سامي الكيلاني : شكراً سنجوب - قصة أطفال
#الحوار_المتمدن
#سامي_الكيلاني يعيش كريم مع والديه وأخته زينة في شقة مطلة على ساحة البلدية في الطابق 23 من برج سكني كبير في وسط المدينة، ويعيش جداه في شقة مجاورة.قبل شهر ظهر بين الناس فجأة مرض معدٍ سريع الانتشار اسمه كورونا.خاف الناس من العدوى، وأغلقت المدارس والمجمعات التجارية الكبيرة والمطاعم وكل الأماكن التي يتجمع فيها الناس، حتى المكتبة العامة القريبة منهم أغلقت. كما طلب من سكان البرج السكني ألاّ يستعمل المصعد أكثر من ثلاثة أشخاص معاً. وطلب من الناس التزام بيوتهم وعدم الخروج إلاّ لسبب ضروري.التزمت عائلة كريم بالبقاء في البيت للوقاية من المرض، وكانوا جميعاً يتبعون التعليمات الصحية كغسل اليدين وتعقيم الأشياء التي يستعملونها ووضع كمامة على الفم والأنف عند دخولهم أماكن مغلقة مع أشخاص آخرين. وكانوا يخرجون في مشوار يومي لمدة ساعة ليستنشقوا الهواء النقي، وأحياناً لشراء احتياجاتهم من المحال التي بقيت مفتوحة لتزويد الناس بحاجاتهم الضرورية.في المشوار اليومي كان كريم يحب الخروج مع جدّيه.كانوا ثلاثتهم يخرجون إلى الحديقة العامة القريبة، حديقة صغيرة لكنها جميلة، فيها بركة ماء وأنواع من طيور البط والسناجب والطيور المغردة.أحياناً كانت زينة ترافقهم.في الطريق من البناية إلى الحديقة يركض كريم أحياناً فتناديه جدته وتطلب منه ألاّ يبتعد، وأحياناً يمشي إلى جانب جده، بينما جدته تتصل بالأقارب والأصدقاء من هاتفها المحمول للاطمئنان عليهم وطمـأنتهم.كريم يحدّث جده عادة بما يخطر على باله من أفكار، ويطرح عليه أسئلة تدور في تفكيره، أحياناً يجد الجد أجوبة لأسئلة كريم وأحياناً يعده بالبحث عن الجواب من خلال الإنترنت حين يعودون إلى البيت.كريم يحب مشاهدة أفلام الكرتون "الأكشن" والخيال، وهذه تجعله يفكر ويطرح على جده أسئلة صعبة لا يستطيع الجدّ أحياناً الإجابة عنها.سأل جده في الطريق إلى الحديقة: جدي، هل يوجد غطاء للفضاء؟أجابه جده: لا يا عزيزي، لا يوجد للكون نهاية، لا أحد يستطيع الوصول إلى نهايته.أضاف كريم متسائلاً: ولا سفينة فضائية كبيرة، قوية وسريعة؟أجاب جده: لا، هذا الكون مفتوح، ستذهب السفينة الفضائية عبره وتمر بنجوم وكواكب كثيرة لا يمكن عدّها ولن تصل نهايته.استغرب كريم من ذلك، وصمت لفترة وهو يفكر بالأمر.عندما وصلوا الحديقة كان هناك عدد قليل من الناس، فقط أربع عائلات، كل عائلة تقف في مكان بعيد عن العائلات الأخرى، لأن الناس يخافون من العدوى وانتشار المرض.الجو جميل، الشمس مشرقة، ولولا التزامهم بالبقاء في البيت للوقاية من المرض لكانت العائلة جميعها الآن في رحلة إلى شاطئ البحيرة، أو إلى أحد المتنزهات الكبيرة التي تحتوي الألعاب التي يحبها كريم كالمراجيح والسيسو والسحاسيل، وفيها أيضاً أماكن واسعة للعب بالكرة.كان كريم قد أحضر معه كيساً من الفستق لإطعام السناجب وكيساً آخر من قطع الخبز لإطعام طيور البط التي تعيش في بركة الماء التي تقع في وسط الحديقة، والتي لم تهاجر كغيرها من طيور البط التي تهاجر في فصل الشتاء الثلجي إلى مناطق الجنوب الدافئة.الأمر غريب، السناجب غير موجودة، عادة تكون قرب مدخل الحديقة تقفز من مكان إلى آخر وتقترب من الناس وتنظر إليهم وكأنها تطلب طعاماً.كان هناك سنجاب أسود واحد فقط. اقترب السنجاب من كريم، وضع كريم أمامه على الأرض حبتيْ فستق. تناولهما السنجاب وركض مبتعداً، حفر بين الأعشاب ودفن واحدة، ثم تسلق سور الحديقة الخشبي وحبة الفستق الثانية في فمه وبدأ يأكلها وهو واقف على طرفيه الخلفيين وممسكاً بها بطرفيه الأماميين، كطفل يحمل س ......
#شكراً
#سنجوب
#أطفال
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=765216
#الحوار_المتمدن
#سامي_الكيلاني يعيش كريم مع والديه وأخته زينة في شقة مطلة على ساحة البلدية في الطابق 23 من برج سكني كبير في وسط المدينة، ويعيش جداه في شقة مجاورة.قبل شهر ظهر بين الناس فجأة مرض معدٍ سريع الانتشار اسمه كورونا.خاف الناس من العدوى، وأغلقت المدارس والمجمعات التجارية الكبيرة والمطاعم وكل الأماكن التي يتجمع فيها الناس، حتى المكتبة العامة القريبة منهم أغلقت. كما طلب من سكان البرج السكني ألاّ يستعمل المصعد أكثر من ثلاثة أشخاص معاً. وطلب من الناس التزام بيوتهم وعدم الخروج إلاّ لسبب ضروري.التزمت عائلة كريم بالبقاء في البيت للوقاية من المرض، وكانوا جميعاً يتبعون التعليمات الصحية كغسل اليدين وتعقيم الأشياء التي يستعملونها ووضع كمامة على الفم والأنف عند دخولهم أماكن مغلقة مع أشخاص آخرين. وكانوا يخرجون في مشوار يومي لمدة ساعة ليستنشقوا الهواء النقي، وأحياناً لشراء احتياجاتهم من المحال التي بقيت مفتوحة لتزويد الناس بحاجاتهم الضرورية.في المشوار اليومي كان كريم يحب الخروج مع جدّيه.كانوا ثلاثتهم يخرجون إلى الحديقة العامة القريبة، حديقة صغيرة لكنها جميلة، فيها بركة ماء وأنواع من طيور البط والسناجب والطيور المغردة.أحياناً كانت زينة ترافقهم.في الطريق من البناية إلى الحديقة يركض كريم أحياناً فتناديه جدته وتطلب منه ألاّ يبتعد، وأحياناً يمشي إلى جانب جده، بينما جدته تتصل بالأقارب والأصدقاء من هاتفها المحمول للاطمئنان عليهم وطمـأنتهم.كريم يحدّث جده عادة بما يخطر على باله من أفكار، ويطرح عليه أسئلة تدور في تفكيره، أحياناً يجد الجد أجوبة لأسئلة كريم وأحياناً يعده بالبحث عن الجواب من خلال الإنترنت حين يعودون إلى البيت.كريم يحب مشاهدة أفلام الكرتون "الأكشن" والخيال، وهذه تجعله يفكر ويطرح على جده أسئلة صعبة لا يستطيع الجدّ أحياناً الإجابة عنها.سأل جده في الطريق إلى الحديقة: جدي، هل يوجد غطاء للفضاء؟أجابه جده: لا يا عزيزي، لا يوجد للكون نهاية، لا أحد يستطيع الوصول إلى نهايته.أضاف كريم متسائلاً: ولا سفينة فضائية كبيرة، قوية وسريعة؟أجاب جده: لا، هذا الكون مفتوح، ستذهب السفينة الفضائية عبره وتمر بنجوم وكواكب كثيرة لا يمكن عدّها ولن تصل نهايته.استغرب كريم من ذلك، وصمت لفترة وهو يفكر بالأمر.عندما وصلوا الحديقة كان هناك عدد قليل من الناس، فقط أربع عائلات، كل عائلة تقف في مكان بعيد عن العائلات الأخرى، لأن الناس يخافون من العدوى وانتشار المرض.الجو جميل، الشمس مشرقة، ولولا التزامهم بالبقاء في البيت للوقاية من المرض لكانت العائلة جميعها الآن في رحلة إلى شاطئ البحيرة، أو إلى أحد المتنزهات الكبيرة التي تحتوي الألعاب التي يحبها كريم كالمراجيح والسيسو والسحاسيل، وفيها أيضاً أماكن واسعة للعب بالكرة.كان كريم قد أحضر معه كيساً من الفستق لإطعام السناجب وكيساً آخر من قطع الخبز لإطعام طيور البط التي تعيش في بركة الماء التي تقع في وسط الحديقة، والتي لم تهاجر كغيرها من طيور البط التي تهاجر في فصل الشتاء الثلجي إلى مناطق الجنوب الدافئة.الأمر غريب، السناجب غير موجودة، عادة تكون قرب مدخل الحديقة تقفز من مكان إلى آخر وتقترب من الناس وتنظر إليهم وكأنها تطلب طعاماً.كان هناك سنجاب أسود واحد فقط. اقترب السنجاب من كريم، وضع كريم أمامه على الأرض حبتيْ فستق. تناولهما السنجاب وركض مبتعداً، حفر بين الأعشاب ودفن واحدة، ثم تسلق سور الحديقة الخشبي وحبة الفستق الثانية في فمه وبدأ يأكلها وهو واقف على طرفيه الخلفيين وممسكاً بها بطرفيه الأماميين، كطفل يحمل س ......
#شكراً
#سنجوب
#أطفال
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=765216
الحوار المتمدن
سامي الكيلاني - شكراً سنجوب - قصة أطفال