جورج منصور : حكاية لقائي مع غائب طعمة فرمان وزهير الجزائري في موسكو
#الحوار_المتمدن
#جورج_منصور في ربيع عام 1976 وصل الصديق، الكاتب والروائي زهير الجزائري الى موسكو بدعوة من اتحاد ادباء السوفييت، على ما اتذكر، ونزل في فندق روسيا بالساحة الحمراء. كان يومها من ارقى فنادق المدينة. زرته في الفندق، إذ كنتُ في السنة التحضيرية الأولى أدرس اللغة الروسية وموادا اخرى، تؤهلني للدراسة في احدى الجامعات في موسكو، التي كنت قد وصلتها في ايلول (سبتمبر) عام 1975.عندما ذهبتُ لزيارة زهير في الفندق، وجدته مرتبكاً وقلقاً، وهو يتحدث مع ادارة الفندق باللغة الانكليزية حول موضوع فقدانه محفظته، وفيها جوازه العراقي ووثائق وبعض النقود. في هذه الاثناء دخل الى باحة الفندق الروائي الكبير غائب طعمة فرمان، وهو في زيارة للقاء الكاتب والروائي زهيرالجزائري القادم من الوطن. وعندما علم غائب بفقدان جواز السفر اتصل حالا بالشرطة المحلية وأخبرهم بتفاصيل الحادث.في زاوية من باحة الفندق جلسنا، نحن الثلاثة، نتحدث عن موضوع الساعة الأهم، ألا وهو فقدان محفظة زهير وفيها جواز سفره وكل ما يحمله من وثائق ونقود. كان غائب يهدئ من روع زهير ويحاول ان يغير من مزاجه العكر ويمنحه الأمل، في ان اجهزة الشرطة جادة في البحث عن محفظته، ويطمأنه في انها سوف تعثرعليها.رغم كونه لقائي الأول مع الروائي الكبيرغائب طعمة فرمان (1927- 1990)، بعد ان كنت قد قرأت له وعنه وشاهدت مسرحية (النخلة والجيران) وهي من تأليفه، وما قاله جبرا ابراهيم جبرا عنه: "يكاد غائب طعمة فرمان الكاتب العراقي الوحيد الذي يرّكب أشخاصه واحداثه في رواياته تركيباً حقيقياً"، بيد أنني شعرت بتواضعه الجم وبطيبته ودفئه، وهو يتحدث بلهجة عراقية دارجة، وأحسست بمشاعره الأنسانية وحبه لمساعدة الآخرين.بادر غائب بالسؤال: ما الذي تنوي دراسته بعد السنة التحضيرية الأولى؟قلت: كنت انوي دراسة الصحافة، لكن المعهد الذي ادرس فيه الأن هو - كلية الطرق والسيارات والمعروف اختصارا (مادي)، تأسس في عام 1960، ومختص بتهيئة الطلبة للانتقال الى الجامعات في موسكو لدراسة الهندسة بجميع اختصاصاتها.قال: حسنا تفعل، اكملْ الهندسة، لان المهندس يمكنه ان يكون صحفياً، إلا ان الصحفي لا يمكنه ان يكون مهندساً.كنتُ يومها، قبل سفري الى موسكو، صحفياً ناشئاً، مراسلا لصحيفة "طريق الشعب" في اربيل، واكتب احياناً في "التأخي" و "ألف باء" و"الراصد" وبعض الصحف والمجلات التي تصدر في العراق. وهناك تعرفت الى زهير الذي جاءنا مرة الى بيتنا في عنكاوا ومكث عندنا يوم أو اكثر. ولهذه الزيارة بحد ذاتها حكاية بطعم آخر، سأكتب عنها في وقت لاحق.كانت نصيحة غائب طعمة فرمان، في محلها وشجعتني كثيرا على دراستي التخصصية في هندسة تكنولوجيا الطباعة ومزاولتي للصحافة في ذات الوقت.لم يمض على جلستنا في الفندق اكثر من ساعتين، وإذا بفتاة روسية جميلة ترتدي زي الشرطة، تدخل الى باحة الفندق وتتجه صوبنا. القت بالتحية وسألتْ عن زهير، ثم ناولته محفظته وطلبتْ منه ان يفحصها ليتأكد من سلامة محتوياتها.من شدة فرحه، احتار زهير، بالطريقة التي يتوجب عليه ان يقدم شكره وامتنانه لهذه الشرطية الشابة، وهو مندهش من السرعة القياسية التي عثرت فيها اجهزة الشرطة في موسكو على محفظته الثمينة.عندما غادرت الشرطية المهذبة باحة الفندق، شربنا، نحن الثلاثة، نخب اللقاء الجميل والمفقودات التي عثرت عليها الشرطة في موسكو: جواز السفر العراقي والمحفظة والوثائق والمبلغ الذي فيها. ......
#حكاية
#لقائي
#غائب
#طعمة
#فرمان
#وزهير
#الجزائري
#موسكو
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=697344
#الحوار_المتمدن
#جورج_منصور في ربيع عام 1976 وصل الصديق، الكاتب والروائي زهير الجزائري الى موسكو بدعوة من اتحاد ادباء السوفييت، على ما اتذكر، ونزل في فندق روسيا بالساحة الحمراء. كان يومها من ارقى فنادق المدينة. زرته في الفندق، إذ كنتُ في السنة التحضيرية الأولى أدرس اللغة الروسية وموادا اخرى، تؤهلني للدراسة في احدى الجامعات في موسكو، التي كنت قد وصلتها في ايلول (سبتمبر) عام 1975.عندما ذهبتُ لزيارة زهير في الفندق، وجدته مرتبكاً وقلقاً، وهو يتحدث مع ادارة الفندق باللغة الانكليزية حول موضوع فقدانه محفظته، وفيها جوازه العراقي ووثائق وبعض النقود. في هذه الاثناء دخل الى باحة الفندق الروائي الكبير غائب طعمة فرمان، وهو في زيارة للقاء الكاتب والروائي زهيرالجزائري القادم من الوطن. وعندما علم غائب بفقدان جواز السفر اتصل حالا بالشرطة المحلية وأخبرهم بتفاصيل الحادث.في زاوية من باحة الفندق جلسنا، نحن الثلاثة، نتحدث عن موضوع الساعة الأهم، ألا وهو فقدان محفظة زهير وفيها جواز سفره وكل ما يحمله من وثائق ونقود. كان غائب يهدئ من روع زهير ويحاول ان يغير من مزاجه العكر ويمنحه الأمل، في ان اجهزة الشرطة جادة في البحث عن محفظته، ويطمأنه في انها سوف تعثرعليها.رغم كونه لقائي الأول مع الروائي الكبيرغائب طعمة فرمان (1927- 1990)، بعد ان كنت قد قرأت له وعنه وشاهدت مسرحية (النخلة والجيران) وهي من تأليفه، وما قاله جبرا ابراهيم جبرا عنه: "يكاد غائب طعمة فرمان الكاتب العراقي الوحيد الذي يرّكب أشخاصه واحداثه في رواياته تركيباً حقيقياً"، بيد أنني شعرت بتواضعه الجم وبطيبته ودفئه، وهو يتحدث بلهجة عراقية دارجة، وأحسست بمشاعره الأنسانية وحبه لمساعدة الآخرين.بادر غائب بالسؤال: ما الذي تنوي دراسته بعد السنة التحضيرية الأولى؟قلت: كنت انوي دراسة الصحافة، لكن المعهد الذي ادرس فيه الأن هو - كلية الطرق والسيارات والمعروف اختصارا (مادي)، تأسس في عام 1960، ومختص بتهيئة الطلبة للانتقال الى الجامعات في موسكو لدراسة الهندسة بجميع اختصاصاتها.قال: حسنا تفعل، اكملْ الهندسة، لان المهندس يمكنه ان يكون صحفياً، إلا ان الصحفي لا يمكنه ان يكون مهندساً.كنتُ يومها، قبل سفري الى موسكو، صحفياً ناشئاً، مراسلا لصحيفة "طريق الشعب" في اربيل، واكتب احياناً في "التأخي" و "ألف باء" و"الراصد" وبعض الصحف والمجلات التي تصدر في العراق. وهناك تعرفت الى زهير الذي جاءنا مرة الى بيتنا في عنكاوا ومكث عندنا يوم أو اكثر. ولهذه الزيارة بحد ذاتها حكاية بطعم آخر، سأكتب عنها في وقت لاحق.كانت نصيحة غائب طعمة فرمان، في محلها وشجعتني كثيرا على دراستي التخصصية في هندسة تكنولوجيا الطباعة ومزاولتي للصحافة في ذات الوقت.لم يمض على جلستنا في الفندق اكثر من ساعتين، وإذا بفتاة روسية جميلة ترتدي زي الشرطة، تدخل الى باحة الفندق وتتجه صوبنا. القت بالتحية وسألتْ عن زهير، ثم ناولته محفظته وطلبتْ منه ان يفحصها ليتأكد من سلامة محتوياتها.من شدة فرحه، احتار زهير، بالطريقة التي يتوجب عليه ان يقدم شكره وامتنانه لهذه الشرطية الشابة، وهو مندهش من السرعة القياسية التي عثرت فيها اجهزة الشرطة في موسكو على محفظته الثمينة.عندما غادرت الشرطية المهذبة باحة الفندق، شربنا، نحن الثلاثة، نخب اللقاء الجميل والمفقودات التي عثرت عليها الشرطة في موسكو: جواز السفر العراقي والمحفظة والوثائق والمبلغ الذي فيها. ......
#حكاية
#لقائي
#غائب
#طعمة
#فرمان
#وزهير
#الجزائري
#موسكو
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=697344
الحوار المتمدن
جورج منصور - حكاية لقائي مع غائب طعمة فرمان وزهير الجزائري في موسكو
ريتا عودة : لحظةُ لقائي بكَ
#الحوار_المتمدن
#ريتا_عودة لحظةُ لقائيبكَ...كانتْ كلحظةِ لقاءِأم موسىبموسىبعدَ يأسٍ مَريروخواء،كلحظةِ لقاءِ يوسفب يعقوببعدَ رحلةِ عذابٍوبحثٍعن الذّات،ك لحظة انبثاقِ الفراشةمن الشرنقة...ك لحظة الرّفرفةقبلَ الطّيران،كلحظةِ ملامسةِ قطرةِندىلبتلةِ جُوريّة،ك لحظةِعودةِ جنديٍّ من الحربِمعطوبَ السّاقَيْنِمثقوبَ القلبِ...إلىحضنِ أمِّهِ.هيَ لحظةُالنظرِ من كُوَّةِالسجنِالوحيدةلمعانقة الشمس.هي لحظةُانبثاقِ صوتٍ من السّماءرفرف كاليمامِ فوق البحيرة:هذا هو ابني الحبيب،الذي بهِ سُرِرْتْ،بهِ افرحوا.هيَلحظةُ استعادةِالأمانالحنانالإنتماءأقواس قُزحالفَرَحوالإكتمال.#ريتا_عودة/حيفا27.6.2021 ......
#لحظةُ
#لقائي
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=723228
#الحوار_المتمدن
#ريتا_عودة لحظةُ لقائيبكَ...كانتْ كلحظةِ لقاءِأم موسىبموسىبعدَ يأسٍ مَريروخواء،كلحظةِ لقاءِ يوسفب يعقوببعدَ رحلةِ عذابٍوبحثٍعن الذّات،ك لحظة انبثاقِ الفراشةمن الشرنقة...ك لحظة الرّفرفةقبلَ الطّيران،كلحظةِ ملامسةِ قطرةِندىلبتلةِ جُوريّة،ك لحظةِعودةِ جنديٍّ من الحربِمعطوبَ السّاقَيْنِمثقوبَ القلبِ...إلىحضنِ أمِّهِ.هيَ لحظةُالنظرِ من كُوَّةِالسجنِالوحيدةلمعانقة الشمس.هي لحظةُانبثاقِ صوتٍ من السّماءرفرف كاليمامِ فوق البحيرة:هذا هو ابني الحبيب،الذي بهِ سُرِرْتْ،بهِ افرحوا.هيَلحظةُ استعادةِالأمانالحنانالإنتماءأقواس قُزحالفَرَحوالإكتمال.#ريتا_عودة/حيفا27.6.2021 ......
#لحظةُ
#لقائي
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=723228
الحوار المتمدن
ريتا عودة - لحظةُ لقائي بكَ
محمد حسين النجفي : لقائي مع نجيب محفوظ
#الحوار_المتمدن
#محمد_حسين_النجفي اضطررت لقضاء معظم أيام عام 1982 في مدينة الأسكندرية المصرية، عروس عروس البحر الأبيض المتوسط. المدينة الجميلة بعمارتها المتأثرة بالذوق والنكهة الإيطالية واليونانية، وبمناخها المعتدل صيفاً وشتاءً وبطيبة أهلها وبسعة شواطئها التي لا نهاية لها. كنت اعاني من ظروف صعبة جداً، احتضنني حينها مجموعة من الأصدقاء العراقيين والمصريين، بطريقة لا يمكن نسيانها. سكنت في عمارة "ستانلي" في شارع الجيش وهو شارع الكورنيش البحري. وعمارة ستانلي التي تشرف على البحر مشهورة جداً، لأنها متميزة في تصميمها ولونها الأحمر، ولأن مالكها هو الممثلة المصرية ماجدة (ماجدة السلمي). كان لديّ الكثير من الوقت اقضيه بمفردي خاصة في الصباح حينما يكون معظم الأصدقاء في أعمالهم. صنعت لنفسي برنامجاً يومياً. اركب سيارتي واذهب الى بائع صحف في محطة الرمل وسط البلد، اقلب بعض الكتب، واشتري بعض الصحف والمجلات، ثم اذهب الى عمارة ستانلي كي اركن العربية (السيارة)، واعبر شارع الكورنيش الى فندق سان جيوفاني لأجلس في المقهى الساحلي. المكان هادئ جداً حتى في صباحات أيام الصيف. اجلس وحيداً، عفواً لست وحيداً لأني بصحبة صحيفتين او ثلاث وبعض المجلات وكتاب لأنيس منصور: في صالون العقاد كانت لنا أيام، الذي استمتعت بقراءته كثيراً.عثرت في صحيفة الأهرام على سلسلة مقالات بعنوان: علي: إمام المتقين، للكاتب الغني عن التعريف عبد الرحمن الشرقاوي. وكانت ترد للصحيفة متابعة مكثفة من القراء. يتهم أحدهم الشرقاوي بأنه تشيع ويحاول في مقالاته نشر الفكر الشيعي، ويتهمه الآخر من انه شيوعي وينشر أفكاراً شيوعية من خلال نشره لأفكار وسيرة الأمام علي (ع). كان الشرقاوي يرد على هذه الادعاءات وغيرها وتنشرها جميعاً صحيفة الأهرام. تحولت هذه المقالات لاحقاً الى كتاب تحت نفس العنوان.وذات يوم وانا جالس في مقهى الكورنيش، لاحظت شخصاً جالساً بمفرده امامي بزاوية 45 درجة. اراه جيداً لكنه لا يراني. جالساً بمفرده يشرب قهوته دون استعجال، لابساً نظارات سوداء غامقة. عرفته للتو، انه الأديب والكاتب القصصي نجيب محفوظ. أنا ونجيب محفوظ نشرب قهوتنا في نفس الوقت ونفس المكان ونفس الزمان، إنها حدث كبير، وإن كان كل واحد منا يجلس بمفرده وعلى طاولته. تركت الصحف والمجلات، وأخذت اراقب الكبير نجيب محفوظ الذي قرأت معظم كتبه، وشاهدتُ معظم أفلامه، واعجبت بها جميعا دون استثناء. يجلس دون حراك، لا يلتفت يميناً او شمالا. عيناه على الأفق البعيد، ربما البعيد جداً كي يوصل ناظريه لأفق يتلاحم به ازرقان هما سماء وبحر اسكندرية.فكرت ان اذهب اليه وأحييه واعرفه بنفسي واعجابي لأعماله. ربما سوف يدعوني لشرب القهوة معاً ويسمح لي بالحديث معه عن العراق وشعب العراق واحياء بغداد القديمة وعن احياء وازقة النجف الأشرف. احدثه عما يُحب، عن الأحياء الشعبية في بغداد، عن الدهانة وعكد الاكراد والشورجة وعكد النصارى والمربعة وسوق حنون ومحلة الفضل وباب الشيخ وأسواق الصدرية والشواكة وغيرها الكثير. محلات شعبية جرت بها احداث وقصص مشابهه لما حدث في خان الخليلي وفي ثلاثيته الرائعة: بين قصرين، والسكرية، وقصر الشوق. سأحدثه الكثير الكثير وسأقنعه ان يكتب عن احياء بغداد، عن فاتناتها وفتواتها، وباشواتها وبؤسائها. سأحدثه عما يحدث في دهاليز السلطات، وسأقول له ان أدباءنا مشغولين بأدب المديح وإرضاء الحكام، كي يبعثوا مجد الجواري في صالات خلفاء هذا الزمان، وتحولوا بحرفية متقنة من مُصلحين سطحيين الى وعاظ متميزين للسلاطين. سأقول له نحن بحاجة ماسة اليك كي كتب قصتنا ومعاناتنا وبؤسنا وقلة حيلتنا. وشردتُ في التفكير كثيرا ......
#لقائي
#نجيب
#محفوظ
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=767990
#الحوار_المتمدن
#محمد_حسين_النجفي اضطررت لقضاء معظم أيام عام 1982 في مدينة الأسكندرية المصرية، عروس عروس البحر الأبيض المتوسط. المدينة الجميلة بعمارتها المتأثرة بالذوق والنكهة الإيطالية واليونانية، وبمناخها المعتدل صيفاً وشتاءً وبطيبة أهلها وبسعة شواطئها التي لا نهاية لها. كنت اعاني من ظروف صعبة جداً، احتضنني حينها مجموعة من الأصدقاء العراقيين والمصريين، بطريقة لا يمكن نسيانها. سكنت في عمارة "ستانلي" في شارع الجيش وهو شارع الكورنيش البحري. وعمارة ستانلي التي تشرف على البحر مشهورة جداً، لأنها متميزة في تصميمها ولونها الأحمر، ولأن مالكها هو الممثلة المصرية ماجدة (ماجدة السلمي). كان لديّ الكثير من الوقت اقضيه بمفردي خاصة في الصباح حينما يكون معظم الأصدقاء في أعمالهم. صنعت لنفسي برنامجاً يومياً. اركب سيارتي واذهب الى بائع صحف في محطة الرمل وسط البلد، اقلب بعض الكتب، واشتري بعض الصحف والمجلات، ثم اذهب الى عمارة ستانلي كي اركن العربية (السيارة)، واعبر شارع الكورنيش الى فندق سان جيوفاني لأجلس في المقهى الساحلي. المكان هادئ جداً حتى في صباحات أيام الصيف. اجلس وحيداً، عفواً لست وحيداً لأني بصحبة صحيفتين او ثلاث وبعض المجلات وكتاب لأنيس منصور: في صالون العقاد كانت لنا أيام، الذي استمتعت بقراءته كثيراً.عثرت في صحيفة الأهرام على سلسلة مقالات بعنوان: علي: إمام المتقين، للكاتب الغني عن التعريف عبد الرحمن الشرقاوي. وكانت ترد للصحيفة متابعة مكثفة من القراء. يتهم أحدهم الشرقاوي بأنه تشيع ويحاول في مقالاته نشر الفكر الشيعي، ويتهمه الآخر من انه شيوعي وينشر أفكاراً شيوعية من خلال نشره لأفكار وسيرة الأمام علي (ع). كان الشرقاوي يرد على هذه الادعاءات وغيرها وتنشرها جميعاً صحيفة الأهرام. تحولت هذه المقالات لاحقاً الى كتاب تحت نفس العنوان.وذات يوم وانا جالس في مقهى الكورنيش، لاحظت شخصاً جالساً بمفرده امامي بزاوية 45 درجة. اراه جيداً لكنه لا يراني. جالساً بمفرده يشرب قهوته دون استعجال، لابساً نظارات سوداء غامقة. عرفته للتو، انه الأديب والكاتب القصصي نجيب محفوظ. أنا ونجيب محفوظ نشرب قهوتنا في نفس الوقت ونفس المكان ونفس الزمان، إنها حدث كبير، وإن كان كل واحد منا يجلس بمفرده وعلى طاولته. تركت الصحف والمجلات، وأخذت اراقب الكبير نجيب محفوظ الذي قرأت معظم كتبه، وشاهدتُ معظم أفلامه، واعجبت بها جميعا دون استثناء. يجلس دون حراك، لا يلتفت يميناً او شمالا. عيناه على الأفق البعيد، ربما البعيد جداً كي يوصل ناظريه لأفق يتلاحم به ازرقان هما سماء وبحر اسكندرية.فكرت ان اذهب اليه وأحييه واعرفه بنفسي واعجابي لأعماله. ربما سوف يدعوني لشرب القهوة معاً ويسمح لي بالحديث معه عن العراق وشعب العراق واحياء بغداد القديمة وعن احياء وازقة النجف الأشرف. احدثه عما يُحب، عن الأحياء الشعبية في بغداد، عن الدهانة وعكد الاكراد والشورجة وعكد النصارى والمربعة وسوق حنون ومحلة الفضل وباب الشيخ وأسواق الصدرية والشواكة وغيرها الكثير. محلات شعبية جرت بها احداث وقصص مشابهه لما حدث في خان الخليلي وفي ثلاثيته الرائعة: بين قصرين، والسكرية، وقصر الشوق. سأحدثه الكثير الكثير وسأقنعه ان يكتب عن احياء بغداد، عن فاتناتها وفتواتها، وباشواتها وبؤسائها. سأحدثه عما يحدث في دهاليز السلطات، وسأقول له ان أدباءنا مشغولين بأدب المديح وإرضاء الحكام، كي يبعثوا مجد الجواري في صالات خلفاء هذا الزمان، وتحولوا بحرفية متقنة من مُصلحين سطحيين الى وعاظ متميزين للسلاطين. سأقول له نحن بحاجة ماسة اليك كي كتب قصتنا ومعاناتنا وبؤسنا وقلة حيلتنا. وشردتُ في التفكير كثيرا ......
#لقائي
#نجيب
#محفوظ
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=767990
الحوار المتمدن
محمد حسين النجفي - لقائي مع نجيب محفوظ