سمير محمد ايوب : ملامح وأقنعة عشوائيات في الحب العشوائية 28
#الحوار_المتمدن
#سمير_محمد_ايوب كتب الدكتور سميرمحمد ايوب ملامح وأقنعة عشوائيات في الحب ـ العشوائية 28مع تفشي أقنعة الوجوه والعقول ، ومكيَجةُ المشاعر والعواطف والسلوكيات ، والتوسع في النفخ والشد والتشذيب والتهذيب ، وانتشار الوشم والمضافات ، وسرقة الألقاب والمناصب ، والكثير من اللحى والأثواب والشوارب ، والسياحات في المناسك ، والسَّفَهِ في التقاط الصور مع صناديق المعونات ، مع كلِّ هذه الارتطامات البصرية والسمعية ، هلْ يا شيخنا ، ما زال ممكنا التعرف بثقة مُطمئنة ، على الملامح الداخلية والخارجية للناس ؟ سؤال ألقاه بالأمس عليَّ ، بعد عصف فكري في الحياة ، ثلة من الأحفاد في أوائل العشرينيات من أعمارهم ، لم يتخرجوا من جامعاتهم بعد . قلت موافقا قبل أن أجيب : صحيح يا شباب ، أنه عصر انتفاخ الأنا ، وزمنُ غياب الملامح الحقيقية ، وغيبوبة المشاعر الصادقة . إنه عصر القامات الرمادية ، والأنفس الباهتة .عصر العلاقات القصيرة المارقة ، والابتسامات الرقمية ، والقبلات المثلجة ، والعناق الافتراضي . صَمَتُّ قليلا قبل أن أتابع : أُدْرِكُ نضج تجربة جيلكم . وأعرف جيدا ضوابطكم التي تفاوضون بها الحياة ، ومع هذا أسألكم مُعجَبا ، من أين أتتكم فكرة هذا السؤال ، وانتم ما زلتم في مقتبل العمر ؟قال اكبرهم سنا ، وأنا أظنه مستهجنا لسؤالي : حِرْصُ من ربونا ومن تأثرنا بهم ، على استلام شبابنا بإتقان من بداياته يا جدنا . وكانت شرارة البداية ، لحظةَ حاول أحدنا قراءةَ التضاريس الظاهرة والمخفية ، لمن أحبها . اقترب من بعضها ، وتلمس بعضها الآخرعن بعد . بعد ان عرفها قلبه ، حاول التعرف بعقله أكثر على ما ارتطم به بصره منها . فتعثر كثيرا . فهل من سبيل للابتعاد عن شراك البصرالواهم ، وخدع السمع الحالم ؟ قلت مبتسما وانا انقل بصري بينهم : تحرروا بداية من الظن ، بأنَّ بحورالاقنعة قد تهدأ يوما ما . ومن ثم إتقنوا الابحاروسط امواجها العاتية . واعلموا أنَّ الحياة تخلو من مكان آمن ، من تخبيص الأقنعة ، إلا الحبَّ الذي يعانق فيه قلب سليم عقلا ناضجا . فإن عناقهما إنْ صدَق ، كاشفٌ لسراب الاقنعة . مع العلم أنَّ الكثير من معتقدات الناس عن الحب ، ما هي إلا انطباعات مبنية على ما يجدونه جذابا في الشريك . قال الناطق باسم ثلة الأحفاد بصوت مثقل : كبرنا يا جدي ، ونحن نثق أنَّ طُرُقَ الحبِّ في سماوات الحياة أطول مما نشتهي . ولكن ماذا نفعل ، وقلوبُنا مُشرعةَ الأبواب كبيوتِنا ! تأتي عليها لحظاتٌ أثقل من الجبال ، تَحارُ بين الياسمين والاكتئاب ، فلا تَضُمُّ ولا تَشُمُّ، ولا تنطلق راحلة بهدوء . قلت وأنا أتناول فنجال قهوتي من اصغرهم سنا: إذا انتشرت احداهن بداخل أي منكم ، كقطرالندى وامتلأ بها ، ولم يفلح في إخفائها ، تبتسم له في كل معارجه ، وكل الطرق تحتضن خطاه ألى غيطانها ، ويأخذه الحنين مشاويرا إليها ، لا يمعن في الهرب ، ولا يقتفي أثر ماضيها كقصاص أثر عتيق . فليخرج عن السياق قليلا دون أن يعتزله . وليعانق مشاعره ويمتزج بواقعه ، ويشارك بشجاعة وحماس وصدق ، في صياغة تجربته المشتركة معها . قال بجدية وهم يتفرسون بوجوه بعض : صحيح يا جدنا ، أننا نتبدل تماما بحضور من نحب . نكون متجهمين فنصير أكثر ثرثرة وصخبا مفعما بالحياة حين يجئن . ولكن خبز بعضهن كاذب وفكر بعضهن اكذب ، ومؤذٍ بأكثر مما يحتمل الواحد منا .وبعضنا من الشباب مثلهن بل وأسوأ .قلت مقاطعا : لا ورب الكعبة ، لا يجتمع حب وأذيَّة في قلب واحد . وإن حصل ما يقتل اللحظة لا ما يقتل الحب ، مارسوا كلَّ فنونِ التجاهل باحتراف حسَنِ النيَّة . أو فليعد بعضكم النظر في ......
#ملامح
#وأقنعة
#عشوائيات
#الحب
#العشوائية
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=674408
#الحوار_المتمدن
#سمير_محمد_ايوب كتب الدكتور سميرمحمد ايوب ملامح وأقنعة عشوائيات في الحب ـ العشوائية 28مع تفشي أقنعة الوجوه والعقول ، ومكيَجةُ المشاعر والعواطف والسلوكيات ، والتوسع في النفخ والشد والتشذيب والتهذيب ، وانتشار الوشم والمضافات ، وسرقة الألقاب والمناصب ، والكثير من اللحى والأثواب والشوارب ، والسياحات في المناسك ، والسَّفَهِ في التقاط الصور مع صناديق المعونات ، مع كلِّ هذه الارتطامات البصرية والسمعية ، هلْ يا شيخنا ، ما زال ممكنا التعرف بثقة مُطمئنة ، على الملامح الداخلية والخارجية للناس ؟ سؤال ألقاه بالأمس عليَّ ، بعد عصف فكري في الحياة ، ثلة من الأحفاد في أوائل العشرينيات من أعمارهم ، لم يتخرجوا من جامعاتهم بعد . قلت موافقا قبل أن أجيب : صحيح يا شباب ، أنه عصر انتفاخ الأنا ، وزمنُ غياب الملامح الحقيقية ، وغيبوبة المشاعر الصادقة . إنه عصر القامات الرمادية ، والأنفس الباهتة .عصر العلاقات القصيرة المارقة ، والابتسامات الرقمية ، والقبلات المثلجة ، والعناق الافتراضي . صَمَتُّ قليلا قبل أن أتابع : أُدْرِكُ نضج تجربة جيلكم . وأعرف جيدا ضوابطكم التي تفاوضون بها الحياة ، ومع هذا أسألكم مُعجَبا ، من أين أتتكم فكرة هذا السؤال ، وانتم ما زلتم في مقتبل العمر ؟قال اكبرهم سنا ، وأنا أظنه مستهجنا لسؤالي : حِرْصُ من ربونا ومن تأثرنا بهم ، على استلام شبابنا بإتقان من بداياته يا جدنا . وكانت شرارة البداية ، لحظةَ حاول أحدنا قراءةَ التضاريس الظاهرة والمخفية ، لمن أحبها . اقترب من بعضها ، وتلمس بعضها الآخرعن بعد . بعد ان عرفها قلبه ، حاول التعرف بعقله أكثر على ما ارتطم به بصره منها . فتعثر كثيرا . فهل من سبيل للابتعاد عن شراك البصرالواهم ، وخدع السمع الحالم ؟ قلت مبتسما وانا انقل بصري بينهم : تحرروا بداية من الظن ، بأنَّ بحورالاقنعة قد تهدأ يوما ما . ومن ثم إتقنوا الابحاروسط امواجها العاتية . واعلموا أنَّ الحياة تخلو من مكان آمن ، من تخبيص الأقنعة ، إلا الحبَّ الذي يعانق فيه قلب سليم عقلا ناضجا . فإن عناقهما إنْ صدَق ، كاشفٌ لسراب الاقنعة . مع العلم أنَّ الكثير من معتقدات الناس عن الحب ، ما هي إلا انطباعات مبنية على ما يجدونه جذابا في الشريك . قال الناطق باسم ثلة الأحفاد بصوت مثقل : كبرنا يا جدي ، ونحن نثق أنَّ طُرُقَ الحبِّ في سماوات الحياة أطول مما نشتهي . ولكن ماذا نفعل ، وقلوبُنا مُشرعةَ الأبواب كبيوتِنا ! تأتي عليها لحظاتٌ أثقل من الجبال ، تَحارُ بين الياسمين والاكتئاب ، فلا تَضُمُّ ولا تَشُمُّ، ولا تنطلق راحلة بهدوء . قلت وأنا أتناول فنجال قهوتي من اصغرهم سنا: إذا انتشرت احداهن بداخل أي منكم ، كقطرالندى وامتلأ بها ، ولم يفلح في إخفائها ، تبتسم له في كل معارجه ، وكل الطرق تحتضن خطاه ألى غيطانها ، ويأخذه الحنين مشاويرا إليها ، لا يمعن في الهرب ، ولا يقتفي أثر ماضيها كقصاص أثر عتيق . فليخرج عن السياق قليلا دون أن يعتزله . وليعانق مشاعره ويمتزج بواقعه ، ويشارك بشجاعة وحماس وصدق ، في صياغة تجربته المشتركة معها . قال بجدية وهم يتفرسون بوجوه بعض : صحيح يا جدنا ، أننا نتبدل تماما بحضور من نحب . نكون متجهمين فنصير أكثر ثرثرة وصخبا مفعما بالحياة حين يجئن . ولكن خبز بعضهن كاذب وفكر بعضهن اكذب ، ومؤذٍ بأكثر مما يحتمل الواحد منا .وبعضنا من الشباب مثلهن بل وأسوأ .قلت مقاطعا : لا ورب الكعبة ، لا يجتمع حب وأذيَّة في قلب واحد . وإن حصل ما يقتل اللحظة لا ما يقتل الحب ، مارسوا كلَّ فنونِ التجاهل باحتراف حسَنِ النيَّة . أو فليعد بعضكم النظر في ......
#ملامح
#وأقنعة
#عشوائيات
#الحب
#العشوائية
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=674408
الحوار المتمدن
سمير محمد ايوب - ملامح وأقنعة عشوائيات في الحب العشوائية 28
حسين علي : وجوه .. وأقنعة
#الحوار_المتمدن
#حسين_علي في إحدى الحفلات جلست امرأة بجوار الكاتب الشهير «برنارد شو»، فهمس في أذنها: - هل تقبلين قضاء ليلة معي مقابل مليون جنيه؟ ابتسمت وقالت: - طبعًا بكل سرور. عاد وسألها: - هل من الممكن أن نُخفِّض المبلغ إلى عشرة جنيهات؟ غضبت المرأة وصرخت في وجهه: - من تظنني أكون؟1 قال: - سيدتي نحن نعرف من تكونين .. نحن فقط اختلفنا على الأجر. كم منا طرح هذا السؤال على نفسه: - من أنا؟ .. ومن أكون؟ كثيرون يخشون سقوط الأقنعة البرَّاقة التي تغطي وجوههم، ويتخفون وراءها .. الازدواجية العربية داء عضال احتار الأطباء في معالجته، نبطن شيئًا ونظهر شيئًا آخر .. نظهر ورعًا وتقوى، ونخفي عهرًا وفجورًا .. إنني لا أصدر أحكامًا عامة ومطلقة، من المؤكد أن هناك استثناءات يتصف أصحابها بالصدق والنزاهة .. غير أن خطورة الحديث عن وجود استثناءات تكمن في أن مثل هذا الحديث يُفْسِّد الغرض من كتابة هذا المقال، إذ سوف يسارع كل من يقرأ هذا المقال بإدراج نفسه ضمن هذه الفئة المستثناة، وبالتالي لن يكلف نفسه عناء البحث عن حقيقة ذاته: هل هو حقًا صادق وأمين وشريف؟ أم أنه ينسب هذه الفضائل إلى نفسه ادعاءً؛ معتقدًا إنه من أهل التقوى والورع في الظاهر والباطن؟ يحلو للمرء دومًا توجيه سهام النقد إلى غيره من البشر، مستثنيًا ذاته من الملامة، ينتبه إلى عيوب الآخرين غافلاً عن أخطائه وخطاياه، وذلك ما أشارت إليه إحدى آيات الكتاب المقدس (العهد الجديد: إنجيل لوقا الإصحاح السادس 42، وإنجيل متى الإصحاح السابع 6)؛ جاء في تلك الآية: «لِمَاذَا تَنْظُرُ الْقَذَى الَّذِي فِي عَيْنِ أَخِيكَ، وَأَمَّا الْخَشَبَةُ الَّتِي فِي عَيْنِكَ فَلاَ تَفْطَنُ لَهَا؟». والقذى: هو الوسخ الذي يوجد في ركن العين، والذي يميل لونه إلى الاصفرار أو الاخضرار، والمقصود به الأشياء الضئيلة التي لا تكاد تدرك، يراها الإنسان ويفتح عينيه عليها ما دامت في عين أخيه. ويغفل عن الخشبة المغروزة في عينه!! ترسم الآية صورة تنطوي على قدر كبير من المبالغة؛ لكنها مبالغة تستهدف إيضاح كيف أن المرء لا يفطن إلى عيوبه، وإن فطن إليها فإنه يحرص على تجاهلها، ويُشيح بوجهه عنها؛ كأنها غير موجودة. لا يشغل باله بالبحث عن عيوبه وفحصها ومحاولة إصلاحها، في حين يدقق في سلوك الغير، ويتحرى عن أخطاء الآخرين وخطاياهم بغية إدراك عيوبهم مهما صغر قدرها!! لا يكف المواطن العربي، ليل نهار، عن توجيه سهام النقد لكافة الأوضاع السائدة في بلاده، وخلال هذا النقد يستثني نفسه من اللوم، يُلْقِي مسئولية كل قصور على كاهل غيره، حتى بدا المشهد في نهاية الأمر وكأن قوى خفية هى التي ارتكبت كل الأخطاء والخطايا، وتسببت في حالة التردي التي نحن عليها. إذا تحدثنا عن انحطاط القيم الأخلاقية، فإن الواحد منا يأسف على تفشي النفاق والكذب وعدم الوفاء بالعهد وغيرها من رذائل. إذا نظرت إلى حماس هذا الشخص أو ذاك وهو يدافع عن القيم والمثل، ويحزن لغيابها؛ حتى تنتابك الحيرة، وتجد نفسك مضطرًا لطرح السؤال الآتي: إذا كان كل واحد منا يتحدث بوصفه مصلحًا، فمن يا ترى المسئول الحقيقي عن هذه الحالة من التردي التي تعيشها مجتمعاتنا؟ إن الإنسان الفرد لا يرى نفسه بوضوح. فأنا الآن لا أرى نفسي وأنا منهمك الآن في كتابة هذه المقالة، وأنت الآن لا ترى نفسك وأنت تقرأ هذه المقالة .. لن تتمكن من رؤية نفسك إلا إذا كنت جالسًا أمام مرآة .. غيرك يراك، وأنت ترى غيرك .. ننتبه إلى الغير وما يرتكبه من أفعال، ونغفل عن رؤية أنفسنا .. غياب الوعي الذاتي وتغييبه مسئول عن كثير من المظاهر السلبية ......
#وجوه
#وأقنعة
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=769095
#الحوار_المتمدن
#حسين_علي في إحدى الحفلات جلست امرأة بجوار الكاتب الشهير «برنارد شو»، فهمس في أذنها: - هل تقبلين قضاء ليلة معي مقابل مليون جنيه؟ ابتسمت وقالت: - طبعًا بكل سرور. عاد وسألها: - هل من الممكن أن نُخفِّض المبلغ إلى عشرة جنيهات؟ غضبت المرأة وصرخت في وجهه: - من تظنني أكون؟1 قال: - سيدتي نحن نعرف من تكونين .. نحن فقط اختلفنا على الأجر. كم منا طرح هذا السؤال على نفسه: - من أنا؟ .. ومن أكون؟ كثيرون يخشون سقوط الأقنعة البرَّاقة التي تغطي وجوههم، ويتخفون وراءها .. الازدواجية العربية داء عضال احتار الأطباء في معالجته، نبطن شيئًا ونظهر شيئًا آخر .. نظهر ورعًا وتقوى، ونخفي عهرًا وفجورًا .. إنني لا أصدر أحكامًا عامة ومطلقة، من المؤكد أن هناك استثناءات يتصف أصحابها بالصدق والنزاهة .. غير أن خطورة الحديث عن وجود استثناءات تكمن في أن مثل هذا الحديث يُفْسِّد الغرض من كتابة هذا المقال، إذ سوف يسارع كل من يقرأ هذا المقال بإدراج نفسه ضمن هذه الفئة المستثناة، وبالتالي لن يكلف نفسه عناء البحث عن حقيقة ذاته: هل هو حقًا صادق وأمين وشريف؟ أم أنه ينسب هذه الفضائل إلى نفسه ادعاءً؛ معتقدًا إنه من أهل التقوى والورع في الظاهر والباطن؟ يحلو للمرء دومًا توجيه سهام النقد إلى غيره من البشر، مستثنيًا ذاته من الملامة، ينتبه إلى عيوب الآخرين غافلاً عن أخطائه وخطاياه، وذلك ما أشارت إليه إحدى آيات الكتاب المقدس (العهد الجديد: إنجيل لوقا الإصحاح السادس 42، وإنجيل متى الإصحاح السابع 6)؛ جاء في تلك الآية: «لِمَاذَا تَنْظُرُ الْقَذَى الَّذِي فِي عَيْنِ أَخِيكَ، وَأَمَّا الْخَشَبَةُ الَّتِي فِي عَيْنِكَ فَلاَ تَفْطَنُ لَهَا؟». والقذى: هو الوسخ الذي يوجد في ركن العين، والذي يميل لونه إلى الاصفرار أو الاخضرار، والمقصود به الأشياء الضئيلة التي لا تكاد تدرك، يراها الإنسان ويفتح عينيه عليها ما دامت في عين أخيه. ويغفل عن الخشبة المغروزة في عينه!! ترسم الآية صورة تنطوي على قدر كبير من المبالغة؛ لكنها مبالغة تستهدف إيضاح كيف أن المرء لا يفطن إلى عيوبه، وإن فطن إليها فإنه يحرص على تجاهلها، ويُشيح بوجهه عنها؛ كأنها غير موجودة. لا يشغل باله بالبحث عن عيوبه وفحصها ومحاولة إصلاحها، في حين يدقق في سلوك الغير، ويتحرى عن أخطاء الآخرين وخطاياهم بغية إدراك عيوبهم مهما صغر قدرها!! لا يكف المواطن العربي، ليل نهار، عن توجيه سهام النقد لكافة الأوضاع السائدة في بلاده، وخلال هذا النقد يستثني نفسه من اللوم، يُلْقِي مسئولية كل قصور على كاهل غيره، حتى بدا المشهد في نهاية الأمر وكأن قوى خفية هى التي ارتكبت كل الأخطاء والخطايا، وتسببت في حالة التردي التي نحن عليها. إذا تحدثنا عن انحطاط القيم الأخلاقية، فإن الواحد منا يأسف على تفشي النفاق والكذب وعدم الوفاء بالعهد وغيرها من رذائل. إذا نظرت إلى حماس هذا الشخص أو ذاك وهو يدافع عن القيم والمثل، ويحزن لغيابها؛ حتى تنتابك الحيرة، وتجد نفسك مضطرًا لطرح السؤال الآتي: إذا كان كل واحد منا يتحدث بوصفه مصلحًا، فمن يا ترى المسئول الحقيقي عن هذه الحالة من التردي التي تعيشها مجتمعاتنا؟ إن الإنسان الفرد لا يرى نفسه بوضوح. فأنا الآن لا أرى نفسي وأنا منهمك الآن في كتابة هذه المقالة، وأنت الآن لا ترى نفسك وأنت تقرأ هذه المقالة .. لن تتمكن من رؤية نفسك إلا إذا كنت جالسًا أمام مرآة .. غيرك يراك، وأنت ترى غيرك .. ننتبه إلى الغير وما يرتكبه من أفعال، ونغفل عن رؤية أنفسنا .. غياب الوعي الذاتي وتغييبه مسئول عن كثير من المظاهر السلبية ......
#وجوه
#وأقنعة
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=769095
الحوار المتمدن
حسين علي - وجوه .. وأقنعة