الحوار المتمدن
3.18K subscribers
12 photos
94.8K links
الموقع الرسمي لمؤسسة الحوار المتمدن في التلغرام
Download Telegram
زياد النجار : تحيا جمهورية الزعارب
#الحوار_المتمدن
#زياد_النجار لا أعتقد أن أحداً من جيل السبيعينات في قريتي لا يذكر الشيخ "زعرب"، أو لم يذهب إلي كُتابه، التي لم يكن يوجد غيرها في البلدة في الاساس، كنا نحفظ عنده القرآن الكريم، نذهب من الصباح في الثامنة، فنجلس معه ساعةً نردد ورائه ما يتلوه علينا من آيات، وهو ممسكاً بيده سوطٍ صغير، كان يجلد به كل من يزعجه، أو من لم يحفظ الورد الذي كان يُلزمنا به، أو من يفتح فمه أثناء تلاوته، حتي كنا نشعر عندما يجلد أحداً أنه يجلد كافراً شتت جمع الأمة الإسلامية، أو يُقيم عليه حد الزني!!.كنا نذهب في مجموعات، أي أن كل من يعرف بعضه، يُكوّن مجموعةً ويتفقوا علي الذهاب معاً، ولمّا نذهب ننتظر حتي يأتي البقية، وتكتمل المجموعة، ولما تكتمل، لا يجرؤ أحدنا علي التنهد بصوتٍ عالي؛ حتي لا يتذوق سوطه اللعين!.حتي إنني أذكر في مرة، لمّا وصلت مع مجموعتي المكونة من ثلاثة طلبة آخرين، ولم تكن المجموعة أكتملت بعد، جلسنا في أماكننا، وبدانا نتسامر قليلاً بصوتٍ منخفض، فسوطه لا يُمثل خطراً علينا، طالما لم تكتمل المجموعة بعد، حتي جذبنا الحديث إلي التكلم حول فيلم "الكرنك" الذي عمل ضجةً كبيرة وقتها، وما كدنا نُكمل حديثنا، حتي وجدناه هب واقفاً في وعلي وجهه علامات الغضب والاستفزاز:-ماذا؟!، أتشاهد التلفاز؟!!، آه يا كافر يا زنديق!!.وأنا أنظر له فاغراً فاهي، لا أفهم شيئاً!، حتي وجدت سوطه اللعين يهل علي جسدي، لأتذوق بعدها سوء اللسع حرفياً!!، فهب رفاقي من جانبي بسرعة البرق، وتراجعوا للخلف، وظلوا ينظرون لي في ثبات، وأنا أبكي وأمزج البكاء بالصراخ، لم يُحرك لهم جفن، كانوا يتفرجون عليّ بثبات كبير، ما ثبتوه لو كانوا يُشاهدون أمرأةً في وضعٍ مخل!!!.باعوني أولاد الكلب!. ولما سئله أحد الصبية السؤال الشهير الذي يدور في رأس أي طفل في مثل عمره: من خلق الله؟!، فوقف في سرعةٍ، وزجره زجرةً عنيفة:-كيف تجرؤ؟!، أنت مرتد لعين!!!.وبدأ يجلده حتي صاح الفتي باكياً، وظل يعتذر ويتذلل حتي يكف عن ضربه، ولكنه ألقي بالسوط، ثم أحضر العصا التي تُدعي عندنا "خرزانة"، وكان يضعها بجانبه، ولا يستعملها إلا في حالات استثائية، فقام الفتي وتراجه عدة خطوات للوراء مرتعباً، ودموعه علي وجنتيه، فطالته ضربات العصا العنيفة، حتي جذبه الشيخ، وأطرحه أرضاً، ثم خلع له جزمتيه، وأمسك قدميه بإحكام، وأخذ يضرب عليهما باليد الأُخري، حتي أدماهما!.ولكن دعك مني، لنعد لحكاية الشيخ الجليل "زعرب"!.سمعت في إحدي خطبات الجمعة في جامع البلدة الكبير، لا أذكر اليوم تحديداً، ولكني سمعت فتوةً من الشيخ "زعرب" علقت بذهني منذ حينها، كانت الفتوي تعقيباً علي غلاء الأسعار، قال فيها: ((أن الحكومة قد غلّت الأسعار كنوعٍ من العقاب للمواطنين، لأنهم لا يُحسنون التصرف تجاه حكومة بلادهم، ومن يغضب تجاه الحكومة بسبب الغلاء خارج عن الملة))!!!!!!!(لو ظللت أُضيف علامات التعجب هنا إلي ما لا نهاية لن أستطيع التعبير عن مدي تعجبي).ولمّا تمت إقامة الصلاة، ومر الوقت، إلي أن انتهت الصلاة، وجاء وقت الخروج، خرج الشيخ بالتهليلات، والتكبيرات، وأُناسٌ من هنا وهناك يقبلون يديه ورأسه، كأنه أعاد فتح القسطنطينية، أو بلاد الفرس!!.ولمّا أُشتكي له مرةً من أن الضرائب باهظة، والعيشة كرب، والمال الذي ندفعه لا يعود علينا بفائدة، أفتي بعظمته المعتادة: ((والله إن المال الذي دفعتموه لفي صالحكم، وصالح أبنائكم، وتم عمل الكثير به لكم، ولكن غُشيت إبصاركم؛ لضعف إيمانكم))!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!.وأذكر أيضاً أنه جاءت أشهراً شُكي له فيها من الأداء الضعيف للحكومة بشكلٍ غير مسبوق في ......
#تحيا
#جمهورية
#الزعارب

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=698343