ضيا اسكندر : ابني حبيبي، سنلتقي يوماً
#الحوار_المتمدن
#ضيا_اسكندر وأخيراً حملت سمر بجنينٍ. فقد بشّرها الطبيب الفاحص بذلك بعد تأخر دورتها الشهرية المنتظمة عدة أيام وإجراء الاختبار الخاص بالحمل. وأمطرها بالإرشادات وهو يكتب «الرويشتّة». وأوصاها بضرورة تناول مجموعة من الفيتامينات والأدوية للمحافظة على الجنين. لم تسمع جُملة واحدة من توصياته، فقد كانت مغمضة العينين تتراقص أهدابها ابتساماً، وتسيل الغبطة من ملامح وجهها حبوراً. يتردّد في داخلها فقط صدى تلك العبارة الساحرة التي قالها الطبيب: «مبروك مدام. وأخيراً أنت حامل». وضعت «الرويشتّة» في جزدانها على عجل وخرجت من العيادة وقد تلألأتْ عيناها بالبريق. وضحكت كثيراً وهي تذرف دموع البهجة في الطريق. تمنّت لو تلتقي بجميع من يعرفها من أقارب وأصدقاء دفعةً واحدة لتسرَّ لهم النبأ العظيم. فهي لن تكون فريسة الإحسان من الآن فصاعداً عندما تصفعها صويحباتها لدى زيارتهنّ لها بعبارات مثل: «الله يبعتلك ضنا يستر آخرتك – انشالله منفرح بخبر حبلك – الله يتحنّن عليك ويرزقك اللي ببالك..» وغيرها من الجُمَل التي كانت تسبّب لها الغمّ والحسرة.عند وصولها إلي البيت، حرصت أن تستلقي على السرير بهدوء. وطَفِقت تتلمّس بطنها وتُناجيه: «متى ستتكوّر منتفخاً بفلذة كبدي؟ متى سيتحرّك جنيني الحبيب رافساً جدران الرحم كبقية الأجنّة؟ هل سيتحقق حلمي وأسمع من يناديني ماما؟ متى ستمضي الأشهر الثلاثة الأولى لأعرف من خلال تصوير "الإيكو" جنس الجنين؟ ليس ذلك مهمّاً على الإطلاق؛ المهم أن يبقى سليماً. ولو أنني أتمنى أن يكون صبياً نزولاً عند رغبة أبيه».ولمّا كانت قد زارت الطبيب دون إعلام زوجها، فقد فضّلت عدم إخباره النتيجة عبر الهاتف. لأنها سئمت من التخيلات. تريد أن تقرأ ردود أفعاله مباشرةً وجهاً لوجه؛ كيف ستتسع عيناه دهشةً ويرفع يديه نحو الأعلى صارخاً كمشجّعي كرة القدم ويرقص طرباً. كيف سيعانقها باكياً من فتنة الصدمة.. فهو لا يقلُّ عنها لهفةً وتشوّقاً لكي يصبح أباً. لا سيّما وأنه أمضى سنوات طويلة في أحد المعتقلات بتهمة معارضة نظام الحكم. وراهن الكثير من معارفه من أنه لن ينجبَ أبداً بسبب التعذيب الرهيب الذي تعرّض له. عشرة أعوامٍ من زواجهما وهما يعيشان على الأمل. لم يتركوا طبيباً مشهوراً بالمحافظة وحتى في العاصمة إلّا وطرقوا بابه. لم يوفّروا أيّاً من التحاليل والتصاوير، وحتى الطب البديل من وصفات تعتمد على الأعشاب.. إلّا ولجؤوا إليها. والغريب في الأمر أن جميع الأطباء كان لهم رأياً واحداً: «لا يوجد مانع جدّي من الحمل. عليكما بالصبر والاستمرار في المحاولة». عند عودة زوجها من العمل، صافح أذنيه أحلى خبر طال انتظاره. كاد أن يطير من الفرح. وأجهش بالبكاء من فرط السعادة. وأسرع لشراء الحلويات وزيارة والدته وحماته ليزفَّ لهما البُشرى. وفي اليوم التالي، كلّ زملائه في العمل قدّموا له التهاني والتمنيات بالسلامة لدى سماعهم الخبر.وتمرُّ الأشهر بطيئةً ثقيلة. ويعرف الزوجان جنس الجنين؛ فهو صبي كما تمنّيا. ثلاثة فساتين خاصّة بالحمل اشترى لها زوجها. الحليب والبيض والفواكه واللحوم حاضرة دوماً في المطبخ. فأوضاعهما المالية ميسورة إلى حدٍّ ما. فإلى جانب زوجها الذي يعمل محاسباً في أحد البنوك الخاصة، فإن سمر معلمة في مدرسة ابتدائية. كما أنها تملك أرضاً زراعية فيها أكثر من ثلاثين شجرة زيتون كبيرة ورثتها من أبيها.ما إن تخطّت الشهر السادس من الحمل، حتى قصدت السوق لشراء ما تيسّر من «ديارة البيبي». وتعمّدت أن تكون أغلب الألبسة من اللون الأزرق الفاتح. فهو اللون المناسب للصبيان حديثي الولادة. بينما اللون الزهري فهو من اختصاص البنات ......
#ابني
#حبيبي،
#سنلتقي
#يوماً
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=714952
#الحوار_المتمدن
#ضيا_اسكندر وأخيراً حملت سمر بجنينٍ. فقد بشّرها الطبيب الفاحص بذلك بعد تأخر دورتها الشهرية المنتظمة عدة أيام وإجراء الاختبار الخاص بالحمل. وأمطرها بالإرشادات وهو يكتب «الرويشتّة». وأوصاها بضرورة تناول مجموعة من الفيتامينات والأدوية للمحافظة على الجنين. لم تسمع جُملة واحدة من توصياته، فقد كانت مغمضة العينين تتراقص أهدابها ابتساماً، وتسيل الغبطة من ملامح وجهها حبوراً. يتردّد في داخلها فقط صدى تلك العبارة الساحرة التي قالها الطبيب: «مبروك مدام. وأخيراً أنت حامل». وضعت «الرويشتّة» في جزدانها على عجل وخرجت من العيادة وقد تلألأتْ عيناها بالبريق. وضحكت كثيراً وهي تذرف دموع البهجة في الطريق. تمنّت لو تلتقي بجميع من يعرفها من أقارب وأصدقاء دفعةً واحدة لتسرَّ لهم النبأ العظيم. فهي لن تكون فريسة الإحسان من الآن فصاعداً عندما تصفعها صويحباتها لدى زيارتهنّ لها بعبارات مثل: «الله يبعتلك ضنا يستر آخرتك – انشالله منفرح بخبر حبلك – الله يتحنّن عليك ويرزقك اللي ببالك..» وغيرها من الجُمَل التي كانت تسبّب لها الغمّ والحسرة.عند وصولها إلي البيت، حرصت أن تستلقي على السرير بهدوء. وطَفِقت تتلمّس بطنها وتُناجيه: «متى ستتكوّر منتفخاً بفلذة كبدي؟ متى سيتحرّك جنيني الحبيب رافساً جدران الرحم كبقية الأجنّة؟ هل سيتحقق حلمي وأسمع من يناديني ماما؟ متى ستمضي الأشهر الثلاثة الأولى لأعرف من خلال تصوير "الإيكو" جنس الجنين؟ ليس ذلك مهمّاً على الإطلاق؛ المهم أن يبقى سليماً. ولو أنني أتمنى أن يكون صبياً نزولاً عند رغبة أبيه».ولمّا كانت قد زارت الطبيب دون إعلام زوجها، فقد فضّلت عدم إخباره النتيجة عبر الهاتف. لأنها سئمت من التخيلات. تريد أن تقرأ ردود أفعاله مباشرةً وجهاً لوجه؛ كيف ستتسع عيناه دهشةً ويرفع يديه نحو الأعلى صارخاً كمشجّعي كرة القدم ويرقص طرباً. كيف سيعانقها باكياً من فتنة الصدمة.. فهو لا يقلُّ عنها لهفةً وتشوّقاً لكي يصبح أباً. لا سيّما وأنه أمضى سنوات طويلة في أحد المعتقلات بتهمة معارضة نظام الحكم. وراهن الكثير من معارفه من أنه لن ينجبَ أبداً بسبب التعذيب الرهيب الذي تعرّض له. عشرة أعوامٍ من زواجهما وهما يعيشان على الأمل. لم يتركوا طبيباً مشهوراً بالمحافظة وحتى في العاصمة إلّا وطرقوا بابه. لم يوفّروا أيّاً من التحاليل والتصاوير، وحتى الطب البديل من وصفات تعتمد على الأعشاب.. إلّا ولجؤوا إليها. والغريب في الأمر أن جميع الأطباء كان لهم رأياً واحداً: «لا يوجد مانع جدّي من الحمل. عليكما بالصبر والاستمرار في المحاولة». عند عودة زوجها من العمل، صافح أذنيه أحلى خبر طال انتظاره. كاد أن يطير من الفرح. وأجهش بالبكاء من فرط السعادة. وأسرع لشراء الحلويات وزيارة والدته وحماته ليزفَّ لهما البُشرى. وفي اليوم التالي، كلّ زملائه في العمل قدّموا له التهاني والتمنيات بالسلامة لدى سماعهم الخبر.وتمرُّ الأشهر بطيئةً ثقيلة. ويعرف الزوجان جنس الجنين؛ فهو صبي كما تمنّيا. ثلاثة فساتين خاصّة بالحمل اشترى لها زوجها. الحليب والبيض والفواكه واللحوم حاضرة دوماً في المطبخ. فأوضاعهما المالية ميسورة إلى حدٍّ ما. فإلى جانب زوجها الذي يعمل محاسباً في أحد البنوك الخاصة، فإن سمر معلمة في مدرسة ابتدائية. كما أنها تملك أرضاً زراعية فيها أكثر من ثلاثين شجرة زيتون كبيرة ورثتها من أبيها.ما إن تخطّت الشهر السادس من الحمل، حتى قصدت السوق لشراء ما تيسّر من «ديارة البيبي». وتعمّدت أن تكون أغلب الألبسة من اللون الأزرق الفاتح. فهو اللون المناسب للصبيان حديثي الولادة. بينما اللون الزهري فهو من اختصاص البنات ......
#ابني
#حبيبي،
#سنلتقي
#يوماً
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=714952
الحوار المتمدن
ضيا اسكندر - ابني حبيبي، سنلتقي يوماً!