الحوار المتمدن
3.18K subscribers
12 photos
94.8K links
الموقع الرسمي لمؤسسة الحوار المتمدن في التلغرام
Download Telegram
علاء اللامي : سماحة الأجداد وقسوة الأحفاد في تاريخنا: الشاعر والفارس الوثني دريد بن الصِّمة الذي بجَّله المسلمون
#الحوار_المتمدن
#علاء_اللامي سأبدأ بتسجيل تحفظ صغير على مفردة "تسامح" السائدة في النثر السياسي المعاصر كترجمة لكلمة (tolerance) الإنكليزية و (Tolérance) الفرنسية. ومبعث تحفظي يتعلق بالمضمون والجوهر أكثر منه تحفظ لغوي، وهو أن "التسامح" لا يصح مضمونا أن يكون قاعدة أو سلوبا في التعامل مع أبناء الوطن الواحد لأنهم من طائفة أو دين آخر غير دين أو طائفة الغالبية، لأن هؤلاء المطلوب "التسامح" معهم لم يرتكبوا جرما أو تجاوزا بكونهم من تلك الطائفة أو الدين المختلف ليتم التسامح معهم! والأفضل والأدق في اعتقادي، أن تستعمل كلمات من قبيل "التعايش" و "المساواة" و" المواطنة". ولكن كلمة "السماحة"، كما أعتقد، تبقى أليق وأخف وطأة من التسامح لأنها تعني الجود المعنوي والمادي ولا تعني العفو كالأخرى.إنه دريد بن الصمة، شاعر وفارس وحكيم عربي معروف من عصر ما قبل الإسلام، أدرك الإسلام ولم يسلم، بل قاتل المسلمين وهو شيخ طاعن في السن حتى قتل في معركة ضدهم هي غزوة حنين، ولكن المسلمين، مؤرخين ورجال دين وأدباء وجمهورا لم يلعنوه ويحرموا ذكره وذكر شعره الفروسي والحكموي بل حولوا شخصه إلى أسطورة بطولية يكاد يمتزج فيها الواقعي بالفانتازي! اللافت للانتباه، في حالة ابن الصمة وغيره، هو مقدار السماحة التي أبداها مسلمو صدر الإسلام وصولا إلى سقوط بغداد سنة 1258م وما أعقبها من عصور الظلام والفُرقة والفِرَق والطوائف والمذاهب المختلفة والمتخالفة أحيانا إلى درجة التكفير المتبادل. هذا لا يعني عدم وجود أمثلة على الاضطهاد بسبب الفكر أو الدين أو الاعتقاد فهم - في نهاية المطاف - بشر وليسوا ملائكة. ولكننا نتكلم على الخط العام والحالة الشاملة الحاوية للاستثناءات بما يؤكد أن الأمم في عهود صعودها الحضاري تفكر وتنتج تفكيرا صاعدا وتمارس ممارسات صاعدة وتقدمية، أما في عهود انحدارها وهزيمتها فهي تفكر وتنتج فكرا متراجعا وهابطا يهتم بالقشور وليس بالجوهر وهذه هي حالتنا كأمة وشعوب عربية وإسلامية اليوم! تسامح الأجداد، حتى بمعنى العفو، لافت حقا، مع دريد بن الصمة الشاعر الفارس الوثني "المشرك" الذي قاتلهم بسيفه آخر عمره، ومات على وثنيته ولكنهم استمروا يطرونه ويذكرون محاسنه وفروسيته وحكمته؛ حتى أن الإمام علي بن أبي طالب تمثل بشعر حين حاججه الخوارج بخطأ التفاوض مع معاوية بن سفيان بعد معركة "صفين" فكرر بيتا شهيرا لابن الصمة يقول:أَمَرتُهُمُ أَمري بِمُنعَرَجِ اللِوى ***** فَلَم يَستَبينوا النُصحَ إِلّا ضُحى الغَدِوسنعود للقصيدة التي ورد فيها هذا البيت بعد قليل. أما مؤرخ الأدب العربي الأقدم، المسلم، محمد بن سلام الجمحي، في كتابه "طبقات فحول الشعراء"؛ فقد وضع ابن الصمة في أوائل طبقة الشعراء الفرسان. وقال فيه كان (أطول الفرسان الشعراء غزواً، وأبعدهم أثراً، وأكثرهم ظفراً، وأيمنهم نقيبةً عند العرب) وقال فيه آخر (كان دريد بن الصمة سيد بني جشم وفارسهم وقائدهم وكان مظفراً ميمون النقيبة، وغزا نحو مائة غزوة ما أخفق في واحدة منها، وأدرك الإسلام فلم يسلم، وخرج مع قومه في يوم حنينٍ مظاهراً للمشركين، ولا فضل فيه -لا قوة فيه بسبب الشيخوخة - للحرب، وإنما أخرجوه تيمناً به وليقتبسوا من حكمته فقتل). فحين قاتلت قبيلته "غزية الجشعمية" ضد المسلمين في غزوة حنين، قاتل معها، وهو في ثمانينات، وقال آخرون أنه تجاوز القرن عمرا وقتل. أي أنه مات "مشركا كافرا" بعبارة المسلمين، فلماذا ظل المؤرخون والأدباء العرب المسلمون القدماء يحترمونه ويجلونه؟ هناك طبعا أمثلة أخرى من شعراء وغير شعراء تماثل حالة دريد بن الصمة، لكننا سنتوقف عنده كمثال أبرز في هذا الاستذكار: ......
#سماحة
#الأجداد
#وقسوة
#الأحفاد
#تاريخنا:
#الشاعر
#والفارس
#الوثني
#دريد

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=694791