يحيى غازي الأميري : هَلْ بالغَ العَرَّافُ بِخُطُوطِ الكَفِّ
#الحوار_المتمدن
#يحيى_غازي_الأميري بِتمعُّنٍ قَرأَ العَرَّافُمَا وَجَدَ مِنْ أَخباريفِي خارِطَةِ خطوطِ الكَفِّوَبَعْدَ أَن هَزَ رَأسهُ، وأَطبق عَينيَّه،يتأمل ما خفي وما علمولزمَ الصَّمتُ برهةً،ثُمُّ فَتَحَ عَينيه وَقالَ:سَأَكونُ مَعَكَ صَريحاًاِستَعدْ وَلا تجفِلْ،فَقادمُ الأَيامِ مُخيفٌسَيكون المَوتُ للجَميعِ لصيقسَتستمرُّ الريحُ عاصفةًوَسَتتغَّيرُ الفصُولُ سَريعاًوَتَخلعُ الأَفاعِي جلودهاوَإلى جحورها تَعود.سَتُطِيحُ الريحُ بأَبراجٍ عَاتيةٍ، تُسقِطُهاكَما سَقَطت فِي مَكَّة الأَصنامسَيتهاوى عَهدُ رؤوسِ اللصوصِ،وَسراقُ خَزائن بيتِ المالِ، وَمالُ الأَيتام، وسَتَلعَنهُمْ إِلى يَومِ الدِّينأَرواحُ الضَّحايا وَ بُكاءُ الثَّكالى وَ دُموعُ السَّبايااِحذرْ مِنْ ركوبِ المَوجِ،فجَوفُ الليلِ سَيبتَلعُ القَمروَهَذا نَذِيرُ وَشُؤمٌوَفيه الكَثيرُ مِنْ الضَّرر،سَتأتي أَيامٌ سَودٌيَشحُ فِيها المالُ والجُـودوَيَزدادُ فِيها القَلقُ وَالإملاق،تَوَقفْ عَنْ الجريِّ وَراء السَّراب،فَهو فِي النِّهايةِ سَرابٌوليس هناك من شيءٍ وراء البابلا تُصدقْ حَتَّى لَوْ ذَرَّفَأَلفُ تِمساح دَمعَــهفَقَد أَزكَموا الأُنُوفَبِقًبحِ روائحِهموَنَفَّرتهم النُّفوسلِتقديسهم الفلوس.قنديلُ قَلبِكَ يُرشدكَ للخلَّاصِ.فَهوَ يَعرفُ جيداً الحَق مِن الباطِل.سَيَستَمرُّ حديثُ الزُّورِ وَالزَّيفِوَتَقاذف التُّهم، وبالنفاق ملفوفوَفَرض القيود حَدَّ النزاعِ وَالاختناق.كُلُ شيءٍ بالمخاطرِ مَحفُوفهُنالكَ بَصيصُ ضَوءٍ فِي نِهايةِ النَّفَق.كَثيرةٌ هِي الأَلغامُ فِي الطَّرِيقالذِئابُ حَول الثُّغورِ تَطوفسَيعلو صَوتُ قَرعِ الطُّبولِ،وَالصُنوجِ وَالدُّفوفوَصَليلِ السّيوف،فَبابُ الحربِ مَفتوحلنزيفِ دَمِ ضَحايا جُدُد.اِحتَرِس ؛ وَلَكِنْمِنَ العَيبِ أَنْ تَبقى سَاكِناًأَو عَلَى الرَصيفِ نائماًتَنتظِرُ مَكرمةً أو فُرصةًمِمَّنْ لا مَكارمَ عِندَهإِيَّاكَ أَنْ يَتَلبَّسكَ الخَوفوتبقى تتعثر خَلفَ الرَّكبِ خائرا أو حَائراأَو مزرُوعاً بالحَقلِ كَخَيالِ مآتـة فِي حقلٍ لا حَياةَ فِيهمَنزُوعَاً مِنَ الوِجدانِ،كَقَادَةِ دُولِ بَعضِ البُلدانسَتَدُوسكَ سَنابَكُ الخَيلِأَو يَقطعُ رأسَكَ حَدُّ سَّيفٍبيد سيّاف مجذومأَو يتهشَّمُ رأسُكَبِطلقَةٍ والصوتُ مكتومأَو مِن بندقيةِ قَناصٍ أَجِـرهمَعلــومانكفأتُ عَلَى نَفسِي وَضَمَمتُ كَفِّـيَّ إِلى صَدرِيمَذهولاً حَزنانبَعْدَ أَنْ سَمِعتمِا أنبئني بهِ العَرَّافُكتبت فجر الأربعاء 10 حزيران / يونيو 2020 ......
#هَلْ
#بالغَ
#العَرَّافُ
#بِخُطُوطِ
#الكَفِّ
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=680676
#الحوار_المتمدن
#يحيى_غازي_الأميري بِتمعُّنٍ قَرأَ العَرَّافُمَا وَجَدَ مِنْ أَخباريفِي خارِطَةِ خطوطِ الكَفِّوَبَعْدَ أَن هَزَ رَأسهُ، وأَطبق عَينيَّه،يتأمل ما خفي وما علمولزمَ الصَّمتُ برهةً،ثُمُّ فَتَحَ عَينيه وَقالَ:سَأَكونُ مَعَكَ صَريحاًاِستَعدْ وَلا تجفِلْ،فَقادمُ الأَيامِ مُخيفٌسَيكون المَوتُ للجَميعِ لصيقسَتستمرُّ الريحُ عاصفةًوَسَتتغَّيرُ الفصُولُ سَريعاًوَتَخلعُ الأَفاعِي جلودهاوَإلى جحورها تَعود.سَتُطِيحُ الريحُ بأَبراجٍ عَاتيةٍ، تُسقِطُهاكَما سَقَطت فِي مَكَّة الأَصنامسَيتهاوى عَهدُ رؤوسِ اللصوصِ،وَسراقُ خَزائن بيتِ المالِ، وَمالُ الأَيتام، وسَتَلعَنهُمْ إِلى يَومِ الدِّينأَرواحُ الضَّحايا وَ بُكاءُ الثَّكالى وَ دُموعُ السَّبايااِحذرْ مِنْ ركوبِ المَوجِ،فجَوفُ الليلِ سَيبتَلعُ القَمروَهَذا نَذِيرُ وَشُؤمٌوَفيه الكَثيرُ مِنْ الضَّرر،سَتأتي أَيامٌ سَودٌيَشحُ فِيها المالُ والجُـودوَيَزدادُ فِيها القَلقُ وَالإملاق،تَوَقفْ عَنْ الجريِّ وَراء السَّراب،فَهو فِي النِّهايةِ سَرابٌوليس هناك من شيءٍ وراء البابلا تُصدقْ حَتَّى لَوْ ذَرَّفَأَلفُ تِمساح دَمعَــهفَقَد أَزكَموا الأُنُوفَبِقًبحِ روائحِهموَنَفَّرتهم النُّفوسلِتقديسهم الفلوس.قنديلُ قَلبِكَ يُرشدكَ للخلَّاصِ.فَهوَ يَعرفُ جيداً الحَق مِن الباطِل.سَيَستَمرُّ حديثُ الزُّورِ وَالزَّيفِوَتَقاذف التُّهم، وبالنفاق ملفوفوَفَرض القيود حَدَّ النزاعِ وَالاختناق.كُلُ شيءٍ بالمخاطرِ مَحفُوفهُنالكَ بَصيصُ ضَوءٍ فِي نِهايةِ النَّفَق.كَثيرةٌ هِي الأَلغامُ فِي الطَّرِيقالذِئابُ حَول الثُّغورِ تَطوفسَيعلو صَوتُ قَرعِ الطُّبولِ،وَالصُنوجِ وَالدُّفوفوَصَليلِ السّيوف،فَبابُ الحربِ مَفتوحلنزيفِ دَمِ ضَحايا جُدُد.اِحتَرِس ؛ وَلَكِنْمِنَ العَيبِ أَنْ تَبقى سَاكِناًأَو عَلَى الرَصيفِ نائماًتَنتظِرُ مَكرمةً أو فُرصةًمِمَّنْ لا مَكارمَ عِندَهإِيَّاكَ أَنْ يَتَلبَّسكَ الخَوفوتبقى تتعثر خَلفَ الرَّكبِ خائرا أو حَائراأَو مزرُوعاً بالحَقلِ كَخَيالِ مآتـة فِي حقلٍ لا حَياةَ فِيهمَنزُوعَاً مِنَ الوِجدانِ،كَقَادَةِ دُولِ بَعضِ البُلدانسَتَدُوسكَ سَنابَكُ الخَيلِأَو يَقطعُ رأسَكَ حَدُّ سَّيفٍبيد سيّاف مجذومأَو يتهشَّمُ رأسُكَبِطلقَةٍ والصوتُ مكتومأَو مِن بندقيةِ قَناصٍ أَجِـرهمَعلــومانكفأتُ عَلَى نَفسِي وَضَمَمتُ كَفِّـيَّ إِلى صَدرِيمَذهولاً حَزنانبَعْدَ أَنْ سَمِعتمِا أنبئني بهِ العَرَّافُكتبت فجر الأربعاء 10 حزيران / يونيو 2020 ......
#هَلْ
#بالغَ
#العَرَّافُ
#بِخُطُوطِ
#الكَفِّ
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=680676
الحوار المتمدن
يحيى غازي الأميري - هَلْ بالغَ العَرَّافُ بِخُطُوطِ الكَفِّ
مشعل يسار : منظمة الصحة العالمية تدعو جميع دول العالم إلى الكف عن فرض الحجر الصحي بعد الآن
#الحوار_المتمدن
#مشعل_يسار في ضوء نصيحة ممثلة منظمة الصحة العالمية إيمان الشنقيطي للبنان بفرض الحجر الصحي في أرجاء البلاد مجدداً وإغلاق كل المؤسسات باستثناء المطار الدولي، يجدر القول إن منظمة الصحة العالمية وجهت أخيرا نداءً مذهلاً للعالم. فقد دعت إلى الكف عن فرض الحجر الصحي بعد اليوم بسبب فيروس كورونا ، رغم أنها سبق أن طلبت في وقت سابق عكس ذلك.لقد أثار وباء الفيروس التاجي بعض الشكوك في شأن توصيات منظمة الصحة العالمية التي كان اعتاد الجنس البشري الاستماع إليها. لذلك ، في بداية الوباء ، عندما كان من شأن إغلاق الحدود مع الصين أن يؤدي إلى لجم حجم المأساة بشكل كبير (أو جعلها محلية بالكامل) ، حث مسؤولو منظمة الصحة العالمية بنشاط على عدم القيام بذلك ، وعلى السماح للسياح من الصين بالسفر إلى جميع البلدان وعدم إثارة "اللامساواة". مع ذلك أغلقت الحدود ، ولكن عندما كان الوباء قد بدأ في الانتشار حول العالم. إذذاك أدركت منظمة الصحة العالمية صحة إغلاق الحدود. لكن بعد ذلك بعدة أشهر ، أكد خبراء منظمة الصحة العالمية أن الأشخاص الأصحاء لا يحتاجون إلى أقنعة طبية. وعندما تم إثبات العكس (وأصيب الملايين مجدداً بسبب خطأ التوصيات الأولية) ، نصحت منظمة الصحة العالمية الجميع مرة أخرى بارتداء الأقنعة دون استثناء.نصحت منظمة الصحة العالمية جميع دول العالم تقريبًا لفترة طويلة بالإغلاق وفرض الحجر الصحي الصارم ، وكان من المفترض أن يخفف هذا من تطور الوباء. والآن أعلنت رئيسة علماء الأوبئة في المنظمة ، ماريا فان كيركوف ، عدم مقبولية الحجر الصحي خلال الموجة الثانية وجميع الموجات اللاحقة من COVID-19.اتضح أن العواقب الاقتصادية للحجر الصحي مخيفة وتتجاوز بكثير المكاسب الطبية المفترضة. وثانيًا ، وفقًا لنفس الخبراء ، يعتبر ارتداء الأقنعة ومراعاة المسافة الاجتماعية كافياً تمامًا لدرء هذا الوباء.حتى رئيس الأمم المتحدة ، أنطونيو غوتيريش ، وصف إغلاق المدارس أثناء الحجر الصحي بأنه "كارثة للأجيال". غني عن البيان أن مئات الآلاف من الأورام السرطانية المهملة والنوبات القلبية والسكتات الدماغية وعواقب الخمول البدني على الأطفال والمتقاعدين والاضطراب في علاج مئات الأمراض الخطيرة والاكتئاب والضغط والبطالة والفوضى والصراعات الاجتماعية وما شابه ذلك، سيتعين علينا التعامل معها لسنوات طويلة بعد انتهاء الوباء.في ضوء ما سبق، هل يمكن استنتاج أن الشنقيطي هي التي نصحت وزير الصحة اللبناني حمد حسن بفرض الحجر مجدداً في لبنان، أم أنه كان هو من نصحها بناء على أوامر من القيادة العليا بأن يجعلها تنصحه بهذا الحجر الذي أقرته الحكومة لمدة أسبوعين لأن الحكومة لا تقوى على معالجة أية مشاكل حقيقية من تلك التي انهالت على البلاد في الأشهر الأخيرة ابتداء من رفض الأميركي عقد مؤتمر سيدر الأخير والكف عن مساعدة لبنان المبذر لأية مساعدات، مرورا بتهريب العملة الصعبة وحجز البنوك اللبنانية لودائع المواطنين خلافا لأي قانون وعرف وضمير، وبخفض قيمة الليرة اللبنانية خفضا رهيباً، وانتهاء بتفجير مرفإ بيروت وقتل عدد من أهلها وتدمير نصف مبانيها؟ ......
#منظمة
#الصحة
#العالمية
#تدعو
#جميع
#العالم
#الكف
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=689063
#الحوار_المتمدن
#مشعل_يسار في ضوء نصيحة ممثلة منظمة الصحة العالمية إيمان الشنقيطي للبنان بفرض الحجر الصحي في أرجاء البلاد مجدداً وإغلاق كل المؤسسات باستثناء المطار الدولي، يجدر القول إن منظمة الصحة العالمية وجهت أخيرا نداءً مذهلاً للعالم. فقد دعت إلى الكف عن فرض الحجر الصحي بعد اليوم بسبب فيروس كورونا ، رغم أنها سبق أن طلبت في وقت سابق عكس ذلك.لقد أثار وباء الفيروس التاجي بعض الشكوك في شأن توصيات منظمة الصحة العالمية التي كان اعتاد الجنس البشري الاستماع إليها. لذلك ، في بداية الوباء ، عندما كان من شأن إغلاق الحدود مع الصين أن يؤدي إلى لجم حجم المأساة بشكل كبير (أو جعلها محلية بالكامل) ، حث مسؤولو منظمة الصحة العالمية بنشاط على عدم القيام بذلك ، وعلى السماح للسياح من الصين بالسفر إلى جميع البلدان وعدم إثارة "اللامساواة". مع ذلك أغلقت الحدود ، ولكن عندما كان الوباء قد بدأ في الانتشار حول العالم. إذذاك أدركت منظمة الصحة العالمية صحة إغلاق الحدود. لكن بعد ذلك بعدة أشهر ، أكد خبراء منظمة الصحة العالمية أن الأشخاص الأصحاء لا يحتاجون إلى أقنعة طبية. وعندما تم إثبات العكس (وأصيب الملايين مجدداً بسبب خطأ التوصيات الأولية) ، نصحت منظمة الصحة العالمية الجميع مرة أخرى بارتداء الأقنعة دون استثناء.نصحت منظمة الصحة العالمية جميع دول العالم تقريبًا لفترة طويلة بالإغلاق وفرض الحجر الصحي الصارم ، وكان من المفترض أن يخفف هذا من تطور الوباء. والآن أعلنت رئيسة علماء الأوبئة في المنظمة ، ماريا فان كيركوف ، عدم مقبولية الحجر الصحي خلال الموجة الثانية وجميع الموجات اللاحقة من COVID-19.اتضح أن العواقب الاقتصادية للحجر الصحي مخيفة وتتجاوز بكثير المكاسب الطبية المفترضة. وثانيًا ، وفقًا لنفس الخبراء ، يعتبر ارتداء الأقنعة ومراعاة المسافة الاجتماعية كافياً تمامًا لدرء هذا الوباء.حتى رئيس الأمم المتحدة ، أنطونيو غوتيريش ، وصف إغلاق المدارس أثناء الحجر الصحي بأنه "كارثة للأجيال". غني عن البيان أن مئات الآلاف من الأورام السرطانية المهملة والنوبات القلبية والسكتات الدماغية وعواقب الخمول البدني على الأطفال والمتقاعدين والاضطراب في علاج مئات الأمراض الخطيرة والاكتئاب والضغط والبطالة والفوضى والصراعات الاجتماعية وما شابه ذلك، سيتعين علينا التعامل معها لسنوات طويلة بعد انتهاء الوباء.في ضوء ما سبق، هل يمكن استنتاج أن الشنقيطي هي التي نصحت وزير الصحة اللبناني حمد حسن بفرض الحجر مجدداً في لبنان، أم أنه كان هو من نصحها بناء على أوامر من القيادة العليا بأن يجعلها تنصحه بهذا الحجر الذي أقرته الحكومة لمدة أسبوعين لأن الحكومة لا تقوى على معالجة أية مشاكل حقيقية من تلك التي انهالت على البلاد في الأشهر الأخيرة ابتداء من رفض الأميركي عقد مؤتمر سيدر الأخير والكف عن مساعدة لبنان المبذر لأية مساعدات، مرورا بتهريب العملة الصعبة وحجز البنوك اللبنانية لودائع المواطنين خلافا لأي قانون وعرف وضمير، وبخفض قيمة الليرة اللبنانية خفضا رهيباً، وانتهاء بتفجير مرفإ بيروت وقتل عدد من أهلها وتدمير نصف مبانيها؟ ......
#منظمة
#الصحة
#العالمية
#تدعو
#جميع
#العالم
#الكف
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=689063
الحوار المتمدن
مشعل يسار - منظمة الصحة العالمية تدعو جميع دول العالم إلى الكف عن فرض الحجر الصحي بعد الآن
يَحيَى غَازِي الأَمِيرِيّ : خَطُّ الحُبِّ فِي الكَفِّ
#الحوار_المتمدن
#يَحيَى_غَازِي_الأَمِيرِيّ فِي جَلسةِ ودٍ عائليةٍ، وَنحنُ فِي غمرةِ حديثٍ عميقٍ عَنْ المَشاعرِ وَالأحاسِيس الوجدانيَّة، أنبعثَ مِنْ التلفاز، صَوت مَلائكي سَاحر، بموسيقى تَخلبُ الأَلباب، لِمشهدٍ مِنْ فيلم (قَلبِي دَليلي) إنها الفنانة الفاتنة - ليلى مُراد - بأغنية (أَنا قَلبِي دَليلي قال لِي هتحبي) التَزَمنا الصَّمت، محدقين بالتلفاز.صَوتٌ فِي داخليّ يَتحدث: يَا لهذا الصَّوت المُبهر وَيا لروعةِ الكلماتِ المشحُونةِ بالعاطفةِ وَالمَشهد الراقص البَديع الذي جاء مُتزامناً مع حَديثِ جلستنا. مَعِ كلماتِ الأغنيةِ العذبةِ، أبحرتُ فِي بحرِعَينيها، جاءنِي الرَّدُّ صَاعقاً كما البَرق، ألتمعتْ وَأَبرقتْ بوَمضَةٍ خَاطِفةٍ عيوننا مَعاً بِمراسيلِ الودِّ وَالهوى، طوالَ اللقاء كانتْ عيوننا تتراسل بسهامِ اللوعة، وَبالهَمسِ وَالإيحاءِ أَحياناً، فقد جاءتْ الأغنية كضَربةِ حظٍ لتوقظ الوَجدِ.طالتْ الجلسة العاصفة بتبادلِ سهامِ الغرام ، أستاذنتُ الاِنصراف، رافقتني مودعة لبابِ الدارِ، صافحتها مودعاً هامساً بإذنها سألتقيك قريباً، اِحمرتْ وَجنتاها، وإزدادت بهاءً وأنا ارقبهما عَنْ قربٍ عَلَى نورِ القَمرِ المُنير ، فيما أرتجفَ فؤادي بنشوةٍ، أقشعرَ لَها البدن.إنها ليست المرة الأَولى التي أزورهم فيها، فهم أَقاربي وَعلاقة حَميمية ودودة شفافة تربطنا معاً، وباستمرار، كنتُ أزورهم وأتحدث معها، لكنْ هذه المرة حدث شيء أخر!أيقن القلب سريعاً وأشار ليّ إنها تبادلك نفس الود وذات الهوى، شعرتُ وقتذاك كأنما اطاحتْ بي الريح ببحرِ هواها. بَعْدَ بِضعَةِ أَيامٍ مِنْ هذا اللِّقاءِ العاصِفِ بنظراتِ الوَجدِ، كنتُ أجلسُ وحيداً فِي مَحلِ (والدي) للصياغة - صياغة الذهب والفضة - فقد غادر (والدي) للتو المحل متوجها للبيت ، كانَ صوتُ مؤذنُ الجامع مِنْ مكبراتِ الصوتِ يملأ المكانَ فاليومَ هو ظُهرُ الجمعة، بابُ المَحلِّ مفتوحاً نصف فتحة، الجَو ربيعي، كنتُ مهموماً شارِدَ الذِّهن، رأسِي يَضجُ حدّ الوَجَعِ بِصِراعِ الضِّدانِ (الحَرب وَالحُب) أفكاري مُضطربة مُشَتتة فِي مَتاهاتٍ عَديدةٍ، فالخوف من رجال الأمن (عسس السلطان) وكتبة التقارير الوشات، يغرسُ أَنيابه الذئبية عميقاً ببدنِي لا يفارقني لحظة ، وَنيران الحَرب مستعرة عَلِى أشدها فتكاً بالأرواح، وَإحتمال نقلي لأحدى جبهاتِ القتالِ غداً، فِيما كانتْ لقطات اللِّقاء البَهيج الأَخير لَمْ تبارَحْ تَفكيريّ. حَدَثٌ مفاجيء غَير مُتوقَّع كَمَا الحُلم، امرأة كحيلة العَينينِ، مَمشوقةَ القوامِ وَالقَدِ، تَدخلَ المَحل... تُباغتني بكلامٍ ناعِسٍ مَعسولٍ، لَمْ أعتد سَماعه سابقاً مُطلقاً.- طابَ يَومُك، أَيها العاشِق المَهمُوم! - هَلْ أقرأ لكَ طالعك؟ فقتُ مَذهولاً لصِيغةِ سَلامها وَغرابةِ طَلَبها... أطلتُ النَّظرَ مسحوراً مفتوناً بقوامِها المَمشُوقِ وَغَنجِ صَوتِها، وَعِطرها الزَّكيّ الذي فاحَ وَمَلأ المَكان. لَمْ أكنْ اؤمن بالعرافين وَقرّاء الطالع بالكفِ أو الفنجان أوبخطوطِ ضَربِ الرَّمل. - وَكَيفَ ستقرأين طالعي؟سألتها.- بثقةٍ أَجابتْ : بخطوطِ كفكَ أو بخطوطِ الرمل. - سَأقرأُ ما خَبَّأ الحَظُّ لكَ، أَكشف المَجهول وَخفايا القدر!بَعْدَ بُرهةٍ مِنْ الاِرتباكِ وَالتَرددِ وَالحَيرة... وَأنا مَفتُون بحدِيثها المَلِيح الفَصِّيح، أشرتُ لها برأسي علامة الموافقة وَالرضا.عَدَّلتُ مِنْ جَلستِي، جَلستُ فِي مَكانٍ مُناسبٍ، وَجَلَستْ هي قريبة أمَامِي.بصوتٍ واثقٍ طلبتْ مني أَن أبسطَ كَف يدي اليَمين.بسطتُ كف يدي اليمين سريعاً، كأني أسير صو ......
#خَطُّ
#الحُبِّ
#الكَفِّ
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=751091
#الحوار_المتمدن
#يَحيَى_غَازِي_الأَمِيرِيّ فِي جَلسةِ ودٍ عائليةٍ، وَنحنُ فِي غمرةِ حديثٍ عميقٍ عَنْ المَشاعرِ وَالأحاسِيس الوجدانيَّة، أنبعثَ مِنْ التلفاز، صَوت مَلائكي سَاحر، بموسيقى تَخلبُ الأَلباب، لِمشهدٍ مِنْ فيلم (قَلبِي دَليلي) إنها الفنانة الفاتنة - ليلى مُراد - بأغنية (أَنا قَلبِي دَليلي قال لِي هتحبي) التَزَمنا الصَّمت، محدقين بالتلفاز.صَوتٌ فِي داخليّ يَتحدث: يَا لهذا الصَّوت المُبهر وَيا لروعةِ الكلماتِ المشحُونةِ بالعاطفةِ وَالمَشهد الراقص البَديع الذي جاء مُتزامناً مع حَديثِ جلستنا. مَعِ كلماتِ الأغنيةِ العذبةِ، أبحرتُ فِي بحرِعَينيها، جاءنِي الرَّدُّ صَاعقاً كما البَرق، ألتمعتْ وَأَبرقتْ بوَمضَةٍ خَاطِفةٍ عيوننا مَعاً بِمراسيلِ الودِّ وَالهوى، طوالَ اللقاء كانتْ عيوننا تتراسل بسهامِ اللوعة، وَبالهَمسِ وَالإيحاءِ أَحياناً، فقد جاءتْ الأغنية كضَربةِ حظٍ لتوقظ الوَجدِ.طالتْ الجلسة العاصفة بتبادلِ سهامِ الغرام ، أستاذنتُ الاِنصراف، رافقتني مودعة لبابِ الدارِ، صافحتها مودعاً هامساً بإذنها سألتقيك قريباً، اِحمرتْ وَجنتاها، وإزدادت بهاءً وأنا ارقبهما عَنْ قربٍ عَلَى نورِ القَمرِ المُنير ، فيما أرتجفَ فؤادي بنشوةٍ، أقشعرَ لَها البدن.إنها ليست المرة الأَولى التي أزورهم فيها، فهم أَقاربي وَعلاقة حَميمية ودودة شفافة تربطنا معاً، وباستمرار، كنتُ أزورهم وأتحدث معها، لكنْ هذه المرة حدث شيء أخر!أيقن القلب سريعاً وأشار ليّ إنها تبادلك نفس الود وذات الهوى، شعرتُ وقتذاك كأنما اطاحتْ بي الريح ببحرِ هواها. بَعْدَ بِضعَةِ أَيامٍ مِنْ هذا اللِّقاءِ العاصِفِ بنظراتِ الوَجدِ، كنتُ أجلسُ وحيداً فِي مَحلِ (والدي) للصياغة - صياغة الذهب والفضة - فقد غادر (والدي) للتو المحل متوجها للبيت ، كانَ صوتُ مؤذنُ الجامع مِنْ مكبراتِ الصوتِ يملأ المكانَ فاليومَ هو ظُهرُ الجمعة، بابُ المَحلِّ مفتوحاً نصف فتحة، الجَو ربيعي، كنتُ مهموماً شارِدَ الذِّهن، رأسِي يَضجُ حدّ الوَجَعِ بِصِراعِ الضِّدانِ (الحَرب وَالحُب) أفكاري مُضطربة مُشَتتة فِي مَتاهاتٍ عَديدةٍ، فالخوف من رجال الأمن (عسس السلطان) وكتبة التقارير الوشات، يغرسُ أَنيابه الذئبية عميقاً ببدنِي لا يفارقني لحظة ، وَنيران الحَرب مستعرة عَلِى أشدها فتكاً بالأرواح، وَإحتمال نقلي لأحدى جبهاتِ القتالِ غداً، فِيما كانتْ لقطات اللِّقاء البَهيج الأَخير لَمْ تبارَحْ تَفكيريّ. حَدَثٌ مفاجيء غَير مُتوقَّع كَمَا الحُلم، امرأة كحيلة العَينينِ، مَمشوقةَ القوامِ وَالقَدِ، تَدخلَ المَحل... تُباغتني بكلامٍ ناعِسٍ مَعسولٍ، لَمْ أعتد سَماعه سابقاً مُطلقاً.- طابَ يَومُك، أَيها العاشِق المَهمُوم! - هَلْ أقرأ لكَ طالعك؟ فقتُ مَذهولاً لصِيغةِ سَلامها وَغرابةِ طَلَبها... أطلتُ النَّظرَ مسحوراً مفتوناً بقوامِها المَمشُوقِ وَغَنجِ صَوتِها، وَعِطرها الزَّكيّ الذي فاحَ وَمَلأ المَكان. لَمْ أكنْ اؤمن بالعرافين وَقرّاء الطالع بالكفِ أو الفنجان أوبخطوطِ ضَربِ الرَّمل. - وَكَيفَ ستقرأين طالعي؟سألتها.- بثقةٍ أَجابتْ : بخطوطِ كفكَ أو بخطوطِ الرمل. - سَأقرأُ ما خَبَّأ الحَظُّ لكَ، أَكشف المَجهول وَخفايا القدر!بَعْدَ بُرهةٍ مِنْ الاِرتباكِ وَالتَرددِ وَالحَيرة... وَأنا مَفتُون بحدِيثها المَلِيح الفَصِّيح، أشرتُ لها برأسي علامة الموافقة وَالرضا.عَدَّلتُ مِنْ جَلستِي، جَلستُ فِي مَكانٍ مُناسبٍ، وَجَلَستْ هي قريبة أمَامِي.بصوتٍ واثقٍ طلبتْ مني أَن أبسطَ كَف يدي اليَمين.بسطتُ كف يدي اليمين سريعاً، كأني أسير صو ......
#خَطُّ
#الحُبِّ
#الكَفِّ
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=751091
الحوار المتمدن
يَحيَى غَازِي الأَمِيرِيّ - خَطُّ الحُبِّ فِي الكَفِّ
راتب شعبو : الحرية هي ملمس الياسمين على باطن الكف
#الحوار_المتمدن
#راتب_شعبو حين خرجت من السجن، كانت الحرية بالنسبة لي قد تضاءلت حتى صارت تعادل الأمان، أن لا أخاف من تعذيب ممكن في أي وقت، وأن لا أجوع، وبالتأكيد أن لا أكون محجوزاً وراء باب مقفل. ذلك أني خرجت إلى "الحرية" من سجن تدمر مباشرة. وكانت تتزين ضفاف هذا المعنى الضئيل للحرية، بصور ضبابية غامضة لإمكانيات ملامسة بعض المتع الحسية المفقودة في السجن. ربما كان يمكنني في ذلك الوقت، أن أتكلم طويلاً عن معنى عميق للحرية، وعن أبعاد واسعة لها، عن أفكار وآفاق وتصورات ... الخ، ولكن ما كان يذهب إليه عقلي في الكلام عن الحرية، كان مستقلاً بشكل تام تقريباً عن الحرية التي فرحت بها حين خرجت من السجن. حينها كانت الحرية، بالنسبة لي، هي أن لا يكون هناك تفقد يومي نصطف فيه خمسة خمسة، وجوهنا إلى الحائط ورؤوسنا في الأرض، ونحن نشعر بامتلاء المكان بالعناصر المنتشرة حولنا والمشحونة بالعداء، فيغدو الوقت هو ترقب الضرب والشتم. كانت الحرية حينها أن تسقط من رأسك التهديد الدائم بالتفتيش وما يستجر عليك من احتمالات، وأن لا تسمع جرّة الحديدة على أرض الباحة وما يعنيه هذا الصوت من احتمالات الشر، وأن تتحرر من واجب الحراسة الليلية في المهجع ومن قلق ما يمكن أن تخبئ لك ساعتاها الثقيلتان من مفاجآت مرعبة. كانت الحرية هي أن تستطيع أن تذهب إلى الحمام حين تلح عليك الحاجة. الحرية، للخارج من سجن تدمر، هي الماء الدافئ، هي الشاي الساخن، هي المرقة الحمراء الدسمة، هي المشبك والعوامة والقطر، هي المكسرات المملحة، هي التين اليابس والتمر والحلاوة الوافرة. هي اللباس الجديد الملون والفراش الدافئ. هي أن ترى وجهك في المرآة، وتحلق ذقنك بمعجون حلاقة وشفرة.لم تكن الحرية، بالنسبة لي حينها، تتعدى كثيراً أن تمشي وأنت تنظر أمامك لا بين قدميك، أن تستطيع أن ترى مشية طبيعية لإنسان، أو مجرد أن ترى كيف يبدو من الخارج المكان الذي أنت فيه. أن تستطيع أن تختار ما تأكل، مهما كانت الخيارات محدودة. أن تنام حين تشاء وتستيقظ حين تشاء، وأن تتقلب في نومك كما تشاء دون خوف من أن تزحل الطماشة عن عينيك أو من أن يلحظ حركتك الشرطي من خلال الشراقة.كانت الحرية هي أن تكون وحيداً مع نفسك في منأى عن العيون. في بداية اعتقالي رأيت سجيناً يغمر نفسه بشرشف وهو جالس. حينها لم أفهم هذا السلوك إلا كنوع من الخلل الشخصي، ثم فهمت إنه وسيلة لمعالجة الخلل الأكبر الذي يفرضه السجن على المسجون والمتمثل في جعل المسجون تحت النظر طوال الوقت، في يقظته كما في نومه، دون أن يسمح بأي قدر من العزلة الشخصية. ومن ناحية أخرى قد يكون السجن حالة معاكسة بالكامل، فيفرض العزلة التامة، كما يكون حين يوضع المسجون في منفردة. لا شيء طبيعياً في السجن.كما كان سجن تدمر غموضاً ينطوي على شتى صنوف القلق والترقب والتوقعات المخيفة، كانت الحرية، للخارج من هذا السجن، غامضة أيضاً ولكنه غموض ينطوي على احتمالات لطيفة وممتعة، أو على الأقل خالية من الألم. من هذه الاحتمالات اللطيفة التي يمكن أن تخبئها لك الحرية مثلاً، إنه عقب الإفراج عني، وأنا هزيل حليق الشعر شاحب الوجه، وبينما كنت أودع بعض الزوار الذي جاؤوا لرؤيتي، ربما بدافع الفضول أكثر من أي شيء آخر، اقتربت مني امرأة من بينهم، تأملتني بابتسامة هادئة، قبل أن تدس في يدي شيئاً ناعم الملمس، وتقول، وهي تحافظ على ابتسامتها: "أهلا وسهلا برجعتك"، وتتابع سيرها مع جملة الزوار الذاهبين. كان ما وضعته في يدي بضع زهور من الياسمين قطفتها ولا شك من الياسمينة الكبيرة التي كانت تغطي الحائط الجنوبي لبيتنا. كنت بالكاد أعرف هذه المرأة قبل اعتقالي، ولم يصدف أن رأي ......
#الحرية
#ملمس
#الياسمين
#باطن
#الكف
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=756321
#الحوار_المتمدن
#راتب_شعبو حين خرجت من السجن، كانت الحرية بالنسبة لي قد تضاءلت حتى صارت تعادل الأمان، أن لا أخاف من تعذيب ممكن في أي وقت، وأن لا أجوع، وبالتأكيد أن لا أكون محجوزاً وراء باب مقفل. ذلك أني خرجت إلى "الحرية" من سجن تدمر مباشرة. وكانت تتزين ضفاف هذا المعنى الضئيل للحرية، بصور ضبابية غامضة لإمكانيات ملامسة بعض المتع الحسية المفقودة في السجن. ربما كان يمكنني في ذلك الوقت، أن أتكلم طويلاً عن معنى عميق للحرية، وعن أبعاد واسعة لها، عن أفكار وآفاق وتصورات ... الخ، ولكن ما كان يذهب إليه عقلي في الكلام عن الحرية، كان مستقلاً بشكل تام تقريباً عن الحرية التي فرحت بها حين خرجت من السجن. حينها كانت الحرية، بالنسبة لي، هي أن لا يكون هناك تفقد يومي نصطف فيه خمسة خمسة، وجوهنا إلى الحائط ورؤوسنا في الأرض، ونحن نشعر بامتلاء المكان بالعناصر المنتشرة حولنا والمشحونة بالعداء، فيغدو الوقت هو ترقب الضرب والشتم. كانت الحرية حينها أن تسقط من رأسك التهديد الدائم بالتفتيش وما يستجر عليك من احتمالات، وأن لا تسمع جرّة الحديدة على أرض الباحة وما يعنيه هذا الصوت من احتمالات الشر، وأن تتحرر من واجب الحراسة الليلية في المهجع ومن قلق ما يمكن أن تخبئ لك ساعتاها الثقيلتان من مفاجآت مرعبة. كانت الحرية هي أن تستطيع أن تذهب إلى الحمام حين تلح عليك الحاجة. الحرية، للخارج من سجن تدمر، هي الماء الدافئ، هي الشاي الساخن، هي المرقة الحمراء الدسمة، هي المشبك والعوامة والقطر، هي المكسرات المملحة، هي التين اليابس والتمر والحلاوة الوافرة. هي اللباس الجديد الملون والفراش الدافئ. هي أن ترى وجهك في المرآة، وتحلق ذقنك بمعجون حلاقة وشفرة.لم تكن الحرية، بالنسبة لي حينها، تتعدى كثيراً أن تمشي وأنت تنظر أمامك لا بين قدميك، أن تستطيع أن ترى مشية طبيعية لإنسان، أو مجرد أن ترى كيف يبدو من الخارج المكان الذي أنت فيه. أن تستطيع أن تختار ما تأكل، مهما كانت الخيارات محدودة. أن تنام حين تشاء وتستيقظ حين تشاء، وأن تتقلب في نومك كما تشاء دون خوف من أن تزحل الطماشة عن عينيك أو من أن يلحظ حركتك الشرطي من خلال الشراقة.كانت الحرية هي أن تكون وحيداً مع نفسك في منأى عن العيون. في بداية اعتقالي رأيت سجيناً يغمر نفسه بشرشف وهو جالس. حينها لم أفهم هذا السلوك إلا كنوع من الخلل الشخصي، ثم فهمت إنه وسيلة لمعالجة الخلل الأكبر الذي يفرضه السجن على المسجون والمتمثل في جعل المسجون تحت النظر طوال الوقت، في يقظته كما في نومه، دون أن يسمح بأي قدر من العزلة الشخصية. ومن ناحية أخرى قد يكون السجن حالة معاكسة بالكامل، فيفرض العزلة التامة، كما يكون حين يوضع المسجون في منفردة. لا شيء طبيعياً في السجن.كما كان سجن تدمر غموضاً ينطوي على شتى صنوف القلق والترقب والتوقعات المخيفة، كانت الحرية، للخارج من هذا السجن، غامضة أيضاً ولكنه غموض ينطوي على احتمالات لطيفة وممتعة، أو على الأقل خالية من الألم. من هذه الاحتمالات اللطيفة التي يمكن أن تخبئها لك الحرية مثلاً، إنه عقب الإفراج عني، وأنا هزيل حليق الشعر شاحب الوجه، وبينما كنت أودع بعض الزوار الذي جاؤوا لرؤيتي، ربما بدافع الفضول أكثر من أي شيء آخر، اقتربت مني امرأة من بينهم، تأملتني بابتسامة هادئة، قبل أن تدس في يدي شيئاً ناعم الملمس، وتقول، وهي تحافظ على ابتسامتها: "أهلا وسهلا برجعتك"، وتتابع سيرها مع جملة الزوار الذاهبين. كان ما وضعته في يدي بضع زهور من الياسمين قطفتها ولا شك من الياسمينة الكبيرة التي كانت تغطي الحائط الجنوبي لبيتنا. كنت بالكاد أعرف هذه المرأة قبل اعتقالي، ولم يصدف أن رأي ......
#الحرية
#ملمس
#الياسمين
#باطن
#الكف
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=756321
الحوار المتمدن
راتب شعبو - الحرية هي ملمس الياسمين على باطن الكف