جميلة شحادة : جيلان والذئب
#الحوار_المتمدن
#جميلة_شحادة لمحَتْه من بعيد؛ يقف في الطريق التي تجُرُّ خطواتها فيها الى مكان عملها. بدا لها صغيرا جدا، لا يتعدى حجمه حجم جروٍ ساعة ولادته. كان بإمكانها أن لا تراه، لولا أن لونه الأسود الفاحم، وعينيْه اللتين تقدحان شررا، لفتا انتباهها. مرّت بمحاذاته وقد شعرت بصخرة تجثم على صدرها، وصداع ينهش رأسها. تابعت سيرها بتثاقل وهي لا تفكر الا بالسواد الذي رأت، وبالشَّرار الذي تطاير نحوها.لم تخبر جيلان أحدا عن الذئب الأسود صغير الحجم، الذي أصبح يعترض طريقها الى عملها كل صباح. قالت في نفسها: يكفي أن أتجاهله، وهذا كفيل بأن يجعله يرحل، ويُخلي الطريق لي لأتابع سيري، وأنشغل بتربية ابنتيّ. وخطر ببالها ابنتاها، فشعرت بتأنيب ضميرها لها، لأنها رفضت قبل يومين تلبية دعوة ابنتها الصغرى دارا، ابنة الثماني سنوات، لمشاهدة عرض الباليه الذي ستشارك فيه لأول مرة مع زميلاتها في مدرسة، "نتاليا" لتعليم رقص الباليه. لقد اعتذرت لها بسبب صداع شديد ألمَّ بها، وأدى الى عطبٍ في روحها. فسارعت الخالة قائلة لدارا: سأرافقك أنا يا حبيبتي الى العرض. ثم تابعت تقول موجهة كلامها لشقيقتها جيلان: لا بأس؛ سأرافق دارا أنا؛ ألم يقولوا إن الخالة والدة؟! ثم تذكّرت جيلان عدم استطاعتها بالأمس من مساعدة ابنتها الكبرى ريماس، ابنة العشر سنوات، في حل مسائل الحساب، واعتذرت لها هي الأخرى وأخبرتها أنها لا تشعر بخير. تذكرت جيلان هذه الأحداث وغيرها، فخانتها دمعتها، وانهمرت ساخنة على خدها، فكوَت قلبها.نهضت جيلان في اليوم التالي أقل حيوية، وأكثر تعبا؛ لكنها بذلت أقصى مجهودها لتذهب الى عملها. وكالعادة منذ شهر، رأته ينتظرها؛ رأته أكبر هذه المرة؛ ربما لأنه اقترب منها أكثر. رأته حالك السواد أكثر هذه المرة؛ ربما لأنه ألقى بظلاله على دربها. شعرت بزغللة عينيْها، وبازديادٍ في سرعة خفقان قلبها، وبشدة الصداع في رأسها، وببطء في حركتها، وببؤسٍ في نفسها. استدارت جيلان الى الخلف لتعود الى بيتها بعد أن أخذت قرارها بذلك، لتتجنب الذئب الأسود الذي سد طريقها. أخذت تسير بقدر ما سمحت لها طاقة جسمها بالسير، وبقدر ما سمح لها الذئب الأسود برؤية طريقها. لقد تنبَّهت جيلان الى ان الذئب الأسود يسير خلفها ويلاحقها، لقد عرفت ذلك من مساحة الظلِّ التي تسير أمامها، إنها ظلًّ جسمه الذي أصبح أكثر ضخامة مع كل خطوة تخطوها جيلان للخلف هاربة منه. وصلت جيلان بيتها، دخلته، أغلقت الباب وراءها وأحكمت إغلاقه، مشت الى غرفة الجلوس وألقت بخيال جسمها على أول أريكة. فتحت حقيبتها وأخرجت منها علبة مسكنٍ لأوجاع الرأس، تناولت قرصا وابتلعته دون ماء، ثم تذكَّرت أن بحوزتها أيضا أقراصا مهدئة، اعتادت على ابتلاع قرصٍ واحدٍ منها كل ليلةٍ منذ سنة تقريبا؛ منذ أن انفصلت عن زوجها. كانت جيلان تتناول أقراص المهدئ دون علم أحد من عائلتها، ظنا منها أنها ستساعدها على النوم دون كوابيس، هذا إن استطاعت النوم. لم تخبر جيلان أمها ولا إخوتها الثلاثة عن عدد السياط التي كانت تهوي على ظهرها؛ ولا عن الرفس في بطنها برِجل ابن الأكابر، زوجها، كلَّما عاد من سهرته مخمورا. ولم تخبر جيلان شقيقتيْها عن الذلّ الذي لحق بها نتيجة سوء معاملة زوجها وأهله لها، ولم تخير جيلان أحدا من أصدقائها عن خيانة زوجها لها مع أخرى في غرفة نومها.توجّهت جيلان الى المطبخ لتحضر كوب ماء لتبتلع القرص المهدئ، وإذ بها تُفاجأ بانتظار الذئب الأسود لها. كيف دخل المطبخ؟ من أين دخل؟ ... راحت تمتم جيلان وتسأل نفسها. نظرت الى النافذة، وجدتها مفتوحة. لامت نفسها. كيف تترك النافذة مفتوحة؟ فهي منذ أن انفصلت عن زوجها وقرّرت السكن ......
#جيلان
#والذئب
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=692452
#الحوار_المتمدن
#جميلة_شحادة لمحَتْه من بعيد؛ يقف في الطريق التي تجُرُّ خطواتها فيها الى مكان عملها. بدا لها صغيرا جدا، لا يتعدى حجمه حجم جروٍ ساعة ولادته. كان بإمكانها أن لا تراه، لولا أن لونه الأسود الفاحم، وعينيْه اللتين تقدحان شررا، لفتا انتباهها. مرّت بمحاذاته وقد شعرت بصخرة تجثم على صدرها، وصداع ينهش رأسها. تابعت سيرها بتثاقل وهي لا تفكر الا بالسواد الذي رأت، وبالشَّرار الذي تطاير نحوها.لم تخبر جيلان أحدا عن الذئب الأسود صغير الحجم، الذي أصبح يعترض طريقها الى عملها كل صباح. قالت في نفسها: يكفي أن أتجاهله، وهذا كفيل بأن يجعله يرحل، ويُخلي الطريق لي لأتابع سيري، وأنشغل بتربية ابنتيّ. وخطر ببالها ابنتاها، فشعرت بتأنيب ضميرها لها، لأنها رفضت قبل يومين تلبية دعوة ابنتها الصغرى دارا، ابنة الثماني سنوات، لمشاهدة عرض الباليه الذي ستشارك فيه لأول مرة مع زميلاتها في مدرسة، "نتاليا" لتعليم رقص الباليه. لقد اعتذرت لها بسبب صداع شديد ألمَّ بها، وأدى الى عطبٍ في روحها. فسارعت الخالة قائلة لدارا: سأرافقك أنا يا حبيبتي الى العرض. ثم تابعت تقول موجهة كلامها لشقيقتها جيلان: لا بأس؛ سأرافق دارا أنا؛ ألم يقولوا إن الخالة والدة؟! ثم تذكّرت جيلان عدم استطاعتها بالأمس من مساعدة ابنتها الكبرى ريماس، ابنة العشر سنوات، في حل مسائل الحساب، واعتذرت لها هي الأخرى وأخبرتها أنها لا تشعر بخير. تذكرت جيلان هذه الأحداث وغيرها، فخانتها دمعتها، وانهمرت ساخنة على خدها، فكوَت قلبها.نهضت جيلان في اليوم التالي أقل حيوية، وأكثر تعبا؛ لكنها بذلت أقصى مجهودها لتذهب الى عملها. وكالعادة منذ شهر، رأته ينتظرها؛ رأته أكبر هذه المرة؛ ربما لأنه اقترب منها أكثر. رأته حالك السواد أكثر هذه المرة؛ ربما لأنه ألقى بظلاله على دربها. شعرت بزغللة عينيْها، وبازديادٍ في سرعة خفقان قلبها، وبشدة الصداع في رأسها، وببطء في حركتها، وببؤسٍ في نفسها. استدارت جيلان الى الخلف لتعود الى بيتها بعد أن أخذت قرارها بذلك، لتتجنب الذئب الأسود الذي سد طريقها. أخذت تسير بقدر ما سمحت لها طاقة جسمها بالسير، وبقدر ما سمح لها الذئب الأسود برؤية طريقها. لقد تنبَّهت جيلان الى ان الذئب الأسود يسير خلفها ويلاحقها، لقد عرفت ذلك من مساحة الظلِّ التي تسير أمامها، إنها ظلًّ جسمه الذي أصبح أكثر ضخامة مع كل خطوة تخطوها جيلان للخلف هاربة منه. وصلت جيلان بيتها، دخلته، أغلقت الباب وراءها وأحكمت إغلاقه، مشت الى غرفة الجلوس وألقت بخيال جسمها على أول أريكة. فتحت حقيبتها وأخرجت منها علبة مسكنٍ لأوجاع الرأس، تناولت قرصا وابتلعته دون ماء، ثم تذكَّرت أن بحوزتها أيضا أقراصا مهدئة، اعتادت على ابتلاع قرصٍ واحدٍ منها كل ليلةٍ منذ سنة تقريبا؛ منذ أن انفصلت عن زوجها. كانت جيلان تتناول أقراص المهدئ دون علم أحد من عائلتها، ظنا منها أنها ستساعدها على النوم دون كوابيس، هذا إن استطاعت النوم. لم تخبر جيلان أمها ولا إخوتها الثلاثة عن عدد السياط التي كانت تهوي على ظهرها؛ ولا عن الرفس في بطنها برِجل ابن الأكابر، زوجها، كلَّما عاد من سهرته مخمورا. ولم تخبر جيلان شقيقتيْها عن الذلّ الذي لحق بها نتيجة سوء معاملة زوجها وأهله لها، ولم تخير جيلان أحدا من أصدقائها عن خيانة زوجها لها مع أخرى في غرفة نومها.توجّهت جيلان الى المطبخ لتحضر كوب ماء لتبتلع القرص المهدئ، وإذ بها تُفاجأ بانتظار الذئب الأسود لها. كيف دخل المطبخ؟ من أين دخل؟ ... راحت تمتم جيلان وتسأل نفسها. نظرت الى النافذة، وجدتها مفتوحة. لامت نفسها. كيف تترك النافذة مفتوحة؟ فهي منذ أن انفصلت عن زوجها وقرّرت السكن ......
#جيلان
#والذئب
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=692452
الحوار المتمدن
جميلة شحادة - جيلان والذئب
حسان الجودي : ليلى والذئب-ذات الرداء الأحمر
#الحوار_المتمدن
#حسان_الجودي قصة "ذات القبعة الحمراء" أو ليلى والذئب ،هي حكاية خرافية شهيرة عن فتاة تلتقي مع ذئب، وقد تغيرت القصة إلى حد كبير عبر تاريخها وخضعت للعديد من التعديلات الحديثة والقراءات ونشرت أول مرة من قبل شارل بيرو بفرنسا سنة 1698، حيث تنتهي القصة بالتهام الذئب لليلى. في القرن التاسع عشر قام الأخوان غريم الألمانيان بإعادة كتابة القصة مع بعض التعديلات. حيث قام الذئب بالتهام ليلى وجدتها ، لكن الصياد يقوم بشق بطن الذئب وإخراجهما منه.تظهر القصة في كثير من الصور المعاصرة، ويقوم بعض الكتّاب بإجراء تحديثات على النص الأصلي لتلائم روح العصر. فالعنف الذي يظهر في التهام الذئب لأبطال القصة، والعنف الآخر حين يقوم الصياد بقص بطن الذئب، لم يعد مستساغاً على الإطلاق. بالنسبة للطفولة المبكرة . والذي قد يؤثر في شخصيتها بطريقة سلبية.إلا أن كثيراُ من القصص الخيالية الجميلة التي استمتعت بها أجيال متلاحقة من الأطفال قد تحمل الكثير من إشارات الاستفهام حول العواقب النفسية أو الأخلاقية التي تثيرها في نفس الطفل.فحسب مقالة جريدة الغارديان 7-03-2020، : "إن العناوين الستة لقصص الأطفال التي كتبها الأمريكي ثيودور جيزل ، باسمه المستعار دكتور سوس ، والتي نُشرت بين عامي 1937 و 1976 ، ستتوقف شركة سوس عن طباعتها ، لأنها تحتوي على صور نمطية ذات طبيعة عنصرية واضحة". ويجدر ذكره هنا أن مبيعات قصص د. سوس حول العالم تجاوزت 700 مليون نسخة.يمكن عربياً وصف قصة علي بابا والأربعين حرامي بأنها قصة تقدم أمثولة أخلاقية سيئة . وينبغي ألا يتم الاحتفاء بهذه القصة عن طر يق الترويج الاعلامي في أفلام كرتون وكوميكس وغيرها. إنها قصة تحث الطفل على السرقة. فحين وجد علي بابا الكنوز في المغارة التي سرقها اللصوص ، لم يتورع عن سرقة هذه الكنوز بدوره. لم يقم مثلاً بإبلاغ الشرطة، أو لم يقم مثلاً بمحاولة إعادتها إلى أصحابها.إن تطور أدب الاطفال العالمي يدين في أحد وجوهه إلى الدراسات النفسية والتربوية التي أجريت على الأطفال في المراحل العمرية المختلفة. وهكذا صار نموذج أدب الطفل للمرحلة العمرية المبكرة مختلفاً عن نموذج أدب الطفل في المرحلة العمرية المتوسطة . ويمكن لنا وفق بعض المعايير الحديثة لأدب الطفل، النفسية والتربوية أن نعود إلى حكاية ليلى والذئب لاستخلاص العواقب الأخلاقية منها.العاقبة الأولى هي ضرورة عدم الثقة بالغرباء. وهي عاقبة مازالت مهمة. بل ازدادت أهميتها في ضوء التواصل الكثيف الذي فرضته الحياة المعاصرة بين الأطفال ومختلف الشرائح الاجتماعية الأخرى. تقود هذه العاقبة إلى عاقبة أخرى وهي ضرورة عدم مشاركة الغرباء المعلومات الشخصية، كما فعلت ليلى حين أخبرت الذئب بوجهتها. وهذا أمر أيضاً شديد الأهمية بسبب استخدام الاطفال لوسائل التواصل الاجتماعي ومشاركة حياتهم الخاصة دون قيود.العاقبة الثالثة هي ضرورة إطاعة الوالدين. فليلى لم تستمع لنصيحة والدتها بضرورة توخي الحذر. وهي أيضاً عاقبة أخلاقية يجب التشجيع عليها.من جهة أخرى تظهر في القصة بعض الارتباكات للأطفال في المراحل العمرية المبكرة. فالذئب في القصة هو شخصية تتجاوز مظهر الحيوان . هو رمز لكائن شرير ووحشي وخبيث. لكن هذا المفهوم التجريدي لا يدركه الطفل إلا بعد عمر الثانية عشرة كما تشير توصيات اليونسيف بهذا الخصوص. إذاً فالذئب في القصة بالنسبة لطفل في العاشرة هو حيوان حقيقي وهو حيوان شرير يحب التهام لحوم البشر، ويحب الاعتداء على غيره، وتجب معاقبته بالقتل. وهذه العاقبة كما هو واضح لا تليق بالمعرفة العلمية التي يملكها الأطفال والكتّاب على ......
#ليلى
#والذئب-ذات
#الرداء
#الأحمر
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=725637
#الحوار_المتمدن
#حسان_الجودي قصة "ذات القبعة الحمراء" أو ليلى والذئب ،هي حكاية خرافية شهيرة عن فتاة تلتقي مع ذئب، وقد تغيرت القصة إلى حد كبير عبر تاريخها وخضعت للعديد من التعديلات الحديثة والقراءات ونشرت أول مرة من قبل شارل بيرو بفرنسا سنة 1698، حيث تنتهي القصة بالتهام الذئب لليلى. في القرن التاسع عشر قام الأخوان غريم الألمانيان بإعادة كتابة القصة مع بعض التعديلات. حيث قام الذئب بالتهام ليلى وجدتها ، لكن الصياد يقوم بشق بطن الذئب وإخراجهما منه.تظهر القصة في كثير من الصور المعاصرة، ويقوم بعض الكتّاب بإجراء تحديثات على النص الأصلي لتلائم روح العصر. فالعنف الذي يظهر في التهام الذئب لأبطال القصة، والعنف الآخر حين يقوم الصياد بقص بطن الذئب، لم يعد مستساغاً على الإطلاق. بالنسبة للطفولة المبكرة . والذي قد يؤثر في شخصيتها بطريقة سلبية.إلا أن كثيراُ من القصص الخيالية الجميلة التي استمتعت بها أجيال متلاحقة من الأطفال قد تحمل الكثير من إشارات الاستفهام حول العواقب النفسية أو الأخلاقية التي تثيرها في نفس الطفل.فحسب مقالة جريدة الغارديان 7-03-2020، : "إن العناوين الستة لقصص الأطفال التي كتبها الأمريكي ثيودور جيزل ، باسمه المستعار دكتور سوس ، والتي نُشرت بين عامي 1937 و 1976 ، ستتوقف شركة سوس عن طباعتها ، لأنها تحتوي على صور نمطية ذات طبيعة عنصرية واضحة". ويجدر ذكره هنا أن مبيعات قصص د. سوس حول العالم تجاوزت 700 مليون نسخة.يمكن عربياً وصف قصة علي بابا والأربعين حرامي بأنها قصة تقدم أمثولة أخلاقية سيئة . وينبغي ألا يتم الاحتفاء بهذه القصة عن طر يق الترويج الاعلامي في أفلام كرتون وكوميكس وغيرها. إنها قصة تحث الطفل على السرقة. فحين وجد علي بابا الكنوز في المغارة التي سرقها اللصوص ، لم يتورع عن سرقة هذه الكنوز بدوره. لم يقم مثلاً بإبلاغ الشرطة، أو لم يقم مثلاً بمحاولة إعادتها إلى أصحابها.إن تطور أدب الاطفال العالمي يدين في أحد وجوهه إلى الدراسات النفسية والتربوية التي أجريت على الأطفال في المراحل العمرية المختلفة. وهكذا صار نموذج أدب الطفل للمرحلة العمرية المبكرة مختلفاً عن نموذج أدب الطفل في المرحلة العمرية المتوسطة . ويمكن لنا وفق بعض المعايير الحديثة لأدب الطفل، النفسية والتربوية أن نعود إلى حكاية ليلى والذئب لاستخلاص العواقب الأخلاقية منها.العاقبة الأولى هي ضرورة عدم الثقة بالغرباء. وهي عاقبة مازالت مهمة. بل ازدادت أهميتها في ضوء التواصل الكثيف الذي فرضته الحياة المعاصرة بين الأطفال ومختلف الشرائح الاجتماعية الأخرى. تقود هذه العاقبة إلى عاقبة أخرى وهي ضرورة عدم مشاركة الغرباء المعلومات الشخصية، كما فعلت ليلى حين أخبرت الذئب بوجهتها. وهذا أمر أيضاً شديد الأهمية بسبب استخدام الاطفال لوسائل التواصل الاجتماعي ومشاركة حياتهم الخاصة دون قيود.العاقبة الثالثة هي ضرورة إطاعة الوالدين. فليلى لم تستمع لنصيحة والدتها بضرورة توخي الحذر. وهي أيضاً عاقبة أخلاقية يجب التشجيع عليها.من جهة أخرى تظهر في القصة بعض الارتباكات للأطفال في المراحل العمرية المبكرة. فالذئب في القصة هو شخصية تتجاوز مظهر الحيوان . هو رمز لكائن شرير ووحشي وخبيث. لكن هذا المفهوم التجريدي لا يدركه الطفل إلا بعد عمر الثانية عشرة كما تشير توصيات اليونسيف بهذا الخصوص. إذاً فالذئب في القصة بالنسبة لطفل في العاشرة هو حيوان حقيقي وهو حيوان شرير يحب التهام لحوم البشر، ويحب الاعتداء على غيره، وتجب معاقبته بالقتل. وهذه العاقبة كما هو واضح لا تليق بالمعرفة العلمية التي يملكها الأطفال والكتّاب على ......
#ليلى
#والذئب-ذات
#الرداء
#الأحمر
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=725637
الحوار المتمدن
حسان الجودي - ليلى والذئب-ذات الرداء الأحمر
حسان الجودي : من يكتب التاريخ؟ الذئب يروي حكاية -ليلى والذئب-
#الحوار_المتمدن
#حسان_الجودي لا أعرف لماذا أدعى بالذئب! أنا حيوان وديع لا أؤذي أحداً . لذلك أقصُّ مخالبي كل يوم ، وأتناول مهدئات المزاج من الأعشاب الطبية التي تحضرها لي جدتي اللطيفة.وحين أجوع ، أرعى بعض الأعشاب ، وأقطف بعض الفواكه الموجودة في أشجار الغابة. شعرت بالملل في أحد الأيام ، فقررت الذهاب في نزهة طويلة. قصدت اتجاه الشرق ، فقد سمعت من أصدقائي الذئاب عن وجود كوخ تقطنه امرأة عجوز وحفيدتها. دفعني الفضول للقاء الطفلة الصغيرة ، فأنا أحبُّ الأطفال الصغار، وأستمتع باللعب البريء معهم.وصلت الكوخ بعد مسيرة ساعات ، كنت جائعاً منهكاً، فوجدت حديقة لطيفة مزروعة بعناية ، فيها الكثير من الخضراوات ، استلقيت هناك على العشب الطري ، ولم أسرق حبة بطاطا أو يقطينة واحدة. لقد وجدت ذلك أمراً قبيحاً وقررت انتظار خروج أحد من الكوخ كي أسأله السماح بتناول بعض الطعام. استلسمت للنوم فوق العشب الطري الناعم، لكنني سرعان ما استيقظت على ركلات في بطني، وسمعت صراخ طفلة صغيرة غاضبة:-هيه أيها الذئب المتطفل! ماذا تفعل في حديقة جدتي ؟توالت الركلات ، فنهضت بلطف ، وطأطأت رأسي وقلت بأدب:-أعتذر منك ، أنا تعبان وجائع فقط . هل تسمحين لي بتناول تلك اليقطينة الصغيرة؟-أنت مختل العقل حتماً! هيا غادر هذا المكان.لم تكتف الطفلة بذلك بل بدأت برميي ببعض الحجارة.غادرت الحديقة مسرعاً، وأنا أتعجب من وجود طفلة شريرة مثل التي قابلتها.لقد كانت شريرة فعلاً، فحين وقفت في حقل بعيد لأتناول بعض العشب، لحقتني تلك الطفلة ، واستمرت بقذف الحجارة نحوي ، وطلبت مني ألا أعود مطلقاً إلى غابتها .انصرفت وأنا حزين ، ممتهن الكرامة، ولاحظت أنني أنزف من جنبي بسبب حجارة الصغيرة.صحيح أنني ذئب لطيف! لكن وجود مثل تلك الطفلة سيئة الطباع أقلقني ، وقررت التحدث إلى جدتها التي تقيم في الكوخ، لأشكو لها حفيدتها. راقبت الكوخ من بعيد، وحين خرجت الطفلة إلى الغابة حاملة سلتها الحمراء، أسرعت إلى كوخ الجدة. طرقت الباب بتهذيب شديد، فسمعت صوت الجدة من الداخل يسأل :-من الطارق، وماذا تريد؟-أريد أن أشكو لك الطفلة التي تقيم معك. لقد ضربتني بالحجارة وسببت لي الأذى دون مبرر.- تقصد ليلى! لكن من أنت؟هممت بالقول أنني ذئب لطيف، لكنني تراجعت ، فلن تفهم الجدة ذلك أبداً.لكنها لحسن حظي ، فتحت الباب بعد لحظات دون انتظار جوابي. خافت الجدة كثيراً حين رأتني ، صرخت بفزع وعادت راكضة إلى داخل الكوخ.دخلت وراءها بهدوء لإصلاح الموقف. لكنني شاهدتها تتعثر وتسقط بقوة على رأسها. حاولت إسعافها دون جدوى ، لقد أصيبت بجرح كبير وفارقت الحياة.فكرت حينها بالطفلة المسكينة التي حين تعود لن تجد الجدّة الحبيبة. فقررت أن أكون لها جدّة إضافية. لبست لباس الجدة ووضعت نظارتيها ، ولففت رأسي بشال صوفي كبير ، واستلقيت في السرير منتظراً عودة ليلى.عادت ليلى أخيراً وهي تحمل سلة ممتلئة بالفطور البرية . اقتربت مني لتريني الفطور الكبيرة الشهية ، فاكتشفتْ خدعتي.لم تنفع جميع محاولاتي في شرح الموقف. صرخت ليلى من الفزع حين رأت جثة جدتها خلف السرير ، وخرجت مسرعة من الكوخ وهي تطلب النجدة لأن الذئب الذي قتل جدتها يريد التهامها هي أيضاً.يا لها من ليلى شريرة! ......
#يكتب
#التاريخ؟
#الذئب
#يروي
#حكاية
#-ليلى
#والذئب-
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=746571
#الحوار_المتمدن
#حسان_الجودي لا أعرف لماذا أدعى بالذئب! أنا حيوان وديع لا أؤذي أحداً . لذلك أقصُّ مخالبي كل يوم ، وأتناول مهدئات المزاج من الأعشاب الطبية التي تحضرها لي جدتي اللطيفة.وحين أجوع ، أرعى بعض الأعشاب ، وأقطف بعض الفواكه الموجودة في أشجار الغابة. شعرت بالملل في أحد الأيام ، فقررت الذهاب في نزهة طويلة. قصدت اتجاه الشرق ، فقد سمعت من أصدقائي الذئاب عن وجود كوخ تقطنه امرأة عجوز وحفيدتها. دفعني الفضول للقاء الطفلة الصغيرة ، فأنا أحبُّ الأطفال الصغار، وأستمتع باللعب البريء معهم.وصلت الكوخ بعد مسيرة ساعات ، كنت جائعاً منهكاً، فوجدت حديقة لطيفة مزروعة بعناية ، فيها الكثير من الخضراوات ، استلقيت هناك على العشب الطري ، ولم أسرق حبة بطاطا أو يقطينة واحدة. لقد وجدت ذلك أمراً قبيحاً وقررت انتظار خروج أحد من الكوخ كي أسأله السماح بتناول بعض الطعام. استلسمت للنوم فوق العشب الطري الناعم، لكنني سرعان ما استيقظت على ركلات في بطني، وسمعت صراخ طفلة صغيرة غاضبة:-هيه أيها الذئب المتطفل! ماذا تفعل في حديقة جدتي ؟توالت الركلات ، فنهضت بلطف ، وطأطأت رأسي وقلت بأدب:-أعتذر منك ، أنا تعبان وجائع فقط . هل تسمحين لي بتناول تلك اليقطينة الصغيرة؟-أنت مختل العقل حتماً! هيا غادر هذا المكان.لم تكتف الطفلة بذلك بل بدأت برميي ببعض الحجارة.غادرت الحديقة مسرعاً، وأنا أتعجب من وجود طفلة شريرة مثل التي قابلتها.لقد كانت شريرة فعلاً، فحين وقفت في حقل بعيد لأتناول بعض العشب، لحقتني تلك الطفلة ، واستمرت بقذف الحجارة نحوي ، وطلبت مني ألا أعود مطلقاً إلى غابتها .انصرفت وأنا حزين ، ممتهن الكرامة، ولاحظت أنني أنزف من جنبي بسبب حجارة الصغيرة.صحيح أنني ذئب لطيف! لكن وجود مثل تلك الطفلة سيئة الطباع أقلقني ، وقررت التحدث إلى جدتها التي تقيم في الكوخ، لأشكو لها حفيدتها. راقبت الكوخ من بعيد، وحين خرجت الطفلة إلى الغابة حاملة سلتها الحمراء، أسرعت إلى كوخ الجدة. طرقت الباب بتهذيب شديد، فسمعت صوت الجدة من الداخل يسأل :-من الطارق، وماذا تريد؟-أريد أن أشكو لك الطفلة التي تقيم معك. لقد ضربتني بالحجارة وسببت لي الأذى دون مبرر.- تقصد ليلى! لكن من أنت؟هممت بالقول أنني ذئب لطيف، لكنني تراجعت ، فلن تفهم الجدة ذلك أبداً.لكنها لحسن حظي ، فتحت الباب بعد لحظات دون انتظار جوابي. خافت الجدة كثيراً حين رأتني ، صرخت بفزع وعادت راكضة إلى داخل الكوخ.دخلت وراءها بهدوء لإصلاح الموقف. لكنني شاهدتها تتعثر وتسقط بقوة على رأسها. حاولت إسعافها دون جدوى ، لقد أصيبت بجرح كبير وفارقت الحياة.فكرت حينها بالطفلة المسكينة التي حين تعود لن تجد الجدّة الحبيبة. فقررت أن أكون لها جدّة إضافية. لبست لباس الجدة ووضعت نظارتيها ، ولففت رأسي بشال صوفي كبير ، واستلقيت في السرير منتظراً عودة ليلى.عادت ليلى أخيراً وهي تحمل سلة ممتلئة بالفطور البرية . اقتربت مني لتريني الفطور الكبيرة الشهية ، فاكتشفتْ خدعتي.لم تنفع جميع محاولاتي في شرح الموقف. صرخت ليلى من الفزع حين رأت جثة جدتها خلف السرير ، وخرجت مسرعة من الكوخ وهي تطلب النجدة لأن الذئب الذي قتل جدتها يريد التهامها هي أيضاً.يا لها من ليلى شريرة! ......
#يكتب
#التاريخ؟
#الذئب
#يروي
#حكاية
#-ليلى
#والذئب-
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=746571
الحوار المتمدن
حسان الجودي - من يكتب التاريخ؟ الذئب يروي حكاية -ليلى والذئب-