فاطمة ناعوت : اختطاف … متلازمة عشق الطريدة للقناص
#الحوار_المتمدن
#فاطمة_ناعوت f.naoot@hotmail.comفي وثبة نوعية جميلة، خطفتْ أنظارَنا الدراما السعودية الفاتنة "اختطاف"، على مدى ثلاثة عشر حلقة عبر منصّة "شاهد VIP”. أدخلنا المسلسلُ عالمَ الجريمة من بابها الناعم الذي يتقاطعُ مع عالم المرض النفسي الذي خضع له صبيٌّ عاش طفولةً معذّبة مع أبٍ قاسٍ وأمٍّ لا حول لها؛ فشبَّ كارهًا للعالم وللبشر. لكنه قرر علاج أوجاعه عن طريق سرقة طفولة طفلة تعيش حياة سوية سعيدة مع أسرتها. خطف الصبيُّ طفلةً ليكبُرا معًا داخل قبو خفيّ في بيت ريفي مهجور، وأوسعها من ألوان التعذيب التي ذاقها من أبيه، حتى نشأت بينهما علاقةٌ شاذة تتأرجح بين العشق والامتلاك والإذلال. يفتحُ لنا المسلسلُ بابَه بعدما كبرت الطفلةُ المخطوفة وصارت فتاة جميلة في العشرين من عمرها مقيدةً بالجنازير مُلقاه في ظُلمة قبو موحش كئيب، وحيدةً إلا من طيفٍ وهميّ خلقته من خيالها تحادثه في وحدتها. هذا الطيفُ هو عقلُها الباطن الذي يحثّها على الهروب، لكن عقلها الواعي يرفضُ ويجادلُ جازمًا باستحالة الهرب من الخاطف الجبار الذي يحبسها في تابوت ضيق كلما عنّ لها الخروجُ عن أوامره. صارت الفتاةُ شوهاءَ مقوسةَ الظهر معوجّة الساقين مشوشة الفكر لا تتكلم إلا فيما ندر ولا تعرف من الحياة إلا خاطفها المتجبر "ماجد" الذي أدى دوره باقتدار الفنان السعودي "خالد صقر". أما الفنانة الجميلة "إلهام علي" فقد أدّت على نحو فائق دور الفتاة المختطفة "لينا" وكذلك شقيقتها التوأم المتطابق "خلود" التي تحيا مع أسرتها حياة كريمة وتستعد لحفل عرسها الوشيك، لولا أن أباها وأمّها لم ينسيا شقيقتها المخطوفة منذ عشرين عامًا، والمرارةُ من فقدها لم تبرح بيتهم ولا قلوبهم. فتقررُ "خلود" أن تضحي بعرسها وتظهر على شاشات التليفزيون دون نقاب لكي يتعرف الناسُ على وجهها، الذي هو صورة طبق الأصل من وجه شقيقتها المفقودة، علّ أحدًا يتعرف عليها ويدل على مكانها وشخصية المجرم الخاطف. وعلى الجانب الآخر يقرر الخاطفُ المريض أن يختطف الشقيقة التوأم حتى يُكمل مجموعته، تمامًا كما فعل "باتريك زوسكند" في رواية "العطر" أو "دون فاولر" في رواية "جامع الفراشات"، مع الضحايا من العذراوات الجميلات. فالمريضُ النفسي عادة لا يكتفي بضحية واحدة بل يسعى لإكمال المجموعة مهما كلفه هذا من إهراق لدماء الأبرياء، تمامًا مثلما يصطاد الهاوي فراشاتٍ ملونةً ليصبّرها في ألبوم، ويقضي عمره في محاولة إتمام المجموعة. المسلسل السعودي الجميل "اختطاف" قصة وسيناريو وحوار المبدعة السعودية "أماني السليمي" وإخراج البريطاني "مارك إيفرست" المتخصص في أفلام الجريمة والاختطاف. أبدع مدير التصوير "أليزاندرو مارتيلا"في صنع كادرات بارعة مشوقة تخطف الأبصار. وأبدعت الاستايلست "بسمة الفحل" في رسم التناقض الفادح بين المُختطَفة البائسة في ملابسها الرثّة وتوأمها الأنيقة المدللة. أما الموسيقى التصويرية التي وضعها "باسم مارديني" فكانت في ذاتها بطلا حقيقيًّا في الدراما، تتماوج بين إيقاع موسيقى الرعب في مشاهد الخوف، ورقرقات النغم الطفولي في مشاهد نوستالجيا الطفولة وعروسة الطفلة المختطفة. في الحلقة الأخيرة انتهت الدراما نهاية دراماتيكية تراجيدية، تسخر من قانون التوقعات المنطقية، ولا تطفى ظمأ المشاهدين بالقصاص من المجرم الخاطف الذي نجحت المباحثُ والشرطة السعودية في التعرف على شخصيته وتضييق الخناق عليه، وإعادة المختطفتين إلى حضن أسرتهما. "خلود" عادت لسعادتها في انتظار عرسها الوشيك، بينما "لينا" تصوم عن الكلام بعد تحريرها من الخطف وعودتها إلى بيت أبيها، وكأنها تُضمر أمرًا خطيرًا تنتوي تنفيذَه، لأنها لم ......
#اختطاف
#متلازمة
#الطريدة
#للقناص
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=733102
#الحوار_المتمدن
#فاطمة_ناعوت f.naoot@hotmail.comفي وثبة نوعية جميلة، خطفتْ أنظارَنا الدراما السعودية الفاتنة "اختطاف"، على مدى ثلاثة عشر حلقة عبر منصّة "شاهد VIP”. أدخلنا المسلسلُ عالمَ الجريمة من بابها الناعم الذي يتقاطعُ مع عالم المرض النفسي الذي خضع له صبيٌّ عاش طفولةً معذّبة مع أبٍ قاسٍ وأمٍّ لا حول لها؛ فشبَّ كارهًا للعالم وللبشر. لكنه قرر علاج أوجاعه عن طريق سرقة طفولة طفلة تعيش حياة سوية سعيدة مع أسرتها. خطف الصبيُّ طفلةً ليكبُرا معًا داخل قبو خفيّ في بيت ريفي مهجور، وأوسعها من ألوان التعذيب التي ذاقها من أبيه، حتى نشأت بينهما علاقةٌ شاذة تتأرجح بين العشق والامتلاك والإذلال. يفتحُ لنا المسلسلُ بابَه بعدما كبرت الطفلةُ المخطوفة وصارت فتاة جميلة في العشرين من عمرها مقيدةً بالجنازير مُلقاه في ظُلمة قبو موحش كئيب، وحيدةً إلا من طيفٍ وهميّ خلقته من خيالها تحادثه في وحدتها. هذا الطيفُ هو عقلُها الباطن الذي يحثّها على الهروب، لكن عقلها الواعي يرفضُ ويجادلُ جازمًا باستحالة الهرب من الخاطف الجبار الذي يحبسها في تابوت ضيق كلما عنّ لها الخروجُ عن أوامره. صارت الفتاةُ شوهاءَ مقوسةَ الظهر معوجّة الساقين مشوشة الفكر لا تتكلم إلا فيما ندر ولا تعرف من الحياة إلا خاطفها المتجبر "ماجد" الذي أدى دوره باقتدار الفنان السعودي "خالد صقر". أما الفنانة الجميلة "إلهام علي" فقد أدّت على نحو فائق دور الفتاة المختطفة "لينا" وكذلك شقيقتها التوأم المتطابق "خلود" التي تحيا مع أسرتها حياة كريمة وتستعد لحفل عرسها الوشيك، لولا أن أباها وأمّها لم ينسيا شقيقتها المخطوفة منذ عشرين عامًا، والمرارةُ من فقدها لم تبرح بيتهم ولا قلوبهم. فتقررُ "خلود" أن تضحي بعرسها وتظهر على شاشات التليفزيون دون نقاب لكي يتعرف الناسُ على وجهها، الذي هو صورة طبق الأصل من وجه شقيقتها المفقودة، علّ أحدًا يتعرف عليها ويدل على مكانها وشخصية المجرم الخاطف. وعلى الجانب الآخر يقرر الخاطفُ المريض أن يختطف الشقيقة التوأم حتى يُكمل مجموعته، تمامًا كما فعل "باتريك زوسكند" في رواية "العطر" أو "دون فاولر" في رواية "جامع الفراشات"، مع الضحايا من العذراوات الجميلات. فالمريضُ النفسي عادة لا يكتفي بضحية واحدة بل يسعى لإكمال المجموعة مهما كلفه هذا من إهراق لدماء الأبرياء، تمامًا مثلما يصطاد الهاوي فراشاتٍ ملونةً ليصبّرها في ألبوم، ويقضي عمره في محاولة إتمام المجموعة. المسلسل السعودي الجميل "اختطاف" قصة وسيناريو وحوار المبدعة السعودية "أماني السليمي" وإخراج البريطاني "مارك إيفرست" المتخصص في أفلام الجريمة والاختطاف. أبدع مدير التصوير "أليزاندرو مارتيلا"في صنع كادرات بارعة مشوقة تخطف الأبصار. وأبدعت الاستايلست "بسمة الفحل" في رسم التناقض الفادح بين المُختطَفة البائسة في ملابسها الرثّة وتوأمها الأنيقة المدللة. أما الموسيقى التصويرية التي وضعها "باسم مارديني" فكانت في ذاتها بطلا حقيقيًّا في الدراما، تتماوج بين إيقاع موسيقى الرعب في مشاهد الخوف، ورقرقات النغم الطفولي في مشاهد نوستالجيا الطفولة وعروسة الطفلة المختطفة. في الحلقة الأخيرة انتهت الدراما نهاية دراماتيكية تراجيدية، تسخر من قانون التوقعات المنطقية، ولا تطفى ظمأ المشاهدين بالقصاص من المجرم الخاطف الذي نجحت المباحثُ والشرطة السعودية في التعرف على شخصيته وتضييق الخناق عليه، وإعادة المختطفتين إلى حضن أسرتهما. "خلود" عادت لسعادتها في انتظار عرسها الوشيك، بينما "لينا" تصوم عن الكلام بعد تحريرها من الخطف وعودتها إلى بيت أبيها، وكأنها تُضمر أمرًا خطيرًا تنتوي تنفيذَه، لأنها لم ......
#اختطاف
#متلازمة
#الطريدة
#للقناص
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=733102
الحوار المتمدن
فاطمة ناعوت - اختطاف … متلازمة عشق الطريدة للقناص