الحوار المتمدن
3.19K subscribers
12 photos
94.8K links
الموقع الرسمي لمؤسسة الحوار المتمدن في التلغرام
Download Telegram
محمد إبراهيم محروس : سلم للصعود
#الحوار_المتمدن
#محمد_إبراهيم_محروس لا تفهم كل ما يجري حولها.. تعرف فقط أن امها تسحبها من يدها في الخامسة صباحا والشمس تخترق ظلام ليلة طويلة لتضيء الحياة من جديد.. تحب منظر الشمس وتحب يد امها اللدنة التي تحتوي يدها الصغيرة وهي تسحبها ببطء.. وبيدها الأخرى تسند شنطة كبيرة على ظهرها بها بضاعتها من امشاط واكواب وكمامات ومناديل وحجارة قلم.. تصعد السلم خلف امها. درجات السلم كثيرة وحادة.. تتخيل انها لن تنتهي ابدا اخيرا يظهر عالمها الذي تعرفه وتعرف انها تستطيع أن تبحر عبر هذا الكوبري الذي يربط جانبي محطة القطار وطوله يزيد عن الخمسة وعشرين مترا هو كل عالمها من هذه الساعة مع صوت وصول اول قطار حتى رحيل اخر قطار.. تتركها امها وسط الكوبري وهي تأخذ جانبا منه لاصقة جنبها لسوره الحديدي.. ترى البشر الذين يصعدون السلم لا تعرفهم جميعا.. ولكن ذاكرتها الصغيرة تتذكر بعضهم.. ترى عم احمد وهو يفرش بضاعتها بعيدا عن امها بأمتار.. بضاعته عبارة عن أدوات كهربائية وبعض الأقفال والمفاتيح الذي يسمح لها أن تلعب بها وقتما تريد.. تسمع صوته وهو يسب ذلك الشخص المجهول الذي يبول يوميا على مكان فرشته ليلا.. يذهب لأسفل السلم ويعود وهو يحمل كيسا مملوء بالتراب يدلقه على مكان البول.. ويبدأ في كنس كل الكوبري تقريبا بمقشة من الخوص.. اعتاد هذا الفعل يوميا واعتادت هي مشاكسته وقتها ومحاولة خطف المقشة من يده.. تقترب منه بجسدها الصغير فيضع في يدها قطعة من الملبن حلاوة المولد.. تجري وتقترب من امها وترمى في حجرها قطعة الملبن وتتجه الي اخر الكوبري حيث بائع اخر يحفظ ملامحها جيدا منذ أتت بها امها كقطعة لحم حمراء اول مرة على الكوبري حتى وصلت لسنها الحالي الذي لا يتجاوز أصابع اليد الواحدة.. قطع من الحلوى مهداة من البائعين الذين يفترشون الكوبري وربما باكو شيكولاتة يعطيه لها راكب قطار مستعجل تعود ضحكتها الرائقة للانطلاق وهي تجري بطول الكوبري ذهابا وعودة بلا ملل.. كيس من النبق.. طاقية صوف.. كيس من الشيبسي.. علبة عصير.. كل هذا ترميه في حجر امها لتحوشه لها حتى تعود للبيت.. تعودت هي أيضا على أن امها لا تمل من تسريح شعرها الذي تحبه هي منكوشا طول الوقت.. ولا تمل امها من شراء قطع لقطة من الملابس يجلبها حليم الذي يفترس اول الكوبري لها حتى لو كانت بمكسب الاسبوع كله.. فدوما تفتخر بنظافتها ونظافة ملابس ابنتها وجمالها.. وهي تشعر بهذا ولكنها لا تستطيع تفسيره وفهمه حقا.. الحياة بالنسبة لها ولسنها هو امتداد الأمتار العشرين التي تمرق فيها طول النهار.. المارة لا ينقطعون عن صعود السلم.. تكاد الصغيرة تقسم أن البشر بلا نهاية وان الحياة رتيبة ومتكررة وهي برغم سنواتها الأربع فقد اعتادت كل شيء يحدث فوق السلم حتى فصال الزبائن مع امها وزملائه من الباعة.. تقلد بعض الزبائن وهم يفاصلون امها فيضحك زبون ويعطي امها ما تقرره من ثمن.. كل شيء هادئ ومريح ويدعو للمرح.. لم تفهم من أين ظهروا بملابسهم السوداء.. ولماذا الكل يهرول ليجمع بضاعته لم تفهم لماذا يحاول عم احمد ابعادها عن طريقهم وهو يشير لبائع بعيد ان يجري بالبضاعة التي تبعثرت تحت الأقدام.. فوجئ الجميع بوجودهم فوق رؤوسهم.. حاولت أن تواصل لعبها معهم كما تلعب مع الجميع كل يوم.. امها تصرخ وهناك من يسحب بضاعتها من أمامها.. امها تنادي باسمها.. تحاول بجسدها الصغير ان تصل لمكان امها.. ينشغل عنها عم احمد لوهلة فتجري تجاه امها.. تصطدم بقدم احدهم وتراه وهو يرفع عصاه وينزل بها على حليم.. تخاف وترجع للوراء فتصطدم بقدم اخر منهم.. تهرول بين الارجل.. عالمها يختفي وسط تلك الفوضى الرهيبة.. لا تعرف متى تحديدا كانت تطير في الهواء لت ......
#للصعود

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=744453
محمد إبراهيم محروس : الديك الأحمر
#الحوار_المتمدن
#محمد_إبراهيم_محروس فكت مريم ضفيرتها تركت شعرها ينسال في نعومة هادئة على كتفيها.. داعبت فروة رأسها بيدها. تحس بالصداع منذ الصباح..الألم يزداد وكأن هناك حملا ثقيلا فوق رأسها.. تأوهت.. خرجت تأوهاتها ضعيفة خافتة.. فهي لا تريد أن تزعج أمها العجوز.. لقد تركت فراخها في الحوش يحرسهم الديك الأحمر الوحيد..غادرت مكانها أمام المرآة واتجهت حافية القدمين إلى الحمام.. فتحت الماء وتركت لجسدها حرية الحركة في أن يتفلفص من تحت الماء البارد الذي ينساب على جسدها في قسوة وكأنه يعذبها.. الصداع يشتد وجسدها يرتجف تحت لسعات الماء البارد.. تملصت من تحت الماء وسحبت فوطة لفت بها جسدها.. خرجت من الحمام منتعشة بعض الشيء وصياح الديك في الحوش يأتي عاليا مزعجا.. لم يأت حازم بعد.. انتظرته طويلا انتظرته منذ شهور.. تتململ في فراشها كل ليلة.. تكتم شهوة الحرمان، تضع الفوطة بين أسنانها تكز عليها.. تخرس صرخاتها المتأوهة.. تتعب من كثرة الألم فتنام.. الصداع بدأ ينتابها بشدة هذه الأيام.. التفكير يؤرقها يتركها نهبا للقلق.. أهل القرية يتكلمون.. جسدها البض وشبابها وجمالها النادر بينهم كل هذا يدعوهم دائما للتكلم.. من الذي يروي الشجرة الآن، الإشاعات تتضخم وتتزايد والألسنة تلدغ في حقد.. لقد اتهموا زوجها في البداية بالجنون.. عندما أطلق لحيته سموه الشيخ.. ثم عندما حلقها أطلقوا عليه الشيخ المجنون.. معظم شباب القرية يحسدونه على حبها له.. يرفضون بشدة أن يكون كل هذا الجمال له وحده.بلغوا عنه أنه يحرض أهل القرية على التمرد في وجه العمدة.. لفقت القضية جيدا، رموه في السجن.. حرموه من حضنها الدافئ.. الشجرة تشتاق للأثمار.. جسدها يلتهب من الحرمان.. الصداع هذه المرة مؤلم بشدة بجنون.. تركت فراشها تسللت على أطراف أصابعها.. تركت باب الساحة مفتوحا ذهبت إلى الوسعاية.. جمعت حولها كتاكيتها الصغار.. الديك الأحمر ينظر إليها شذرا وهي تجمع الدجاج لتطرحهم في العشة.. زاد صياح الديك.. زاد ضغط أعصابها والفراخ تنقر قدمها.. تبعد أطراف أصابعها عن المناقير الحادة..تنظر في حقد إلى الدجاج.. وصياح الديك يرن في أذنيها ويزيدها غضبا.. تتناول سكينة من فوق العشة تمسك الديك بعد عدة محاولات فاشلة.. تلف يديها حوله بعنف.. ثم تجز عنقه في حدة وتتركه يرفرف تحت قدميها بينما يزداد نقر الفراخ لأصابعها.. والدماء تلوث ثيابها ويديها.. والصداع يتلاشى ببطء. ......
#الديك
#الأحمر

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=745953