عرين هواري : العدالة لفلسطين كتحرر من ثنائيّة الوطني والنسويّ
#الحوار_المتمدن
#عرين_هواري لن يكون من الصعب علينا فهم التصعيد في حالات العنف الممارس ضد النساء في السنتين الأخيرتين في المناطق المختلفة من فلسطين التاريخية، إذ تدرك الناشطات في الحقل والباحثات فيه، أنه إلى جانب البعد القمعي والعنيف لإسرائيل، وتفاعله مع القمع الذكوري فإن تصاعد مظاهر العنف المجتمعي والجريمة يلقيان بظلالهما على العنف الجندري بشكل خاص، مما يعني أن المشكلة تتخطىّ العداء الإسرائيلي لوجودنا لتنتقل صورة العدو إلى الصفوف الداخلية لمجتمعنا، وفي اللحظة التي يتحول فيها المجتمع إلى عدو نفسه، ويفقد فيها الفرد أمانه الذاتي وكينونته الجمعية، لا المعبر عنها في سيادة وطنية فقط، بل والمعبر عنها في مشروع وطني جامع وواضح، يصبح العنف هو أحد التعبيرات الأقوى عن ضائقة هذا المجتمع وفقدانه للأمل.من مواجهة العنيف إلى مواجهة العنفولا ننسى في هذا السياق إسقاطات وباء كورونا التي تكشف عن جميع مواقع الهشاشة الاقتصادية لمجتمعنا، والأهم عن انعدام آليات التنظيم والسيادة الداخلية فيه. في ظل حالات الضعف وحتى الضياع المجتمعي هذه تكون الحلقة الأضعف فيه هي المعبر الأشد وضوحا عنها. ليس صدفة إذا أن تعاني الشرائح الأكثر هشاشة من تشابك مباني القهر، حيث لا تنحصر مقاومة النساء بمقاومة العنيف، بل بمقاومة العنف كمبنى كامل ومتين، ومحصن بالعادات والمنظومات التاريخية الثقافية منها والدينية. مواجهة الزوج أو الأب أو القريب الذي يدّعي الوصاية، وحدها لا تكفي، ما هو مطلوب هو مواجهة ما يمثله هذا القريب من سلطة مجتمعية يستقوي بها وتحميه، بل تحول عنفه إلى قيمة مجتمعية وإلى ما تبقى من سلطة المجتمع على ذاته، فتخرج القضية من قضية عنف فرد ضد فرد لتتحول إلى عنف المرأة نفسها ضد المجتمع وأسسه الرمزية؛ "تفكك العائلة" أو " تتخلى عن أبنائها" أو "تستهتر بالتقاليد والثقافة"، أو "تخرج عن الطاعة". تسحق تلك المنظومات المجتمعية الكيانية الفردية للمرأة، فهي ليست كيانا له هويات ومكانات وأدوار مختلفة تختارها المرأة بحرية جزءً من ممارسة كينونتها، مثل الزواج أو الأمومة أو حتى العزوبية أو الطلاق، بل هي تختزَل في زوجة أو أم ولا تُرى إلا من خلالهما. وكل خروج عن هذا الشكل الاجتماعي المحكَم، كأن تختار أو حتى تضطر للطلاق أو العزوبية، هو بداية لتفعيل منظومة مجتمعية عقابية كاملة عليها. هن لسن فرداوات داخل مجتمعهن، وهن لسن "مواطنات" أمام النظام الاستعماري الذي يحكمهن، وهنا يبرز التواطؤ بين أدوات هذا النظام وبين آليات أدوات الوصاية الاجتماعية، فالشرطة التي تتعاون مع عصابات الجريمة وتزودها بغطاء كامل من حرية العمل والإفلات من العقاب، هي نفسها الشرطة التي تتعاون مع عائلات الضحايا النساء وتمنح قاتليهن حرية العمل ومن ثم الإفلات من العقاب.مُحركات المواجهةوكناشطة نسوية وسياسية أعتقد أن الفاعليّة الذاتية للمرأة، وللمقموع بشكل عام، أهم جوانب النضال وأهم محركات المواجهة، فسؤال الظلم والغبن والمحو والسيطرة هو أولاً: سؤال مواجهة كل ذلك. لا نقلل من أهمية تحليل أدوات القمع ومباني القوة، لكن الحياة في النهاية هي ممارستها أكثر بكثير مما هي موقف فكري. فماذا تقول المرأة في الموضوع؟حركات الاحتجاج والمقاومة النسائية في فلسطينتعي الناشطات النسويات العروة الوثقى بين انعدام الأمل السياسي وبين سيكولوجية القهر والعنف الداخلي في المجتمع، والتي تُمارَس أكثر ما تُمارَس على المجموعات المستضعَفة، الرجال على النساء والأبناء. تعزز حالة الضياع والضعف السياسي العنف الداخلي في المجتمع، والعكس صحيح أيضا، إذ يعزز العمل النضالي والثوري المقاوِم التضامن المج ......
#العدالة
#لفلسطين
#كتحرر
#ثنائيّة
#الوطني
#والنسويّ
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=742068
#الحوار_المتمدن
#عرين_هواري لن يكون من الصعب علينا فهم التصعيد في حالات العنف الممارس ضد النساء في السنتين الأخيرتين في المناطق المختلفة من فلسطين التاريخية، إذ تدرك الناشطات في الحقل والباحثات فيه، أنه إلى جانب البعد القمعي والعنيف لإسرائيل، وتفاعله مع القمع الذكوري فإن تصاعد مظاهر العنف المجتمعي والجريمة يلقيان بظلالهما على العنف الجندري بشكل خاص، مما يعني أن المشكلة تتخطىّ العداء الإسرائيلي لوجودنا لتنتقل صورة العدو إلى الصفوف الداخلية لمجتمعنا، وفي اللحظة التي يتحول فيها المجتمع إلى عدو نفسه، ويفقد فيها الفرد أمانه الذاتي وكينونته الجمعية، لا المعبر عنها في سيادة وطنية فقط، بل والمعبر عنها في مشروع وطني جامع وواضح، يصبح العنف هو أحد التعبيرات الأقوى عن ضائقة هذا المجتمع وفقدانه للأمل.من مواجهة العنيف إلى مواجهة العنفولا ننسى في هذا السياق إسقاطات وباء كورونا التي تكشف عن جميع مواقع الهشاشة الاقتصادية لمجتمعنا، والأهم عن انعدام آليات التنظيم والسيادة الداخلية فيه. في ظل حالات الضعف وحتى الضياع المجتمعي هذه تكون الحلقة الأضعف فيه هي المعبر الأشد وضوحا عنها. ليس صدفة إذا أن تعاني الشرائح الأكثر هشاشة من تشابك مباني القهر، حيث لا تنحصر مقاومة النساء بمقاومة العنيف، بل بمقاومة العنف كمبنى كامل ومتين، ومحصن بالعادات والمنظومات التاريخية الثقافية منها والدينية. مواجهة الزوج أو الأب أو القريب الذي يدّعي الوصاية، وحدها لا تكفي، ما هو مطلوب هو مواجهة ما يمثله هذا القريب من سلطة مجتمعية يستقوي بها وتحميه، بل تحول عنفه إلى قيمة مجتمعية وإلى ما تبقى من سلطة المجتمع على ذاته، فتخرج القضية من قضية عنف فرد ضد فرد لتتحول إلى عنف المرأة نفسها ضد المجتمع وأسسه الرمزية؛ "تفكك العائلة" أو " تتخلى عن أبنائها" أو "تستهتر بالتقاليد والثقافة"، أو "تخرج عن الطاعة". تسحق تلك المنظومات المجتمعية الكيانية الفردية للمرأة، فهي ليست كيانا له هويات ومكانات وأدوار مختلفة تختارها المرأة بحرية جزءً من ممارسة كينونتها، مثل الزواج أو الأمومة أو حتى العزوبية أو الطلاق، بل هي تختزَل في زوجة أو أم ولا تُرى إلا من خلالهما. وكل خروج عن هذا الشكل الاجتماعي المحكَم، كأن تختار أو حتى تضطر للطلاق أو العزوبية، هو بداية لتفعيل منظومة مجتمعية عقابية كاملة عليها. هن لسن فرداوات داخل مجتمعهن، وهن لسن "مواطنات" أمام النظام الاستعماري الذي يحكمهن، وهنا يبرز التواطؤ بين أدوات هذا النظام وبين آليات أدوات الوصاية الاجتماعية، فالشرطة التي تتعاون مع عصابات الجريمة وتزودها بغطاء كامل من حرية العمل والإفلات من العقاب، هي نفسها الشرطة التي تتعاون مع عائلات الضحايا النساء وتمنح قاتليهن حرية العمل ومن ثم الإفلات من العقاب.مُحركات المواجهةوكناشطة نسوية وسياسية أعتقد أن الفاعليّة الذاتية للمرأة، وللمقموع بشكل عام، أهم جوانب النضال وأهم محركات المواجهة، فسؤال الظلم والغبن والمحو والسيطرة هو أولاً: سؤال مواجهة كل ذلك. لا نقلل من أهمية تحليل أدوات القمع ومباني القوة، لكن الحياة في النهاية هي ممارستها أكثر بكثير مما هي موقف فكري. فماذا تقول المرأة في الموضوع؟حركات الاحتجاج والمقاومة النسائية في فلسطينتعي الناشطات النسويات العروة الوثقى بين انعدام الأمل السياسي وبين سيكولوجية القهر والعنف الداخلي في المجتمع، والتي تُمارَس أكثر ما تُمارَس على المجموعات المستضعَفة، الرجال على النساء والأبناء. تعزز حالة الضياع والضعف السياسي العنف الداخلي في المجتمع، والعكس صحيح أيضا، إذ يعزز العمل النضالي والثوري المقاوِم التضامن المج ......
#العدالة
#لفلسطين
#كتحرر
#ثنائيّة
#الوطني
#والنسويّ
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=742068
الحوار المتمدن
عرين هواري - العدالة لفلسطين كتحرر من ثنائيّة الوطني والنسويّ