الحوار المتمدن
3.18K subscribers
12 photos
94.8K links
الموقع الرسمي لمؤسسة الحوار المتمدن في التلغرام
Download Telegram
ضيا اسكندر : ثوم وقيظ وأشياء أخرى
#الحوار_المتمدن
#ضيا_اسكندر فتحَ عينيهِ ببطءٍ شديدٍ، وهو يلهثُ من شدّةِ ارتفاعِ حرارتهِ، وجدَ قبالتهُ وجهَ زوجتهِ وقد انسدلتْ بعضُ خصلاتِ شعرِها الأسودِ ولامستْ صدرَهُ وبعضاً من وجههِ. كانتْ تقفُ فوقَ رأسهِ تماماً وقد أضناها السّهرُ من انهماكِها في متابعةِ تخفيضِ حرارتهِ المعنّدةِ التي تأبى الانخفاضَ ولو قليلاً، على الرغم من الكمّاداتِ الباردةِ التي ما برحتْ تغيّرُها كل دقيقتينِ. قالَ لها بصوتٍ أقربَ إلى الهمسِ وهو يتأمّلها بعينينِ ذابلتينِ دامعتينِ حمراوينِ: «لا أرغبُ أن أودّعَ هذهِ الدّنيا قبلَ أن تحمّميني بشعركِ الذي أعبدُهُ».وضعتْ راحتَها على فمِها من الدّهشةِ، ولم تفهمْ ماذا يقصدُ بهذه العبارة (تحمّميني بشعركِ) وظنّت أنّه ما زالَ يهذي تحت تأثير الحرارةِ الشّديدةِ. جاملتهُ قائلةً وهي تبتسمُ: «طلباتك أوامر؛ شعري وجسمي، وكل ما أملكُ هو لكَ يا حبيبي».- ساعديني إذنْ بالذّهابِ إلى الحمّامِ لأخلعَ ثيابي.مسكتْ بكلتا يديهِ وهي تشجّعهُ على النّهوضِ إلى أن استوى على السّريرِ. استراحَ دقيقةً ثم مشى بتؤدةٍ بمساعدةِ زوجتهِ إلى أن دخلَ الحمّامَ. خلعَ قميصهُ الدّاخلي وسروالهُ وطلبَ منها فعلَ الشيءِ ذاتهِ. سارعتْ إلى خلعِ ملابسها وأصبحا عاريين. قال لها بصوتٍ حزينٍ متقطّعٍ: «قد يكونُ هذا الحمّام هو الأخيرُ في حياتي. أتمنّى عليكِ أن تبلّلي شعركِ وتضعي عليهِ الشّامبو وتفركي بهِ كاملَ جسدي بدلاً من ليفةِ الحمّام».عندئذٍ أدركتْ التماسهُ. توقّفت لحظةً وهي تفكّر في طلبهِ الغريبِ، وأجابتهُ والبسمةُ على وجهها: «هذهِ رغبةٌ لم يسبقْ أن فكّرَ بها رجلٌ آخرُ في العالمِ سواكَ. ومع ذلكَ، تكرم عينك». هرعتْ إلى فتحِ صنبورِ الماءِ الفاترِ وبلّلتْ شعرها ثم أفرغتْ ما تبقّى من محتوياتِ علبةِ الشّامبو عليهِ إلى أن أصبحتْ الرّغوةُ كثيفةً، وأخذتْ تفركُ جسدهُ بلطفٍ وهي تمازحُهُ قائلةً: ــــ أعِدُكَ أن أستخدمَ معكَ هذهِ الطّريقةَ كلّما أردتَ الاستحمامَ. لقد أعجبتني الفكرةُ، وليتنا جرّبناها سابقاً. ولكنْ حذارِ أن أسمعَ منكَ ما قلتَهُ للتّو من أن هذا الحمّامَ قد يكونُ الأخيرَ في حياتكَ. ستعيشُ طويلاً يا حبيبي، وضربةُ الشّمسِ التي تعرّضتَ لها شائعةُ الحدوثِ بينَ النّاسِ ولا تؤدي إلى الموتِ لا سمحَ اللهُ.بعدَ أن فرغتْ من مهمتِها حوّلت الماءَ إلى الباردِ تدريجياً، وأزالتْ عن جسدهِ آثارَ الشّامبو وقامتْ بتجفيفِ جسدهِ بمنشفةٍ نظيفةٍ، وأحضرتْ إليهِ ثياباً داخليةً جديدةً وساعدتهُ في ارتدائِها.شعرَ بعدَ جلوسهِ على الصّوفةِ أنّ حرارتهُ انخفضتْ. وبدأَ النّشاطُ يتسللُ إليهِ حتّى أنّهُ طلبَ كأساً من الشّاي.كانتْ زوجتهُ في غايةِ السّعادةِ وهي تعدّ لهُ الشّاي. وبعد أن شربا معاً، باغتَها بقرارهِ الخروجَ من البيتِ؛ ليستأنفَ عملهُ في بيعِ الثّومِ على العربةِ الخشبيةِ. مبرراً أنّ الثّومَ ينقصُ وزنهُ مع مرورِ الأيامِ بسببِ تبخّرهِ نتيجةَ حرارةِ الجوّ. وبالتالي سيتكبّدُ خسارةً فادحةً جرّاءَ بيعهِ بالسّعرِ ذاتهِ الذي باشرَ بهِ قبلَ أسبوعٍ، لدى شرائهِ من سوقِ الهالِ (الخضرة(.رفضت زوجتهُ بشدةٍ مغادرتهُ البيتَ قبلَ تماثُلهِ للشّفاءِ. وحذّرتهُ من أن استئنافَهُ لعملهِ ـــ وهو على هذه الحال ــــ قمةُ الجنونِ؛ لأنّهُ سوفَ ينتكسُ وتعودُ حرارتهُ إلى الارتفاعِ مرةً أخرى. فالشّمس في الخارجِ تنذرُ بالجحيمِ، على الرّغمِ من أنّ الوقت لا يزال صباحاً، فكيفَ سيكونُ عليهِ الحالُ عندَ الظهيرةِ؟! طمأنَها قائلاً إنّه لن يبتعدَ كثيراً، ولن يتجوّلَ في الحاراتِ، بل سيركنُ عربتهُ في طرفِ الحارةِ عندَ مفارقِ الطرق ال ......
#وقيظ
#وأشياء
#أخرى

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=761474