شريف حتاتة : - نون - و - مُنى - بنت الطبيعة والرومانسية الساذجة
#الحوار_المتمدن
#شريف_حتاتة " نون " و " مُنـى " والرومانسية الساذجة ----------------------------------------------------منذ ست سنوات تقريباً، سنة 1990 ، عندما كنت نائبا لرئيس تحرير مجلة "نون" التي كانت تصدرها جمعية تضـامن المرأة العربية، برئاسة نوال السعداوى ، أجريت حوارا مع فتاة اسمها "مُنـى " ، كانت تغني في كورال الفرقة القومية للموسيقى العربية فى دار الأوبرا المصرية ، بقيادة "سليم سحاب". سميت هذا الحوار "بنت الطبيعة"، وفي آخر الحوار سألتها: "إن أردت أن تلخصى حياتك في جملة واحدة ماذا ستقولين؟" . فأجابت: "أقع ثم أقف، ثم أقع ثم أقف، ثم أقع ثم أقف، لكني لا أتوقف".علمتنی حیاتی عبارات، وألفاظا كنا نستخدمها فـي النشـاط السياسي مثل توازن القوى، أو فن الممكن، أو الاستفادة مـن التناقض في صفوف الأعداء، أو إقامة التحالفـات، ومازلـت موقنا أن هذه الأشياء يمكن أن تكون ذات فائدة في ممارسـة السياسة. كنا نطلق على علـم السياسـة "فـن إدارة صـراعات لسلطة ". عندما تركت السياسة كما كنت أمارسـها، وأصبحت أكتـب الروايات، عندما أصبحت أتعامل مع النـاس لـيـس كقطـع مـن الشطرنج، أو جنود في لعبة التحالفات، أو فـي الأحـزاب، أو فئات نسعى إلى كسبها بهدف الوصول إلى البرلمان، أو الدخول في معارك سياسية لتنفيذ المبدأ الديمقراطي المسـمى بتـداول بين الأحزاب، وإنما كبشر لهم حياة، وعقل، وعواطف، ومشكلات، وأحلام. يبكون، يتألمون، ويصـمدون، ويرفعـون رؤوسهم للسماء ليرقصوا في لحظة الانتصار. بشر لهم إرادة، وشخصية، وإبداعات، ولهم تلك القدرة العجيبة للحياة فـي أن تنمو، وتتوسع، وتصعد، وتملأ الفراغ، كالنبات يشق طريقـه مخترقا طبقات الصخر، والطمى، والتراب ليرتفع فوق الأرض ويعرض للشمس أوراقه الخضراء. عندما حدث كل هذا ، أدركت أن ما قالته لي "بنت الطبيعة" يوم أن أجريت معها الحوار ، علمنـى ما لم أكن تعلمته في ميادين السياسة أو في صفوف اليسار، رغم الحديث المستمر عن الشعب، والجمـاهير. علمتنـى أن الحسابات الباردة للعقل المفصولة عن قلب، وإرادة الإنسان لا تكفى وحدها، لأنها قد لا تضع في حسابها فطرة المقاومة التي نولد بها . " صراع الطبقات" ، تعبير تغير أو توارى في عصر الكوكبة، والسـوق الحرة، وسيطرة 447 مليارديرا يملكون من الثروات ما يزيـد على إنتاج نصف سكان العالم، عصر التقدم العلمـى الهـائـل، والشركات العابرة للقارات، والاستهلاك، ورؤسـاء المافيا، وتجار السلاح، والمخدرات، والرقيق الأبيض، وأنصـارهم، عصر يموت فيه مئات الألوف من اللاجئين في رحلة العـودة إلى الديار لأن "موبوتو" مازال يحكم في "زائيـر"، وأفريقيـا مازالت ضحية أطماع "الاستعمار الجديد" الذي أصبح اسـمه عهد "ما بعد الاستعمار"، أو "التكيـف الهيكلـي"، أو " تكامـل الحضارات"." المقاومة " هي من صلب الحياة، ومولودة في كل فرد، والتي بـدونها لمـا حققت الإنسانية ما وصلت إليه.إن علم السياسة الذي لا يضع في تقـديره هـذا العنصـر المجهول إلى حد كبير، لأنه لا يمكن تقديره بميزان دقيق ، ليس علما بالمعنى الصحيح. فالعلم الحديث يقول لنا الآن أن اليقين غير وارد في حركة الأشياء. كل ذلك يقودني إلى المقال الذي نشـره صـديقي "محمـد عباس سيد أحمد" منذ شهور في "الأهرام" عـن أهميـة بـدء الحوار بين اليسار المصري، والإسرائيلي حـول موضـوع السلام. و"محمد عباس" من الذين أحمل لهم ودا خاصا ، لأنـه مازال يحافظ على جزء مـن نـقـاء الشخصـية الـذي فقـده الكثيرون.شعرت وقتها بشئ من عدم الارتياح. تساءلت لمـاذا هـذا الموضوع الآن؟ . ما وزنه في عملية استرجاع حقوق الش ......
#مُنى
#الطبيعة
#والرومانسية
#الساذجة
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=759288
#الحوار_المتمدن
#شريف_حتاتة " نون " و " مُنـى " والرومانسية الساذجة ----------------------------------------------------منذ ست سنوات تقريباً، سنة 1990 ، عندما كنت نائبا لرئيس تحرير مجلة "نون" التي كانت تصدرها جمعية تضـامن المرأة العربية، برئاسة نوال السعداوى ، أجريت حوارا مع فتاة اسمها "مُنـى " ، كانت تغني في كورال الفرقة القومية للموسيقى العربية فى دار الأوبرا المصرية ، بقيادة "سليم سحاب". سميت هذا الحوار "بنت الطبيعة"، وفي آخر الحوار سألتها: "إن أردت أن تلخصى حياتك في جملة واحدة ماذا ستقولين؟" . فأجابت: "أقع ثم أقف، ثم أقع ثم أقف، ثم أقع ثم أقف، لكني لا أتوقف".علمتنی حیاتی عبارات، وألفاظا كنا نستخدمها فـي النشـاط السياسي مثل توازن القوى، أو فن الممكن، أو الاستفادة مـن التناقض في صفوف الأعداء، أو إقامة التحالفـات، ومازلـت موقنا أن هذه الأشياء يمكن أن تكون ذات فائدة في ممارسـة السياسة. كنا نطلق على علـم السياسـة "فـن إدارة صـراعات لسلطة ". عندما تركت السياسة كما كنت أمارسـها، وأصبحت أكتـب الروايات، عندما أصبحت أتعامل مع النـاس لـيـس كقطـع مـن الشطرنج، أو جنود في لعبة التحالفات، أو فـي الأحـزاب، أو فئات نسعى إلى كسبها بهدف الوصول إلى البرلمان، أو الدخول في معارك سياسية لتنفيذ المبدأ الديمقراطي المسـمى بتـداول بين الأحزاب، وإنما كبشر لهم حياة، وعقل، وعواطف، ومشكلات، وأحلام. يبكون، يتألمون، ويصـمدون، ويرفعـون رؤوسهم للسماء ليرقصوا في لحظة الانتصار. بشر لهم إرادة، وشخصية، وإبداعات، ولهم تلك القدرة العجيبة للحياة فـي أن تنمو، وتتوسع، وتصعد، وتملأ الفراغ، كالنبات يشق طريقـه مخترقا طبقات الصخر، والطمى، والتراب ليرتفع فوق الأرض ويعرض للشمس أوراقه الخضراء. عندما حدث كل هذا ، أدركت أن ما قالته لي "بنت الطبيعة" يوم أن أجريت معها الحوار ، علمنـى ما لم أكن تعلمته في ميادين السياسة أو في صفوف اليسار، رغم الحديث المستمر عن الشعب، والجمـاهير. علمتنـى أن الحسابات الباردة للعقل المفصولة عن قلب، وإرادة الإنسان لا تكفى وحدها، لأنها قد لا تضع في حسابها فطرة المقاومة التي نولد بها . " صراع الطبقات" ، تعبير تغير أو توارى في عصر الكوكبة، والسـوق الحرة، وسيطرة 447 مليارديرا يملكون من الثروات ما يزيـد على إنتاج نصف سكان العالم، عصر التقدم العلمـى الهـائـل، والشركات العابرة للقارات، والاستهلاك، ورؤسـاء المافيا، وتجار السلاح، والمخدرات، والرقيق الأبيض، وأنصـارهم، عصر يموت فيه مئات الألوف من اللاجئين في رحلة العـودة إلى الديار لأن "موبوتو" مازال يحكم في "زائيـر"، وأفريقيـا مازالت ضحية أطماع "الاستعمار الجديد" الذي أصبح اسـمه عهد "ما بعد الاستعمار"، أو "التكيـف الهيكلـي"، أو " تكامـل الحضارات"." المقاومة " هي من صلب الحياة، ومولودة في كل فرد، والتي بـدونها لمـا حققت الإنسانية ما وصلت إليه.إن علم السياسة الذي لا يضع في تقـديره هـذا العنصـر المجهول إلى حد كبير، لأنه لا يمكن تقديره بميزان دقيق ، ليس علما بالمعنى الصحيح. فالعلم الحديث يقول لنا الآن أن اليقين غير وارد في حركة الأشياء. كل ذلك يقودني إلى المقال الذي نشـره صـديقي "محمـد عباس سيد أحمد" منذ شهور في "الأهرام" عـن أهميـة بـدء الحوار بين اليسار المصري، والإسرائيلي حـول موضـوع السلام. و"محمد عباس" من الذين أحمل لهم ودا خاصا ، لأنـه مازال يحافظ على جزء مـن نـقـاء الشخصـية الـذي فقـده الكثيرون.شعرت وقتها بشئ من عدم الارتياح. تساءلت لمـاذا هـذا الموضوع الآن؟ . ما وزنه في عملية استرجاع حقوق الش ......
#مُنى
#الطبيعة
#والرومانسية
#الساذجة
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=759288
الحوار المتمدن
شريف حتاتة - - نون - و - مُنى - بنت الطبيعة والرومانسية الساذجة