سعد سوسه : الإقدام والتحدي في شعر الحب الجاهلي
#الحوار_المتمدن
#سعد_سوسه ان الناظر في الشعر الجاهلي يجد فيه الكثير من الصفات والخصال التي يحبذها المجتمع ويتمنى وجودها في الرجل وهي ان يكون شجاعا مقداما متحديا لا يخاف المصاعب متجاوزا لكل ما يعيق طريقه وهذه الشجاعة لا تقتصر على الرجل الفارس بل على الرجل العاشق وغير العاشق أيضا، لان أولئك العشاق ((رجال آمنوا بالحب، فعظموه ومجدوه واستهانوا من اجله بما يقاسي عباد الجمال، من مصاعب وأهوال. لقد طاب لهم ان يفتضحوا بالحب، وان يجعلوه نصيبهم من المجد)) ( 1 ) . فانشد عنترة: تغالتْ بي الأشواقُ حتَّى كأنمـا بَزندينِ في جوفي من الوجدِ قادحُ وقد كنتَ تخفي حبُّ سمراءَ حقبةً فبح لان منها الذي أنتَ بائـحُ وقد استطاع الإنسان ان يعبر عن عاطفة الحب بأشكال متنوعة كأن الشعر والبطولة والحرب والأسطورة والرمز صورة من صور الحب ولونا من ألوانه ( 2 ) . وقد كان للبيئة العربية أثرها في بلورة هذه العاطفة وساعدت على تكوين أخلاق وتقاليد جديدة سرت في روح العربي وتمكنت من نفسه.. وهي صفات الفروسية التي آثارها في عاطفته وحبه فهو يحب ان يظهر أمام حبيبته بمظهر القوي الذي يحميها ويخاطر في سبيلها( 3 ) . قال امرؤ القيس: جَزِعتُ ولم أجزعْ من البينِ مَجزَعا وعزَّيتُ قلباً بالكـواعبِ مُولعا وأصبحتُ ودّعتُ الصِّبا غير إننَّـي أراقبُ خلاَّتٍ من العيشِ أربعا …. إذا أخذتها هزَّةُ الرَّوعِ أمسكتْ بمنكبِ مقدامٍ على الهولِ أروعا ( 4 ) . فهو غير مبال بالموت اذا حل به ما دام مملوء قلبه بحب حبيبته.ويبدو ان الشاعر العاشق قد جعل (( من الحب ملحمة يتغنى فيها بحسن بلائه وعظيم جهاده، ويفنن فيها في جلاء مظاهر بطولته تجاه ما يعاني من صنوف العذاب وصار بذلك بطلا لملحمة من نوع جديد)) ( 5 ) . قال عروة بن حزام: تحمّلتُ من عفراءَ ما ليس لي به ولا للجبالِ الرّاسياتِ يدانِ ( 6 ) وان هذا الشعور بالقوة والسمو راجع إلى اثر الحب في تهذيب العاشق واكتمال خلقه وشخصيته فان الحب هو الينبوع والمصدر لكل الأشياء الخيرة، ولولاه ما عرف الإنسان معنى اللطف والمجاملة والتظرف. يقول (اندرياس):ان الحب يحول الرجل الفظ الغليظ إلى ظريف لين العريكة، ويزود الرجل الوضيع المنشأ بالخلق النبيل… وان المحب لقادر على البذل مستعد لإستداء المعروف لأي كان من الناس( 7 ) . وينبغي لنا ان نتأمل النموذج الشعري الذي يعمد الشاعر إلى صياغته فترى ان الأغراض التي عرض لها الشعراء الجاهليون، لم تكن في كثير من الاحيان مقصودا إليها قصدا، ولا متعمدا تعمدا، بل كانت روح الحب وعواطف الهوى هي التي يبتغيها ،وهي التي تكمن ورائها، وكانت هذه الأغراض تتصل بالغزل بهذا السبب او ذاك، فمثلا التغني بالشجاعة والإقدام الذي انشده عنترة في معلقته، لم يكن بعيدا عن روح الغزل بل كان منه منبعه ومصدره فذلك مهره للمرأة الحبيبة عبلة ( 8 ) . فهو القائل: هلاَّ سَألتِ الخيلَ يابنةَ مالكِ أن كنتِ جاهلةً بما لم تعلمـــي إذ لا أزالُ على رحالةِ سابحٍ نهدِ تعاورهُ الكُمأةُ مُكلَّـــــمِ … يُخبركِ من شهدَ الوقائعَ أنَّني أغشى الوغى وأعفُّ عند المغنمِ ( 9 ) . ففي هذا الفخر لم ينس الشعراء فخرهم بأنفسهم أمام محبوباتهم فتغنوا بسجاياهم الكريمة وصفاتهم المحمودة في حدود المفهوم الاجتماعي والخلقي الذي تعارف عليه المجتمع الجاهلي(10 ) . فعنترة لا ينسى فخره بفروسيته المادية التي تتمثل في شجاعته الحربية وفروسيته المعنوية الخلقية ......
#الإقدام
#والتحدي
#الحب
#الجاهلي
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=681495
#الحوار_المتمدن
#سعد_سوسه ان الناظر في الشعر الجاهلي يجد فيه الكثير من الصفات والخصال التي يحبذها المجتمع ويتمنى وجودها في الرجل وهي ان يكون شجاعا مقداما متحديا لا يخاف المصاعب متجاوزا لكل ما يعيق طريقه وهذه الشجاعة لا تقتصر على الرجل الفارس بل على الرجل العاشق وغير العاشق أيضا، لان أولئك العشاق ((رجال آمنوا بالحب، فعظموه ومجدوه واستهانوا من اجله بما يقاسي عباد الجمال، من مصاعب وأهوال. لقد طاب لهم ان يفتضحوا بالحب، وان يجعلوه نصيبهم من المجد)) ( 1 ) . فانشد عنترة: تغالتْ بي الأشواقُ حتَّى كأنمـا بَزندينِ في جوفي من الوجدِ قادحُ وقد كنتَ تخفي حبُّ سمراءَ حقبةً فبح لان منها الذي أنتَ بائـحُ وقد استطاع الإنسان ان يعبر عن عاطفة الحب بأشكال متنوعة كأن الشعر والبطولة والحرب والأسطورة والرمز صورة من صور الحب ولونا من ألوانه ( 2 ) . وقد كان للبيئة العربية أثرها في بلورة هذه العاطفة وساعدت على تكوين أخلاق وتقاليد جديدة سرت في روح العربي وتمكنت من نفسه.. وهي صفات الفروسية التي آثارها في عاطفته وحبه فهو يحب ان يظهر أمام حبيبته بمظهر القوي الذي يحميها ويخاطر في سبيلها( 3 ) . قال امرؤ القيس: جَزِعتُ ولم أجزعْ من البينِ مَجزَعا وعزَّيتُ قلباً بالكـواعبِ مُولعا وأصبحتُ ودّعتُ الصِّبا غير إننَّـي أراقبُ خلاَّتٍ من العيشِ أربعا …. إذا أخذتها هزَّةُ الرَّوعِ أمسكتْ بمنكبِ مقدامٍ على الهولِ أروعا ( 4 ) . فهو غير مبال بالموت اذا حل به ما دام مملوء قلبه بحب حبيبته.ويبدو ان الشاعر العاشق قد جعل (( من الحب ملحمة يتغنى فيها بحسن بلائه وعظيم جهاده، ويفنن فيها في جلاء مظاهر بطولته تجاه ما يعاني من صنوف العذاب وصار بذلك بطلا لملحمة من نوع جديد)) ( 5 ) . قال عروة بن حزام: تحمّلتُ من عفراءَ ما ليس لي به ولا للجبالِ الرّاسياتِ يدانِ ( 6 ) وان هذا الشعور بالقوة والسمو راجع إلى اثر الحب في تهذيب العاشق واكتمال خلقه وشخصيته فان الحب هو الينبوع والمصدر لكل الأشياء الخيرة، ولولاه ما عرف الإنسان معنى اللطف والمجاملة والتظرف. يقول (اندرياس):ان الحب يحول الرجل الفظ الغليظ إلى ظريف لين العريكة، ويزود الرجل الوضيع المنشأ بالخلق النبيل… وان المحب لقادر على البذل مستعد لإستداء المعروف لأي كان من الناس( 7 ) . وينبغي لنا ان نتأمل النموذج الشعري الذي يعمد الشاعر إلى صياغته فترى ان الأغراض التي عرض لها الشعراء الجاهليون، لم تكن في كثير من الاحيان مقصودا إليها قصدا، ولا متعمدا تعمدا، بل كانت روح الحب وعواطف الهوى هي التي يبتغيها ،وهي التي تكمن ورائها، وكانت هذه الأغراض تتصل بالغزل بهذا السبب او ذاك، فمثلا التغني بالشجاعة والإقدام الذي انشده عنترة في معلقته، لم يكن بعيدا عن روح الغزل بل كان منه منبعه ومصدره فذلك مهره للمرأة الحبيبة عبلة ( 8 ) . فهو القائل: هلاَّ سَألتِ الخيلَ يابنةَ مالكِ أن كنتِ جاهلةً بما لم تعلمـــي إذ لا أزالُ على رحالةِ سابحٍ نهدِ تعاورهُ الكُمأةُ مُكلَّـــــمِ … يُخبركِ من شهدَ الوقائعَ أنَّني أغشى الوغى وأعفُّ عند المغنمِ ( 9 ) . ففي هذا الفخر لم ينس الشعراء فخرهم بأنفسهم أمام محبوباتهم فتغنوا بسجاياهم الكريمة وصفاتهم المحمودة في حدود المفهوم الاجتماعي والخلقي الذي تعارف عليه المجتمع الجاهلي(10 ) . فعنترة لا ينسى فخره بفروسيته المادية التي تتمثل في شجاعته الحربية وفروسيته المعنوية الخلقية ......
#الإقدام
#والتحدي
#الحب
#الجاهلي
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=681495
الحوار المتمدن
سعد سوسه - الإقدام والتحدي في شعر الحب الجاهلي