الحوار المتمدن
3.19K subscribers
12 photos
94.8K links
الموقع الرسمي لمؤسسة الحوار المتمدن في التلغرام
Download Telegram
عباس علي العلي : في أطوار المظهرية الدينية
#الحوار_المتمدن
#عباس_علي_العلي في الديانات القديمة ونحن ندرس المظاهر العامة للتدين نجد أن هناك نوعين رئيسين من الأديان حسب ما يفهمه الإنسان من طبيعة العلاقة بينه وبين الرمز الديني وكيفية تجسيد هذه العلاقة كممارسة أو كيفية ترجمة هذا الفهم لممارسة , الطور الأول الذي يتصور الله أو الخالق أو المتعال بصورة بشر كامل الهيئة ممكن أن يحل في أي جسد يشابهه أو يرمز له أو أن تحل فيه الروح المقدسة لمجرد أن يمتلك الهيئة الرامزة للقداسة ,وبالتالي فإن القدسية لهذا الرب او الاله تنتقل طبيعيا أو بالمحتوى التصوري للمثال الذي صنعه الإنسان وأمن به فسجد له وعبده ثم تحول بالاعتياد إلى إله واجب التقديس وواجب الإيمان به لتنتقل الرمزية التصويرية إلى واقع حضوري لا يبتعد عن الملامسة الحسية وينتزع جزء من مكانة الرب , فيقولون نحن لا نعبد هذا الصنم أو الوثن إلا لأنه الطريق إلى الجوهر الحقيقي الذي نعبده ,إنهم يصنعون الواسطة ثم يقبلون بها كطريق للرب, هذه العبودية والتجسيد الديني هو ما نعبر عنه بالوثنية الشركية أو عبادة الأوثان والأصنام .هناك طور أخر أكثر فهما وأقرب في ترجمة الفهم الديني هي عندما نسج بخياله البشري قصص الرب المتعال أو الإله المعبود أو حركته العامة والخاصة فنحت لهذه القصص والأحكام والأحداث وعبر جداريات أو منحوتات جمعية ليست على شكل نصب وأوثان وإنما على نمط لوحة ترسم ما يريد الرب أو ما فعله ولكن من غير أن يؤمن أن روح الإله أو قدسه يمكن أن تحل في هذه المنحوتات ,صورها وطبيعي أن يكون الرب هنا رمزا بشريا كاملا ذي مواصفات خاصة تعطي دلائل العيبة والضخامة والعظمة والقدسية الرمزية لكنها مقدسة ليس لذاتها بل لشيء أخر الحقيقة أن فيها قصة مقدسة , قصة تحكي عن الرب المتعال هويته وعظمته برمز حسي قريب من فهم الإنسان لكنه لا يغادر فكرة أن الرب شبيه به شبيه بالبشر , لذا نجدها تنتشر في الجدران وعلى المدرجات والمعابد دون أن تكون محل عبادة أو تقديس عبودي .كلا النمطين جسد الله فعلا وتكوينا بالتصور وكلاهما مارس العبادة الحسية بقصد متخذا من صورة البشر الكامل القوي الخالي من الضعف ذي الهيبة والعظمة رمزا ,وبذلك أضعف الجانب الروحي للعلاقة الربانية البشرية وأبدل عالم الغيب الذي يفصلهما بواقع حاضر مجسد ,ولأن الإنسان القديم وبتأثيرات الفكر المادي في طور التعلم والتفسير يحاول أن يتقرب من كونية الأشياء من جوهرها المادي فهو ما زال يجرب ويجرب كل الأفكار بما فيها فكرة الدين ,وجعل من تعاط محسوس قريب عياني يمكنه أن يغير فيه حسب تجربته وليس من خلال الحس الروحي الذي يربط بينهما المعتمد على السمو والغيبية والبعد العميق . الأديان السماوية تفترض أن الله أو الرب المتعال لا يمكن أن يكون محسوسا ولا مجسدا لأن ذلك ينفي القدرة الطبيعية للفعل الخارق فيها وينفي عن الرب المحدودية التي تتنافى منطقيا مع القدرة اللا محدودة , أصل النظرية السماوية تتمحور حول تحرر الرب من فكرة الزمان والمكان والحال حتى تحرره من حدود الفعل وشكله ومكانه وأنماطه وحدوده هكذا هو الله غير قابل للتحديد للتكييف للتصور فهو مطلق من جميع الجهات والمطلق يمكنه أن ينفذ في كل الأشياء دون حساب للحدود للزمن للمكان للحال وحتى للقدرة التي هي تفاعل كل هذه الأشياء معا ,هذا الأمر يعارض فكرة الرب المجسم الذي يريد الإنسان أن يتقرب منه طمعا في أن ينال منه شيئا من الصفات والقوة والفعل .الشيء الغريب فعلا في عقل الإنسان هو إيمانه أن القوة المتحكمة فيه وفي حركة كل الأشياء من حوله والتي تمتلك نطاق من القدرة اللا محدودة والغير قابلة للتنبؤ بها أو قياسها وفق المنطق البشري هي بالحقيقة ......
#أطوار
#المظهرية
#الدينية

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=755606