سيد طنطاوي : محمد حسونة.. وداعًا رئيس تحرير شارع قصر العيني
#الحوار_المتمدن
#سيد_طنطاوي أخبار، أهرام، جمهورية، هلال، روزاليوسف.. ذاك الهتاف الشهير الذي ارتبط ببائعي الصحف، الآن يُمكن أن تُضيف إليه محمد حسونة ليكون الهتاف: "أخبار، أهرام، جمهورية، هلال، روزاليوسف، محمد حسونة، ليبقى تخليدًا لرجلٍ ليس صحفيًا لكنه قرأ كل الصحف، وكان بوصلة رؤساء التحرير والقراء، إنه محمد حسونة الجزار صاحب آخر كشك جرائد بشارع قصر العيني.لم يكن "حسونة"، مجرد بائع صحف مر على المهنة العريقة، لكنه كان علمًا يعرفه أرباب الصحافة في شارع قصر العيني، الذي يضم مؤسسات عريقة وأخرى حديثة، من نحو روزاليوسف ودار الهلال والمصري اليوم وغيرهم.لا يمكن لأي رئيس تحرير في كل إصدارات هذه المؤسسات أن يتجاهل "حسونة"، بل كان بعضهم يترجل من مكتبه ليستشيره ويأخذ برأيه خاصة في حِرفة "العنوان البيّاع"، الذي يخطف عين القارئ، ويُعجل بنفاد النسخ، فمنهم من كان يعتبره مركز دراسات تسويقية للصحف.كان لـ"حسونة" عين صحفية لا تكتب، لكنها أيضًا لا تُخطئ، يعرف الأعداد الخاصة لكل إصدار وكيف يهتم بها، ويعرف أيضًا أعداد الاحتفاء بالشخصيات ويعرف كيف يُروجها، ففي ذكرى عبدالحليم حافظ وأم كلثوم يعرف كيف يُهندس فرشته، وفي الأحداث السياسية يستطيع أن يُحدد لك النسخ التي ستنفد أولًا.فرّشة جرائد حسونة، كانت أشبه بمدير فني ومنفذ اجتمعا لتصميم غلاف مجلة عريقة وبديعة، يرص منشيتاتها حسب أهميتها، مع مراعاة الحس الجمالي في الترتيب، لذلك كان طبيعيًا أن يتخذه الصحفيون ترمومترًا للأداء، والغريب أن "حسونة"، كان مشجعًا لشباب الصحفيين أكثر من رؤساء تحريرهم فحينما كان يقرأ موضوعًا صحفيًا كان يشيد بكاتبه وحينما يراه في الشارع يذكر له مقاله ويُفنده، ويطلب منه أن يكتب المزيد.إذا مررت يومًا على فرشته وسألته عن جريدة "س" مثلًا، لأنك لم تجدها، تجده يخرجها لك من آخر الصف مطوية فتستغرب لما وضعها في هذا الموضع، وحينما تنظر إليها تعرف بعين الصحفي أنك لو نظرت لها 100 مرة ما فكرت في إكمال قراءة عناوينها وليس مجرد التفكير في شرائها."حسونة"، كان علمًا من أعلام شارع قصر العيني، عن يمينه كانت "روزاليوسف" المؤسسة الأقرب إلى قلبه، وخلفه دار الهلال والمصري اليوم، لم يكن هناك صحفي في هذه المؤسسات لا يعرفه، بل كان مصدرًا لأفكار كثير من الصحفيين، لذلك كنا نعتبره رئيس تحرير شارع قصر العيني، الجالس على كرسيه الثابت، فلم تغيره مواقف السياسة ولا اضطراباتها، لم يزحزحه البرد القارس ولا الحر الشديد، وفي أكثر الحالات سوءً كان يتوارى بين عمودين لدقائق ويعود، فظل ثابتًا كرأس حربة صحفية راسخة في مكانها.الآن رحل "حسونة"، متأثرًا بإصابته بفيروس كورونا، لكنه قبل الرحيل كان حريصًا على الرحيل مبتهجًا، إذ حكى لي الزميل الأستاذ عصام عبدالجواد، رئيس تحرير روزاليوسف السابق، أنه التقاه قبل أسابيع قليلة من وفاته، وأخبره أنه يُفكر في تجديد مقبرة والده، لكن الذي لم يكن يُدركه "حسونة" أنه كان يزينها ليرحل إلى مأواه الأخير في زينة.وداعًا محمد حسونة الجزار.. رئيس تحرير شارع قصر العيني. ......
#محمد
#حسونة..
#وداعًا
#رئيس
#تحرير
#شارع
#العيني
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=679320
#الحوار_المتمدن
#سيد_طنطاوي أخبار، أهرام، جمهورية، هلال، روزاليوسف.. ذاك الهتاف الشهير الذي ارتبط ببائعي الصحف، الآن يُمكن أن تُضيف إليه محمد حسونة ليكون الهتاف: "أخبار، أهرام، جمهورية، هلال، روزاليوسف، محمد حسونة، ليبقى تخليدًا لرجلٍ ليس صحفيًا لكنه قرأ كل الصحف، وكان بوصلة رؤساء التحرير والقراء، إنه محمد حسونة الجزار صاحب آخر كشك جرائد بشارع قصر العيني.لم يكن "حسونة"، مجرد بائع صحف مر على المهنة العريقة، لكنه كان علمًا يعرفه أرباب الصحافة في شارع قصر العيني، الذي يضم مؤسسات عريقة وأخرى حديثة، من نحو روزاليوسف ودار الهلال والمصري اليوم وغيرهم.لا يمكن لأي رئيس تحرير في كل إصدارات هذه المؤسسات أن يتجاهل "حسونة"، بل كان بعضهم يترجل من مكتبه ليستشيره ويأخذ برأيه خاصة في حِرفة "العنوان البيّاع"، الذي يخطف عين القارئ، ويُعجل بنفاد النسخ، فمنهم من كان يعتبره مركز دراسات تسويقية للصحف.كان لـ"حسونة" عين صحفية لا تكتب، لكنها أيضًا لا تُخطئ، يعرف الأعداد الخاصة لكل إصدار وكيف يهتم بها، ويعرف أيضًا أعداد الاحتفاء بالشخصيات ويعرف كيف يُروجها، ففي ذكرى عبدالحليم حافظ وأم كلثوم يعرف كيف يُهندس فرشته، وفي الأحداث السياسية يستطيع أن يُحدد لك النسخ التي ستنفد أولًا.فرّشة جرائد حسونة، كانت أشبه بمدير فني ومنفذ اجتمعا لتصميم غلاف مجلة عريقة وبديعة، يرص منشيتاتها حسب أهميتها، مع مراعاة الحس الجمالي في الترتيب، لذلك كان طبيعيًا أن يتخذه الصحفيون ترمومترًا للأداء، والغريب أن "حسونة"، كان مشجعًا لشباب الصحفيين أكثر من رؤساء تحريرهم فحينما كان يقرأ موضوعًا صحفيًا كان يشيد بكاتبه وحينما يراه في الشارع يذكر له مقاله ويُفنده، ويطلب منه أن يكتب المزيد.إذا مررت يومًا على فرشته وسألته عن جريدة "س" مثلًا، لأنك لم تجدها، تجده يخرجها لك من آخر الصف مطوية فتستغرب لما وضعها في هذا الموضع، وحينما تنظر إليها تعرف بعين الصحفي أنك لو نظرت لها 100 مرة ما فكرت في إكمال قراءة عناوينها وليس مجرد التفكير في شرائها."حسونة"، كان علمًا من أعلام شارع قصر العيني، عن يمينه كانت "روزاليوسف" المؤسسة الأقرب إلى قلبه، وخلفه دار الهلال والمصري اليوم، لم يكن هناك صحفي في هذه المؤسسات لا يعرفه، بل كان مصدرًا لأفكار كثير من الصحفيين، لذلك كنا نعتبره رئيس تحرير شارع قصر العيني، الجالس على كرسيه الثابت، فلم تغيره مواقف السياسة ولا اضطراباتها، لم يزحزحه البرد القارس ولا الحر الشديد، وفي أكثر الحالات سوءً كان يتوارى بين عمودين لدقائق ويعود، فظل ثابتًا كرأس حربة صحفية راسخة في مكانها.الآن رحل "حسونة"، متأثرًا بإصابته بفيروس كورونا، لكنه قبل الرحيل كان حريصًا على الرحيل مبتهجًا، إذ حكى لي الزميل الأستاذ عصام عبدالجواد، رئيس تحرير روزاليوسف السابق، أنه التقاه قبل أسابيع قليلة من وفاته، وأخبره أنه يُفكر في تجديد مقبرة والده، لكن الذي لم يكن يُدركه "حسونة" أنه كان يزينها ليرحل إلى مأواه الأخير في زينة.وداعًا محمد حسونة الجزار.. رئيس تحرير شارع قصر العيني. ......
#محمد
#حسونة..
#وداعًا
#رئيس
#تحرير
#شارع
#العيني
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=679320
الحوار المتمدن
سيد طنطاوي - محمد حسونة.. وداعًا رئيس تحرير شارع قصر العيني