عبدالرزاق دحنون : ناجيتُ قَبرَكَ استوحي غياهِبَهُ
#الحوار_المتمدن
#عبدالرزاق_دحنون "إن أخلاق الناس تتبع سلوك الحاكم، فإن كان عادلاً مستقيماً عدلوا واستقاموا وإن جار وسرق جاروا وسرقوا"كونفوشيوسنزعم -نحن أهل محافظة إدلب- أن بلداتنا الصغيرة المتناثرة على الهضاب والمرتفعات الكلسية والسهول الخصبة بتربتها الحمراء على تخوم البادية في الشمال الغربي من سورية هي سرة بلاد الشام, والوارثة لملاحة الحضارات القديمة في شرقنا العربي, على الرغم من إهمال ياقوت الحموي ذكر معظمها في كتابه الكبير "معجم البلدان", لأنها لم تكن في أيامه إلا قرى صغيرة, في حين كان بعضها مشهوراً مثل معرة النعمان بلدة "فيلسوف المعرة" أحمد بن عبد الله سليمان التنوخي المكني بأبي العلاء المعري, ونحن نفتخر بأن تربتنا تحتضن رفات ذلك الإنسان الجليل. وعلى بُعد بضعة كيلو مترات إلى الشرق من معرة النعمان يرقد الخليفة العادل عمر بن عبد العزيز في "دير شرقي" والناس تظن قبره في دمشق. ما الذي أتي به إلى هذه الناحية النائية؟ يكتب الروائي السوداني الطيب صالح عند زيارته هذا الضريح في خريف سنة 1991 في مقال منشور: إن عمر بن عبد العزيز كان عائداً من غزوة في بلاد الروم, فعرَّج على صديقه القس في هذا الدير, وكانت بينه وبين القسيس مودة, فمات مقتولاً بالسم علي يد بني أمية. وفي رواية أنه ملّ العيش بدمشق, فجاء وأقام في هذه الناحية إلى أن مات. عند قدميه ترقد زوجته الوفية التي عانت معه شظف العيش, بعد نعمة ولين. ابنة الخليفة وأخت الخلفاء, فاطمة ابنة عبد الملك بن مروان. لقد أوصت أن تدفن معه عند قدميه, فكان لها ما أرادت. ولا أدري أي الأمرين أدعى للاستعبار والأسى, رقدة ذلك الإنسان العظيم في ذلك المكان النائي أم مشاهدة زوجته الصالحة وهي تتشبث به في مماته كما تشبثت به في حياته, لقد خيرها حين ولي الخلافة وخلع عنه حلية الترف, بين حياة الزهد والتقشف أو الفراق, فاختارت العيش معه. مع اشتداد الصراع بين البشر علي امتداد كوكب الأرض تشتد الحاجة إلى استثارة أمجاد العدل. وأحسب أن الوقت قد حان؛ وآن لهذا الفجر المرتقب الذي مضي عليه أكثر من ألف عام أن يظهر. وقد أجمع البشر شرقاً وغرباً أن "الحضارة الإسلامية" المثقفة أقامت إمبراطورية هي الأوسع بين إمبراطوريات العالم القديم, امتدت من ساحل الأطلسي إلى تخوم الصين. و القليل منا ومن غيرنا يعرف أن كفاحنا في سبيل العدل يرجع إلى أكثر من ثلاثة آلاف عام, وأننا أنشأنا على امتداد هذه السنين محطات كان الناس يتوقفون عندها حتى يلتقطوا أنفاسهم ويستريحوا من عناء الكر والفر في هذه الساحة غير المتناهية من صراع العصور. من المتفق عليه أن الخلفاء الأوائل لم يكونوا طغاة, وأن تسميتهم خلفاء لا ملوكاً كان لتميزهم عن الغرارات السائدة في زمانهم من الأكاسرة والقياصرة, وأنهم لهذا السبب لم يؤسسوا دولتهم علي ولاية العهد. وقدَّموا مثالاً على الحاكم الذي يأبي التمايز عن رعاياه فيعيش عيشة أدني واحد منهم متبعاً في ذلك قاعدة شرّعوها بأنفسهم تجعل الزهد في الحياة إلزاماً للحاكم دون المحكوم. ولم تعرف حقبتهم القصور المترفة مع أنهم كانوا يحكمون دولة شاسعة. كما لم يتمتعوا بامتيازات الملوك فلم يكن لهم بلاط وإنما كان مقرهم المسجد, وكان اللقب الوحيد الذي رضوا به هو أمير المؤمنين دون سيدي أو مولاي أو صاحب الجلالة أو صاحب العظمة أو ملك الملوك. ولم تكن لهم حاشية ولا حرس ولا مرافقون. وحين يجلسون للعمل الرسمي في المسجد لا يغلق باب المسج ......
#ناجيتُ
#قَبرَكَ
#استوحي
#غياهِبَهُ
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=733966
#الحوار_المتمدن
#عبدالرزاق_دحنون "إن أخلاق الناس تتبع سلوك الحاكم، فإن كان عادلاً مستقيماً عدلوا واستقاموا وإن جار وسرق جاروا وسرقوا"كونفوشيوسنزعم -نحن أهل محافظة إدلب- أن بلداتنا الصغيرة المتناثرة على الهضاب والمرتفعات الكلسية والسهول الخصبة بتربتها الحمراء على تخوم البادية في الشمال الغربي من سورية هي سرة بلاد الشام, والوارثة لملاحة الحضارات القديمة في شرقنا العربي, على الرغم من إهمال ياقوت الحموي ذكر معظمها في كتابه الكبير "معجم البلدان", لأنها لم تكن في أيامه إلا قرى صغيرة, في حين كان بعضها مشهوراً مثل معرة النعمان بلدة "فيلسوف المعرة" أحمد بن عبد الله سليمان التنوخي المكني بأبي العلاء المعري, ونحن نفتخر بأن تربتنا تحتضن رفات ذلك الإنسان الجليل. وعلى بُعد بضعة كيلو مترات إلى الشرق من معرة النعمان يرقد الخليفة العادل عمر بن عبد العزيز في "دير شرقي" والناس تظن قبره في دمشق. ما الذي أتي به إلى هذه الناحية النائية؟ يكتب الروائي السوداني الطيب صالح عند زيارته هذا الضريح في خريف سنة 1991 في مقال منشور: إن عمر بن عبد العزيز كان عائداً من غزوة في بلاد الروم, فعرَّج على صديقه القس في هذا الدير, وكانت بينه وبين القسيس مودة, فمات مقتولاً بالسم علي يد بني أمية. وفي رواية أنه ملّ العيش بدمشق, فجاء وأقام في هذه الناحية إلى أن مات. عند قدميه ترقد زوجته الوفية التي عانت معه شظف العيش, بعد نعمة ولين. ابنة الخليفة وأخت الخلفاء, فاطمة ابنة عبد الملك بن مروان. لقد أوصت أن تدفن معه عند قدميه, فكان لها ما أرادت. ولا أدري أي الأمرين أدعى للاستعبار والأسى, رقدة ذلك الإنسان العظيم في ذلك المكان النائي أم مشاهدة زوجته الصالحة وهي تتشبث به في مماته كما تشبثت به في حياته, لقد خيرها حين ولي الخلافة وخلع عنه حلية الترف, بين حياة الزهد والتقشف أو الفراق, فاختارت العيش معه. مع اشتداد الصراع بين البشر علي امتداد كوكب الأرض تشتد الحاجة إلى استثارة أمجاد العدل. وأحسب أن الوقت قد حان؛ وآن لهذا الفجر المرتقب الذي مضي عليه أكثر من ألف عام أن يظهر. وقد أجمع البشر شرقاً وغرباً أن "الحضارة الإسلامية" المثقفة أقامت إمبراطورية هي الأوسع بين إمبراطوريات العالم القديم, امتدت من ساحل الأطلسي إلى تخوم الصين. و القليل منا ومن غيرنا يعرف أن كفاحنا في سبيل العدل يرجع إلى أكثر من ثلاثة آلاف عام, وأننا أنشأنا على امتداد هذه السنين محطات كان الناس يتوقفون عندها حتى يلتقطوا أنفاسهم ويستريحوا من عناء الكر والفر في هذه الساحة غير المتناهية من صراع العصور. من المتفق عليه أن الخلفاء الأوائل لم يكونوا طغاة, وأن تسميتهم خلفاء لا ملوكاً كان لتميزهم عن الغرارات السائدة في زمانهم من الأكاسرة والقياصرة, وأنهم لهذا السبب لم يؤسسوا دولتهم علي ولاية العهد. وقدَّموا مثالاً على الحاكم الذي يأبي التمايز عن رعاياه فيعيش عيشة أدني واحد منهم متبعاً في ذلك قاعدة شرّعوها بأنفسهم تجعل الزهد في الحياة إلزاماً للحاكم دون المحكوم. ولم تعرف حقبتهم القصور المترفة مع أنهم كانوا يحكمون دولة شاسعة. كما لم يتمتعوا بامتيازات الملوك فلم يكن لهم بلاط وإنما كان مقرهم المسجد, وكان اللقب الوحيد الذي رضوا به هو أمير المؤمنين دون سيدي أو مولاي أو صاحب الجلالة أو صاحب العظمة أو ملك الملوك. ولم تكن لهم حاشية ولا حرس ولا مرافقون. وحين يجلسون للعمل الرسمي في المسجد لا يغلق باب المسج ......
#ناجيتُ
#قَبرَكَ
#استوحي
#غياهِبَهُ
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=733966
الحوار المتمدن
عبدالرزاق دحنون - ناجيتُ قَبرَكَ استوحي غياهِبَهُ