الحوار المتمدن
3.18K subscribers
12 photos
94.8K links
الموقع الرسمي لمؤسسة الحوار المتمدن في التلغرام
Download Telegram
حسن الشرع : أفكار نايلون
#الحوار_المتمدن
#حسن_الشرع لا أعلم ما السر الذي جعل العراقيين يتفاعلون مع اغنية سبعينية خفيفة تتحدث كلماتها عن العروس النايلون في وقت كان فيه كل شيء جادا بما في ذلك الكوميديا، لقد كان شعار تلك المرحلة المطروح هو (كل شيء من أجل المعركة) قبل ان يتحول إلى(للقلم والبندقية فوهة واحدة) ..وعندما تستمع الى مذيع اذاعة الجمهورية العربية المتحدة او اذاعة صوت العرب من القاهرة وهو يقدم لحفل ام كلثوم الشهري فغالبا ما كان يشير دون أدنى شك او احساس الى الحفل البهيج بنكهة دم العرس والوحدة العربية من المحيط الهادر إلى الخليج الثائر مستذكرا المناسبات الوطنية القومية التقدمية كلها وبنغمة الحجاز الاصيلة ومقام الصبا الشجي ، و طبعا هذا الشعار سرعان ما تغيراذ تم تحويره بسخرية جريئة إلى (كل شيئا من أجل المعركة) حتى وان كان شطيرة طعمية مصرية او لفة فلافل عراقية او وجبة كسكسي مغاربية ففي كل الأحوال مازالت عناصر الموضوع تتارجح بين العرس والمعركة والنايلون!لكن الأحداث اللاحقة أظهرت ان النايلون صنعة لا يقوى عليها الصغار حتى وان كانت لهم عرائس نايلون كاربونية او رومية او صقالبية اواندلسية بصفة ملك اليمين وانوله أهمية تجعل منه قرينا للعرس في اغنية إددلع يا عريس وعروستك نايلون رغم الاشارات الخفية التي أضافت للأغنية نكهة قد تكون ساعدت في انتشارها الواسع في وسائل الإعلام المسموعة والمرئية ..على خلاف التاريخ غير العريق للنايلون و الباغة والتي هي نوع من انواع اللدائن الرخيصة والتي شاع استعمالها كبدائل لمواد خام متنوعة في صناعة الزهور ولعب الأطفال والأواني المنزلية والمستلزمات والاجهزة الكهربائية مثل كابينات أجهزة الراديو والتليفزيون والتي كانت اساسا تصنع من الخشب ،فضلا عن واجهات الساعات السوداء وربما البيضاء من ذوات العقارب في الزمن الجميل التي كانت تصنع من الزجاج الشفاف قبل ان يتحول الكثير منها إلى الباغة الاشتراكيةوالواقع ان من كان يرغب في شراء جهاز راديو غالبا ما ينصح بأن لا يشتري راديو( باغة)، اما أكياس التسوق فكانت ورقية بأحجام تناسب حجم ووزن البضاعة ،لكن لونها كان على الاعم بنيا اسمرا يتماشى مع الاغاني التي لحنت عزاءا لعوانس التاريخ النايلوني والحق اني مازلت أجهل سبب اختياره ان كان هناك اختيار اصلا! والحال ذاته في تغليف المنتجات وتعبئتها ونقلها فكان يتم بالكرتون الورقي وبنفس اللون الابانوسي الايبوني تضامنا مع حركات التحرر الأفريقية ووفاء لذكرى بياتريس لومومبا وقاتله مويس جومبي في الأغلب.وفي فترة زمنية قصيرة تغير كل شيء فها هي أكياس النايلون تحمل في أيادي الناس ومن النادر ان تشاهد شخصا مارا لا يحمل كيس نايلون ،لكن الفرق واضح جدا . فلا عروس نايلون في حين ان الناس سئموا كثيرا من معارك النايلون التي خاضوها للدفاع عن مناسبات النايلون وعرائس النايلون من مخدرات الحرية ومن منجزات الاشتراكية ومن بركات الوحدة. على اختلاف في ترتيبها اللفظي او الايديولوجي...فقد ادركوا ان افضل ما بإمكان المرء فعله هو أن ياكل شيئا من أجل المعركة حتى وان قدم له باناء باغة مغلف بكيس نايلون لقد اصبح للقلم والبندقية فوهة واحدة أما عروس النايلون فلم تكن الا حلم فرعوني مغلف بقدسية باهتة نالت منها اخر عنزة فرت من أرض المعركة!ألم فظيع.. وأكاد اسمع من هنا ومن هناك .. صوت المذيع متخشبا شاءوا له ان لا يحس بما يذيع.. فرض الحصار عليكم لا تجزعوا ..والجنة منتجعات قطيعالمجد لروحك يا بلند لقد أخطأت الحساب ..عشرون الف مكسرات يجمعها كيس نايلون متهرىء ومتخشب كما هو صوت المذيع..يناديكم بأن تشبعوا بطون اولادكم واحفادكم ......
#أفكار
#نايلون

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=768967