غازي الصوراني : أنطونيو جرامشي 1891 – 1937
#الحوار_المتمدن
#غازي_الصوراني سياسي وفيلسوف إيطالي، ولد في آليس (سردينيا) ثم انتقل –مع أسرته- إلى تورينو، وأتم فيها دراسته الجامعية (فلسفة وتاريخ وفيلولوجيا)، وانتمى في عام 1913 إلى الحزب الاشتراكي، وغدا بسرعة من قادة الجناح اليساري للحزب؛ وبعد اضطرابات 1917 برز كمفكر وقائد شيوعي، وفي يناير عام 1921 أصبح جرامشي سكرتيراً عاماً للحزب الشيوعي الايطالي، ومن ثم أصبح هذا الفيلسوف الماركسي –كما يقول سيار الجميل- "مرجعاً مثقفاً وعضوياً لكل الحركة اليسارية الايطالية، حيث جمع الثقافة بالسياسة، وجمع القيادة بالنضال، وهذا ما لم يُتَح إلا للندرة من المثقفين".انتخب نائباً عن مدينة تورينو (1924-1926)، وفي عام 1926 قام الفاشيون باعتقال القائد الشيوعي المفكر جرامشي بأمر خاص من موسوليني وظل مسجوناً حتى عام 1937.واجه جرامشي الأسْر بشجاعة ورباطة جأش، كما تشهد على ذلك رسائل السجن (صدرت بعد وفاته، في عام 1947)، واستغرق في تأمل عقلي عميق، نَمَّ عن فكر موسوعي، حول عدد من المواضيع الاجتماعية والتاريخية والفلسفية والأدبية، وسجل ملاحظاته بصددها في اثنين وثلاثين كراساً.وقع جرامشي فريسة مرض خطير من جراء إقامته الطويلة في السجن، فارتفعت صرخات الاستنكار في عدد من عواصم العالم، الأمر الذي حدا بالحكومة الفاشية إلى "إطلاق سراحه" أول نيسان عام 1937، ولا سيما أنها كانت واثقة من دنو أجله؛ ونقل إلى أحد مستشفيات روما، حيث وافته المنية يوم 27 نيسان من نفس العام بعد خروجه من السجن بأيام قليلة. يقول المفكر الراحل محمود أمين العالم "قد يكون من تحصيل الحاصل القول : بأن الأساس الفلسفي لفكر جرامشي هو الفلسفة الماركسية، أي المادية الجدلية والمادية التاريخية،إلا أن هذا القول لا يحدد وحده خصوصية الأساس الفلسفي لفكر جرامشي، أو خصوصية هذا الفكر نفسه، ذلك إن جرامشي ليس بصاحب مذهب أو نسق فلسفي يحمل إجابات معينة في المجالات الفلسفية المتخصصة كالانتولوجيا والابستومولوجيا والاكسيولوجيا شأن الفلاسفة التقليديين والمحترفين عامة للفلسفة، وما ابعده هو نفسه عن هذا المفهوم التقليدي الاحترافي للفلسفة، إنه صاحب رؤية نظرية مستنده بغير شك إلى الفلسفة الماركسية، وتتضمن مساهمات في الإجابة على بعض مشكلات هذه المجالات الفلسفية المتخصصة، إلا أنه صاحب رؤية خاصة لمفهوم الفلسفة ذاتها ومداها ودلالتها، وهي رؤية تختلف اختلافاً جذرياً عن المفهوم التقليدي للفلسفة، وهي أيضاً رؤية مستمدة بغير شك من منهجيته الجدلية، وماركسيته بوجه عام، إلا أننا نستطيع القول بأن الفلسفة الهيجلية وهي جذر فلسفي أساسي للماركسية كما نعرف – كانت ذات تأثير كبير مباشر على فكر جرامشي رغم اختلافه المنهجي معها"([1]).يعد المفكر الشيوعي انطونيو غرامشي"أحد أبرز المجددين في الفكر الاشتراكي العلمي "الماركسي" الحديث، وتتركز أهم أفكار جرامشي –كما يقول سامي خشبه- "في نقده الجذري لفكرة ماركس عن دور القوى الاقتصادية كمحرك وحيد للتاريخ ونقده للمادية التاريخية كما شرحها ماركس وفسرها لينين، ويعتقد جرامشي أن الأفكار من ناحية – كقوة مجردة- والتصرفات الانسانية التلقائية – الفردية أو الجماعية من ناحية أخرى، تؤثر في سير التاريخ وحركته – تقدماً وتراجعاً بقوة لا تقل عن تاثير قوى الإنتاج وأدواته وعلاقاته (أي عن تاثير العوامل الاقتصادية)، وأدى به هذا الاهتمام بدور وتاثير الفكر والثقافة والجهد الانساني، إلى ابتكار فكرة "الهيمنة" حيث تستطيع الطبقة المسيطرة اجتماعياً أن تفرض ثقافتها وفكرها على المجتمع كله، كما أكد جرامشي على دور المثقفين في صنع ثقافة الأمة الواحدة، ووصف جرامشي المثقف م ......
#أنطونيو
#جرامشي
#1891
#1937
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=712133
#الحوار_المتمدن
#غازي_الصوراني سياسي وفيلسوف إيطالي، ولد في آليس (سردينيا) ثم انتقل –مع أسرته- إلى تورينو، وأتم فيها دراسته الجامعية (فلسفة وتاريخ وفيلولوجيا)، وانتمى في عام 1913 إلى الحزب الاشتراكي، وغدا بسرعة من قادة الجناح اليساري للحزب؛ وبعد اضطرابات 1917 برز كمفكر وقائد شيوعي، وفي يناير عام 1921 أصبح جرامشي سكرتيراً عاماً للحزب الشيوعي الايطالي، ومن ثم أصبح هذا الفيلسوف الماركسي –كما يقول سيار الجميل- "مرجعاً مثقفاً وعضوياً لكل الحركة اليسارية الايطالية، حيث جمع الثقافة بالسياسة، وجمع القيادة بالنضال، وهذا ما لم يُتَح إلا للندرة من المثقفين".انتخب نائباً عن مدينة تورينو (1924-1926)، وفي عام 1926 قام الفاشيون باعتقال القائد الشيوعي المفكر جرامشي بأمر خاص من موسوليني وظل مسجوناً حتى عام 1937.واجه جرامشي الأسْر بشجاعة ورباطة جأش، كما تشهد على ذلك رسائل السجن (صدرت بعد وفاته، في عام 1947)، واستغرق في تأمل عقلي عميق، نَمَّ عن فكر موسوعي، حول عدد من المواضيع الاجتماعية والتاريخية والفلسفية والأدبية، وسجل ملاحظاته بصددها في اثنين وثلاثين كراساً.وقع جرامشي فريسة مرض خطير من جراء إقامته الطويلة في السجن، فارتفعت صرخات الاستنكار في عدد من عواصم العالم، الأمر الذي حدا بالحكومة الفاشية إلى "إطلاق سراحه" أول نيسان عام 1937، ولا سيما أنها كانت واثقة من دنو أجله؛ ونقل إلى أحد مستشفيات روما، حيث وافته المنية يوم 27 نيسان من نفس العام بعد خروجه من السجن بأيام قليلة. يقول المفكر الراحل محمود أمين العالم "قد يكون من تحصيل الحاصل القول : بأن الأساس الفلسفي لفكر جرامشي هو الفلسفة الماركسية، أي المادية الجدلية والمادية التاريخية،إلا أن هذا القول لا يحدد وحده خصوصية الأساس الفلسفي لفكر جرامشي، أو خصوصية هذا الفكر نفسه، ذلك إن جرامشي ليس بصاحب مذهب أو نسق فلسفي يحمل إجابات معينة في المجالات الفلسفية المتخصصة كالانتولوجيا والابستومولوجيا والاكسيولوجيا شأن الفلاسفة التقليديين والمحترفين عامة للفلسفة، وما ابعده هو نفسه عن هذا المفهوم التقليدي الاحترافي للفلسفة، إنه صاحب رؤية نظرية مستنده بغير شك إلى الفلسفة الماركسية، وتتضمن مساهمات في الإجابة على بعض مشكلات هذه المجالات الفلسفية المتخصصة، إلا أنه صاحب رؤية خاصة لمفهوم الفلسفة ذاتها ومداها ودلالتها، وهي رؤية تختلف اختلافاً جذرياً عن المفهوم التقليدي للفلسفة، وهي أيضاً رؤية مستمدة بغير شك من منهجيته الجدلية، وماركسيته بوجه عام، إلا أننا نستطيع القول بأن الفلسفة الهيجلية وهي جذر فلسفي أساسي للماركسية كما نعرف – كانت ذات تأثير كبير مباشر على فكر جرامشي رغم اختلافه المنهجي معها"([1]).يعد المفكر الشيوعي انطونيو غرامشي"أحد أبرز المجددين في الفكر الاشتراكي العلمي "الماركسي" الحديث، وتتركز أهم أفكار جرامشي –كما يقول سامي خشبه- "في نقده الجذري لفكرة ماركس عن دور القوى الاقتصادية كمحرك وحيد للتاريخ ونقده للمادية التاريخية كما شرحها ماركس وفسرها لينين، ويعتقد جرامشي أن الأفكار من ناحية – كقوة مجردة- والتصرفات الانسانية التلقائية – الفردية أو الجماعية من ناحية أخرى، تؤثر في سير التاريخ وحركته – تقدماً وتراجعاً بقوة لا تقل عن تاثير قوى الإنتاج وأدواته وعلاقاته (أي عن تاثير العوامل الاقتصادية)، وأدى به هذا الاهتمام بدور وتاثير الفكر والثقافة والجهد الانساني، إلى ابتكار فكرة "الهيمنة" حيث تستطيع الطبقة المسيطرة اجتماعياً أن تفرض ثقافتها وفكرها على المجتمع كله، كما أكد جرامشي على دور المثقفين في صنع ثقافة الأمة الواحدة، ووصف جرامشي المثقف م ......
#أنطونيو
#جرامشي
#1891
#1937
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=712133
الحوار المتمدن
غازي الصوراني - أنطونيو جرامشي (1891 – 1937)