بدور زكي محمد : مدارات حسن حنفي بين أفلاك الحقيقة
#الحوار_المتمدن
#بدور_زكي_محمد مدارات حسن حنفيبين أفلاك الحقيقةبربك أيها الفلك المدارُأقصد ذا المسار أم اضطرارُمدارك قل لنا في أي شيءففي أفهامنا منه انبهارُإبن شبل البغداديبدور زكي محمدكاتبة عراقيةوردةُ العقل على صليب العصر، جُملة تُنسب إلى هيجل في وصف الفيلسوف، تذكرها الدكتور حسن حنفي قبل سنوات في محاضرته عن ظاهريات الروح، وحين كررها، تمثل جلال المشهد، فقال: ذلك هو الحلاّج، وتساءل بنبرة حزن: "ماذا سيكون مصيرنا؟ " أي عبء يتحمله من يتصدى لدراسة هذا العالم بكل موجوداته وتجليات ظواهره، وكم يحتاج من العزيمة والصبر كي يقنع عقولاً أدمنت مسايرة السلف من الناقلين غير الواعين، وقد صدق المتنبي في قوله: وإذا كانت النفوسُ كباراً، تعبت في مرادها الأجسامُ، فقد أتعبت دنيانا فقيدنا الدكتور حسن حنفي الذي جمع في شخصه بين الفيلسوف والفقيه، باحثاً في ركام معارفنا القديمة، مزيحاً عنها غبار العصور وقيود السابقين، وعينه على الواقع، مستفيداً من تراث الغرب وفلسفته، في محاولة لبناء مشروعه الثقافي على أسس إنسانية نبيلة، آخذا بعين الإعتبار تغير الزمن وموجباته من غير انتقاصٍ من إيمان الفرد وعالمه الروحي. كان الدكتور حنفي يؤكد على تمسكه بجذوره المعرفية، لكنه لم يدعهاتقيِّده، بل تحرره، فالحكمة أو الفلسفة بكل روافدها كما درسها وتمثلها في عقله النيِّر، لا تقبل القيد، ولا تقف عند حدود، لذلك لم يكن مبالياً بشكوى بدنه وتكاثر أحماله، وكثرة المشاغبين من حوله، الذين ضاقوا بمنهجه البحثي. نثر عمره في رياض العلم كما قال ابن شبل البغدادي: ودهر ينثر الأعمار نثراً، كما للورد في الروض انتثارُ. فالأعمار تنقضي لكن دوحة الفكر تبقى مورقة وإن اشتبكت عليها معاول الجهل.في حزمة الأماني التي واصلت إشراقها في قلب الراحل الكبير، الكثير مما يرهق الباحث المثابر وهو يواسي سنوات عمره وقد أشرفت على نهاياتها، يلتمس جسده المتعب أن يستجيب لما يبرق بخاطره من فكر لا يعرف هدوء العمر، فيقول: " كنت أتمنى أن أعيش أطول ولو أني راضٍ من أني تجاوزت الثمانين، كي أُعطي أكثر مما أعطيت، وأن أقوم بواجبي تجاه حقوق الشعب وواجبات الدولة وأمانة الوطن"، ويضيف في غمرة إحساسه بوجع الحياة حين تذبل، أنه سيمضي غير غاضب من أحد: " أشعر بالسيد المسيح في قلبي، يدفعني إلى التسامح والمحبة"(من كتابه ذكرياتي).مدارات لا حصر لها شغلت عقل أستاذنا الفيلسوف، كان مهموماً بفكرة العدالة الإجتماعية، ولذلك بحث في تاريخ الإسلام عن تيار كان الأكثر تمثيلاً لها، تيار عارض سطوة الحكام والنخبة المترفة، وفي محاولاته لإذكاء وعي المسلمين بالعدالة، أسس في العام 1982 مجلة اليسار الإسلامي، لكنها قوبلت بالرفض من قبل الأوصياء على التراث، صودرت وبسببها تعرض للمحاكمة.همّه الأكبر كان تجديد التراث الإسلامي، وتجاوز مفاهيم وتفسيرات لم تعد ملائمة لتطور العقل الإنساني، وقد أثرى المكتبة الإسلامية بكثير من المؤلفات التي تفتح آفاق التفكير، ليتدبر المسلمون ويتفكرون في علوم الأقدمين، وفقاً لحاجاتهم وواقعهم،وهذا ما بيّنه في كتابه "من النقل إلى العقل"، الذي حثَّ فيه على دراسة العلوم النقلية الخمسة: القرآن والحديث والتفسير والفقه وعلوم التصوف، بأسلوب يجمع بين النقل والعقل. وتمنى أن يأتي جيل بعده يحولها إلى علوم عقلية خالصة. وهذا يعبر عن حرص الدكتور حنفي على تعاقب المراحل لضمان نجاح مشروعه الإصلاحي. ففي علم القرآن ركز على أسباب النزول " فالوحي لم ينزل إلا بناءً على سبب، فالأشياء العامة هي التي سأل عنها الناس..". وتماشياً مع اهتمام ......
#مدارات
#حنفي
#أفلاك
#الحقيقة
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=769063
#الحوار_المتمدن
#بدور_زكي_محمد مدارات حسن حنفيبين أفلاك الحقيقةبربك أيها الفلك المدارُأقصد ذا المسار أم اضطرارُمدارك قل لنا في أي شيءففي أفهامنا منه انبهارُإبن شبل البغداديبدور زكي محمدكاتبة عراقيةوردةُ العقل على صليب العصر، جُملة تُنسب إلى هيجل في وصف الفيلسوف، تذكرها الدكتور حسن حنفي قبل سنوات في محاضرته عن ظاهريات الروح، وحين كررها، تمثل جلال المشهد، فقال: ذلك هو الحلاّج، وتساءل بنبرة حزن: "ماذا سيكون مصيرنا؟ " أي عبء يتحمله من يتصدى لدراسة هذا العالم بكل موجوداته وتجليات ظواهره، وكم يحتاج من العزيمة والصبر كي يقنع عقولاً أدمنت مسايرة السلف من الناقلين غير الواعين، وقد صدق المتنبي في قوله: وإذا كانت النفوسُ كباراً، تعبت في مرادها الأجسامُ، فقد أتعبت دنيانا فقيدنا الدكتور حسن حنفي الذي جمع في شخصه بين الفيلسوف والفقيه، باحثاً في ركام معارفنا القديمة، مزيحاً عنها غبار العصور وقيود السابقين، وعينه على الواقع، مستفيداً من تراث الغرب وفلسفته، في محاولة لبناء مشروعه الثقافي على أسس إنسانية نبيلة، آخذا بعين الإعتبار تغير الزمن وموجباته من غير انتقاصٍ من إيمان الفرد وعالمه الروحي. كان الدكتور حنفي يؤكد على تمسكه بجذوره المعرفية، لكنه لم يدعهاتقيِّده، بل تحرره، فالحكمة أو الفلسفة بكل روافدها كما درسها وتمثلها في عقله النيِّر، لا تقبل القيد، ولا تقف عند حدود، لذلك لم يكن مبالياً بشكوى بدنه وتكاثر أحماله، وكثرة المشاغبين من حوله، الذين ضاقوا بمنهجه البحثي. نثر عمره في رياض العلم كما قال ابن شبل البغدادي: ودهر ينثر الأعمار نثراً، كما للورد في الروض انتثارُ. فالأعمار تنقضي لكن دوحة الفكر تبقى مورقة وإن اشتبكت عليها معاول الجهل.في حزمة الأماني التي واصلت إشراقها في قلب الراحل الكبير، الكثير مما يرهق الباحث المثابر وهو يواسي سنوات عمره وقد أشرفت على نهاياتها، يلتمس جسده المتعب أن يستجيب لما يبرق بخاطره من فكر لا يعرف هدوء العمر، فيقول: " كنت أتمنى أن أعيش أطول ولو أني راضٍ من أني تجاوزت الثمانين، كي أُعطي أكثر مما أعطيت، وأن أقوم بواجبي تجاه حقوق الشعب وواجبات الدولة وأمانة الوطن"، ويضيف في غمرة إحساسه بوجع الحياة حين تذبل، أنه سيمضي غير غاضب من أحد: " أشعر بالسيد المسيح في قلبي، يدفعني إلى التسامح والمحبة"(من كتابه ذكرياتي).مدارات لا حصر لها شغلت عقل أستاذنا الفيلسوف، كان مهموماً بفكرة العدالة الإجتماعية، ولذلك بحث في تاريخ الإسلام عن تيار كان الأكثر تمثيلاً لها، تيار عارض سطوة الحكام والنخبة المترفة، وفي محاولاته لإذكاء وعي المسلمين بالعدالة، أسس في العام 1982 مجلة اليسار الإسلامي، لكنها قوبلت بالرفض من قبل الأوصياء على التراث، صودرت وبسببها تعرض للمحاكمة.همّه الأكبر كان تجديد التراث الإسلامي، وتجاوز مفاهيم وتفسيرات لم تعد ملائمة لتطور العقل الإنساني، وقد أثرى المكتبة الإسلامية بكثير من المؤلفات التي تفتح آفاق التفكير، ليتدبر المسلمون ويتفكرون في علوم الأقدمين، وفقاً لحاجاتهم وواقعهم،وهذا ما بيّنه في كتابه "من النقل إلى العقل"، الذي حثَّ فيه على دراسة العلوم النقلية الخمسة: القرآن والحديث والتفسير والفقه وعلوم التصوف، بأسلوب يجمع بين النقل والعقل. وتمنى أن يأتي جيل بعده يحولها إلى علوم عقلية خالصة. وهذا يعبر عن حرص الدكتور حنفي على تعاقب المراحل لضمان نجاح مشروعه الإصلاحي. ففي علم القرآن ركز على أسباب النزول " فالوحي لم ينزل إلا بناءً على سبب، فالأشياء العامة هي التي سأل عنها الناس..". وتماشياً مع اهتمام ......
#مدارات
#حنفي
#أفلاك
#الحقيقة
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=769063
الحوار المتمدن
بدور زكي محمد - مدارات حسن حنفي بين أفلاك الحقيقة