد ينتهون إليه ، بل كلما امتدت أعينهم إلى مال أو متاع أو ماعون انتهبوه . فإذا تم اقتدارهم على ذلك بالتغلب والملك بطلت السياسة في حفظ أموال الناس وخرب العمران . وأيضاً فلأنهم يتلفون على أهل الأعمال من الصنائع والحرف أعمالهم ، لا يرون لها قيمة ولا قسطاً من الأجر والثمن ، والأعمال كما سنذكره هي أصل المكاسب وحقيقتها ، وإذا فسدت الأعمال وصارت مجاناً ، ضعفت الآمال في المكاسب ، وانقبضت الأيدي عن العمل ، وفسد العمران . وأيضاً فإنهم ليست لهم عناية بالأحكام وزجر الناس عن المفاسد ودفاع بعضهم عن بعض ، إنما همهم ما يأخذونه من أموال الناس نهباً أو مغرماً ، فإذا توصلوا إلى ذلك وحصلوا عليه أعرضوا عما بعده من تسديد أحوالهم والنظر في مصالحهم وقهر بعضهم عن أغراض المفاسد . وربما فرضوا العقوبات في الأموال حرصاً على تحصيل الفائدة والجباية والاستكثار منها كما هو شأنهم، وذلك ليس بمغن في دفع المفاسد وزجر المتعرض لها، بل يكون ذلك زائداً فيها لاستسهال الغرم في جانب حصول الغرض ، فتبقى الرعايا في ملكتهم كأنها فوضى دون حكم . والفوضى مهلكة للبشر مفسدة للعمران . . . وأيضاً فهم منافسون في الرياسة وقل أن يسلم أحد منهم الأمر لغيره ولو كان أباه أو أخاه أو كبير عشيرته إلا في الأقل . . . ، فيتعدد الحكام منهم والأمراء، وتختلف الأيدي وتختلف الأيدي على الرعية والأحكام ، فيفسد العمران وينتقض. وانظر إلى ما ملكوه وتغلبوا عليه من الأوطان من لدن الخليقة كيف تقوض عمرانه ، وأقفر ساكنه ، وبدلت الأرض فيه غير الأرض : فاليمن قرارهم خراب إلا قليلاً من الأمصار وعراق العرب كذلك قد خرب عمرانه الذي كان للفرس أجمع ، والشام لهذا العهد كذلك. . . وهم لا يحصل لهم الملك إلا بصبغة دينية من نبوة أو ولاية أو أثر عظيم من الدين على الجملة والسبب في ذلك أنهم لخلق التوحش الذي فيهم أصعب الأمم انقياداً بعضهم لبعض للغلظة والأن ......
#الفعل
#الصحراوي
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=708644
#الحوار_المتمدن
#فارس_تركي_محمود كذلك تناول ابن خلدون في مقدمته الشهيرة صفات العرب وأحوالهم فقال : " إنهم بطبيعة التوحش الذي فيهم أهل انتهاب وعبث ، ينتهبون ما قدروا عليه من غير مغالبة ولا ركوب خطر ، ويفرون إلى منتجعهم بالقفر ، ولا يذهبون إلى المزاحفة والمحاربة إلا إذا دفعوا بذلك عن أنفسهم . فكل معقل أو مستصعب عليهم فهم تاركوه إلى ما يسهل عنه ، ولا يعرضون له . والقبائل الممتنعة عليهم بأوعار الجبال بمنجاة من عبثهم وفسادهم ، لأنهم لا يتسنمون إليهم الهضاب ، ولا يركبون الصعاب ولا يحاولون الخطر . وأما البسائط متى اقتدروا عليها بفقدان الحامية وضعف الدولة فهي نهب لهم وطعمة لأكلهم ، يرددون عليها الغارة والنهب والزحف لسهولتها عليهم . . . ، ثم يتعاورونهم باختلاف الأيدي وانحراف السياسة ، إلى أن ينقرض عمرانهم . . . والعرب إذا تغلبوا على أوطان أسرع إليها الخراب والسبب في ذلك أنهم أمة وحشية باستحكام عوائد التوحش وأسبابه فيهم فصار لهم خلقاً وجبلة •، وكان عندهم ملذوذاً لما فيه من الخروج عن ربقة الحكم ، وعدم الانقياد للسياسة . وهذه الطبيعة منافية للعمران ومناقضة له . فغاية الأحوال العادية كلها عندهم الرحلة والتغلب وذلك مناقض للسكون الذي به العمران ومناف له . فالحجر مثلاً إنما حاجتهم إليه لنصبه أثافي للقدر، فينقلونه من المباني ويخربونها عليه ، ويعدونه لذلك . والخشب أيضاً إنما حاجتهم إليه ليعمدوا به خيامهم ويتخذوا الأوتاد منه لبيوتهم فيخربون السقف عليه لذلك . فصارت طبيعة وجودهم منافية للبناء الذي هو أصل العمران . هذا في حالهم على العموم . وأيضاً فطبيعتهم انتهاب ما في أيدي الناس ، وأن رزقهم في ظلال رماحهم ، وليس عندهم في أخذ أموال الناس حد ينتهون إليه ، بل كلما امتدت أعينهم إلى مال أو متاع أو ماعون انتهبوه . فإذا تم اقتدارهم على ذلك بالتغلب والملك بطلت السياسة في حفظ أموال الناس وخرب العمران . وأيضاً فلأنهم يتلفون على أهل الأعمال من الصنائع والحرف أعمالهم ، لا يرون لها قيمة ولا قسطاً من الأجر والثمن ، والأعمال كما سنذكره هي أصل المكاسب وحقيقتها ، وإذا فسدت الأعمال وصارت مجاناً ، ضعفت الآمال في المكاسب ، وانقبضت الأيدي عن العمل ، وفسد العمران . وأيضاً فإنهم ليست لهم عناية بالأحكام وزجر الناس عن المفاسد ودفاع بعضهم عن بعض ، إنما همهم ما يأخذونه من أموال الناس نهباً أو مغرماً ، فإذا توصلوا إلى ذلك وحصلوا عليه أعرضوا عما بعده من تسديد أحوالهم والنظر في مصالحهم وقهر بعضهم عن أغراض المفاسد . وربما فرضوا العقوبات في الأموال حرصاً على تحصيل الفائدة والجباية والاستكثار منها كما هو شأنهم، وذلك ليس بمغن في دفع المفاسد وزجر المتعرض لها، بل يكون ذلك زائداً فيها لاستسهال الغرم في جانب حصول الغرض ، فتبقى الرعايا في ملكتهم كأنها فوضى دون حكم . والفوضى مهلكة للبشر مفسدة للعمران . . . وأيضاً فهم منافسون في الرياسة وقل أن يسلم أحد منهم الأمر لغيره ولو كان أباه أو أخاه أو كبير عشيرته إلا في الأقل . . . ، فيتعدد الحكام منهم والأمراء، وتختلف الأيدي وتختلف الأيدي على الرعية والأحكام ، فيفسد العمران وينتقض. وانظر إلى ما ملكوه وتغلبوا عليه من الأوطان من لدن الخليقة كيف تقوض عمرانه ، وأقفر ساكنه ، وبدلت الأرض فيه غير الأرض : فاليمن قرارهم خراب إلا قليلاً من الأمصار وعراق العرب كذلك قد خرب عمرانه الذي كان للفرس أجمع ، والشام لهذا العهد كذلك. . . وهم لا يحصل لهم الملك إلا بصبغة دينية من نبوة أو ولاية أو أثر عظيم من الدين على الجملة والسبب في ذلك أنهم لخلق التوحش الذي فيهم أصعب الأمم انقياداً بعضهم لبعض للغلظة والأن ......
#الفعل
#الصحراوي
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=708644
الحوار المتمدن
فارس تركي محمود - الفعل الصحراوي 2
فارس تركي محمود : التاريخ العربي والديكتاتورية
#الحوار_المتمدن
#فارس_تركي_محمود إذا كان التاريخ هو محصلة أفعال البشر وسلوكياتهم وأقوالهم فهو بالتأكيد سيختزن بداخله الكثير من سماتهم وصفاتهم الفكرية والعقلية وما يتميزون به ، لأن أفعال الإنسان وأقواله وتصرفاته ما هي إلا ترجمة أمينة ودقيقة لفكره وعقله وإذا ما حاولنا رصد وتتبع التاريخ العربي أو بالأصح تاريخ المنطقة العربية منذ بدايته وحتى اليوم لتمكنا بسهولة من رصد الحضور الطاغي لسمات المجتمع البدائي والدولة القديمة من جهة ، والغياب التام لسمات المجتمع المتمدن والدولة الحديثة من جهةٍ أخرى . كما سنرصد ونلاحظ كيف تفاعلت تلك السمات البدائية مع محيطها وكيف طورت أدواتها وعززت حضورها وساندت ودعمت بعضها بعضاً وأدت بعضها لبعض ، وكيف أوجدت لها حلفاء وشركاء وداعمين بحيث أصبحت هي السمات المسيطرة والمهيمنة وبحيث تمكنت من إقصاء أية سمات مغايرة ومناهضة لها ، ضمن ميكانيزم محدد ورحلة طويلة استمرت لآلاف السنين ، هذا الميكانيزم وتلك الرحلة اللذين ما كان لهما أن ينطلقا لولا الفعل الجغرافي الصحراوي الذي أشعل شرارتهما الأولى .أ – الديكتاتورية : إن الديكتاتورية والحكم الشمولي المستبد وتقديس الملوك والحكَّام تعد – وكما ذكرنا سابقاً – من أهم سمات المجتمع البدائي ، وتاريخ المنطقة العربية برمته بقديمه وحديثه تسيطر عليه هذه السمة إذ أن كل الملوك والحكام والأمراء الذين تولوا السلطة في هذه المنطقة كانوا مقدسين بشكلٍ أو بآخر ، فالمصريون القدماء قدَّسوا الفرعون واعتبروه ابن الإله ( أمون رع ) أو المكلف من قبل الإله بتدبير أمور الدولة والناس والحفاظ على النظام ، وفي أحيان أخرى اعتبروه تجسداً للإله وأطلقوا عليه ألقاب ومسميات إلهية أهمها خمسة القاب :1 – حورس : نسبة إلى الإله حورس ( الصقر ) إله السماء الذي وحد القطرين القبلي والبحري .2 – الربتان : الإله الذي اتحدت في شخصه الآلهتان ( نخبت ) ربة مصر العليا و ( واجيت ) ربة مصر السفلى ، وهما الأفعى والعقاب حاميتا مصر .3 – حورس الذهبي : الذي يمثل أرواح الآلهة .4 – ابن رع : وهو تأكيد الأصل الإلهي للأسرة الحاكمة . 5 – أسم الملك : ويعتبر تجسيداً للآلهة مكتوباً ضمن مقطعين أولهما : أسم الملك عند توليه العرش ، يسبقه عادة ( ملك مصر العليا وملك مصر السفلى ) ويبتدئ غالبا بكلمة ( رع ) . وثانيهما : اسم الملك الذي كان يدعى به قبل اعتلائه العرش . إن إغداق هذه الالقاب على الملك إنما يعبر عن حاجة المجتمع إلى سلطة قادرة ، يضع تحت تصرفها كل قواه وإمكاناته وموارده لتحقيق الطمأنينة والرخاء والاستقرار . وقد وصف أحد رجال الحاشية ( فرعون ) فقال عنه : " هو الذي يضاعف الخيرات ، هو الإله بل ملك الآلهة ، يعرف من يعرفه ويكافئ من يخدمه ، ويحمي أتباعه ، هو ( رع ) جسده الظاهر هو ( القرص ) ويحيا إلى الأبد ". بل إن المصريين ربطوا بين الخصب والنماء وتأليه الفرعون حيث اعتبروا أن تأليه الفرعون أو تكليفه بالحكم من قبل الآلهة شرط أساسي لكي تعم البلاد اسباب السلام والرخاء وترتفع مياه الفيضان السخية ، وتنمو غلال القمح والشعير وتتكاثر قطعان الماشية ، وتتدفق على البلاد ثروات الذهب والفضة والنحاس والأخشاب الثمينة والعاج والبخور من أركان العالم الأربعة . ويتغير هذا الوضع كله إذا لم يتوافر هذا الشرط الاساسي فتسود الفوضى وينعدم الأمان ، وتجدب الأرض ، وتغلق المعابد. وكان الفرعون يتمتع بسلطات مطلقة لا حد لها وليس لإرادته من وازع أو حسيب وقد جاء في النصوص المصرية القديمة " كل ما يتفوه به صاحب الجلالة يجب أن يتحقق في الحال " ، ومشيئة فرعون وإرادته هي القانون وهو " يعمل ما ......
#التاريخ
#العربي
#والديكتاتورية
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=709063
#الحوار_المتمدن
#فارس_تركي_محمود إذا كان التاريخ هو محصلة أفعال البشر وسلوكياتهم وأقوالهم فهو بالتأكيد سيختزن بداخله الكثير من سماتهم وصفاتهم الفكرية والعقلية وما يتميزون به ، لأن أفعال الإنسان وأقواله وتصرفاته ما هي إلا ترجمة أمينة ودقيقة لفكره وعقله وإذا ما حاولنا رصد وتتبع التاريخ العربي أو بالأصح تاريخ المنطقة العربية منذ بدايته وحتى اليوم لتمكنا بسهولة من رصد الحضور الطاغي لسمات المجتمع البدائي والدولة القديمة من جهة ، والغياب التام لسمات المجتمع المتمدن والدولة الحديثة من جهةٍ أخرى . كما سنرصد ونلاحظ كيف تفاعلت تلك السمات البدائية مع محيطها وكيف طورت أدواتها وعززت حضورها وساندت ودعمت بعضها بعضاً وأدت بعضها لبعض ، وكيف أوجدت لها حلفاء وشركاء وداعمين بحيث أصبحت هي السمات المسيطرة والمهيمنة وبحيث تمكنت من إقصاء أية سمات مغايرة ومناهضة لها ، ضمن ميكانيزم محدد ورحلة طويلة استمرت لآلاف السنين ، هذا الميكانيزم وتلك الرحلة اللذين ما كان لهما أن ينطلقا لولا الفعل الجغرافي الصحراوي الذي أشعل شرارتهما الأولى .أ – الديكتاتورية : إن الديكتاتورية والحكم الشمولي المستبد وتقديس الملوك والحكَّام تعد – وكما ذكرنا سابقاً – من أهم سمات المجتمع البدائي ، وتاريخ المنطقة العربية برمته بقديمه وحديثه تسيطر عليه هذه السمة إذ أن كل الملوك والحكام والأمراء الذين تولوا السلطة في هذه المنطقة كانوا مقدسين بشكلٍ أو بآخر ، فالمصريون القدماء قدَّسوا الفرعون واعتبروه ابن الإله ( أمون رع ) أو المكلف من قبل الإله بتدبير أمور الدولة والناس والحفاظ على النظام ، وفي أحيان أخرى اعتبروه تجسداً للإله وأطلقوا عليه ألقاب ومسميات إلهية أهمها خمسة القاب :1 – حورس : نسبة إلى الإله حورس ( الصقر ) إله السماء الذي وحد القطرين القبلي والبحري .2 – الربتان : الإله الذي اتحدت في شخصه الآلهتان ( نخبت ) ربة مصر العليا و ( واجيت ) ربة مصر السفلى ، وهما الأفعى والعقاب حاميتا مصر .3 – حورس الذهبي : الذي يمثل أرواح الآلهة .4 – ابن رع : وهو تأكيد الأصل الإلهي للأسرة الحاكمة . 5 – أسم الملك : ويعتبر تجسيداً للآلهة مكتوباً ضمن مقطعين أولهما : أسم الملك عند توليه العرش ، يسبقه عادة ( ملك مصر العليا وملك مصر السفلى ) ويبتدئ غالبا بكلمة ( رع ) . وثانيهما : اسم الملك الذي كان يدعى به قبل اعتلائه العرش . إن إغداق هذه الالقاب على الملك إنما يعبر عن حاجة المجتمع إلى سلطة قادرة ، يضع تحت تصرفها كل قواه وإمكاناته وموارده لتحقيق الطمأنينة والرخاء والاستقرار . وقد وصف أحد رجال الحاشية ( فرعون ) فقال عنه : " هو الذي يضاعف الخيرات ، هو الإله بل ملك الآلهة ، يعرف من يعرفه ويكافئ من يخدمه ، ويحمي أتباعه ، هو ( رع ) جسده الظاهر هو ( القرص ) ويحيا إلى الأبد ". بل إن المصريين ربطوا بين الخصب والنماء وتأليه الفرعون حيث اعتبروا أن تأليه الفرعون أو تكليفه بالحكم من قبل الآلهة شرط أساسي لكي تعم البلاد اسباب السلام والرخاء وترتفع مياه الفيضان السخية ، وتنمو غلال القمح والشعير وتتكاثر قطعان الماشية ، وتتدفق على البلاد ثروات الذهب والفضة والنحاس والأخشاب الثمينة والعاج والبخور من أركان العالم الأربعة . ويتغير هذا الوضع كله إذا لم يتوافر هذا الشرط الاساسي فتسود الفوضى وينعدم الأمان ، وتجدب الأرض ، وتغلق المعابد. وكان الفرعون يتمتع بسلطات مطلقة لا حد لها وليس لإرادته من وازع أو حسيب وقد جاء في النصوص المصرية القديمة " كل ما يتفوه به صاحب الجلالة يجب أن يتحقق في الحال " ، ومشيئة فرعون وإرادته هي القانون وهو " يعمل ما ......
#التاريخ
#العربي
#والديكتاتورية
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=709063
الحوار المتمدن
فارس تركي محمود - التاريخ العربي والديكتاتورية
فارس تركي محمود : التاريخ العربي والديكتاتورية 2
#الحوار_المتمدن
#فارس_تركي_محمود لم تقتصر الديكتاتورية على الملوك والحكام الذين تولوا الحكم في الممالك العربية بل كانت صفة عامة وسمة متجذرة في المجتمع العربي فكان يمارسها حتى زعماء القبائل وشيوخها وأمرائها الذين كانت لهم حقوق وامتيازات باعتبارهم سادة مطلقي السلطة لا يرد لهم حكم ولا تكسر لهم إرادة ولا يخالف لهم أمر ومنها حق ( المرباع ) أي الاستحواذ على ربع الغنائم والأموال التي تحصل عليها القبيلة من الغزو وغيره ، وأيضاً حق ( الصفايا ) أي حق سيد القبيلة باصطفاء ما يشاء لنفسه من خيل أو أسلحة وأموال وجواري ، ثم حق ( النشيطة ) وهو ما أصاب من الغنيمة قبل أن يصل إلى حمى القبيلة ، وأما ( الفضول ) - وهو حق آخر من حقوق سيد القبيلة - فهو ما لا يمكن أن يقسم لقلته مثل الفرس والبعير ونحوهما . وقد ذكرت هذه الحقوق في البيت الشعري المنسوب إلى عبدالله بن عتمة الضبي : لك المرباع منا والصفايا وحكمك والنشيطة والفضول وفوق هذا وذاك فإن لسيد القبيلة حق ( الحمى ) وهو من إمارات عزه وشرفه وسيادته . فكان إذا مر سيد القبيلة بأرض أعجبته أو بغدير أعجبه أعلن حمايته عليها أو عليه إلى حد يعينه ويثبته فلا يقترب أحد من ذلك الحد . ومن أبرز الأمثلة على هذا السلوك الاستبدادي ما قام به كليب وائل سيد ربيعة الذي كان يفرض حمايته على الأرض التي تعجبه وكان يمارس هذا الحق بطريقة مذلة إذ يقوم بترك كليب - أي جرو - في الأرض التي يريد الاستيلاء عليها ، وعندها يجب على أي شخص يسمع عواء ذلك الكليب أن يبتعد عن تلك الأرض وألا عرض نفسه للعقوبة وربما القتل، ولم ترى العرب في هذا السلوك سلوكاً مذلا أو مشيناً بل اعتبرته دلالة على المنعة والعزة والسيادة ولذلك قالوا : " أعز من كليب وائل " . لقد استمر السلوك الاستبداي واستمرت الديكتاتورية في العصر الإسلامي بل ووجدت لها أيضاً سنداً دينياً وتبويباً شرعياً إذ نجد في كتب الأحاديث حديث نبوي يقول : " السلطان ظل الله في الأرض فمن أكرمه أكرمه الله ومن أهانه أهانه الله " . ووردت آيات في القرآن تؤكد المعنى ذاته فجاء في الآية ( 25 ) من سورة آل عمران : " قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير إنك على كل شيء قدير " ، وورد في الآية ( 55 ) من سورة النور : " وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ " . والتاريخ الإسلامي متخم بالأمثلة والحوادث التي تؤكد على إزدياد هيمنة واستحواذ سمة الديكتاتورية بحيث لا نعرف من اين نبدأ وكيف ننتهي . فإذا ما استثنينا الثلاثين أو الاربعين سنة الأولى من الحكم الإسلامي فإننا سنجد أنفسنا أمام ذات الاستبداد العربي الذي بدأ منذ أن وجد الانسان العربي نفسه وجهاً لوجه أمام الصحراء ، إلا اننا سنجده أكثر تجذراً وتغولاً وتقديساً ، ففي ظل خلافة بني أمية أصبح نظام الحكم نظاماً ملكياً وراثياً - ملك عضوض - مستبداً وبدأ بتكميم جميع الأفواه المعارضة وقمع المعارضين وتصفيتهم مثل حجر بن عدي والجعد ابن الدرهم والحسين بن علي وعبدالله ابن الزبير والمنافسين من بني العباس والمئات غيرهم . وكان معاوية بن ابي سفيان يقول إن الله هو الذي آتاه الملك ويحتج بالآية : " قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير إنك على كل شيء قدير " ، وبعد وقعة ( الحرة ) تم إجبار أهل المدينة المنورة على أن يبايعوا على أنهم عبيد ليزيد ، كما أن يزيد بن معاوية جعل أكثر من أربعين فقيه يفتون بأن الخلفاء لا حساب عليهم يو ......
#التاريخ
#العربي
#والديكتاتورية
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=709767
#الحوار_المتمدن
#فارس_تركي_محمود لم تقتصر الديكتاتورية على الملوك والحكام الذين تولوا الحكم في الممالك العربية بل كانت صفة عامة وسمة متجذرة في المجتمع العربي فكان يمارسها حتى زعماء القبائل وشيوخها وأمرائها الذين كانت لهم حقوق وامتيازات باعتبارهم سادة مطلقي السلطة لا يرد لهم حكم ولا تكسر لهم إرادة ولا يخالف لهم أمر ومنها حق ( المرباع ) أي الاستحواذ على ربع الغنائم والأموال التي تحصل عليها القبيلة من الغزو وغيره ، وأيضاً حق ( الصفايا ) أي حق سيد القبيلة باصطفاء ما يشاء لنفسه من خيل أو أسلحة وأموال وجواري ، ثم حق ( النشيطة ) وهو ما أصاب من الغنيمة قبل أن يصل إلى حمى القبيلة ، وأما ( الفضول ) - وهو حق آخر من حقوق سيد القبيلة - فهو ما لا يمكن أن يقسم لقلته مثل الفرس والبعير ونحوهما . وقد ذكرت هذه الحقوق في البيت الشعري المنسوب إلى عبدالله بن عتمة الضبي : لك المرباع منا والصفايا وحكمك والنشيطة والفضول وفوق هذا وذاك فإن لسيد القبيلة حق ( الحمى ) وهو من إمارات عزه وشرفه وسيادته . فكان إذا مر سيد القبيلة بأرض أعجبته أو بغدير أعجبه أعلن حمايته عليها أو عليه إلى حد يعينه ويثبته فلا يقترب أحد من ذلك الحد . ومن أبرز الأمثلة على هذا السلوك الاستبدادي ما قام به كليب وائل سيد ربيعة الذي كان يفرض حمايته على الأرض التي تعجبه وكان يمارس هذا الحق بطريقة مذلة إذ يقوم بترك كليب - أي جرو - في الأرض التي يريد الاستيلاء عليها ، وعندها يجب على أي شخص يسمع عواء ذلك الكليب أن يبتعد عن تلك الأرض وألا عرض نفسه للعقوبة وربما القتل، ولم ترى العرب في هذا السلوك سلوكاً مذلا أو مشيناً بل اعتبرته دلالة على المنعة والعزة والسيادة ولذلك قالوا : " أعز من كليب وائل " . لقد استمر السلوك الاستبداي واستمرت الديكتاتورية في العصر الإسلامي بل ووجدت لها أيضاً سنداً دينياً وتبويباً شرعياً إذ نجد في كتب الأحاديث حديث نبوي يقول : " السلطان ظل الله في الأرض فمن أكرمه أكرمه الله ومن أهانه أهانه الله " . ووردت آيات في القرآن تؤكد المعنى ذاته فجاء في الآية ( 25 ) من سورة آل عمران : " قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير إنك على كل شيء قدير " ، وورد في الآية ( 55 ) من سورة النور : " وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ " . والتاريخ الإسلامي متخم بالأمثلة والحوادث التي تؤكد على إزدياد هيمنة واستحواذ سمة الديكتاتورية بحيث لا نعرف من اين نبدأ وكيف ننتهي . فإذا ما استثنينا الثلاثين أو الاربعين سنة الأولى من الحكم الإسلامي فإننا سنجد أنفسنا أمام ذات الاستبداد العربي الذي بدأ منذ أن وجد الانسان العربي نفسه وجهاً لوجه أمام الصحراء ، إلا اننا سنجده أكثر تجذراً وتغولاً وتقديساً ، ففي ظل خلافة بني أمية أصبح نظام الحكم نظاماً ملكياً وراثياً - ملك عضوض - مستبداً وبدأ بتكميم جميع الأفواه المعارضة وقمع المعارضين وتصفيتهم مثل حجر بن عدي والجعد ابن الدرهم والحسين بن علي وعبدالله ابن الزبير والمنافسين من بني العباس والمئات غيرهم . وكان معاوية بن ابي سفيان يقول إن الله هو الذي آتاه الملك ويحتج بالآية : " قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير إنك على كل شيء قدير " ، وبعد وقعة ( الحرة ) تم إجبار أهل المدينة المنورة على أن يبايعوا على أنهم عبيد ليزيد ، كما أن يزيد بن معاوية جعل أكثر من أربعين فقيه يفتون بأن الخلفاء لا حساب عليهم يو ......
#التاريخ
#العربي
#والديكتاتورية
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=709767
الحوار المتمدن
فارس تركي محمود - التاريخ العربي والديكتاتورية 2
فارس تركي محمود : التاريخ العربي والمنهج الوعظي
#الحوار_المتمدن
#فارس_تركي_محمود تعد سمة العقل الجمعي من أهم السمات التي تديمها وتربيها وتنميها البيئة الصحراوية في المجتمع البدائي لذلك فإننا نلحظ ونرصد وجودها بقوة في التاريخ العربي واستحواذها شبه التام على الشخصية العربية قديماً وحديثاً. وعلى الرغم من أن للعقل الجمعي سطوة ونفوذ داخل الكثير من المجتمعات البشرية، إلا أن العقل الجمعي المسيطر على المجتمعات العربية ينفرد بميزتين أولهما قوته وسطوته التي لا نظير لها في المجتمعات الأخرى وثانيهما عدم تجدده وعدم تنوعه أي تشبثه بنفس الأفكار ولمديات زمنية طويلة جداً . فلو أخذنا أي مجتمع عربي معاصر وقارناه – على المستوى الفكري - بما كان عليه المجتمع العربي في العصر الجاهلي أو في القرون الهجرية الأولى لما وجدنا فروقاً كبيرة. فالأفكار هي ذاتها والنظرة إلى الحياة والغاية منها ودور الإنسان ومساره فيها ذاتها لم تتغير . لقد ناقش هذه النقطة باستفاضة الاستاذ محمد عابد الجابري في كتابه تكوين العقل العربي إذ يطرح سؤالاً استنكارياً مفاده : ماذا تغير في الثقافة العربية منذ العصر الجاهلي إلى اليوم ؟ ويعود الجابري للإجابة عن هذا السؤال ويقرر بأنه لم يتغير شيء تقريباً والدليل على ذلك – كما يقول – " إننا نشعر جميعاً بأن أمرئ القيس وعمرو بن كلثوم وعنترة ولبيد والنابغة وزهير بن أبي سلمى . . . وابن عباس وعلي بن ابي طالب ومالك وسيبويه والشافعي وابن حنبل . . . والجاحظ والمبرد والأصمعي . . . والأشعري والغزالي والجنيد وابن تيمية . . . ومن قبله الطبري والمسعودي وابن الأثير . . . والفارابي وابن سينا وابن رشد وابن خلدون . . . ومن بعد هؤلاء جمال الدين الأفغاني ومحمد عبدة ورشاد رضا والعقاد والقائمة طويلة . . . نشعر بهؤلاء جميعاً يعيشون معنا هنا ، أو يقفون هناك أمامنا على خشبة مسرح واحد ، مسرح الثقافة العربية الذي لم يسدل الستار فيه بعد ، ولو مرة واحدة ". وبالفعل ما زال العقل الجمعي يجمع بيننا وبين هذه الأسماء على الرغم من الفجوة الزمنية الكبيرة التي تفصل بيننا ، فما زلنا ننظر للأمور كنظرتهم اليها ونفكر مثلما كانوا يفكرون ، والقضايا والمقولات والمعاني التي كانت تستثيرهم وتستحوذ على اهتمامهم ما زالت هي ذاتها التي تستثيرنا وتستحوذ على اهتمامنا ، وما زلنا نمجِّد ما كانوا يمجِّدون ونشمئز ونخجل مما كانوا يشمئزون ويخجلون ، وما زالت نظرتنا كنظرتهم إلى المفاهيم المختلفة مثل الصواب والخطأ والمقدس والمبجل والمحرم والملعون والعيب وما يجوز وما لا يجوز والحلال والحرام والأخلاق بتنوعها وسقف الحريات وماهية حقوق الإنسان والنظرة إلى المرأة وغير ذلك من مفاهيم وأفكار ، الأفكار والسلوكيات والرؤى هي ذاتها ولم تتغير تقريباً . إذاً فإن العقل الجمعي المسيطر على مجتمعاتنا عقل جمعي عابر للأزمنة تمكن من ضبط وتثبيت بل وتجميد نظرتنا ورؤيتنا للأفكار والمفاهيم بحيث بقيت كما هي لقرونٍ عديدة ، والشواهد التاريخية والأدلة المختلفة على ذلك لا تعد ولا تحصى فإذا أخذنا مفهوم البطولة والشجاعة على سبيل المثال لرأينا أن معنى هذا المفهوم وما يعنيه ما زال ذاته تقريباً . فالعقل الجمعي استطاع أن يصيغ معنى وتصور بعينه لهذا المفهوم وأن يثبته بقوة في العقلية والنفسية العربية ، والأنكى من ذلك أنه تمكَّن من إبقاء وإدامة هذا المعنى والتصور بعينه لآلاف السنين بحيث أن الفرد العربي المعاصر يفهم هذا المفهوم ويتفاعل معه كما كان يفعل أسلافه بالضبط . في العصر الجاهلي كان مفهوم البطولة والإقدام والشجاعة يعني بالدرجة الأولى الميل إلى العنف واستخدام القوة والقدرة على القتال والاستعداد الدائم له ومقارعة ......
#التاريخ
#العربي
#والمنهج
#الوعظي
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=710139
#الحوار_المتمدن
#فارس_تركي_محمود تعد سمة العقل الجمعي من أهم السمات التي تديمها وتربيها وتنميها البيئة الصحراوية في المجتمع البدائي لذلك فإننا نلحظ ونرصد وجودها بقوة في التاريخ العربي واستحواذها شبه التام على الشخصية العربية قديماً وحديثاً. وعلى الرغم من أن للعقل الجمعي سطوة ونفوذ داخل الكثير من المجتمعات البشرية، إلا أن العقل الجمعي المسيطر على المجتمعات العربية ينفرد بميزتين أولهما قوته وسطوته التي لا نظير لها في المجتمعات الأخرى وثانيهما عدم تجدده وعدم تنوعه أي تشبثه بنفس الأفكار ولمديات زمنية طويلة جداً . فلو أخذنا أي مجتمع عربي معاصر وقارناه – على المستوى الفكري - بما كان عليه المجتمع العربي في العصر الجاهلي أو في القرون الهجرية الأولى لما وجدنا فروقاً كبيرة. فالأفكار هي ذاتها والنظرة إلى الحياة والغاية منها ودور الإنسان ومساره فيها ذاتها لم تتغير . لقد ناقش هذه النقطة باستفاضة الاستاذ محمد عابد الجابري في كتابه تكوين العقل العربي إذ يطرح سؤالاً استنكارياً مفاده : ماذا تغير في الثقافة العربية منذ العصر الجاهلي إلى اليوم ؟ ويعود الجابري للإجابة عن هذا السؤال ويقرر بأنه لم يتغير شيء تقريباً والدليل على ذلك – كما يقول – " إننا نشعر جميعاً بأن أمرئ القيس وعمرو بن كلثوم وعنترة ولبيد والنابغة وزهير بن أبي سلمى . . . وابن عباس وعلي بن ابي طالب ومالك وسيبويه والشافعي وابن حنبل . . . والجاحظ والمبرد والأصمعي . . . والأشعري والغزالي والجنيد وابن تيمية . . . ومن قبله الطبري والمسعودي وابن الأثير . . . والفارابي وابن سينا وابن رشد وابن خلدون . . . ومن بعد هؤلاء جمال الدين الأفغاني ومحمد عبدة ورشاد رضا والعقاد والقائمة طويلة . . . نشعر بهؤلاء جميعاً يعيشون معنا هنا ، أو يقفون هناك أمامنا على خشبة مسرح واحد ، مسرح الثقافة العربية الذي لم يسدل الستار فيه بعد ، ولو مرة واحدة ". وبالفعل ما زال العقل الجمعي يجمع بيننا وبين هذه الأسماء على الرغم من الفجوة الزمنية الكبيرة التي تفصل بيننا ، فما زلنا ننظر للأمور كنظرتهم اليها ونفكر مثلما كانوا يفكرون ، والقضايا والمقولات والمعاني التي كانت تستثيرهم وتستحوذ على اهتمامهم ما زالت هي ذاتها التي تستثيرنا وتستحوذ على اهتمامنا ، وما زلنا نمجِّد ما كانوا يمجِّدون ونشمئز ونخجل مما كانوا يشمئزون ويخجلون ، وما زالت نظرتنا كنظرتهم إلى المفاهيم المختلفة مثل الصواب والخطأ والمقدس والمبجل والمحرم والملعون والعيب وما يجوز وما لا يجوز والحلال والحرام والأخلاق بتنوعها وسقف الحريات وماهية حقوق الإنسان والنظرة إلى المرأة وغير ذلك من مفاهيم وأفكار ، الأفكار والسلوكيات والرؤى هي ذاتها ولم تتغير تقريباً . إذاً فإن العقل الجمعي المسيطر على مجتمعاتنا عقل جمعي عابر للأزمنة تمكن من ضبط وتثبيت بل وتجميد نظرتنا ورؤيتنا للأفكار والمفاهيم بحيث بقيت كما هي لقرونٍ عديدة ، والشواهد التاريخية والأدلة المختلفة على ذلك لا تعد ولا تحصى فإذا أخذنا مفهوم البطولة والشجاعة على سبيل المثال لرأينا أن معنى هذا المفهوم وما يعنيه ما زال ذاته تقريباً . فالعقل الجمعي استطاع أن يصيغ معنى وتصور بعينه لهذا المفهوم وأن يثبته بقوة في العقلية والنفسية العربية ، والأنكى من ذلك أنه تمكَّن من إبقاء وإدامة هذا المعنى والتصور بعينه لآلاف السنين بحيث أن الفرد العربي المعاصر يفهم هذا المفهوم ويتفاعل معه كما كان يفعل أسلافه بالضبط . في العصر الجاهلي كان مفهوم البطولة والإقدام والشجاعة يعني بالدرجة الأولى الميل إلى العنف واستخدام القوة والقدرة على القتال والاستعداد الدائم له ومقارعة ......
#التاريخ
#العربي
#والمنهج
#الوعظي
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=710139
الحوار المتمدن
فارس تركي محمود - التاريخ العربي والمنهج الوعظي
فارس تركي محمود : االتاريخ العربي والمنهج الوعظي 1
#الحوار_المتمدن
#فارس_تركي_محمود ملاحظة: المقالة السابقة نشرت خطأً تحت عنوان ( التاريخ العربي والمنهج الوعظي ) والصحيح ( التاريخ العربي والعقل الجمعي ).لم يرتبط فن بأمة كما ارتبط الشعر والخطابة بالعرب ، فالعرب هم سادة الخطابة والكلام المرسل ، حتى أن بعض الباحثين أشار إلى أن العرب سموا عرباً لتميزهم عن الأمم الأخرى بالإعراب وهو الفصاحة والبيان ، وفي ذلك يقول محمود شكري الألوسي : " العرب جيل من الناس لم يزالوا موسومين بين الأمم بالبيان في الكلام ، والفصاحة في المنطق ، والذلاقة في اللسان ، ولذلك سموا بهذا الاسم فإنه مشتق من الإبانة ، لقولهم أعرب الرجل عما في ضميره إذ أبان عنه ، ومنه قوله صلى الله عليه وسلم " الثيب تعرب عن نفسها " والبيان سمتهم بين الأمم . . . "، وقال القلقشندي : " . . . والذي عليه العرف العام إطلاق لفظة العرب على الجميع ، وقد ذكر صاحب العبر أن لفظة العرب مشتقة من الإعراب وهو أخذ من قولهم : أعرب الرجل عن حاجته إذا أبان ، سموا بذلك لأن الغالب عليهم البيان والبلاغة . . . " . لا أعتقد أن هناك أمة من الأمم باستثناء العرب اتخذت تسميتها من قدرتها على الكلام بطريقة جيدة ، إن هذه القدرة التي تميز بها العرب ما هي إلا نتاج لسيطرة المنهج الوعظي الخطابي على طريقة تفكيرهم ، إن هذا المنهج وكما ذكرنا سابقاً يعد أحد الصفات والخصائص التي تميز المجتمع البدائي وهو الابن المدلل للبادية والصحراء ومرتبط بها وجوداً وعدماً ، لذلك لم يكن أمام العرب أبناء الصحراء أية فرصة للنجاة من سطوة هذا المنهج وكان خضوعهم له أمر محتم وقدر لا مناص عنه ، هذا الخضوع الذي أورثهم قدرةً لغويةً هائلةً ولغةً تعد من أكثر لغات العالم ثراءً وجمالاً وقد أشاد بجمالها وبقدراتها التعبيرية الكثير من المستشرقين ومنهم المستشرق الألماني فيلهلم فريتاج الذي قال " اللغة العربية أغنى اللغات في العالم " ، وقالت الألمانية سيجريد هونكه متحدثة عن اللغة العربية " كيف يستطيع الإنسان أن يقاوم جمال هذه اللغة ومنطقها السليم وسحرها الفريد ، فجيران العرب أنفسهم في البلدان التي فتحوها سقطوا صرعى سحر تلك اللغة " ، والفرنسي إرنست رينان قال " من أغرب ما وقع في تاريخ البشر انتشار اللغة العربية فقد كانت غير معروفة فبدأت فجأة في غاية الكمال سلسة غنية كاملة ، فليس لها طفولة ولا شيخوخة ، تلك اللغة التي فاقت أخواتها بكثرة مفرداتها ودقة معانيها وحسن نظام مبانيها " ، والألماني يوهان فك يقول " لقد برهن جبروت التراث العربي الخالد على أنه أقوى من كل محاولة " ، يقصد بها زحزحة العربية الفصحى عن مقامها المسيطر . إن الإرث العربي كله منذ العصر الجاهلي وحتى اليوم يؤكد خضوع العقلية العربية للمنهج الوعظي الخطابي ، ففي العصر الجاهلي احتل الشعر والخطابة مكانة رفيعة وموقعاً متميزا ًفي المجتمع ، فمن خلال هذين الفنين حصراً - وبخاصة الشعر - كان الفرد العربي يعبر عما يختلج بصدره وعما يدور بخلده وعن أحلامه وطموحاته ، ويسجل مفاخر قبيلته وأمجادها وأفراحها وأحزانها وعاداتها وتقاليدها وتاريخها كله . وكانت القبائل تفتخر بشعرائها حتى أن قريشاً كانت ترى نفسها أقل شأناً إذ لم يكن فيها شاعر فحل حتى ولد عمر بن ابي ربيعة ، وكانت القبيلة تحتفي بظهور شاعر من بين أبنائها احتفاءً لا مثيل له فذكر السيوطي أن القبيلة في العصر الجاهلي إذا نبغ فيها شاعر ، أتت إليها القبائل وهنأتها بذلك ، وصنعت الأطعمة ، واجتمع النساء يلعبن بالمزاهر كما يصنعن في الأعراس ، لأنه الحامي لأعراضهم ، وهو المدافع عن أحسابهم ، وهو الذي يخلد مآثرهم ، ولم يكن يعدل فرحة القبيلة بالشاعر سوى فرحتهم بغ ......
#االتاريخ
#العربي
#والمنهج
#الوعظي
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=711123
#الحوار_المتمدن
#فارس_تركي_محمود ملاحظة: المقالة السابقة نشرت خطأً تحت عنوان ( التاريخ العربي والمنهج الوعظي ) والصحيح ( التاريخ العربي والعقل الجمعي ).لم يرتبط فن بأمة كما ارتبط الشعر والخطابة بالعرب ، فالعرب هم سادة الخطابة والكلام المرسل ، حتى أن بعض الباحثين أشار إلى أن العرب سموا عرباً لتميزهم عن الأمم الأخرى بالإعراب وهو الفصاحة والبيان ، وفي ذلك يقول محمود شكري الألوسي : " العرب جيل من الناس لم يزالوا موسومين بين الأمم بالبيان في الكلام ، والفصاحة في المنطق ، والذلاقة في اللسان ، ولذلك سموا بهذا الاسم فإنه مشتق من الإبانة ، لقولهم أعرب الرجل عما في ضميره إذ أبان عنه ، ومنه قوله صلى الله عليه وسلم " الثيب تعرب عن نفسها " والبيان سمتهم بين الأمم . . . "، وقال القلقشندي : " . . . والذي عليه العرف العام إطلاق لفظة العرب على الجميع ، وقد ذكر صاحب العبر أن لفظة العرب مشتقة من الإعراب وهو أخذ من قولهم : أعرب الرجل عن حاجته إذا أبان ، سموا بذلك لأن الغالب عليهم البيان والبلاغة . . . " . لا أعتقد أن هناك أمة من الأمم باستثناء العرب اتخذت تسميتها من قدرتها على الكلام بطريقة جيدة ، إن هذه القدرة التي تميز بها العرب ما هي إلا نتاج لسيطرة المنهج الوعظي الخطابي على طريقة تفكيرهم ، إن هذا المنهج وكما ذكرنا سابقاً يعد أحد الصفات والخصائص التي تميز المجتمع البدائي وهو الابن المدلل للبادية والصحراء ومرتبط بها وجوداً وعدماً ، لذلك لم يكن أمام العرب أبناء الصحراء أية فرصة للنجاة من سطوة هذا المنهج وكان خضوعهم له أمر محتم وقدر لا مناص عنه ، هذا الخضوع الذي أورثهم قدرةً لغويةً هائلةً ولغةً تعد من أكثر لغات العالم ثراءً وجمالاً وقد أشاد بجمالها وبقدراتها التعبيرية الكثير من المستشرقين ومنهم المستشرق الألماني فيلهلم فريتاج الذي قال " اللغة العربية أغنى اللغات في العالم " ، وقالت الألمانية سيجريد هونكه متحدثة عن اللغة العربية " كيف يستطيع الإنسان أن يقاوم جمال هذه اللغة ومنطقها السليم وسحرها الفريد ، فجيران العرب أنفسهم في البلدان التي فتحوها سقطوا صرعى سحر تلك اللغة " ، والفرنسي إرنست رينان قال " من أغرب ما وقع في تاريخ البشر انتشار اللغة العربية فقد كانت غير معروفة فبدأت فجأة في غاية الكمال سلسة غنية كاملة ، فليس لها طفولة ولا شيخوخة ، تلك اللغة التي فاقت أخواتها بكثرة مفرداتها ودقة معانيها وحسن نظام مبانيها " ، والألماني يوهان فك يقول " لقد برهن جبروت التراث العربي الخالد على أنه أقوى من كل محاولة " ، يقصد بها زحزحة العربية الفصحى عن مقامها المسيطر . إن الإرث العربي كله منذ العصر الجاهلي وحتى اليوم يؤكد خضوع العقلية العربية للمنهج الوعظي الخطابي ، ففي العصر الجاهلي احتل الشعر والخطابة مكانة رفيعة وموقعاً متميزا ًفي المجتمع ، فمن خلال هذين الفنين حصراً - وبخاصة الشعر - كان الفرد العربي يعبر عما يختلج بصدره وعما يدور بخلده وعن أحلامه وطموحاته ، ويسجل مفاخر قبيلته وأمجادها وأفراحها وأحزانها وعاداتها وتقاليدها وتاريخها كله . وكانت القبائل تفتخر بشعرائها حتى أن قريشاً كانت ترى نفسها أقل شأناً إذ لم يكن فيها شاعر فحل حتى ولد عمر بن ابي ربيعة ، وكانت القبيلة تحتفي بظهور شاعر من بين أبنائها احتفاءً لا مثيل له فذكر السيوطي أن القبيلة في العصر الجاهلي إذا نبغ فيها شاعر ، أتت إليها القبائل وهنأتها بذلك ، وصنعت الأطعمة ، واجتمع النساء يلعبن بالمزاهر كما يصنعن في الأعراس ، لأنه الحامي لأعراضهم ، وهو المدافع عن أحسابهم ، وهو الذي يخلد مآثرهم ، ولم يكن يعدل فرحة القبيلة بالشاعر سوى فرحتهم بغ ......
#االتاريخ
#العربي
#والمنهج
#الوعظي
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=711123
الحوار المتمدن
فارس تركي محمود - االتاريخ العربي والمنهج الوعظي 1
فارس تركي محمود : التاريخ العربي والمنهج الوعظي 2
#الحوار_المتمدن
#فارس_تركي_محمود وفضلاً عن كل هذا وذاك فإن العقلية العربية عبَّرت عن قمة خضوعها للمنهج الوعظي الخطابي عندما أسست وابتكرت علماً لا مثيل له لدى الأمم الأخرى وليس له سابقة في التاريخ البشري وهو علم الكلام ، وهو علم يختص باستخدام الإنسان لقدرته الكلامية من أجل إثبات أو نفي أفكار أو آراء أو معتقدات بعينها وبخاصة فيما يتعلق بالمعتقدات الدينية ، وقد عرَّفه الفيلسوف الفارابي بأنه " ملكة يقتدر بها الانسان على نصرة الآراء والأفعال المحمودة التي صرح بها واضع الملة ، وتزييف كل ما خالفها بالأقاويل ". وينبغي هنا أن نلاحظ استخدام الفارابي لكلمة ( أقاويل ) فهذا الفيلسوف العظيم كان مدركاً أن علم الكلام العربي مبني على الأقاويل أو الأقوال أو القدرة القولية الكلامية لأنه نتاج للعقلية العربية التي هي بدورها عقلية كلامية وعظية خاضعة للمنهج الخطابي الوعظي ، ووفقاً لتلك العقلية فإن الأقدر على القول والأقدر على تنميق الكلام هو الأقدر على الغلبة والأقدر على إثبات رأيه ووجهة نظره . وإذا ما أردنا أن نجد تفسيراً لفقرنا الفلسفي فلن نجده إلا في السيطرة المطلقة التي يفرضها المنهج الوعظي الخطابي على العقلية العربية ، هذه السيطرة التي جعلت العقل العربي عاجز عن وضع كلمة واحدة في لغته المليونية مقابلة لكلمة فلسفة اليونانية . فعلى الرغم من احتواء اللغة العربية على حوالي مليوني مفردة إلا أنها لا تحتوي على كلمة تعطي معنى فلسفة أو تفلسف . كما أن سيطرة المنهج الخطابي أصاب العرب بحالة أشبه بالعقم فيما يتعلق بالإنتاج الفلسفي بحيث أن الباحثين في تاريخ العرب قبل الإسلام لم يستطيعوا أن يجدوا أية إشارة على وجود أي نشاط أو توجه فلسفي لدى عرب الجاهلية ولم يظهر من بينهم فيلسوف واحد ولم يتم العثور على أي مؤلف فلسفي وفي هذا الصدد يقول الدكتور جواد علي : " أما مؤلفات في العلوم والفلسفة . . . فلا أدري أن أحداً من أهل الأخبار ذكر وجودها عندهم " يقصد العرب . وعلى الرغم من ضخامة كتاب الدكتور جواد علي المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام والذي يتكون من عشرة أجزاء وبما يتجاوز السبعة آلاف صفحة حيث لم يترك شاردة وواردة إلا وذكرها وبأدق التفاصيل إلا أنه بالكاد إستطاع أن يفرد أقل من نصف صفحة للحديث عن العلوم والفلسفة عند العرب ، بينما أفرد خمس وعشرين صفحة للحديث عن الخطابة ، وخصص الجزء التاسع بالكامل والذي تتجاوز عدد صفحاته الـ ( 900 ) صفحة للحديث عن الشعر والشعراء . وحتى في الحضارات التي شهدتها المنطقة العربية كالحضارة الفرعونية وحضارة ما بين الرافدين والحضارة الفينيقية لم تظهر أسماء لامعة في عالم الفلسفة وعلى الرغم من وجود بعض الشذرات إلا أنها لم ترتقِ لمستوى المذهب الفلسفي كتلك المذاهب التي ظهرت لدى اليونان ، بل يمكن إدراجها ضمن التوجيهات الأخلاقية والأقوال الحكيمة . أما في العصر الإسلامي فلم تظهر الفلسفة إلا كرد فعل على التحديات التي واجهها الفكر الإسلامي والظروف التي عاشها المسلمون والمتمثلة بالصراعات والحروب الداخلية وظهور العديد من الفرق والنحل والمذاهب ، واحتدام الجدل والنقاشات فيما بينهم ، والاطلاع على الفلسفة اليونانية ، فضلاً عن الاحتكاك بالعناصر الأجنبية وأصحاب الديانات الأخرى من يهود ومسيحيين وصابئة وزنادقة وملاحدة ، مع ما يتطلبه ذلك من رد على ما يطرحه هؤلاء من تحديات فكرية وتساؤلات ومطاعن حول العقيدة والمسائل الدينية . هذا فضلاً عن أن حياة الاستقرار لا بد أن تنتج شيء من الفلسفة . وعلى الرغم من ذلك فإن الجزء الأكبر من الفلسفة الإسلامية لم يسلم من تأثير المنهج الخطابي الوعظي عليها بد ......
#التاريخ
#العربي
#والمنهج
#الوعظي
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=711354
#الحوار_المتمدن
#فارس_تركي_محمود وفضلاً عن كل هذا وذاك فإن العقلية العربية عبَّرت عن قمة خضوعها للمنهج الوعظي الخطابي عندما أسست وابتكرت علماً لا مثيل له لدى الأمم الأخرى وليس له سابقة في التاريخ البشري وهو علم الكلام ، وهو علم يختص باستخدام الإنسان لقدرته الكلامية من أجل إثبات أو نفي أفكار أو آراء أو معتقدات بعينها وبخاصة فيما يتعلق بالمعتقدات الدينية ، وقد عرَّفه الفيلسوف الفارابي بأنه " ملكة يقتدر بها الانسان على نصرة الآراء والأفعال المحمودة التي صرح بها واضع الملة ، وتزييف كل ما خالفها بالأقاويل ". وينبغي هنا أن نلاحظ استخدام الفارابي لكلمة ( أقاويل ) فهذا الفيلسوف العظيم كان مدركاً أن علم الكلام العربي مبني على الأقاويل أو الأقوال أو القدرة القولية الكلامية لأنه نتاج للعقلية العربية التي هي بدورها عقلية كلامية وعظية خاضعة للمنهج الخطابي الوعظي ، ووفقاً لتلك العقلية فإن الأقدر على القول والأقدر على تنميق الكلام هو الأقدر على الغلبة والأقدر على إثبات رأيه ووجهة نظره . وإذا ما أردنا أن نجد تفسيراً لفقرنا الفلسفي فلن نجده إلا في السيطرة المطلقة التي يفرضها المنهج الوعظي الخطابي على العقلية العربية ، هذه السيطرة التي جعلت العقل العربي عاجز عن وضع كلمة واحدة في لغته المليونية مقابلة لكلمة فلسفة اليونانية . فعلى الرغم من احتواء اللغة العربية على حوالي مليوني مفردة إلا أنها لا تحتوي على كلمة تعطي معنى فلسفة أو تفلسف . كما أن سيطرة المنهج الخطابي أصاب العرب بحالة أشبه بالعقم فيما يتعلق بالإنتاج الفلسفي بحيث أن الباحثين في تاريخ العرب قبل الإسلام لم يستطيعوا أن يجدوا أية إشارة على وجود أي نشاط أو توجه فلسفي لدى عرب الجاهلية ولم يظهر من بينهم فيلسوف واحد ولم يتم العثور على أي مؤلف فلسفي وفي هذا الصدد يقول الدكتور جواد علي : " أما مؤلفات في العلوم والفلسفة . . . فلا أدري أن أحداً من أهل الأخبار ذكر وجودها عندهم " يقصد العرب . وعلى الرغم من ضخامة كتاب الدكتور جواد علي المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام والذي يتكون من عشرة أجزاء وبما يتجاوز السبعة آلاف صفحة حيث لم يترك شاردة وواردة إلا وذكرها وبأدق التفاصيل إلا أنه بالكاد إستطاع أن يفرد أقل من نصف صفحة للحديث عن العلوم والفلسفة عند العرب ، بينما أفرد خمس وعشرين صفحة للحديث عن الخطابة ، وخصص الجزء التاسع بالكامل والذي تتجاوز عدد صفحاته الـ ( 900 ) صفحة للحديث عن الشعر والشعراء . وحتى في الحضارات التي شهدتها المنطقة العربية كالحضارة الفرعونية وحضارة ما بين الرافدين والحضارة الفينيقية لم تظهر أسماء لامعة في عالم الفلسفة وعلى الرغم من وجود بعض الشذرات إلا أنها لم ترتقِ لمستوى المذهب الفلسفي كتلك المذاهب التي ظهرت لدى اليونان ، بل يمكن إدراجها ضمن التوجيهات الأخلاقية والأقوال الحكيمة . أما في العصر الإسلامي فلم تظهر الفلسفة إلا كرد فعل على التحديات التي واجهها الفكر الإسلامي والظروف التي عاشها المسلمون والمتمثلة بالصراعات والحروب الداخلية وظهور العديد من الفرق والنحل والمذاهب ، واحتدام الجدل والنقاشات فيما بينهم ، والاطلاع على الفلسفة اليونانية ، فضلاً عن الاحتكاك بالعناصر الأجنبية وأصحاب الديانات الأخرى من يهود ومسيحيين وصابئة وزنادقة وملاحدة ، مع ما يتطلبه ذلك من رد على ما يطرحه هؤلاء من تحديات فكرية وتساؤلات ومطاعن حول العقيدة والمسائل الدينية . هذا فضلاً عن أن حياة الاستقرار لا بد أن تنتج شيء من الفلسفة . وعلى الرغم من ذلك فإن الجزء الأكبر من الفلسفة الإسلامية لم يسلم من تأثير المنهج الخطابي الوعظي عليها بد ......
#التاريخ
#العربي
#والمنهج
#الوعظي
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=711354
الحوار المتمدن
فارس تركي محمود - التاريخ العربي والمنهج الوعظي 2
فارس تركي محمود : التاريخ العربي وفلسفة القوة
#الحوار_المتمدن
#فارس_تركي_محمود إن هذه السمة تعد من أهم وأوضح السمات المميزة للشعوب العربية ومن أكثرها التصاقاً بالشخصية العربية، فالحرب والقتال والاقتتال عناصر حاضرة حضوراً طاغياً وصادماً في التاريخ العربي بقديمه وحديثه ومعاصره، لأنها من أهم العناصر التي لا يستغني عنها ساكن الصحراء فالحرب – كما يقول العالم المصري جمال حمدان - ضرورة صحراوية، وهي ضرورة حياتية والضمانة الوحيدة للبقاء والاستمرار فالذي لا يحارب ولا يستعد للحرب في الصحراء تتضاءل فرص نجاته وتصبح حياته على المحك، لهذا أصبح العرب أمة محاربة وليس لهم خيار في ذلك. يقول جواد علي في مفصله : " إن الغزو هو حاصل ظروف طبيعية واقتصادية واجتماعية ألمت بالأعراب وأجبرتهم على ركوب هذا المركب الخشن ، كارهين أم مختارين فليس للأعرابي للمحافظة على حياته ولتأمين رزقه غير هذا الغزو . . . " ، ويقول أيضاً : " لقد فرضت الطبيعة على العربي أن يكون محارباً غازياً ، فقد حرمته من خيرات هذه الدنيا ومن طيبات ما تنبت الأرض. حرمته من وجود حكومة تحميه وتدافع عنه، فجعلته لا يملك شيئاً يكن إليه في البوادي ليحمي به نفسه من الرياح السموم ومن أشعة الشمس القاسية ومن الحيوانات الوحشية . . . ، فلم يكن أمامه والحالة هذه إلا أن يعلم نفسه الصبر ، وأن يصير محارباً غازياً لا يبالي بالنصر أو بالخسارة بالحياة أو بالموت. إن خسر هذه المرة ، حاول تعويض الخسارة بجولة جديدة وهكذا . لأنه إن يئس وجلس واستسلم للزمن ، أكله جارٌ له يطمع في ماله مهما كان ، فهو لا بد له من استعداد لغزو جديد " . وفي كتابه فجر الإسلام يقول احمد امين : " العربي عصبي المزاج ، سريع الغضب يهيج للشيء التافه ثم لا يقف في هياجه عند حد وهو اشد هياجاً إذا جرحت كرامته ، أو انتهكت حرمة قبيلته ، ، وإذا اهتاج أسرع إلى السيف واحتكم إليه ، حتى أفنتهم الحروب ، وحتى صارت الحرب نظامهم المألوف ، وحياتهم اليومية المعتادة " . وإذا ما استعرضنا التاريخ العربي في العصر الجاهلي لوجدناه تاريخ حروب وصراعات وغزوات في قسمه الأكبر ، حتى أن العرب اضطروا في العصر الجاهلي إلى تخصيص أشهر بعينها يمتنعون فيها عن الغزو والقتال، وهي التي باتت تعرف بالأشهر الحرم وهي أربعة شهور في السنة ذو القعدة ، ذو الحجة ، محرم ، ورجب يؤدون فيها بعض الشعائر الدينية ويقيمون أسواقهم التجارية والأدبية ويستريحون قليلاً من الحرب والاقتتال. أما باقي أيام وشهور السنة فيقضونها ما بين ذهابٍ للغزو أو عودةٍ منه أو استعدادٍ له، فالغزو بالنسبة لهم كان أسلوب حياة وشأن يومي وطريقة للعيش والوسيلة الوحيدة للبقاء لذلك كثرت حروبهم وغزواتهم التي ملأت أخبارها كتب التاريخ. وكانت لديهم الكثير من الأسباب والعوامل التي تدفعهم للحرب والغزو أهمها البحث عن المناطق الخصبة وتأمين الماء والكلأ لهم ولحيواناتهم ، حيث تشتد المنافسة بين القبائل العربية في سني القحط وانحباس المطر فيصبح البئر أو عين الماء أو أي مصدر للمياه حينها شيئاً ثميناً جداً تقتتل من أجله القبائل وتخاض لأجله الحروب . وقد يقع الغزو لأسباب أخرى لا علاقة لها بانحباس المطر ، بل بسبب طمع القبائل بعضها ببعض ، ولا سيما القبائل التي ترتبط بروابط حلف مع قبائل أخرى . والعادة أن القبائل القوية تطمع في القبائل الضعيفة وتسعى للاستيلاء على ما عندها من مال ورزق ، فتغزوها لتستولي على ما طمعت به . والقبائل الضاربة على أطراف الحضارة تطمع في الحضر لما عندهم من خيرات وأموال ووسائل العيش الرغيد فتغزوهم لانتهاب ما بين ايديهم ، ولهذا صار من اللازم على الحضر تعزيز أنفسهم من خلال شراء السلاح وبناء حصون وآطام ومناظر لمراقبة ......
#التاريخ
#العربي
#وفلسفة
#القوة
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=712333
#الحوار_المتمدن
#فارس_تركي_محمود إن هذه السمة تعد من أهم وأوضح السمات المميزة للشعوب العربية ومن أكثرها التصاقاً بالشخصية العربية، فالحرب والقتال والاقتتال عناصر حاضرة حضوراً طاغياً وصادماً في التاريخ العربي بقديمه وحديثه ومعاصره، لأنها من أهم العناصر التي لا يستغني عنها ساكن الصحراء فالحرب – كما يقول العالم المصري جمال حمدان - ضرورة صحراوية، وهي ضرورة حياتية والضمانة الوحيدة للبقاء والاستمرار فالذي لا يحارب ولا يستعد للحرب في الصحراء تتضاءل فرص نجاته وتصبح حياته على المحك، لهذا أصبح العرب أمة محاربة وليس لهم خيار في ذلك. يقول جواد علي في مفصله : " إن الغزو هو حاصل ظروف طبيعية واقتصادية واجتماعية ألمت بالأعراب وأجبرتهم على ركوب هذا المركب الخشن ، كارهين أم مختارين فليس للأعرابي للمحافظة على حياته ولتأمين رزقه غير هذا الغزو . . . " ، ويقول أيضاً : " لقد فرضت الطبيعة على العربي أن يكون محارباً غازياً ، فقد حرمته من خيرات هذه الدنيا ومن طيبات ما تنبت الأرض. حرمته من وجود حكومة تحميه وتدافع عنه، فجعلته لا يملك شيئاً يكن إليه في البوادي ليحمي به نفسه من الرياح السموم ومن أشعة الشمس القاسية ومن الحيوانات الوحشية . . . ، فلم يكن أمامه والحالة هذه إلا أن يعلم نفسه الصبر ، وأن يصير محارباً غازياً لا يبالي بالنصر أو بالخسارة بالحياة أو بالموت. إن خسر هذه المرة ، حاول تعويض الخسارة بجولة جديدة وهكذا . لأنه إن يئس وجلس واستسلم للزمن ، أكله جارٌ له يطمع في ماله مهما كان ، فهو لا بد له من استعداد لغزو جديد " . وفي كتابه فجر الإسلام يقول احمد امين : " العربي عصبي المزاج ، سريع الغضب يهيج للشيء التافه ثم لا يقف في هياجه عند حد وهو اشد هياجاً إذا جرحت كرامته ، أو انتهكت حرمة قبيلته ، ، وإذا اهتاج أسرع إلى السيف واحتكم إليه ، حتى أفنتهم الحروب ، وحتى صارت الحرب نظامهم المألوف ، وحياتهم اليومية المعتادة " . وإذا ما استعرضنا التاريخ العربي في العصر الجاهلي لوجدناه تاريخ حروب وصراعات وغزوات في قسمه الأكبر ، حتى أن العرب اضطروا في العصر الجاهلي إلى تخصيص أشهر بعينها يمتنعون فيها عن الغزو والقتال، وهي التي باتت تعرف بالأشهر الحرم وهي أربعة شهور في السنة ذو القعدة ، ذو الحجة ، محرم ، ورجب يؤدون فيها بعض الشعائر الدينية ويقيمون أسواقهم التجارية والأدبية ويستريحون قليلاً من الحرب والاقتتال. أما باقي أيام وشهور السنة فيقضونها ما بين ذهابٍ للغزو أو عودةٍ منه أو استعدادٍ له، فالغزو بالنسبة لهم كان أسلوب حياة وشأن يومي وطريقة للعيش والوسيلة الوحيدة للبقاء لذلك كثرت حروبهم وغزواتهم التي ملأت أخبارها كتب التاريخ. وكانت لديهم الكثير من الأسباب والعوامل التي تدفعهم للحرب والغزو أهمها البحث عن المناطق الخصبة وتأمين الماء والكلأ لهم ولحيواناتهم ، حيث تشتد المنافسة بين القبائل العربية في سني القحط وانحباس المطر فيصبح البئر أو عين الماء أو أي مصدر للمياه حينها شيئاً ثميناً جداً تقتتل من أجله القبائل وتخاض لأجله الحروب . وقد يقع الغزو لأسباب أخرى لا علاقة لها بانحباس المطر ، بل بسبب طمع القبائل بعضها ببعض ، ولا سيما القبائل التي ترتبط بروابط حلف مع قبائل أخرى . والعادة أن القبائل القوية تطمع في القبائل الضعيفة وتسعى للاستيلاء على ما عندها من مال ورزق ، فتغزوها لتستولي على ما طمعت به . والقبائل الضاربة على أطراف الحضارة تطمع في الحضر لما عندهم من خيرات وأموال ووسائل العيش الرغيد فتغزوهم لانتهاب ما بين ايديهم ، ولهذا صار من اللازم على الحضر تعزيز أنفسهم من خلال شراء السلاح وبناء حصون وآطام ومناظر لمراقبة ......
#التاريخ
#العربي
#وفلسفة
#القوة
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=712333
الحوار المتمدن
فارس تركي محمود - التاريخ العربي وفلسفة القوة
فارس تركي محمود : غياب منظومة حقوق الانسان
#الحوار_المتمدن
#فارس_تركي_محمود إن التاريخ لا يكذب وهو السجل الحقيقي الذي يمكِّننا من معرفة صفات الشعوب وعقليتها وطريقة تفكيرها واهتماماته وأولوياتها ، وفيه يمكن العثور على أصغر الأشياء وأدق التفاصيل وأبسط الأفكار فالتاريخ لا يهمل شيء ولا تفوته شاردة أو واردة . لذلك فإذا ما تحلى شعب من الشعوب بصفة أو سمة بعينها فلا بد أن نجد أثراً ولو بسيطاً لهذه الصفة في تاريخه ، ولا بد أن نتلمس جذورها وبداياتها وتمظهراتها الأولى في رحلته التاريخية ، وعدم وجود مثل تلك الجذور والبدايات يعني وبكل بساطة أن تلك الصفة لم تكن صفة أصيلة من صفات ذلك الشعب وإنه لم يعرفها مطلقاً ولم يعرف بوجودها أصلاً ، وإنه لم ولن يستطع التحلي بها أبداً مهما حاول ذلك ومهما بذل من جهود . وقد تكلمنا في صفحات سابقة عن وجود الإرهاصات الأولى للحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان عموماً في التراث الكلاسيكي الإغريقي والروماني ، هذا التراث الذي استندت اليها الحضارة الأوربية الحديثة فهو سلفها المباشر وهي وريثته الشرعية ، فمفردات حقوق الإنسان التي تتحلى به الحضارة الاوربية اليوم والتي أضحت أساساً للدولة الحديثة ما هي إلا امتداد لتلك البدايات البعيدة . وإذا كانت تلك البدايات محدودة وساذجة وسمجة وليست بالنضوج المطلوب شأنها شأن أي شيء في بدايته ، فإنها وبمرور الزمن إزدادت نضجاً ورسوخاً وتشعباً حتى وصلت إلى ما وصلت إليه اليوم ، وحتى أصبحت تشمل كل مفصل من مفاصل الحياة – سياسةً واقتصاداً واجتماعاً وفكراً - في النموذج الأوربي . بالمقابل فإن تاريخ المنطقة العربية يخبرنا وبصوت عالي جداً أن منظومة حقوق الإنسان لم يكن لها أي وجود في تاريخ أسلافنا ، وإن أياً من مفرداتها لم يكن في يوم من الأيام من الصفات الأصيلة لشعب هذه المنطقة . فإذا ما فتشنا وبدقة تاريخ وحضارة الفراعنة والسومريين والبابليين والآشوريين والكنعانيين وعرب الجزيرة العربية فإننا لن نجد مطلقاً أية إشارة أو مظهر أو حدث يشير ولو من بعيد إلى وجود أي حضور أو جذور لمفاهيم الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان . فعلى الرغم من أن تلك الحضارات قد سبقت غيرها وبلغت شأواً كبيرة في العلوم المختلفة كالطب والفلك والهندسة والعمران والزراعة وعلى الرغم من أنها قد قدمت للعالم إنجازات رائعة جداً ، إلا أنها لا تمتلك أي رصيد فيما يتعلق بإيقونات وأسس الدولة الحديثة كالديمقراطية والحرية والفردية ، بينما بالمقابل نجد أن كل إيقونات وأسس وسمات الدولة القديمة من ديكتاتورية ونظام أبوي وعقل جمعي وروح حربية كان ولا يزال حضورها طاغياً في تاريخ المنطقة العربية وكما فصَّلنا سابقاً . وهنا ينبغي أن نعود ونذكر مراراً وتكراراً أن ظروف الصحراء وطبيعتها ومعطياتها ما كانت لتسمح ولا بإي شكلٍ من الأشكال في ظهور وتبلور مفاهيم الحرية والديمقراطية ومفردات حقوق الإنسان الأخرى ، وساكن المنطقة العربية ليس له أي خيار في ذلك فهو قد ورث الصفات التي أنتجها الفعل الصحراوي ، مثلما أن الأوربي قد ورث الصفات التي أنتجها فعل الجغرافيا الخضراء ولم يكن له أي خيار في ذلك . ......
#غياب
#منظومة
#حقوق
#الانسان
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=713392
#الحوار_المتمدن
#فارس_تركي_محمود إن التاريخ لا يكذب وهو السجل الحقيقي الذي يمكِّننا من معرفة صفات الشعوب وعقليتها وطريقة تفكيرها واهتماماته وأولوياتها ، وفيه يمكن العثور على أصغر الأشياء وأدق التفاصيل وأبسط الأفكار فالتاريخ لا يهمل شيء ولا تفوته شاردة أو واردة . لذلك فإذا ما تحلى شعب من الشعوب بصفة أو سمة بعينها فلا بد أن نجد أثراً ولو بسيطاً لهذه الصفة في تاريخه ، ولا بد أن نتلمس جذورها وبداياتها وتمظهراتها الأولى في رحلته التاريخية ، وعدم وجود مثل تلك الجذور والبدايات يعني وبكل بساطة أن تلك الصفة لم تكن صفة أصيلة من صفات ذلك الشعب وإنه لم يعرفها مطلقاً ولم يعرف بوجودها أصلاً ، وإنه لم ولن يستطع التحلي بها أبداً مهما حاول ذلك ومهما بذل من جهود . وقد تكلمنا في صفحات سابقة عن وجود الإرهاصات الأولى للحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان عموماً في التراث الكلاسيكي الإغريقي والروماني ، هذا التراث الذي استندت اليها الحضارة الأوربية الحديثة فهو سلفها المباشر وهي وريثته الشرعية ، فمفردات حقوق الإنسان التي تتحلى به الحضارة الاوربية اليوم والتي أضحت أساساً للدولة الحديثة ما هي إلا امتداد لتلك البدايات البعيدة . وإذا كانت تلك البدايات محدودة وساذجة وسمجة وليست بالنضوج المطلوب شأنها شأن أي شيء في بدايته ، فإنها وبمرور الزمن إزدادت نضجاً ورسوخاً وتشعباً حتى وصلت إلى ما وصلت إليه اليوم ، وحتى أصبحت تشمل كل مفصل من مفاصل الحياة – سياسةً واقتصاداً واجتماعاً وفكراً - في النموذج الأوربي . بالمقابل فإن تاريخ المنطقة العربية يخبرنا وبصوت عالي جداً أن منظومة حقوق الإنسان لم يكن لها أي وجود في تاريخ أسلافنا ، وإن أياً من مفرداتها لم يكن في يوم من الأيام من الصفات الأصيلة لشعب هذه المنطقة . فإذا ما فتشنا وبدقة تاريخ وحضارة الفراعنة والسومريين والبابليين والآشوريين والكنعانيين وعرب الجزيرة العربية فإننا لن نجد مطلقاً أية إشارة أو مظهر أو حدث يشير ولو من بعيد إلى وجود أي حضور أو جذور لمفاهيم الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان . فعلى الرغم من أن تلك الحضارات قد سبقت غيرها وبلغت شأواً كبيرة في العلوم المختلفة كالطب والفلك والهندسة والعمران والزراعة وعلى الرغم من أنها قد قدمت للعالم إنجازات رائعة جداً ، إلا أنها لا تمتلك أي رصيد فيما يتعلق بإيقونات وأسس الدولة الحديثة كالديمقراطية والحرية والفردية ، بينما بالمقابل نجد أن كل إيقونات وأسس وسمات الدولة القديمة من ديكتاتورية ونظام أبوي وعقل جمعي وروح حربية كان ولا يزال حضورها طاغياً في تاريخ المنطقة العربية وكما فصَّلنا سابقاً . وهنا ينبغي أن نعود ونذكر مراراً وتكراراً أن ظروف الصحراء وطبيعتها ومعطياتها ما كانت لتسمح ولا بإي شكلٍ من الأشكال في ظهور وتبلور مفاهيم الحرية والديمقراطية ومفردات حقوق الإنسان الأخرى ، وساكن المنطقة العربية ليس له أي خيار في ذلك فهو قد ورث الصفات التي أنتجها الفعل الصحراوي ، مثلما أن الأوربي قد ورث الصفات التي أنتجها فعل الجغرافيا الخضراء ولم يكن له أي خيار في ذلك . ......
#غياب
#منظومة
#حقوق
#الانسان
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=713392
الحوار المتمدن
فارس تركي محمود - غياب منظومة حقوق الانسان
فارس تركي محمود : الخلاصة
#الحوار_المتمدن
#فارس_تركي_محمود نستطيع القول أنه هناك ثلاثة عوامل رئيسة تحكمت بمصائر الشعوب ، ورسمت الملامح الأساسية لرحلتها التاريخية ، وصاغت ونحتت صفاتها وسماتها الشخصية ، وأرست قواعد وأسس صلبة لعاداتها وتقاليدها وميولها وفلسفتها الحياتية بشكلٍ عام ، وشكَّلت عقليتها ومزاياها النفسية وخياراتها . هذه العوامل تتمثل بالسمات البدائية التي تحلت بها الشعوب في الأزمنة الغابرة ، والظروف الجغرافية المختلفة التي واجهتها تلك الشعوب , ودافعي الحرص على تحقيق الربح والمنفعة من جهة وتجنب الخسارة من جهةٍ أخرى ، هذان الدافعان المتحكمان بالطبيعة البشرية تحكماً غريزياً . فعند خط الشروع البشري أي مع بزوغ فجر الإنسانية كانت المجتمعات البشرية كلها مجتمعات بدائية تسيطر عليها وتتحكم بها الصفات والسمات البدائية كالديكتاتورية والنظام الأبوي والعقل الجمعي والمنهج الوعظي الخطابي والروح الحربية الصدامية . إلا أن هذه المجتمعات لم تواجه كلها ذات الظروف الجغرافية فبعضها عاش وتعامل مع بيئة وظروف البادية والصحراء وبعضها ترعرع في كنف الجغرافيا الخضراء ، لتبدأ بعدها عملية تفاعل وتشابك واشتباك ما بين السمات البدائية للمجتمعات من جهة والظروف الجغرافية لتلك المجتمعات من جهةٍ أخرى . فالسمة البدائية التي تتلائم وتنسجم مع التحدي الجغرافي الذي تواجهه تبقى وتتعزز وتزداد قوة ورسوخاً لأنها تصبح سمة جالبة للربح مانعة ودافعة للخسارة مما يعني أن الفرد سيحرص على التشبث بها مدفوعاً بدافعي الربح والخسارة . أما السمة التي ستتصادم مع التحدي الجغرافي الذي تواجهه سوف تضعف وتبدأ بفقدان رصيدها بشكل تدريجي لأنها ستصبح سمة مسببة للخسارة وبالتالي وبحكم دافعي الربح والخسارة ستخلي مكانها لسمة جديدة تتلائم أكثر مع التحدي الجغرافي ، وهكذا وبمرور الوقت ستحل سمات جديدة محل السمات البدائية ، وليس بالضرورة أن تكون تلك السمات الجديدة أفضل من السمات البدائية ، ألمهم أنها ستكون أكثر ملائمة لظرفها ومحيطها الجغرافي ، أما كونها أفضل أو أسوأ فهذه مسألة نسبية تختلف فيها الآراء والأذواق والرؤى . إن المجتمعات الأوربية تعد أفضل نموذج للمجتمعات التي تصادمت سماتها البدائية مع ظروفها الجغرافية ودخلت معها في صراع منذ اليوم الأول لظهور تلك المجتمعات ، هذا الصراع الذي استمر لعشرات القرون وتمخض عنه إضعاف السمات البدائية إلى حدٍ كبير واستبدالها بسمات أخرى تتلائم وتنسجم مع الجغرافيا الأوربية . فتم استبدال الديكتاتورية بالديمقراطية ، والعقل الجمعي بالحرية والفردية ، والمنهج الوعظي بالمنهج التحليلي التجريبي وهكذا دواليك . أما المجتمعات العربية فهي من أفضل النماذج للمجتمعات التي إنسجمت وتناغمت سماتها البدائية تناغماً تاماً مع ظروفها الجغرافية لذلك تجذَّرت وترسخت تلك السمات في المجتمعات العربية ، فالفرد العربي وجد أنها سمات مثالية ومربحة في ظل الظروف الجغرافية التي يعيش في كنفها ، ولم يجد هناك أي شيء أو أي دافع يحركه باتجاه تغييرها أو استبدالها بسمات أخرى ، فكل ما حوله يهيب به ويدفعه دفعاً جبرياً للتشبث بها والإبقاء عليها وهو لا يملك خياراً في ذلك فدافعي الربح والخسارة كانا ولا يزالا لا يتركان للإنسان أي خيار ، فهو لا يستطيع سوى الخضوع لجبروتهما والإنصياع لأوامرهما . إن مفاهيم الحرية والديمقراطية والفردية وغيرها من مفاهيم عن حقوق الإنسان تعد مفاهيم مهلكة ومسببة لأفدح الخسائر – كما وضحنا وشرحنا سابقاً - بالنسبة للمجتمعات التي تعيش في ظروف البادية والصحراء كالمجتمعات العربية ، فكيف يمكن لعاقل أن يتصور أن مثل هذه المجتمعات ستختار أو تتبنى مفاهي ......
#الخلاصة
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=713852
#الحوار_المتمدن
#فارس_تركي_محمود نستطيع القول أنه هناك ثلاثة عوامل رئيسة تحكمت بمصائر الشعوب ، ورسمت الملامح الأساسية لرحلتها التاريخية ، وصاغت ونحتت صفاتها وسماتها الشخصية ، وأرست قواعد وأسس صلبة لعاداتها وتقاليدها وميولها وفلسفتها الحياتية بشكلٍ عام ، وشكَّلت عقليتها ومزاياها النفسية وخياراتها . هذه العوامل تتمثل بالسمات البدائية التي تحلت بها الشعوب في الأزمنة الغابرة ، والظروف الجغرافية المختلفة التي واجهتها تلك الشعوب , ودافعي الحرص على تحقيق الربح والمنفعة من جهة وتجنب الخسارة من جهةٍ أخرى ، هذان الدافعان المتحكمان بالطبيعة البشرية تحكماً غريزياً . فعند خط الشروع البشري أي مع بزوغ فجر الإنسانية كانت المجتمعات البشرية كلها مجتمعات بدائية تسيطر عليها وتتحكم بها الصفات والسمات البدائية كالديكتاتورية والنظام الأبوي والعقل الجمعي والمنهج الوعظي الخطابي والروح الحربية الصدامية . إلا أن هذه المجتمعات لم تواجه كلها ذات الظروف الجغرافية فبعضها عاش وتعامل مع بيئة وظروف البادية والصحراء وبعضها ترعرع في كنف الجغرافيا الخضراء ، لتبدأ بعدها عملية تفاعل وتشابك واشتباك ما بين السمات البدائية للمجتمعات من جهة والظروف الجغرافية لتلك المجتمعات من جهةٍ أخرى . فالسمة البدائية التي تتلائم وتنسجم مع التحدي الجغرافي الذي تواجهه تبقى وتتعزز وتزداد قوة ورسوخاً لأنها تصبح سمة جالبة للربح مانعة ودافعة للخسارة مما يعني أن الفرد سيحرص على التشبث بها مدفوعاً بدافعي الربح والخسارة . أما السمة التي ستتصادم مع التحدي الجغرافي الذي تواجهه سوف تضعف وتبدأ بفقدان رصيدها بشكل تدريجي لأنها ستصبح سمة مسببة للخسارة وبالتالي وبحكم دافعي الربح والخسارة ستخلي مكانها لسمة جديدة تتلائم أكثر مع التحدي الجغرافي ، وهكذا وبمرور الوقت ستحل سمات جديدة محل السمات البدائية ، وليس بالضرورة أن تكون تلك السمات الجديدة أفضل من السمات البدائية ، ألمهم أنها ستكون أكثر ملائمة لظرفها ومحيطها الجغرافي ، أما كونها أفضل أو أسوأ فهذه مسألة نسبية تختلف فيها الآراء والأذواق والرؤى . إن المجتمعات الأوربية تعد أفضل نموذج للمجتمعات التي تصادمت سماتها البدائية مع ظروفها الجغرافية ودخلت معها في صراع منذ اليوم الأول لظهور تلك المجتمعات ، هذا الصراع الذي استمر لعشرات القرون وتمخض عنه إضعاف السمات البدائية إلى حدٍ كبير واستبدالها بسمات أخرى تتلائم وتنسجم مع الجغرافيا الأوربية . فتم استبدال الديكتاتورية بالديمقراطية ، والعقل الجمعي بالحرية والفردية ، والمنهج الوعظي بالمنهج التحليلي التجريبي وهكذا دواليك . أما المجتمعات العربية فهي من أفضل النماذج للمجتمعات التي إنسجمت وتناغمت سماتها البدائية تناغماً تاماً مع ظروفها الجغرافية لذلك تجذَّرت وترسخت تلك السمات في المجتمعات العربية ، فالفرد العربي وجد أنها سمات مثالية ومربحة في ظل الظروف الجغرافية التي يعيش في كنفها ، ولم يجد هناك أي شيء أو أي دافع يحركه باتجاه تغييرها أو استبدالها بسمات أخرى ، فكل ما حوله يهيب به ويدفعه دفعاً جبرياً للتشبث بها والإبقاء عليها وهو لا يملك خياراً في ذلك فدافعي الربح والخسارة كانا ولا يزالا لا يتركان للإنسان أي خيار ، فهو لا يستطيع سوى الخضوع لجبروتهما والإنصياع لأوامرهما . إن مفاهيم الحرية والديمقراطية والفردية وغيرها من مفاهيم عن حقوق الإنسان تعد مفاهيم مهلكة ومسببة لأفدح الخسائر – كما وضحنا وشرحنا سابقاً - بالنسبة للمجتمعات التي تعيش في ظروف البادية والصحراء كالمجتمعات العربية ، فكيف يمكن لعاقل أن يتصور أن مثل هذه المجتمعات ستختار أو تتبنى مفاهي ......
#الخلاصة
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=713852
الحوار المتمدن
فارس تركي محمود - الخلاصة
فارس تركي محمود : فخ القوة والانسحاب الأمريكي من افغانستان
#الحوار_المتمدن
#فارس_تركي_محمود إن الانسحاب الأمريكي من أفغانستان لم يأتِ من فراغ ولم يحدث بغتةً بل تقف خلفه دوافع وأسباب عديدة أهمها :1 - الاسباب الاقتصادية: إن الحروب التي تخوضها القوى الكبرى هي حروب مكلفة اقتصادياً نظراً لما تحتاجه الجيوش الحديثة من دعم لوجستي عالي وغطاء جوي كثيف ومعدات وأسلحة باهظة الكلفة واستخدام لوسائل وتقنيات معقدة، فضلاً عن أن طول مدة الحرب سيرفع بالتأكيد من حجم التكلفة المادية، كما أن الحرب إذا كانت مرتبطة بمشروع بناء دولة ستصبح تكلفتها عالية جداً. وكل هذه العناصر الرافعة للتكلفة كانت موجودة في الحرب الأمريكية على افغانستان لذلك كانت نفقاتها المادية شديدة الوطأة إذ وصلت لحوالي ترليون دولار، وكان صانع القرار الأمريكي يدرك أنه كلما طال أمد الحرب كلما ازدادت التكلفة مع ما يترتب عليها من ضرر على الاقتصاد الأمريكي الرأسمالي.2 - الخسائر البشرية: إن الخسائر البشرية تعد من أهم الأسباب التي تجعل من الحروب شيئاً كريهاً تنفر منه النفس البشرية وتتجنبه قدر الإمكان وبخاصة في العصر الحديث حيث لم تعد الشعوب تتقبل فكرة تقديم التضحيات البشرية إلا من أجل قضية مصيرية أو في حال تعرضها لتهديد وجودي، ولا يمكن بأي حالٍ من الأحوال النظر إلى دولة مثل أفغانستان بوصفها تهديد وجودي للولايات المتحدة الأمريكية، أو أن احتلالها أو خوض حرب على أراضيها تقف خلفه قضية مصيرية، لذلك كانت الخسائر البشرية التي تعرضت لها الولايات المتحدة وحلفاؤها في تلك الحرب والتي تعد بالآلاف، فضلاً عن الخسائر في الجانب الأفغاني والتي اقتربت من مئتي ألف قتيل ناهيك عن مئات الآلاف من الجرحى، من أهم الأسباب التي دفعت الإدارة الأمريكية للانسحاب من أفغانستان. 3 – التنافس الدولي: إن الحروب العبثية وعديمة الجدوى – كما يسميها البعض - التي خاضتها الولايات المتحدة الأمريكية في العقدين الأخيرين كانت من أهم الأسباب التي سرعت بتراجع مكانتها وهيمنتها العالمية، بينما أدت بالمقابل إلى تصاعد مزعج في قوة أعداء وخصوم ومنافسي واشنطن الدوليين مثل الصين وروسيا والإقليميين مثل إيران وحلفائها. وكان واضحاً أن استمرار الولايات المتحدة بتلك الحروب لن يؤدي إلا إلى مزيد من التراجع في قوتها ومزيد من التصاعد في قوة أعدائها. لذلك جاء انسحابها من أفغانستان بمثابة محاولة للتفرغ للمهمة الأكبر وهي التصدي لخصوم وأعداء واشنطن الذين باتوا يمثلون تهديداً وجودياً فعلياً لمكانة واشنطن وهيمنتها العالمية. على الرغم من وجاهة وأهمية هذه الأسباب إلا أنه كانت هناك أسباب أخرى متعلقة بالتغيير الذي طرأ على طريقة تفكير العقل السياسي الأمريكي، ومتعلقة أيضاً ببعض المُدركات التي رسخت في العقل الجمعي الأمريكي وأصبحت بمثابة مسلمات لها تأثير الواضح والملموس على القرار السياسي للبيت الأبيض، هذه المسلمات التي احتاجت إلى أكثر من ستة عقود لكي تتبلور وتتضح معالمها ويصبح تأثيرها ملموساًحيث أن الولايات المتحدة الأمريكية قد اشتبكت مع منطقة الشرق الأوسط بشكلٍ فاعل منذ النصف الثاني من القرن العشرين، وحاولت مراراً وتكراراً تحقيق هدفها الاستراتيجي المتمثل باختراق المنطقة فكرياً وسياسياً واقتصادياً وضبط تفاعلاتها بالشكل الذي يتماشى وينسجم مع مصالح وتوجهات واشنطن. ومن أجل تحقيق هذا الهدف استخدمت وسائل متعددة تمثلت بالوسائل الدبلوماسية والسياسية والعلاقات الاقتصادية والثقافية وأساليب الضغط والوعد والوعيد بكافة أنواعها والتلويح باستخدام القوة وبالعقوبات الاقتصادية وفرضها في بعض الحالات، إلا أن كل ذلك لم يجدِ نفعاً ولم يساعد واشنطن على اختراق المنطقة فكرياً بل ......
#القوة
#والانسحاب
#الأمريكي
#افغانستان
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=740902
#الحوار_المتمدن
#فارس_تركي_محمود إن الانسحاب الأمريكي من أفغانستان لم يأتِ من فراغ ولم يحدث بغتةً بل تقف خلفه دوافع وأسباب عديدة أهمها :1 - الاسباب الاقتصادية: إن الحروب التي تخوضها القوى الكبرى هي حروب مكلفة اقتصادياً نظراً لما تحتاجه الجيوش الحديثة من دعم لوجستي عالي وغطاء جوي كثيف ومعدات وأسلحة باهظة الكلفة واستخدام لوسائل وتقنيات معقدة، فضلاً عن أن طول مدة الحرب سيرفع بالتأكيد من حجم التكلفة المادية، كما أن الحرب إذا كانت مرتبطة بمشروع بناء دولة ستصبح تكلفتها عالية جداً. وكل هذه العناصر الرافعة للتكلفة كانت موجودة في الحرب الأمريكية على افغانستان لذلك كانت نفقاتها المادية شديدة الوطأة إذ وصلت لحوالي ترليون دولار، وكان صانع القرار الأمريكي يدرك أنه كلما طال أمد الحرب كلما ازدادت التكلفة مع ما يترتب عليها من ضرر على الاقتصاد الأمريكي الرأسمالي.2 - الخسائر البشرية: إن الخسائر البشرية تعد من أهم الأسباب التي تجعل من الحروب شيئاً كريهاً تنفر منه النفس البشرية وتتجنبه قدر الإمكان وبخاصة في العصر الحديث حيث لم تعد الشعوب تتقبل فكرة تقديم التضحيات البشرية إلا من أجل قضية مصيرية أو في حال تعرضها لتهديد وجودي، ولا يمكن بأي حالٍ من الأحوال النظر إلى دولة مثل أفغانستان بوصفها تهديد وجودي للولايات المتحدة الأمريكية، أو أن احتلالها أو خوض حرب على أراضيها تقف خلفه قضية مصيرية، لذلك كانت الخسائر البشرية التي تعرضت لها الولايات المتحدة وحلفاؤها في تلك الحرب والتي تعد بالآلاف، فضلاً عن الخسائر في الجانب الأفغاني والتي اقتربت من مئتي ألف قتيل ناهيك عن مئات الآلاف من الجرحى، من أهم الأسباب التي دفعت الإدارة الأمريكية للانسحاب من أفغانستان. 3 – التنافس الدولي: إن الحروب العبثية وعديمة الجدوى – كما يسميها البعض - التي خاضتها الولايات المتحدة الأمريكية في العقدين الأخيرين كانت من أهم الأسباب التي سرعت بتراجع مكانتها وهيمنتها العالمية، بينما أدت بالمقابل إلى تصاعد مزعج في قوة أعداء وخصوم ومنافسي واشنطن الدوليين مثل الصين وروسيا والإقليميين مثل إيران وحلفائها. وكان واضحاً أن استمرار الولايات المتحدة بتلك الحروب لن يؤدي إلا إلى مزيد من التراجع في قوتها ومزيد من التصاعد في قوة أعدائها. لذلك جاء انسحابها من أفغانستان بمثابة محاولة للتفرغ للمهمة الأكبر وهي التصدي لخصوم وأعداء واشنطن الذين باتوا يمثلون تهديداً وجودياً فعلياً لمكانة واشنطن وهيمنتها العالمية. على الرغم من وجاهة وأهمية هذه الأسباب إلا أنه كانت هناك أسباب أخرى متعلقة بالتغيير الذي طرأ على طريقة تفكير العقل السياسي الأمريكي، ومتعلقة أيضاً ببعض المُدركات التي رسخت في العقل الجمعي الأمريكي وأصبحت بمثابة مسلمات لها تأثير الواضح والملموس على القرار السياسي للبيت الأبيض، هذه المسلمات التي احتاجت إلى أكثر من ستة عقود لكي تتبلور وتتضح معالمها ويصبح تأثيرها ملموساًحيث أن الولايات المتحدة الأمريكية قد اشتبكت مع منطقة الشرق الأوسط بشكلٍ فاعل منذ النصف الثاني من القرن العشرين، وحاولت مراراً وتكراراً تحقيق هدفها الاستراتيجي المتمثل باختراق المنطقة فكرياً وسياسياً واقتصادياً وضبط تفاعلاتها بالشكل الذي يتماشى وينسجم مع مصالح وتوجهات واشنطن. ومن أجل تحقيق هذا الهدف استخدمت وسائل متعددة تمثلت بالوسائل الدبلوماسية والسياسية والعلاقات الاقتصادية والثقافية وأساليب الضغط والوعد والوعيد بكافة أنواعها والتلويح باستخدام القوة وبالعقوبات الاقتصادية وفرضها في بعض الحالات، إلا أن كل ذلك لم يجدِ نفعاً ولم يساعد واشنطن على اختراق المنطقة فكرياً بل ......
#القوة
#والانسحاب
#الأمريكي
#افغانستان
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=740902
الحوار المتمدن
فارس تركي محمود - فخ القوة والانسحاب الأمريكي من افغانستان