محمد الدرقاوي : انغماس
#الحوار_المتمدن
#محمد_الدرقاوي كان عليه أن ينتظر قليلا قبل أن تحضر الطبيبة ، مسح يديه بمعقم قدمته له المساعدة ثم دلف الى غرفة الانتظار..تكتكات الهواتف المحمولة قذفت فيه شعورا بالانزعاج ،انامل تتحرك كأنها في سباق محموم ، لا أحد يهتم بغيره ، الكل منغمس في هاتفه مدردشا أو متسليا، وجوه تنعكس عليها تعابير قد تثير الشفقة أحيانا ، الكل مسلوب يمتصه هاتفه عن الزمان والمكان وكل ما حوله ....دخلت سيدة تئن وجعا، على فمها تضع منديلا ،جالت في القاعة بعينين ذابلتين، تتلمس كرسيا قد يريحها ، انتفاخ متورد يتبدى من حنكها الأيمن ،نظرة فضول خاطفة من البعض جعلت العيون تنسلخ عن شاشات الهواتف و لا تلبث أن تعود للانغماس فيها .. ينسل من مكانه ويتركه للسيدة ..أقبلت الطبيبة تسرع الخطى الى مكتبها ؛بحكم الموعد المحدد له سيكون أول من تنادي عليه ،فهي تقدر وتحترم مواعيده المضبوطة بالثانية كلما هاتفها من اجل زيارة علاج ، وكثيرا ما حددت له اوقاتا تكون خالية من المواعيد أو في نهاية دوامها حتى تدردش معه ، تحسه قريبا منها ، تنتشي بأحاديثه عن الحركة الثقافية في البلاد وعن جديد المطابع بلغة الضاد التي تجاهد النفس على اتقانها.. أقبلت عليه المساعدة تدعوه ، اعتذر وطلب من السيدة ذات الحنك المتورم أن تسبقه ، عيون اقتلعت من هواتفها تتطلع اليه شزرا ، وأفواه كانت مسدودة انفتحت محتجة بهمهمات ، لم يهتم بردات الأفعال ، شكرته السيدة ثم دلفت الى قاعة الفحص ..أخرج هاتفه وكتب للطبيبة رسالة قصيرة على الوات ساب : "الزحمة تحيطك ، متى وجدتِ فرصة أخرى هاتفيني..."هي طبيبة أسنانه ،في عقدها الثالث ، منذ اللقاء الأول بينهما تفاجئه بوجهها كصورة مقيمة في دواخله، أنثى تنغمس مع روحه ، يطبق عليها بوله وشغف منذ شبابه ،يترشَح بأثر ،يتفجر عند كل زيارة ، ويرمي كل مخزون يقاوم الا يصير شاخصا قد يفضحة أمام طبيبة لا تعرفه ولا سابق صدفة لها معه... حين أشارت عليه بالجلوس على كرسي العلاج كانت عيناه تلفها بخفقة صدر ولمسة أناملها تكهرب ذاته ، كان يلزمه أن يغمض عينيه ، يستكين حتى لا ترى اثر انبهاره بها على وجهه ، فالصورة المخزونة في أعماقه والتي لم تئدها السنوات ، تنبعث اللحظة من وجهها القمحي الدقيق الملامح ، بعيونها اللامعة التي تنثرالوداعة والثقة بالنفس ، والشفاه المعتدلة التي تحسسك بقوة شخصيتها .. ـ ريحة عطرك زوينة آالحاج !! .. قالتها بعبارة هامسة فاجأته ، وكأنها تتعمد ألا تصل الى مساعدتها المنشغلة بتنظيف بعض أدوات العمل .. يرتفع وجيبه وتنفتق صرة سكينته ،يمد ذراعه محاولا أن يلفها حول خصرها الملتصق بكرسي الفحص ، لكنه يتراجع احتراما لها، فربما قد تؤول الامرالى مالم يتقصده. ـ شكرا هذا من ذوقك ـسيدتي ـ تضحك ،وكأنها تتابع حديثا عاديا : الحاج من فاس لا شك ..أثر على أهله ظاهر لا يمكن أن يتخفى أو يتجاهله إنسان ذواق ..يسرقه خياله ،وتطفر الأنثى المخزونة ، تتفجر من اعماقه، الذكرى تطويه بقماط يعتصره بألم حتى أنه ما عاد ينتبه الى ما تصنعه في فمه ،مواكب ذكرياته تترادف تباعا ، تمتصه عن الإحساس بحاضره فتعود به الى يوم تم تعيينه معلما في إحدى نواحي فاس ..فوج التلميذات والتلاميذ يمر أمامه وهم يلجون الحجرة الدراسية الوحيدة بالفرعية المدرسية ، قريبا منها على تلة مرتفعة غرفة صغيرة سكنى للمعلمين ، تلميذة من بين التلميذات كانت تلفت بإعجاب بين الحضور،قواما ومحيا يفوقان عمرها ، سبحان من صور وابدع !!..استعادته الطبيبة من غيابه : هل يعلم الحا ......
#انغماس
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=747872
#الحوار_المتمدن
#محمد_الدرقاوي كان عليه أن ينتظر قليلا قبل أن تحضر الطبيبة ، مسح يديه بمعقم قدمته له المساعدة ثم دلف الى غرفة الانتظار..تكتكات الهواتف المحمولة قذفت فيه شعورا بالانزعاج ،انامل تتحرك كأنها في سباق محموم ، لا أحد يهتم بغيره ، الكل منغمس في هاتفه مدردشا أو متسليا، وجوه تنعكس عليها تعابير قد تثير الشفقة أحيانا ، الكل مسلوب يمتصه هاتفه عن الزمان والمكان وكل ما حوله ....دخلت سيدة تئن وجعا، على فمها تضع منديلا ،جالت في القاعة بعينين ذابلتين، تتلمس كرسيا قد يريحها ، انتفاخ متورد يتبدى من حنكها الأيمن ،نظرة فضول خاطفة من البعض جعلت العيون تنسلخ عن شاشات الهواتف و لا تلبث أن تعود للانغماس فيها .. ينسل من مكانه ويتركه للسيدة ..أقبلت الطبيبة تسرع الخطى الى مكتبها ؛بحكم الموعد المحدد له سيكون أول من تنادي عليه ،فهي تقدر وتحترم مواعيده المضبوطة بالثانية كلما هاتفها من اجل زيارة علاج ، وكثيرا ما حددت له اوقاتا تكون خالية من المواعيد أو في نهاية دوامها حتى تدردش معه ، تحسه قريبا منها ، تنتشي بأحاديثه عن الحركة الثقافية في البلاد وعن جديد المطابع بلغة الضاد التي تجاهد النفس على اتقانها.. أقبلت عليه المساعدة تدعوه ، اعتذر وطلب من السيدة ذات الحنك المتورم أن تسبقه ، عيون اقتلعت من هواتفها تتطلع اليه شزرا ، وأفواه كانت مسدودة انفتحت محتجة بهمهمات ، لم يهتم بردات الأفعال ، شكرته السيدة ثم دلفت الى قاعة الفحص ..أخرج هاتفه وكتب للطبيبة رسالة قصيرة على الوات ساب : "الزحمة تحيطك ، متى وجدتِ فرصة أخرى هاتفيني..."هي طبيبة أسنانه ،في عقدها الثالث ، منذ اللقاء الأول بينهما تفاجئه بوجهها كصورة مقيمة في دواخله، أنثى تنغمس مع روحه ، يطبق عليها بوله وشغف منذ شبابه ،يترشَح بأثر ،يتفجر عند كل زيارة ، ويرمي كل مخزون يقاوم الا يصير شاخصا قد يفضحة أمام طبيبة لا تعرفه ولا سابق صدفة لها معه... حين أشارت عليه بالجلوس على كرسي العلاج كانت عيناه تلفها بخفقة صدر ولمسة أناملها تكهرب ذاته ، كان يلزمه أن يغمض عينيه ، يستكين حتى لا ترى اثر انبهاره بها على وجهه ، فالصورة المخزونة في أعماقه والتي لم تئدها السنوات ، تنبعث اللحظة من وجهها القمحي الدقيق الملامح ، بعيونها اللامعة التي تنثرالوداعة والثقة بالنفس ، والشفاه المعتدلة التي تحسسك بقوة شخصيتها .. ـ ريحة عطرك زوينة آالحاج !! .. قالتها بعبارة هامسة فاجأته ، وكأنها تتعمد ألا تصل الى مساعدتها المنشغلة بتنظيف بعض أدوات العمل .. يرتفع وجيبه وتنفتق صرة سكينته ،يمد ذراعه محاولا أن يلفها حول خصرها الملتصق بكرسي الفحص ، لكنه يتراجع احتراما لها، فربما قد تؤول الامرالى مالم يتقصده. ـ شكرا هذا من ذوقك ـسيدتي ـ تضحك ،وكأنها تتابع حديثا عاديا : الحاج من فاس لا شك ..أثر على أهله ظاهر لا يمكن أن يتخفى أو يتجاهله إنسان ذواق ..يسرقه خياله ،وتطفر الأنثى المخزونة ، تتفجر من اعماقه، الذكرى تطويه بقماط يعتصره بألم حتى أنه ما عاد ينتبه الى ما تصنعه في فمه ،مواكب ذكرياته تترادف تباعا ، تمتصه عن الإحساس بحاضره فتعود به الى يوم تم تعيينه معلما في إحدى نواحي فاس ..فوج التلميذات والتلاميذ يمر أمامه وهم يلجون الحجرة الدراسية الوحيدة بالفرعية المدرسية ، قريبا منها على تلة مرتفعة غرفة صغيرة سكنى للمعلمين ، تلميذة من بين التلميذات كانت تلفت بإعجاب بين الحضور،قواما ومحيا يفوقان عمرها ، سبحان من صور وابدع !!..استعادته الطبيبة من غيابه : هل يعلم الحا ......
#انغماس
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=747872
الحوار المتمدن
محمد الدرقاوي - انغماس
محمد الدرقاوي : قناديل الوجع التمفصل الثاني من قصة انغماس
#الحوار_المتمدن
#محمد_الدرقاوي متمددة على فراشها ،لفيف هواجس ،تعتمل في دواخلها بين طيات السَّحَر، اعتمال حفيف الشجر من حول البيت القروي بين رياح متقلبة في ليلة من ليالي الخريف، عيونها تحفرسقف الغرفة، تغزل أفلاما ،صورا وأحداثا، تنبش عن آمال، رجاء وتوسلات، لاتغيب مسامعها عن مؤذن الفجرالذي يزرع فيها نوعا من الأمن والشجاعة . خطوات تكسر صوت الآذان ، تقطع الطريق الى المسجد الصغير المقابل لبيتها .تنهض من فراشها، اطلالة على الطريق كأنها تتأكد من أن كل من تعود السعي الى الفجر قد دخل المسجد؛اهتزازات اضواء الشموع تؤكد لها أن الامام قد وقف للصلاة مع صدى الاقامة يردده أحد المأمومين؛ تتراجع، تحمل حقيبة صغيرة، تسير على رؤوس اصابعها الى الباب ، فترفعها قليلا الى اعلى حتى تمنعها من صريرمعهود وهي تحتك بالأرض ثم تنسل بلا حس، ترافقها دموعها وغير قليل من خوف تتعثربه بين كل خطوة وأخرى. فجر مبلل بالندى ،تغشاه أصوات الديكة وثغاء الغنم في الحوش ، وبعض من نباح الكلاب ترد الصدى .. أمامها أزيد من ساعة قبل ان تشرع الشمس في التعري من سوادها ، هو وقت كاف للوصول الى موقف الحافلة التي تجتاز القرية الى المدينة .. تلحفت بإزار أبيض ، وعلى وجهها رمت شالا صوفيا مخططا ،لا تظهر منه غير عين واحدة ، تتحاشى أن يعرفها أحد ،إذ عليها أن تحتاط من كل صدفة قد تهدم ما خططت ."لحظة عسيرة أودعك فيها آيمنو(حبيبي) ، وأنا مدثرة بالخوف من الهزيمة ، تمنيتك معي قوة تحميني ،نرحل معا ، ومن قنديل وجعنا معا نستمد القوة و الضياء ، ليتني ألملم جسدك بالقبلات،أشفي ذاتي من سطوة التحكمات وأبوية التأمرات .. أودعك وأنا بك واثقة، وسأظل واثقة أني في صدرك سأعيش محمولة كما أنت الآن والى الأبد ، لم يكن في مقدوري أن أفرض عليك مرافقتي في مغامرة ،أنانية مني ،ذاك ما تأباه تربيتك، وظيفتك ، ومسؤولياتك نحو والديك وتقاليدك ، لأكن الضحية ، المهم أن تظل أنت في أمان من أبي ، وممن زوجوني اليه بالقوة من بداية طفولتي بلا ارادتي ولا اختياري . بك واثقة ،ثقتي بحبي الذي ملا كل ذرة في نفسي، و من أجل هذا الحب ، وما يتحرك في أحشائي منك، يلزم أن أغادر، متحدية كل الضغوط ، أن أفك كل الخيوط بعيون مفتحة، حتى أحررك من أن تصير مضغة سائغة في أفواه الأغبياء من أهلي "..تسع ساعات والحافلة تدك متون الأرض، لم تقف غير مرتين للراحة والصلاة ، كان الجوع يحرك معدة يطو بغرغرات تقاومها بشرب الماء، فهي تخشى أن تنفق درهما مما تملك ،وما تملكه قليل بالنسبة لبنت تغامر بسفرة لأول مرة في حياتها من شمال المغرب الى جنوبه بقليل تذكر يطو خالتها، صورة واضحة عن أنثى كانت تياهة بجمالها الأمازيغي ، ترفض أن يتحكم فيها أي كان بأبوية وتسلط ، وكونها كانت يتيمة تعيش في كنف زوج أختها بخير من أبيها فليس معناه أن ترضخ لأوامر لا تلبي طموحاتها ، وحين فرض عليها أبو يطو ابن عمه العسكري كزوج رفضت باصرار ، متحدية أن تصير رمادا يتطاير بأوامره ، من يومها بنت بينها وبينه جدارا اسمنتيا من الكراهية من شدة ما ضايقها ، وفضلت أن تغادر بيت أم يطو متنازلة عن كل ما تركه أبوها ، متعلقة بأستاذ أحبته ،ما أن تم تعيينه في الدشيرة الجهادية حتى رحلت معه بلا اذن ولا اخباتعرفت يطو من حديث عابر مع أمها أن الخالة لازالت في الجنوب الا أنها قد غيرت سكناها ، كما استطاعت بذكاء ان تعرف اسم زوج الخالة ..لم تكلف يطو نفسها كثير بحث ولا دوران ، فقد قصدت احدى المدارس وسألت عن اسم زوج الخالة ، من حسن الصدف أن مدير المدرسة دلها على حارس عام إحدى الثانويات يمكن أن يكو ......
#قناديل
#الوجع
#التمفصل
#الثاني
#انغماس
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=761026
#الحوار_المتمدن
#محمد_الدرقاوي متمددة على فراشها ،لفيف هواجس ،تعتمل في دواخلها بين طيات السَّحَر، اعتمال حفيف الشجر من حول البيت القروي بين رياح متقلبة في ليلة من ليالي الخريف، عيونها تحفرسقف الغرفة، تغزل أفلاما ،صورا وأحداثا، تنبش عن آمال، رجاء وتوسلات، لاتغيب مسامعها عن مؤذن الفجرالذي يزرع فيها نوعا من الأمن والشجاعة . خطوات تكسر صوت الآذان ، تقطع الطريق الى المسجد الصغير المقابل لبيتها .تنهض من فراشها، اطلالة على الطريق كأنها تتأكد من أن كل من تعود السعي الى الفجر قد دخل المسجد؛اهتزازات اضواء الشموع تؤكد لها أن الامام قد وقف للصلاة مع صدى الاقامة يردده أحد المأمومين؛ تتراجع، تحمل حقيبة صغيرة، تسير على رؤوس اصابعها الى الباب ، فترفعها قليلا الى اعلى حتى تمنعها من صريرمعهود وهي تحتك بالأرض ثم تنسل بلا حس، ترافقها دموعها وغير قليل من خوف تتعثربه بين كل خطوة وأخرى. فجر مبلل بالندى ،تغشاه أصوات الديكة وثغاء الغنم في الحوش ، وبعض من نباح الكلاب ترد الصدى .. أمامها أزيد من ساعة قبل ان تشرع الشمس في التعري من سوادها ، هو وقت كاف للوصول الى موقف الحافلة التي تجتاز القرية الى المدينة .. تلحفت بإزار أبيض ، وعلى وجهها رمت شالا صوفيا مخططا ،لا تظهر منه غير عين واحدة ، تتحاشى أن يعرفها أحد ،إذ عليها أن تحتاط من كل صدفة قد تهدم ما خططت ."لحظة عسيرة أودعك فيها آيمنو(حبيبي) ، وأنا مدثرة بالخوف من الهزيمة ، تمنيتك معي قوة تحميني ،نرحل معا ، ومن قنديل وجعنا معا نستمد القوة و الضياء ، ليتني ألملم جسدك بالقبلات،أشفي ذاتي من سطوة التحكمات وأبوية التأمرات .. أودعك وأنا بك واثقة، وسأظل واثقة أني في صدرك سأعيش محمولة كما أنت الآن والى الأبد ، لم يكن في مقدوري أن أفرض عليك مرافقتي في مغامرة ،أنانية مني ،ذاك ما تأباه تربيتك، وظيفتك ، ومسؤولياتك نحو والديك وتقاليدك ، لأكن الضحية ، المهم أن تظل أنت في أمان من أبي ، وممن زوجوني اليه بالقوة من بداية طفولتي بلا ارادتي ولا اختياري . بك واثقة ،ثقتي بحبي الذي ملا كل ذرة في نفسي، و من أجل هذا الحب ، وما يتحرك في أحشائي منك، يلزم أن أغادر، متحدية كل الضغوط ، أن أفك كل الخيوط بعيون مفتحة، حتى أحررك من أن تصير مضغة سائغة في أفواه الأغبياء من أهلي "..تسع ساعات والحافلة تدك متون الأرض، لم تقف غير مرتين للراحة والصلاة ، كان الجوع يحرك معدة يطو بغرغرات تقاومها بشرب الماء، فهي تخشى أن تنفق درهما مما تملك ،وما تملكه قليل بالنسبة لبنت تغامر بسفرة لأول مرة في حياتها من شمال المغرب الى جنوبه بقليل تذكر يطو خالتها، صورة واضحة عن أنثى كانت تياهة بجمالها الأمازيغي ، ترفض أن يتحكم فيها أي كان بأبوية وتسلط ، وكونها كانت يتيمة تعيش في كنف زوج أختها بخير من أبيها فليس معناه أن ترضخ لأوامر لا تلبي طموحاتها ، وحين فرض عليها أبو يطو ابن عمه العسكري كزوج رفضت باصرار ، متحدية أن تصير رمادا يتطاير بأوامره ، من يومها بنت بينها وبينه جدارا اسمنتيا من الكراهية من شدة ما ضايقها ، وفضلت أن تغادر بيت أم يطو متنازلة عن كل ما تركه أبوها ، متعلقة بأستاذ أحبته ،ما أن تم تعيينه في الدشيرة الجهادية حتى رحلت معه بلا اذن ولا اخباتعرفت يطو من حديث عابر مع أمها أن الخالة لازالت في الجنوب الا أنها قد غيرت سكناها ، كما استطاعت بذكاء ان تعرف اسم زوج الخالة ..لم تكلف يطو نفسها كثير بحث ولا دوران ، فقد قصدت احدى المدارس وسألت عن اسم زوج الخالة ، من حسن الصدف أن مدير المدرسة دلها على حارس عام إحدى الثانويات يمكن أن يكو ......
#قناديل
#الوجع
#التمفصل
#الثاني
#انغماس
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=761026
الحوار المتمدن
محمد الدرقاوي - قناديل الوجع (التمفصل الثاني من قصة انغماس)
محمد الدرقاوي : لحمة : المقطع الثالث من انغماس
#الحوار_المتمدن
#محمد_الدرقاوي أن تهاتفه يطو رغم علمها بعزمه على السفر، بعد أن قضيا أمس يوما ممتعا معا ،أمر يوحي بالقلق خصوصا ويطو متعودة أن تبعث له رسالة على الوات ساب قبل استعمال الهاتف ..أتاه صوتها خافتا متثاقلا كهمسات الأنين ، تجاهد على تبليغ ماتريد..ــ مابك يطو حبيبتي ؟بسرعة ترد : لا شيء، فقط كنت نائمة ، أنا بخير..لفته بعض السكينة وهو يرد رغم ما ظل يسري في نفسه من هواجس :ـ خيران شاء الله ، ناديا بخير ؟ـ فقط اشتقت اليك،واليك تملكتني رغبة في غذاء معك.. لكن تذكرت سفرتك؛ المهم تسافر وتعود الي بالسلامة..ـ بسرعة حبيبتي نصف ساعة وأكون عندك ، أجدك بالباب ..ـ لا ، لا ، سفرك أولا اذا كان أكيدا ؟..ـ أنت أوكد من سفري أؤخره الى غد ..بعد عشر دقائق تصله رسالة على الواط ساب :ناديا تصر على ان تكون معي، ألا يقلقك هذا ؟كتب ردا : ناديا حفيدتنا بضعة منا ،كيف اقلق ؟ !! ..رسالة أخرى من ناديا تصله: فضلت أن أترك عملي وآتي مع جدة، فقد قضت ليلة سيئة وحالها لا يطمئن (بيني وبينك )..كانت يطو في المقعد الخلفي داخل سيارة ناديا ، وقد أسندت ظهرها بتراخ وكأنها ترتاح من تعب، أركن سيارته، وبادر اليها بطلب من ناديا التي شرعت تقلد صوت فقيه :ـ اركب معنا فلن تكون من السائقين..ارتمت عليه يطو وكأنها غريق يتشبث بنجاة ، وجه ممتقع يكسوه التعب :ـ مابك يطو ؟ طمنيني !! ..ـ لا شيء ، توحشتك وصافي ..أرخت راسها على كتفه وطوقته بذراعيها ، فضل أن يصمت ، لثم جبهتها؛كانت باردة تنز بعرق خفيف ، وضع يده على خدها فبادرت الى تقبيل يده.."ترى ما بها ؟تركها أمس بخير فأي شيء داهمها" ؟ بسرعة شرعت تتنفس كأنها قد غفت، هم أن يسأل ناديا لكنه فضل الصمت بعد اشارة منها ...وصلوا مطعما على الشاطئ تعودوا الأكل فيه ، كان النوم قد استغرق يطو متوسدة صدره ، ففضل ألا يتحرك حتى لا تصحو ، شرع يسترجع كلمات ناديا في رسالتها أن جدتها قد قضت ليلة سيئة ..همست له ناديا من مقعدها :عاودتها أزمة قلبها ليلا ، اتصلت بطبيبها فأوصاني الاكتفاء بما لديها من دواء واستعمال بخاخة التنفس .. تصر ألا أخبرك بمرضها ..بعد نصف ساعة تقريبا، تصحو يطو ومحياها مشرق ببسمة ساحرة، قبلته وقالت :الحمد لله !! .. ارتحت ، كنت في حاجة الى نومة بقربك ..وهم يغادرون السيارة الى المطعم رن هاتف ناديا تدعوها مساعدتها لزبناء في العيادة ، تركتهما وعادت..فضل أن يتمشى مع يطو قليلا على الشاطئ قبل الغذاء، مستغلا راحتها بعد نومة السيارة . تتشبث بذراعه كشابة في العشرين ، تلتصق به جذلى يغمرها السنا والحبور ، وكأنها أسقطت عن نفسها وقار أنثى تجاوزت الستين ، وللحقيقة كان يغبطها على سلوكها ، فالتي معه لم تعد الأنثى التي تتوجس نظرات الفضوليين، كان ينتشي بهذا السلوك من أنثى مزقت طوق التقاليد ، صانت حبا وعنه ذادت أزيد من خمسين عاما بلا كلل تقاوم اغراءات السلطة والمال ممن تقدموا لطلب يدها ولا محاولة لتغيير قناعاتها وايمانها بما تحمل من حب و عمق الذكرى ، كل خطوة وهو يتمشي ملتصقا بها ، يلف عقله في دوائر حلزونية، مسترجعا كيف قطع أبوها حبل علاقته بها ؟ كيف انسلت من جمراته ، قاومت وصمدت تتحدى الزمان والناس،فنجحت فيما فشل هو فيه ، فتزوج وأنجب، ورغم ذلك لم يسمع منها عند اللقاء عتابا، فلحظة اللقاء والعودة كانت لديها لحظة اشراق تعيد لها شبابها ، وتطوي عن عقلها كل معاناة قاستها ولا تحب ان تجترها حتى لا تحسسه بالذنب او تلومه ،كانت تؤمن أن ما مر مجرد زمن لم يستطع في ......
#لحمة
#المقطع
#الثالث
#انغماس
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=767005
#الحوار_المتمدن
#محمد_الدرقاوي أن تهاتفه يطو رغم علمها بعزمه على السفر، بعد أن قضيا أمس يوما ممتعا معا ،أمر يوحي بالقلق خصوصا ويطو متعودة أن تبعث له رسالة على الوات ساب قبل استعمال الهاتف ..أتاه صوتها خافتا متثاقلا كهمسات الأنين ، تجاهد على تبليغ ماتريد..ــ مابك يطو حبيبتي ؟بسرعة ترد : لا شيء، فقط كنت نائمة ، أنا بخير..لفته بعض السكينة وهو يرد رغم ما ظل يسري في نفسه من هواجس :ـ خيران شاء الله ، ناديا بخير ؟ـ فقط اشتقت اليك،واليك تملكتني رغبة في غذاء معك.. لكن تذكرت سفرتك؛ المهم تسافر وتعود الي بالسلامة..ـ بسرعة حبيبتي نصف ساعة وأكون عندك ، أجدك بالباب ..ـ لا ، لا ، سفرك أولا اذا كان أكيدا ؟..ـ أنت أوكد من سفري أؤخره الى غد ..بعد عشر دقائق تصله رسالة على الواط ساب :ناديا تصر على ان تكون معي، ألا يقلقك هذا ؟كتب ردا : ناديا حفيدتنا بضعة منا ،كيف اقلق ؟ !! ..رسالة أخرى من ناديا تصله: فضلت أن أترك عملي وآتي مع جدة، فقد قضت ليلة سيئة وحالها لا يطمئن (بيني وبينك )..كانت يطو في المقعد الخلفي داخل سيارة ناديا ، وقد أسندت ظهرها بتراخ وكأنها ترتاح من تعب، أركن سيارته، وبادر اليها بطلب من ناديا التي شرعت تقلد صوت فقيه :ـ اركب معنا فلن تكون من السائقين..ارتمت عليه يطو وكأنها غريق يتشبث بنجاة ، وجه ممتقع يكسوه التعب :ـ مابك يطو ؟ طمنيني !! ..ـ لا شيء ، توحشتك وصافي ..أرخت راسها على كتفه وطوقته بذراعيها ، فضل أن يصمت ، لثم جبهتها؛كانت باردة تنز بعرق خفيف ، وضع يده على خدها فبادرت الى تقبيل يده.."ترى ما بها ؟تركها أمس بخير فأي شيء داهمها" ؟ بسرعة شرعت تتنفس كأنها قد غفت، هم أن يسأل ناديا لكنه فضل الصمت بعد اشارة منها ...وصلوا مطعما على الشاطئ تعودوا الأكل فيه ، كان النوم قد استغرق يطو متوسدة صدره ، ففضل ألا يتحرك حتى لا تصحو ، شرع يسترجع كلمات ناديا في رسالتها أن جدتها قد قضت ليلة سيئة ..همست له ناديا من مقعدها :عاودتها أزمة قلبها ليلا ، اتصلت بطبيبها فأوصاني الاكتفاء بما لديها من دواء واستعمال بخاخة التنفس .. تصر ألا أخبرك بمرضها ..بعد نصف ساعة تقريبا، تصحو يطو ومحياها مشرق ببسمة ساحرة، قبلته وقالت :الحمد لله !! .. ارتحت ، كنت في حاجة الى نومة بقربك ..وهم يغادرون السيارة الى المطعم رن هاتف ناديا تدعوها مساعدتها لزبناء في العيادة ، تركتهما وعادت..فضل أن يتمشى مع يطو قليلا على الشاطئ قبل الغذاء، مستغلا راحتها بعد نومة السيارة . تتشبث بذراعه كشابة في العشرين ، تلتصق به جذلى يغمرها السنا والحبور ، وكأنها أسقطت عن نفسها وقار أنثى تجاوزت الستين ، وللحقيقة كان يغبطها على سلوكها ، فالتي معه لم تعد الأنثى التي تتوجس نظرات الفضوليين، كان ينتشي بهذا السلوك من أنثى مزقت طوق التقاليد ، صانت حبا وعنه ذادت أزيد من خمسين عاما بلا كلل تقاوم اغراءات السلطة والمال ممن تقدموا لطلب يدها ولا محاولة لتغيير قناعاتها وايمانها بما تحمل من حب و عمق الذكرى ، كل خطوة وهو يتمشي ملتصقا بها ، يلف عقله في دوائر حلزونية، مسترجعا كيف قطع أبوها حبل علاقته بها ؟ كيف انسلت من جمراته ، قاومت وصمدت تتحدى الزمان والناس،فنجحت فيما فشل هو فيه ، فتزوج وأنجب، ورغم ذلك لم يسمع منها عند اللقاء عتابا، فلحظة اللقاء والعودة كانت لديها لحظة اشراق تعيد لها شبابها ، وتطوي عن عقلها كل معاناة قاستها ولا تحب ان تجترها حتى لا تحسسه بالذنب او تلومه ،كانت تؤمن أن ما مر مجرد زمن لم يستطع في ......
#لحمة
#المقطع
#الثالث
#انغماس
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=767005
الحوار المتمدن
محمد الدرقاوي - لحمة : المقطع الثالث من انغماس
محمد الدرقاوي : جمع الشتات : المقطع ماقبل الأخير من انغماس
#الحوار_المتمدن
#محمد_الدرقاوي كانت تترقب دخول اول زبون هذا الصباح حين فاجأتها المساعدة بباقة ورد بتنسيق بديع ، وألوان مبهرة بين الأبيض والأحمر والزهري والأصفر ، تتحرش بها تموجات أنوار النافذة الصباحي تنعكس على الأضمومة بشريطين أحمر وأبيض لامعين ؛ سقطت عيونها في اندهاش على الباقة وقد تجعد وجهها وهي تزم على شفتيها قبل أن تفترا عن انبهار:واو!! .. شحال زوينة، كتريح النفس ،ممن هذه ؟لم تكن المساعدة نفسها قد انسلخت من استغراب تلبسها ونادل المقهى الصغير الموجود أسفل العيادة يقدم اليها الباقة قائلا : رجل ستيني توسلني ايصالها الى الطبيبة ..تسلمت الطبيبة الباقة، تتنسم ورودها وقد دغدغتها انتعاشة عطر ليس عنها بغريب ..اعادت الباقة الى المساعدة لتضعها في مزهرية، والتخمينات تتسارع في فكرها ..مذ يوم افتتاح العيادة لم يزرها أحد بورد عدا جدتها يطو المتوفاة التي ملأت اركان العيادة بأروع وأغرب ما رات العيون من زهور وورود ، حتى زوجها قبل الطلاق كانت تترقب منه وردة، مجرد وردة هدية، تعبر عن سعادته ، لكنه أتى "يديه طوال" غيرته تأكل أنفه، وحسده يقضم شفتيه، حين عاين تعب يطو وقد جعلت عيادة حفيدتها في مستوى عيادات كندية زارتها وأعجبت بها تأثيثا وتنسيقا وتجهيزا؛ كان فقط يفكر في المردود المادي وصدره يغلي حسدا وقد عبر عن ذلك بفلتة لسان:ـ مارأيك ناديا اترك شريكي في المتجر وآتي معك هنا بدل أية مساعدة قد تقضم من دخلك اليومي الذي سيكون كبيرا لاريب ؟حدجته بنظرة امتعاض وحنق ، ثم تطلعت الى يطو التي كانت تتابع كلامه دون أن تلتفت، وهي تدرك ان السيد يستعد لناديا بسهم السطو وتضييق الخناق ..لم يستحوذ على عقلها غير شخص واحد يمكن ان يقوم بهدية صباحية رائعة تذكرها به بعد شهورغاب عنها ،ومنها لم تصدر دعوة اليه أو حتى بطاقة على الوات ساب ترد بها على رسائله خوفا من مشاكل اسرية، فهي تعلم أنه ليس من الحريصين على هواتفهم التي لاتفارق اليد أو الجيب ، وكما يردد دوما : "ماعندي مانخبع " ...تعلقها به لا يمكن أن يمحوه زمن ، لكن في عز خصوماتها مع سكان العمارة الذين توقف بعضهم عن تحويل واجبات الكراء الشهرية بعد موت جدتها ، توسلته أن يتدخل فامتنع؛ كانت تريد أن يحسسها أمام غيرها بدفء حضوره في حياتها ، يذود عنها كحفيدة من صلبه وان كانت تفتقد التوثيق ،لكنه كان يخشى أن تتوهم قربه منها طمعا في ما تركته يطو .. وغاب عنه ربما أنها تعده وجودا لا يغلي كيانه بغير عاطفة لا تتجاوز تواضعه وحبه اليها ،و الحق يقال إنه رجل أهل لكل حب،و يستحق ان تعشقه أنثى، فترتاح اليه وفاء ،ثقة،ويدا كريمة ممدودة، كم داعبها طيفه قبل أن تعرف حقيقة اللحمة التي تربطه بجدتها ، وانها ثمرة تلك الرابطة ؛ أحلامه بعيدة عن كل طمع مادي، فيكفيه أنه وجد يطو واليه اهتدت بعد خمسين سنة، كلاهما كان منغمسا في الآخر برابطة عشق سديمي ، وانها لم تمت الا بعد أن خلفت حبلا ممدودا يربطه بها ، لهذا نصح ناديا بوضع الامر بين يدي محامي كفء ، ثم غاب في سفرة طويلة يتفقد أبناءه وأهله ، لم تحاول خلالها أن تسأل عنه ، رغم كم رسالة بعثها اليها عبر الوات ساب ولم ترد .. مشكلة الكراء لم تكن الا عارضا استغلته للتواري قليلا ، فهي كانت تخشى السقوط في علاقة تهيمن عليها، تغيب نومها ، وسوسة لا تدري أي شيطان أوحى بها اليها ..هل جدتها لم تعرف غير الحاج رجلا وهو أب تيليلا أمها ؟الا أكون حفيدة رجل غيره ؟ فالحاج ليس من النوع الذي يمكن ان ينسى أو يغيب عن تفكيرأنثى مر بحياتها ،وجدتها يطو يقينا إنها لم تتزوج ابدا ولم يضم صدرها غير ا ......
#الشتات
#المقطع
#ماقبل
#الأخير
#انغماس
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=767314
#الحوار_المتمدن
#محمد_الدرقاوي كانت تترقب دخول اول زبون هذا الصباح حين فاجأتها المساعدة بباقة ورد بتنسيق بديع ، وألوان مبهرة بين الأبيض والأحمر والزهري والأصفر ، تتحرش بها تموجات أنوار النافذة الصباحي تنعكس على الأضمومة بشريطين أحمر وأبيض لامعين ؛ سقطت عيونها في اندهاش على الباقة وقد تجعد وجهها وهي تزم على شفتيها قبل أن تفترا عن انبهار:واو!! .. شحال زوينة، كتريح النفس ،ممن هذه ؟لم تكن المساعدة نفسها قد انسلخت من استغراب تلبسها ونادل المقهى الصغير الموجود أسفل العيادة يقدم اليها الباقة قائلا : رجل ستيني توسلني ايصالها الى الطبيبة ..تسلمت الطبيبة الباقة، تتنسم ورودها وقد دغدغتها انتعاشة عطر ليس عنها بغريب ..اعادت الباقة الى المساعدة لتضعها في مزهرية، والتخمينات تتسارع في فكرها ..مذ يوم افتتاح العيادة لم يزرها أحد بورد عدا جدتها يطو المتوفاة التي ملأت اركان العيادة بأروع وأغرب ما رات العيون من زهور وورود ، حتى زوجها قبل الطلاق كانت تترقب منه وردة، مجرد وردة هدية، تعبر عن سعادته ، لكنه أتى "يديه طوال" غيرته تأكل أنفه، وحسده يقضم شفتيه، حين عاين تعب يطو وقد جعلت عيادة حفيدتها في مستوى عيادات كندية زارتها وأعجبت بها تأثيثا وتنسيقا وتجهيزا؛ كان فقط يفكر في المردود المادي وصدره يغلي حسدا وقد عبر عن ذلك بفلتة لسان:ـ مارأيك ناديا اترك شريكي في المتجر وآتي معك هنا بدل أية مساعدة قد تقضم من دخلك اليومي الذي سيكون كبيرا لاريب ؟حدجته بنظرة امتعاض وحنق ، ثم تطلعت الى يطو التي كانت تتابع كلامه دون أن تلتفت، وهي تدرك ان السيد يستعد لناديا بسهم السطو وتضييق الخناق ..لم يستحوذ على عقلها غير شخص واحد يمكن ان يقوم بهدية صباحية رائعة تذكرها به بعد شهورغاب عنها ،ومنها لم تصدر دعوة اليه أو حتى بطاقة على الوات ساب ترد بها على رسائله خوفا من مشاكل اسرية، فهي تعلم أنه ليس من الحريصين على هواتفهم التي لاتفارق اليد أو الجيب ، وكما يردد دوما : "ماعندي مانخبع " ...تعلقها به لا يمكن أن يمحوه زمن ، لكن في عز خصوماتها مع سكان العمارة الذين توقف بعضهم عن تحويل واجبات الكراء الشهرية بعد موت جدتها ، توسلته أن يتدخل فامتنع؛ كانت تريد أن يحسسها أمام غيرها بدفء حضوره في حياتها ، يذود عنها كحفيدة من صلبه وان كانت تفتقد التوثيق ،لكنه كان يخشى أن تتوهم قربه منها طمعا في ما تركته يطو .. وغاب عنه ربما أنها تعده وجودا لا يغلي كيانه بغير عاطفة لا تتجاوز تواضعه وحبه اليها ،و الحق يقال إنه رجل أهل لكل حب،و يستحق ان تعشقه أنثى، فترتاح اليه وفاء ،ثقة،ويدا كريمة ممدودة، كم داعبها طيفه قبل أن تعرف حقيقة اللحمة التي تربطه بجدتها ، وانها ثمرة تلك الرابطة ؛ أحلامه بعيدة عن كل طمع مادي، فيكفيه أنه وجد يطو واليه اهتدت بعد خمسين سنة، كلاهما كان منغمسا في الآخر برابطة عشق سديمي ، وانها لم تمت الا بعد أن خلفت حبلا ممدودا يربطه بها ، لهذا نصح ناديا بوضع الامر بين يدي محامي كفء ، ثم غاب في سفرة طويلة يتفقد أبناءه وأهله ، لم تحاول خلالها أن تسأل عنه ، رغم كم رسالة بعثها اليها عبر الوات ساب ولم ترد .. مشكلة الكراء لم تكن الا عارضا استغلته للتواري قليلا ، فهي كانت تخشى السقوط في علاقة تهيمن عليها، تغيب نومها ، وسوسة لا تدري أي شيطان أوحى بها اليها ..هل جدتها لم تعرف غير الحاج رجلا وهو أب تيليلا أمها ؟الا أكون حفيدة رجل غيره ؟ فالحاج ليس من النوع الذي يمكن ان ينسى أو يغيب عن تفكيرأنثى مر بحياتها ،وجدتها يطو يقينا إنها لم تتزوج ابدا ولم يضم صدرها غير ا ......
#الشتات
#المقطع
#ماقبل
#الأخير
#انغماس
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=767314
الحوار المتمدن
محمد الدرقاوي - جمع الشتات : المقطع ماقبل الأخير من انغماس