عبد الله خطوري : مُمَارسةُ آلموت
#الحوار_المتمدن
#عبد_الله_خطوري في قراءتي الأولى الانطباعية المتسرعة، لم أستطع فهم ربط علاقة آنتشار الجرذان بتفشي الوباء، ومع توالي تقدمي في القراءة، أدركت ما لم أدركه في البداية؛ ومع توالي السنين والاعوام وصنوف الطواعين التي اجتاحت القلوب والحلوم، آكتشفت شيئا من أسرار اللعبة..من حسنات الوباء كيفما كان نوع هذا الوباء، الوعي بالذات، بحقيقتها بواقعها بمكانتها وهوانها، والتمييز بين الصالح والطالح فيها، وفيما يحيطها من عمق وضحالة وتبر وخشاش وكينونات نافعة وجرذان طفيلية بين مجموع النافعين الصامتين المثقلين بحرقة الأسئلة والطفيليين النزقين الناعقين..أما السياسيون، فقد آحترفوا الكذب، لأن الشعوب غاطسة في ممارسة التصديق.السياسيون آمتهنوا حِرَف الاحتيال، لأن تابعيهم غارقون في آمتهان الغباوة الزائدة عن حدها...أو كما قال كامو في طاعونه الصادم :"Le mal qui est dans le monde vient presque toujours de l ignorance, et la bonne volonté peut faire autant de dégâts que la méchanceté, si elle n est pas éclairée".لقد قرأتُ نص هذا(الطاعون)أول ما قرأته بشغف جملةً واحدة دون توقف رغم ما فيه من أدران ومواجع..قرأتُه منفردا منعزلا ومجتمعا برفقة ثلة من طلاب جامعة ثمانينيات القرن الخالي..كنا ذواتا متفرقة مستقلة موحدة مؤتلفة، نرى بعضنا في بعضنا، نرى مفردَنا في جمعنا..كنا ذواتا تسكن ذاتا واحدة..ذات متشظية الى ذات ولهانة عاشقة مقبلة على الحياة، وذات منحسرة مترددة مكتفية بعزلة الانطواء، وأخرى اجتماعية تكد تجتهد في إرضاء الآخرين كيفما كان هؤلاء الآخرون ولو على حساب خصوصيتها الحميمية؛ ثم ذات جادة صارمة متعالمة عبثية ماسكة بتلابيب طفولة رعناء لا تريد تبرحها وو..جعلنا نوزع الفصول والأقسام بيننا بطريقة تجعل الفقرات يقفو بعضها بعضا بسلاسة دون توقف دون عناء مكابدة شرح أو محاولة فهم ما لا يُفهم..كنا نقرأ نقرأ وكفى مكتفين بتلاوتنا الفطرية وبإحساسنا الذي لا يخيب.ناورنا صلابتها بآستعارات توازي وجودنا الجهنمي الذي لا يلين في مدينتنا الشقية..عاندناها متحَدِّين دهاليزها، لَممنا في مغالقها شتات أنفسنا المكسرة على طريقة أهلنا في الجبل العالي هناك في الأعالي..قرأنا الرواية أول مرة كاملة في ظروف مشتركة حكيتُ عنها..آه..آسف..هل حكيتُ شيئا؟؟لا لمْ أحكِ شيئا..لم أتكلم..هذا أكيد..تلك عادتي ذاك ديدني أن أظل صامتا شاردا هائما أبدا أدع ذاتي وحيدة وذواتَها توغلُ في ثرثرة فضفاضة لا تنتهي...لست أدري عند ذكري طاعون كامو أتذكر طاعونا آخر في بلدة عربية أخرى مشابهة (في الواقع هناك طواعين كثيرة عالمية وعربية تجعل من ظاهرة الآفات علامة لافتة في الأدب الانساني)، كأن هذي الربوع من البسيطة كتب عليها مكابدة وقع أوبئة الأنام لوحدها على غرار ما كان يقع في أوروبا القرون الوسطى، لتختلط الاستعارة الفلسفية بالحقيقة السياسية التي تفوق في مرارتها الرموز وما يمكن أن تحوي من إيحاءات دالة..من صور الطاعون القميئة أنْ نعيشَ في عالم مستبد لا يبالي، ليتحول الطاعون من حالة طارئة عابرة الى حالة مزمنة تتوارثها الأجيال تتعايش وإياها كمعطى طبيعي لا يمكن مواجهته أو رفضه أو التمرد عليه..في رواية"الوباء"التي كُتِبَتْ عام 1981 يطرح هاني الراهب أسئلة هامة كثيرة لم يجد لها جوابا في الواقع الحياتي بخصوص الأرض، والانسان المقهور، والحياة في مجملها في تواترها من جيل لجيل، والديمقراطية والحرية والشعب كمجموع عام وكماهية فردية بمحاولة مقاربة موقع المثقف المتطلع الى غد أفضل في مجتمع نائم في فضاء تنقرض فيه الثقافة ويُقتل الوعي النقدي وينتشر الاستبداد؛ إذ ذاك ......
#مُمَارسةُ
#آلموت
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=767082
#الحوار_المتمدن
#عبد_الله_خطوري في قراءتي الأولى الانطباعية المتسرعة، لم أستطع فهم ربط علاقة آنتشار الجرذان بتفشي الوباء، ومع توالي تقدمي في القراءة، أدركت ما لم أدركه في البداية؛ ومع توالي السنين والاعوام وصنوف الطواعين التي اجتاحت القلوب والحلوم، آكتشفت شيئا من أسرار اللعبة..من حسنات الوباء كيفما كان نوع هذا الوباء، الوعي بالذات، بحقيقتها بواقعها بمكانتها وهوانها، والتمييز بين الصالح والطالح فيها، وفيما يحيطها من عمق وضحالة وتبر وخشاش وكينونات نافعة وجرذان طفيلية بين مجموع النافعين الصامتين المثقلين بحرقة الأسئلة والطفيليين النزقين الناعقين..أما السياسيون، فقد آحترفوا الكذب، لأن الشعوب غاطسة في ممارسة التصديق.السياسيون آمتهنوا حِرَف الاحتيال، لأن تابعيهم غارقون في آمتهان الغباوة الزائدة عن حدها...أو كما قال كامو في طاعونه الصادم :"Le mal qui est dans le monde vient presque toujours de l ignorance, et la bonne volonté peut faire autant de dégâts que la méchanceté, si elle n est pas éclairée".لقد قرأتُ نص هذا(الطاعون)أول ما قرأته بشغف جملةً واحدة دون توقف رغم ما فيه من أدران ومواجع..قرأتُه منفردا منعزلا ومجتمعا برفقة ثلة من طلاب جامعة ثمانينيات القرن الخالي..كنا ذواتا متفرقة مستقلة موحدة مؤتلفة، نرى بعضنا في بعضنا، نرى مفردَنا في جمعنا..كنا ذواتا تسكن ذاتا واحدة..ذات متشظية الى ذات ولهانة عاشقة مقبلة على الحياة، وذات منحسرة مترددة مكتفية بعزلة الانطواء، وأخرى اجتماعية تكد تجتهد في إرضاء الآخرين كيفما كان هؤلاء الآخرون ولو على حساب خصوصيتها الحميمية؛ ثم ذات جادة صارمة متعالمة عبثية ماسكة بتلابيب طفولة رعناء لا تريد تبرحها وو..جعلنا نوزع الفصول والأقسام بيننا بطريقة تجعل الفقرات يقفو بعضها بعضا بسلاسة دون توقف دون عناء مكابدة شرح أو محاولة فهم ما لا يُفهم..كنا نقرأ نقرأ وكفى مكتفين بتلاوتنا الفطرية وبإحساسنا الذي لا يخيب.ناورنا صلابتها بآستعارات توازي وجودنا الجهنمي الذي لا يلين في مدينتنا الشقية..عاندناها متحَدِّين دهاليزها، لَممنا في مغالقها شتات أنفسنا المكسرة على طريقة أهلنا في الجبل العالي هناك في الأعالي..قرأنا الرواية أول مرة كاملة في ظروف مشتركة حكيتُ عنها..آه..آسف..هل حكيتُ شيئا؟؟لا لمْ أحكِ شيئا..لم أتكلم..هذا أكيد..تلك عادتي ذاك ديدني أن أظل صامتا شاردا هائما أبدا أدع ذاتي وحيدة وذواتَها توغلُ في ثرثرة فضفاضة لا تنتهي...لست أدري عند ذكري طاعون كامو أتذكر طاعونا آخر في بلدة عربية أخرى مشابهة (في الواقع هناك طواعين كثيرة عالمية وعربية تجعل من ظاهرة الآفات علامة لافتة في الأدب الانساني)، كأن هذي الربوع من البسيطة كتب عليها مكابدة وقع أوبئة الأنام لوحدها على غرار ما كان يقع في أوروبا القرون الوسطى، لتختلط الاستعارة الفلسفية بالحقيقة السياسية التي تفوق في مرارتها الرموز وما يمكن أن تحوي من إيحاءات دالة..من صور الطاعون القميئة أنْ نعيشَ في عالم مستبد لا يبالي، ليتحول الطاعون من حالة طارئة عابرة الى حالة مزمنة تتوارثها الأجيال تتعايش وإياها كمعطى طبيعي لا يمكن مواجهته أو رفضه أو التمرد عليه..في رواية"الوباء"التي كُتِبَتْ عام 1981 يطرح هاني الراهب أسئلة هامة كثيرة لم يجد لها جوابا في الواقع الحياتي بخصوص الأرض، والانسان المقهور، والحياة في مجملها في تواترها من جيل لجيل، والديمقراطية والحرية والشعب كمجموع عام وكماهية فردية بمحاولة مقاربة موقع المثقف المتطلع الى غد أفضل في مجتمع نائم في فضاء تنقرض فيه الثقافة ويُقتل الوعي النقدي وينتشر الاستبداد؛ إذ ذاك ......
#مُمَارسةُ
#آلموت
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=767082
الحوار المتمدن
عبد الله خطوري - مُمَارسةُ آلموت