الحوار المتمدن
3.18K subscribers
12 photos
94.8K links
الموقع الرسمي لمؤسسة الحوار المتمدن في التلغرام
Download Telegram
عايدة الجوهري : توقفوا عن تشويه مفهوم الدولة المدنية
#الحوار_المتمدن
#عايدة_الجوهري إنّ مطلب "الدولة المدنية" هو المطلب الملك في خطاب النخب اللبنانية المتنورة والمتحفّزة للتغيير، مثلها مثل سائر النخب العربية، بيد أنّ هذا المصطلح المغري والبراق، ما انفكّ يتعرّض لانتهاكات استعمالية، جعلت بعض الزعامات الطائفية، التي تتغذى وتزدهر بفضل الاستعار الطائفي، والتحاصصي، والزبائني، ترفع شعار "الدولة المدنية"، لتلميع صورتها، وتحميل النظام الطائفي وزر ما ترتكب من موبقات وفظائع. وتحذو حذوَ هذه الزعامات بعض الرموز الدينية، التي لا تتلكأ عن إبداء عدم معارضتها للسير نحو دولة مدنية، بينما هي تتدخل في كل شاردة وواردة سياسية واجتماعية، وتتربّع على عرش مؤسسات اجتماعية وتعليمية، تُؤطّر عبرها عقولَ الناس، وإراداتهم ومعها حيواتهم الخاصة، واهمة أنّ مترتبات الدولة المدنية لن تنال من امتيازاتها ونفوذها وهيمنتها، وهذه الرموز تحاكي باعتقادها، التيارات الإسلامية العربية التي ترى من جهتها أنّ مفهوم الدولة المدنية، لا يتعارض مع مفهوم الدين الإسلامي لهذه الدولة، غافلين أنّ شرط قيام هذه الدولة هو اعتماد القوانين المدنية لا غيرها، إمعاناً في الفصل بين المجالين العام والخاص.وفي الضفة المقابلة، يأنف بعض العلمانيين استعمال مصطلح "الدولة المدنية"، لظنّهم أنّها لا تفصل الدين عن الدولة والمجال العام، وأنّها تتّسع لتدخلات رجال الدين، وما يقوّي ظنونهم، هو تبنّي بعض القوى الطائفية والدينية العشوائي لهذا المصطلح، كما أسلفنا، علماً أنّ الدولة العلمانية ليست بالضرورة دولة ديمقراطية أو عادلة، وتتوفّر في هذا المجال الأمثلة التاريخية الكافية، لإثبات ذلك، وإنّ المغزى من أية قيمة سياسية هو مفاعيلها والنتائج الاجتماعية التي تفضي إليها.وثمة سوء فهم، أو سوء نية، لا يُغتفر، وهو اعتقاد البعض، أنّ الدولة اللبنانية دولة مدنية لمجرّد أنّ قوانينها، ما خلا قوانين الأحوال الشخصية، مدنية متحوّلة!لقد أدّت هذه الاستعمالات الغوغائية، المترجرجة، إلى إسقاط دلالات إضافية دخيلة على معاني المصطلح، جاعلةً من مفهوم الدولة المدنية مفهوماً مطاطاً، زلقاً، ضبابياً، تختلف دلالاته باختلاف الناطق به، ومقاصده.إنّ هذه الاستعمالات التعسفية، تجري على خلفية عدم تعريف المصطلح، وتعيين مترتباته ومقتضياته البديهية، والتوافق عليها من قبل النخب العربية الطامحة إلى دولة حديثة إنسانوية، ولمرّة واحدة وأخيرة، وإذا ألقينا نظرة على التعريفات النادرة، المتداولة بهذا الخصوص، لألفيناها غير متجانسة، ولا متكاملة، وغير نهائية، وتفتح باب الشك على مصراعيه. يجري كل هذا اللغط في الوقت الذي تشهد فيه مرجعيات Référents المصطلح، التاريخية الأصلية، والمعاصرة، سواء بسواء، على وضوح معانيه ودلالاته، والتي لا تحتاج إلى تأويل ثم إلى تأويل مضاد.لاستكناه دلالات مصطلح "دولة مدنية" ومعانيه التاريخية الأصلية، التي جعلته إحدى ركائز الفلسفة السياسية التنويرية، والدولة الحديثة سواء بسواء، نحن سنعود إلى أصول المصطلح الأيثمولوجية اللغوية، كما إلى الوقائع التاريخية التي أنبتته، وواكبته، وكرّسته، لنعرّج لاحقًا على المتغيرات التي لحقت به.في أصل المفهوم وفصله:إنّ جوهر مصطلح "الدولة المدنية" يكمن في الصفة "مدني" لا في الموصوف "الدولة"، المقوّم، الذي تشترك به كل الأنظمة والكيانات السياسية في العالم، وإنّنا مكرهون، لتأصيل المفهوم، على الرجوع إلى المعاجم الأجنبية، لانعدام وجود أصول تاريخية، أو نظرية، لمفهوم "مدني"، أو "دولة مدنية"، في التاريخ والثقافة العربيّين، ولأفتقار هذه اللفظة إلى سل ......
#توقفوا
#تشويه
#مفهوم
#الدولة
#المدنية

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=686656
عايدة الجوهري : دروس شهرزاد
#الحوار_المتمدن
#عايدة_الجوهري «دروس شهرزاد» هو عنوان كتابي الذي صدر مؤخّرًا عن «مركز دراسات الوحدة»، ومنه أروي هنا قصّةَ الشابة اللبنانية التي حفّزتني على سبر عوالم شهرزاد الخفية، وعلى إدراك الدور الذي يمكن أن يلعبَه التراث الأدبي في تغيير صور المرأة العربية النمطية&#1417-;-سألتني ذات يوم شابة لبنانية، خارجة لتوّها من علاقة زوجية فاشلة، وعلى كاهلها ثلاثة أطفال، «ما هو العنوان القادم؟»، قلتُ&#1417-;- «دروس شهرزاد»، ولمّا كانت هذه الشابة لا تتقن القراءة والكتابة باللغة العربية، لولادتها وعيشها في بلد أجنبي وعودتها المتأخّرة إلى لبنان، سألتني&#1417-;- «من هي شهرزاد»؛ لم أحتجّ، وعذرتها على جهلها أيقونتنا وقدوتنا، ورحتُ أروي لها بفخر حكاية شهرزاد وشهريار، وحكاية إنجاز شهرزاد المذهل.لم أحتجّ. ولكن أسفتُ، لجهل هذه الشابة اللبنانية الجذور، كتابَ «ألف ليلة وليلة»، وهو أحد أشهر مؤلفات التراث الإنساني، وجزء لا يتجزأ من الأدب العالمي، وقبلة القراء والنقاد والمؤرخين والباحثين والفنانين والمبدعين، في كثير من بقاع الأرض، ابتداءً من عام 1704، منذ أن ترجمه المستشرق الفرنسي أنطوان غالان إلى لغته الأم، وقبل أن يستدرك العرب وتقصيرهم ويبادروا إلى طبعه ونشره عام 1835 أيام محمد علي باشا (1769-1849)، أي بعد قرن ونيّف من صدور النسخة الفرنسية.فمثله مثل كتب ماركو بولو التي فتحت عيون الأوروبيين على عجائب الصين، فتح كتاب «ألف ليلة وليلة» عيون هؤلاء على حياة العرب والمسلمين، وعُدّ هذا الكتاب سجلاً للذكاء العربي والإسلامي، في أيام مجد العرب، وخلاصةً مركّزة لخبراتهم، ومعتقداتهم، وقيمهم، وأذواقهم، وأمزجتهم، وكان بابًا من أبواب اكتشاف الشرق بالنسبة إلى الغرب.لم تألف الشابة اللبنانية المجروحة أن تتمكّن امرأة شرقية، وبقوّتها الذاتية، من أن تُغيّر قواعد اللعبة، ولمصلحة الجنسين، وأن تقوى على إنقاذ نفسها وبنات جنسها، من الهلاك، وفوق ذلك أن تنجحَ في تقويم سلوك رجل سفاك، سفاح، كاره للنساء ولنفسه، وقادر على بثّ سوداويّته ومرارته على دولة برمّتها، فقالت لي مندهشةً&#1417-;- «تقولين إنّ شهريار تغيّر، هو تغيّر فعلاً! إنّ شهرزاد استطاعت تغيير أفكاره. هل هذا معقول؟ يا لها من امرأة شجاعة».وراحت محدّثتي المبتهجة تفتّش بلهفة، عن حكاية شهرزاد وشهريار على «غوغل»، وباللغتين الإنكليزية والإسبانية، وأخبرتني في المرة التالية أنّها وقعت على كمّ هائل من المعلومات والمراجع حول شهرزاد، وأنّ تفاصيل حكايتها مذهلة وتزرع الأوهام والأحلام المستحيلة، وأنّ الخيال شيء والواقع شيء آخر، وهتفت قائلةً&#1417-;- «هي شخصية أسطورية في نهاية المطاف!»، مستأنفةً شكوكَها، هي التي درست الحقوق لا الأدب، مفترضةً ضمنًا أنّ قوة تأثير شهرزاد على طبائع شهريار وهمية، وغير معقولة، وأن لا هي ولا شهريار يمكن أن يتحقّقا في الواقع.فأجبتها، هذه المرة، بالتعريفات، بأنّ الأسطورة صنيعة الخيال الحر والمحض، ولكنّها تعكس نظام المجتمعات الأخلاقي والقيمي والثقافي، وغايتها أن تُثبتَ نهجًا من الأخلاق، يمكن بواسطته تشريع المواقف والأحداث الاجتماعية، وأنّ الأقدمين كانوا يقصّون القصص للإمتاع وتزجية الوقت، ولكن أيضًا على سبيل الوعظ والإرشاد والتعليم، وأنّهم كانوا يوظّفون الخيال والإبداع للتأثير في العقل والوجدان والسلوك والأداء، بديلاً من المحاججة والتحليل والاستدلال.وتابعتُ قائلةً إنّ الأدب الشعبي، رغم اشتماله على أحداث وشخصيات أسطورية، وعجائبية، وغرائبية، ما فتئ متّصلاً اتصالاً وثيقًا بانشغالات الإنس ......
#دروس
#شهرزاد

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=690814
عايدة الجوهري : في كراهية النساء
#الحوار_المتمدن
#عايدة_الجوهري كان بكاءُ ردينة، ذات البضعة أشهر، وهي الطفلة الخامسة لعائلة فقيرة تسكن في مبنى متهالك جوارَ منزلي، والذي سرعان ما كان يتحوّل إلى نحيب، وتنهيد، يثير فضولي لمعرفة دوافعه.في كل مرّة كنتُ أخرج إلى شرفتي لرؤيتها واستكشاف أسباب بكائها، كنتُ أراها تارةً جالسةً أرضًا، بمفردها، تبكي بمرارة، لسبب يتعذّر تحديده أو تفسيره، وتارةً أخرى، تحاول عبثًا الوقوف فتفقد توازنها، وتسقط أرضًا على قفاها، فتنفجر بالبكاء، وفي الحالتين، ليس من ينجدها، أو يعينها، أو يلبّي نداء استغاثتها. كانت أخواتها الأكبر سنًّا يلعبنَ على أطراف الباحة حيث هي، وأمّها في الداخل، منهمكة، على الأرجح، في تدبير شؤون الأسرة، يلازمها ابنها الوحيد الأكبر سنًّا.لم أرَها يومًا بين ذراعَي والدتها، أو بين ذراعَي والدها الذي كان يؤوب في ساعة متأخّرة إلى المنزل، إلا عندما كانت العائلة تخرج برمّتها إلى لا أدري أين، وكان لا بد لأحد الوالدين من حمل الطفلة المذكورة التي لم تكن تقوى على المشي بعد.عرفتُ لاحقاً من والد الفتاة، الذي استدعيته لإصلاح أعطال في المنزل، كونه عامل صيانة، أنّ بناته الأربعَ جئن بدلاً من ضائع لأنّه لا يحبّ البنات، ولم يُرزق سوى بولد ذكر واحد، «ما بحبّ الشوش»، والشوش، في اللغة المشرقية، تعني الإناث، فما بالك إذا كانت الطفلة، موضوعُ متابعتي، هي الخامسة في الترتيب العائلي!أعادت هذه الواقعة إلى ذاكرتي مقطعًا من قصة نوال السعداوي «عين الحياة»، وهي القصة الثانية من كتاب «الخيط وعين الحياة» الصادر عام 1972، وفيها تروي السعداوي سيرة الفتاة «عين»، المولودة وسط عائلة فقيرة، معدمة، وتتعرّض فوق ذلك للاضطهاد والنكران من قبل أمّها.تسردُ القصة، في المقطع الوارد أدناه، القبلةَ الخاطفة التي وهبتها الأم لابنتها سهوًا:«ولأول مرّة تتلقّى عين من أمّها قبلةً، إذا كان من الممكن أن تسمى قبلةً، وإنّما لمسة سريعة ما إن تحدث حتى تنتهي، بل لعلّها لم تكن أيضًا لمسةً لأنّه كانت تظل هناك دائمًا مسافة بين شفتَي أمّها وخدّها، مسافة صغيرة وربما صغير جدًّا كشعرة رفيعة لكنّها كانت تكفي دائمًا لعدم حدوث التلامس» (ص. 72).إنّ هذا المقطع الأدبي، الذي يؤشّر، مثله مثل سائر المقاطع المماثلة والحادة، التي تحفل بها القصة المارّ ذكرها، إلى فظاعة القطيعة العاطفية بين الأم وابنتها، يصلحُ لأن يكون مادةً سينمائية لفيلم يعالج ظاهرة كراهية النساء، وعدم تقبُّل ولادتهن ووجودهن على القشرة الأرضية، وعضويتهن في الأسرة، منذ إبصارهن النور.وتحت تأثير مشاهداتي الخاطفة لردينة وبعض مقاطع قصة «عين» لنوال السعداوي، ومتابعاتي السريعة لأحوال الفتيات الصغيرات في الأسر الفقيرة والكثيرة العدد، كما تحت تأثير قراءاتي في هذا المضمار وأبرزها دراسة «أورزولا شوي» عن أصل الفروق بين الجنسين، التي تبرز فيها الأوليات التربوية التي يتمّ بها إنتاج الخصائص «الأنثوية» و«الذكرية» وإعادة إنتاجها، منطلقةً من التمييز القائم بين الجنسين، منذ أيام الولادة الأولى، مرورًا بالأسابيع والأشهر والسنوات اللاحقة، وصولاً إلى سن الروضات، رحتُ أتخيّل ما يلي:خلتُ الفتاة غير المرغوب في ولادتها ووجودها في كنف الأسرة، لا تُلمس إلا بحساب، لا تُحمل وتُهدهَد إلا بحساب، ولا تجري مناغاتها ومحادثتها وملاعبتها إلا بحساب.وخلتُها أيضًا لحظاتِ نعاسها لا تغفو بفعل أغنيّة شعبية تُرنّمها لها الأم بصوت يطفح حبًّا ونغمًا، بل تعبًا. كما خلتُها لا تُقبَّل، كي تطمئنّ وتشعر بالاهتمام والأمان، إلا في لحظة تخلٍّ ......
#كراهية
#النساء

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=698854
عايدة الجوهري : القتل باسم الدين والبارانويا
#الحوار_المتمدن
#عايدة_الجوهري يثير القتل باسم الدين، سواء استهدف عسكريين أم مدنيين، أو كان نظاميًّا، علنيًّا، جهريًّا، أو سريًّا مغفلاً، المزيدَ من جهود البحث والتفسير، وتذهب هذه الجهود في اتجاهات متعدّدة، أيديولوجية نصية، أو تاريخية وقائعية، أو اقتصادية اجتماعية، أو سياسية سلطوية، ترمي كلّها إلى استكناه أسرار هذه الظاهرة، التي تنهض كنقيض تامّ لمنجزات عصر التنوير، ولمفهوم حقوق الإنسان وكرامته، في صيغة ضدية مذهلة، وكنقيض أيضًا لوظيفة الدين نفسها، بصفته كود أخلاقي غايته الأصلية تنظيم حياة البشر، والارتقاء بهم إلى مرتفعات الفضيلة والتوازُن والسكينة، لا كراهية بعضهم بعضًا، ولا إلغاء بعضهم بعضًا، ولا تدمير بعضهم بعضًا.إلى جانب هذه الجهود البحثية والفكرية، التي أسهمت وتُسهم في إزالة الكثير من الغموض حول هذه الظاهرة الأزلية والمعاصرة، التي باتت تُقلق العالم، لا أكفّ، ولا يكفّ بعض الباحثين، عن التساؤل حول طبيعة الحالة النفسية – العقلية التي يسبح فيها المتديّن العدواني، إلى أي دين انتمى، فالتاريخ الواقعي يشهد على أنّ ارتكاب العنف ليس محصورًا بأتباع الأديان الإبراهيمية، وقد تورّط ويتورّط به بوذيّون وهندوس وسيخ وغيرهم. أتساءل عن الذي يجعل المتديّن ينتشي بتعذيب الآخرين، وقتلهم، وحرقهم، وشنقهم، وسحلهم، نافياً عنهم قيمتهم وكرامتهم، مستكثرًا عليهم حقّهم في الحياة، كما عن الذي يجعله كارهًا لحريات الآخرين، يزجرهم، يقمعهم، يضطهدهم، يكمن لهم، مستكثرًا عليهم الحق في التفكير والتعبير، والشعور، والاختلاق.أتساءل عن هذه الحالة النفسية الشاذة، وتبعًا عن هذه الآلة التعبوية التأهيلية التربوية الضخمة التي تجعل من كائن عادي، ذي طبائع اعتيادية، خصمًا للعالم المحيط، المغاير عنه وعن معتقداته وخياراته، وقابلاً لتشييء البشر وإفقادهم قيمتهم، وتحويلهم إلى أدوات ووسائل لتحقيق أهداف تتخطاهم، وتتخطاه هو ذاته، تبعًا وربطًا، كما أتساءل عن جوهر الأفكار والمشاعر والأحاسيس والتصورات التي تحتدم في دخيلته، وتجعله يتجرّأ على الانقضاض على الآخرين وكرههم حتى الموت، وعن هذه الحرية الوجدانية التي يبيحها المتعصّب السفّاك لنفسه وتجعله يعلي قيمته وأهدافه ومثله ونزواته، على كل ما يحيط به، مقتنعًا بأنّ مساعيه تتسامى على العالم الأرضي، ببشره وحجره. يُحيلك هذا النمط من التساؤلات إلى المفاهيم التي اجترحها علم النفس لتوصيف أحوال النفس البشرية وأطوارها، فإلقاء اللوم على النصوص، وحتى على الذاكرة التاريخية، والأغراض السياسية السلطوية، الاستراتيجية، لا يفي بالغرض، بقدر ما تستند هذه العوامل المؤثرة كلّها إلى كائن بشري ذي بنية نفسية ذهنية وجدانية محدّدة.ذهبتُ إلى الأدبيات المتداولة في هذا المجال، والتي يتمّ عمومًا استصغارها وتهميشها لصالح عوامل ومحدّدات أخرى، ووجدتُ أنّ مجموع السمات النفسية المرضية التي رصدوها لدى المتديّن المتعصّب والسفّاك والفتّاك، تجعل منه شخصيةً مريضةً بامتياز، وحين دمجتُها بسمات المتعصّب عمومًا، والمتعصّب دينيًّا خصوصًا، خلصتُ إلى أنّ شخصية المتديّن المتعصّب العدواني هي أقرب ما يكون إلى البارانوي.إنّ الظاهرة التي تجعل من بعض الأفراد من ديانة معيّنة، قابلين ومستعدّين للقتل والمقاتلة والكراهية والاضطهاد، دون غيرهم من أتباع الديانة ذاتها والذين يقاسمونهم الذاكرة ذاتها، والثقافة ذاتها، وشروط العيش العامّة ذاتها، تحثُّنا على التركيز على الاستراتيجية التعبوية التحريضية، التي تستهدف الكائن العادي، وتحوّله إلى كائن آخر، أقرب إلى كائن يُجرجر عقدة الاضطها ......
#القتل
#باسم
#الدين
#والبارانويا

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=704414
عايدة الجوهري : -حقوق الطوائف- كمشكلة أخلاقية وحقوقية
#الحوار_المتمدن
#عايدة_الجوهري وصلت ارتجاجات انفجار نظام الحكم في لبنان إلى كل أرجاء المعمورة، وأذهل أداء المنظومة الحاكمة التي فتكت بالبلد، ونكّلت بأهله، كلّ كائن معنيّ بالشأن اللبناني، ويأتيك من يشهر، وسط هذا الركام الفظيع، حجّة "حقوق الطائفة" تبريرًا لمطالبته بحصة حزبه، أو حصته بالأحرى، في الحكومة قيد التشكيل."حقوق الطائفة"! إنّها الشماعة التي يُعلّق عليها رجال السياسة اللبنانيون شهواتهم ونزواتهم السياسية السلطوية، منذ تأسيس متصرفية جبل لبنان عام 1861، والتي تصلح فوق ذلك لابتزاز الخصم وإحراجه، واستنفار الجماهير واستثارتها وشدّ عصبها.ولكنّ هذه الشماعة ليست وليدةَ التعسُّف باستخدام المصطلح واستعماله يمنةً ويسارًا فحسب، بل هي الابنة الشرعية لفلسفة النظام السياسي، و"أسطورته الأخلاقية"، المبنيّتين على مفهوم "حقوق الطوائف".إنّ مفهوم "حقوق الطوائف" الذي يطرح مشكلةً عملانية، وظائفية، لفشله في التأسيس لدولة ناظمة لحياة اللبنانيين أجمعين، وفي تكوين سلطة فاعلة، وفي خلق مجتمع متجانس متضامن، آمن ومستقر، يحمل بحدّ ذاته بذورَ تحلُّله وتفسُّخه، طارحًا مشكلةً مفاهيمية أخلاقية، وحقوقية، تدحض نجاعة "الأسطورة الأخلاقية" والسياسية التي بُني عليها النظام اللبناني، والتي تزعم أنّ من شأن توزيع السلطة السياسية والإدارية على أساس طائفي أن يكفل العدل والسوية بين الطوائف، وأن يضمن "العيش المشترك"، والتآلف والوداد بين الطوائف، وصولاً إلى عدم احترابها.لن نستطرد في بيان التناقضات والأعطاب البنيوية التي تسم بوسمها النظام اللبناني، والتي تجعله عرضةً لاختلالات جمّة، ومستديمة، تُنغّص حياة الأفراد الذين ينتمون إليه، ولم يقصر الباحثون في هوية النظام اللبناني في التدقيق في بناه وهيكلياته وتناقضاته وإفرازاته، غير أنّنا سنحصر نقاشنا في النظرية الأخلاقية، التي اتكأت عليها فلسفة هذا النظام، والتي نفترض أنّ العدالة الطائفية، بما هي ضمان "حقوق الطوائف" التي تشكّل النسيج اللبناني، وحدَها كفيلة في تثبيت هذا النظام وإدامته.إنّ ما يستفزّ العقل، والعقل السياسي خصوصًا، هو هذه النظرية التي تبرّر بنية النظام القائم، ويحاول الطائفيون اللبنانيون تسويقها، وتسويغها، والمحاججة فيها، ببهلوانيات فكرية، لا نظير لها، من جنس "لبنان الرسالة"، "لبنان التعدد"، "لبنان التنوع"، "لبنان الحريات الدينية"، "لبنان الديمقراطية"، انتهاءً بـ"لبنان العيش المشترك".إنّها معضلة أخلاقية، معرفية، تنتفي فيها حقوق الأفراد لصالح مفهوم مبهم هو "حقوق الطائفة"، ونحن سنحاول في هذه المقالة القصيرة بيان عبثية المصطلح وفروغه من المعنى، والتي تدلّ عليهما تطبيقاته الكارثية، الغنية عن الوصف والتحليل، للراسخين في معرفة آليات اشتغال النظام اللبناني.في اللغة الوضعية، يشير مفهوم "الحق"، في معناه العام، إلى جملة التعابير التي تهدف إلى تنظيم العلاقات بين البشر وإلى تأمين المصالح الإنسانية، تحقيقًا للعدالة. هو مفهوم نسبي، متغيّر، يحتمل الصواب والخطأ، وغايته النظرية إحقاق التوازن والعدل بين الأفراد وفي المجتمعات.أمّا في اللغة الإلهية، فـ"الحق" هو "الثابت الذي لا يسوغ إنكاره، واليقين بعد الشك، والواجب، والعدل، والأمر المقضي، الذي لا بد منه، وهو من صفات الله".في أصولها التاريخية وتجلياتها، تنحو مسألة "حقوق الطوائف" نحو المطلق والمقدس، فهي حقوق طوائف دينية، تكتسب مشروعيتها من السماء، بينما تغرق المصطلحات السياسية المعاصرة، في الأرضي والدنيوي واليومي والمحقق. إنّنا في مواجهة خطّين لا يلتقيان.وإنّنا لا نبحث هنا، لا في حرية المعتقد، ولا في ......
#-حقوق
#الطوائف-
#كمشكلة
#أخلاقية
#وحقوقية

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=714241
عايدة الجوهري : نحن في حاجة إلى حكام يتوجعون
#الحوار_المتمدن
#عايدة_الجوهري من علامات تحول الحاكم إلى طاغ صفيق هو إفتقاره إلى الشعور بالوجع، والندم، والذنب، وهذه المشاعر وغيرها من طينتها، هي التي تجعل الإنسان إنساناً، بالمعنى المعياري والأخلاقي والشعوري، وهي التي تردعه عن إرتكاب الموبقات والإساءات، وهي التي تخفف من جموح السلطة، والتسلط، فبأي نوعٍ من الحكام إبتلى اللبنانيين؟ بقدر ما يستفزنا، نحن اللبنانيين، الخراب الذي نشهده كشريط سينمائي مروع، ومعطوب ومشوش، تستفزنا صلافة الحكام اللبنانيين، ولا مبالاتهم، وسلبيتهم المفرطة، التي لا تعزى، بالضرورة، إلى "تركيبة النظام"، أي إلى أسباب خارجة عن أخلاقيات الحكام وطبائعهم وقراراتهم وإراداتهم. تدار البلاد وكأنها شأن خاص، من دون مرجع قانوني، أو على الأقل أخلاقي، ويتلو غياب المرجع الأخلاقي، غياب الشعور بالمسؤولية، تلك المتوقعة من إنسان حر، يدرك صلاح فعله أو شره، ويدرك تبعاته. إن الواجب الأخلاقي يسبق السياسي ويعلو عليه. الحق السياسي في لبنان هو حق فردي، سلطوي، علوي، وليس حقوقاً جمعية مشتركة. والخير الذاتي، هو السبيل إلى ملذات ومنافع شخصية، تدمر موضوعية الخير، فلا يتمايز الإيجابي عن السلبي، ويكونان سواء بسواء، وسيان. هي أخلاق سياسية هدفها اللذة والمنفعة الذاتيتان، فطرية، تقرن الفطرة بالعقل، ولا تكترث لمستلزمات الإجتماع والمصلحة المشتركة، ولا تترتب عليها عواقب الألم، والأذى، اللاحق بالآخرين، هي شهوات تعمي الأبصار، وتصم الأسماع، وتعطل الأحاسيس. إنها قضية أخلاقية أيضاً، ونحن بتنا نستصغر تناول الأفعال السياسية من باب الأخلاق، ونحيل، براغماتياً، الحلول التغييرية إلى ميزان القوة، ولا نجيز البحث في القيمي والرمزي، فيما الرمزي الأخلاقي كامن وراء أي سعي إلى التغيير، وتعديل موازين القوى، أي في الفعل المضاد. إن غياب الموانع الذاتية التي تضبط الشهوات المنفلتة من عقالها، هو إعلان عن تلاشي "الضمير"، وهذه اللفظة يندر إستعمالها، حتى باتت تبدو "مهجورة المعنى" archaique، ولكن، لا بأس من نفض الغبار عنها، لأنها أضحت موضوع رهان ملح، بغياب الروادع الخارجية، القوانين، ومؤسسات المحاسبة، والإنتخابات الديموقراطية، والإعلام المحايد، إلخ. يلخص مصطلح "الضمير" المنظومة الأخلاقية العامة للعدالة، ورديفها "الحق"، وهو "وعي أخلاقي" يجعل المرء يميز بين الشر العام، والخير العام، ويقوم على محاكمة الذات ومحاسبتها كقاض، ويغير السلوكات والنيات، وفق معايير الأخلاق والواجبات. ويتمظهر "الضمير" في ثواب زمني، هو رضى وشعور بالإبتهاج، وفي عقاب، هو تأنيب أو مسرة، وندم، أوشعور بالفشل، أو الخجل، وما إلى ذلك. يوقظ الضمير، الصراع بين الواقع والمتوقع أخلاقياً، إنه "الأنا الأعلى"، في صراعها مع "الهو"، أو البحث عن اللذة والمتعة والمكاسب الإضافية، من دون قيد أو شرط. في غياب "الأنا الأعلى"، أو الضمير، نحن أمام مخلوقات تحول خيرها إلى خير مطلق، غير خاضع للتقويم والمقارنة وإعادة النظر. أمام "وعي خاص" منفصل عن "وعي الجماعة". وعن الوعي العام. لعل هذه الظاهرة النفسية التي تضم الأنساق الإستبدادية، تعود إلى ما يسمى في علم النفس "مرض السلطة". نعم، ثمة مرض نفسي معترف به اسمه "مرض السلطة" يصيب الحكام والقادة، ويتسم بالنرجسية، والصلافة، والإدعاء، والأنانية، وعبادة الذات، والتلاعب بالآخرين، والكذب، وإحتقار الغير، والشعور بالعظمة، وفقدان القدرة على الإنصات للآخرين، إلخ. نحن إذاً أمام أناس تبلد إحساسهم بالآخرين المحكومين، وغادرهم الشعور بالفشل والإيذاء، الذي يجلب الندم والتأنيب الذاتي والوجع. وإذا سرنا بالمنطق ذاته، ه ......
#حاجة
#حكام
#يتوجعون

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=729566
عايدة الجوهري : النساءُ الممنوعاتُ من الكلام
#الحوار_المتمدن
#عايدة_الجوهري يستفزّني أيّما استفزاز، أن أشهدَ على وقائع عمليات التواصل بين ذكور العائلة الذكوريين وإناثها، حيث تتدرّب المرأة، منذ حداثة سنّها، على الصمت والكتمان وخسران اللغة، مقابل التلقي والاستقبال، دون المبادرة إلى أخذ الكلام والتعبير عن ذاتها، ومكنوناتها، ما يؤدي إلى اجتيافها دونيّتها خلسةً عن وعيها، وإلى الأبد.لا تتحقّق كينونة الإنسان الاجتماعية إلا بالتواصل، الذي يقوم على المبادرة إلى الكلام، في علاقة تبادلية أساسها البثّ والتلقي، ولكنّ عملية التواصل تخضع لمتغيرات عدة، أبرزها الأهداف، ومنها بثّ المعلومات والبيانات والأفكار والمفاهيم، والقناعات، والمشاعر والانفعالات، وغيرها( )، والسياقات التي تتمركز حول تفاصيل المحيط الفيزيائي والاجتماعي والنفسي والزمني الذي تدور فيه عملية التواصل، والأدوات، لفظية، وغير لفظية، وتعتمد لغة الجسد، والإيماءات، وتعبيرات الوجه، والنبرة والصوت، أو مرئية، وتعتمد الصور، والرسومات والمخططات، أو مكتوبة، ووسيلتها الوحيدة اللغة ومواردها.يُضاف إلى هذه المتغيرات متغيّر أساسي، وهو هوية المتكلمين والمتحاورين، كل منهما لدى الآخر، ورتبته، ودوره، وصورته، فما الذي يحدث إذا كان المتخاطبان من جنسين مختلفين وصورتين مختلفتين، واحدهما ينظر إلى نفسه ويُنظر إليه، بصفته جنسًا أعلى، ووصيًّا متفوقًا، وإذا قُدّر لهما، أن يتواصلا، تواصلاً دائمًا ومباشرًا بحكم صلة القربى التي تجمعهما، وأن يكون المتكلّم أبًا، أو أخًا، أو زوجًا، وإذا أوكل إلى هذا الوصي تلقائيًّا وتاريخيًّا، وبتفويض ضمني، أمر ضبط الجنس الأدنى، وتدجينه، وإجباره على الالتزام بأوامره، وتعليماته، ورغباته وأهوائه، بحيث يصبح طوعَ بنانه، ويتطابق مع الأدوار والخصال التي اختطّها له المجتمع؟لا يحتاج هذا الأمر الناهي إلى بذلِ جهدٍ جبّار لأداء مهمته، فهو يختزن كمًّا هائلاً من الصور، والمقولات والأفكار النمطية الجاهزة، تجعله متمكنًا من دوره ومهمته.إنّ القاعدة الأساسية في هذا النمط من التواصل، هو الحذر من الكلام الذي تتفوه به المرأة في الخاص، وتقنينه، وضبطه، كي ينسجم مع المرسوم لها، والحيلولة دون كلامها الحرّ النابع من ذاتها، والاكتفاء بمطالبتها بالموافقة، والتأييد، والإذعان، لما يأمر به الصوت الذكوري في العائلة، الذي يقوم بالإيعاز، والأمر، والفرض، والاتهام، والتأنيب، والتذنيب...لنتخيّلْ أبًا، أو زوجًا، أو أخًا، متسلّطًا، يتواصل مع ابنته، أو زوجته، أو أخته، آمرًا، أو مؤنّبًا، أو زاجرًا، سنكون أمام شخصين الأول الذي يتكلم بنبرة عاليه واثقة، متغطرسة، تهديدية، بوجه متجهّم، ويد مرفوعة، والثاني يستمع إليه، صاغرًا، مذعنًا، خفيضَ العينين، مطأطئ الرأس، بالكاد يتفوه بجمل قليلة، تُنذر إمّا بالدفاع الذليل عن النفس، أو الموافقة، لا يلبث الصوت الذكوري أن يقطعَها ويمنعَ استكمالها.لنتخيّلْ أفعالَ هذا الذكر، وسلوكاته على مدار الساعة، فهو لن يكفَّ عن التجهّم والعبوس، ورفع الأصبع والصوت، والأمر، والزجر، لن نراه ودودًا، مُحبًّا، متفهمًا، مستمعًا، منصتًا بكل حواسه، متعاطفًا، مشفقًا... إنّه التواصل الأحادي الذي يرمز إلى اللاتكافؤ، والتراتبية، والتحكّم، والوصاية.لا يهوى الزوج أو الأب أو الأخ المتسلّط إطلاقَ حرية المرأة في الكلام، ويحاول إسكاتها كلّما تفوهت بجملة، وتحولت إلى متكلمة، وهو لا يهوى سماعَ صوتها، ولا يطيق أن تنظر في عينيه، ويستلذّ النظر إلى عينيها المنكسرتين ورأسها المطأطئ، فمن المزايا الحميدة للمرأة خفض الصوت، والإمساك عن الكلام، كي لا تكون «فحلة»، «سلي ......
#النساءُ
#الممنوعاتُ
#الكلام

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=741082
عايدة الجوهري : على النساء رمي ذواتهنّ القديمة
#الحوار_المتمدن
#عايدة_الجوهري الحمد للطبيعية إنّنا كائنات متغيرة، لا تلبث على حال واحدة إلى الأبد، وإنّنا نختبر، ندرك، نراكم، نتفكّر، ونُعيد النظر بقوة، ثمّ ننقلب على ذواتنا، والحمد للعلوم الأنتروبولوجية والنفسية التي تُثبت أنّنا كائنات تطورية، مؤهّلة للتغيُّر، والانقلاب على الذات، من أجل ذات جديدة تتماشى مع احتياجاتنا الفردية والعامة وإنسانيتنا، وقوانين التطور.إنّ موضوعنا يتناول كينونة النساء، فكم من نساء حولنا، وعلى مدار حياة واحدة، لم يعدنَ إلى سابق عهدهنّ، وتدثّرنَ بعزم بذوات جديدة قشيبة مذهلة، فما الذي يجعلنا نفترق عن ذواتنا القديمة ونخلق ذاتًا جديدة؟ وما هي مواصفات هذه الذات الجديدة؟ وما هي عورات الذات القديمة؟الذات القديمة المشوهة:تتعرض النساء في البيئات الذكورية لتخريب طاقاتهنّ، وملكاتهنّ، وتشويهها، بحيث تتطابق صورتهنّ مع الصورة المرسومة لهنّ، لا مع الصورة المحتملة الكائنة في كل إنسان، فتتحول الذات المصنوعة المطابقة لهذه الصورة، إلى ذات مضادة للذات الكامنة والدفينة ومتصارعة معها.وليست الذات المصنوعة سوى ذات مبتورة تحمل أوزار عوراتها الموهومة، ويغمرها شعور غامض بالذنب والنقصان، يجعلها تعاني من صعوبة السيطرة الذهنية على الواقع بكل أوجهه، ومن وجهة التحليل النفسي يأخذ الأمر على المستوى اللاواعي، طابعَ "الخصاء الذهني" الذي يُلخَّص بنوع من صدّ القدرة على الفهم، بنوع من العجز عن توكيد الذات في مواجهة العالم والإقبال عليه، بخطى ثابتة، وتُبدي هذه الذات المصنوعة المشوهة الكثير من التردُّد، وتتجنّب الانتقال إلى الفعل ووضع إمكاناتها موضعَ الاختبار، خوف الفشل، وتذهب في ذلك إلى درجة تدّعي معها عدم القدرة سلفًا، حتى لا تصابَ بخيبة أمل، أو حتى لا يتضح عجزها، وهي وبسبب شعورها بالعجز، والنقصان، تفقد قدرتها على تحليل الواقع، والتوصل إلى استنتاجات بشأنه، فتحيا حياتها غريبةً عنه.في المحصلة، تفتقر المرأة التي تعرضت إلى الصد والكبح، والتبخيس، إلى وجود اجتماعي مستقل، ولا تكتسب قوتها إلا من خلال الآخر، فتصبح مثلها مثل العبد الذي لا يتصرف بنفسه، ولا يقرّر بنفسه، ووجوده ونشاطه بتصرُّف مالكيه، وتحت إمرتهم.إنّ المساعي المبذولة عبر التاريخ للانتقال بالنساء من واقع العبودية إلى رحاب الكرامة والحرية، لم يكن ليكتبَ لها النجاح، لو أنّ النساء اللواتي نجونَ من الهلاك، لم يتخلّصنَ من ذواتهنّ القديمة، وتلبّسنَ ذواتًا جديدة، لو أنّ المطعونات بأنوثتهنّ، لم يخضنَ صراعًا ضاريًا ضدّ الأمر الواقع، وقاومنَ الواقع المفروض عليهنّ، وحاولنَ التأثير فيه لصالحهنّ، بكل ما أوتينَ من وعي جديد، مغاير لوعيهنّ القديم.إنّ هذه النقلة النوعية، تشترط أولاً وأخير، وعيَ المرأة بذاتها المغيّب بفعل الاستراتيجيات الذكورية المركّبة، التي تتمركز جوهريًّا حول إلغاء وعي المرأة بذاتها، ككائن حرّ، ومستقلّ، ومريد.فما هو تعريف الوعي بالذات؟في تعريف مفهوم الوعي بالذات:سوف نستهلّ تعريف مفهوم "الوعي بالذات" بتعريف مكوّنه الرئيس وهو مصطلح "الوعي". بالتعريف الأولي، يعبّر مفهوم الوعي عن مدى إدراك الإنسان للأشياء والأحداث والعلم بها، حيث يكون على اتصال مباشر مع كل الأحداث التي تدور حوله.بمنظور علم النفس، يمثّل "الوعي" العقل، والحالة العقلية للإنسان، والذي تميّزه بملكات المحاكمة المنطقية الذاتية، والقدرة على الإدراك الحسي للعلاقة، التي تربط الكيان الشخصي بمحيطه الطبيعي، وهو يرتبط بمجموعة الأحاسيس والمشاعر التي تكمن في أعماق الذات.أما الوعي بالذات فهو وعي الوجود ككائن منفرد، قائم بذاته، يملك تصورًا ......
#النساء
#ذواتهنّ
#القديمة

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=758156