الحوار المتمدن
3.19K subscribers
12 photos
94.8K links
الموقع الرسمي لمؤسسة الحوار المتمدن في التلغرام
Download Telegram
أحمد أغ أبو اليسر : الموتى - الأحياء - الحب:
#الحوار_المتمدن
#أحمد_أغ_أبو_اليسر قصة قصيرة مجنونة– كررررررت كررررررت كرررررت..يرن الهاتف من جيب بنطاله الأمامي مرارا ولا يرد، وهو ساهم في الغروب الذي ترتسم ألوانه الوردية الحمراء فوق أمواج البحر المتلاحمة.. يزعجه رنين الهاتف ويُدخل يدَه في جيب بنطاله ويضعه على الصامت دون أن يعرف هوية المتصل..يستمر في تأمل ألوان الغسق وهي تحمر وتنعكس على مرآة البحر في آخر نقطة يصلها بصره، وهو يستمتع بالأغاني الحزينة الصامتة التي تصدرها مجرتنا في هذا الوقت، عندما يلتحم كل شيء فيها بسواد الليل البهي..– ازززززززت ازززززززت اززززززت.. يقطعه فيبرير الهاتف مرة أخرى من التناغم مع هدوء موسيقى الطبيعة فيقذف شتيمة نابية في الهواء: – حمار بن الداعرة ما الذي يريده مني هذا القضيب العفن؟يُخرِج الهاتف ويرد دون أن يعرف هوية المتصل، فيأتيه صوت أنثوي معهود بالنسبة إليه، ولكنه مليء بنبرة الرعب والهلع حد الإغماء:— هلا حبيبي هل رأيت ما جرى اليوم؟ هل شاهدت السماء اليوم؟ لقد حدث عندنا اليوم شيء لم يحدث ولم تسمع به البشرية في طول تاريخها على الإطلاق.. شيء لم يصل إليه ولا حتى الخيال العلمي.. أرجوك حبيبي أن تسرع للبيت فأنا سأموت من الهلع إذا بقيتُ لوحدي في البيت مع هؤلاء الزومبي.. أنا خائفة جدا حبيبي.. خائفة... خائف... خائ... خا...، وينقطع صوتها المتسارع من شدة الهلع دون أن تعطيه فرصة ليعرف ماذا جرى..أعاد الاتصال عليها وهو مرعوب، فبدأ الهاتف يرن ويرن ويرن حتى رجع الخط دون رد..استدار للخلف إلى سيارة هونداي بيضاء قديمة اشتراها قبل سنوات عدة.. أشعل المحرك ببطئ وهو يرسل بخار السيجارة أمامه ويفكر فيما يمكن أن يرعب زوجته الشابة التي ما زال جسمها يعج بالحياة والرقة والجمال..فور ابتعاده عن كورنيش البحر ليدخل المدينة لاحظ اكتظاظ الشوارع بمئات الآلاف من الناس الفارين من المنازل وتدهسهم السيارات الفارة في مشاهد هيستيرية فوق الوصف لا تحدث لا في الأحلام ولا في أفلام الجريمة.. رنين السيارات يملؤ الدنيا ضجيجا وكأنه مشهد لزفاف أحد قياصرة رومانيا القديمة، لكن الغريب أن الناس أيضا يهرولون مفزوعين بمئات الآلاف بين السيارات هاربين أطفالا ورجالا، ونساء، وعجزة، في ليلة قيامة عجيبة، انكسرتْ فيها كل إشارات المرور على الطرق، ولم يعد من أحد يتذكر فيها قوانين السير، فحدث اكتظاظ وحوادث تعفنت فيها الطرق بسيول الدماء وأشلاء قتلى الحوادث.. لم يبق عمود كهربائى لم يسقط.. توقفت جميع تقنيات شركات الكهرباء فغرقت المدينة في قبر من الظلمات لولا إضاءات السيارات التي تعكس لك هنا وهناك بياض أسنان الموتى المبتسمين، وبياض عيونهم وكأنها عيون ثعالب.. لم يكن أمام روبرت روميو إلا أن يوقف سيارته غصبا في أول طريق معبد تدخل المدينةَ عبر الكورنيش من خلاله، ويقف وسط أمواج وبحور من أبناء البشر الهاربين نحو أن يُغرِقوا أنفسهم في البحر ويختفوا من الحياة مدى الأبد.. أنزل زجاج السيارة على يمينه وصرخ مستفسرا: – وحق إبليس ما الذي يجري يا ناس؟لم يتوقع أن يسمعه أحد داخل أهوال القيامة هذه، لكنه تفاجأ بشخص دهسه هو نفسه دون أن يدري وهو يلملم رجله المكسورة حتى التصقت بالطريق وهو يجيبه: –انظرْ إلى السماء أيها المغفل، وانظر إلى الأرض لتعرف ماذا جرى.. ألا ترى الخرق الكبير الأسود الذي دخل السماء وسقطت من خلاله كل آبائنا الموتى؟ لقد رجع آباؤنا وأجدادنا، لقد رجعوا إلينا في بيوتهم.. أقسم لك أن جدتي دخلت المنزل علي وهي قادمة من الجنة وتحمل معها بعض حلويات الفردوس لنا، وهي تطير في غرف البيت بأجنحة من النور منذ العصر إلى الآن، وجدي أيضا رجع من ج ......
#الموتى
#الأحياء
#الحب:

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=689567
أحمد أغ أبو اليسر : انتماء
#الحوار_المتمدن
#أحمد_أغ_أبو_اليسر طبعا أنا أعبر المطارات بجواز سفر مالي، وأعبر به نقاط التفتيش على الطرقات، وأبدو أمام الشرطة وطنيا، والواقع أنني أحمل هذا الكرتون الفارغ دون أن أشعر يوما أنه يحدد انتمائي لأي جزء من تفاصيل هذا العالم الفسيح، فالوطن بالنسبة لي هو تلك التفاصيل الصغيرة التي تستوطن العالم كله، أو تلك الدهشة التي تتألق كوميض في جميع عيون أطفال البشر، وصغار البقر، والقردة، والطيور، أو ذلك الهواء النقي الذي يمر حاملا معه ذرات الأوكسجين إلى العالمين كلهم دون أن ينتمي لبقعة، أو جغرافية منحوسة قط، ولهذا تمنيت دائما أن يكون جواز السفر الذي أحمله لعبور أي دولة أو قارة هو ورقة شجرة خضراء، أو تفاحة مقضومة، وعندما يسألني أي شرطي عن الدولة التي أنتمي إليها أخبره بلا مراوغة: إنني يا سيدي أنتمي لهذه الشجرة التي سرقتُ منها هذه الكربوهيدرات لتغذيني بالأكسيجين وأغذيها أنا في المقابل بثاني أوكسيد الكاربون الذي أزفره، حتى تثمر لي كربوهيدرات أخرى لأسرقها منها مرة أخرى وهكذا دواليك.. أما أنت يا سيدي الشرطي فلمن تنتمي؟ينهمك الشرطي في تجميع حروف اسم دولته المشتتة داخل ذهنه، ولكن لكيلا ينطق لي بذلك الهراء الذي يستجمعه ليخبرني به رغم أني أعرفه مسبقا أداهمه بسؤال آخر: دعك من ختم الجوازات سيدي ومن أسماء الدول فلا فائدة منها، وأجبني على شيء أكثر أهمية: هل أنت عاشق؟ أو هل سبق وأن أحببت يوما فتاة جميلة، لها عينان تشتعل بالجمال البريء كجدول ماء، ولها نهدان صغيران نافران على صدرها، وذات ابتسامة مطلية بالبياض الناصع؟ هل سبق وأن اعترفت لها بحبك ثم ولفرط سعادتها أسكنتك في تلك اللهفة الموجودة بين حرارة الحضن وسخونة الاعتراف بالحب للحظات توقعتَ أنها الدهر كله؟ توهج شيء ما في عينيه كوميض نشر الحياة في جسم رميم ثم اختفي في ثانية قائلا: نعم، لقد فعلت.. أقسم لك أيها العابر أني فعلت..حسنا أيها الشرطي قل لي ماذا فعلت، وبماذا أحسست؟الشرطي: اممم إنه يمكن فعله، ويمكن الشعور به فقط أيها العابر ولكنه أضخم من أن تحشره في اللغة.. سأشوهه باللغة إن أردت إخبارك عنه بواسطتها، أو سأملأ اللغة بالكسور وأنا أحمِّلها ما تعجز عنه..نعم أنا أوافقك.. إنه شعور تشوهه اللغة بعجزها مثلما يشوه القضم تفاحتي هذه؛ لأنه هو الشعور الحقيقي بالانتماء الكلي لشيء حقيقي ما؛ لذلك أنصحك بأن تحمل معك نهدا كجواز سفر لك بدلا من هذا الهراء الذي كنت تحمله.. أتفهم؟حدق الشرطي في عيني منبهرا.. نزع المسدس من بنطاله وأطلق النار على جوازات المسافرين، ثم قدم استقالته من هراء الوطنية ليلتحق بوطنه بين الشفاه الرقيقة الدافئة والأفخاذ الطرية والبطن الزلقة الناعمة لمعشوقته، في نفس الوقت الذي ألتحق فيه أنا بالهواء وبشساعة الوجود المفتوح على مصراعيه وبشجرتي وكربوهيدراتي التي سرقتها..! ......
#انتماء

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=744120
أحمد أغ أبو اليسر : مَنَّا الجفاف.. قصة قصيرة
#الحوار_المتمدن
#أحمد_أغ_أبو_اليسر الشيء الذي لفت انتباهه وهو يمشي ويدحرج الأحجار بحذائه الجلدي هو رعد زغرَدَ من الناحية الشمالية، ثم رقص جيدا عندما مر بوسط السماء حتى هز الأرض من تحته، فواصل راقصا مزغرِدا يهز السماء هزا حتى خرس في الجنوب.. تبعه برق مجنون، أزرق اللون، لمع في أسفل السماء جنوبا حيث سكت الرعد، ثم تلوَّى كالثعبان في كل الجهات الأربع متلاعبا ببصره حتى ابتلعه امتداد السماء شرقا فكاد يخطف النور من عينيه.. تجمد آخْمادْ أوتوماتيكيا في مكانه من هول المفاجأة السماوية، ومن هول الفزع أيضا..الله الله..! مطر..! حقا ؟ مطر حقا..! ما أرحمك يا رب..! لكن بعد أن هلكت جميع المواشي غير قليل..! حمدا لله في كل الأحوال.. رفع يديه نحو القبلة مبتهلا بالشكر لرب المطر وهو ما زال متجمدا في مكانه، لكن العاصفة التي بدأت تحمرُّ في تلك الجهة تحديدا لم تسمح له بالابتهال طويلا، فقد بدأت تنشر في السماء من الأسفل إلى الوسط ذيولا حمراء عريضة، ومشبَّعة بالحمرة حتى كأنها مشحونة بالدماء.. استغرب كثيرا من سرعة تكوين المطر من سماء عارية قبل قليل حتى من الأتربة التي تصعد من الأرض إليها، لكن الله على كل شيء قدير.. هكذا قال الفقيه آنسلم، وقال أيضا : "رحمة الله وسعت كل شيء" لا بد لرحمة الله التي نبحث عنها أن نجدها يوما.. هكذا قال الفقيه أيضا.. الفقيه دائما يصدق.. فقدتُ أغلب ما لدي من المواشي بسبب الجفاف الذي اكتسح الصحراء كلها منذ ثلاث سنوات، لكن ما بقي لي الآن سيرعى المروج وينمو سريعا.. حمدا لله.. حمدا لله..! صدق الفقيه..! ثم هش شياهه الأربعة المتبقية له بعد أن قضى الجفاف على الستة والخمسين منها.. هرول نحو بيته.. هش الأغنام بسرعة كي لا تدركه العاصفة قبل الوصول إلى بيته، وهو عبارة عن هشيمٍ يابس مسنَدا على ستة قوائم خشبية مصقولة، يأوي إليه هو وزوجته، وأمه، وثمانية من أولاده؛ إثنان منها ذكورا، وستة إناثا قبيحات كلهن، ولا أحد يرغب في الزواج من إحداهن.. هرول بشدة، لكن الشياه الهزيلات التي تكاد عظامها أن تخرق جلودها من شدة الجوع لا تطيق الهرولة.. أطلق الصفير لها وهي تتحرك ببطئ أمامه نحو البيت القريب فلم تُغير مشيتها.. أدرك العبثية وتضييع الوقت وراء محاولة إيصالها للبيت قبل العاصفة فتركها، وجرى نحو البيت المفتوح من كل الجهات ليغلق أبوابه قبل أن تطير به العاصفة..عَبَر أخدودا رمليا ضيقا يفضي إلى بيته، لكن العاصفة بدأت تنشر ألوانها الحمراء على العراء أمامه، وتنفث نسيما باردا معبئا برائحة المطر.. إنها رحمة حقيقية، بل أكبر رحمة على الإطلاق بالنسبة لطارقي مثله.. رفع لثامه السفلي إلى ما دون العينين ليقاوم به الأتربة، لكن العاصفة بدأت تشتد، بدأت تجذبه نحو الخلف، فجرى بجنون حتى دخل البيت، وهو فارغ سوى من أمه العجوز العمياء، وتَنْفَا؛ ابنته الكبرى وهي نائمة على بساط في زاوية البيت الغربية. ركلها بقدمه فصرخ عليها :_أتنامين والبيت تطير به العاصفة ؟ وأين مشت أمك ؟ إخوتك ؟ أخواتك؟ أين ذهب الجميع ؟. بدأت الرعود تُزمجر، وبدأت العاصفة تهز البيت، والبروق تلمع بشدة وتلتوي كالأفاعي في السماء، حتى حوّلت وقت الغروب إلى منتصف الليل. ارتفع الجزأ الشرقي الذي تدخل به العاصفة من البيت، فجرى إليه، وأمه جالسة القرفصاء على سجادة جلدية هناك، وهي تستعد لصلاة المغرب دون أن تأبه لأمر العاصفة التي لا تراها أصلا. قطع من أسفل عمامته القديمة المتسخة قطعة عقَد بها أبواب البيت الشمالية على الأعمدة.. ربطها جيدا، ثم أسرع إلى الأبواب الشمالية (وابنته ما تزال جالسة على البساط وتفرك عينيها الناعستين) فقطع من عمامته قطعة أخرى، ربط بها الأبواب جيدا عل ......
َنَّا
#الجفاف..
#قصيرة

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=744377