محمد حاذور : معمار الذات
#الحوار_المتمدن
#محمد_حاذور "معمار الذات"قلتُ مرةً، على مسمع أحد أساتذة الأدبِ وشخصٍ آخر، إنني أعيش عزلةً حقيقيةً، فردَّ الأخيرُ بسؤالٍ؛ هل تتصفح الإنترنت؟ فقلت نعم!، فقال؛ هذه ليست عزلة. صمتُّ وإبتسمتُ بداخلي لسطحية الإدراك والتأويل وبساطته. واضحٌ هنا، إنَّ مفهوم العزلة، مرتبطٌ تماماً بالحركة فيزيقياً/مرئياً، كاشفٌ عن وحدة المرء وانعزاله/انطوائه، وليس غربته/ضياعه. وكبر سؤاله القائم والمتجدد على توسّع فم الحيرة نحو الوجود ومعول الشك الذي أُنزِل عميقاً. تقول مستغربةً حَنَّة آرندت "إنك لا تشعر بالوحدة ما دمت تخوض محادثة مع نفسك" لمن يقول أنا أشعر بالوحدة. ولو أننا تفحّصنا وتأمّلنا جيداً قول آرندت!، لتجلّتْ لنا، محادثة المرء لذاته/لسريرته أو لبنيته الداخلية التي شُيِّدتْ بفعلٍ أو بنقيضه. وذلك تماماً، غير مفهوم العزلة التي ترتبط ارتباطاً وثيقاً بغربة الذات وسؤالها المتجدد بأعمق نقطة قاعها. تختلف كثيراً، المفاهيم الثلاثة، الاختلاء، العزلة والوحدة. وبرؤيةٍ أوليّةٍ، إن المفاهيم آنفة الذكر، بَنَتْها نتائجُ تراكميةٌ وفق محدداتِ محيطٍ ما داخل كينونة المرء، عَمّرتِ البيئة والمحيط، تركيباً سايكولوجياً، مرتبطاً أشد الارتباط بالحسي والمرئي، فبالابتعاد أو النّفي أو السفر، بديهياً يرتفع شعور المرء بالافتقاد/الحنين. ويطلق مفردة الغربة/الغريب على من لم يجد من ينادمه ويُصابره جزعه. يفرّقُ هايدغر أيضاً بين العزلة والوحدة قائلاً "المدنيون(سكان المدن) يندهشون أحياناً لعزلتي الطويلة الرتيبة في الجبال، إلا أن ما أعيشه ليس عزلة وإنما الوحدة. في المدن الكبيرة، بإمكان الإنسان أن يكون منعزلاً وبسهولة متناهية أكثر مما في أيّ مكانٍ آخر، إلاّ أنه لا يستطيع البتّةَ أن يكونَ وحيداً، ذلك أن للوحدةِ نفوذاً متميّزاً تماماً في ألاّ "تعزلنا" بل بالعكس، هي تُلقي بحياتنا بجوار كل الأشياء" موضحاً بذلك تعالق وتعلّق وارتباطنا بالبيئة والمحيط الواسع، نتيجتهُ، تشظّي الكينونة وذاتها باتساع محيطها ومتطلباته. غير أن الاختلاء/الخلوة، يحتاجها المرء لتصفية وتشذيب تلك الارتباطات المادية والسايكولوجية. ما يعني، إعادة صهر الكينونة وطرد وإذابة الشوائب العالقة. طوال تلك السنوات التي عشتها، لم يمت أحدٌ وأنا على مسافةٍ مكانيةٍ قريبة، إلاّ قبلَ سنةٍ، في مكانٍ ما، كنت مع تماسٍ شبه يومي وعلى أوقاتٍ كثيرة، صباحاً ومساءً وعشيةً، مع أحدهم. بعد وفاته المفاجئة لي ولمن حولي، حينئذٍ لم أهضم وأتفهّم وأعي موته، كما يموت الكثيرون. وربما الموت صار من المألوفات!. السؤال هنا؛ ما هي علاقة الموت بالذات، أو لماذا يرتفع شعور الغربة بعد موتِ ذوي أحدهم؟ تاركاً خلفه فراغاً وفجوة داخل من يحيطونه سواء ذويه أو غيرهم!. الحداد أو مواساة وتعزية ذوي المتوفى، تكاد تكون محاولةّ لإبعاد وتخفيف خسارة الكينونة أو الذات بتحويطها بوجوهٍ لها أواصر وتعالق وطيد مع الذات الجريحة نفسها. من صوبٍ آخر، ستشعر بالفقدان والخسارة والوحدة -بنسبة ملحوظة- لو كانت لك داخل حياتك، علاقة مع حيوان ما. غير أنك تسمع وتشاهد وتعرف أن الكثير من المخلوقات، تلقى حتفها بالساعات وربما الدقائق! يزامنها الأسى الطفيف. تُعمِّرُ الذات داخل الكينونة، مبنىً-تكويناً جوهرياً- لما تشاهده وما تجالسه وتعيشه وتتعايش معه، من كل المكونات الملموسة والمحسوسة أيضاً. ذات القرويّ تخلتف تماماً عن ذات المدنيّ رؤيةً وتجسّداً، بدليل الحداد متباين الصورتين بينهما وما الى ذلك من قضايا تصنعها البيئة ويمثلها أشخاصه.في لقاءٍ متلفزٍ، يقول سعدي يوسف في ......
#معمار
#الذات
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=680800
#الحوار_المتمدن
#محمد_حاذور "معمار الذات"قلتُ مرةً، على مسمع أحد أساتذة الأدبِ وشخصٍ آخر، إنني أعيش عزلةً حقيقيةً، فردَّ الأخيرُ بسؤالٍ؛ هل تتصفح الإنترنت؟ فقلت نعم!، فقال؛ هذه ليست عزلة. صمتُّ وإبتسمتُ بداخلي لسطحية الإدراك والتأويل وبساطته. واضحٌ هنا، إنَّ مفهوم العزلة، مرتبطٌ تماماً بالحركة فيزيقياً/مرئياً، كاشفٌ عن وحدة المرء وانعزاله/انطوائه، وليس غربته/ضياعه. وكبر سؤاله القائم والمتجدد على توسّع فم الحيرة نحو الوجود ومعول الشك الذي أُنزِل عميقاً. تقول مستغربةً حَنَّة آرندت "إنك لا تشعر بالوحدة ما دمت تخوض محادثة مع نفسك" لمن يقول أنا أشعر بالوحدة. ولو أننا تفحّصنا وتأمّلنا جيداً قول آرندت!، لتجلّتْ لنا، محادثة المرء لذاته/لسريرته أو لبنيته الداخلية التي شُيِّدتْ بفعلٍ أو بنقيضه. وذلك تماماً، غير مفهوم العزلة التي ترتبط ارتباطاً وثيقاً بغربة الذات وسؤالها المتجدد بأعمق نقطة قاعها. تختلف كثيراً، المفاهيم الثلاثة، الاختلاء، العزلة والوحدة. وبرؤيةٍ أوليّةٍ، إن المفاهيم آنفة الذكر، بَنَتْها نتائجُ تراكميةٌ وفق محدداتِ محيطٍ ما داخل كينونة المرء، عَمّرتِ البيئة والمحيط، تركيباً سايكولوجياً، مرتبطاً أشد الارتباط بالحسي والمرئي، فبالابتعاد أو النّفي أو السفر، بديهياً يرتفع شعور المرء بالافتقاد/الحنين. ويطلق مفردة الغربة/الغريب على من لم يجد من ينادمه ويُصابره جزعه. يفرّقُ هايدغر أيضاً بين العزلة والوحدة قائلاً "المدنيون(سكان المدن) يندهشون أحياناً لعزلتي الطويلة الرتيبة في الجبال، إلا أن ما أعيشه ليس عزلة وإنما الوحدة. في المدن الكبيرة، بإمكان الإنسان أن يكون منعزلاً وبسهولة متناهية أكثر مما في أيّ مكانٍ آخر، إلاّ أنه لا يستطيع البتّةَ أن يكونَ وحيداً، ذلك أن للوحدةِ نفوذاً متميّزاً تماماً في ألاّ "تعزلنا" بل بالعكس، هي تُلقي بحياتنا بجوار كل الأشياء" موضحاً بذلك تعالق وتعلّق وارتباطنا بالبيئة والمحيط الواسع، نتيجتهُ، تشظّي الكينونة وذاتها باتساع محيطها ومتطلباته. غير أن الاختلاء/الخلوة، يحتاجها المرء لتصفية وتشذيب تلك الارتباطات المادية والسايكولوجية. ما يعني، إعادة صهر الكينونة وطرد وإذابة الشوائب العالقة. طوال تلك السنوات التي عشتها، لم يمت أحدٌ وأنا على مسافةٍ مكانيةٍ قريبة، إلاّ قبلَ سنةٍ، في مكانٍ ما، كنت مع تماسٍ شبه يومي وعلى أوقاتٍ كثيرة، صباحاً ومساءً وعشيةً، مع أحدهم. بعد وفاته المفاجئة لي ولمن حولي، حينئذٍ لم أهضم وأتفهّم وأعي موته، كما يموت الكثيرون. وربما الموت صار من المألوفات!. السؤال هنا؛ ما هي علاقة الموت بالذات، أو لماذا يرتفع شعور الغربة بعد موتِ ذوي أحدهم؟ تاركاً خلفه فراغاً وفجوة داخل من يحيطونه سواء ذويه أو غيرهم!. الحداد أو مواساة وتعزية ذوي المتوفى، تكاد تكون محاولةّ لإبعاد وتخفيف خسارة الكينونة أو الذات بتحويطها بوجوهٍ لها أواصر وتعالق وطيد مع الذات الجريحة نفسها. من صوبٍ آخر، ستشعر بالفقدان والخسارة والوحدة -بنسبة ملحوظة- لو كانت لك داخل حياتك، علاقة مع حيوان ما. غير أنك تسمع وتشاهد وتعرف أن الكثير من المخلوقات، تلقى حتفها بالساعات وربما الدقائق! يزامنها الأسى الطفيف. تُعمِّرُ الذات داخل الكينونة، مبنىً-تكويناً جوهرياً- لما تشاهده وما تجالسه وتعيشه وتتعايش معه، من كل المكونات الملموسة والمحسوسة أيضاً. ذات القرويّ تخلتف تماماً عن ذات المدنيّ رؤيةً وتجسّداً، بدليل الحداد متباين الصورتين بينهما وما الى ذلك من قضايا تصنعها البيئة ويمثلها أشخاصه.في لقاءٍ متلفزٍ، يقول سعدي يوسف في ......
#معمار
#الذات
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=680800
الحوار المتمدن
محمد حاذور - معمار الذات