علي دريوسي : جسر اللَّوْز 49
#الحوار_المتمدن
#علي_دريوسي مضى على زواجي الورقي ستة أشهر وتسارعت الأحداث والمفاجآت.ما لم يخبرني به مصطفى وعرفته لاحقاً من خلال زيارة الأخ الأوسط لرهان هو أنه قد تقاعد أبكر قليلاً بحجة قلبه المثقوب والمفجوع بمصائب الدهر، سوَّى أوضاعه المالية في الرياض وقرّر الإقامة في برلين ليبقى قريباً من أولاده وأخوته من جهة وتحت عدسة العناية والمراقبة الطبية المتطوّرة في ألمانيا. بدوري اتخذت قراراً بفسخ عقد عملي كرئيس قسم في شركة إنتاج المكابح والقوابض، بعد أن وجدت فرصة عمل لا تُقاوم، وظيفة الحلم، حلم حياتي، في جنوب ألمانيا الدافئ. حالما استلمت موافقة التعيين الرسميّ من الوزارة عرضت شقتي للبيع عن طريق مكتب العقارات العائد لبنك الادخار الألماني. واقترب عيد الفطر!دعاني مصطفى لزيارتهم، اعتذرت عن تلبية الدعوة بسبب انشغالاتي بالانتقال إلى مدينة جديدة وتحضيراتي للبدء بالعمل الأكثر تطلباً من سابقه. لكني لم أمانع قطعاً أن تسافر رهان بل على العكس، فأنا أعرف أن دعوة الأهل لنا موجهة لها بالدرجة الأولى كما أعرف تماماً حبها الكبير لأبيها ومدى تعلقها به. وجدت في فكرة سفرها لوحدها فرصة أكثر من رائعة للتخلُّص النهائي من هذا الكابوس الذي أعيشه. بمناسبة العيد أهديت زوجتي الآنسة رهان بطاقة سفر بالقطار إلى برلين "ذهاباً" وكذلك قسيمة دفع في استديو التجميل "الشفاه الحمراء" المعروف جيداً في برلين. فرحت رهان بالهدية وشكرتني على اهتمامي بها وبحاجة أهلها لاحتضانها وتغنيجها والعناية بها في فترة العيد، وأضافت بأنها مشتاقة لأبيها وستذهب معه إلى السفارة السورية لتجديد جواز سفرها حتى تتمكن من تمديد تأشيرتها الألمانية لفترة زمنية أطول.أعدت لي كأس شاي أسود ولها كأس زهورات، جلست على الصوفا بجواري، مقابل التلفزيون، أرخت راحة يدها اليسرى على فخذي وصارت تحركها يساراً ويميناً بشكل آلي وهي تتحدث معي عن الدين والله، عن السماء والجنة وعن بطولات القادة المسلمين، بينما أنا غارق في متابعة أخبار الساعة الثامنة مساء.حالما أنهت محاضرتها أخبرتها عن نيتي في البدء من جديد، لوحدي دونها، حياة جديدة بشكل كامل مع عمل جديد في مدينة جديدة. حين تهيأ لي أنها لم تستوعب مقصدي قلت لها أنني أرغب بالانفصال السلمي عنها لمدة عام كامل كي أتمكن بعد ذلك من تقديم طلب الطلاق الرسمي. تمتمت رهان بحزن وتهديد مبطن: "علينا أن نفترق إذاً!". وضّبت رهان في حقيبتين كبيرتين ما خفّ وزنه وغلا ثمنه: أغراضها الشخصية، بعض ملابسها وأحذيتها، مجوهراتها كلها، هداياها، كامل أوراقها الشخصية.أوصلتها إلى محطة القطارات المركزية وودّعتها متمنياً لها السعادة والتوفيق في حياتها القادمة، بدت في تلك اللحظة متماسكة وواثقة من نفسها ومن محبتها لله، سمعتها تقول: "الكامل في المعرفة محروم من الحظ ... ". في الساعة الثانية بعد الظهر انطلق القطار السريع وعلى متنه كائن غريب الأطوار. ......
#اللَّوْز
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=744830
#الحوار_المتمدن
#علي_دريوسي مضى على زواجي الورقي ستة أشهر وتسارعت الأحداث والمفاجآت.ما لم يخبرني به مصطفى وعرفته لاحقاً من خلال زيارة الأخ الأوسط لرهان هو أنه قد تقاعد أبكر قليلاً بحجة قلبه المثقوب والمفجوع بمصائب الدهر، سوَّى أوضاعه المالية في الرياض وقرّر الإقامة في برلين ليبقى قريباً من أولاده وأخوته من جهة وتحت عدسة العناية والمراقبة الطبية المتطوّرة في ألمانيا. بدوري اتخذت قراراً بفسخ عقد عملي كرئيس قسم في شركة إنتاج المكابح والقوابض، بعد أن وجدت فرصة عمل لا تُقاوم، وظيفة الحلم، حلم حياتي، في جنوب ألمانيا الدافئ. حالما استلمت موافقة التعيين الرسميّ من الوزارة عرضت شقتي للبيع عن طريق مكتب العقارات العائد لبنك الادخار الألماني. واقترب عيد الفطر!دعاني مصطفى لزيارتهم، اعتذرت عن تلبية الدعوة بسبب انشغالاتي بالانتقال إلى مدينة جديدة وتحضيراتي للبدء بالعمل الأكثر تطلباً من سابقه. لكني لم أمانع قطعاً أن تسافر رهان بل على العكس، فأنا أعرف أن دعوة الأهل لنا موجهة لها بالدرجة الأولى كما أعرف تماماً حبها الكبير لأبيها ومدى تعلقها به. وجدت في فكرة سفرها لوحدها فرصة أكثر من رائعة للتخلُّص النهائي من هذا الكابوس الذي أعيشه. بمناسبة العيد أهديت زوجتي الآنسة رهان بطاقة سفر بالقطار إلى برلين "ذهاباً" وكذلك قسيمة دفع في استديو التجميل "الشفاه الحمراء" المعروف جيداً في برلين. فرحت رهان بالهدية وشكرتني على اهتمامي بها وبحاجة أهلها لاحتضانها وتغنيجها والعناية بها في فترة العيد، وأضافت بأنها مشتاقة لأبيها وستذهب معه إلى السفارة السورية لتجديد جواز سفرها حتى تتمكن من تمديد تأشيرتها الألمانية لفترة زمنية أطول.أعدت لي كأس شاي أسود ولها كأس زهورات، جلست على الصوفا بجواري، مقابل التلفزيون، أرخت راحة يدها اليسرى على فخذي وصارت تحركها يساراً ويميناً بشكل آلي وهي تتحدث معي عن الدين والله، عن السماء والجنة وعن بطولات القادة المسلمين، بينما أنا غارق في متابعة أخبار الساعة الثامنة مساء.حالما أنهت محاضرتها أخبرتها عن نيتي في البدء من جديد، لوحدي دونها، حياة جديدة بشكل كامل مع عمل جديد في مدينة جديدة. حين تهيأ لي أنها لم تستوعب مقصدي قلت لها أنني أرغب بالانفصال السلمي عنها لمدة عام كامل كي أتمكن بعد ذلك من تقديم طلب الطلاق الرسمي. تمتمت رهان بحزن وتهديد مبطن: "علينا أن نفترق إذاً!". وضّبت رهان في حقيبتين كبيرتين ما خفّ وزنه وغلا ثمنه: أغراضها الشخصية، بعض ملابسها وأحذيتها، مجوهراتها كلها، هداياها، كامل أوراقها الشخصية.أوصلتها إلى محطة القطارات المركزية وودّعتها متمنياً لها السعادة والتوفيق في حياتها القادمة، بدت في تلك اللحظة متماسكة وواثقة من نفسها ومن محبتها لله، سمعتها تقول: "الكامل في المعرفة محروم من الحظ ... ". في الساعة الثانية بعد الظهر انطلق القطار السريع وعلى متنه كائن غريب الأطوار. ......
#اللَّوْز
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=744830
الحوار المتمدن
علي دريوسي - جسر اللَّوْز 49
علي دريوسي : جسر اللَّوْز 50
#الحوار_المتمدن
#علي_دريوسي بعد حوالي ساعة اتصلت بي رهان من القطار وبكت لأنها نسيت وثائقها ومستنداتها الخاصة في البيت أو لعلها فقدتها في مكان ما. أقلقني الأمر وتوجهت على الفور إلى محطة القطار وبحثت هناك في كل مكان عن حقيبتها، بعد حوالي نصف ساعة من البحث تذكرت إمرأة تعمل في مخبز المحطة أن شخص قد وجدها وأحب تسليمها في مكتب المفقودات، أخبرت رهان حالاً كي تهدأ ووعدتها بأن أرسل لها الحقيبة في الصباح بالبريد المضمون. في المساء كتبت لي: "وصلت إلى برلين، تذكر كلامي يا سيدي أحمد".وفي الساعة الثانية والنصف صباحاً كتبت لي إيميلاً أوضحت فيه أنها لا تزال مغرمة جداً بي وأنها ليست طامعة بمالي وجنسيتي، وإذا ما كان هذا الشيء هو ما يقلقني فهي مستعدة بدافع الحب لتوقيع اتفاق قانوني لتنظيم هذه النقاط، بمثابة تدبير احترازي وضمانة لكلا الطرفين. بعد ذلك وخلال عدة أيام أرسلت لي عبر هاتفها عشرات الرسائل القصيرة الغريبة والتي بالطبع لم أرد عليها مطلقاً، كان محتواها واحداً يشبه هذا النمط: "في هذه الحياة وكذلك بعد الموت ستحاول عزيزتك رهان سداد ذنوبك أمام القاضي تعالى، ولا يهم إذا كنت تحبها أم لا، فهي تحبك ولذا تنصحك أن تتبع نور الحياة ولا تضيع".ولكي أقطع الشك باليقين أرسلت لها هذ الإيميل:عزيزتي رهان، أطلب منك بأدب جم التوقف عن إرسال رسائلك النصية واستثمار طاقتك في عمل لائق ومفيد، هذه هي المرة الأخيرة التي أكتب لك شيئاً، يحب أن تستيقظي من نومة أهل الكهف هذه، انفصلت عنك إلى أبد الآبدين، أعتقد أن رسالة الانفصال الرسميّ القانوني قد وصلتك من محاميتي حتماً، نحن الآن منفصلون عن بعض بالسكن وطاولة الطعام والسرير، يهدف هذا الانفصال إلى خلق أساس قانوني لطلاق لاحق، أريد أن أكون وحدي، لا أحبك، أشعر بعدم الارتياح تجاهك كزوجة، لم نكن سعداء مطلقاً، لم نتفاهم، حاولت بمحبة أن يكون لي علاقة حميمة معك دون فائدة، جعلت حياتي جحيماً لا يُطاق من خلال الخلاف المستمر غير المبرر وعدم الرضا وقداسة جسدك، بذلت قصارى جهدي من أجل مساعدتك وحمايتك، مولت حياتنا بسخاء، كل محاولاتي لإنقاذ زواجنا باءت بالفشل، سأتركك للأبد، لن أحاول رؤيتك ثانيةً ما حييت، لا ينبغي أن نلوم أنفسنا، هذا قدرنا علينا أن نقبل به دون نقاشات عقيمة، أتمنى أن ننفصل بطريقة ودية وسلمية مثل الأشخاص البالغين المحترمين، بدون محامين ومشاكل أو أضرار متبادلة. آمل أن أتمكن من التوصل إلى اتفاق معكم في هذا الشأن، سأكون مستعداً لأن أدفع لك أي شيء يتطلبه القانون مني، أنا لست عدوك ولن أكونه أبداً، أحترمك كإنسان وأحترم أداءك في الحياة، أنت قوية جداً لدرجة أنك قادرة على الاستمرار والنهوض دون مساعدة أحد. مع أطيب التمنيات من أحمدحاول أهلها في الشوط الأول التدخل للمصالحة بيننا دون جدوى، وفي الشوط الثاني شنوا ضدي حملات تخوين وتهديد واتهام، كلفتني الكثير من الوقت وحرق الأعصاب. واستمر الحال على هذا الموال ...بعد حوالي سبعين يوماً مرت على انفصالنا، تحديداً في اليوم الأول لعيد الأضحى المبارك، انتحرت أو لربما قُتلت رهان في الشقة التي استأجرها لها الأب مصطفى، ماتت وهي تتعبد ربها في حوض الاستحمام. قال مصطفى وهو يبكيها بسخاء ـ كما نقلت الجريدة البرلينية: "في تلك الساعة المشؤومة كنت في شقتها، جئت لإحضارها إلينا بسيارتي، كانت ابنتي وحبيبتي الطاهرة تصلي صلاة أول أيام العيد في مغطس الحمّام حين اختنقت من بخار الماء الساخن وغرقت". تقرير الطب الشرعي أثبت بعد عدة أيام أنها لم تنتحر بل قُتلت على يدي الذئب الخائن مصطفى.يتب ......
#اللَّوْز
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=744977
#الحوار_المتمدن
#علي_دريوسي بعد حوالي ساعة اتصلت بي رهان من القطار وبكت لأنها نسيت وثائقها ومستنداتها الخاصة في البيت أو لعلها فقدتها في مكان ما. أقلقني الأمر وتوجهت على الفور إلى محطة القطار وبحثت هناك في كل مكان عن حقيبتها، بعد حوالي نصف ساعة من البحث تذكرت إمرأة تعمل في مخبز المحطة أن شخص قد وجدها وأحب تسليمها في مكتب المفقودات، أخبرت رهان حالاً كي تهدأ ووعدتها بأن أرسل لها الحقيبة في الصباح بالبريد المضمون. في المساء كتبت لي: "وصلت إلى برلين، تذكر كلامي يا سيدي أحمد".وفي الساعة الثانية والنصف صباحاً كتبت لي إيميلاً أوضحت فيه أنها لا تزال مغرمة جداً بي وأنها ليست طامعة بمالي وجنسيتي، وإذا ما كان هذا الشيء هو ما يقلقني فهي مستعدة بدافع الحب لتوقيع اتفاق قانوني لتنظيم هذه النقاط، بمثابة تدبير احترازي وضمانة لكلا الطرفين. بعد ذلك وخلال عدة أيام أرسلت لي عبر هاتفها عشرات الرسائل القصيرة الغريبة والتي بالطبع لم أرد عليها مطلقاً، كان محتواها واحداً يشبه هذا النمط: "في هذه الحياة وكذلك بعد الموت ستحاول عزيزتك رهان سداد ذنوبك أمام القاضي تعالى، ولا يهم إذا كنت تحبها أم لا، فهي تحبك ولذا تنصحك أن تتبع نور الحياة ولا تضيع".ولكي أقطع الشك باليقين أرسلت لها هذ الإيميل:عزيزتي رهان، أطلب منك بأدب جم التوقف عن إرسال رسائلك النصية واستثمار طاقتك في عمل لائق ومفيد، هذه هي المرة الأخيرة التي أكتب لك شيئاً، يحب أن تستيقظي من نومة أهل الكهف هذه، انفصلت عنك إلى أبد الآبدين، أعتقد أن رسالة الانفصال الرسميّ القانوني قد وصلتك من محاميتي حتماً، نحن الآن منفصلون عن بعض بالسكن وطاولة الطعام والسرير، يهدف هذا الانفصال إلى خلق أساس قانوني لطلاق لاحق، أريد أن أكون وحدي، لا أحبك، أشعر بعدم الارتياح تجاهك كزوجة، لم نكن سعداء مطلقاً، لم نتفاهم، حاولت بمحبة أن يكون لي علاقة حميمة معك دون فائدة، جعلت حياتي جحيماً لا يُطاق من خلال الخلاف المستمر غير المبرر وعدم الرضا وقداسة جسدك، بذلت قصارى جهدي من أجل مساعدتك وحمايتك، مولت حياتنا بسخاء، كل محاولاتي لإنقاذ زواجنا باءت بالفشل، سأتركك للأبد، لن أحاول رؤيتك ثانيةً ما حييت، لا ينبغي أن نلوم أنفسنا، هذا قدرنا علينا أن نقبل به دون نقاشات عقيمة، أتمنى أن ننفصل بطريقة ودية وسلمية مثل الأشخاص البالغين المحترمين، بدون محامين ومشاكل أو أضرار متبادلة. آمل أن أتمكن من التوصل إلى اتفاق معكم في هذا الشأن، سأكون مستعداً لأن أدفع لك أي شيء يتطلبه القانون مني، أنا لست عدوك ولن أكونه أبداً، أحترمك كإنسان وأحترم أداءك في الحياة، أنت قوية جداً لدرجة أنك قادرة على الاستمرار والنهوض دون مساعدة أحد. مع أطيب التمنيات من أحمدحاول أهلها في الشوط الأول التدخل للمصالحة بيننا دون جدوى، وفي الشوط الثاني شنوا ضدي حملات تخوين وتهديد واتهام، كلفتني الكثير من الوقت وحرق الأعصاب. واستمر الحال على هذا الموال ...بعد حوالي سبعين يوماً مرت على انفصالنا، تحديداً في اليوم الأول لعيد الأضحى المبارك، انتحرت أو لربما قُتلت رهان في الشقة التي استأجرها لها الأب مصطفى، ماتت وهي تتعبد ربها في حوض الاستحمام. قال مصطفى وهو يبكيها بسخاء ـ كما نقلت الجريدة البرلينية: "في تلك الساعة المشؤومة كنت في شقتها، جئت لإحضارها إلينا بسيارتي، كانت ابنتي وحبيبتي الطاهرة تصلي صلاة أول أيام العيد في مغطس الحمّام حين اختنقت من بخار الماء الساخن وغرقت". تقرير الطب الشرعي أثبت بعد عدة أيام أنها لم تنتحر بل قُتلت على يدي الذئب الخائن مصطفى.يتب ......
#اللَّوْز
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=744977
الحوار المتمدن
علي دريوسي - جسر اللَّوْز 50
علي دريوسي : جسر اللَّوْز 51
#الحوار_المتمدن
#علي_دريوسي انتهى عيد الأضحى وانتهت معه حياة المِسكينة الخاضعة رهان.مضت تسعة أيام على قصة موتها الشنيع على يدي أبيها الأمير مصطفى.كانت السيارة تنهب الطريق صباحاً والمطر يهمي. في تلك اللحظة كنت جالساً إلى جانب صديقتي تولين في طريقنا من شمال غرب ألمانيا إلى أقصى جنوبها. تولين تقود السيارة بهدوء وثقة دون أن تنبس بكلمة وأنا أستمع إلى موسيقى تصدح من مسجّل السيارة، أنظر عبر زجاج النافذة المغبَّش دون تركيز وأفكر بما ينتظرني في المدينة الجديدة آملاً أن تكون محطتي الأخيرة، تعبت وسئمت في السنوات الأخيرة من كثرة التنقل بحكم العمل والدراسة. اتفقت مع تولين على قضاء أيام ثلاثة في أحد فنادق المدينة لنبحث عن بيت لي للاستئجار، ريثما أكون قد انطلقت بعملي الجديد وتعرفت على المدينة، في الخطوة اللاحقة سأشتري شقة حتماً. تمتمت دون أن أتوقع منها إجابة: "أسنتمكن في هذا الوقت القصير من إيجاد شقة في هذه المدينة الصغيرة المزدحمة؟"ردّت عليّ وعيناها مصمغتين على الاوستراد أمامها: "لا تقلق سنستأجر لك على الأقل غرفة في بنسيون". أمضيت ليلة البارحة في منزل تولين العائلي، كانت ليلة استرخائية ممتعة. استيقظنا باكراً، طلبت تكسي تقلنا إلى شركة تأجير سيارات، لا أحد يرغب بإرهاق سيارته الخاصة بالمسافات الطويلة، استأجرت سيارة "فورد" حديثة مؤمنة بشكل كامل لثلاثة أيام. بعد مضي حوالي ساعة على سفرنا أحسّت تولين بضغط غير مريح في مثانتها، أعلمتني عن رغبتها بالتوقف أمام مطعم محطة الوقود القادمة، ذهب كلانا إلى دورة المياه ثم إلى كافتيريا المحطة لشراء كوبين من القهوة، وقفنا ندخن مع القهوة ذات المذاق الصباحي الرائع، تولين مدمنة قهوة وسجائر وجنس دون قُبَل.دخلنا المدينة بعد سفر متواصل لعدة ساعات، توجهنا إلى قلعتها التي حُولت إلى فندق بأسعار زهيدة والمعروف باسم "يوغند هيربيرغه"، حين علمنا أن آخرين قد يشاركوننا بالغرفة توجهنا إلى مركز المدينة للبحث عن غرفة نظامية في أحد الأوتيلات المعدودة على أصابع اليد الواحدة، بعد لأي وجدنا غرفة في أوتيل يونيون في الشارع الرئيسي للمدينة، ذهبنا لتناول الطعام وعدنا إلى الغرفة.كنا مرهقين من السفر المتعب، استحممنا سوية، تحت رذاذ الماء الساخن انحنت الرعْبُوبة تولين بجذعها إلى الأمام والأسفل وكأنها تقطف لباس القطة من تحت أشجار الزيتون في جبال تركيا الساحلية، بينما استلقت ساعدي اليمنى على كَفَلها وأمسكت أصابع يدي اليسرى شعرها القصير، وشرع جسدي بالحركة مثل مكبس بلوك في معمل ضيق لإنتاج الخفان (حجارة البناء).قبل أن أغفو فكرت في خيالي أن تولين ـ رغم طيبتها وأصالتها ـ ليست المرأة التي أرغب بوجودها إلى جواري في حياتي القادمة، وهي كانت متأكدة من ذلك، خاصة بعد أن أخبرتها أنني راحل إلى الجنوب، واحدة مثلها غير قادرة على الولاء لرجل حر مثلي حتى لو أرادت، حب الرجل للمرأة اهتمام وحب المرأة للرجل ولاء، هذه هي رؤيتي للحب في جانب رئيسي من جوانبه، وتولين أرملة شابة مسؤولة عن رعاية طفليها والعناية بأمها، لا تملك الوقت دائماً ولا حرية الحركة وتغيير السكن والعمل والتنقل جغرافياً، تعمل نصف دوام في شركة لبيع الأحذية. تولين إمراة ألمانية الولادة والمنشأ، هي الوسطى بين خمسة أشقاء، هاجر أبواها من تركيا في منتصف العقد الثامن من القرن الماضي للعمل في ألمانيا وتحسين ظروفهما الاقتصادية.يتبع ......
#اللَّوْز
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=745181
#الحوار_المتمدن
#علي_دريوسي انتهى عيد الأضحى وانتهت معه حياة المِسكينة الخاضعة رهان.مضت تسعة أيام على قصة موتها الشنيع على يدي أبيها الأمير مصطفى.كانت السيارة تنهب الطريق صباحاً والمطر يهمي. في تلك اللحظة كنت جالساً إلى جانب صديقتي تولين في طريقنا من شمال غرب ألمانيا إلى أقصى جنوبها. تولين تقود السيارة بهدوء وثقة دون أن تنبس بكلمة وأنا أستمع إلى موسيقى تصدح من مسجّل السيارة، أنظر عبر زجاج النافذة المغبَّش دون تركيز وأفكر بما ينتظرني في المدينة الجديدة آملاً أن تكون محطتي الأخيرة، تعبت وسئمت في السنوات الأخيرة من كثرة التنقل بحكم العمل والدراسة. اتفقت مع تولين على قضاء أيام ثلاثة في أحد فنادق المدينة لنبحث عن بيت لي للاستئجار، ريثما أكون قد انطلقت بعملي الجديد وتعرفت على المدينة، في الخطوة اللاحقة سأشتري شقة حتماً. تمتمت دون أن أتوقع منها إجابة: "أسنتمكن في هذا الوقت القصير من إيجاد شقة في هذه المدينة الصغيرة المزدحمة؟"ردّت عليّ وعيناها مصمغتين على الاوستراد أمامها: "لا تقلق سنستأجر لك على الأقل غرفة في بنسيون". أمضيت ليلة البارحة في منزل تولين العائلي، كانت ليلة استرخائية ممتعة. استيقظنا باكراً، طلبت تكسي تقلنا إلى شركة تأجير سيارات، لا أحد يرغب بإرهاق سيارته الخاصة بالمسافات الطويلة، استأجرت سيارة "فورد" حديثة مؤمنة بشكل كامل لثلاثة أيام. بعد مضي حوالي ساعة على سفرنا أحسّت تولين بضغط غير مريح في مثانتها، أعلمتني عن رغبتها بالتوقف أمام مطعم محطة الوقود القادمة، ذهب كلانا إلى دورة المياه ثم إلى كافتيريا المحطة لشراء كوبين من القهوة، وقفنا ندخن مع القهوة ذات المذاق الصباحي الرائع، تولين مدمنة قهوة وسجائر وجنس دون قُبَل.دخلنا المدينة بعد سفر متواصل لعدة ساعات، توجهنا إلى قلعتها التي حُولت إلى فندق بأسعار زهيدة والمعروف باسم "يوغند هيربيرغه"، حين علمنا أن آخرين قد يشاركوننا بالغرفة توجهنا إلى مركز المدينة للبحث عن غرفة نظامية في أحد الأوتيلات المعدودة على أصابع اليد الواحدة، بعد لأي وجدنا غرفة في أوتيل يونيون في الشارع الرئيسي للمدينة، ذهبنا لتناول الطعام وعدنا إلى الغرفة.كنا مرهقين من السفر المتعب، استحممنا سوية، تحت رذاذ الماء الساخن انحنت الرعْبُوبة تولين بجذعها إلى الأمام والأسفل وكأنها تقطف لباس القطة من تحت أشجار الزيتون في جبال تركيا الساحلية، بينما استلقت ساعدي اليمنى على كَفَلها وأمسكت أصابع يدي اليسرى شعرها القصير، وشرع جسدي بالحركة مثل مكبس بلوك في معمل ضيق لإنتاج الخفان (حجارة البناء).قبل أن أغفو فكرت في خيالي أن تولين ـ رغم طيبتها وأصالتها ـ ليست المرأة التي أرغب بوجودها إلى جواري في حياتي القادمة، وهي كانت متأكدة من ذلك، خاصة بعد أن أخبرتها أنني راحل إلى الجنوب، واحدة مثلها غير قادرة على الولاء لرجل حر مثلي حتى لو أرادت، حب الرجل للمرأة اهتمام وحب المرأة للرجل ولاء، هذه هي رؤيتي للحب في جانب رئيسي من جوانبه، وتولين أرملة شابة مسؤولة عن رعاية طفليها والعناية بأمها، لا تملك الوقت دائماً ولا حرية الحركة وتغيير السكن والعمل والتنقل جغرافياً، تعمل نصف دوام في شركة لبيع الأحذية. تولين إمراة ألمانية الولادة والمنشأ، هي الوسطى بين خمسة أشقاء، هاجر أبواها من تركيا في منتصف العقد الثامن من القرن الماضي للعمل في ألمانيا وتحسين ظروفهما الاقتصادية.يتبع ......
#اللَّوْز
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=745181
الحوار المتمدن
علي دريوسي - جسر اللَّوْز 51
علي دريوسي : جسر اللَّوْز 52
#الحوار_المتمدن
#علي_دريوسي تعرفت على تولين خلال علاقتي الزوجية المسطّحة مع رهان.كنت يومها قافلاً من مؤتمر علمي في مدينة ميونخ ممثلاً عن الشركة التي أعمل فيها. كنت في طريقي إلى بيتي الكئيب، هناك كانت زوجتي رهان تنتىظرني. بلغ قطار المسافرين محطته الأخيرة في السادسة مساء. نزلت منه قاصداً بوابة الخروج، داعبتني نسائم ربيعية طيبة حين غادرت المحطة، نظرت إلى السماء الصافية ثم ألقيت نظرة مستعجلة على ساعة يدي، أوقدت سيجارة ومشيت ببطء متوجهاً إلى محطة الباص. في المقعد المزدوج الأول خلف السائق جلست إمرأتان، أم واِبنتها. بدت الأم في منتصف عقدها السابع، شرقية، قروية بلباسها وتقاسيم وجهها. أما الاِبنة فقد بدت في نهاية عقدها الثالث، ممتلئة الجسم، غضَّة، طويلة القدّ، متحررة النظرات والوجه والملبس، شعرها أسود، عيناها سوداوتان وشفتاها ورديتان جميلتان حرّتان. أرخيت جسدي المتعب في المقعد الفارغ خلفهما وانشغلت بهمومي. أدارت وجهها باتجاهي وابتسمت لي عيناها. شعرت بحبل حميمي يربطنا برفق. خجلت من أحاسيسي تجاهها إذ بعد دقائق سأكون جالساً مقابل زوجتي رهان وسأتعشى معها أكلتها المشهورة "أرز مع بازلاء". سمعتهما تجمجمان بلغة مشاكسة، وصل مسمعي كلمات: خاشوقة وكنافة وبشكير ... عرفت من خلالها بأنهما تتكلمان اللغة التركية. حشرت نفسي بحديثهما مقاطعاً ومخاطباً الاِبنة بالألمانية: "أأنت من تركيا؟"أجابتني بلطف: "أهلي من تركيا".بعد حديث قصير أقنعتها أني أعيش وحيداً، أعطيتها عنوان إيميلي وأعطتني بدورها بطاقة عليها اسمها ورقم تلفونها وعنوان إيميلها وأخذت تتمتم: "كونك ما زلت عازباً سأدعوك قريباً لتناول الطعام التركي في منزلي".شكرتها وسألت من باب المجاملة: "وماذا ستطبخين لي!؟" نهضت استعداداً للنزول في المحطة القادمة، حدّقت بي وابتسامة حيرة لا تفارق وجهها الجميل ثم قالت: "سأطبخ لك بامياء خضراء مع رز ولحمة، وستكون التحلية بقلاوة، لا تنس أن تهاتفني". رمقت قامتها الهيفاء بنظرة فاحصة وقلت بسعادة مراهق: "سأتصل بك قريباً حتماً".في الحقيقة لم أتصل بها، أكره استخدام التلفون، كتبت لها، في الحقيقة لم أكتب لها، كنت دائم الانشغال بمصائبي مع رهان، أرسلت لها مقطعاً من قصيدة لجبران وكتبت أننا في بداية تعارف وليس لدي ما أخبرها به. تعاملتْ تولين مع مفردتاي الخفيفة بجدية كما يفعل كل ألماني وكتبت لي شيئاً: مرحبا أحمد،أشكرك على إيميلك وعلى القصيدة المعبرة لخليل جبران.لدي له كتيب "النبي" (لقد قرأته بالفعل وبتركيز، جميل جداً لكنه متطلب جداً) ولدي أيضاً مجموعة من القصائد له (التي لم أقرأها بعد).هل قرأت شيئاً من كتابات ناظم حكمت أو عزيز نيسين؟ نعم، نحن ما زلنا في البداية. كانت شجاعة كبيرة منك أن تتحدث إلي في الباص. وكما لاحظت أنت، لم أقل على الفور "لا، اتركني وشأني"، بل كنت أشعر بالفضول عما تريد أن تسألني عنه، وقبل كل شيء كيف ستسألني. تكلمت معك بوجود أمي رغم تزمتها ووثقت بك إلى الحد الذي جعلني أعطيك فيه رقم هاتف شقتي، وهذا يُظهر أنني كنت أقدّرك على أنك أهل للثقة وأرجو ألا يخيب أملي مع الأيام.دعنا نعطي الوقت لهذه العلاقة الوليدة ولنمضي في طريقها ببطء وهدوء. أريد أن أخبرك بأنني لست من النوع العفوي، ومع هذا فقد كنت في الباص بالفعل عفوية في تصرفاتي إلى حد كبير. تحياتي الحارة تولين ......
#اللَّوْز
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=745454
#الحوار_المتمدن
#علي_دريوسي تعرفت على تولين خلال علاقتي الزوجية المسطّحة مع رهان.كنت يومها قافلاً من مؤتمر علمي في مدينة ميونخ ممثلاً عن الشركة التي أعمل فيها. كنت في طريقي إلى بيتي الكئيب، هناك كانت زوجتي رهان تنتىظرني. بلغ قطار المسافرين محطته الأخيرة في السادسة مساء. نزلت منه قاصداً بوابة الخروج، داعبتني نسائم ربيعية طيبة حين غادرت المحطة، نظرت إلى السماء الصافية ثم ألقيت نظرة مستعجلة على ساعة يدي، أوقدت سيجارة ومشيت ببطء متوجهاً إلى محطة الباص. في المقعد المزدوج الأول خلف السائق جلست إمرأتان، أم واِبنتها. بدت الأم في منتصف عقدها السابع، شرقية، قروية بلباسها وتقاسيم وجهها. أما الاِبنة فقد بدت في نهاية عقدها الثالث، ممتلئة الجسم، غضَّة، طويلة القدّ، متحررة النظرات والوجه والملبس، شعرها أسود، عيناها سوداوتان وشفتاها ورديتان جميلتان حرّتان. أرخيت جسدي المتعب في المقعد الفارغ خلفهما وانشغلت بهمومي. أدارت وجهها باتجاهي وابتسمت لي عيناها. شعرت بحبل حميمي يربطنا برفق. خجلت من أحاسيسي تجاهها إذ بعد دقائق سأكون جالساً مقابل زوجتي رهان وسأتعشى معها أكلتها المشهورة "أرز مع بازلاء". سمعتهما تجمجمان بلغة مشاكسة، وصل مسمعي كلمات: خاشوقة وكنافة وبشكير ... عرفت من خلالها بأنهما تتكلمان اللغة التركية. حشرت نفسي بحديثهما مقاطعاً ومخاطباً الاِبنة بالألمانية: "أأنت من تركيا؟"أجابتني بلطف: "أهلي من تركيا".بعد حديث قصير أقنعتها أني أعيش وحيداً، أعطيتها عنوان إيميلي وأعطتني بدورها بطاقة عليها اسمها ورقم تلفونها وعنوان إيميلها وأخذت تتمتم: "كونك ما زلت عازباً سأدعوك قريباً لتناول الطعام التركي في منزلي".شكرتها وسألت من باب المجاملة: "وماذا ستطبخين لي!؟" نهضت استعداداً للنزول في المحطة القادمة، حدّقت بي وابتسامة حيرة لا تفارق وجهها الجميل ثم قالت: "سأطبخ لك بامياء خضراء مع رز ولحمة، وستكون التحلية بقلاوة، لا تنس أن تهاتفني". رمقت قامتها الهيفاء بنظرة فاحصة وقلت بسعادة مراهق: "سأتصل بك قريباً حتماً".في الحقيقة لم أتصل بها، أكره استخدام التلفون، كتبت لها، في الحقيقة لم أكتب لها، كنت دائم الانشغال بمصائبي مع رهان، أرسلت لها مقطعاً من قصيدة لجبران وكتبت أننا في بداية تعارف وليس لدي ما أخبرها به. تعاملتْ تولين مع مفردتاي الخفيفة بجدية كما يفعل كل ألماني وكتبت لي شيئاً: مرحبا أحمد،أشكرك على إيميلك وعلى القصيدة المعبرة لخليل جبران.لدي له كتيب "النبي" (لقد قرأته بالفعل وبتركيز، جميل جداً لكنه متطلب جداً) ولدي أيضاً مجموعة من القصائد له (التي لم أقرأها بعد).هل قرأت شيئاً من كتابات ناظم حكمت أو عزيز نيسين؟ نعم، نحن ما زلنا في البداية. كانت شجاعة كبيرة منك أن تتحدث إلي في الباص. وكما لاحظت أنت، لم أقل على الفور "لا، اتركني وشأني"، بل كنت أشعر بالفضول عما تريد أن تسألني عنه، وقبل كل شيء كيف ستسألني. تكلمت معك بوجود أمي رغم تزمتها ووثقت بك إلى الحد الذي جعلني أعطيك فيه رقم هاتف شقتي، وهذا يُظهر أنني كنت أقدّرك على أنك أهل للثقة وأرجو ألا يخيب أملي مع الأيام.دعنا نعطي الوقت لهذه العلاقة الوليدة ولنمضي في طريقها ببطء وهدوء. أريد أن أخبرك بأنني لست من النوع العفوي، ومع هذا فقد كنت في الباص بالفعل عفوية في تصرفاتي إلى حد كبير. تحياتي الحارة تولين ......
#اللَّوْز
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=745454
الحوار المتمدن
علي دريوسي - جسر اللَّوْز 52
علي دريوسي : جسر اللَّوْز 53
#الحوار_المتمدن
#علي_دريوسي في الإيميل الثاني كتبت تولين لي:عزيزي أحمد،كان لدي الوقت لبضعة أيام خلت للتفكير في بعض الأشياء وأردت أن أخبرك عنها اليوم.يجب أن أقول لك أولاً بأنني خائفة قليلاً! أعيش وحدي منذ حوالي سبع سنوات وخلال هذا الوقت تعلمت أن أكون أكثر استقلالية مما كنت عليه من قبل. هذا له جوانب جيدة، من بين أشياء أخرى، لأنني أستطيع أن أقرّر بنفسي ما أريد أن أفعله ومتى وكيف، وأعتقد أن هذا الأمر لطيف للغاية.لكن اليوم، ومنذ رأيتك، أنظر إلى هاتفي وأفتح إيميلي مراراً، لأرى إذا كنت قد اتصلت أو أرسلت لي كلمة، وهذا يرهقني. أنت تدخر كثيراً مع الكلمة المكتوبة! لما أنت بخيل هكذا؟ لماذا لا تكتب لي بإسهاب كما أكتب لك؟ حتى عندما كنت طفلة كنت أحب أن أكون بمفردي ولا أشعر بعدم الارتياح لكوني بمفردي، خاصة وأن لدي الكثير من الأصدقاء. ومع ذلك، في بعض الأحيان، أود أن يكون شخص ما بجانبي، لكنني لم أعد أرغب في الاستغناء عن حريتي في اتخاذ القرار، الحرية التي جربتها واختبرتها لعدة سنوات. لكن ربما تكون هذه هي المشكلة الأقل بالنسبة لي.لدي مخاوف في علاقات وجوانب أخرى: لدي طفلان، يعقوب عمره ثماني سنوات وماريا تسع سنوات، هما ناضجان بالفعل، ويستطيعان الاعتماد على نفسيهما، يمكنني أن أبدأ ببطء في القيام ببعض الأشياء (مثل الرقص مساءً) التي لم أتمكن من القيام بها منذ سنوات. أستمتع بوظيفتي الجديدة، لم يكن العثور عليها سهلاً. أعتقد أن مدير الشركة يعتمد عليّ، سأعمل قريباً بدوام كامل، لأن طفلاي كبرا قليلاً وتجاوزا تلك المرحلة التي يمرض الطفل فيها كثيراً وتضطر الأم بذلك للتغيب عن عملها. في الحقيقة لا أرغب في إنجاب المزيد من الأطفال. لم أضطر أبداً إلى تناول وسائل منع الحمل في حياتي حتى الآن، لا أحب ابتلاع الهرمونات الاصطناعية (حبوب منع الحمل) أو إجراء أي تدخلات في جسدي (تركيب اللولب مثلاً).لن تكون الحياة بالنسبة لك مريحة معي. منذ زمن كنت قد طلبت من الله أن يرسل لي رجلاً متديناً حتى نتمكن من البحث عن الله معاً وندعم بعضنا البعض، لعل أمنياتي غير واقعية، والآن لا أعرف ما الذي يجب أن يوضحه لي الاجتماع معك، ما هي الرسالة التي ينبغي أن أفهمها!ثم أخاف أن يرن سؤالك في أذني قريباً "وأين مكاني بينكم؟".لقد أعدت ترتيب بيتنا الصغير في ديسمبر الماضي لتلبية احتياجاتنا، أعني احتياجات أمي وأطفالي وأنا، أين وكيف يمكنني استيعاب شخص جديد في عائلتي دون الاضطرار إلى التخلي عن هذه الأشياء المهمة بالنسبة لي؟ هذا يجعلني غير آمنة، على الرغم من إيماني بأن الحياة متغيرة وليست ساكنة.أرجو أن تفهم كلماتي جيداً فأنا لا أقصد أن أؤذيك بأفكاري. روحان متناقضتان تعشعشان للأسف في صدري، ما تحلم به الأولى تهابه الثانية. تريد الأولى شريكاً محباً وموثوقاً ومثيراً للاهتمام، بينما تخشى الثانية التغييرات التي ستنجم عن ذلك.الآن ومنذ عدة أيام أقوم بتحريف وتقليب هذه الأفكار والأسئلة ذهاباً وإياباً في رأسي ولم أتوصل إلى نتيجة مرضية.أسهل لي أن أكون وحدي، هل هو الحل الأفضل؟ لا أعلم.ربما ينبغي أن أترك قلبي يلعب ويمرح أكثر قليلاً وأن أعطي رأسي بعض الراحة.كن بخير، إلى لقاء قريب.تولين>>>ولأنني لا أحب كتابة الإيميلات فقد قررت أن أختصر الطريق وأقبل دعوة تولين للغداء. استقبلتني تولين بأريحية، كانت وحدها في المنزل، شعرت بأني أعرفها منذ زمن، عاملتني كأني زوجها، لم تستغرب هيئتي، شرعت ترقص وهي تضع الصحون على الطاولة، الرقص كما أراه هو نوع خاص من الثقة والإثارة الجنس ......
#اللَّوْز
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=745787
#الحوار_المتمدن
#علي_دريوسي في الإيميل الثاني كتبت تولين لي:عزيزي أحمد،كان لدي الوقت لبضعة أيام خلت للتفكير في بعض الأشياء وأردت أن أخبرك عنها اليوم.يجب أن أقول لك أولاً بأنني خائفة قليلاً! أعيش وحدي منذ حوالي سبع سنوات وخلال هذا الوقت تعلمت أن أكون أكثر استقلالية مما كنت عليه من قبل. هذا له جوانب جيدة، من بين أشياء أخرى، لأنني أستطيع أن أقرّر بنفسي ما أريد أن أفعله ومتى وكيف، وأعتقد أن هذا الأمر لطيف للغاية.لكن اليوم، ومنذ رأيتك، أنظر إلى هاتفي وأفتح إيميلي مراراً، لأرى إذا كنت قد اتصلت أو أرسلت لي كلمة، وهذا يرهقني. أنت تدخر كثيراً مع الكلمة المكتوبة! لما أنت بخيل هكذا؟ لماذا لا تكتب لي بإسهاب كما أكتب لك؟ حتى عندما كنت طفلة كنت أحب أن أكون بمفردي ولا أشعر بعدم الارتياح لكوني بمفردي، خاصة وأن لدي الكثير من الأصدقاء. ومع ذلك، في بعض الأحيان، أود أن يكون شخص ما بجانبي، لكنني لم أعد أرغب في الاستغناء عن حريتي في اتخاذ القرار، الحرية التي جربتها واختبرتها لعدة سنوات. لكن ربما تكون هذه هي المشكلة الأقل بالنسبة لي.لدي مخاوف في علاقات وجوانب أخرى: لدي طفلان، يعقوب عمره ثماني سنوات وماريا تسع سنوات، هما ناضجان بالفعل، ويستطيعان الاعتماد على نفسيهما، يمكنني أن أبدأ ببطء في القيام ببعض الأشياء (مثل الرقص مساءً) التي لم أتمكن من القيام بها منذ سنوات. أستمتع بوظيفتي الجديدة، لم يكن العثور عليها سهلاً. أعتقد أن مدير الشركة يعتمد عليّ، سأعمل قريباً بدوام كامل، لأن طفلاي كبرا قليلاً وتجاوزا تلك المرحلة التي يمرض الطفل فيها كثيراً وتضطر الأم بذلك للتغيب عن عملها. في الحقيقة لا أرغب في إنجاب المزيد من الأطفال. لم أضطر أبداً إلى تناول وسائل منع الحمل في حياتي حتى الآن، لا أحب ابتلاع الهرمونات الاصطناعية (حبوب منع الحمل) أو إجراء أي تدخلات في جسدي (تركيب اللولب مثلاً).لن تكون الحياة بالنسبة لك مريحة معي. منذ زمن كنت قد طلبت من الله أن يرسل لي رجلاً متديناً حتى نتمكن من البحث عن الله معاً وندعم بعضنا البعض، لعل أمنياتي غير واقعية، والآن لا أعرف ما الذي يجب أن يوضحه لي الاجتماع معك، ما هي الرسالة التي ينبغي أن أفهمها!ثم أخاف أن يرن سؤالك في أذني قريباً "وأين مكاني بينكم؟".لقد أعدت ترتيب بيتنا الصغير في ديسمبر الماضي لتلبية احتياجاتنا، أعني احتياجات أمي وأطفالي وأنا، أين وكيف يمكنني استيعاب شخص جديد في عائلتي دون الاضطرار إلى التخلي عن هذه الأشياء المهمة بالنسبة لي؟ هذا يجعلني غير آمنة، على الرغم من إيماني بأن الحياة متغيرة وليست ساكنة.أرجو أن تفهم كلماتي جيداً فأنا لا أقصد أن أؤذيك بأفكاري. روحان متناقضتان تعشعشان للأسف في صدري، ما تحلم به الأولى تهابه الثانية. تريد الأولى شريكاً محباً وموثوقاً ومثيراً للاهتمام، بينما تخشى الثانية التغييرات التي ستنجم عن ذلك.الآن ومنذ عدة أيام أقوم بتحريف وتقليب هذه الأفكار والأسئلة ذهاباً وإياباً في رأسي ولم أتوصل إلى نتيجة مرضية.أسهل لي أن أكون وحدي، هل هو الحل الأفضل؟ لا أعلم.ربما ينبغي أن أترك قلبي يلعب ويمرح أكثر قليلاً وأن أعطي رأسي بعض الراحة.كن بخير، إلى لقاء قريب.تولين>>>ولأنني لا أحب كتابة الإيميلات فقد قررت أن أختصر الطريق وأقبل دعوة تولين للغداء. استقبلتني تولين بأريحية، كانت وحدها في المنزل، شعرت بأني أعرفها منذ زمن، عاملتني كأني زوجها، لم تستغرب هيئتي، شرعت ترقص وهي تضع الصحون على الطاولة، الرقص كما أراه هو نوع خاص من الثقة والإثارة الجنس ......
#اللَّوْز
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=745787
الحوار المتمدن
علي دريوسي - جسر اللَّوْز 53
علي دريوسي : جسر اللَّوْز 54
#الحوار_المتمدن
#علي_دريوسي في صباح اليوم التالي وأثناء تناول الفطور في الفندق أخذنا نقلّب الجرائد بحثاً عن إعلانات لتأجير غرف منفردة أو شقق صغيرة، سجّلت تولين أربعة عناوين، طلبنا قهوة من جديد، دخّنا سجائرنا بروية، ثم بدأت تولين سلسلة اتصالاتها التلفونية بالمؤجرين وتسجيل مواعيد المشاهدة للإطلاع على العروض المقدّمة.انطلقنا بالسيارة إلى موعدنا الأول، كانت الشقة متواضعة المواصفات وغالية الثمن، ومع هذا لم أحظ بها، زرنا خلال فترة الظهيرة ثلاثة عناوين أخرى، دون فائدة، في اليوم الثاني أخذنا موعداً في الرابعة ظهراً لرؤية غرفة في طوق المدينة، هناك في أحد المنازل العائلية الكبيرة الواقعة على سفح جبل مزروع بأشجار العنب التقيا بالسيدة باخ، امرأة في السبعين من عمرها قوية الشخصية تعيش في منزلها مع العشرات من القطط، استقبلتنا بحفاوة وكأنها لم تكن تنتظر منا المجيء حقاً، عملت معنا جولة صغيرة في المنزل أرتنا خلالها غرفتي في الطابق الثاني، غرفة كبيرة بسقف منخفض وجدران خشبية مائلة، فيها سرير عتيق وطاولة، لم تكن الغرفة نظيفة، كانت طبقة غبار تكسو الأرضية وسطح الطاولة، تفوح من جدرانها رائحة لا تطاق، ثم أرتني دورة المياه في الطابق السفلي والمطبخ حيث سأتشارك معها باستعماله، خرجنا من المنزل لنرى الكراج، هناك لمحت سيارتها المرسيدس البيضاء ذات الموديل القديم، عدنا إلى صالون الاستقبال، أعدت لنا القهوة وسمحت لنا بإشعال سجائرنا، حدثتنا عن سيارتها التي اشترتها قبل خمسين عاماً، عن عملها في تجارة التحف وقطع الأنتيكا، عن محلها الكبير في مدينة كولونيا، عن بيتها الحالي الذي ورثته عن زوجها، عن مرضها بالسرطان قبل بضع سنوات ونجاحها في التغلب عليه، ثم تكلمت معي عن تفاصيل عقد الإيجار، ثم سألت تولين بخبث فيما إذا ستزورني كثيراً في المستقبل، قاطعتها قائلاً: "تولين صديقة لي تعيش وتعمل في الشمال الغربي". أمضينا عقد الإيجار وقبل أن نهم بالمغادرة قالت السيدة باخ: "لاتقلق إذا لم يكن لديك سيارة، تستطيع الاعتماد عليّ في المرحلة الأولى لوجودك هنا".صبيحة اليوم التالي دفعت تكاليف الأوتيل وغادرنا المدينة المزدحمة مباشرة بعد تناول وجبة الإفطار واستمتاعنا الطويل باحتساء القهوة والتدخين.كنا نعلم في قرارة أنفسنا أن هذا هو فطورنا الأخير وصباحنا الأخير ومشوارنا الأخير.>>>>كرهت نفسي منذ اليوم الأول لمبيتي في الغرفة المهملة التي استأجرتها، وكرهت السيدة باخ، كرهتها لأنني كنت مجبراً على استخدام حمّامها ومطبخها، كرهتها لأنني كنت مجبراً أخلاقياً على الجلوس أحياناً إلى طاولة العشاء معها ومشاهدة التلفزيون، كرهتها لأنها كانت تستمتع برائحة سجائري، كرهتها لأنها تجاوزت السبعين من عمرها وما زالت قادرة على العمل والتفكير، كرهتها لأنها لا تشبه خالاتنا وعمّاتنا في الشرق العربي، كرهتها لأنها تحب اليورو والأنتيكا والتجارة والملكية، كرهتها لأنها كانت شريرة ومتصابية، تتمكيج وتتحمر وتتبودر وتتعطر وتصبغ شعرها باللون الأحمر وترتدي تنورة قصيرة، كرهتها لأنها كانت سعيدة بوجودي، كرهتها لأني خفت أن تقع في حبي وتشتهيني، كرهتها لأني هلعت من فكرة أن تشتكي عليّ بتهمة الاعتداء عليها، كانت تلك الموضة دارجة يومذاك وكان الألماني يورغ كاخيلمان، رائد الأعمال اللامع في مجال الأرصاد الجوّية ومقدم برنامج الطقس التلفزيوني أحد ضحايا تلك الموضة والتي ما زالت مستمرة إلى الآن بغض النظر عن عمر السيدة المرأة، كرهتها لأني أكره الكبار في السن، كرهتها لأن لا أولاد لها ولا أصدقاء، كرهتها لأنها تحب القطط أكثر من حبها للناس، كرهتها لأنها أُصيب ......
#اللَّوْز
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=746236
#الحوار_المتمدن
#علي_دريوسي في صباح اليوم التالي وأثناء تناول الفطور في الفندق أخذنا نقلّب الجرائد بحثاً عن إعلانات لتأجير غرف منفردة أو شقق صغيرة، سجّلت تولين أربعة عناوين، طلبنا قهوة من جديد، دخّنا سجائرنا بروية، ثم بدأت تولين سلسلة اتصالاتها التلفونية بالمؤجرين وتسجيل مواعيد المشاهدة للإطلاع على العروض المقدّمة.انطلقنا بالسيارة إلى موعدنا الأول، كانت الشقة متواضعة المواصفات وغالية الثمن، ومع هذا لم أحظ بها، زرنا خلال فترة الظهيرة ثلاثة عناوين أخرى، دون فائدة، في اليوم الثاني أخذنا موعداً في الرابعة ظهراً لرؤية غرفة في طوق المدينة، هناك في أحد المنازل العائلية الكبيرة الواقعة على سفح جبل مزروع بأشجار العنب التقيا بالسيدة باخ، امرأة في السبعين من عمرها قوية الشخصية تعيش في منزلها مع العشرات من القطط، استقبلتنا بحفاوة وكأنها لم تكن تنتظر منا المجيء حقاً، عملت معنا جولة صغيرة في المنزل أرتنا خلالها غرفتي في الطابق الثاني، غرفة كبيرة بسقف منخفض وجدران خشبية مائلة، فيها سرير عتيق وطاولة، لم تكن الغرفة نظيفة، كانت طبقة غبار تكسو الأرضية وسطح الطاولة، تفوح من جدرانها رائحة لا تطاق، ثم أرتني دورة المياه في الطابق السفلي والمطبخ حيث سأتشارك معها باستعماله، خرجنا من المنزل لنرى الكراج، هناك لمحت سيارتها المرسيدس البيضاء ذات الموديل القديم، عدنا إلى صالون الاستقبال، أعدت لنا القهوة وسمحت لنا بإشعال سجائرنا، حدثتنا عن سيارتها التي اشترتها قبل خمسين عاماً، عن عملها في تجارة التحف وقطع الأنتيكا، عن محلها الكبير في مدينة كولونيا، عن بيتها الحالي الذي ورثته عن زوجها، عن مرضها بالسرطان قبل بضع سنوات ونجاحها في التغلب عليه، ثم تكلمت معي عن تفاصيل عقد الإيجار، ثم سألت تولين بخبث فيما إذا ستزورني كثيراً في المستقبل، قاطعتها قائلاً: "تولين صديقة لي تعيش وتعمل في الشمال الغربي". أمضينا عقد الإيجار وقبل أن نهم بالمغادرة قالت السيدة باخ: "لاتقلق إذا لم يكن لديك سيارة، تستطيع الاعتماد عليّ في المرحلة الأولى لوجودك هنا".صبيحة اليوم التالي دفعت تكاليف الأوتيل وغادرنا المدينة المزدحمة مباشرة بعد تناول وجبة الإفطار واستمتاعنا الطويل باحتساء القهوة والتدخين.كنا نعلم في قرارة أنفسنا أن هذا هو فطورنا الأخير وصباحنا الأخير ومشوارنا الأخير.>>>>كرهت نفسي منذ اليوم الأول لمبيتي في الغرفة المهملة التي استأجرتها، وكرهت السيدة باخ، كرهتها لأنني كنت مجبراً على استخدام حمّامها ومطبخها، كرهتها لأنني كنت مجبراً أخلاقياً على الجلوس أحياناً إلى طاولة العشاء معها ومشاهدة التلفزيون، كرهتها لأنها كانت تستمتع برائحة سجائري، كرهتها لأنها تجاوزت السبعين من عمرها وما زالت قادرة على العمل والتفكير، كرهتها لأنها لا تشبه خالاتنا وعمّاتنا في الشرق العربي، كرهتها لأنها تحب اليورو والأنتيكا والتجارة والملكية، كرهتها لأنها كانت شريرة ومتصابية، تتمكيج وتتحمر وتتبودر وتتعطر وتصبغ شعرها باللون الأحمر وترتدي تنورة قصيرة، كرهتها لأنها كانت سعيدة بوجودي، كرهتها لأني خفت أن تقع في حبي وتشتهيني، كرهتها لأني هلعت من فكرة أن تشتكي عليّ بتهمة الاعتداء عليها، كانت تلك الموضة دارجة يومذاك وكان الألماني يورغ كاخيلمان، رائد الأعمال اللامع في مجال الأرصاد الجوّية ومقدم برنامج الطقس التلفزيوني أحد ضحايا تلك الموضة والتي ما زالت مستمرة إلى الآن بغض النظر عن عمر السيدة المرأة، كرهتها لأني أكره الكبار في السن، كرهتها لأن لا أولاد لها ولا أصدقاء، كرهتها لأنها تحب القطط أكثر من حبها للناس، كرهتها لأنها أُصيب ......
#اللَّوْز
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=746236
الحوار المتمدن
علي دريوسي - جسر اللَّوْز 54
علي دريوسي : جسر اللَّوْز الحلقة الأخيرة
#الحوار_المتمدن
#علي_دريوسي في اليوم المتفق عليه لتسليم مفاتيح الشقة استكريت سيارة نقل وانطلقت بها إلى الشمال الغربي، بعد حوالي ست ساعات وصلت إلى هدفي، حمّلت أمتعتي وبعض قطع الأثاث القيّمة وعدت في طريقي باتجاه الجنوب، بعد مضي نصف ساعة على سفري اتصلت بالمؤجرة لأخبرها بموعد وصولي، لكنها لم ترد على مكالمتي، جرّبت مرة ثانية وثالثة دون جدوى، تابعت سفري وأنا أتحدث مع نفسي "الغائب معذور، لعلها تتسوق أو تحضر فلماً في السينما". بعد مرور دقائق على اتصالي، هاتفتني السيدة وأعلمتني أنها اتخذت قراراً بفسخ عقد الإيجار فوراً. تلعثمت بالكلام وسألتها غير مصدّق ما سمعته أذنايّ: "أتدركين مع من تتكلمين، أنا أحمد المستأجر الجديد، أنا في الطريق لاستلام المفاتيح كما اتفقنا". أجابتني عابرة السرير القذر: "نعم أقصدك أنت، لقد كذبت عليّ، أنت غير نظيف في بيوت الآخرين، ولا تدع السيجارة تنطفئ بين شفتيك، تواصلت معي السيدة باخ وحكت لي كل شيءعنك".ثم أغلقت المرأة الشر الهاتف بوجهي. حين وصلت المدينة توجهت إلى مجمع سكني لطلاب الجامعة، هناك أنزلت قطع الأثاث المنزلي وكتبت عليها "للإهداء"، تابعت طريقي إلى أوتيل المدينة، حجزت غرفة ووضعت أمتعتي فيها، ومن هناك انطلقت إلى شركة تأجير سيارات النقل، سلّمت السيارة بعد أن ملأته خزانها بالوقود ورجعت إلى الأوتيل مشياً. بعد تناول الطعام ذهبت إلى قسم الشرطة، أبلغت عما حدث معي، وجاءني الجواب بأن الشرطة لا علاقة لها بمثل هذه المواضيع. في اليوم الثاني استشرت محامياً، أخبرني هذا بأنه يستطيع مساعدتي في أخذ حقي بالحصول على المفاتيح ودخول الشقة، لكن بعد ثلاث أشهر يحق للمؤجرة إنهاء العقد رسمياً وجردي وهذا ما ستفعله. وهكذا فقد نصحني بأن أوافق على فسخ العقد معها لأريح رأسي وأتفرغ لعملي. حين نهض ليودعني بعد أن أخذ أتعابه قال وهو يبتسم: "الرجل الحكيم لا يتجادل مع إمراة مسترجلة". في المساء فكرت أن أسهر في الخمّارة لأسكر وأرقص وأغني، علني أنسى همومي ومشاكلي ومواجعي التي تثقل صدري لدرجة أني بت أشعر أحياناً بحاجتي الملحة لزيارة عيادة طبيب نفسي. تجولت في المدينة، لا لأمتع نظري بأضواء المدينة وواجهات محلاتها ولا لممارسة رياضة المشي والاسترخاء والتأمل، بل بحثاً عن إمرأة تبحث عن رجل.وقع اختياري على خمّارة الضَبّ، دخلتها بعيون فضولية تلمح كل شاردة وواردة، اخترت مكاناً في الظلمة الخفيفة من جناح المدخنين وافتتحت جلستي بسيجارة وكأس من بيرة القمح الداكن.مقابلي في جناح الأصحاء تحت أشعة الضوء الخفيف جلست امرأة وحيدة مثلي تبحث عيناها عن ظل رجل، بدت من جلستها أنها متوسطة القدّ، واثقة من نفسها وحاسمة بمواقفها. أحببتها.نهضت ومشيت بضع خطوات إليها، وقلت لها كما العادة: "أظن أننا اِلتقينا ذات مرة، أليس كذلك؟"ابتسمت المرأة الرزينة بذكاء وأجابت: "لدي انطباع أنك لا تعرف حقاً عن ماذا تتحدث معي، لذا اتركني بحالي من فضلك".عدت إلى مكاني، رافقني عطرها الربيعي، لم أكن خائباً ولا مصدوماً، بل على العكس، شعرت بهالة نور وسعادة تحيط بي، تعانقني، أحسست بهدوء داخلي حلّ محل الفوضى العارمة، وجه المرأة الحالم ذكّرني بوجه مارتا، وجه المرحومة زوجتي وأم طفليّ.همست لنفسي: "يا الله كم اشتقت لرائحتك يا مارتا.">>>>هنا سأتوقف عن متابعة نشر حلقات هذا العمل.شكراً لمتابعتكم واهتمامكم. ......
#اللَّوْز
#الحلقة
#الأخيرة
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=746598
#الحوار_المتمدن
#علي_دريوسي في اليوم المتفق عليه لتسليم مفاتيح الشقة استكريت سيارة نقل وانطلقت بها إلى الشمال الغربي، بعد حوالي ست ساعات وصلت إلى هدفي، حمّلت أمتعتي وبعض قطع الأثاث القيّمة وعدت في طريقي باتجاه الجنوب، بعد مضي نصف ساعة على سفري اتصلت بالمؤجرة لأخبرها بموعد وصولي، لكنها لم ترد على مكالمتي، جرّبت مرة ثانية وثالثة دون جدوى، تابعت سفري وأنا أتحدث مع نفسي "الغائب معذور، لعلها تتسوق أو تحضر فلماً في السينما". بعد مرور دقائق على اتصالي، هاتفتني السيدة وأعلمتني أنها اتخذت قراراً بفسخ عقد الإيجار فوراً. تلعثمت بالكلام وسألتها غير مصدّق ما سمعته أذنايّ: "أتدركين مع من تتكلمين، أنا أحمد المستأجر الجديد، أنا في الطريق لاستلام المفاتيح كما اتفقنا". أجابتني عابرة السرير القذر: "نعم أقصدك أنت، لقد كذبت عليّ، أنت غير نظيف في بيوت الآخرين، ولا تدع السيجارة تنطفئ بين شفتيك، تواصلت معي السيدة باخ وحكت لي كل شيءعنك".ثم أغلقت المرأة الشر الهاتف بوجهي. حين وصلت المدينة توجهت إلى مجمع سكني لطلاب الجامعة، هناك أنزلت قطع الأثاث المنزلي وكتبت عليها "للإهداء"، تابعت طريقي إلى أوتيل المدينة، حجزت غرفة ووضعت أمتعتي فيها، ومن هناك انطلقت إلى شركة تأجير سيارات النقل، سلّمت السيارة بعد أن ملأته خزانها بالوقود ورجعت إلى الأوتيل مشياً. بعد تناول الطعام ذهبت إلى قسم الشرطة، أبلغت عما حدث معي، وجاءني الجواب بأن الشرطة لا علاقة لها بمثل هذه المواضيع. في اليوم الثاني استشرت محامياً، أخبرني هذا بأنه يستطيع مساعدتي في أخذ حقي بالحصول على المفاتيح ودخول الشقة، لكن بعد ثلاث أشهر يحق للمؤجرة إنهاء العقد رسمياً وجردي وهذا ما ستفعله. وهكذا فقد نصحني بأن أوافق على فسخ العقد معها لأريح رأسي وأتفرغ لعملي. حين نهض ليودعني بعد أن أخذ أتعابه قال وهو يبتسم: "الرجل الحكيم لا يتجادل مع إمراة مسترجلة". في المساء فكرت أن أسهر في الخمّارة لأسكر وأرقص وأغني، علني أنسى همومي ومشاكلي ومواجعي التي تثقل صدري لدرجة أني بت أشعر أحياناً بحاجتي الملحة لزيارة عيادة طبيب نفسي. تجولت في المدينة، لا لأمتع نظري بأضواء المدينة وواجهات محلاتها ولا لممارسة رياضة المشي والاسترخاء والتأمل، بل بحثاً عن إمرأة تبحث عن رجل.وقع اختياري على خمّارة الضَبّ، دخلتها بعيون فضولية تلمح كل شاردة وواردة، اخترت مكاناً في الظلمة الخفيفة من جناح المدخنين وافتتحت جلستي بسيجارة وكأس من بيرة القمح الداكن.مقابلي في جناح الأصحاء تحت أشعة الضوء الخفيف جلست امرأة وحيدة مثلي تبحث عيناها عن ظل رجل، بدت من جلستها أنها متوسطة القدّ، واثقة من نفسها وحاسمة بمواقفها. أحببتها.نهضت ومشيت بضع خطوات إليها، وقلت لها كما العادة: "أظن أننا اِلتقينا ذات مرة، أليس كذلك؟"ابتسمت المرأة الرزينة بذكاء وأجابت: "لدي انطباع أنك لا تعرف حقاً عن ماذا تتحدث معي، لذا اتركني بحالي من فضلك".عدت إلى مكاني، رافقني عطرها الربيعي، لم أكن خائباً ولا مصدوماً، بل على العكس، شعرت بهالة نور وسعادة تحيط بي، تعانقني، أحسست بهدوء داخلي حلّ محل الفوضى العارمة، وجه المرأة الحالم ذكّرني بوجه مارتا، وجه المرحومة زوجتي وأم طفليّ.همست لنفسي: "يا الله كم اشتقت لرائحتك يا مارتا.">>>>هنا سأتوقف عن متابعة نشر حلقات هذا العمل.شكراً لمتابعتكم واهتمامكم. ......
#اللَّوْز
#الحلقة
#الأخيرة
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=746598
الحوار المتمدن
علي دريوسي - جسر اللَّوْز الحلقة الأخيرة
سامي الكيلاني : مهرجان اللوز
#الحوار_المتمدن
#سامي_الكيلاني (النص باللغة الوسيطة بين الدارجة الفلسطينية والفصحى)زهّر اللوز وشعشع في الفضا نوّاره،ع مد النظر فرش ثلجه الأبيض الدافي،ع صفحة السما الزرقا تبروزت زهراته.قومي اطلعي ع الجبل،شوفي بتلاته تنزل ع مهلها،تسلّم ع قطرات الندى،وبكل حنّيه تلثم ثغرها.قومي اطلعي وانفضي ثوب الكسل،واغسلي وجهك الصافي بشمس الربيع الدافية،شوفي شمس الصبحقدّيش هالشمس حنونة،تمسح بإيدها الناعمة ع بساط العشب والنوار،تنادي طيور الحجل: يلاّ اكرجوا،وتصحّي حبة قمح تحت الأرض غافية.قومي شمّي النسايم وافتحي شبابيك الهوى،هاي اللوز نوّر ورفرفت رايات المهرجان،زغردي للأرض وافرحي بأعيادها،واركضي عبّي القطاين رقص،خلّي الشعر منثور،خلّي الهوا ع راحته يلاعب خصلاته،وغني للوطن، زغردي،رددي لتراب الأرض موّاله.قومي طلّي ع خلة الرعيان والوديان،شوفي بتلات الزهر مثل الثلج نازلة،تصبّح ع قرن الغزال،ع حنون الجبل،ع شقايق النعمان،وعرق الشومر الغافي،وتحضن هذيك الزهرة الصغيرة،ما في بالحسن مثلها،وترتاح على عرق خبيزة،تغفى في بيت لْسَيْنِة،وتنزل ع ظحظاح المَيْ،تسبح ع مهلها،وتشرب من ميته الصافية.شوفي طرود النحل بربيع الخير فرحانة،تنزل على اغصان اللوز تبوّس الزهر،وتطير في الفضا نشوانه.نوّر اللوز وما شفت السنة زهراته،شفته بالحلم ... من بعيد ناداني،قال بنغمة معاتبه:خايف يا صبي لَتْكون عينك زايغة،لَتْكون زاغت عَ زهرة ثانية،خايف يا صاحبي تكون نْسيتني،ونْسيت الصور،ونْسيت الربيع ونْسيت طلعاته.بصوت العاشق الولهان رد الفؤاد:ع العهد أنا يا زينة الأزهار،ع الوعد باقي أنا،ناطر على أحر من الجمر تَيْصير الملتقى،ولو طال الدرب وامتدت مسافاته. ......
#مهرجان
#اللوز
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=746674
#الحوار_المتمدن
#سامي_الكيلاني (النص باللغة الوسيطة بين الدارجة الفلسطينية والفصحى)زهّر اللوز وشعشع في الفضا نوّاره،ع مد النظر فرش ثلجه الأبيض الدافي،ع صفحة السما الزرقا تبروزت زهراته.قومي اطلعي ع الجبل،شوفي بتلاته تنزل ع مهلها،تسلّم ع قطرات الندى،وبكل حنّيه تلثم ثغرها.قومي اطلعي وانفضي ثوب الكسل،واغسلي وجهك الصافي بشمس الربيع الدافية،شوفي شمس الصبحقدّيش هالشمس حنونة،تمسح بإيدها الناعمة ع بساط العشب والنوار،تنادي طيور الحجل: يلاّ اكرجوا،وتصحّي حبة قمح تحت الأرض غافية.قومي شمّي النسايم وافتحي شبابيك الهوى،هاي اللوز نوّر ورفرفت رايات المهرجان،زغردي للأرض وافرحي بأعيادها،واركضي عبّي القطاين رقص،خلّي الشعر منثور،خلّي الهوا ع راحته يلاعب خصلاته،وغني للوطن، زغردي،رددي لتراب الأرض موّاله.قومي طلّي ع خلة الرعيان والوديان،شوفي بتلات الزهر مثل الثلج نازلة،تصبّح ع قرن الغزال،ع حنون الجبل،ع شقايق النعمان،وعرق الشومر الغافي،وتحضن هذيك الزهرة الصغيرة،ما في بالحسن مثلها،وترتاح على عرق خبيزة،تغفى في بيت لْسَيْنِة،وتنزل ع ظحظاح المَيْ،تسبح ع مهلها،وتشرب من ميته الصافية.شوفي طرود النحل بربيع الخير فرحانة،تنزل على اغصان اللوز تبوّس الزهر،وتطير في الفضا نشوانه.نوّر اللوز وما شفت السنة زهراته،شفته بالحلم ... من بعيد ناداني،قال بنغمة معاتبه:خايف يا صبي لَتْكون عينك زايغة،لَتْكون زاغت عَ زهرة ثانية،خايف يا صاحبي تكون نْسيتني،ونْسيت الصور،ونْسيت الربيع ونْسيت طلعاته.بصوت العاشق الولهان رد الفؤاد:ع العهد أنا يا زينة الأزهار،ع الوعد باقي أنا،ناطر على أحر من الجمر تَيْصير الملتقى،ولو طال الدرب وامتدت مسافاته. ......
#مهرجان
#اللوز
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=746674
الحوار المتمدن
سامي الكيلاني - مهرجان اللوز
زياد جيوسي : حين أزهر اللوز في -دير اللوز-
#الحوار_المتمدن
#زياد_جيوسي بقلم: زياد جيوسي في نهاية العام الفائت وعلى هامش معرض عمَّان للكتاب تعرفت على الكاتبة السيدة د. لمى سخنيني، وتشرفت أن أهدتني روايتها "دير اللوز" بطبعتها الثانية من منشورات دار نور للثقافة والفنون والنشر والتوزيع في القاهرة، والرواية تحتوي على 120 صفحة من القطع المتوسط ونوعية ورق مريحة للقراءة، ولوحة غلاف مميزة عبارة عن لوحة تشكيلية للفنان التشكيلي والصديق طالب الدويك من فلسطين، والغلاف الذي يصور بشكل رمزي وتعبيري عن قصة حب فلسطينية من خلال مشهد رمزي لعاشقين يجلسان على حافة الهلال في السماء والطيور ترف من حولهما مترافقة مع النجوم، والكون يحيط بالدائرة القمرية في حالة من العتمة تتناثر فيها النجوم والمجرات والكواكب، وكأن الفنان أراد أن يهمس لنا بأنه مهما كان الظلام يلتف من حول فلسطين إلا أن قمر الحرية سيبزغ والحب سيملأ حياتنا والفرح من جديد، أما الغلاف الأخير فضم عبارات تعريفية للرواية التي حسب الكلام المرفق جمعت فلسطين في دير اللوز. مسرح الرواية يتلخص بمكان من خيال الكاتبة اسمته دير اللوز وهو إسم الرواية أيضا، وهو إسم رمزي رأيته يمثل فلسطين بأكملها وحكايتها في مكان محدد ولكنه من الخيال في ظل الشتات الفلسطيني علما أنه يوجد في منطقة القدس "خربة اللوز"، واختيار الإسم لم يكن عشوائيا، فكلمة دير في اللغة الكنعانية تعني مكان الإقامة والسكن، واللوز من أهم أشجار فلسطين ويندر اذا وجدت حديقة في بيت أن تخلو من شجرة اللوز الأخضر، وقد أهدت الكاتبة الرواية بشكل رمزي لوالدها ووالدتها ووجهت نداء تحت الإهداء قالت فيه: "لا تبحث عن قرية دير اللوز بين صفحات الأطلس، بل فتش عنها في ذاكرتك وذاكرة كل من مروا ومن سيمرون، فحتما ستجدها، فاعمل بطريقة ما على تحريرها من أصفاد الإنتظار والترقب". فكرة الرواية تقوم على الأخوين التوأم عمر وبشير، الأول خرج للحياة قبل الثاني فأصبح بالعرف هو الكبير وأصبحت كنية والده أبو عمر ودرس الفيزياء في لبنان بتفوق وتدرب على السلاح في معسكر لحركة فتح، وحين عاد لدير اللوز عمل مدرسا للفيزياء والرياضيات بعد رفضه اكمال الدكتوراة بدعم من وكالة ناسا الامريكية وبترشيح من دكتوره ايلي حداد الأستاذ الزائر من جامعة نيويورك، وهنا يبرز السؤال: كيف يتم الترشيح للدكتوراة لطالب ما زال في البكالوريس وبدون نيل شهادة الماجستير؟، وبشير لم يهتم بالدراسة وعمل مع والده بمطحنة القمح ومعصرة الزيتون والأرض، هما توأمان لكن يختلفان كثيرا عن بعضهما، فعمر مناضل قتل في عملية ثلاثة من جند الاحتلال مع خلية أحد افرادها مسيحي الديانة، في أشارة من الكاتبة أن النضال ضد الاحتلال غير مقتصر على ديانة محددة بل بالجانب الوطني، وحين انكشف غادر متسللا للأردن تاركا سنية زوجته وأهله وبلده ليختفي في بيت زوج خالته في مخيم الوحدات للاجئين في الأردن، وليقرر بعد ثلاثة شهور العودة سرا رغم احتمال أسره وقضاء الحكم المؤبد في الأسر، أو أن يتعرض للتصفية على يد الوحدات الخاصة للعدو، فيفاجأ أهله بالوصول اليهم ووسط استغرابهم يقول: "جئت كي ألقط الزيتون معكم" وهذا بعض من حياة ابناء القرى وموسم قطاف الزيتون الذي يصل الى درجة التقديس، فالزيتون والزيت هو عصب الاقتصاد في القرى، ولذا نجد تسلط المستوطنين على قطع أشجار الزيتون وإحراقها وسرقة المحاصيل من أصحابها. ومن مواضيع الرواية اشارتها بعدة مفاصل للجوانب الاجتماعية، فمن ضمن شخصيات الرواية المهمة "بهية" الأم وهي بدوية من بئر السبع وقد كان وصفها لزواجها أبو عمر جيد من ناحية تقاليد الزواج وهذا جانب مهم في التراث الفلسطيني ومن الجميل أن أش ......
#أزهر
#اللوز
#-دير
#اللوز-
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=748468
#الحوار_المتمدن
#زياد_جيوسي بقلم: زياد جيوسي في نهاية العام الفائت وعلى هامش معرض عمَّان للكتاب تعرفت على الكاتبة السيدة د. لمى سخنيني، وتشرفت أن أهدتني روايتها "دير اللوز" بطبعتها الثانية من منشورات دار نور للثقافة والفنون والنشر والتوزيع في القاهرة، والرواية تحتوي على 120 صفحة من القطع المتوسط ونوعية ورق مريحة للقراءة، ولوحة غلاف مميزة عبارة عن لوحة تشكيلية للفنان التشكيلي والصديق طالب الدويك من فلسطين، والغلاف الذي يصور بشكل رمزي وتعبيري عن قصة حب فلسطينية من خلال مشهد رمزي لعاشقين يجلسان على حافة الهلال في السماء والطيور ترف من حولهما مترافقة مع النجوم، والكون يحيط بالدائرة القمرية في حالة من العتمة تتناثر فيها النجوم والمجرات والكواكب، وكأن الفنان أراد أن يهمس لنا بأنه مهما كان الظلام يلتف من حول فلسطين إلا أن قمر الحرية سيبزغ والحب سيملأ حياتنا والفرح من جديد، أما الغلاف الأخير فضم عبارات تعريفية للرواية التي حسب الكلام المرفق جمعت فلسطين في دير اللوز. مسرح الرواية يتلخص بمكان من خيال الكاتبة اسمته دير اللوز وهو إسم الرواية أيضا، وهو إسم رمزي رأيته يمثل فلسطين بأكملها وحكايتها في مكان محدد ولكنه من الخيال في ظل الشتات الفلسطيني علما أنه يوجد في منطقة القدس "خربة اللوز"، واختيار الإسم لم يكن عشوائيا، فكلمة دير في اللغة الكنعانية تعني مكان الإقامة والسكن، واللوز من أهم أشجار فلسطين ويندر اذا وجدت حديقة في بيت أن تخلو من شجرة اللوز الأخضر، وقد أهدت الكاتبة الرواية بشكل رمزي لوالدها ووالدتها ووجهت نداء تحت الإهداء قالت فيه: "لا تبحث عن قرية دير اللوز بين صفحات الأطلس، بل فتش عنها في ذاكرتك وذاكرة كل من مروا ومن سيمرون، فحتما ستجدها، فاعمل بطريقة ما على تحريرها من أصفاد الإنتظار والترقب". فكرة الرواية تقوم على الأخوين التوأم عمر وبشير، الأول خرج للحياة قبل الثاني فأصبح بالعرف هو الكبير وأصبحت كنية والده أبو عمر ودرس الفيزياء في لبنان بتفوق وتدرب على السلاح في معسكر لحركة فتح، وحين عاد لدير اللوز عمل مدرسا للفيزياء والرياضيات بعد رفضه اكمال الدكتوراة بدعم من وكالة ناسا الامريكية وبترشيح من دكتوره ايلي حداد الأستاذ الزائر من جامعة نيويورك، وهنا يبرز السؤال: كيف يتم الترشيح للدكتوراة لطالب ما زال في البكالوريس وبدون نيل شهادة الماجستير؟، وبشير لم يهتم بالدراسة وعمل مع والده بمطحنة القمح ومعصرة الزيتون والأرض، هما توأمان لكن يختلفان كثيرا عن بعضهما، فعمر مناضل قتل في عملية ثلاثة من جند الاحتلال مع خلية أحد افرادها مسيحي الديانة، في أشارة من الكاتبة أن النضال ضد الاحتلال غير مقتصر على ديانة محددة بل بالجانب الوطني، وحين انكشف غادر متسللا للأردن تاركا سنية زوجته وأهله وبلده ليختفي في بيت زوج خالته في مخيم الوحدات للاجئين في الأردن، وليقرر بعد ثلاثة شهور العودة سرا رغم احتمال أسره وقضاء الحكم المؤبد في الأسر، أو أن يتعرض للتصفية على يد الوحدات الخاصة للعدو، فيفاجأ أهله بالوصول اليهم ووسط استغرابهم يقول: "جئت كي ألقط الزيتون معكم" وهذا بعض من حياة ابناء القرى وموسم قطاف الزيتون الذي يصل الى درجة التقديس، فالزيتون والزيت هو عصب الاقتصاد في القرى، ولذا نجد تسلط المستوطنين على قطع أشجار الزيتون وإحراقها وسرقة المحاصيل من أصحابها. ومن مواضيع الرواية اشارتها بعدة مفاصل للجوانب الاجتماعية، فمن ضمن شخصيات الرواية المهمة "بهية" الأم وهي بدوية من بئر السبع وقد كان وصفها لزواجها أبو عمر جيد من ناحية تقاليد الزواج وهذا جانب مهم في التراث الفلسطيني ومن الجميل أن أش ......
#أزهر
#اللوز
#-دير
#اللوز-
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=748468
الحوار المتمدن
زياد جيوسي - حين أزهر اللوز في -دير اللوز-
عائد زقوت : أُم اللوز
#الحوار_المتمدن
#عائد_زقوت بداية أسجل اعتذاري على اختيار العنوان الذي ارتبط بالطالبة، التي جعل منها الجهلة، ومرتزقو العلم، ومتنطعو السوشيال ميديا، رمزًا للسخرية، حيث عبرت بعفويتها وبساطتها عن حالة طارئة أثناء تطبيق امتحانات الثانوية العامة، ولكنها كشفت بتلك العفوية، وما تبعها من تعليقات على الواقعة عن واقع مرير يعبر عن حالة التردي الأخلاقي والقيمي على نطاق واسع، وكشفت أيضًا عن حالة التراجع في الوعي المجتمعي الذي يمثل أهم مرتكزات الصمود، والبناء والتنمية، والانسلاخ من واقع الجهل وأمية المتعلمين . لم تقف تلك التصريحات العفوية عند ذلك فحسب بل أزاحت الستار عن اللاهثين وراء السراب في الغبار، وكشفت عن استغلال شؤون الشعب، وهمومه لتصفية الحسابات الفصائلية والشخصية غير المكترثة بالأضرار الاجتماعية والتعليمية والثقافية، وكأنَّ الشعب وقود لنار يشعلون جذوتها حسب مصالحهم ومكتسباتهم. لله درك يا أم اللوز فقد أمطتِ اللثام عن الوجوه اللئام المتربصة بنجاحات الشعب الفلسطيني، وتحديدًا في مجال الارتقاء بالعملية التعليمية لكسر إرادة وطن، من خلال الترويج للفشل الجمعي، وخلق الشماعات التي يُعَلقون عليها فشلهم وإحباطهم، متسترين خلف الجوائح تارة، وأخرى خلف جرائم الاحتلال لتكريس الجهل والتخلف اللذان يمثلان سلاح السلطويين والديكتاتوريين لتأليه الأشخاص، والأحزاب وتقديسهم .إلى ذوي المصالح الذين يبذرون اليأس في نفوس أبنائنا ليسبحوا في الفضاء فلا تُقِلُّهم أرضًا ولا تحملهم سماء، ليتحولوا عبيدًا للُقَمة العيش، سيرتد عليكم مكركم وستسوء وجوهكم وتندحروا خاسرين . تنويه :- طلابنا الأعزاء شبابنا الأنقياء ما تتطلعون إليه من نجاح تحت شعار مراعاة الظروف ليس هو ذات الشوكة فمن يريدها عليه أنْ يقتحم العقبة، ويَنصَب ويتعب، والرسالة الأهم إلى قادة الفصائل ليس هكذا تُساسُ الجياد . ......
#اللوز
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=760865
#الحوار_المتمدن
#عائد_زقوت بداية أسجل اعتذاري على اختيار العنوان الذي ارتبط بالطالبة، التي جعل منها الجهلة، ومرتزقو العلم، ومتنطعو السوشيال ميديا، رمزًا للسخرية، حيث عبرت بعفويتها وبساطتها عن حالة طارئة أثناء تطبيق امتحانات الثانوية العامة، ولكنها كشفت بتلك العفوية، وما تبعها من تعليقات على الواقعة عن واقع مرير يعبر عن حالة التردي الأخلاقي والقيمي على نطاق واسع، وكشفت أيضًا عن حالة التراجع في الوعي المجتمعي الذي يمثل أهم مرتكزات الصمود، والبناء والتنمية، والانسلاخ من واقع الجهل وأمية المتعلمين . لم تقف تلك التصريحات العفوية عند ذلك فحسب بل أزاحت الستار عن اللاهثين وراء السراب في الغبار، وكشفت عن استغلال شؤون الشعب، وهمومه لتصفية الحسابات الفصائلية والشخصية غير المكترثة بالأضرار الاجتماعية والتعليمية والثقافية، وكأنَّ الشعب وقود لنار يشعلون جذوتها حسب مصالحهم ومكتسباتهم. لله درك يا أم اللوز فقد أمطتِ اللثام عن الوجوه اللئام المتربصة بنجاحات الشعب الفلسطيني، وتحديدًا في مجال الارتقاء بالعملية التعليمية لكسر إرادة وطن، من خلال الترويج للفشل الجمعي، وخلق الشماعات التي يُعَلقون عليها فشلهم وإحباطهم، متسترين خلف الجوائح تارة، وأخرى خلف جرائم الاحتلال لتكريس الجهل والتخلف اللذان يمثلان سلاح السلطويين والديكتاتوريين لتأليه الأشخاص، والأحزاب وتقديسهم .إلى ذوي المصالح الذين يبذرون اليأس في نفوس أبنائنا ليسبحوا في الفضاء فلا تُقِلُّهم أرضًا ولا تحملهم سماء، ليتحولوا عبيدًا للُقَمة العيش، سيرتد عليكم مكركم وستسوء وجوهكم وتندحروا خاسرين . تنويه :- طلابنا الأعزاء شبابنا الأنقياء ما تتطلعون إليه من نجاح تحت شعار مراعاة الظروف ليس هو ذات الشوكة فمن يريدها عليه أنْ يقتحم العقبة، ويَنصَب ويتعب، والرسالة الأهم إلى قادة الفصائل ليس هكذا تُساسُ الجياد . ......
#اللوز
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=760865
الحوار المتمدن
عائد زقوت - أُم اللوز