نوال السعداوي : «وردة» بريقها الطفولي يبتسم للكلب الوولف وقلبها يمتلئ بالحزن
#الحوار_المتمدن
#نوال_السعداوي فى ذاكرتى «رواية» لم تكتب، تعيش فى كيانى، تحتل الوعى واللاوعى، منذ ماتت أمى فى شبابها وهى تمسك يدى بيدها، كنت طبيبة فى العشرينات من عمرى، ممشوقة القوام، جامحة العقل والثقة بالنفس، يقول الناس عنها: فتاة غير عادية، جاذبيتها غير مألوفة، نفورها من الجنس الآخر غير طبيعى، لكن التاريخ كان يقول لها: هذا الجنس انحدرت فصيلته من الغوريلا، قبل ظهور مؤسسة الزواج، وكلمة «بعل» كانت تعنى «الزوج»، لم يكن فوق العين نقطة حينئذ، وكانت تعنى أيضا المعبود «بعل»، إله القبائل القديمة، التى تحولت من تقديس الأم إلى عبادة الأب. قليل من الناس الذين يؤمنون بالفطرة الصادقة العادلة، والتى تدعمها صفحات التاريخ، أن الانحطاط الحضارى للبشرية، والفساد الأخلاقى، والجرائم المقننة ثقافيا وقانونيا، والحروب الدموية، كلها بدأت نتيجة هذا التحول من تقديس الأم، إلى عبادة الأب.فى ملفاتى بالكمبيوتر، أربع روايات لم تكتمل أبدا، منها رواية أمى «زينب شكرى»، ومنها رواية «الطفلة وردة»، ومنها رواية «الرجل الذى لم يوجد أبدا»، وأجزاء متعددة من روايات أخرى، بدأت كتابتها منذ القرن الماضى وحتى القرن الحالى.فى الصباح الباكر، كنت أمر بها، حين أخرج من بيتى فى رياضة المشى اليومية، أجتاز شارع الجيزة إلى كوبرى عباس، ومنه إلى شارع النيل من جهة المنيل، ثم إلى كوبرى الجامعة حتى نهايته، فأتجه لليسار إلى شارع النيل بالجيزة حتى كوبرى عباس، دورة كاملة حول النيل تستغرق خمسين دقيقة، كانت هى تغسل السيارات فى شارع النيل، أمام العمارة، ما بين مبنى السفارة الفرنسية بلونها الوردى، ومنزل السفير الأمريكى الأبيض بسوره العالى كالقلعة، طفلة فى العاشرة أو الحادية عشرة، قالت اسمها «وردة»، تلف رأسها ثلاث لفات أو أربع بحجاب شاحب الزرقة يميل للصفرة، فى يدها جردل بلاستيك أخضر، وفوطة صفراء بليت من كثرة الاستخدام، جلبابها الرمادى الطويل مبلول تعلوه البقع والرقع، يلتصق بصدرها وبطنها، نهداها برعمان دقيقان كل منهما أدق من بندقة، يهتزان رغم إرادتها تحت الجلباب، تشد طرف الحجاب المتدلى لتغطيهما، يدها اليمنى تدعك زجاج السيارة بقوة وإتقان، حتى ترى وجهها فيه كالمرآة، تتوقف لحظة، كأنما مندهشة لرؤية وجهها أمامها، لم تعرف منذ ولدت أن لها وجها، أو أن لها أما، أو بيتا فيه مرآة، سكان العمارة يملكون السيارات التى تنظفها كل صباح، مالك العمارة يسمونه الباشا، ابنته دكتورة، تخرج مع كلبها الوولف كل صباح، شفتاها مزموتتان لا تنفرجان فى ابتسامة، يسرع السائق الأسود ليفتح لها باب السيارة الطويلة البيضاء ذات البوز المدبب، يبتسم الكلب ويهز رأسه برقة، أكان يبتسم لها؟ لم تر من قبل ابتسامة كلب، فهل يبتسم الحيوان كالإنسان؟. تحرق كلمة «إنسان» حلقها، تمتلئ عيناها بالدموع دون وعى، تمر الدكتورة بجوارها قبل أن تصل إلى سيارتها، تلتقط عطرها الرقيق كالياسمين فتنكمش داخل جلبابها، تكتم فى جسدها رائحة عرقها المتراكم تحت إبطيها، تطرق للأرض فترى حذاءها الجلدى المتين له بوز طويل مدبب، كعبه العالى الرفيع، يدق بلاط الرصيف بصوت عال، من بوز شبشبها البلاستيك تطل أصابع قدميها الطفولية بأظافرها المقصوفة تحتها لون أسود، يداها تدعكان الزجاج، أصابعها ناحلة، أظافرها مشققة بالماء والصودا الكاوية والكيماويات فى سوائل التنظيف.سقطت نقطة ماء ساخنة فوق الزجاج، فأدركت أنها تبكى، لماذا تبكى الآن ولم تكن تبكى أبدا؟. تمسح دموعها وتضحك، عيناها السوداوتان يكسوهما بريق طفولى، تبتسم للكلب الوولف وقلبها يمتلئ بالحزن.أتوقف عندها كل صباح، كنت طفلة مثلها، أبتسم للقطط والكلاب، ......
#«وردة»
#بريقها
#الطفولي
#يبتسم
#للكلب
#الوولف
#وقلبها
#يمتلئ
#بالحزن
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=688111
#الحوار_المتمدن
#نوال_السعداوي فى ذاكرتى «رواية» لم تكتب، تعيش فى كيانى، تحتل الوعى واللاوعى، منذ ماتت أمى فى شبابها وهى تمسك يدى بيدها، كنت طبيبة فى العشرينات من عمرى، ممشوقة القوام، جامحة العقل والثقة بالنفس، يقول الناس عنها: فتاة غير عادية، جاذبيتها غير مألوفة، نفورها من الجنس الآخر غير طبيعى، لكن التاريخ كان يقول لها: هذا الجنس انحدرت فصيلته من الغوريلا، قبل ظهور مؤسسة الزواج، وكلمة «بعل» كانت تعنى «الزوج»، لم يكن فوق العين نقطة حينئذ، وكانت تعنى أيضا المعبود «بعل»، إله القبائل القديمة، التى تحولت من تقديس الأم إلى عبادة الأب. قليل من الناس الذين يؤمنون بالفطرة الصادقة العادلة، والتى تدعمها صفحات التاريخ، أن الانحطاط الحضارى للبشرية، والفساد الأخلاقى، والجرائم المقننة ثقافيا وقانونيا، والحروب الدموية، كلها بدأت نتيجة هذا التحول من تقديس الأم، إلى عبادة الأب.فى ملفاتى بالكمبيوتر، أربع روايات لم تكتمل أبدا، منها رواية أمى «زينب شكرى»، ومنها رواية «الطفلة وردة»، ومنها رواية «الرجل الذى لم يوجد أبدا»، وأجزاء متعددة من روايات أخرى، بدأت كتابتها منذ القرن الماضى وحتى القرن الحالى.فى الصباح الباكر، كنت أمر بها، حين أخرج من بيتى فى رياضة المشى اليومية، أجتاز شارع الجيزة إلى كوبرى عباس، ومنه إلى شارع النيل من جهة المنيل، ثم إلى كوبرى الجامعة حتى نهايته، فأتجه لليسار إلى شارع النيل بالجيزة حتى كوبرى عباس، دورة كاملة حول النيل تستغرق خمسين دقيقة، كانت هى تغسل السيارات فى شارع النيل، أمام العمارة، ما بين مبنى السفارة الفرنسية بلونها الوردى، ومنزل السفير الأمريكى الأبيض بسوره العالى كالقلعة، طفلة فى العاشرة أو الحادية عشرة، قالت اسمها «وردة»، تلف رأسها ثلاث لفات أو أربع بحجاب شاحب الزرقة يميل للصفرة، فى يدها جردل بلاستيك أخضر، وفوطة صفراء بليت من كثرة الاستخدام، جلبابها الرمادى الطويل مبلول تعلوه البقع والرقع، يلتصق بصدرها وبطنها، نهداها برعمان دقيقان كل منهما أدق من بندقة، يهتزان رغم إرادتها تحت الجلباب، تشد طرف الحجاب المتدلى لتغطيهما، يدها اليمنى تدعك زجاج السيارة بقوة وإتقان، حتى ترى وجهها فيه كالمرآة، تتوقف لحظة، كأنما مندهشة لرؤية وجهها أمامها، لم تعرف منذ ولدت أن لها وجها، أو أن لها أما، أو بيتا فيه مرآة، سكان العمارة يملكون السيارات التى تنظفها كل صباح، مالك العمارة يسمونه الباشا، ابنته دكتورة، تخرج مع كلبها الوولف كل صباح، شفتاها مزموتتان لا تنفرجان فى ابتسامة، يسرع السائق الأسود ليفتح لها باب السيارة الطويلة البيضاء ذات البوز المدبب، يبتسم الكلب ويهز رأسه برقة، أكان يبتسم لها؟ لم تر من قبل ابتسامة كلب، فهل يبتسم الحيوان كالإنسان؟. تحرق كلمة «إنسان» حلقها، تمتلئ عيناها بالدموع دون وعى، تمر الدكتورة بجوارها قبل أن تصل إلى سيارتها، تلتقط عطرها الرقيق كالياسمين فتنكمش داخل جلبابها، تكتم فى جسدها رائحة عرقها المتراكم تحت إبطيها، تطرق للأرض فترى حذاءها الجلدى المتين له بوز طويل مدبب، كعبه العالى الرفيع، يدق بلاط الرصيف بصوت عال، من بوز شبشبها البلاستيك تطل أصابع قدميها الطفولية بأظافرها المقصوفة تحتها لون أسود، يداها تدعكان الزجاج، أصابعها ناحلة، أظافرها مشققة بالماء والصودا الكاوية والكيماويات فى سوائل التنظيف.سقطت نقطة ماء ساخنة فوق الزجاج، فأدركت أنها تبكى، لماذا تبكى الآن ولم تكن تبكى أبدا؟. تمسح دموعها وتضحك، عيناها السوداوتان يكسوهما بريق طفولى، تبتسم للكلب الوولف وقلبها يمتلئ بالحزن.أتوقف عندها كل صباح، كنت طفلة مثلها، أبتسم للقطط والكلاب، ......
#«وردة»
#بريقها
#الطفولي
#يبتسم
#للكلب
#الوولف
#وقلبها
#يمتلئ
#بالحزن
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=688111
الحوار المتمدن
نوال السعداوي - «وردة» بريقها الطفولي يبتسم للكلب الوولف وقلبها يمتلئ بالحزن
لخضر خلفاوي : « شريف » و « زوربا ».. صلوات يبتسم لها الرّب
#الحوار_المتمدن
#لخضر_خلفاوي ***... في هذا المساء من أماسي عزلاتي بنفسي الإستراحية كنت جالسا أقرأ فرقاني إستماعا كالعادة و فكري يزاوج بين التدبير و يسافر إلي ماوراء الخلوات المادية و آفاق الفكرة.. فجأة قطع خلوتي نادل المطعم الذي ارتاد عليه و يستسمحني على الموافقة بجلوس رجل إلى طاولتي بحكم ندرة الكراسي بعد اجتياح الزبائن في هذه الأمسية اللطيفة بدفء الشمس التي لم تغرب بعد و كانت الساعة تشير إلى التاسعة.. نزعت سماعة هاتفي و حاولت فهم جيدا ما طلب مني و رأيت الرجل مستح و ينتظر ردي و موافقتي باستحياء شديد و الأمر لا يستحق كل هذا الخجل.. بادرت دون تفكير بالموافقة و أخبرت النادل أنه لا يزعجني ذلك كان الرجل أعجمي اللسان ، يبدو تركيا و لا يجيد النطق باللغة الفرنسية المشتركة ـ إلزاما ـ بين كل الأصول الأجنبية؛ إذا أرادت أن تعيش بأقل متعاعب إندماجية.جلس الرجل على الكرسي المقابل و استمريت أنا في فراري من ذلك العالم المادي المحيط بي ، و بين الفينة و الأخرى أقطع سفري و أعود للحظات كي لا أضيع في عوالم ما وراء الوقت و الوجود المادي فأنظر إلى ساعتي و أتفقد رسائلي و أجيب على بعضها و أهمل الرد عن أخرى..لم يمكث طويلا ذلك الشاب التركي بعد أن أحضرت طلبيته و عشاءه المتمثل في « طبق كباب » و ما رافق و لذّ و طاب …التفت إلي و حاول محادثتي مبتدئا بشكره لي و سريعا نادى النادل (تركي اللهجة ) و طلب منه أن يحضر لي ما شئت.. تفاجأتٌ و أحرجتُ حرجا شديدا أن يأتي هكذا سلوك من شخص لا يعرفني و لا أعرفه .. فلم أدعه يتمادى و يصر على تكليف النادل و قلت له شاكرا بكل لبقات العالم أني لا أريد شيئا، كوني لا آكل في هذا الوقت و لست متعودا على الأكل في هذه الساعة ، ثم أن فنجان قهوتي و سجائري هما أولوية أولوياتي المقدسة في هذه اللحضات كونهما يشكلان « بلازما » الفِكَرْ التي تتراقص و تتناقض و تتطاحن فيما بينها طول الوقت ..لكن ذلك الشاب تعنّت بدافع « الكرم المتجذر فيه » و لا يريد فهم أي شيء عدا إكرامي و راح يقول لموظف المطعم ـ المقهى أن يحضر لي طبقا من الكباب و ما رافقه فقط علي أن أختار الأمراق المرافقة التي أفضلها . لم أستسلم لإلحاح الرّجل و أفهمته أني فعلا ليس لدي استعدادا لهضم أي شيء فيكون عبثا إن قبلت و لن آكل إلا القليل.. بدا موقفي محرجا و شعرت أنه لم يعجبه رفضي … أعرف جيدا هذا الشعور بالحرج عندما يردّ لك شيئا أو عملا تريد أن تزكّي به نفسك و ترضى ! شعرت أني صدمته برفضي المستميت فكنت أحاول أن أطيب خاطره و أشعره بأنه ليس لي أي خلفية في رفضي .. استغرقت محاولاتي وقتا لا يستهان به.. فكان إيصال فكرتي إليه ليس بالأمر الهيّن ، حيث استعملت كل اللغات ( الفرنسي المبسط المجرّد ، إلى ما تبقى من مخلفات الإنجليزية، إلى بعض المفردات العربية إلى لغة الإشارات و الإيماءات ).. فاقتنع أخيرا و ارتحت أنا من عدم سوء فهمه لي و مع ذلك لم يرد « عابر السبيل » الأعجمي هذا أن يعلن عن انهزامه أمامي فطلب إحضار فنجان قهوة ثان لي فرفعت الراية و وافقت مادام هذا الفعل يسعده! و بدأ يحدثني بصعوبة و هو يتغذى و يطعم نفسه و أضطررت إلى قطع خلوتي و الإستماع إليه و تفكيك شفرات لغته هجينة المنافي بعيدا عن عاصمة الخلافة العثمانية في زمن غابر أغبر ، كان يحاول أن يركب ما وجده من ألفاظ باللغة الفرنسية.. كان الأمر متعبا مرهقا لتبادل الحديث لكني لم أضجر أبدا منه و هذا شيء نادر لدي عندما يجالسني شخص ما و يحدثني في مواضيع تافهة بالنسبة لي و لا تنسجم مع مجالات تفكيري الأساسية. و لا أدري كيف فعلنا حتى بددنا شيء من الإنسداد اللغوي الذي يحول ......
#شريف
#زوربا
#صلوات
#يبتسم
#الرّب
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=722706
#الحوار_المتمدن
#لخضر_خلفاوي ***... في هذا المساء من أماسي عزلاتي بنفسي الإستراحية كنت جالسا أقرأ فرقاني إستماعا كالعادة و فكري يزاوج بين التدبير و يسافر إلي ماوراء الخلوات المادية و آفاق الفكرة.. فجأة قطع خلوتي نادل المطعم الذي ارتاد عليه و يستسمحني على الموافقة بجلوس رجل إلى طاولتي بحكم ندرة الكراسي بعد اجتياح الزبائن في هذه الأمسية اللطيفة بدفء الشمس التي لم تغرب بعد و كانت الساعة تشير إلى التاسعة.. نزعت سماعة هاتفي و حاولت فهم جيدا ما طلب مني و رأيت الرجل مستح و ينتظر ردي و موافقتي باستحياء شديد و الأمر لا يستحق كل هذا الخجل.. بادرت دون تفكير بالموافقة و أخبرت النادل أنه لا يزعجني ذلك كان الرجل أعجمي اللسان ، يبدو تركيا و لا يجيد النطق باللغة الفرنسية المشتركة ـ إلزاما ـ بين كل الأصول الأجنبية؛ إذا أرادت أن تعيش بأقل متعاعب إندماجية.جلس الرجل على الكرسي المقابل و استمريت أنا في فراري من ذلك العالم المادي المحيط بي ، و بين الفينة و الأخرى أقطع سفري و أعود للحظات كي لا أضيع في عوالم ما وراء الوقت و الوجود المادي فأنظر إلى ساعتي و أتفقد رسائلي و أجيب على بعضها و أهمل الرد عن أخرى..لم يمكث طويلا ذلك الشاب التركي بعد أن أحضرت طلبيته و عشاءه المتمثل في « طبق كباب » و ما رافق و لذّ و طاب …التفت إلي و حاول محادثتي مبتدئا بشكره لي و سريعا نادى النادل (تركي اللهجة ) و طلب منه أن يحضر لي ما شئت.. تفاجأتٌ و أحرجتُ حرجا شديدا أن يأتي هكذا سلوك من شخص لا يعرفني و لا أعرفه .. فلم أدعه يتمادى و يصر على تكليف النادل و قلت له شاكرا بكل لبقات العالم أني لا أريد شيئا، كوني لا آكل في هذا الوقت و لست متعودا على الأكل في هذه الساعة ، ثم أن فنجان قهوتي و سجائري هما أولوية أولوياتي المقدسة في هذه اللحضات كونهما يشكلان « بلازما » الفِكَرْ التي تتراقص و تتناقض و تتطاحن فيما بينها طول الوقت ..لكن ذلك الشاب تعنّت بدافع « الكرم المتجذر فيه » و لا يريد فهم أي شيء عدا إكرامي و راح يقول لموظف المطعم ـ المقهى أن يحضر لي طبقا من الكباب و ما رافقه فقط علي أن أختار الأمراق المرافقة التي أفضلها . لم أستسلم لإلحاح الرّجل و أفهمته أني فعلا ليس لدي استعدادا لهضم أي شيء فيكون عبثا إن قبلت و لن آكل إلا القليل.. بدا موقفي محرجا و شعرت أنه لم يعجبه رفضي … أعرف جيدا هذا الشعور بالحرج عندما يردّ لك شيئا أو عملا تريد أن تزكّي به نفسك و ترضى ! شعرت أني صدمته برفضي المستميت فكنت أحاول أن أطيب خاطره و أشعره بأنه ليس لي أي خلفية في رفضي .. استغرقت محاولاتي وقتا لا يستهان به.. فكان إيصال فكرتي إليه ليس بالأمر الهيّن ، حيث استعملت كل اللغات ( الفرنسي المبسط المجرّد ، إلى ما تبقى من مخلفات الإنجليزية، إلى بعض المفردات العربية إلى لغة الإشارات و الإيماءات ).. فاقتنع أخيرا و ارتحت أنا من عدم سوء فهمه لي و مع ذلك لم يرد « عابر السبيل » الأعجمي هذا أن يعلن عن انهزامه أمامي فطلب إحضار فنجان قهوة ثان لي فرفعت الراية و وافقت مادام هذا الفعل يسعده! و بدأ يحدثني بصعوبة و هو يتغذى و يطعم نفسه و أضطررت إلى قطع خلوتي و الإستماع إليه و تفكيك شفرات لغته هجينة المنافي بعيدا عن عاصمة الخلافة العثمانية في زمن غابر أغبر ، كان يحاول أن يركب ما وجده من ألفاظ باللغة الفرنسية.. كان الأمر متعبا مرهقا لتبادل الحديث لكني لم أضجر أبدا منه و هذا شيء نادر لدي عندما يجالسني شخص ما و يحدثني في مواضيع تافهة بالنسبة لي و لا تنسجم مع مجالات تفكيري الأساسية. و لا أدري كيف فعلنا حتى بددنا شيء من الإنسداد اللغوي الذي يحول ......
#شريف
#زوربا
#صلوات
#يبتسم
#الرّب
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=722706
الحوار المتمدن
لخضر خلفاوي - « شريف » و « زوربا ».. صلوات يبتسم لها الرّب!