الحوار المتمدن
3.07K subscribers
12 photos
94.8K links
الموقع الرسمي لمؤسسة الحوار المتمدن في التلغرام
Download Telegram
احمد الحمد المندلاوي : فلسفة غراب
#الحوار_المتمدن
#احمد_الحمد_المندلاوي #خرج كعادته كل صباح الى ثنايا المدينة المكتظة بالناس و ذات مبانٍ عالية في يوم ربيعي جميل؛ و لكن أفسده ضجيج المارين و أزيز العجلات و إنبعاث الغازات منها،حتى يشعر المرء أحياناً بالإختناق..السائرون ما بين من يهرع الى عمله ليباشر نهاراً جديداً،و من يؤوب الى منزله بعد سهر الليل في معمله ليطوي نهاره،و هكذا الناس في هرج و مرج مع نداء الباعة..و هو يحمل في جيبه قلماً و دفتراً متواضعاً ليسجل فيه ما يراه طريفاً يجلب انتباهه في المهجر وسط هذه المدينة الواسعة و الشاسعة و كأن ليس في الدنيا غيرها من المدن،ولا يعلم من لغتهم الا القليل لتدبير أموره اليومية فقط ...تبدو عليه علائم الغربة و الهجرة ،و هو يتأمل العودة الى بلاده مهما طال الزمن،وأن إشتعل الرأس شيباً فلابدّ من الإياب بانقشاع الغيمة السوداء و ببزوغ شمس الآمال،في تلك الربوع التي طالما تنفسنا من عبق نسيمها و ارتوينا من سلسبيل مائها إنه سفر الوجود و جنة الحنين ..سارت به الذاكرة الى سنين الوداد و الصفاء في تلك الديار ..دعني من هذا فما أقوله و أتذكره يسري في دمائي ليل نهار بلا توقف مسرى الحياة..وها نفتتح نهارنا هذا و لندون في هذا السجل البائس ما نراه مناسباً،قد يحاسبني إن لم أكتب فيه شيئاً فهذا زاده اليومي و لا لي صديق غيره في هذا المهجر الممل و الثقيل على القلب و الروح،و لكن ليس مفرٌّ من ذلك فهو المعبر الى السعادة ..إتكأ على اسطوانة في البهو فلاحظ أحد الوجوه و لكنه يبدو و كأنه غريب نوعمّا،إذاً قد يكون هو الوالج في ملاحظاتي هذا النهار،فإذا بنقطة سوداء برزت في أعلى جبهته كبرت النقطة شيئاً فشيئاً بحجم الجوزة فإذا بغراب أسود يخرج منها متجهاً بسرعة الى أحد الأشخاص ذي عيون جميلة اخذ ينقرهما بشدة يا للعجب و الشخص أخذ يفرك عينيه بشدّة بعدما أحس بان شيئاً غريباً داهمه،ولم يره..و لكنه يهشُّ شيئاً ما ، بدأ يتكلم مع نفسه:- ما هذا يا إلهي؟؟.. واصفر لونه؛وأصابه الغثيان لحظات و مضت بسرعة،و هو يسرع الخطى نحو أقرب مشفى للعلاج.و الغراب المشؤوم رجع الى وكره،ولكن بالمقلوب مقزِّماً نفسه حتى عاد حبّة سوداء ليدخل جحره ثانيةً،لمهمة جديدة بأمر من سيّده،و هو مبسمر في مكانه و علت وجهه صفرة، فاغراً فاهُ قليلاً ،وكأنَّه ينتظره إياب شيءٍ خرج منه،و ليتركا المكان معاً !!،و لكني علمتُ أنَّ ذاك الشيء هو الغراب الجوّال الذي أفسد على ذالك الشاب متعة التجوال في هذه العاصمة الجميلة.وما زال يتأمّل هذا المشهد و هو مُتكأ على تلك الاسطوانة المكسوة بقطع صغيرة من المرمر الداكن..و هو يهمهم مع نفسه المثقلة بأمور كثيرة.- أريد أن أتحدث مع هذا الرجل..و أخبره بما حدث،و لكن كيف يتم ذلك و لا أجيد لغته،كما هو لا يجيد لغتي العربية.غادر ذو الغراب المكان بتثاقل،و أنا قلتُ مع نفسي:- لا عليَّ الّا أن أدوّن في هذا الدفتر المتواضع ما شاهدت هذا الصباح،و لكل شيء تفسير،و تعبير!!.. سنة 2012م ......
#فلسفة
#غراب

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=753681