شكيب كاظم : لماذا لم يمكث المعري في بغداد وبارحها غضبان اسفا؟
#الحوار_المتمدن
#شكيب_كاظم وأنا أقرأ في كتاب «على باب سجن أبي العلاء» للشاعر والدارس العراقي؛ معروف بن عبد الغني الرصافي (1945) الذي خصصه لمناقشة ما ورد في كتاب «مع أبي العلاء في سجنه» لطه حسين (1973) عثرت على حديث فكري علمي شيق أداره – كذلك- الباحث الرصافي، لمناقشة آراء طه حسين في كتاب «الفصول والغايات» لأبي العلاء المعري (449ه) قائلا:«هذا اسم كتاب لحكيم الشعراء وشاعر الحكماء أبي العلاء المعري، وقد أتيح لي أن طالعت هذا الكتاب فعلقت عليه بعض الأقوال، جرياً على عادتي في مطالعة الكتب، ولما اطلعت على كتاب «مع أبي العلاء في سجنه» لطه حسين، رأيته يتكلم في آخر كتابه عن «الفصول والغايات» أيضاً، كما يتكلم عن «اللزوميات» فأردت أن أتعقبه في بعض ما يقوله عن «الفصول والغايات» أيضاً، كما فعلت في «اللزوميات» وها أنا أثبت هنا بعض ما عَنّ لي في ذلك من الآراء، عسى أن تكون فيه فائدةٌ للمطالعين».في هذه الأحاديث، يقف الرصافي عند مسألتين مهمتين؛ أولاهما: هل قصد المعري من تأليف كتابه هذا، وهو من الكتب التي ألفها بعد مبارحته بغداد عام أربعمئة لستة وعشرين يوماً خَلَوْنَ من شهر رمضان المبارك، وعودته إلى معتزله في معرة النعمان، هل قصد المعري من تأليف كتابه هذا معارضة القرآن الكريم؟وللتوضيح، إن المعارضة هنا لا تعني المعاكسة أو التضاد أو الضد، بل هذا المصطلح الشعري النقدي، يعني المجاراة والمباراة والمحاذاة والمجاورة والمصاقبة، وفي الشعر العربي الكثير من (المعارضات) مثل قصيدة (البردة) للبوصيري التي عارض بها، أي جارى وتبارى مع قصيدة كعب بن زهير بن أبي سلمى الاعتذارية، التي اعتذر فيها من الرسول الكريم، والمعروفة بـ(البردة) وفي عصرنا الحديث قصيدة (نهج البردة) التي شَدَت بها أم كلثوم (1975) بل إن بعض الكارهين للمعري سموا كتابه هذا (الفصول والغايات في معارضة السور والآيات) تشنيعا عليه، لنصل إلى أن المعري إذ أنشأ كتابه هذا، ما كان في ذهنه المعارضة ولا المباراة، وما كان في وَكَده مجاراة ولا محاذاة، فإن البون شاسع بين أسلوب القرآن المعجز المطرب، الذي يجعلك تحلق وأنت تقرأ؛ وأنت تتلو، وأسلوب المعري الوعر في هذا الكتاب، الذي أكثر فيه من إيراد شوارد اللغة وحوشي التعابير ووحشيها. ويواصل الرصافي حديثه قائلاً: «على أن تسميته بـ (الفصول والغايات) ما تشم منه لمعارضة القرآن رائحة فواحة، فإن القرآن فصول وغايات أيضاً، كما عبر عنه الزمخشري في ديباجة تفسيره (الكشّاف) إذ قال يصف القرآن: وفصله سوراً وآيات، وميز بينهن بفصول وغايات».وقال الجرجاني في تعليقاته على حاشية (الكشّاف): «والضمير في (بينهن) للسور والآيات معاً، وأراد بالفصول أواخر الآي، لأنها تسمى فواصل، وبالغايات أواخر السور، والمعنى أوقع التمييز بين السور بعضها مع بعض بالغايات، وبين الآيات بعضها مع بعض بالفصول، وقد يقال الضمير للآيات وحدها، وأراد بالفصول الوقوف، وبالغايات فواصل الآي» انتهى كلام الجرجاني».لكني أتساءل أي جرجاني هذا الذي يقصده؟ إذ أن ثمة أكثر من شخص حمل هذه النسبة والانتساب، لكن سنذهب إلى أنه يقصد أشهر من حمل هذا اللقب؛ وهو عبد القاهر الجرجاني، صاحب «إعجاز القرآن» و«دلائل الإعجاز» وغيرها من كتب النحو واللغة، لكننا نجد أنه توفي والزمخشري في عامه الرابع. إذ من المعروف للدارسين، أن الزمخشري ولد عام 467ه، وعبد القاهر الجرجاني أشعري الرأي والهوى توفي عام 471ه!وإذا تركنا عبد القاهر وذهبنا إلى الثاني وهو القاضي الجرجاني علي بن عبد العزيز، فسنجد أنه توفي قبل ولادة الزمخشري، إذ توفي عام 392ه.إذن فعبارة الرصافي مُلْبِسة موهِمة ملتبس ......
#لماذا
#يمكث
#المعري
#بغداد
#وبارحها
#غضبان
#اسفا؟
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=763409
#الحوار_المتمدن
#شكيب_كاظم وأنا أقرأ في كتاب «على باب سجن أبي العلاء» للشاعر والدارس العراقي؛ معروف بن عبد الغني الرصافي (1945) الذي خصصه لمناقشة ما ورد في كتاب «مع أبي العلاء في سجنه» لطه حسين (1973) عثرت على حديث فكري علمي شيق أداره – كذلك- الباحث الرصافي، لمناقشة آراء طه حسين في كتاب «الفصول والغايات» لأبي العلاء المعري (449ه) قائلا:«هذا اسم كتاب لحكيم الشعراء وشاعر الحكماء أبي العلاء المعري، وقد أتيح لي أن طالعت هذا الكتاب فعلقت عليه بعض الأقوال، جرياً على عادتي في مطالعة الكتب، ولما اطلعت على كتاب «مع أبي العلاء في سجنه» لطه حسين، رأيته يتكلم في آخر كتابه عن «الفصول والغايات» أيضاً، كما يتكلم عن «اللزوميات» فأردت أن أتعقبه في بعض ما يقوله عن «الفصول والغايات» أيضاً، كما فعلت في «اللزوميات» وها أنا أثبت هنا بعض ما عَنّ لي في ذلك من الآراء، عسى أن تكون فيه فائدةٌ للمطالعين».في هذه الأحاديث، يقف الرصافي عند مسألتين مهمتين؛ أولاهما: هل قصد المعري من تأليف كتابه هذا، وهو من الكتب التي ألفها بعد مبارحته بغداد عام أربعمئة لستة وعشرين يوماً خَلَوْنَ من شهر رمضان المبارك، وعودته إلى معتزله في معرة النعمان، هل قصد المعري من تأليف كتابه هذا معارضة القرآن الكريم؟وللتوضيح، إن المعارضة هنا لا تعني المعاكسة أو التضاد أو الضد، بل هذا المصطلح الشعري النقدي، يعني المجاراة والمباراة والمحاذاة والمجاورة والمصاقبة، وفي الشعر العربي الكثير من (المعارضات) مثل قصيدة (البردة) للبوصيري التي عارض بها، أي جارى وتبارى مع قصيدة كعب بن زهير بن أبي سلمى الاعتذارية، التي اعتذر فيها من الرسول الكريم، والمعروفة بـ(البردة) وفي عصرنا الحديث قصيدة (نهج البردة) التي شَدَت بها أم كلثوم (1975) بل إن بعض الكارهين للمعري سموا كتابه هذا (الفصول والغايات في معارضة السور والآيات) تشنيعا عليه، لنصل إلى أن المعري إذ أنشأ كتابه هذا، ما كان في ذهنه المعارضة ولا المباراة، وما كان في وَكَده مجاراة ولا محاذاة، فإن البون شاسع بين أسلوب القرآن المعجز المطرب، الذي يجعلك تحلق وأنت تقرأ؛ وأنت تتلو، وأسلوب المعري الوعر في هذا الكتاب، الذي أكثر فيه من إيراد شوارد اللغة وحوشي التعابير ووحشيها. ويواصل الرصافي حديثه قائلاً: «على أن تسميته بـ (الفصول والغايات) ما تشم منه لمعارضة القرآن رائحة فواحة، فإن القرآن فصول وغايات أيضاً، كما عبر عنه الزمخشري في ديباجة تفسيره (الكشّاف) إذ قال يصف القرآن: وفصله سوراً وآيات، وميز بينهن بفصول وغايات».وقال الجرجاني في تعليقاته على حاشية (الكشّاف): «والضمير في (بينهن) للسور والآيات معاً، وأراد بالفصول أواخر الآي، لأنها تسمى فواصل، وبالغايات أواخر السور، والمعنى أوقع التمييز بين السور بعضها مع بعض بالغايات، وبين الآيات بعضها مع بعض بالفصول، وقد يقال الضمير للآيات وحدها، وأراد بالفصول الوقوف، وبالغايات فواصل الآي» انتهى كلام الجرجاني».لكني أتساءل أي جرجاني هذا الذي يقصده؟ إذ أن ثمة أكثر من شخص حمل هذه النسبة والانتساب، لكن سنذهب إلى أنه يقصد أشهر من حمل هذا اللقب؛ وهو عبد القاهر الجرجاني، صاحب «إعجاز القرآن» و«دلائل الإعجاز» وغيرها من كتب النحو واللغة، لكننا نجد أنه توفي والزمخشري في عامه الرابع. إذ من المعروف للدارسين، أن الزمخشري ولد عام 467ه، وعبد القاهر الجرجاني أشعري الرأي والهوى توفي عام 471ه!وإذا تركنا عبد القاهر وذهبنا إلى الثاني وهو القاضي الجرجاني علي بن عبد العزيز، فسنجد أنه توفي قبل ولادة الزمخشري، إذ توفي عام 392ه.إذن فعبارة الرصافي مُلْبِسة موهِمة ملتبس ......
#لماذا
#يمكث
#المعري
#بغداد
#وبارحها
#غضبان
#اسفا؟
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=763409
الحوار المتمدن
شكيب كاظم - لماذا لم يمكث المعري في بغداد وبارحها غضبان اسفا؟