الحوار المتمدن
3.18K subscribers
12 photos
94.8K links
الموقع الرسمي لمؤسسة الحوار المتمدن في التلغرام
Download Telegram
جواد بولس : عندما سألني مرسيل: كيف استقبلت فلسطين عامها الجديد
#الحوار_المتمدن
#جواد_بولس عندما سألني مرسيل : كيف استقبلت فلسطين عامها الجديد كان كالغريب يصحو من ليل جزيرة بعيدة يستقبل عامًا جديدًا بفرح فجر أنيق يذكره بوطن ظل لديه، كما كان، شهوة وحشية وعبيرًا منثورًا في جنون النايات وفي خضرة الأناشيد؛ بادرني، بلكنته العمشيتية، وسأل، وهو ما زال في فراشه، وشعره المتمرد يشي بتباريح قلقه المزمن: "كيف استقبلت فلسطين عامها الجديد .. وكيف كانت ليلتكم؟ "فاجأني صوت مرسيل خليفة وصعقني بسؤاله ؛ فسكتُّ، عساني ألملم أصداء العتمة عن أهدابها وأعيدها شموسًا لمن "غنى فقرة حب لعينيها.. واحبها حب القوافل، واحة عشب وماء". حاولت أن أجد وردته في بطن السراب، لكن السماء فوقنا كانت رصاصية وروائح التيه والغبار تملأ الفضاء وتسد رئتينا. ظلّ هادئًا وبسمة مطمئنة نبتت على حافة شفتيه؛ فالموسيقيون الكبار، كالشعراء الكبار، حاذقون باخفاء مشاعرهم الخاصة عن الناس، وببذرها أشعارًا وألحانًا على وجه الارض، التي لولاها، لولا هسيس الحرف وغنج الكمنجات، لبقيت ، الأرض، مجرد تراب وطين، ولما أصبحت عروسًا يحنّ جميع الناس الى دفء حضنها. لم ينتظر اجابتي، فهو يعرف كيف يستفز صداقتنا وكيف لا يحرجها حتى التعب. بدأ يصف كيف قضى ليلة رأس السنة في مدينة "سيدني" الاسترالية، فقال: "أضأنا الشموع وملأنا البيت بأصص أزهار بديعة. كانت الأبواب مشرّعة على الريح وكانت ليلة حميمة بكل الأصوات والشموع والأزهار الباهرة، وكأننا جئنا من كوكب آخر بالأسود والأبيض مع نظرات طفولية مشرقة وملونة توزع اشعاعها علينا". حاول أن يكون معي واقعيًا؛ فالخيال ضروري في الفن، لكنه يفسد دور الأمل في الحياة، خاصة اذا تمادى فإنه قد يوصل حامله الى الجنون. أصغيت إلى حنايا صدره وسمعت في صوته تمرد الحنين، والتوق الى الخلاص من الحياة على ظهر عود يحمل صاحبه من رصيف ميناء قديم الى شتاء منفى لا ينتهي.نحن في فلسطين لم نجد عيدنا بعد، ولا حتى صورته في المنافي؛ فالبهجة تصير وفق قوانين الهزيمة ترفًا؛ والغدر، اذا هام القطيع في زمن القهر، صار علامة من علامات "الرجال" ؛ والوفاء، في زمن التذلل والرياء، صار نثارًا يفرَّق في أسواق النخاسة والخيانة. كيف تسألني، يا رفيقي، عن عام فلسطين الجديد وأنت ابن حلمها الزائغ، وذاك الغجري الذي لم ييأس، فحمل فلسطينه فراشة ملونة وصوته محراثًا من ماس وأمسك بأثداء الدنيا ولم يبكِ إلا عندما غرقت نجمته وسقط من فوقه القمر. هل تتذكر، ونحن على مشارف مقام جبران، صاحب النبي ، في ضيعة بشرّي، ما قلته لك عن فلسطين التي أضعناها على قرني مذبح، وخذلناها عندما تنازلت فصائلنا عن "بيض صنائعنا .." وتمترسوا كلُّ وراء بندقية وخندق ؟ وهل تتذكر كيف قلت لك اننا صرنا مثلكم في لبنان، قبائل ونحلاً وأقوامًا تطفىء أحلام أقوام وينهشون أجسادهم؛ فلا بطل يوحّد شعبنا كله ولا أناشيد تجمعنا، ولا لغة تلمنا، و"شاعرنا"، وان عُدّ علمًا في سماء الكون كله، ترفضه بعض القبائل وتحاربه بالدعاء وبالسيوف؛ والفنون جميعها، وان لا يهزمها الموت، هي في عرف البعض بضاعة غربية نجسة لا يمارسها سوى الفسَقة والموتورين.لا أريد أن أكون قاسيًا على حلمك، لكنك تعرف كيف إذا صار الوطن مصيدة والبشر أفاعي والاصدقاء خناجر تُدق في الظهور ، وكيف اذا تحوّلت حواكير طفولتك الى ميادين لحروب العصابات الخسيسة وكيف اذا صارت "هياكلك" مراتع للسماسرة ولبائعي الحمام.أعرف كم تحبوننا، نحن الفلسطينيين، بشكل عام، وعرب الجليل والمثلث والنقب على الخصوص، وتُكبرون مسيرة بقائنا في الوطن، رغم أنه بدا مستحيلًا بعد حلول النكبة؛ واعرف اننا اكتشفنا بعضنا عندما التقينا مرارًا ع ......
#عندما
#سألني
#مرسيل:
#استقبلت
#فلسطين
#عامها
#الجديد

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=705044