الحوار المتمدن
3.18K subscribers
12 photos
94.8K links
الموقع الرسمي لمؤسسة الحوار المتمدن في التلغرام
Download Telegram
حميد المصباحي : الموت والفقه الإسلامي
#الحوار_المتمدن
#حميد_المصباحي 141 الموت في فقه الإيمانكيفيات تقبل الموت، ثقافة لها مصادر شتى، لكن أكثرها حضورا، هي صيغ الديانات وانتظاراتها من المحتضر وقد أعدته لنهاية يدرك الإنسان أنها قادمة لا محالة، ولا مهرب لأحد منها، وهي كمذاهب دائمة التذكير بالموت، ليس فقط من أجل تقبلها، وهذا هو الأهم، ولكن في غالبها تدفعه لاعتبارها عتبة، ما أن يتجاوزها حتى يجد حياة أخرى، أقوم وأدوم وألذ وأحلى، ورغم ذلك، لا أحد من المؤمنين يستسلم كليا لهذا المصير، بل يظل يوهم نفسه أنه مجرد مرض ألم به، وسوف يتخطاه ليعود لحياته الطبيعية، وفي اللحظات الأخيرة، يستسلم منهكا لآلام متفاوتة في قوتها وقبول المحتضر بها، وهي حالات تختلف، ليس باختلاف الثقافات فقط، بل حتى باختلاف عمق القيم ومدى تجذرها في قلوب الأموات أو من هم على عتبته، فكيف يعد الفقه الإسلامي أتباعه ومؤمنيه لهذه الرحلة النهاية وكيف يصورها لهم؟؟1- ألم التخويف:يستحضر الفقه الإسلامي موت الرسول (ص) ويصور معاناته وتخبطه، مستدركا أنه دعا مع أمته للتخفيف عنها من ألم الاحتضار، وحبا فيها، تحمل نيابة عنها، لكن آلام أخرى سوف يتحملها المسلمون وعليهم أن يستعدوا لها، لتكون لهم غفرانا ورحمة بعد الموت، يبالغ الفقهاء في تصويرها بلغة تزيدها خشونة وتعمق الخوف منها لدرجة أن المسلم، يشفق على نفسه منها ويستحضرها بهلع، هو حتما مؤثر في سلوكه أثناء احتضاره وربما قبله، فتجد الرجل اضطرب وانهار من أثر تصوره للآلام التي تنتظره لحظة الرحيل، والناس حوله يذكرونه بعدم نسيان الشهادة وحفظ دروس استقبال عزرائيل وهو يسأله عن دينه واسمه وذنوبه، إنها تراجيديا الوداع وهو يتحول لمعاناة يريد لها فقهاء الموت، أن تكون محدثة لهلع كأنه القيامة، أو بدايتها قبل الأوان، وهو ما يؤثر في نفسية المحتضر لدرجة كبيرة، تضاعف شعوره بالوحدة والخوف من النهاية، فلا يستطيع فكاكا من تلك الصور التي قدموها له عن الموت، وهي بدرجة تخويفها له، تدفعه إما للزوم الصمت والتحديق في من حوله، أو التظاهر بالقوة دفعا لفكرة الموت، وباختصار وصراحة، إن شكل الموت، مرتبط بحالة المحتضر، فكلما كان إيمانه أعمق ومعرفته أوثق، كانت هجرته بهدوء وفي غفلة من الجميع، فلا هو غاضب من رحلته ولا هو خائف منها، بل منهم من بحكمته، يبتسم ويحاور متناسيا كل ما يشوش وضوحه ويؤثر على لغته.2- حرقة التهويل:يجد الفقه في رسم حالة أخرى بعد الموت، أو هي ما بين الموت والدفن، وهي أدبيات عذاب القبر، التي يجمعون لها أحاديث غريبة ومثيرة، فيها الثعبان الأقرع العاض للميت، ومخلوقات أخرى، ينضاف إلى ذلك، ضيق القبر الذي يكتم أنفاس الدفين إلى أن يخرج من أنفه الحليب الذي رضعه منها وهو صبي، إن هذه المجازات الممعنة في تعذيب المحتضر، سواء قيلت له قبل الاحتضار أو أثناءه، لهي المعاناة التي تضاعف الألم وتزيده عمقا، وهي قيم سوداوية في تصويرها للموت ولما بعد الموت، قبرا وحتى حسابا، فإن كانت عيادة المرضى بمثل هاته الأحاديث والحكايات، فهي زيارة لا ترجى بسبب افتقارها للآداب العامة وخشونتها الغارقة في البداوة بتهويلها وإرهابها للمريض أو المحتضر، وهي دليل نقصان في الآداب والاحترام للمرضى وحتى للموتى، مما يحتم ضرورة تنقية الفقه من مثل هذه الخشونة، التي لم يعد العصر يسمح بها أو يقبل بها وكأنها طقوس الغم والهم الذي لا ينفك عن المسلمين حتى وهم يودعون هذه الدنيا، التي يراد لهم تركها بالدموع كما أتوا إليها بالبكاء.3- مأساة الحساب:تأتي المرحلة الأخرى بصورها وأهوالها لتقيم الدنيا دون أن تقعدها بمعارف تتطاول على الغيب، وتقترف فظاعات في حقه، باستحضارها لعوالم لا أ ......
#الموت
#والفقه
#الإسلامي

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=760944