علي حسين يوسف : المشاكسة بوصفها انعكاسا للصراع الطبقي
#الحوار_المتمدن
#علي_حسين_يوسف التعارض أو التناقض يدفعان إلى الصراع , وهذه قضية لا بد من التسليم بها إذ لا سبيل لإنكارها , وفي حالة قراءة تاريخ الإنسان في ضوء تلك المسلمة فإننا نجد – حتما - أن الصراع كان حاضرا دائما , فهو الدافع المحرك لانتقال المجتمعات من مرحلة حضارية لأخرى غيرها , وبما أن المجتمع لم يكن في يوم من الأيام طبقة واحدة بسبب تباين البيئات واختلاف الظروف المعيشية لذلك تحتم أن يكون الناس على شكل طبقات تبعا لوسائل الانتاج التي يملكونها والحالة الاقتصادية , وحين يشتد التعارض بين الطبقات بسبب المصالح يصل الصراع إلى أوجه وهنا لا بد أن تظهر حالة جديدة مغايرة لما سبقها ومختلفة عن الطرفين المتصارعين وعلى هذا الأساس قرأ التاريخ الإنساني قراءة موضوعية للمرة الأولى في الفلسفة العلمية .وللصراع وجهان أساسيان ؛ الأول عام يقع بين الطبقات والآخر خاص يتمثل في سلوك الافراد , فعلى المستوى العام يمكن تلمس الصراع الطبقي في الحروب الأهلية والكفاح المسلح وفي التظاهرات وفي الأشكال الأخرى التي تعكس التناقض والتضاد بين الطبقات وفي الأعم الأغلب يكون هذا النوع من الصراع بين طبقة مستغَلَّة وأخرى مستغِلَة .أما الوجه الخاص للصراع الطبقي فهو الوجه الحي لسريان نهر الحياة ولجدل الطبيعة الذي لا يمكن انكاره ؛ فهو التمثل الحقيقي لثنائية الشيء ونقيضه وهو المعبِّر الواضح للسلوكيات المتناقضة على مستوى الأفراد , وبذلك يمكن أن يكون المفسر الأمثل لميكانزمات العداء والمحبة بين الأفراد , وليس لهذا الوجه من الصراع الطبقي شكل واحد في السلوك الفردي فقد يتمثل في حنق الفقير على الغني , وفي حقد المظلوم على الظالم , وفي نظرات الحسد والغيرة بين الأفراد المتفاوتين في سمة معينة , وقد يتجسد أيضا في سلوكيات الشك والريبة والعداء والخوف والحذر والتجاهل والنسيان والتغاضي والاحتقار والابتعاد والكره التي يكنها الأفراد لبعضهم , فكل تلك السلوكيات تمثل أوجها حقيقية تعكس صراعا خفيا يرتد إلى ثقافة الطبقة التي ينتمي لها الأفراد .وقد لا يكون هذا النوع من الصراع واضحا بل كثيرا ما يتخفى خلف أردية التأويل , فنظرات الريبة والشك وحالات الظن بالسوء وما يمارسه البعض من أجل الإثارة والاستفزاز وتعمد تهييج مشاعر الآخرين تندرج كلها تحت مظلة الصراع الطبقي , فهي تضمر نفسا طبقيا يكون الفرد فيه ممثلا لثقافة طبقته, فعلاقة الأفراد ببعضهم تعد تمثلا حيا لعلاقة الطبقات مع بعضها وإن لم ينتم الأفراد لتلك الطبقات ظاهريا , فبالبسطاء من الموظفين والبائعين والأجراء اليوميين وأولئك الذين لا يستطيعون امتلاك سيارة أو بيت كل هؤلاء ينتمون بوعي أم بلا وعي منهم لطبقة ترى أن الأغنياء والملاك والأكثر مالا منهم وأصحاب السلطات يمثلون طبقة مضادة لهم بل ربما طبقة معادية فينعكس هذا الشعور في سلوكيات خاصة ربما تكون عدائية أو استهجانية استخفافية تتمثل في ممارسات سلوكية غالبا ما تكون مشاكسة غايتها البعيدة تتمثل في الانتقام للطبقة التي ينتمي لها أولئك الأفراد . ......
#المشاكسة
#بوصفها
#انعكاسا
#للصراع
#الطبقي
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=716500
#الحوار_المتمدن
#علي_حسين_يوسف التعارض أو التناقض يدفعان إلى الصراع , وهذه قضية لا بد من التسليم بها إذ لا سبيل لإنكارها , وفي حالة قراءة تاريخ الإنسان في ضوء تلك المسلمة فإننا نجد – حتما - أن الصراع كان حاضرا دائما , فهو الدافع المحرك لانتقال المجتمعات من مرحلة حضارية لأخرى غيرها , وبما أن المجتمع لم يكن في يوم من الأيام طبقة واحدة بسبب تباين البيئات واختلاف الظروف المعيشية لذلك تحتم أن يكون الناس على شكل طبقات تبعا لوسائل الانتاج التي يملكونها والحالة الاقتصادية , وحين يشتد التعارض بين الطبقات بسبب المصالح يصل الصراع إلى أوجه وهنا لا بد أن تظهر حالة جديدة مغايرة لما سبقها ومختلفة عن الطرفين المتصارعين وعلى هذا الأساس قرأ التاريخ الإنساني قراءة موضوعية للمرة الأولى في الفلسفة العلمية .وللصراع وجهان أساسيان ؛ الأول عام يقع بين الطبقات والآخر خاص يتمثل في سلوك الافراد , فعلى المستوى العام يمكن تلمس الصراع الطبقي في الحروب الأهلية والكفاح المسلح وفي التظاهرات وفي الأشكال الأخرى التي تعكس التناقض والتضاد بين الطبقات وفي الأعم الأغلب يكون هذا النوع من الصراع بين طبقة مستغَلَّة وأخرى مستغِلَة .أما الوجه الخاص للصراع الطبقي فهو الوجه الحي لسريان نهر الحياة ولجدل الطبيعة الذي لا يمكن انكاره ؛ فهو التمثل الحقيقي لثنائية الشيء ونقيضه وهو المعبِّر الواضح للسلوكيات المتناقضة على مستوى الأفراد , وبذلك يمكن أن يكون المفسر الأمثل لميكانزمات العداء والمحبة بين الأفراد , وليس لهذا الوجه من الصراع الطبقي شكل واحد في السلوك الفردي فقد يتمثل في حنق الفقير على الغني , وفي حقد المظلوم على الظالم , وفي نظرات الحسد والغيرة بين الأفراد المتفاوتين في سمة معينة , وقد يتجسد أيضا في سلوكيات الشك والريبة والعداء والخوف والحذر والتجاهل والنسيان والتغاضي والاحتقار والابتعاد والكره التي يكنها الأفراد لبعضهم , فكل تلك السلوكيات تمثل أوجها حقيقية تعكس صراعا خفيا يرتد إلى ثقافة الطبقة التي ينتمي لها الأفراد .وقد لا يكون هذا النوع من الصراع واضحا بل كثيرا ما يتخفى خلف أردية التأويل , فنظرات الريبة والشك وحالات الظن بالسوء وما يمارسه البعض من أجل الإثارة والاستفزاز وتعمد تهييج مشاعر الآخرين تندرج كلها تحت مظلة الصراع الطبقي , فهي تضمر نفسا طبقيا يكون الفرد فيه ممثلا لثقافة طبقته, فعلاقة الأفراد ببعضهم تعد تمثلا حيا لعلاقة الطبقات مع بعضها وإن لم ينتم الأفراد لتلك الطبقات ظاهريا , فبالبسطاء من الموظفين والبائعين والأجراء اليوميين وأولئك الذين لا يستطيعون امتلاك سيارة أو بيت كل هؤلاء ينتمون بوعي أم بلا وعي منهم لطبقة ترى أن الأغنياء والملاك والأكثر مالا منهم وأصحاب السلطات يمثلون طبقة مضادة لهم بل ربما طبقة معادية فينعكس هذا الشعور في سلوكيات خاصة ربما تكون عدائية أو استهجانية استخفافية تتمثل في ممارسات سلوكية غالبا ما تكون مشاكسة غايتها البعيدة تتمثل في الانتقام للطبقة التي ينتمي لها أولئك الأفراد . ......
#المشاكسة
#بوصفها
#انعكاسا
#للصراع
#الطبقي
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=716500
الحوار المتمدن
علي حسين يوسف - المشاكسة بوصفها انعكاسا للصراع الطبقي