أسامة غانم : السرد المؤسطر بين الواقعي والمتخيّل
#الحوار_المتمدن
#أسامة_غانم الموت يصنع التاريخ والتاريخ يصنع الموت . جون كيتس تستمد رواية " زقاق الجُمجٌم "* للروائي بيات مرعي نسغها من جوهر الوقائع التاريخية – السياسية – السوسيولوجية ، وهي تعمل على تحويل المشاهد الواقعية الى مشاهد اسطورية ، عبر مزاوجتها في سياقات تخيلية موحدة ، وهكذا فإن الواقع المرسوم في السرد المتخيل ما هو الا عبارة عن سرد يستوحي المتخيل المرسوم في الواقع للشخصيات والأحداث ، فاللجوء الى المتخيل يكون من اجل خلق عوالم مغايرة ، أو اختراع عوالم بديلة تكون نقطة الشروع في مزاوجة الواقع بالمتخيل ، لأن هذا الواقع قد انهك الاشخاص ، كونه مؤلم جداً لاحتوائه على معاناة عميقة غير خاضعة لحدود ، لذا احياناً يجدوه معقداً ولا يعرفوا ماذا يفعلوا ، واحياناً اخرى يكون لا معقول بالنسبة لهم أو غير مفهوم بتاتا ، فالإنسان يقف " عاجزاً أمام أسئلة الوجود وأسئلة الواقع فيلجأ إلى المتخيل ليجد أجوبة لم تمنح له ، أي أن المتخيل لا ينبع عن اختراع أعلى بل عن سؤال لم يشبع العقل " 1 . عند ذلك يتقبل هذا الواقع االمأساوي، الشخصيات والأحداث والامكنة المؤسطرة ، لأنه في " عالم يتقبل العناصر المؤسطرة بصورة مبهمة لحياته اليومية "2 . تمثل الاسطورة بالنسبة للكتّاب دعماً ابداعياً جمالياً ، اما في النقد فتعتبر الاسطورة مفتاحا ًتفسيرياً ، ولكن ماهي الاسطورة اليوم بالمفهوم الحديث ، يقول بارت " سأعطي مباشرةً جواباً بسيطاً يتفق تماما مع علم الاشتقاق : الأسطورة كلام.. أن الأسطورة عبارةً عن منظومة اتصال . إنها رسالة . إنها صيغة من صيغ الدلالة "3 . وهذا ما نعثر عليه بكثافة عالية في نص رواية " زقاق الجمجم " ، فأن اللغة فيه حاملة للدلالات ، يعني الكلام المشتق من اللغة كذلك ، وهو في الوقت ذاته منظومة اتصال ، مع كل الخطابات ، أذن من الممكن أن يصبح كل شيء أسطورة " لأن العالم معينً لا ينضب من الإيحاءات " 4 .وعلينا أن لا ننسى أن الأسطورة هنا في النص موظفة كأداة تفسيرية . وهذا ما جعل الروائي المعاصر أن يقوم بتوظيف العنصر الاسطوري في روايته ، كما في رواية " زقاق الجمجم " ، عندما قام الروائي بتوظيف العناصر اليومية الاعتيادية من خلال لغة الاسطورة الى عناصر اسطورية ، فاللغة قد تحولت من اعتيادية الى مؤسطرة . إن رواية " زقاق الجمجم " مُتشْكلة من حكايات متعددة ، متناسلة من بعضها ، متداخلة متشابكة في بعضها ، ليس ذلك فحسب ، بل حتى الأزمنة فيها متداخلة بقوة ، بحيث تتيه على القارىء غير المْركزْ في السرد عن أي زمن يتكلم النص ، ولو لم يضع الروائي بعض التواريخ في متن النص أو كتابته لبعض الاشارات العابرة لأصبح الزمان في النص مفقود بالنسبة للقارئ ، بل ومبهم وغامض . تبدأ الرواية بإهداء محمل بسخرية مبطنة ، ولا معقوليته ، مع الاشارة الى نساء زقاق الجمجم الخمسة والحبيبة غير المعروفة : " إلى ضحايا الحرب العالميّة السّابعة نساء الجمجم وحبيبتي " ص7 ، وقد يتسأل المتلقي افتراضيا: لماذا حشر المؤلف في الاهداء مع نساء الزقاق ،الحبيبة (غموض)؟ وماهي الغاية المقصودة بالحرب العالمية السابعة (عدم الحدوث)؟ هنا من حق المتلقي أن يلجأ الى التأويل ، لأن التأويل متعدد الأوجه بالنسبة للنص وبالنسبة للمتلقي ، فالنص هو فضاء مستقل للمعنى " لأن حدث النصّ ليس حدثاً من إنشاء المؤلف ، وليس معنىّ لمعنى المؤلف . وكلَ من الحدث والمعنى في متناول التأويل أو التفسير "5 ، وبما أن المتلقي يؤسس المعنى ، فاذا المعنى يتأسس في قرا ......
#السرد
#المؤسطر
#الواقعي
#والمتخيّل
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=757845
#الحوار_المتمدن
#أسامة_غانم الموت يصنع التاريخ والتاريخ يصنع الموت . جون كيتس تستمد رواية " زقاق الجُمجٌم "* للروائي بيات مرعي نسغها من جوهر الوقائع التاريخية – السياسية – السوسيولوجية ، وهي تعمل على تحويل المشاهد الواقعية الى مشاهد اسطورية ، عبر مزاوجتها في سياقات تخيلية موحدة ، وهكذا فإن الواقع المرسوم في السرد المتخيل ما هو الا عبارة عن سرد يستوحي المتخيل المرسوم في الواقع للشخصيات والأحداث ، فاللجوء الى المتخيل يكون من اجل خلق عوالم مغايرة ، أو اختراع عوالم بديلة تكون نقطة الشروع في مزاوجة الواقع بالمتخيل ، لأن هذا الواقع قد انهك الاشخاص ، كونه مؤلم جداً لاحتوائه على معاناة عميقة غير خاضعة لحدود ، لذا احياناً يجدوه معقداً ولا يعرفوا ماذا يفعلوا ، واحياناً اخرى يكون لا معقول بالنسبة لهم أو غير مفهوم بتاتا ، فالإنسان يقف " عاجزاً أمام أسئلة الوجود وأسئلة الواقع فيلجأ إلى المتخيل ليجد أجوبة لم تمنح له ، أي أن المتخيل لا ينبع عن اختراع أعلى بل عن سؤال لم يشبع العقل " 1 . عند ذلك يتقبل هذا الواقع االمأساوي، الشخصيات والأحداث والامكنة المؤسطرة ، لأنه في " عالم يتقبل العناصر المؤسطرة بصورة مبهمة لحياته اليومية "2 . تمثل الاسطورة بالنسبة للكتّاب دعماً ابداعياً جمالياً ، اما في النقد فتعتبر الاسطورة مفتاحا ًتفسيرياً ، ولكن ماهي الاسطورة اليوم بالمفهوم الحديث ، يقول بارت " سأعطي مباشرةً جواباً بسيطاً يتفق تماما مع علم الاشتقاق : الأسطورة كلام.. أن الأسطورة عبارةً عن منظومة اتصال . إنها رسالة . إنها صيغة من صيغ الدلالة "3 . وهذا ما نعثر عليه بكثافة عالية في نص رواية " زقاق الجمجم " ، فأن اللغة فيه حاملة للدلالات ، يعني الكلام المشتق من اللغة كذلك ، وهو في الوقت ذاته منظومة اتصال ، مع كل الخطابات ، أذن من الممكن أن يصبح كل شيء أسطورة " لأن العالم معينً لا ينضب من الإيحاءات " 4 .وعلينا أن لا ننسى أن الأسطورة هنا في النص موظفة كأداة تفسيرية . وهذا ما جعل الروائي المعاصر أن يقوم بتوظيف العنصر الاسطوري في روايته ، كما في رواية " زقاق الجمجم " ، عندما قام الروائي بتوظيف العناصر اليومية الاعتيادية من خلال لغة الاسطورة الى عناصر اسطورية ، فاللغة قد تحولت من اعتيادية الى مؤسطرة . إن رواية " زقاق الجمجم " مُتشْكلة من حكايات متعددة ، متناسلة من بعضها ، متداخلة متشابكة في بعضها ، ليس ذلك فحسب ، بل حتى الأزمنة فيها متداخلة بقوة ، بحيث تتيه على القارىء غير المْركزْ في السرد عن أي زمن يتكلم النص ، ولو لم يضع الروائي بعض التواريخ في متن النص أو كتابته لبعض الاشارات العابرة لأصبح الزمان في النص مفقود بالنسبة للقارئ ، بل ومبهم وغامض . تبدأ الرواية بإهداء محمل بسخرية مبطنة ، ولا معقوليته ، مع الاشارة الى نساء زقاق الجمجم الخمسة والحبيبة غير المعروفة : " إلى ضحايا الحرب العالميّة السّابعة نساء الجمجم وحبيبتي " ص7 ، وقد يتسأل المتلقي افتراضيا: لماذا حشر المؤلف في الاهداء مع نساء الزقاق ،الحبيبة (غموض)؟ وماهي الغاية المقصودة بالحرب العالمية السابعة (عدم الحدوث)؟ هنا من حق المتلقي أن يلجأ الى التأويل ، لأن التأويل متعدد الأوجه بالنسبة للنص وبالنسبة للمتلقي ، فالنص هو فضاء مستقل للمعنى " لأن حدث النصّ ليس حدثاً من إنشاء المؤلف ، وليس معنىّ لمعنى المؤلف . وكلَ من الحدث والمعنى في متناول التأويل أو التفسير "5 ، وبما أن المتلقي يؤسس المعنى ، فاذا المعنى يتأسس في قرا ......
#السرد
#المؤسطر
#الواقعي
#والمتخيّل
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=757845
الحوار المتمدن
أسامة غانم - السرد المؤسطر بين الواقعي والمتخيّل