عدنان حسين أحمد : في أعماق الرجل البهي للروائية المصرية جمال حسّان
#الحوار_المتمدن
#عدنان_حسين_أحمد الولوج إلى فضاء المَحبّة الوهميّة والإمساك بالمُعجَب السِّرييُجهِد الكثير من الروائيين أنفسهم لخلق شخصية إشكالية معقدة تنطوي على محمولات ثقافية وفكرية واجتماعية ونفسية ولكن البعض الآخر من الروائيين الذين يجمعون بين العلم والأدب يلتقطون هذه الشخصيات الإشكالية المستديرة بسهولة ويُسر وذكاء ولكنهم، بالمقابل، يُلقون على كاهل المتلّقي مسؤولية معرفة هذه الشخصية واكتشافها والتعاطي معها على أساس مرضها النفسي الذي تعاني منه، تمامًا، كما هو الحال مع شخصية منى لاشين في رواية "في أعماق الرجل البهي" الصادرة عن الدار المصرية اللبنانية في القاهرة للقاصة والروائية المصرية الدكتورة جمال حسّان التي تفاداها الكثير من النقّاد لأنهم لم يفلحوا في العثور على مفاتيحها التي تؤهلهم للولوج إلى متاهة هذا النص السردي الجميل شكلاً ومضمونًا، فتعاملوا مع الشخصية الرئيسة منى لاشين وكأنها امرأة عادية لا تختلف عن بقية الشخصيات السويّة الأخرى التي يزدان بها النسق السردي للرواية. كما أنّ الشكل في هذه الرواية مغاير ومختلف ويلحظه القارئ في العديد من الصفحات التي يهيمن عليها الخط الغامق والمحصور بين أقواس مستطيلة تتعلّق بهلاوس منى لاشين ومونولوغاتها الداخلية التي تعكس هوس العشق الذي تعاني منه كمرض نفسي يستدعي العلاج في المصحة البريطانية التي تتواجد فيها. ولابدّ للناقد والقارئ معًا أن يعرفا منذ الجزء الأول من الرواية أنّ الشخصية الرئيسة منى لاشين مُصابة بمرض "هَوَس العِشق" الذي يُطلَق عليه بالإنكَليزية Erotomania "وهو شكل من أشكال السقوط في الوهم بحيث يعتقد المريض أنّ هناك شخصًا يحبهُ، ويكون هذا الشخص غالبًا ذا منزلة اجتماعية مرموقة"، أو من النجوم والمشاهير في عوالم الأدب والفن والسينما وما إلى ذلك. ومنى لاشين في هذه الرواية مصابة بهوَس الحُب وتعتقد أن الدكتور حاتم بدران، المتخصص بجراحة طب العظام يحبها إلى درجة الجنون بحيث يستقبلها في المطار كلما وصلت إلى القاهرة، ويتجسس عليها ليلاً من نوافذ الفندق أو من فوق الأشجار المحيطة أنّى حلّت أو ارتحلت. هذه هي نواة الحكاية التي ستبني عليها الكاتبة جمال حسّان وهي استشارية بالطب النفسي رواية كاملة قوامها 158 صفحة من القطع المتوسط.أوهام وتصورات مشوّشةتتألف الرواية من ثلاثة أجزاء حيث يضم الجزء الأول ثلاثة فصول، بينما ينطوي الجزء الثاني على الفصلين الرابع والخامس، فيما يشتمل الجزء الثالث على الفصلين السادس والسابع. وما إن ينغمس القارئ في أحداث الجزء الأول حتى ينتابه الشعور بأنه يقرأ نصًا واقعيًا. فما الضير في أن تلتقي منى لاشين وهي تعمل مُضيّفة في شركة مصر للطيران بالدكتور حاتم بدران في إحدى الرحلات المتجهة من لندن إلى القاهرة وتقع في حُبه؟ لكننا حين نتأمل هذه القصة من كثب نجد أنّ منى مُصابة بهوَس العِشق، وأنّ ما تعيشه لا يعدو أن يكون مجرد أوهام وتصورات مشوّشة لا أساس لها في الواقع، بل أنها أضغاث أحلام لا غير، وأن المريضة بحاجة بها إلى علاج في مصحّة نفسية. ومع أنّ الأوهام والحقائق تسير بخطوط متوازية فإنّ موقف المتلقي سيظل متأرجحًا بين الطرفين ولا يميل لكفّة على حساب الأخرى في أول الأمر لكن الحقائق التي كانت مخبأة أو مشكوك فيها ستتكشف في الجزء الثالث الذي يشتمل على المحكمة وإفادات الشهود الاثني عشر. وبواسطة هذه اللعبة الفنية تتمكن الروائية جمال حسّان من تأثيث المسارات السردية لغالبية الشخصيات وإقناعنا بأن ما يقع من أحداث خلال الجزأين الأول والثاني هي أحداث واقعية، أو ممكنة الحدوث في أقل تقدير. وما يزيد من جمالية هذه المقاربة الف ......
#أعماق
#الرجل
#البهي
#للروائية
#المصرية
#جمال
#حسّان
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=721208
#الحوار_المتمدن
#عدنان_حسين_أحمد الولوج إلى فضاء المَحبّة الوهميّة والإمساك بالمُعجَب السِّرييُجهِد الكثير من الروائيين أنفسهم لخلق شخصية إشكالية معقدة تنطوي على محمولات ثقافية وفكرية واجتماعية ونفسية ولكن البعض الآخر من الروائيين الذين يجمعون بين العلم والأدب يلتقطون هذه الشخصيات الإشكالية المستديرة بسهولة ويُسر وذكاء ولكنهم، بالمقابل، يُلقون على كاهل المتلّقي مسؤولية معرفة هذه الشخصية واكتشافها والتعاطي معها على أساس مرضها النفسي الذي تعاني منه، تمامًا، كما هو الحال مع شخصية منى لاشين في رواية "في أعماق الرجل البهي" الصادرة عن الدار المصرية اللبنانية في القاهرة للقاصة والروائية المصرية الدكتورة جمال حسّان التي تفاداها الكثير من النقّاد لأنهم لم يفلحوا في العثور على مفاتيحها التي تؤهلهم للولوج إلى متاهة هذا النص السردي الجميل شكلاً ومضمونًا، فتعاملوا مع الشخصية الرئيسة منى لاشين وكأنها امرأة عادية لا تختلف عن بقية الشخصيات السويّة الأخرى التي يزدان بها النسق السردي للرواية. كما أنّ الشكل في هذه الرواية مغاير ومختلف ويلحظه القارئ في العديد من الصفحات التي يهيمن عليها الخط الغامق والمحصور بين أقواس مستطيلة تتعلّق بهلاوس منى لاشين ومونولوغاتها الداخلية التي تعكس هوس العشق الذي تعاني منه كمرض نفسي يستدعي العلاج في المصحة البريطانية التي تتواجد فيها. ولابدّ للناقد والقارئ معًا أن يعرفا منذ الجزء الأول من الرواية أنّ الشخصية الرئيسة منى لاشين مُصابة بمرض "هَوَس العِشق" الذي يُطلَق عليه بالإنكَليزية Erotomania "وهو شكل من أشكال السقوط في الوهم بحيث يعتقد المريض أنّ هناك شخصًا يحبهُ، ويكون هذا الشخص غالبًا ذا منزلة اجتماعية مرموقة"، أو من النجوم والمشاهير في عوالم الأدب والفن والسينما وما إلى ذلك. ومنى لاشين في هذه الرواية مصابة بهوَس الحُب وتعتقد أن الدكتور حاتم بدران، المتخصص بجراحة طب العظام يحبها إلى درجة الجنون بحيث يستقبلها في المطار كلما وصلت إلى القاهرة، ويتجسس عليها ليلاً من نوافذ الفندق أو من فوق الأشجار المحيطة أنّى حلّت أو ارتحلت. هذه هي نواة الحكاية التي ستبني عليها الكاتبة جمال حسّان وهي استشارية بالطب النفسي رواية كاملة قوامها 158 صفحة من القطع المتوسط.أوهام وتصورات مشوّشةتتألف الرواية من ثلاثة أجزاء حيث يضم الجزء الأول ثلاثة فصول، بينما ينطوي الجزء الثاني على الفصلين الرابع والخامس، فيما يشتمل الجزء الثالث على الفصلين السادس والسابع. وما إن ينغمس القارئ في أحداث الجزء الأول حتى ينتابه الشعور بأنه يقرأ نصًا واقعيًا. فما الضير في أن تلتقي منى لاشين وهي تعمل مُضيّفة في شركة مصر للطيران بالدكتور حاتم بدران في إحدى الرحلات المتجهة من لندن إلى القاهرة وتقع في حُبه؟ لكننا حين نتأمل هذه القصة من كثب نجد أنّ منى مُصابة بهوَس العِشق، وأنّ ما تعيشه لا يعدو أن يكون مجرد أوهام وتصورات مشوّشة لا أساس لها في الواقع، بل أنها أضغاث أحلام لا غير، وأن المريضة بحاجة بها إلى علاج في مصحّة نفسية. ومع أنّ الأوهام والحقائق تسير بخطوط متوازية فإنّ موقف المتلقي سيظل متأرجحًا بين الطرفين ولا يميل لكفّة على حساب الأخرى في أول الأمر لكن الحقائق التي كانت مخبأة أو مشكوك فيها ستتكشف في الجزء الثالث الذي يشتمل على المحكمة وإفادات الشهود الاثني عشر. وبواسطة هذه اللعبة الفنية تتمكن الروائية جمال حسّان من تأثيث المسارات السردية لغالبية الشخصيات وإقناعنا بأن ما يقع من أحداث خلال الجزأين الأول والثاني هي أحداث واقعية، أو ممكنة الحدوث في أقل تقدير. وما يزيد من جمالية هذه المقاربة الف ......
#أعماق
#الرجل
#البهي
#للروائية
#المصرية
#جمال
#حسّان
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=721208
الحوار المتمدن
عدنان حسين أحمد - في أعماق الرجل البهي للروائية المصرية جمال حسّان