عبدالله عطية شناوة : الچراوية أكثر أصالة من العقال
#الحوار_المتمدن
#عبدالله_عطية_شناوة ربما يفاجأ البعض عند الإشارة الى أن العقال الذي ينظر اليه كجزء أصيل من الزي الرجالي العراقي لم يكن حتى خمسينات القرن العشرين جزءا من الزي الشعبي البغدادي أو الموصلي أو البصري، ناهيك عن الكردي. وإنعاشا للذاكرة نقول أن زي البغداديين الشعبي كان حتى ذلك الحين مكون من السروال والـ ((زبون)) الذي يعادل القميص الرجالي العصري، وهما من اللون الأبيض عادة، فوقهما الـ ((صاية)) وهي رداء مفتوح من إعلى إلى أسفل حيث يصل القدمين يجمع طرفاه، عند الخصر، بحزام من قماش الصاية ولونها في الغالب، ويبطن الحزام بحشوة تجعل منه صلبا نوعا ما ليقوم بدور الحزام، ثم الجاكيت، أوالـ (( سترة)) كما تسمى باللهجة البغدادية. ويفضل أن تكون من ذات القماش وذات اللون، لكن ذلك ليس ملزما. تعلو جميع هذه القطع العباءة الرجالية، مختلفة الألوان، وبعضها مقصب بالحرير الـ ((بريسم)).ولم يعتد البغداديون، أو ((البغاذّة)) إرتداء العقال، وكان كبار السن يحملوه كهدايا للأقارب عند عودتهم من أداء فريضة الحج في الحجاز. أما غطاء الرأس البغدادي التقليدي فهو يقتصر على ((الچراوية)) وهي مكونة من ((عرقچين)) وهي قلنسوة نصف كروية مرنة، يلف حولها الشماغ أو اليشماغ، وهو ذات الحطّه الفلسطينية، أو الكوفية الأردنية، يلف الشماغ على الـ ((عرقچين)) على شكل عمامة. ويمكن الإستعاضة عن الشماغ بالـ ((غترة)) وهي عادة من اللون الأبيض أو البيج الفاتح، ويسمى باللهجة العراقية ((شكري)) وأسم اللون مشتق من لون السكر قبل تكريره ,وأكسابه اللون الأبيض.وفي أوقات متأخرة زحف العقال الى بغداد وباقي المدن العراقية مع موجات نزوح القبائل البدوية من باديتي الشام وشبه الجزيرة العربية الى سهول دجلة والفرات وأستيطانها وتحولها الى الزراعة. وهكدا أنتشر العقال في الأرياف أولا، ثم أخترق أسوار المدن وصار يزاحم الچراوية والسدارة والـ ((كشيدة))، والأخيرة غطاء رأس مكون من طربوش أحمر مثل الطرابيش اللبنانية والمصرية والمغربية يلف أسفله منديل، أخضر في الغالب، كان يرتدية بعض وجهاء المدن ((الچلبيون))، ومازال خدم بعض المراقد الشيعية المقدسة في النجف وكربلاء والكاظمية وسامراء يواصلون إرتداء الكشيدة. ولو راجعنا التراث الأدبي العربي برمته، لصعب علينا أن نجد ما يشير الى أن العقال كان جزءا من الزي الرجالي العربي عموما. بينما يحفل ذلك التراث بوصف أشكال العمائم، وأنواع أقمشتها والمجوهرات التي تزين بها عندما يعتمرها الموسورون. ويكفي التذكير هنا ببيت سُحَيْم بن وَثيل الذي تمثل به الحجاج في خطبة الكوفة الشهيرة:أَنَا ابنُ جَلَا وطَلَّاعُ الثَّنَايَامتَى أضَعِ العِمامَةَ تَعرِفُوني.العمامة أذن هي غطاء الرأس الشعبي العربي وليس العقال. والچراوية البغدادية تمثل شكلا بسيطا من أشكالها. والعرقچين من مكوناتها، وأضيف لهما لاحقا الكشيدة والسدارة. وأشهر من أرتدى العرقچين شاعر العراق الأكبر محمد مهدي الجواهري، وأشهر من أرتدى الكشيدة الزعيم الوطني جعفر أبو التمن، أما أشهر من أرتدى السدارة بعد الملك فيصل الأول فهو الباحث العراقي الأبرز في علم الإجتماع علي الوردي. ......
#الچراوية
#أكثر
#أصالة
#العقال
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=727422
#الحوار_المتمدن
#عبدالله_عطية_شناوة ربما يفاجأ البعض عند الإشارة الى أن العقال الذي ينظر اليه كجزء أصيل من الزي الرجالي العراقي لم يكن حتى خمسينات القرن العشرين جزءا من الزي الشعبي البغدادي أو الموصلي أو البصري، ناهيك عن الكردي. وإنعاشا للذاكرة نقول أن زي البغداديين الشعبي كان حتى ذلك الحين مكون من السروال والـ ((زبون)) الذي يعادل القميص الرجالي العصري، وهما من اللون الأبيض عادة، فوقهما الـ ((صاية)) وهي رداء مفتوح من إعلى إلى أسفل حيث يصل القدمين يجمع طرفاه، عند الخصر، بحزام من قماش الصاية ولونها في الغالب، ويبطن الحزام بحشوة تجعل منه صلبا نوعا ما ليقوم بدور الحزام، ثم الجاكيت، أوالـ (( سترة)) كما تسمى باللهجة البغدادية. ويفضل أن تكون من ذات القماش وذات اللون، لكن ذلك ليس ملزما. تعلو جميع هذه القطع العباءة الرجالية، مختلفة الألوان، وبعضها مقصب بالحرير الـ ((بريسم)).ولم يعتد البغداديون، أو ((البغاذّة)) إرتداء العقال، وكان كبار السن يحملوه كهدايا للأقارب عند عودتهم من أداء فريضة الحج في الحجاز. أما غطاء الرأس البغدادي التقليدي فهو يقتصر على ((الچراوية)) وهي مكونة من ((عرقچين)) وهي قلنسوة نصف كروية مرنة، يلف حولها الشماغ أو اليشماغ، وهو ذات الحطّه الفلسطينية، أو الكوفية الأردنية، يلف الشماغ على الـ ((عرقچين)) على شكل عمامة. ويمكن الإستعاضة عن الشماغ بالـ ((غترة)) وهي عادة من اللون الأبيض أو البيج الفاتح، ويسمى باللهجة العراقية ((شكري)) وأسم اللون مشتق من لون السكر قبل تكريره ,وأكسابه اللون الأبيض.وفي أوقات متأخرة زحف العقال الى بغداد وباقي المدن العراقية مع موجات نزوح القبائل البدوية من باديتي الشام وشبه الجزيرة العربية الى سهول دجلة والفرات وأستيطانها وتحولها الى الزراعة. وهكدا أنتشر العقال في الأرياف أولا، ثم أخترق أسوار المدن وصار يزاحم الچراوية والسدارة والـ ((كشيدة))، والأخيرة غطاء رأس مكون من طربوش أحمر مثل الطرابيش اللبنانية والمصرية والمغربية يلف أسفله منديل، أخضر في الغالب، كان يرتدية بعض وجهاء المدن ((الچلبيون))، ومازال خدم بعض المراقد الشيعية المقدسة في النجف وكربلاء والكاظمية وسامراء يواصلون إرتداء الكشيدة. ولو راجعنا التراث الأدبي العربي برمته، لصعب علينا أن نجد ما يشير الى أن العقال كان جزءا من الزي الرجالي العربي عموما. بينما يحفل ذلك التراث بوصف أشكال العمائم، وأنواع أقمشتها والمجوهرات التي تزين بها عندما يعتمرها الموسورون. ويكفي التذكير هنا ببيت سُحَيْم بن وَثيل الذي تمثل به الحجاج في خطبة الكوفة الشهيرة:أَنَا ابنُ جَلَا وطَلَّاعُ الثَّنَايَامتَى أضَعِ العِمامَةَ تَعرِفُوني.العمامة أذن هي غطاء الرأس الشعبي العربي وليس العقال. والچراوية البغدادية تمثل شكلا بسيطا من أشكالها. والعرقچين من مكوناتها، وأضيف لهما لاحقا الكشيدة والسدارة. وأشهر من أرتدى العرقچين شاعر العراق الأكبر محمد مهدي الجواهري، وأشهر من أرتدى الكشيدة الزعيم الوطني جعفر أبو التمن، أما أشهر من أرتدى السدارة بعد الملك فيصل الأول فهو الباحث العراقي الأبرز في علم الإجتماع علي الوردي. ......
#الچراوية
#أكثر
#أصالة
#العقال
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=727422
الحوار المتمدن
عبدالله عطية شناوة - الچراوية أكثر أصالة من العقال