حسن مدن : عن الجاهزية للتقدّم
#الحوار_المتمدن
#حسن_مدن هناك من يروج، بحسن أو سوء نية، وإن كنا نرجح الثانية، أن الشعوب العربية ليست جاهزة للديمقراطية، وأنه حتى لو تيسرت لها فرصة انتخاب ممثليها في المجالس النيابية والبلدية وسواها فلن تختار إلا أسوأ العناصر وأكثرها تخلفاً وعداءً للتقدم، لا بل ولفكرة الديمقراطية ذاتها.ووجد البعض ذلك في مخرجات الانتخابات التي جرت في عدد من البلدان العربية بعد تحولات 2011 وما تلاها، حيث حصدت أحزاب الإسلام السياسي أغلبية المقاعد في البرلمانات، لا بل وكسبت الانتخابات الرئاسية، وهذا أيضاً دليل على أنه ما من خير يرتجى للعملية الديمقراطية في بلدان لم تنضج شعوبها لها.هذا الزعم بحاجة إلى مناقشة، لا بل وإلى تفنيد.واقع الحال في بلداننا العربية، وأكاد أقول كلها بدون استثناء، يقول إن الناس تنشد التغيير والتقدم والارتقاء، وليس العكس، والديمقراطية هي أحد أوجه هذا الارتقاء.ولنمعن النظر في حقيقة أن مزارعاً بسيطاً أو حرفياً أو صاحب بقالة صغيرة أو بائع سمك، يمكن أن يقنن مصروفاته الحياتية جميعها إلى حدها الأدنى كي يؤمن لابنه أو ابنته مقعداً في الجامعة ليدرس الطب أوالهندسة أو الحقوق، ويواصل الصرف عليه، أو عليها حتى التخرج، حين لا تفي الحكومات بواجبها في تأمين التعليم العالي للشباب بالمجان؛ لأن هذا الشخص البسيط يرى أن المستقبل هو للوعي وللعلم، ولأنه يريد أن يحقق أبناؤه ما لم تسمح ظروف فقره في تأمينه لنفسه عندما كان في أعمارهم.وهؤلاء الناس البسطاء، لكنهم يملكون حساً سليماً بالفطرة، لا يمكن أن يكونوا ضد التقدم حين تتهيأ له السبل أمام ناظريهم، ويمكن أن يثقوا بالديمقراطية كأحد السبل نحو هذا التقدم.ولكن الديمقراطية ليست هي الانتخابات وحدها، وإنما هي منظومة ثقافة متكاملة يجب تهيئتها، أما أن يترك الحبل على الغارب للقوى المحافظة كي تستحوذ على البسطاء عبر الصناديق الخيرية وأكياس الأرز والسكر، فيما المفروض أن تأمين هذه الحاجات هو من صلب مهام الحكومات لا سواها، وأن يجري التغاضي عن هيمنة هؤلاء على الأذهان، من خلال المنابر الدينية والمناهج الدراسية ومؤسسات التعليم، ثم يقال لنا: انظروا إلى هذا الشعب الجاهل الذي يدفع في الانتخابات بمن هم أعداء العصر والحرية، فتلك لعبة سياسية ممجوجة.حين دفع الزعيم التونسي الراحل الحبيب بورقيبة بمجلة الأحوال الشخصية التي أنصفت المرأة التونسية، وأطلقت طاقاتها الكبيرة التي كانت محبوسة، أتته نساء تونس، زرافات، يحيينه على ما حققه لهن، ويومها انطلقت أصوات بعض المحافظين معترضة، فقال ما مفاده: لن أترك حفنة من المتحجرين تضلل الناس ليقفوا ضد مصلحتهم. ......
#الجاهزية
#للتقدّم
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=763526
#الحوار_المتمدن
#حسن_مدن هناك من يروج، بحسن أو سوء نية، وإن كنا نرجح الثانية، أن الشعوب العربية ليست جاهزة للديمقراطية، وأنه حتى لو تيسرت لها فرصة انتخاب ممثليها في المجالس النيابية والبلدية وسواها فلن تختار إلا أسوأ العناصر وأكثرها تخلفاً وعداءً للتقدم، لا بل ولفكرة الديمقراطية ذاتها.ووجد البعض ذلك في مخرجات الانتخابات التي جرت في عدد من البلدان العربية بعد تحولات 2011 وما تلاها، حيث حصدت أحزاب الإسلام السياسي أغلبية المقاعد في البرلمانات، لا بل وكسبت الانتخابات الرئاسية، وهذا أيضاً دليل على أنه ما من خير يرتجى للعملية الديمقراطية في بلدان لم تنضج شعوبها لها.هذا الزعم بحاجة إلى مناقشة، لا بل وإلى تفنيد.واقع الحال في بلداننا العربية، وأكاد أقول كلها بدون استثناء، يقول إن الناس تنشد التغيير والتقدم والارتقاء، وليس العكس، والديمقراطية هي أحد أوجه هذا الارتقاء.ولنمعن النظر في حقيقة أن مزارعاً بسيطاً أو حرفياً أو صاحب بقالة صغيرة أو بائع سمك، يمكن أن يقنن مصروفاته الحياتية جميعها إلى حدها الأدنى كي يؤمن لابنه أو ابنته مقعداً في الجامعة ليدرس الطب أوالهندسة أو الحقوق، ويواصل الصرف عليه، أو عليها حتى التخرج، حين لا تفي الحكومات بواجبها في تأمين التعليم العالي للشباب بالمجان؛ لأن هذا الشخص البسيط يرى أن المستقبل هو للوعي وللعلم، ولأنه يريد أن يحقق أبناؤه ما لم تسمح ظروف فقره في تأمينه لنفسه عندما كان في أعمارهم.وهؤلاء الناس البسطاء، لكنهم يملكون حساً سليماً بالفطرة، لا يمكن أن يكونوا ضد التقدم حين تتهيأ له السبل أمام ناظريهم، ويمكن أن يثقوا بالديمقراطية كأحد السبل نحو هذا التقدم.ولكن الديمقراطية ليست هي الانتخابات وحدها، وإنما هي منظومة ثقافة متكاملة يجب تهيئتها، أما أن يترك الحبل على الغارب للقوى المحافظة كي تستحوذ على البسطاء عبر الصناديق الخيرية وأكياس الأرز والسكر، فيما المفروض أن تأمين هذه الحاجات هو من صلب مهام الحكومات لا سواها، وأن يجري التغاضي عن هيمنة هؤلاء على الأذهان، من خلال المنابر الدينية والمناهج الدراسية ومؤسسات التعليم، ثم يقال لنا: انظروا إلى هذا الشعب الجاهل الذي يدفع في الانتخابات بمن هم أعداء العصر والحرية، فتلك لعبة سياسية ممجوجة.حين دفع الزعيم التونسي الراحل الحبيب بورقيبة بمجلة الأحوال الشخصية التي أنصفت المرأة التونسية، وأطلقت طاقاتها الكبيرة التي كانت محبوسة، أتته نساء تونس، زرافات، يحيينه على ما حققه لهن، ويومها انطلقت أصوات بعض المحافظين معترضة، فقال ما مفاده: لن أترك حفنة من المتحجرين تضلل الناس ليقفوا ضد مصلحتهم. ......
#الجاهزية
#للتقدّم
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=763526
الحوار المتمدن
حسن مدن - عن الجاهزية للتقدّم