الحوار المتمدن
3.19K subscribers
12 photos
94.8K links
الموقع الرسمي لمؤسسة الحوار المتمدن في التلغرام
Download Telegram
علي حسين يوسف : جرير والفرزدق صراع أدبي أم أخلاقي
#الحوار_المتمدن
#علي_حسين_يوسف يقال إنَّ بداية الخصومة الأدبيّة بين جَرير والفُرزدق كانت بسبب البَعِيث المُجاشِعي وهذا أحد الشعراء الذين عرفوا بالخطابة والفصاحة , والبَعِيث من مُجاشع قبيلة الفرزدق فقد قيل أنَّ فتية من يربوع عشيرة جرير، سرقوا إبلاً للبعيث ، فقال جرير قصيدته التي يهجو فيها البّعيث ويفاخره ،مطلعها:طاف الخيالُ وأينَ منك لماما فارجعْ لزورك بالسلام سلامَافرد عليه البَعيث ، قائلاً :أجريرُ أقْصرْ لا تحنْ بك شقوةٌ إنَّ الشقيَّ ترى له أعلاماوعندما سمع الفرزدق ذلك ، انتصر للبعيث بقصيدة يهجو فيها جريراً، مطلعها:ألا اسْتهزأتْ منّي هنيدةُ أن رأتْ أسيراً يداني خطوه حلَق الحجْلِوتبعه البعيث بأخرى ، يهجو فيها جريراً، ويقول :أهاجَ عليك الشوق أطْلال دمْنةٍ بناصفة الجوّين أو جانب الهجْلِفرد عليه جرير بقصيدة ، يقول في مطلعها:عُوجي علينا واربعي ربة البعْلِ ولا تقتليني لا يحلُّ لكم قتْليفرد عليه الفرزدق ، قائلاً :ألا حيّ رهْبَى ثم حيّ المطاليا فقد كان مأنوساً فأصبحَ خالياوتدخل في المعركة شعراء آخرون منهم غسان السَّلِيطي وهو أقارب البعيث فهجوا جريراً لكنه غلبهم جميعا ولم يصمد أمامه سوى الفرزدق . قيل إنَّ الأخطل أرسل ولده مالكاً ليتعقَّب أخبار جريرٍ والفرزدق فعاد مالك لأبيه فقال في وصف الشَّاعرين : جرير يغرف من بحر ، والفرزدق ينحت من صخر , فقال الأخطل : إنَّ الّذي يغرف من بحر أشعرهما ,على الرَّغم من أنَّ الأخطل كان يناصر الفرزدق ضدّ جرير , وقد ميَّز الشاعرُ مروان بن أبي حفصة بينهما تمييزاً دقيقا , فقال بحقِّهما :ذَهَبَ الفَرَزدَقُ بِالفَخارِ وَإِنَّما حُلوُ القَصيدِ وَمُرُّهُ لِجَريرِ وَلَقَد هَجا فَأَمَضَّ أَخطَلَ تَغلِبٍ وَحَوى اللُها بِبَيانِهِ المَشهورِويروى أنَّ الفرزدق قال للنَّوار زوجته : أنا أشعر أم جرير؟ قالت : إنَّك لشاعر وإنَّ جريراً ـ والله ـ لشاعر، قال لها : أتقسمين على جرير؟! قالت: إنَّه والله غلبك على حلوه وشاركك في مرِّه .والحقيقة أنّ كلاً من جرير والفرزدق شاعر لا يشقّ له غبار , فقد مُنحا قدرة غريبة على التَّفنن في القول والبراعة في السَّبك وبعد الخيال وقوة العارضة لكنَّهما انمازا بلسانين سليطين قد يتحاشى المرء ذكر بعض ما دار بينهما من سباب لفحشه . وعلى الرَّغم مما اشترك فيه الشَّاعران من صفات الشّاعريَّة عامّة قد يلحظ المتتبع أنَّ أثر العائلة والثَّقافة والمزاج والفروق الفرديَّة لكلٍّ منهما , فقد انعكست تلك المؤثرات على شخصيتهما فقد كان الفرزدق كريم المحتّد أصيل النَّسب ذو حسب عريق , فبيته من جمرات العرب وأهله من مشايخهم لذلك كان أرستقراطيّاً معتدّا بنفسه جداً وكانت شمائله جاهليّة , يسير على سنن القدماء في الهجاء والفخر , فكان شعره من هذه النَّاحيّة أجزل وأقوى سبكاً من شعر جرير حتّى قال فيه أبو عمرو بن العلاء : كان الفرزدق يُشبّه من شعراء الجاهليّة بزهير , لكنَّ الفرزدق ـ مع ذلك ـ يبدو في أحيان كثيرة خشناً قاسيّاً سليط اللسان , فاجر النّفسِ .أمّا جرير فقد كان طامّة كبرى فهو أولاً ترعية غير ذي حسب فكان لا يهمه قول ولا يتحاشى شتيمة أو سبّة , فقد كان نسبه القريب متواضعاً ليس فيه ما يستحق الفخر ، كان جدّه راعياً ووالده كان بخيلاً ذميماً ، فقد سأله ذات يوم رجلٌ : من أشعر النّاس ؟ فأخذ بيده وأدخله على أبيه ، إذا هو يرتضع من ثدي عنز ، فاستدعاه فنهض واللبن يسيل على لحيتيه , فقال جرير للذي سأله : أتبصر هذا ؟ قال : نعم ! قال : أتعرفه ؟ قال : لا ! قال : هذا أبي ، وإنّما ......
#جرير
#والفرزدق
#صراع
#أدبي
#أخلاقي

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=751993