سامي عبد العال : ذكورية الموت .. من القاتل؟ 6
#الحوار_المتمدن
#سامي_عبد_العال " كما كانت المرأةُ البدويةُ تخض اللبنَ قديماً، كذلك تخض الثقافةُ أفكارنا إلى أقصى مدى " ظهرت في الأجواء الاجتماعية المصرية ألوانٌ من المواقف إزاء حكم المحكمة بإعدام الطالب القاتل لزميلته ( نيرة أشرف ) جراء جريمته الشنعاء. فهناك من رحبَ بالحكم وبما انتهت إليه المرافعات، وهناك من ناقشَ الحكم آملاً بالجديد في جولة الاستئناف والنقض، وهناك منْ واصل الجدال إزاء أصل المسألة وفصلها. وليس هذا فقط، بل أخذَ ( اللونُ الواحدُ ) يتحللُّ إلى ( ألوان فرعيةٍ ) حول الضحية والجاني وحول أهل الاثنين معاً. باتَ الجميعُ مادةً دسمةً للتعليقات والأقاويل، وأخيراً غدت القضية ( حلبةَ صراعٍ ) بين أقطاب المحاماة في القُطر المصري الميمون. ومازال مسرح الجريمة يشهد ( حلقات متتابعةً ) من السيناريوهات المبنية على تكلمة المجتمع لحراك فكري وجدلي آخر. وهذا هو أحد الأسباب وراء مواصلة مناقشة الموضوع والبحث عن جذوره وتداعياته الثقافية. وحتى لا يمل القارئُ من طرح الموضوع، يمكننا لفت الأنظار الآن إلى وجوه التحول في ( صورة القضية وأطرافها ) عبر مخيلة الناس، مما سيكشف ( منطق الجريمة والعقاب ). الأمر الذي سيعطينا مدخلاً لتقديم تحليل مختلف لأصداء الحكم بالاعدام على الجاني داخل المجتمع، ولماذا حكمت هيئة القضاء بهذا الحكم؟ وهل يمكن التمييز بين( العاطفة والعقل) في تلك الجريمة أم أن ذلك أمر عارض؟ في البداية كانت صورةُ الجريمة ( صراعاً عاطفياً )- وإنْ لم تُسمَ كذلك- بين شاب وفتاة هي زميلته بالجامعة ضمن نطاقٍ محدُود من المشاعر. ثم مع رفض الطالبة لتلك العلاقة، انقلب الصراعُ العاطفي إلى ( صراع ملاحقة ) على صفحات التواصل الاجتماعي من طرفٍ( الشاب ). وفجأة أمست العلاقة ( صراعاً دموياً ) عندما توعد الجاني محبوبته بالقتل ونفذ وعيده. وتباعاً- بعد عملية القتل- كونت الجريمة ( صراعاً زمانياً ومكانياً ) بين الناس في المساحة الجغرافية المعروفة التي وقعت فيها. وهكذا بدأ مسرح الجريمة يتسع تدريجياً ليغدو ( مسرحاً إعلامياً ) كبيراً عندما تناول الإعلام أخبار وصور ووثائق الجريمة والكلام الذي قيل حولها. ثم أصبحت الجريمة ( صراعاً اجتماعياً ثقافياً ) بين المرأة والرجل على نطاق اجتماعي أكبر. ولم يقف الأمر عند هذا الحد فقط، بل سرعان ما تحول الصراع إلى (صراع ومغالبة ومزاحمة ) بين مؤيدي علاقات الجنسين ورافضي تلك العلاقات مستعملين ( كليهما ) جميع موارد الدين والعادات والتقاليد. وعلى طول المدى، تحول الصراع إلى ( صراع ممارسات قضائية حقوقية ) و( ممارسات ثقافية ) بين صور الجريمة في المحكمة الجنائية وصورها لدى الوعي العام. وأخيراً وليس آخراً تحول الصراع إلى ( صراع قانون ومحاماة ) كفعل ورد فعل بين أقطاب المحاماة المشهورين. فهناك من نذرَ نفسه من هؤلاء المحامين العاشقين للظهور أمام الرأي العام لأجل الدفاع عن القاتل ( الطرف المُثبت قانونياً أنه فعل ذلك!! )، ومنهم من نذر نفسه دفاعاً عن الضحية ( الطرف المثبت قانونياً أنه الضحية ). ولكن إذا كانت الجريمة موثقةً ومعروفةً ومقررةً، فما الجديد إذن، ما لم تكن هناك (مشكلة ثقافية) بالأساس؟! عادةً الثقافة المصرية تقول إنَّ الجرائم لا تنتهي هكذا بسهولةٍ تامةٍ. على سبيل المثال هناك جرائم ( ريا وسكينة ) الشهيرة التي صُنعت منها أفلامٌ ومسرحيات وقصص وحكايا كثيرة حتى اللحظة، وما زال يطلق نموجا ريا وسكينه على بعض عمليات القتل المتكررة حتى اللحظة. وهناك جرائم ( أدهم الشرقاوي )، هذا الشخص المجهول الذي كان وغداً وقاطعَ طر ......
#ذكورية
#الموت
#القاتل؟
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=761683
#الحوار_المتمدن
#سامي_عبد_العال " كما كانت المرأةُ البدويةُ تخض اللبنَ قديماً، كذلك تخض الثقافةُ أفكارنا إلى أقصى مدى " ظهرت في الأجواء الاجتماعية المصرية ألوانٌ من المواقف إزاء حكم المحكمة بإعدام الطالب القاتل لزميلته ( نيرة أشرف ) جراء جريمته الشنعاء. فهناك من رحبَ بالحكم وبما انتهت إليه المرافعات، وهناك من ناقشَ الحكم آملاً بالجديد في جولة الاستئناف والنقض، وهناك منْ واصل الجدال إزاء أصل المسألة وفصلها. وليس هذا فقط، بل أخذَ ( اللونُ الواحدُ ) يتحللُّ إلى ( ألوان فرعيةٍ ) حول الضحية والجاني وحول أهل الاثنين معاً. باتَ الجميعُ مادةً دسمةً للتعليقات والأقاويل، وأخيراً غدت القضية ( حلبةَ صراعٍ ) بين أقطاب المحاماة في القُطر المصري الميمون. ومازال مسرح الجريمة يشهد ( حلقات متتابعةً ) من السيناريوهات المبنية على تكلمة المجتمع لحراك فكري وجدلي آخر. وهذا هو أحد الأسباب وراء مواصلة مناقشة الموضوع والبحث عن جذوره وتداعياته الثقافية. وحتى لا يمل القارئُ من طرح الموضوع، يمكننا لفت الأنظار الآن إلى وجوه التحول في ( صورة القضية وأطرافها ) عبر مخيلة الناس، مما سيكشف ( منطق الجريمة والعقاب ). الأمر الذي سيعطينا مدخلاً لتقديم تحليل مختلف لأصداء الحكم بالاعدام على الجاني داخل المجتمع، ولماذا حكمت هيئة القضاء بهذا الحكم؟ وهل يمكن التمييز بين( العاطفة والعقل) في تلك الجريمة أم أن ذلك أمر عارض؟ في البداية كانت صورةُ الجريمة ( صراعاً عاطفياً )- وإنْ لم تُسمَ كذلك- بين شاب وفتاة هي زميلته بالجامعة ضمن نطاقٍ محدُود من المشاعر. ثم مع رفض الطالبة لتلك العلاقة، انقلب الصراعُ العاطفي إلى ( صراع ملاحقة ) على صفحات التواصل الاجتماعي من طرفٍ( الشاب ). وفجأة أمست العلاقة ( صراعاً دموياً ) عندما توعد الجاني محبوبته بالقتل ونفذ وعيده. وتباعاً- بعد عملية القتل- كونت الجريمة ( صراعاً زمانياً ومكانياً ) بين الناس في المساحة الجغرافية المعروفة التي وقعت فيها. وهكذا بدأ مسرح الجريمة يتسع تدريجياً ليغدو ( مسرحاً إعلامياً ) كبيراً عندما تناول الإعلام أخبار وصور ووثائق الجريمة والكلام الذي قيل حولها. ثم أصبحت الجريمة ( صراعاً اجتماعياً ثقافياً ) بين المرأة والرجل على نطاق اجتماعي أكبر. ولم يقف الأمر عند هذا الحد فقط، بل سرعان ما تحول الصراع إلى (صراع ومغالبة ومزاحمة ) بين مؤيدي علاقات الجنسين ورافضي تلك العلاقات مستعملين ( كليهما ) جميع موارد الدين والعادات والتقاليد. وعلى طول المدى، تحول الصراع إلى ( صراع ممارسات قضائية حقوقية ) و( ممارسات ثقافية ) بين صور الجريمة في المحكمة الجنائية وصورها لدى الوعي العام. وأخيراً وليس آخراً تحول الصراع إلى ( صراع قانون ومحاماة ) كفعل ورد فعل بين أقطاب المحاماة المشهورين. فهناك من نذرَ نفسه من هؤلاء المحامين العاشقين للظهور أمام الرأي العام لأجل الدفاع عن القاتل ( الطرف المُثبت قانونياً أنه فعل ذلك!! )، ومنهم من نذر نفسه دفاعاً عن الضحية ( الطرف المثبت قانونياً أنه الضحية ). ولكن إذا كانت الجريمة موثقةً ومعروفةً ومقررةً، فما الجديد إذن، ما لم تكن هناك (مشكلة ثقافية) بالأساس؟! عادةً الثقافة المصرية تقول إنَّ الجرائم لا تنتهي هكذا بسهولةٍ تامةٍ. على سبيل المثال هناك جرائم ( ريا وسكينة ) الشهيرة التي صُنعت منها أفلامٌ ومسرحيات وقصص وحكايا كثيرة حتى اللحظة، وما زال يطلق نموجا ريا وسكينه على بعض عمليات القتل المتكررة حتى اللحظة. وهناك جرائم ( أدهم الشرقاوي )، هذا الشخص المجهول الذي كان وغداً وقاطعَ طر ......
#ذكورية
#الموت
#القاتل؟
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=761683
الحوار المتمدن
سامي عبد العال - ذكورية الموت .. من القاتل؟ (6)
سامي عبد العال : سؤال ما بعد الفراغ
#الحوار_المتمدن
#سامي_عبد_العال من حين إلى آخر، تخرج علينا أخبارٌ صادمةٌ للأُذُن مثل قتل صديقٍ لصديقه على أتفه الأسباب، أو ضرب رجل لزوجته حتى الموت والعكس لمجرد ضائقةٍ بسيطةٍ، أو ذبح جار لجاره نتيجة عراك الأولاد ومضايقات أحدهما للآخر. وهذه أمور ربما يتم تفسيرها بأمراض العلاقات بين الأفراد مع الظروف الحياتية المتفاقمة، وبفضل الأحوال النفسية والاقتصادية داخل بعض مجتمعاتنا العربية. المهم أنَّ كلُّ ذلك يجري بطريقة شبه يوميةٍ، في حين أنَّه لم ينطقُ أحدٌ بدخول كلمة ( سياسة ) في الموضوع من قريبٍ أو بعيدٍ. وربما تنظر السياسةُ ( فيما يُعرف بالمؤسسات الرسمية ) إلي تلك الحوادث كأنَّها لم تكُّن. وأنَّها عمليات فردية ليست بينها علاقةٌ بأسبابٍ موضوعيةٍ خارج الظرف الخاص لأصحابها. هي من قبيل أعمال القضاء والقدر، كأنها حوادث تُقيد سببياً ( ضد مجهول ) هو الضحية نفسها. فهذه الحوادث كما يقول لسانُ حالّ أنظمةِ الحكم ( شقاوة شعوب وتهورها )، بينما الدولة ترعى القانون والأخلاق، وتصون العادات والتقاليد!! ولكن أنْ ينتحر بعضُ الشباب اليافع، وأنْ تتكرر حوادث الانتحار بين تلك الفئات العمرية بشكل مأساوي، فهذا أمر مخيف يدعو للاستغراب والحيرة. ولاسيما أنَّ هؤلاء في عمر الزهور، وليس هناك من ارتباطٍ أقوى بالحياة مثل ارتباط الشباب بالواقع. فأحدُّهم قد يُلقي بنفسه تحت إطارات المترو أو القطار لتخرج جثته أشلاءً وعلى هيئة مزرية. وآخر يقفز بسيارته الطائشة التي تقله من فوق كبري مرتفع .. وغيرهما يُلقي بجسده من أعلى بناية في القاهرة أو في الرباط أو في بغداد.. أو في إحدى المدن العربية ليسقط دون حراك، .. إلى أخر ذلك. وتكاد تلك الأخبار تنتشر انتشار النار في الهشيم. لدرجة أنَّ الدولة المصرية مثلاً تتبنى مبادرات احياء الأمل لدى الشباب، وتوصي المواطنين – ولاسيما فئة الشباب- بالتمسك بالحياة. ليس هذا فقط، بل حرّكت الدولة المصرية قواها الدينية الناعمة لإقناع الشباب أنَّ الانتحار ( جريمةٌ دينيةٌ ) في المقام الأول، وأنَّ الحفاظ على الحياة أمانةٌ وضعها الله بين أيدينا نحن البشر، ولا بد أنْ يقبضها خالقها لا البشر كما خلقها أول مرة، وأنه لا يصح لأي إنسان- شاباً كان أم غيره- أنْ يهدر تلك الحياة بأية صورة من الصور كما قال رجال الأزهر. ولكن السؤال المفصلي: ما علاقة الدولة بأمور بالشباب حتى ولو كان أمر الانتحار؟ ما شأن الدولة بهؤلاء وقد قرررت سلفاً تركهم وشأنهم؟ هل هناك شيء كانت تتحسب منه دولُّنا المعاصرة تخشى من انكشافه؟ كيف كانت تدير الفراغ لدى الشباب وكيف تقلص مساحته؟ بالفعل نظراً لأنَّ معالجة الدولة وقواها الناعمة لم تؤدِ أهدافها المرجوَّه للأسف، ولم تعالج أسباب الانتحار لدى الشباب، فكان يجب مناقشة الظاهرة من جوانب أخرى، وليس فقط من قبيل ظروف الشباب وسلوكياتهم في كل الأحوال. فالشاب الذي ينتحر يشعر بـ( فراغ قاتل )، وأنَّ الموت هو أقرب الوسائل السهلة للتخلص من هذا الشبح المرعب. لأنَّ الفراغ هو لحظةٌ يتجلى فيها ( تعادل ) الحياة مع الموت، حين يشعر بالعدم وهو حي. وأزعم أنَّ الوجه السياسي من هذا الشبح له الاسهام الكبير بالفعل في إنهاء حياة الشباب. فالفراغ داخل حياتنا المعاصرة خضع للتسييس، وكان ( أداة خفية ) من ضمن أدوات السلطة للتحكم في هذه الفئات الفاعلة والنشطة. ولئن كانت فئات الشباب تتمتع بالحيوية والطاقات الحركية والفكرية والجسدية الكبيرة، فكانت الدولة الحديثة هي المنوط بها استنفاد ذلك الرصيد الوافر على نحو آمن ومنتجٍ. وسواء أكانت الوسيلة لذلك هي سياسات العم ......
#سؤال
#الفراغ
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=762119
#الحوار_المتمدن
#سامي_عبد_العال من حين إلى آخر، تخرج علينا أخبارٌ صادمةٌ للأُذُن مثل قتل صديقٍ لصديقه على أتفه الأسباب، أو ضرب رجل لزوجته حتى الموت والعكس لمجرد ضائقةٍ بسيطةٍ، أو ذبح جار لجاره نتيجة عراك الأولاد ومضايقات أحدهما للآخر. وهذه أمور ربما يتم تفسيرها بأمراض العلاقات بين الأفراد مع الظروف الحياتية المتفاقمة، وبفضل الأحوال النفسية والاقتصادية داخل بعض مجتمعاتنا العربية. المهم أنَّ كلُّ ذلك يجري بطريقة شبه يوميةٍ، في حين أنَّه لم ينطقُ أحدٌ بدخول كلمة ( سياسة ) في الموضوع من قريبٍ أو بعيدٍ. وربما تنظر السياسةُ ( فيما يُعرف بالمؤسسات الرسمية ) إلي تلك الحوادث كأنَّها لم تكُّن. وأنَّها عمليات فردية ليست بينها علاقةٌ بأسبابٍ موضوعيةٍ خارج الظرف الخاص لأصحابها. هي من قبيل أعمال القضاء والقدر، كأنها حوادث تُقيد سببياً ( ضد مجهول ) هو الضحية نفسها. فهذه الحوادث كما يقول لسانُ حالّ أنظمةِ الحكم ( شقاوة شعوب وتهورها )، بينما الدولة ترعى القانون والأخلاق، وتصون العادات والتقاليد!! ولكن أنْ ينتحر بعضُ الشباب اليافع، وأنْ تتكرر حوادث الانتحار بين تلك الفئات العمرية بشكل مأساوي، فهذا أمر مخيف يدعو للاستغراب والحيرة. ولاسيما أنَّ هؤلاء في عمر الزهور، وليس هناك من ارتباطٍ أقوى بالحياة مثل ارتباط الشباب بالواقع. فأحدُّهم قد يُلقي بنفسه تحت إطارات المترو أو القطار لتخرج جثته أشلاءً وعلى هيئة مزرية. وآخر يقفز بسيارته الطائشة التي تقله من فوق كبري مرتفع .. وغيرهما يُلقي بجسده من أعلى بناية في القاهرة أو في الرباط أو في بغداد.. أو في إحدى المدن العربية ليسقط دون حراك، .. إلى أخر ذلك. وتكاد تلك الأخبار تنتشر انتشار النار في الهشيم. لدرجة أنَّ الدولة المصرية مثلاً تتبنى مبادرات احياء الأمل لدى الشباب، وتوصي المواطنين – ولاسيما فئة الشباب- بالتمسك بالحياة. ليس هذا فقط، بل حرّكت الدولة المصرية قواها الدينية الناعمة لإقناع الشباب أنَّ الانتحار ( جريمةٌ دينيةٌ ) في المقام الأول، وأنَّ الحفاظ على الحياة أمانةٌ وضعها الله بين أيدينا نحن البشر، ولا بد أنْ يقبضها خالقها لا البشر كما خلقها أول مرة، وأنه لا يصح لأي إنسان- شاباً كان أم غيره- أنْ يهدر تلك الحياة بأية صورة من الصور كما قال رجال الأزهر. ولكن السؤال المفصلي: ما علاقة الدولة بأمور بالشباب حتى ولو كان أمر الانتحار؟ ما شأن الدولة بهؤلاء وقد قرررت سلفاً تركهم وشأنهم؟ هل هناك شيء كانت تتحسب منه دولُّنا المعاصرة تخشى من انكشافه؟ كيف كانت تدير الفراغ لدى الشباب وكيف تقلص مساحته؟ بالفعل نظراً لأنَّ معالجة الدولة وقواها الناعمة لم تؤدِ أهدافها المرجوَّه للأسف، ولم تعالج أسباب الانتحار لدى الشباب، فكان يجب مناقشة الظاهرة من جوانب أخرى، وليس فقط من قبيل ظروف الشباب وسلوكياتهم في كل الأحوال. فالشاب الذي ينتحر يشعر بـ( فراغ قاتل )، وأنَّ الموت هو أقرب الوسائل السهلة للتخلص من هذا الشبح المرعب. لأنَّ الفراغ هو لحظةٌ يتجلى فيها ( تعادل ) الحياة مع الموت، حين يشعر بالعدم وهو حي. وأزعم أنَّ الوجه السياسي من هذا الشبح له الاسهام الكبير بالفعل في إنهاء حياة الشباب. فالفراغ داخل حياتنا المعاصرة خضع للتسييس، وكان ( أداة خفية ) من ضمن أدوات السلطة للتحكم في هذه الفئات الفاعلة والنشطة. ولئن كانت فئات الشباب تتمتع بالحيوية والطاقات الحركية والفكرية والجسدية الكبيرة، فكانت الدولة الحديثة هي المنوط بها استنفاد ذلك الرصيد الوافر على نحو آمن ومنتجٍ. وسواء أكانت الوسيلة لذلك هي سياسات العم ......
#سؤال
#الفراغ
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=762119
الحوار المتمدن
سامي عبد العال - سؤال ما بعد الفراغ
سامي عبد العال : سؤال ما بعد الفراغ 2
#الحوار_المتمدن
#سامي_عبد_العال " تحلُّل الجماعات الدينية المتطرفة لا يقل خطورةً عن نشأتها واستفحالها .. "" كلُّ تحلل لأي كيان جمعي هو عملية بنائية بالضرورة .."" سيشكل تحلُّل الظواهر العامة أمراضاً أخرى من جنسها العام .. " تفكُّك الجماعات الدينية المتطرفة ليس معضلةً في حد ذاته داخل مجتمعاتنا العربية، فهي جماعات تخضع لقوانين وآليات تاريخية تخص البيئات الناشئة فيها. ومن الطبيعي أنْ تخبو بعدما كانت قويةَ الوجود والتأثير، ومن الطبيعي كذلك أنْ تتراجع وتصبح كالأصداء البعيدة بعدما كانت قريبة من الحكم. علما بأن الثقافة هي ( الوريث الشرعي ) لهيكلها العظمي الأيديولوجي حتى النهاية. وبالأخير قد تبقى الجماعات مجرد أعراض لحقب زمنيةٍ شهدت أحداثاً وأفكاراً، ولم نعٍ وجودها إلاَّ عندما تنهار وتأخذ طريقها إلى الغياب. إن تحلُّل الكيانات السياسية الإجتماعية قضية تاريخية مثل ( تحلُّل الجيف ) بعوامل الطبيعة والحياة. فالتحلل في الحالين يحدث وفقاً لأساليب بنائية زمنية وتعيد تدوير المفاهيم والأفكار والكيانات الناتجة عنها بمقدار ما تأخذ من أحداث وأزمنة. ونظراً لكونها جماعات قد استهدفت السلطةَ بطريقة برجماتية مباشرة، فإنها فقدت أصالة ( الفكرة والمعنى ) وباتَ وجودُها ضد مصالح الناس وتطور المجتمعات، ولذلك يكون الواقع كفيلاً بدحرها مثل أية كائنات عملاقة قابلة للإنقراض. لكن المعضلة ( كل المعضلة ) أنَّ يكشف تحللٌّ كهذا الجوانب الأخرى من مجتمعاتنا العربية، يعريها تماماً ويضع المساحة الفارغة التي تركتها وراءها قيد السؤال الإجتماعي السياسي. ذلك بالضبط مثل بعض الأمراض التي قد لا تقتل الجسم مباشرةً، وربما يتغلب عليها في النهاية، غير أنَّها تُوضِّح مكان العطب المدمر في أنسجته الحية، وكيف خضع لتلك الحالة المرضية؟ ولماذا تُوجد ثمة تهديدات كان بإمكانها أنْ تودي بحياة الإنسان؟مجرد نُشوء الجماعات الدينية المتطرفة بهذا الشكل المُرعب كان علامةَ استفهام حول الفراغات التي توجد في عقل المجتمعات، وفي جسد الثقافة العربية إلى هذا الحد الذي نطلق عليه فوضى. كان يجب على المجتمعات العربية ( لا الدول فقط ) أنْ تفسر هذا النشوء والتكوين والتطور والمآل. لأنَّ حقب ( المد التنظيمي ) لتلك الجماعات منذ ( ستينات وسبعينات ) القرن العشرين هي حقب ضعف دور الدولة العربية الحضاري. كانت الدولة العربية مهمومة فقط بإكمال أدوار التحرر الوطني والمشروعات الاجتماعية وترسيخ أقدامها سياسياً كما حدثَ في مصر مع حقبتي جمال عبد الناصر وأنور السادات. وهي حقب ( الشخصنة الوطنية ) على الأصالة التي استمرت حتى اللحظة. عملية التحرر الوطنى من الاستعمار لم تتم هكذا مرة واحدةً، فقد جرى إجلاء أغلب قوات الاستعمار عن الأراضي العربية في نهاية الستينات وحقبة السبعينيات، غير أنَّ الاستعمار بطبيعته يترك جيوباً وولاءات وفراغات ثقافية في أجساد المجتمعات. ولم تكن الدولة وقتئد معنية إلاَّ باجلاء الاستعمار المادي والعسكري بطبيعة الحال. أمَّا الجانب الثقافي، فكان له وجهان: الوجه الأول: هو حشو الاستعمار لأدمغة المحتلين بقوة وجوده الرمزي وامتياز ثقافته العابرة على الثقافات المحلية وإعادة غسل التاريخ الدموي للدول المستعمِرة التي استنزفت الثروات والعقول. الوجه الثاني: تشجيع التكوينات والجماعات الهامشية في جسد المجتمعات العربية، حتى تصبح كالسرطان الذي يضعف الجسد وينخر عظامه. وبطبيعة الحال، فإن الاستعمار جاء سهلاً، بعد أن وفرَّ المستشرقون بيئة ثقافية حاضنة ووضعوا أمام الاستعمار المادي كل ط ......
#سؤال
#الفراغ
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=763171
#الحوار_المتمدن
#سامي_عبد_العال " تحلُّل الجماعات الدينية المتطرفة لا يقل خطورةً عن نشأتها واستفحالها .. "" كلُّ تحلل لأي كيان جمعي هو عملية بنائية بالضرورة .."" سيشكل تحلُّل الظواهر العامة أمراضاً أخرى من جنسها العام .. " تفكُّك الجماعات الدينية المتطرفة ليس معضلةً في حد ذاته داخل مجتمعاتنا العربية، فهي جماعات تخضع لقوانين وآليات تاريخية تخص البيئات الناشئة فيها. ومن الطبيعي أنْ تخبو بعدما كانت قويةَ الوجود والتأثير، ومن الطبيعي كذلك أنْ تتراجع وتصبح كالأصداء البعيدة بعدما كانت قريبة من الحكم. علما بأن الثقافة هي ( الوريث الشرعي ) لهيكلها العظمي الأيديولوجي حتى النهاية. وبالأخير قد تبقى الجماعات مجرد أعراض لحقب زمنيةٍ شهدت أحداثاً وأفكاراً، ولم نعٍ وجودها إلاَّ عندما تنهار وتأخذ طريقها إلى الغياب. إن تحلُّل الكيانات السياسية الإجتماعية قضية تاريخية مثل ( تحلُّل الجيف ) بعوامل الطبيعة والحياة. فالتحلل في الحالين يحدث وفقاً لأساليب بنائية زمنية وتعيد تدوير المفاهيم والأفكار والكيانات الناتجة عنها بمقدار ما تأخذ من أحداث وأزمنة. ونظراً لكونها جماعات قد استهدفت السلطةَ بطريقة برجماتية مباشرة، فإنها فقدت أصالة ( الفكرة والمعنى ) وباتَ وجودُها ضد مصالح الناس وتطور المجتمعات، ولذلك يكون الواقع كفيلاً بدحرها مثل أية كائنات عملاقة قابلة للإنقراض. لكن المعضلة ( كل المعضلة ) أنَّ يكشف تحللٌّ كهذا الجوانب الأخرى من مجتمعاتنا العربية، يعريها تماماً ويضع المساحة الفارغة التي تركتها وراءها قيد السؤال الإجتماعي السياسي. ذلك بالضبط مثل بعض الأمراض التي قد لا تقتل الجسم مباشرةً، وربما يتغلب عليها في النهاية، غير أنَّها تُوضِّح مكان العطب المدمر في أنسجته الحية، وكيف خضع لتلك الحالة المرضية؟ ولماذا تُوجد ثمة تهديدات كان بإمكانها أنْ تودي بحياة الإنسان؟مجرد نُشوء الجماعات الدينية المتطرفة بهذا الشكل المُرعب كان علامةَ استفهام حول الفراغات التي توجد في عقل المجتمعات، وفي جسد الثقافة العربية إلى هذا الحد الذي نطلق عليه فوضى. كان يجب على المجتمعات العربية ( لا الدول فقط ) أنْ تفسر هذا النشوء والتكوين والتطور والمآل. لأنَّ حقب ( المد التنظيمي ) لتلك الجماعات منذ ( ستينات وسبعينات ) القرن العشرين هي حقب ضعف دور الدولة العربية الحضاري. كانت الدولة العربية مهمومة فقط بإكمال أدوار التحرر الوطني والمشروعات الاجتماعية وترسيخ أقدامها سياسياً كما حدثَ في مصر مع حقبتي جمال عبد الناصر وأنور السادات. وهي حقب ( الشخصنة الوطنية ) على الأصالة التي استمرت حتى اللحظة. عملية التحرر الوطنى من الاستعمار لم تتم هكذا مرة واحدةً، فقد جرى إجلاء أغلب قوات الاستعمار عن الأراضي العربية في نهاية الستينات وحقبة السبعينيات، غير أنَّ الاستعمار بطبيعته يترك جيوباً وولاءات وفراغات ثقافية في أجساد المجتمعات. ولم تكن الدولة وقتئد معنية إلاَّ باجلاء الاستعمار المادي والعسكري بطبيعة الحال. أمَّا الجانب الثقافي، فكان له وجهان: الوجه الأول: هو حشو الاستعمار لأدمغة المحتلين بقوة وجوده الرمزي وامتياز ثقافته العابرة على الثقافات المحلية وإعادة غسل التاريخ الدموي للدول المستعمِرة التي استنزفت الثروات والعقول. الوجه الثاني: تشجيع التكوينات والجماعات الهامشية في جسد المجتمعات العربية، حتى تصبح كالسرطان الذي يضعف الجسد وينخر عظامه. وبطبيعة الحال، فإن الاستعمار جاء سهلاً، بعد أن وفرَّ المستشرقون بيئة ثقافية حاضنة ووضعوا أمام الاستعمار المادي كل ط ......
#سؤال
#الفراغ
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=763171
الحوار المتمدن
سامي عبد العال - سؤال ما بعد الفراغ ( 2 )
سامي عبد العال : الأم .. مريم العذراء
#الحوار_المتمدن
#سامي_عبد_العال يمكن للفلسفة أنْ تقترب من دلالة الأم في شخصية ( مريم العذراء ) من أربع جهاتٍ:1- جهة السر في كونها أمَّاً دون زوجٍ بالمعنى المتعارف عليه. وهذا السر ظل ممتداً وسارياً في جميع تفاصيل الديانة المسيحية. لأنه مَكَّن اللاهوت المسيحي تاريخياً من بلورة معاني الروح القدس والتجسد والحب والخطيئة والخلاص.2- جهة معاني المرأة التي احتفظت بقداسةٍ ما، وكانت ذات مكانة كبيرةٍ كأمٍّ للإله مثلما وردَ في تاريخ المسيحية. وهو ما جعلها مبحثاً لاهوتياً خاصاً بالعذراء وظهورها وسماتها وإعتبارها مرجعية لاهوتية في تاريخ الإيمان.3- جهة مفارقة العذراء- الأم .. كيف تكون عذراءً من هي أمُّ بالضرورة أو العكس؟! وهنا كان المنفذ الروحي لحياة التبتل والنقاء والخلاص الإنساني بالمثل. لأنَّ معجزة الأم العذراء ليست تعطيلاً لقانون الطبيعة فقط، بل كذلك تعطيلاً لقوانين الثقافة وهذا هو الأخطر على المدى البعيد. وهو نوع من الأمل لدي المسيحية بأن هناك نتائج دون مقدمات ملموسة وأن الحقيقة دوما ليست كما نعرفها، لأن الإله ظل حاضراً في العذرية بدرجة كبيرة. وكان ذلك مدخلاً لفهم التصنيفات الأنثوية والذكورية بشكل فلسفي مختلف.4- جهة خُفوت نبرة الأبوة في السرديات الدينية مع وجود السيدة العذراء. وكأن الأديان تكسر أقنوماً ثقافياً هو الأب واسع التسلط والأسبقية. والحقيقة التاريخية تقول إن تلك الفكرة كانت لها أبعاد فلسفية، لكونها رسخت مبدأ الأنثى وأصالة أفعالها في الحياة البشرية وأتاحت للمرأة المطالبة بالحرية والمساواة والحياة الكريمة. فلئن كان الأنبياء السابقين ذكوراً، فإن السيد المسيح يدين بالفضل لأمه العذراء. وهذا تحول خطير في ( جهاز إدراك البشرية من ثقافة سائدة إلى معان أخرى، عليهم أن يفكروا فيها. ورغم أنَّ الفلسفة لا تجتمع والقداسة في وعاءٍ واحد، إلاَّ أنَّ وضعية المرأة الدالة في السيدة مريم العذراء كانت محلاً لإستفهام جدلي. استفهام من قبيل: كيف كانت المرأة منتجة لسر مقدس من قوة فوق طبيعية( الله )؟ أليس ذلك بعداً إنسانياً آخر لوجود المرأة من الحياة والعالم والإله ؟ لماذا كانت العذراء علامة فارقةً في تراث الأبوة؟! إذْ لم تظهر فكرةٌ بوضوحٍ مثلما ظهرت فكرة الأبوة خلال تاريخ البشر، فهي متعلقة بالسلطة والقوة وصورة العالم والحقيقة والزمن والإله. فلقد تمَّ تصوير كل تلك المفردات الأساسية على هيئة ذكورية خالصةٍ، وتم رسمها كأنها نابعة من ذلك النسغ الثقافي البعيد. تقريباً لا يوجد نمط من أنماط السلطة لم يمر بالأبوة سلباً أو إيجاباً، لدرجة أنه لم يظهر معنى إجتماعي دون أن يعيد انتاج نفسه من خلالها. الأبوة هي الشكل الذي أخذته المجتمعات لكافة الأعمال والأفكار في المجال العام. هل حين جعل الله مريم العذراء( أماً وأباً معاً) كان يقصد هذا التعارض إزاء الأبوة؟ فلم يكن الآباء ليعلموا أنهم ( مجهولو النسب ) فجأة، بمجرد إبطال مسارهم كونياً من قبل سلطة أعلى هي ( الله ). دعَكَ من الرسالة النبوية التي حملها ابن السيدة العذراء، لأنَّ إعجازها وقوتها في سياق الإنسانية عملية خاصة بالإيمان من عدمه. وهذا أمر سهل بالنسبة لمن يؤمن ولمن يكفر على السواء. فالمؤمن بالمسيحية سيقبل ألوهية السيد المسيح بطريقة من الطرق، وغير المؤمن بها سيرفض ذلك بالطبع، كل منهما وفقاً لمذهبه سواء أكان أرثوذوكسياً أم كاثولوكياً أم بروتيستانياً. وستنتهي القضية عند هذا الحد الذي لن يؤثر في تراث الثقافة الأبوية. غير أنَّ السيد المسيح ابن مريم يمثل مفاجأة ما بعدها مفاجأة ......
#الأم
#مريم
#العذراء
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=763566
#الحوار_المتمدن
#سامي_عبد_العال يمكن للفلسفة أنْ تقترب من دلالة الأم في شخصية ( مريم العذراء ) من أربع جهاتٍ:1- جهة السر في كونها أمَّاً دون زوجٍ بالمعنى المتعارف عليه. وهذا السر ظل ممتداً وسارياً في جميع تفاصيل الديانة المسيحية. لأنه مَكَّن اللاهوت المسيحي تاريخياً من بلورة معاني الروح القدس والتجسد والحب والخطيئة والخلاص.2- جهة معاني المرأة التي احتفظت بقداسةٍ ما، وكانت ذات مكانة كبيرةٍ كأمٍّ للإله مثلما وردَ في تاريخ المسيحية. وهو ما جعلها مبحثاً لاهوتياً خاصاً بالعذراء وظهورها وسماتها وإعتبارها مرجعية لاهوتية في تاريخ الإيمان.3- جهة مفارقة العذراء- الأم .. كيف تكون عذراءً من هي أمُّ بالضرورة أو العكس؟! وهنا كان المنفذ الروحي لحياة التبتل والنقاء والخلاص الإنساني بالمثل. لأنَّ معجزة الأم العذراء ليست تعطيلاً لقانون الطبيعة فقط، بل كذلك تعطيلاً لقوانين الثقافة وهذا هو الأخطر على المدى البعيد. وهو نوع من الأمل لدي المسيحية بأن هناك نتائج دون مقدمات ملموسة وأن الحقيقة دوما ليست كما نعرفها، لأن الإله ظل حاضراً في العذرية بدرجة كبيرة. وكان ذلك مدخلاً لفهم التصنيفات الأنثوية والذكورية بشكل فلسفي مختلف.4- جهة خُفوت نبرة الأبوة في السرديات الدينية مع وجود السيدة العذراء. وكأن الأديان تكسر أقنوماً ثقافياً هو الأب واسع التسلط والأسبقية. والحقيقة التاريخية تقول إن تلك الفكرة كانت لها أبعاد فلسفية، لكونها رسخت مبدأ الأنثى وأصالة أفعالها في الحياة البشرية وأتاحت للمرأة المطالبة بالحرية والمساواة والحياة الكريمة. فلئن كان الأنبياء السابقين ذكوراً، فإن السيد المسيح يدين بالفضل لأمه العذراء. وهذا تحول خطير في ( جهاز إدراك البشرية من ثقافة سائدة إلى معان أخرى، عليهم أن يفكروا فيها. ورغم أنَّ الفلسفة لا تجتمع والقداسة في وعاءٍ واحد، إلاَّ أنَّ وضعية المرأة الدالة في السيدة مريم العذراء كانت محلاً لإستفهام جدلي. استفهام من قبيل: كيف كانت المرأة منتجة لسر مقدس من قوة فوق طبيعية( الله )؟ أليس ذلك بعداً إنسانياً آخر لوجود المرأة من الحياة والعالم والإله ؟ لماذا كانت العذراء علامة فارقةً في تراث الأبوة؟! إذْ لم تظهر فكرةٌ بوضوحٍ مثلما ظهرت فكرة الأبوة خلال تاريخ البشر، فهي متعلقة بالسلطة والقوة وصورة العالم والحقيقة والزمن والإله. فلقد تمَّ تصوير كل تلك المفردات الأساسية على هيئة ذكورية خالصةٍ، وتم رسمها كأنها نابعة من ذلك النسغ الثقافي البعيد. تقريباً لا يوجد نمط من أنماط السلطة لم يمر بالأبوة سلباً أو إيجاباً، لدرجة أنه لم يظهر معنى إجتماعي دون أن يعيد انتاج نفسه من خلالها. الأبوة هي الشكل الذي أخذته المجتمعات لكافة الأعمال والأفكار في المجال العام. هل حين جعل الله مريم العذراء( أماً وأباً معاً) كان يقصد هذا التعارض إزاء الأبوة؟ فلم يكن الآباء ليعلموا أنهم ( مجهولو النسب ) فجأة، بمجرد إبطال مسارهم كونياً من قبل سلطة أعلى هي ( الله ). دعَكَ من الرسالة النبوية التي حملها ابن السيدة العذراء، لأنَّ إعجازها وقوتها في سياق الإنسانية عملية خاصة بالإيمان من عدمه. وهذا أمر سهل بالنسبة لمن يؤمن ولمن يكفر على السواء. فالمؤمن بالمسيحية سيقبل ألوهية السيد المسيح بطريقة من الطرق، وغير المؤمن بها سيرفض ذلك بالطبع، كل منهما وفقاً لمذهبه سواء أكان أرثوذوكسياً أم كاثولوكياً أم بروتيستانياً. وستنتهي القضية عند هذا الحد الذي لن يؤثر في تراث الثقافة الأبوية. غير أنَّ السيد المسيح ابن مريم يمثل مفاجأة ما بعدها مفاجأة ......
#الأم
#مريم
#العذراء
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=763566
الحوار المتمدن
سامي عبد العال - الأم .. مريم العذراء
سامي عبد العال : الأم .. مريم العذراء 2
#الحوار_المتمدن
#سامي_عبد_العال الخلفية الكامنة وراء سرديات ( الأم العذراء ) في المسيحية والإسلام هو إبطال منطق الثقافة الأبوية بآلية طبيعيةٍ واضحةٍ. وهو ما يُسمى بعملية ( الهدم الثقافي ) من الجذور، وذلك بخلاف ( التدخل الإلهي ) القديم في مسار المجتمعات بطريقة الكوارث والأحداث الجسام واللعنات والهلاك. فمن المعروف أنَّ الله عندما كان يغضب على قومٍ كان يسلَّط عليهم قوى الطبيعة( الزلازل والبراكين والطوفان والريح والنيران والأمرض...) لإشعارهم بالغضب والعقاب وليجعلهم آيةً للعالمين. هذا بجانب غايات أخرى تتعلق بالإعجاز واثبات القدرة الإلهية وارسال الرسالات السماوية وكشف النعمة للبشر. غايات انبثقت عنها تصورات العناية الإلهية والرعاية ولاهوت النعمة والمحبة السارية في العالم وفقاً للفلسفات المسيحية. إذا كان السيد المسيح قد ولدَ من أمٍ فقط، فلتكن ثمة فكرة جديدةٌ لا بد أنْ تبنى على حالته المختلفة. فكرة أنّ مسار الحياة ليس كما يعتقد الناس عادةً، وأنّ سلطة الأبوة المخبّأة في الذكورة بدأت تترنح، واثبات أنها ليست حتى اعتقاداً مبنياً على أساس متماسك. وجاءت المعاني التي أبطلت ذلك من جهة المبدأ( الميتافيزيقي – البيولوجي) الذي أنجبت على أثره إمرأةٌ عذراء ابناً بلا زوج. وهو مبدأ السر الإلهي الخفي من جنس قوانين الطبيعة، ولكنه تمَّ بصيغة اللاقانون هذه المرة كما نعرف. وكأنَّ الله يقول: إذا كنتم يا معشر البشر تعتقدون أنَّ قانون الطبيعة ( الوالد والمولود- الذكر والأنثى ) قد اخضعتموه للتحريف الثقافي، وبنيتم فوقه تلالاً قميئة من السلطة المذلة للشعوب، فلم يعد يجدِ ذلك كله، ولن يجدي كما تعبر ( الأم العذراء ) عن ذلك بلسان حالها الوجودي. دوماً أحداث الطبيعة في السرديات الدينية تُغير جذرياً من نمط الثقافة السائد. ذلك عن طريق القوة الإلهية التي تتحكم في قدراتها ( سلباً وايجاباً ) لصالح الناس أو ضدهم. حدث هذا في عصور ما قبل الأديان الإبراهيمية، وجاء خبرها في قصص الأولين ومآلاتهم المحتومة ضمن الكتب المقدسة ( التوراة والانجيل والقرآن ). وربما تطوّرت الفكرةُ تباعاً مع الزمن، فبدلاً من أنْ يصب الإلهُ عقاباً طبيعياً أو كونياً على الأشرار ومرتكبي الخطايا، كانت دلالة المعجزات وأصداؤها تؤدي الغاية السابقة بطريقة فائقة للطبيعة وتترك تأثيراً كبيراً في الثقافة. وفي الوقت عينه، تترك المعجزات أثراً في طرائق النظر إلى العالم والأشياء والحياة. والتغير الثقافي من هذا اللون كان في المسيحية من جنس ما هو سائد من ثقافة أبوية غالبة في اليهودية والثقافات الشرقية الرعوية. حيث كانت النزعةُ الأبوية قد تحولت إلى نمط حياة عصية على الترويض، وأخذت تتعارض بعناد شرس مع القيم والأخلاقيات والجوانب الإنسانية والزمنية من الأديان. فجاء تكوين المعنى عن العذراء مختبراً تاريخياً قوياً لنقض النزعة الأبوية وتقويض المكونات والطباق الإجتماعية والسياسية القائمة عليها. وليس هذا فقط، بل كان التأويل الأقرب للترجيح هو وضع الإنسانية في تجارب ميتافيزيقية مختلفة وتدريب الذهنية اليهودية بكل أبويتها لتقديم المرأة بصورة جديدة في الواجهة. وجرى ذلك بقصد محاربة الثقافة الأبوية بسلاحها الفتاك نفسه، فإذا كانت المجتمعات تستقوي بالذكورة، فهاهو السيد المسيح قد جاء مخالفاً لها من البدء. إنَّ الأحداث الطبيعية الشاذة عن المعتاد ( مثل ميلاد طفل دون أب ) كانت تتطلب تحولاً في ذهنية المتلقين مباشرة عما هو سائد. وبخاصة أن الجانب الطبيعي منها كان علامة فارقة بالفعل في مسار التفكير والفعل ومسار الثقافة الطاغية آنذاك. بينما لو ......
#الأم
#مريم
#العذراء
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=763831
#الحوار_المتمدن
#سامي_عبد_العال الخلفية الكامنة وراء سرديات ( الأم العذراء ) في المسيحية والإسلام هو إبطال منطق الثقافة الأبوية بآلية طبيعيةٍ واضحةٍ. وهو ما يُسمى بعملية ( الهدم الثقافي ) من الجذور، وذلك بخلاف ( التدخل الإلهي ) القديم في مسار المجتمعات بطريقة الكوارث والأحداث الجسام واللعنات والهلاك. فمن المعروف أنَّ الله عندما كان يغضب على قومٍ كان يسلَّط عليهم قوى الطبيعة( الزلازل والبراكين والطوفان والريح والنيران والأمرض...) لإشعارهم بالغضب والعقاب وليجعلهم آيةً للعالمين. هذا بجانب غايات أخرى تتعلق بالإعجاز واثبات القدرة الإلهية وارسال الرسالات السماوية وكشف النعمة للبشر. غايات انبثقت عنها تصورات العناية الإلهية والرعاية ولاهوت النعمة والمحبة السارية في العالم وفقاً للفلسفات المسيحية. إذا كان السيد المسيح قد ولدَ من أمٍ فقط، فلتكن ثمة فكرة جديدةٌ لا بد أنْ تبنى على حالته المختلفة. فكرة أنّ مسار الحياة ليس كما يعتقد الناس عادةً، وأنّ سلطة الأبوة المخبّأة في الذكورة بدأت تترنح، واثبات أنها ليست حتى اعتقاداً مبنياً على أساس متماسك. وجاءت المعاني التي أبطلت ذلك من جهة المبدأ( الميتافيزيقي – البيولوجي) الذي أنجبت على أثره إمرأةٌ عذراء ابناً بلا زوج. وهو مبدأ السر الإلهي الخفي من جنس قوانين الطبيعة، ولكنه تمَّ بصيغة اللاقانون هذه المرة كما نعرف. وكأنَّ الله يقول: إذا كنتم يا معشر البشر تعتقدون أنَّ قانون الطبيعة ( الوالد والمولود- الذكر والأنثى ) قد اخضعتموه للتحريف الثقافي، وبنيتم فوقه تلالاً قميئة من السلطة المذلة للشعوب، فلم يعد يجدِ ذلك كله، ولن يجدي كما تعبر ( الأم العذراء ) عن ذلك بلسان حالها الوجودي. دوماً أحداث الطبيعة في السرديات الدينية تُغير جذرياً من نمط الثقافة السائد. ذلك عن طريق القوة الإلهية التي تتحكم في قدراتها ( سلباً وايجاباً ) لصالح الناس أو ضدهم. حدث هذا في عصور ما قبل الأديان الإبراهيمية، وجاء خبرها في قصص الأولين ومآلاتهم المحتومة ضمن الكتب المقدسة ( التوراة والانجيل والقرآن ). وربما تطوّرت الفكرةُ تباعاً مع الزمن، فبدلاً من أنْ يصب الإلهُ عقاباً طبيعياً أو كونياً على الأشرار ومرتكبي الخطايا، كانت دلالة المعجزات وأصداؤها تؤدي الغاية السابقة بطريقة فائقة للطبيعة وتترك تأثيراً كبيراً في الثقافة. وفي الوقت عينه، تترك المعجزات أثراً في طرائق النظر إلى العالم والأشياء والحياة. والتغير الثقافي من هذا اللون كان في المسيحية من جنس ما هو سائد من ثقافة أبوية غالبة في اليهودية والثقافات الشرقية الرعوية. حيث كانت النزعةُ الأبوية قد تحولت إلى نمط حياة عصية على الترويض، وأخذت تتعارض بعناد شرس مع القيم والأخلاقيات والجوانب الإنسانية والزمنية من الأديان. فجاء تكوين المعنى عن العذراء مختبراً تاريخياً قوياً لنقض النزعة الأبوية وتقويض المكونات والطباق الإجتماعية والسياسية القائمة عليها. وليس هذا فقط، بل كان التأويل الأقرب للترجيح هو وضع الإنسانية في تجارب ميتافيزيقية مختلفة وتدريب الذهنية اليهودية بكل أبويتها لتقديم المرأة بصورة جديدة في الواجهة. وجرى ذلك بقصد محاربة الثقافة الأبوية بسلاحها الفتاك نفسه، فإذا كانت المجتمعات تستقوي بالذكورة، فهاهو السيد المسيح قد جاء مخالفاً لها من البدء. إنَّ الأحداث الطبيعية الشاذة عن المعتاد ( مثل ميلاد طفل دون أب ) كانت تتطلب تحولاً في ذهنية المتلقين مباشرة عما هو سائد. وبخاصة أن الجانب الطبيعي منها كان علامة فارقة بالفعل في مسار التفكير والفعل ومسار الثقافة الطاغية آنذاك. بينما لو ......
#الأم
#مريم
#العذراء
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=763831
الحوار المتمدن
سامي عبد العال - الأم .. مريم العذراء 2
سامي عبد العال : الأم .. مريم العذراء 3
#الحوار_المتمدن
#سامي_عبد_العال " حين تتكلم الأديان بنبرةٍ إنسانيةٍ صارمةٍ عن التاريخ يجب أنْ نحاول فهمها ..." إهتمَ القرآنُ بالغايةِ من ( دلالة الأم ) في مريم العذراء آتياً على سردها، لا من باب إزجاء القصص إلى الناس، بل من زاوية تسديد الأهداف في مرمى الإنسانية قاطبةً. لأنَّ تعديل مسار الإنسانية كان مُلاصقاً للنصوص والآثار والسرديات الدينية على اختلافها. حتى وإنْ لم يؤمن كلُّ الناس بالأديان، وحتى وإنْ حارب البعض الرؤى والأفكار المتعلقة بها حرباَ ضروساً. لأنَّ من ( هواية الوعاظ والكهان وآباء الفتوى ) خلال مراحل التاريخ المختلفة: أنْ يحصروا دلالات النصوص الدينية في ( مآرب ضيقةٍ ) لأتباع الرسالات والأنبياء، بينما هناك مستويات إنسانية أخرى أرحب لا يجب أنْ يخطئها الفهم. كلُّ ذلك أمرٌ واضحٌ، شريطةَ قراءة النصوص الدينية تحت مظلةٍ أبعد لا تخصُ جماعةً ولا فرداً ولا عائلةً ولا قبيلةً ولا نحلةً ولا حزباً معيناً. هي قراءة أخرى واعية دائماً بالمحددات والفخاخ الثقافية التي قد تقع فيها. كما أنه لا يحب أن تكون قراءة لخدمة أغراض لاهوتية ولا تلفيقية، وليست ضرباً من الموائمة بين النص والعقل كما يُقال عادةً. لأن النص القرآني شديد ( الصرامة الثقافية والإنسانية ) حين يتحدث عن أحداث التاريخ وتحولاته. ها هنا ستضع الفلسفة أصابع التفكير والتحليل على مشكلات الأديان عند مخاطبة الإنسان كإنسان في المقام الأول. لايهمها ما إذا كان هذا النص ( يهودياً أم مسيحياً أم اسلامياً ). المهم كيف يُخاطب الإنسان وبأية معان كونية يقول الخطاب ما سيعبر عنه؟! وما إذا كان يمس الخطاب جوهر حياة الناس أم لا؟ وبأي منطق يكون تفاعل هذا الخطاب مع وقائع التاريخ وأحداثه؟! نزعتان اسطوريتان ثمة نزعتان اسطوريتان نقدهما القرآن نقداً متكرراً ولا يتوقف عن نقدهما في كل مناسبة مواتية .. نزعة التألُّه ونزعة الأبوة. وهما نزعتان قويتان تؤديان وظائف خطيرة في المجتمعات الإنسانية، بل ربما كانتا تؤديان كل الوظائف التي هي ضد الإنسانية فينا تقريباً. واللافت للنظر أنه تقع بين هاتين النزعتين ( معاني الأم ) لدى مريم العذراء. وربما أن النص القرآني كان قد أكمل سردية مريم العذراء نتيجة ظهورهما مجدداً في تلك الظروف الثقافية المحيطة بالمسيحية آنذاك. وأن النزعتين مازالتا متواصلتين، ويراهما القرآن عائقاً في توصيل أية رؤية مختلفة للحياة والدين والحقيقة:1- نزعة التأله أو التأليه: وهي انتزاع قدرة ميتافيزيقية فوق رؤوس البشر قاطبة لتعود متسلطة ومقدسةً بين الناس. وفي التاريخ كان التألية متدرجاً من تأليه الكائنات والظواهر والقوى إلى تأليه الأشخاص والحكام ورجال السلطة، ثمَّ تأليه المفاهيم والأفكار، ثمَّ تأليه الجماعات والأيديولوجيات، ثمَّ مؤخراً تأليه التقنيات والأدوات في شكل استعمالي يكرس صور الهيمنة والتقديس. في هذا الإطار على سبيل المثال ذكر القرآن إدعاء فرعون للألوهية: "وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي فَأَوْقِدْ لِي يَا هَامَانُ عَلَى الطِّينِ فَاجْعَلْ لِي صَرْحًا لَعَلِّي أَطَّلِعُ إِلَى إِلَهِ مُوسَى، وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ مِنَ الْكَاذِبِينَ وَاسْتَكْبَرَ هُوَ وَجُنُودُهُ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ إِلَيْنَا لَا يُرْجَعُونَ " ( القصص: 38-39) . ولنلاحظ أنَّ التأله سيكون مفروضاً نتيجة انتزاع فكرة القداسة وتجسدها في شخصٍ ما، ويرتبط بعملية الهيمنة على الآخرين. فالتألة ليس حالة خاصة ترتهن بوجود الفرد ا ......
#الأم
#مريم
#العذراء
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=764054
#الحوار_المتمدن
#سامي_عبد_العال " حين تتكلم الأديان بنبرةٍ إنسانيةٍ صارمةٍ عن التاريخ يجب أنْ نحاول فهمها ..." إهتمَ القرآنُ بالغايةِ من ( دلالة الأم ) في مريم العذراء آتياً على سردها، لا من باب إزجاء القصص إلى الناس، بل من زاوية تسديد الأهداف في مرمى الإنسانية قاطبةً. لأنَّ تعديل مسار الإنسانية كان مُلاصقاً للنصوص والآثار والسرديات الدينية على اختلافها. حتى وإنْ لم يؤمن كلُّ الناس بالأديان، وحتى وإنْ حارب البعض الرؤى والأفكار المتعلقة بها حرباَ ضروساً. لأنَّ من ( هواية الوعاظ والكهان وآباء الفتوى ) خلال مراحل التاريخ المختلفة: أنْ يحصروا دلالات النصوص الدينية في ( مآرب ضيقةٍ ) لأتباع الرسالات والأنبياء، بينما هناك مستويات إنسانية أخرى أرحب لا يجب أنْ يخطئها الفهم. كلُّ ذلك أمرٌ واضحٌ، شريطةَ قراءة النصوص الدينية تحت مظلةٍ أبعد لا تخصُ جماعةً ولا فرداً ولا عائلةً ولا قبيلةً ولا نحلةً ولا حزباً معيناً. هي قراءة أخرى واعية دائماً بالمحددات والفخاخ الثقافية التي قد تقع فيها. كما أنه لا يحب أن تكون قراءة لخدمة أغراض لاهوتية ولا تلفيقية، وليست ضرباً من الموائمة بين النص والعقل كما يُقال عادةً. لأن النص القرآني شديد ( الصرامة الثقافية والإنسانية ) حين يتحدث عن أحداث التاريخ وتحولاته. ها هنا ستضع الفلسفة أصابع التفكير والتحليل على مشكلات الأديان عند مخاطبة الإنسان كإنسان في المقام الأول. لايهمها ما إذا كان هذا النص ( يهودياً أم مسيحياً أم اسلامياً ). المهم كيف يُخاطب الإنسان وبأية معان كونية يقول الخطاب ما سيعبر عنه؟! وما إذا كان يمس الخطاب جوهر حياة الناس أم لا؟ وبأي منطق يكون تفاعل هذا الخطاب مع وقائع التاريخ وأحداثه؟! نزعتان اسطوريتان ثمة نزعتان اسطوريتان نقدهما القرآن نقداً متكرراً ولا يتوقف عن نقدهما في كل مناسبة مواتية .. نزعة التألُّه ونزعة الأبوة. وهما نزعتان قويتان تؤديان وظائف خطيرة في المجتمعات الإنسانية، بل ربما كانتا تؤديان كل الوظائف التي هي ضد الإنسانية فينا تقريباً. واللافت للنظر أنه تقع بين هاتين النزعتين ( معاني الأم ) لدى مريم العذراء. وربما أن النص القرآني كان قد أكمل سردية مريم العذراء نتيجة ظهورهما مجدداً في تلك الظروف الثقافية المحيطة بالمسيحية آنذاك. وأن النزعتين مازالتا متواصلتين، ويراهما القرآن عائقاً في توصيل أية رؤية مختلفة للحياة والدين والحقيقة:1- نزعة التأله أو التأليه: وهي انتزاع قدرة ميتافيزيقية فوق رؤوس البشر قاطبة لتعود متسلطة ومقدسةً بين الناس. وفي التاريخ كان التألية متدرجاً من تأليه الكائنات والظواهر والقوى إلى تأليه الأشخاص والحكام ورجال السلطة، ثمَّ تأليه المفاهيم والأفكار، ثمَّ تأليه الجماعات والأيديولوجيات، ثمَّ مؤخراً تأليه التقنيات والأدوات في شكل استعمالي يكرس صور الهيمنة والتقديس. في هذا الإطار على سبيل المثال ذكر القرآن إدعاء فرعون للألوهية: "وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي فَأَوْقِدْ لِي يَا هَامَانُ عَلَى الطِّينِ فَاجْعَلْ لِي صَرْحًا لَعَلِّي أَطَّلِعُ إِلَى إِلَهِ مُوسَى، وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ مِنَ الْكَاذِبِينَ وَاسْتَكْبَرَ هُوَ وَجُنُودُهُ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ إِلَيْنَا لَا يُرْجَعُونَ " ( القصص: 38-39) . ولنلاحظ أنَّ التأله سيكون مفروضاً نتيجة انتزاع فكرة القداسة وتجسدها في شخصٍ ما، ويرتبط بعملية الهيمنة على الآخرين. فالتألة ليس حالة خاصة ترتهن بوجود الفرد ا ......
#الأم
#مريم
#العذراء
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=764054
الحوار المتمدن
سامي عبد العال - الأم .. مريم العذراء 3
سامي عبد العال : الأم .. مريم العذراء 4
#الحوار_المتمدن
#سامي_عبد_العال " لا تخلو أيةُ ثقافةٍ من أبنيةٍ وثنيةٍ بالضرورة، بحكم تعريفها المبدئي .." السؤال الحيوي بصدد ( الأم العذراء ) هو: لماذا عادت النزعةُ الأبويةُ لتلتهم المسيحية بعدما كانت الأخيرة ( صرخةً وجوديةً ) في وجه كل أبٍ؟! تاريخياً لم تكن ( فكرة الأبوية patriarchy ) جزءاً من باكورة المعتقدات المسيحية الخالصة. ولا أتصور أنْ تفرضَ الأديان سلطةً خارج ذاتها، ثم تتطلب إعادة هيكلة الحياة وفقاً لطبيعتها المغايرة. فالموضوع كما أوضحت ليس متعلِّقاً بجوهر( الدين وفحواه ) وإن كان يتيح الفضاء لذلك، بقدر ما يرتبط بآلياتٍ أوسع تخص الثقافة ومسار المجتمعات الإنسانية. إذن السؤال الفائت هو سؤال يتتبع حال الإنسان الذي قد يتنصل من أغلالٍّ مقابل أغلالٍّ أخرى، ويعطي نفسه مجاناً لـ" وحش ثقافي" كاسر اسمه( النزعة الأبويةpatriarchism )، كان يطارده في وقتٍ من الأوقات. لكن لا يتم ذلك عشوائياً كُلما اتفقَ، فهناك ظواهر وتغيرات تجري في صلب الفكر والواقع. لأن استجابة التاريخ للتغيرات على صعيد الذهنيات والثقافة ليست ممكنة ما لم تعانِ المجتمعات أحداثاً بالغة الدلالة، وتترك في ذاكرتها آثاراً عميقة من جنس ما يبقى ويتكرر.الانتظار في الظلام بطربقةٍ أبعد إتضّحَ أنَّ القضية هي قضية تحولات ( الثقافة والدين ) على الأصالةِ. لأنَّ الدين لا يكفُ عن ( محاولة تغيير ) شكل الاعتقاد السائد بين الناس، بينما لا تتراجع الثقافة من ناحيةٍ أخرى عن ابتلاعه وإعادة انتاجه في أشكال بديلة من الحياة. ولذلك، فإنَّ علاقة الإثنين( الثقافة والدين ) قائمةٌ على الصراع حتى النهاية، ولا توجد معايير واضحة لذلك الوضع الشائك. فقد يكون الصراع ( صراعاً رمزياً ) إلى درجة مهولةٍ أكثر من كونه مادياً يمكن الإمساك به هنا أو هناك. وقد يكون (صراعاً مفاهيمياً ) يعطي فاعلي الثقافة أفكاراً حول الحياة والمجتمع. وأخيراً ربما ينفصل الطرفان على السطح الظاهر، ولكنهما يلعبان لعبة ( الإحلال والتبديل)، أحدهما محل الآخر طوال الوقت، ولاسيما وقت ( الأزمات الحرجة ) كما في بعض المجتمعات الغربية العلمانية التي تلجأ لشحن خطاباتها بمعالم ونبرات لاهوتية إذا كانت في حالة حرب أو صراع مع مجتمعات أخرى. وأقرب الأمثلة على ذلك مصطلحات لاهوت الحروب التي شنتها القوى الغربية على الإرهاب مستعملة إياها من حين لآخر عندما كانت تدمر دولاً وتدهس شعوباً. هذه التحولات بين ( الثقافة والدين ) ظلت تنتظرها الأنظمةُ السياسيةُ بفارغ الصبر. إن السياسة تشكل فنون انتظار ( المكاسب والخسائر) في المناطق الرمادية من الحياة، ولا تدخل معارك واضحة خوفاً من الإنكشاف، لأنَّها تعتاد على الأجواء الغائمة وتستغل كل الأطراف لصالحها مهما كانت انتقالات مساراتها حادةً أو ملتويةً. ففي أحراش الغابات عندما ينشب صراع بين الحيوانات المفترسة حول فريسة مكتنزة، تترقب بعض الحيوانات والطيور الجارحة المشهد انتظاراً لبقايا الفريسة والمعارك الدموية الحاصلة. وغالباً ما تستحوذ الحيوانات المترقبة على البقايا لتعيد استعمالها في تقوية حياتها وتغذية صغارها. في الحقيقة هناك سلسلة طويلة من الحيوانات والطيور والحشرات والزواحف والهوام والعوالق تستفيد من تلك البقايا. ذلك بالضبط حال السياسة عندما تتحين الفرصة تاريخياً- في كل المجتمعات تقريباً- للإنقضاض على أشكال الصراع بين الثقافة والدين، حيث تحرك الأوضاع الجديدة لصالحها في الواقع مستغلةً موروثاتها الأسطورية حول الملوك وعبادة الحاكم الإله ونشر لاهوت السلطة. أي تبني أنظمة السياسة هيكلاً مقدساً للحكام على ......
#الأم
#مريم
#العذراء
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=764471
#الحوار_المتمدن
#سامي_عبد_العال " لا تخلو أيةُ ثقافةٍ من أبنيةٍ وثنيةٍ بالضرورة، بحكم تعريفها المبدئي .." السؤال الحيوي بصدد ( الأم العذراء ) هو: لماذا عادت النزعةُ الأبويةُ لتلتهم المسيحية بعدما كانت الأخيرة ( صرخةً وجوديةً ) في وجه كل أبٍ؟! تاريخياً لم تكن ( فكرة الأبوية patriarchy ) جزءاً من باكورة المعتقدات المسيحية الخالصة. ولا أتصور أنْ تفرضَ الأديان سلطةً خارج ذاتها، ثم تتطلب إعادة هيكلة الحياة وفقاً لطبيعتها المغايرة. فالموضوع كما أوضحت ليس متعلِّقاً بجوهر( الدين وفحواه ) وإن كان يتيح الفضاء لذلك، بقدر ما يرتبط بآلياتٍ أوسع تخص الثقافة ومسار المجتمعات الإنسانية. إذن السؤال الفائت هو سؤال يتتبع حال الإنسان الذي قد يتنصل من أغلالٍّ مقابل أغلالٍّ أخرى، ويعطي نفسه مجاناً لـ" وحش ثقافي" كاسر اسمه( النزعة الأبويةpatriarchism )، كان يطارده في وقتٍ من الأوقات. لكن لا يتم ذلك عشوائياً كُلما اتفقَ، فهناك ظواهر وتغيرات تجري في صلب الفكر والواقع. لأن استجابة التاريخ للتغيرات على صعيد الذهنيات والثقافة ليست ممكنة ما لم تعانِ المجتمعات أحداثاً بالغة الدلالة، وتترك في ذاكرتها آثاراً عميقة من جنس ما يبقى ويتكرر.الانتظار في الظلام بطربقةٍ أبعد إتضّحَ أنَّ القضية هي قضية تحولات ( الثقافة والدين ) على الأصالةِ. لأنَّ الدين لا يكفُ عن ( محاولة تغيير ) شكل الاعتقاد السائد بين الناس، بينما لا تتراجع الثقافة من ناحيةٍ أخرى عن ابتلاعه وإعادة انتاجه في أشكال بديلة من الحياة. ولذلك، فإنَّ علاقة الإثنين( الثقافة والدين ) قائمةٌ على الصراع حتى النهاية، ولا توجد معايير واضحة لذلك الوضع الشائك. فقد يكون الصراع ( صراعاً رمزياً ) إلى درجة مهولةٍ أكثر من كونه مادياً يمكن الإمساك به هنا أو هناك. وقد يكون (صراعاً مفاهيمياً ) يعطي فاعلي الثقافة أفكاراً حول الحياة والمجتمع. وأخيراً ربما ينفصل الطرفان على السطح الظاهر، ولكنهما يلعبان لعبة ( الإحلال والتبديل)، أحدهما محل الآخر طوال الوقت، ولاسيما وقت ( الأزمات الحرجة ) كما في بعض المجتمعات الغربية العلمانية التي تلجأ لشحن خطاباتها بمعالم ونبرات لاهوتية إذا كانت في حالة حرب أو صراع مع مجتمعات أخرى. وأقرب الأمثلة على ذلك مصطلحات لاهوت الحروب التي شنتها القوى الغربية على الإرهاب مستعملة إياها من حين لآخر عندما كانت تدمر دولاً وتدهس شعوباً. هذه التحولات بين ( الثقافة والدين ) ظلت تنتظرها الأنظمةُ السياسيةُ بفارغ الصبر. إن السياسة تشكل فنون انتظار ( المكاسب والخسائر) في المناطق الرمادية من الحياة، ولا تدخل معارك واضحة خوفاً من الإنكشاف، لأنَّها تعتاد على الأجواء الغائمة وتستغل كل الأطراف لصالحها مهما كانت انتقالات مساراتها حادةً أو ملتويةً. ففي أحراش الغابات عندما ينشب صراع بين الحيوانات المفترسة حول فريسة مكتنزة، تترقب بعض الحيوانات والطيور الجارحة المشهد انتظاراً لبقايا الفريسة والمعارك الدموية الحاصلة. وغالباً ما تستحوذ الحيوانات المترقبة على البقايا لتعيد استعمالها في تقوية حياتها وتغذية صغارها. في الحقيقة هناك سلسلة طويلة من الحيوانات والطيور والحشرات والزواحف والهوام والعوالق تستفيد من تلك البقايا. ذلك بالضبط حال السياسة عندما تتحين الفرصة تاريخياً- في كل المجتمعات تقريباً- للإنقضاض على أشكال الصراع بين الثقافة والدين، حيث تحرك الأوضاع الجديدة لصالحها في الواقع مستغلةً موروثاتها الأسطورية حول الملوك وعبادة الحاكم الإله ونشر لاهوت السلطة. أي تبني أنظمة السياسة هيكلاً مقدساً للحكام على ......
#الأم
#مريم
#العذراء
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=764471
الحوار المتمدن
سامي عبد العال - الأم .. مريم العذراء 4
سامي عبد العال : الأم .. مريم العذراء 5
#الحوار_المتمدن
#سامي_عبد_العال جاءت مريمُ العذراء في المسيحية رمزاً لجوانب الحياة الروحية ولدلالة النقاء والطُّهر والتبتل. وكذلك جاءت لتضع الأنثى في مقدمة الإنسانية، في ظل ماضٍ لم يعترف بذلك. وهو ما يعادل ( على الأقل ) خط الثقافة الذكورية التي طغت على ميراث المجتمعات حتى لحظتها. ولكن النتائج الفلسفية النسوية لهذا (الوجه المريمي) كانت ذات مكانة كبيرةٍ في تاريخ الأديان. حيث أتاحت الفرصة للتفكير في طبيعة المرأة وآفاق وجودها الحُر وكيانها اللائق. من زاويةٍ كهذه، افسحت المسيحية( تفسيراً أنثوياً ) مغايراً للحياة والروح والطبيعة والحقيقة. هل حين لا تلد الأنثى طبيعياً تكون فاعلة على مستوى القداسة؟ هل يمكن أنْ تكون العذرية نشاطاً دينياً ذا طابع فلسفي؟ وهل حين يكون الذكور فاعلين بقدراتهم ( الأبوية ) يسيطرون، بينما تقف المرأة دون ذكر عكس ذلك الاتجاه؟ مريم العذراء كانت ( سؤالاً وجودياً ) ضخماً حول غياب الأب المهيمن. العذراء علامة هذا الأثر الذي سيترك بصمته الأنثوية على الثقافات الأبوية إجمالاً. لنتخيل الضربة القاصمة الذي حدث لسيادة الذكورة والأبوية التي تحكمت في كيان المرأة. فلم تكن السيدة مريم ( حادثةً استثنتائيةً ) عبر تاريخ المجتمعات والأديان فقط، لكنها أيضاً وضعت نفسها مع كل تاريخ الفكرة الأبوية. كانت بمثابة الثقل الجديد الذي وازن ما جرى من ذكورية طاغيةٍ، حتى أنه بإمكان هذا الثقل الأنثوي أنْ يطرح قوتها أرضاً. لقد ظل اسم السيدة مريم أيقونة في هذا الشأن الخطير للبشرية. يقال دوماً صفة العذراء على السيدة مريم بما هي كذلك دون سواها، وحتى عندما تطلق تلك الصفة، سرعان ما يدرك المتلقي المعنى المقصود بها. وكأنَّ هناك مستوى دلالياً كان هو الأمر المعنيّ ثقافياً بذاته في كل الأحوال والظروف. لأن العذرية عبارة عن وسم، نقش، وجود يتصف بالطهر والتبتل والخُلوص والشفافية والبراءة والقداسة والابتعاد عن الدّنس وانعدام الإثم والخطيئة. كل هذه السمات ( العذراء ) تدلُّ ضمنياً على عدم وجود ( أب ذكرٍ ). أمَّا عكس معنى العذرية، فيدل على وجوده المُدنّس، أي وجود العلاقات اللاأخلاقية وربما يشير إلى الانغماس في الشهوات والخطايا. فطالما كان هناك ذكرٌ، فالمفترض وجود علاقةٍ ما بكل أشكالها مع أنثى. فالاثنان في التاريخ يفترض أحدهما لقاء الآخر، ولا تقوم الحياة إلاَّ بوجودهما. في المقابل لأول وهلةٍ، لم تعبر العذرية بأي وجه من الوجوه عن ذلك اللقاء من قريب أو بعيد. العذرية virginity كلمة مقصودةٌ في المتن المسيحي لسردية السيدة مريم، فهي تعني مباشرةً انعدام الزواج وعدم المساس بين الذكر والأنثى، كما يقول القرآن عن هكذا فكرة حين أدركت السيدة مريم حبلها: " قَالَتْ أَنَّىٰ يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَلَمْ أَكُ بَغِيًّا" (مريم 20). ولكن بالوقت نفسه كانت صاحبة العذرية هي أم المسيح أمام الناس. كيف تكون العذراءُ أمَّاً أو العكس أنْ تكون الأم عذراء؟ وبخاصة أن هذا أمر مستحيل ( عقلاً وطبيعةً وثقافةً ) بالنسبة إلى حياة البشر. وتعنى الأم مع العذرية أن الوضع الطبيعي مستمر مثل( المخاض والولادة ) دون علة تترتب عليها مظاهر طبيعية أو ثقافية. إن العذرية تحمل دلالتين متناقضتين بالضرورة، فهي عملية توقف الطبيعة داخلنا واستمرار الإنجاب في الآن عينه. فمن جهةٍ مثلت العذرية طهراً خالصاً لا غبار عليه، ومن جهةٍ أخرى أدت إلى ميلاد المسيح الذي لم يكُّن ليوجد. وسواء أكان المسيح كلمة الرب أم روحاً إلهياً أم الاثنين معاً باختلاف التفسيرات، وهذا أمر حدث بالفعل، فالمهم هو النت ......
#الأم
#مريم
#العذراء
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=765010
#الحوار_المتمدن
#سامي_عبد_العال جاءت مريمُ العذراء في المسيحية رمزاً لجوانب الحياة الروحية ولدلالة النقاء والطُّهر والتبتل. وكذلك جاءت لتضع الأنثى في مقدمة الإنسانية، في ظل ماضٍ لم يعترف بذلك. وهو ما يعادل ( على الأقل ) خط الثقافة الذكورية التي طغت على ميراث المجتمعات حتى لحظتها. ولكن النتائج الفلسفية النسوية لهذا (الوجه المريمي) كانت ذات مكانة كبيرةٍ في تاريخ الأديان. حيث أتاحت الفرصة للتفكير في طبيعة المرأة وآفاق وجودها الحُر وكيانها اللائق. من زاويةٍ كهذه، افسحت المسيحية( تفسيراً أنثوياً ) مغايراً للحياة والروح والطبيعة والحقيقة. هل حين لا تلد الأنثى طبيعياً تكون فاعلة على مستوى القداسة؟ هل يمكن أنْ تكون العذرية نشاطاً دينياً ذا طابع فلسفي؟ وهل حين يكون الذكور فاعلين بقدراتهم ( الأبوية ) يسيطرون، بينما تقف المرأة دون ذكر عكس ذلك الاتجاه؟ مريم العذراء كانت ( سؤالاً وجودياً ) ضخماً حول غياب الأب المهيمن. العذراء علامة هذا الأثر الذي سيترك بصمته الأنثوية على الثقافات الأبوية إجمالاً. لنتخيل الضربة القاصمة الذي حدث لسيادة الذكورة والأبوية التي تحكمت في كيان المرأة. فلم تكن السيدة مريم ( حادثةً استثنتائيةً ) عبر تاريخ المجتمعات والأديان فقط، لكنها أيضاً وضعت نفسها مع كل تاريخ الفكرة الأبوية. كانت بمثابة الثقل الجديد الذي وازن ما جرى من ذكورية طاغيةٍ، حتى أنه بإمكان هذا الثقل الأنثوي أنْ يطرح قوتها أرضاً. لقد ظل اسم السيدة مريم أيقونة في هذا الشأن الخطير للبشرية. يقال دوماً صفة العذراء على السيدة مريم بما هي كذلك دون سواها، وحتى عندما تطلق تلك الصفة، سرعان ما يدرك المتلقي المعنى المقصود بها. وكأنَّ هناك مستوى دلالياً كان هو الأمر المعنيّ ثقافياً بذاته في كل الأحوال والظروف. لأن العذرية عبارة عن وسم، نقش، وجود يتصف بالطهر والتبتل والخُلوص والشفافية والبراءة والقداسة والابتعاد عن الدّنس وانعدام الإثم والخطيئة. كل هذه السمات ( العذراء ) تدلُّ ضمنياً على عدم وجود ( أب ذكرٍ ). أمَّا عكس معنى العذرية، فيدل على وجوده المُدنّس، أي وجود العلاقات اللاأخلاقية وربما يشير إلى الانغماس في الشهوات والخطايا. فطالما كان هناك ذكرٌ، فالمفترض وجود علاقةٍ ما بكل أشكالها مع أنثى. فالاثنان في التاريخ يفترض أحدهما لقاء الآخر، ولا تقوم الحياة إلاَّ بوجودهما. في المقابل لأول وهلةٍ، لم تعبر العذرية بأي وجه من الوجوه عن ذلك اللقاء من قريب أو بعيد. العذرية virginity كلمة مقصودةٌ في المتن المسيحي لسردية السيدة مريم، فهي تعني مباشرةً انعدام الزواج وعدم المساس بين الذكر والأنثى، كما يقول القرآن عن هكذا فكرة حين أدركت السيدة مريم حبلها: " قَالَتْ أَنَّىٰ يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَلَمْ أَكُ بَغِيًّا" (مريم 20). ولكن بالوقت نفسه كانت صاحبة العذرية هي أم المسيح أمام الناس. كيف تكون العذراءُ أمَّاً أو العكس أنْ تكون الأم عذراء؟ وبخاصة أن هذا أمر مستحيل ( عقلاً وطبيعةً وثقافةً ) بالنسبة إلى حياة البشر. وتعنى الأم مع العذرية أن الوضع الطبيعي مستمر مثل( المخاض والولادة ) دون علة تترتب عليها مظاهر طبيعية أو ثقافية. إن العذرية تحمل دلالتين متناقضتين بالضرورة، فهي عملية توقف الطبيعة داخلنا واستمرار الإنجاب في الآن عينه. فمن جهةٍ مثلت العذرية طهراً خالصاً لا غبار عليه، ومن جهةٍ أخرى أدت إلى ميلاد المسيح الذي لم يكُّن ليوجد. وسواء أكان المسيح كلمة الرب أم روحاً إلهياً أم الاثنين معاً باختلاف التفسيرات، وهذا أمر حدث بالفعل، فالمهم هو النت ......
#الأم
#مريم
#العذراء
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=765010
الحوار المتمدن
سامي عبد العال - الأم .. مريم العذراء 5
سامي عبد العال : الأم .. مريم العذراء 6
#الحوار_المتمدن
#سامي_عبد_العال شكلّت مريم العذراء نموذجاً إنسانياً لم يكن مألوفاً في المجتمعات البشرية. وبطبيعة الحال كان نموذجاً أساسه المرأة وصورها المختلفة. المرأة كطبيعةٍ، المرأة كفكرةٍ، المرأة كحقيقةٍ، المرأة كمعنى، المرأة كرمزٍ، المرأة كفعل، المرأة ككيانٍ، المرأة كحلم، المرأة كفاعل، المرأة كأصل لا فرع، المرأة كوجود مقدس، المرأة كمصدر إلهي، المرأة كنوع من الإلهام، المرأة كغاية. إذ على خلفية دلالة مريم العذراء ومركزيتها، ظهرت النسوية المسيحية تخصيصاً، ثم تشكلت عبرها المعرفة اللاهوتية النسوية feminist theology إجمالاً. وسواء أكان الموقفُ من الأديان والثقافات سلبياً أم إيجابياً، فإن توجهات النزعة النسوية على الجانبين أصبحت بالغة الأهمية في الفلسفة المعاصرة. ليست النسوية المسيحية اتجاهاً فكرياً واحداً، لكنها عدة اتجاهات فلسفية لاهوتية نشأت في الثقافة المسيحية التي تشبعت بالرموز الأنثوية والأمومية للسيدة العذراء. ثقافة أفرزت تفسيرات مختلفة للعالم والحياة ولثنائية الذكر والأنثى وما يمكن أنْ يترتب عليها من تاريخ مغاير. وليس هذا فقط، بل وضعت سرديةً مزدوجة (دنيوية – ميتافيزيقية ) يطمئن إليها الإنسان بالنظر إلى نفسه. لم يعد يرى فيها انعكاساً بيئياً أبوياً بقدر ما يجدُ تحُولاً في المنطلقات والآفاق والقضايا. وهذا لم يكن أمراً سهلاً على إنسان المسيحية أو أنه أمر يمس حياته مساً خفيفاً من الخارج. لكن على أي حال بات تراث التمييز بين المرأة والرجل موضوعاً للشك والتساؤل، منذ أن جاءت العذراء مركزاً للمسيحية، وربما منذ أنْ كانت بذرة واعدة ضمن هذا التراث إلى أن اصبحت شجرةً عملاقةً. أخذت النسوية المسيحية طريقاً مختلفاً ( غير أبوي non patriarchal ) لتعزيز مكانة المرأة وتغيير الذهنية البشرية المتشبعة بالإقصاء والاستبعاد تجاه الأنوثة. وطرحت أفكاراً إنسانية مفتوحة open human ideas لتحليل مواقع النساء والتأكيد على المساواة بين الرجل والمرأة روحياً وأخلاقياً واجتماعياً وإبراز موقفهن على صعيد المكانة من المنظور المسيحي. فلئن كانت هناك ( سلطة دينية) من نوعٍ ما، فليست المرأةُ بحال من الأحوال هدفاً لها، بل علي السلطة أن تفسح المجال لوجودها الروحي الحر بالضبط مثل الرجل. خاصةً وأنَّ الأساس هو وجود العذراء كفعل أنثوي بالضرورة في المجتمع آنذاك. لم تكن المرأة في شخصية العذراء حدثاً عارضاً، مثل نساء الأنبياء والصالحين والحكام من قبل أو من بعد، لكنها كانت إمرأة مقصودة لذاتها ولوجودها الروحي والميتافيزيقي والطبيعي جنباً إلى جنب. إنَّها المرأة الرمز بكامل المعنى. وهو ما جسد حركة مختلفة للثقافة الإنسانية مبعثها اللاهوت أو هكذا يجب أنْ تكون. صحيح أنَّ مريم العذراء كانت إنساناً محدود القدرات أمام الثقافات الذكورية، غير أنها بعد أن مثلت أصلاً لاهوتياً لم تعد كذلك كياناً مقيداً. لأن جانباً رمزياً طاغياً فيها قد غيَّر وجه المرأة دون رجعةٍ، فلم تعد جندراً قابلاً للمقايضة مع جندر آخر، ولم تعد عنصراً مفرداً يزيح العنصر الآخر لأخذ مكان صغير بجواره. منذ واقعة مريم العذراء وهي في طريقها إلى أنْ تكون مرجعاً لنمط جديد من التفكير الفلسفي. ولذلك لم تكن الأنثى مجرد مودة طارئة على أعتاب ما بعد الحداثة حين بدأت تنتشر ظاهرة النسوية في ربوع الفلسفة والأديان والفكر السياسي وأخلاقيات البيئة والعلوم والدراسات الثقافية والفلكولورية، لكنها انتقلت من الهامش إلى المركز(1). ثمة تأسيس لاهوتي بفضل مريم العذراء كان محطة مفصلية في تحول النسوية إلى تلك المجالات، وكانت (نقطة مكثفة ) لتقن ......
#الأم
#مريم
#العذراء
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=765515
#الحوار_المتمدن
#سامي_عبد_العال شكلّت مريم العذراء نموذجاً إنسانياً لم يكن مألوفاً في المجتمعات البشرية. وبطبيعة الحال كان نموذجاً أساسه المرأة وصورها المختلفة. المرأة كطبيعةٍ، المرأة كفكرةٍ، المرأة كحقيقةٍ، المرأة كمعنى، المرأة كرمزٍ، المرأة كفعل، المرأة ككيانٍ، المرأة كحلم، المرأة كفاعل، المرأة كأصل لا فرع، المرأة كوجود مقدس، المرأة كمصدر إلهي، المرأة كنوع من الإلهام، المرأة كغاية. إذ على خلفية دلالة مريم العذراء ومركزيتها، ظهرت النسوية المسيحية تخصيصاً، ثم تشكلت عبرها المعرفة اللاهوتية النسوية feminist theology إجمالاً. وسواء أكان الموقفُ من الأديان والثقافات سلبياً أم إيجابياً، فإن توجهات النزعة النسوية على الجانبين أصبحت بالغة الأهمية في الفلسفة المعاصرة. ليست النسوية المسيحية اتجاهاً فكرياً واحداً، لكنها عدة اتجاهات فلسفية لاهوتية نشأت في الثقافة المسيحية التي تشبعت بالرموز الأنثوية والأمومية للسيدة العذراء. ثقافة أفرزت تفسيرات مختلفة للعالم والحياة ولثنائية الذكر والأنثى وما يمكن أنْ يترتب عليها من تاريخ مغاير. وليس هذا فقط، بل وضعت سرديةً مزدوجة (دنيوية – ميتافيزيقية ) يطمئن إليها الإنسان بالنظر إلى نفسه. لم يعد يرى فيها انعكاساً بيئياً أبوياً بقدر ما يجدُ تحُولاً في المنطلقات والآفاق والقضايا. وهذا لم يكن أمراً سهلاً على إنسان المسيحية أو أنه أمر يمس حياته مساً خفيفاً من الخارج. لكن على أي حال بات تراث التمييز بين المرأة والرجل موضوعاً للشك والتساؤل، منذ أن جاءت العذراء مركزاً للمسيحية، وربما منذ أنْ كانت بذرة واعدة ضمن هذا التراث إلى أن اصبحت شجرةً عملاقةً. أخذت النسوية المسيحية طريقاً مختلفاً ( غير أبوي non patriarchal ) لتعزيز مكانة المرأة وتغيير الذهنية البشرية المتشبعة بالإقصاء والاستبعاد تجاه الأنوثة. وطرحت أفكاراً إنسانية مفتوحة open human ideas لتحليل مواقع النساء والتأكيد على المساواة بين الرجل والمرأة روحياً وأخلاقياً واجتماعياً وإبراز موقفهن على صعيد المكانة من المنظور المسيحي. فلئن كانت هناك ( سلطة دينية) من نوعٍ ما، فليست المرأةُ بحال من الأحوال هدفاً لها، بل علي السلطة أن تفسح المجال لوجودها الروحي الحر بالضبط مثل الرجل. خاصةً وأنَّ الأساس هو وجود العذراء كفعل أنثوي بالضرورة في المجتمع آنذاك. لم تكن المرأة في شخصية العذراء حدثاً عارضاً، مثل نساء الأنبياء والصالحين والحكام من قبل أو من بعد، لكنها كانت إمرأة مقصودة لذاتها ولوجودها الروحي والميتافيزيقي والطبيعي جنباً إلى جنب. إنَّها المرأة الرمز بكامل المعنى. وهو ما جسد حركة مختلفة للثقافة الإنسانية مبعثها اللاهوت أو هكذا يجب أنْ تكون. صحيح أنَّ مريم العذراء كانت إنساناً محدود القدرات أمام الثقافات الذكورية، غير أنها بعد أن مثلت أصلاً لاهوتياً لم تعد كذلك كياناً مقيداً. لأن جانباً رمزياً طاغياً فيها قد غيَّر وجه المرأة دون رجعةٍ، فلم تعد جندراً قابلاً للمقايضة مع جندر آخر، ولم تعد عنصراً مفرداً يزيح العنصر الآخر لأخذ مكان صغير بجواره. منذ واقعة مريم العذراء وهي في طريقها إلى أنْ تكون مرجعاً لنمط جديد من التفكير الفلسفي. ولذلك لم تكن الأنثى مجرد مودة طارئة على أعتاب ما بعد الحداثة حين بدأت تنتشر ظاهرة النسوية في ربوع الفلسفة والأديان والفكر السياسي وأخلاقيات البيئة والعلوم والدراسات الثقافية والفلكولورية، لكنها انتقلت من الهامش إلى المركز(1). ثمة تأسيس لاهوتي بفضل مريم العذراء كان محطة مفصلية في تحول النسوية إلى تلك المجالات، وكانت (نقطة مكثفة ) لتقن ......
#الأم
#مريم
#العذراء
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=765515
الحوار المتمدن
سامي عبد العال - الأم .. مريم العذراء 6
سامي عبد العال : الفلسفة والأطفال .. مبادئ العقلانية المرحة
#الحوار_المتمدن
#سامي_عبد_العال " يضحك العقلُّ بصوتٍ واضح قبل الفم أحياناً .. " هناك علاقة غائبة بين الفلسفة والمرح ربما لم تظهر بعد. وهي العلاقة القائمة على متعة التفكير الحُر واختراع صور من العيش السعيد ولذة الإنشغال بما هو عميق. العلاقة بينهما علاقة قديمة منذ أنْ كان الفيلسوفُ محباً للحكمة ومنصرفاً إلى الاستغراق في أصالة المعنى. ولا يجد عزاءً سوى إمتلاء الروح الطلْق والتدرب على احتمال الوجود ودلالاته. فالحب أحد درجات الوجود القُصوى واكتشاف البهجة في العالم والتناغم مع الطبيعة والقدرة على التحرر والانفتاح. ولذلك، فإنّ تعليم الأطفال محبة الحكمة هو العيش في عالمهم الأصيل وإدراك المعاني السعيدة للحياة. المرح ليس مرادفاً للهو وقتل الوقت في كل الأحوال، بل هو( عمق التَّوحُد ) بين السعادة والبهجة ولذة الحياة وأسرارها. ويأتي المرح لدى الأطفال شفافاً وعميقاً حدَّ الوضوح التام، ليعكس طبيعة النفس وطاقات الإنسان وغرائزه وعواطفه. المرح يترك الأطفال يعبروا عن وجودهم كما هم دون زيفٍ. في جميع جوانب الحياة المختلفة، يكون الطفل طفلاً لا شيء آخر، لا يستطيع أنْ يكون كائناً سواه. ومن ثمَّ، سيأتي التفلسف تعبيراً عما قد يشعرون به من وجود الإنسان داخلهم. نقطة إلتقاء الأطفال كائنات هشة على المستوى النفسي والجسدي، فالطفل من الهشاشة بمكان لدرجة أنَّه لا يتوقف إزاء أية عوائق ظاهرة. هو جهاز إنساني بِكْر وحسّاس ولاقط لكلِّ ما يدور حوله. ولكن المفارقة – كما سنعرف- أنَّ الهشاشة قد تمثل مصدرَ طاقةٍ مهولةٍ لا ضعفاً مزمناً، حيث تشكل أبعادَ حياتهم العقلية والنفسية. وهذا يُوضح قابلية الأطفال للانطلاق دون محاذير نترقبها نحن الكبار. أحياناً قد نقول لأنفسنا ربما سيحدث (كذا وكذا ) إذا أقدمنا على هذا الفعل، ولكن الطفل لا يأخذ الأشياء على محمل التحسب والخوف. فالمبادرة تحرك وجود الأطفال من غير أنْ يعووا كليّاً جوهرَ الواقع ولا النتائج المترتبة على الأفعال. كلُّ طفل يمثلُّ نقطةَ إلتقاءٍ للروح والجسد والحياة والزمن في كيانٍ واحدٍ، كيان التجلي الحُر تماماً مثل التداعيات الحُرّة لوجودنا المباشر، رغم كل القيود الجسدية والثقافية التي قد تحيط بهم. إنها درجة طفولية من درجات الشفافية القصوى علي نحوٍ تلقائي. وهذا ما يجب أنْ نتعلمه من الأطفال، وهو الدرس الوجودي نتيجة الاحتكاك بهم، وربما هو الحكمة الأثيرة من وجودهم بيننا كالبراعم النباتية والشجيرات الغضة التي تسمح بتجليات الطبيعة. أنْ تكون طفلاً معناه أنْ تكون حُرّاً وطليقاً دون حدودٍ وأنْ تحمل وعداً ورسالة للغد. ليس ذلك بنظرة الكبارِ إشفاقاً نحوهم، ولكن بثراء الجوانب الحيوية وزخمها. كيف تكون ثمة مبادئ فلسفية لجعل هذا الكائن الحسَّاس مُفكِّراً؟ كيف يمكن تنمية قدراته العقلية والعاطفية؟ هل المبادئ تمثل خطوات وبرامج واسترتيجيات، لكي يفكر أم تعدُّ شيئاً آخر؟ وما الفارق الفلسفي بين مبادئ العقلانية المرحة وبين المبادئ الأخرى؟ أحيانا تكون المبادئ الفلسفية جامدة لدرجة الإنكسار أو لا تكون، ذلك من حيث كونها مبادئ محتملة التغير والتطور. فالمبدأ عادةً معيار عام فقد سياقه لدرجة القابلية لأنْ ينسحب على أي شيءٍّ غيره. فالقول - على سبيل المثال - بأنَّ الطبيعة هي الأساس الذي يشكل حياة الكائنات الحية يعدُّ مبدأً عاماً. وبالتالي قد ينصرف الاهتمام إلى الأشكال الطبيعية والبيئية التي تكوِّن شخصية الإنسان. غير أنَّ قولاً كهذا قد ينفلت من عقاله خارج السياق، فيصبح نزعةً فوق النقد، وإليها يرجع تشكيل الو ......
#الفلسفة
#والأطفال
#مبادئ
#العقلانية
#المرحة
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=766317
#الحوار_المتمدن
#سامي_عبد_العال " يضحك العقلُّ بصوتٍ واضح قبل الفم أحياناً .. " هناك علاقة غائبة بين الفلسفة والمرح ربما لم تظهر بعد. وهي العلاقة القائمة على متعة التفكير الحُر واختراع صور من العيش السعيد ولذة الإنشغال بما هو عميق. العلاقة بينهما علاقة قديمة منذ أنْ كان الفيلسوفُ محباً للحكمة ومنصرفاً إلى الاستغراق في أصالة المعنى. ولا يجد عزاءً سوى إمتلاء الروح الطلْق والتدرب على احتمال الوجود ودلالاته. فالحب أحد درجات الوجود القُصوى واكتشاف البهجة في العالم والتناغم مع الطبيعة والقدرة على التحرر والانفتاح. ولذلك، فإنّ تعليم الأطفال محبة الحكمة هو العيش في عالمهم الأصيل وإدراك المعاني السعيدة للحياة. المرح ليس مرادفاً للهو وقتل الوقت في كل الأحوال، بل هو( عمق التَّوحُد ) بين السعادة والبهجة ولذة الحياة وأسرارها. ويأتي المرح لدى الأطفال شفافاً وعميقاً حدَّ الوضوح التام، ليعكس طبيعة النفس وطاقات الإنسان وغرائزه وعواطفه. المرح يترك الأطفال يعبروا عن وجودهم كما هم دون زيفٍ. في جميع جوانب الحياة المختلفة، يكون الطفل طفلاً لا شيء آخر، لا يستطيع أنْ يكون كائناً سواه. ومن ثمَّ، سيأتي التفلسف تعبيراً عما قد يشعرون به من وجود الإنسان داخلهم. نقطة إلتقاء الأطفال كائنات هشة على المستوى النفسي والجسدي، فالطفل من الهشاشة بمكان لدرجة أنَّه لا يتوقف إزاء أية عوائق ظاهرة. هو جهاز إنساني بِكْر وحسّاس ولاقط لكلِّ ما يدور حوله. ولكن المفارقة – كما سنعرف- أنَّ الهشاشة قد تمثل مصدرَ طاقةٍ مهولةٍ لا ضعفاً مزمناً، حيث تشكل أبعادَ حياتهم العقلية والنفسية. وهذا يُوضح قابلية الأطفال للانطلاق دون محاذير نترقبها نحن الكبار. أحياناً قد نقول لأنفسنا ربما سيحدث (كذا وكذا ) إذا أقدمنا على هذا الفعل، ولكن الطفل لا يأخذ الأشياء على محمل التحسب والخوف. فالمبادرة تحرك وجود الأطفال من غير أنْ يعووا كليّاً جوهرَ الواقع ولا النتائج المترتبة على الأفعال. كلُّ طفل يمثلُّ نقطةَ إلتقاءٍ للروح والجسد والحياة والزمن في كيانٍ واحدٍ، كيان التجلي الحُر تماماً مثل التداعيات الحُرّة لوجودنا المباشر، رغم كل القيود الجسدية والثقافية التي قد تحيط بهم. إنها درجة طفولية من درجات الشفافية القصوى علي نحوٍ تلقائي. وهذا ما يجب أنْ نتعلمه من الأطفال، وهو الدرس الوجودي نتيجة الاحتكاك بهم، وربما هو الحكمة الأثيرة من وجودهم بيننا كالبراعم النباتية والشجيرات الغضة التي تسمح بتجليات الطبيعة. أنْ تكون طفلاً معناه أنْ تكون حُرّاً وطليقاً دون حدودٍ وأنْ تحمل وعداً ورسالة للغد. ليس ذلك بنظرة الكبارِ إشفاقاً نحوهم، ولكن بثراء الجوانب الحيوية وزخمها. كيف تكون ثمة مبادئ فلسفية لجعل هذا الكائن الحسَّاس مُفكِّراً؟ كيف يمكن تنمية قدراته العقلية والعاطفية؟ هل المبادئ تمثل خطوات وبرامج واسترتيجيات، لكي يفكر أم تعدُّ شيئاً آخر؟ وما الفارق الفلسفي بين مبادئ العقلانية المرحة وبين المبادئ الأخرى؟ أحيانا تكون المبادئ الفلسفية جامدة لدرجة الإنكسار أو لا تكون، ذلك من حيث كونها مبادئ محتملة التغير والتطور. فالمبدأ عادةً معيار عام فقد سياقه لدرجة القابلية لأنْ ينسحب على أي شيءٍّ غيره. فالقول - على سبيل المثال - بأنَّ الطبيعة هي الأساس الذي يشكل حياة الكائنات الحية يعدُّ مبدأً عاماً. وبالتالي قد ينصرف الاهتمام إلى الأشكال الطبيعية والبيئية التي تكوِّن شخصية الإنسان. غير أنَّ قولاً كهذا قد ينفلت من عقاله خارج السياق، فيصبح نزعةً فوق النقد، وإليها يرجع تشكيل الو ......
#الفلسفة
#والأطفال
#مبادئ
#العقلانية
#المرحة
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=766317
الحوار المتمدن
سامي عبد العال - الفلسفة والأطفال .. مبادئ العقلانية المرحة