مجدي مهني أمين : لكن عشق الجسد فاني
#الحوار_المتمدن
#مجدي_مهني_أمين اليوم ينطق القاضي بالحكم في قضية الضحية نيرة أشرف، وذلك بعد ان ارتج المجتمع هلعا من الجريمة التي ارتكبها الشاب محمد عادل أمام جامعة المنصورة. فكيف امتلأ هذا الشاب بفكرة واحدة هي القتل؟ امتلأ بها ونفذها بصورة بشعة، صورة استنطقت وجدان القاضي المستشار كي يقول للشاب القاتل: " جئت بفعل خسيس هز أرضا طيبة أسرت لويس. أهرقت دمًا طاهراً بطعناتِ غدرٍ جريئةٍ." والقاضي في خطابه للمجتمع أوضح النقاط التي تؤرقه و تؤرقنا جميعا: " مادية سيطرت،يقينٌ غاب، وباطل بالزيف يحيى، والمؤنسات الغاليات صرن في نظر الموتورين سلعة"، تلك البيئة التي نما فيها لدى الشاب القاتل، حسب تعبير القاضي " حب زائف مكذوب، تأثر بثقافة عصر اختلطت فيه المفاهيم. فالرغبة صارت حبا، والقتل لأجله انتصارا، والانتقام شجاعة، والجرأة على قيم المجتمع تسمى حرية مكفولة." ثم وجه القاضي رسالته، للمجتمع كي يعيد المجتمع تربية أبنائه بالموعظة الحسنة، والثقافة والفنون كي يكون التسامح هو الصفة السائدة ،والرُشْد هو الغاية. فحسب بيان القاضي، نحن أمام ظاهرة عنف متفشٍ.منذ يوم أن تمت الجريمة لم تبرحني فكرة غياب القدوة، غيابها منذ زمن بعيد، غيابها عن ساحة الأدب والثقافة، والإعلام، والفن، وهو أمر يتطلب وقفة؛ فحتى من يتناولون الخطاب الديني، نجد أنهم في أغلب الأحيان دعاة غلو وتعصب، وأحيانا دعاة الكراهية ونبذ للآخر.كافة الأعمال الفنية التي تُقدم للمشاهد تدعو للعنف، محمد رمضان هو البطل، لا يدافع عن قيمة، بل بتباهي بالعنف، وهذا الشاب أيضا تباهي بمقدرته على استخدام السكين، تتراجع المروءة وتتقدم البلطجة، لذا تلجأ بعض الناشطات لتعليم الفتاة بعض فنون الدفاع عن النفس اتقاء لشر الشاب البلطجي المتحرش والمنتظر دائما على الناصية، وعلى كافة الأرصفة، وأمام المحال، وسبقهم محمد عادل ليقف أمام الجامعة بسكين يخفيه تحت ثيابه ويخرجه ليقتص ممن رفضت حبه.• أي حب هذا؟• وأي قدوة لقنته هذا الحب المغلوط؟"الرغبة صارت حبا"، صارت امتلاكا، تتواجد في مربع الغرائز، ممارسة العنف ضد المرأة أصبحت امرا طبيعيا، الصفع أصبح مشهدا مألوفا، لا يخلو منها فيلم أو مسلسل، عنف وازدراء للمرأة يملأ ساحتنا الثقافية، هذا هو المناخ العام الذي أفرز وسهل لهذا الشاب فرصة ارتكاب جريمته، ارتكاب بجراءة وسهولة ويسر، وهنا الكارثة. أنظر لعبارة " الرغبة صارت حبا" بينما تتجسد أمامي صورة نجيب الريحاني في فيلم "غزل البنات" وهو يستمع لعبد الوهاب في رائعة حسين السيد "عاشق الروح"، المشهد يُعَد ثورة في عالم الفن، فالمعتاد عندما يغني أحدهم أن يصبح المعنى والأغنية هم البطل، والزميل المصاحب هو الموديل، وعلى الزميل أن يختار تعبيرات وجهه كي تلائم الأغنية، بصورة لا تكسر الإيهام ولا تخرجنا من جو الأغنية، ولكن في عاشق الروح فقد كان هناك عبد الوهاب بكامل لياقته وعظمته، مش لوحده لكن معاه أروكسترا بحاله، ورغم روعة المشهد وعمق الكلمات وإبداع اللحن، كان البطل هو الموديل، البطل هو نجيب الريحاني، الذي يتمزق أمام الكاميرا وهو يبكي حبيبة قلبه ليلى مراد حينما يقول عبد الوهاب في الأغنية:• لقيتك فى السما عالي وأنا فى الارض مش طايلك..حضنت الشكوى فى قلبى وفطمت الروح على املك..وتتصاعد وتيرة الألم مع عمق الكلمات، بل ويُشفي الحبيب عندما يسمع كلمات الأبيات الأخيرة يغنيها عبد الوهاب:• وابيع روحي فدى روحى...وانا راضى بحرمانى..وعشق الروح مالوش آخر لكن عشق الجسد فانى..فيخرج حابسا دمعه، كي يشرح يوسف وهبي لبنت الباشا ليلي مرا ......
#الجسد
#فاني
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=761415
#الحوار_المتمدن
#مجدي_مهني_أمين اليوم ينطق القاضي بالحكم في قضية الضحية نيرة أشرف، وذلك بعد ان ارتج المجتمع هلعا من الجريمة التي ارتكبها الشاب محمد عادل أمام جامعة المنصورة. فكيف امتلأ هذا الشاب بفكرة واحدة هي القتل؟ امتلأ بها ونفذها بصورة بشعة، صورة استنطقت وجدان القاضي المستشار كي يقول للشاب القاتل: " جئت بفعل خسيس هز أرضا طيبة أسرت لويس. أهرقت دمًا طاهراً بطعناتِ غدرٍ جريئةٍ." والقاضي في خطابه للمجتمع أوضح النقاط التي تؤرقه و تؤرقنا جميعا: " مادية سيطرت،يقينٌ غاب، وباطل بالزيف يحيى، والمؤنسات الغاليات صرن في نظر الموتورين سلعة"، تلك البيئة التي نما فيها لدى الشاب القاتل، حسب تعبير القاضي " حب زائف مكذوب، تأثر بثقافة عصر اختلطت فيه المفاهيم. فالرغبة صارت حبا، والقتل لأجله انتصارا، والانتقام شجاعة، والجرأة على قيم المجتمع تسمى حرية مكفولة." ثم وجه القاضي رسالته، للمجتمع كي يعيد المجتمع تربية أبنائه بالموعظة الحسنة، والثقافة والفنون كي يكون التسامح هو الصفة السائدة ،والرُشْد هو الغاية. فحسب بيان القاضي، نحن أمام ظاهرة عنف متفشٍ.منذ يوم أن تمت الجريمة لم تبرحني فكرة غياب القدوة، غيابها منذ زمن بعيد، غيابها عن ساحة الأدب والثقافة، والإعلام، والفن، وهو أمر يتطلب وقفة؛ فحتى من يتناولون الخطاب الديني، نجد أنهم في أغلب الأحيان دعاة غلو وتعصب، وأحيانا دعاة الكراهية ونبذ للآخر.كافة الأعمال الفنية التي تُقدم للمشاهد تدعو للعنف، محمد رمضان هو البطل، لا يدافع عن قيمة، بل بتباهي بالعنف، وهذا الشاب أيضا تباهي بمقدرته على استخدام السكين، تتراجع المروءة وتتقدم البلطجة، لذا تلجأ بعض الناشطات لتعليم الفتاة بعض فنون الدفاع عن النفس اتقاء لشر الشاب البلطجي المتحرش والمنتظر دائما على الناصية، وعلى كافة الأرصفة، وأمام المحال، وسبقهم محمد عادل ليقف أمام الجامعة بسكين يخفيه تحت ثيابه ويخرجه ليقتص ممن رفضت حبه.• أي حب هذا؟• وأي قدوة لقنته هذا الحب المغلوط؟"الرغبة صارت حبا"، صارت امتلاكا، تتواجد في مربع الغرائز، ممارسة العنف ضد المرأة أصبحت امرا طبيعيا، الصفع أصبح مشهدا مألوفا، لا يخلو منها فيلم أو مسلسل، عنف وازدراء للمرأة يملأ ساحتنا الثقافية، هذا هو المناخ العام الذي أفرز وسهل لهذا الشاب فرصة ارتكاب جريمته، ارتكاب بجراءة وسهولة ويسر، وهنا الكارثة. أنظر لعبارة " الرغبة صارت حبا" بينما تتجسد أمامي صورة نجيب الريحاني في فيلم "غزل البنات" وهو يستمع لعبد الوهاب في رائعة حسين السيد "عاشق الروح"، المشهد يُعَد ثورة في عالم الفن، فالمعتاد عندما يغني أحدهم أن يصبح المعنى والأغنية هم البطل، والزميل المصاحب هو الموديل، وعلى الزميل أن يختار تعبيرات وجهه كي تلائم الأغنية، بصورة لا تكسر الإيهام ولا تخرجنا من جو الأغنية، ولكن في عاشق الروح فقد كان هناك عبد الوهاب بكامل لياقته وعظمته، مش لوحده لكن معاه أروكسترا بحاله، ورغم روعة المشهد وعمق الكلمات وإبداع اللحن، كان البطل هو الموديل، البطل هو نجيب الريحاني، الذي يتمزق أمام الكاميرا وهو يبكي حبيبة قلبه ليلى مراد حينما يقول عبد الوهاب في الأغنية:• لقيتك فى السما عالي وأنا فى الارض مش طايلك..حضنت الشكوى فى قلبى وفطمت الروح على املك..وتتصاعد وتيرة الألم مع عمق الكلمات، بل ويُشفي الحبيب عندما يسمع كلمات الأبيات الأخيرة يغنيها عبد الوهاب:• وابيع روحي فدى روحى...وانا راضى بحرمانى..وعشق الروح مالوش آخر لكن عشق الجسد فانى..فيخرج حابسا دمعه، كي يشرح يوسف وهبي لبنت الباشا ليلي مرا ......
#الجسد
#فاني
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=761415
الحوار المتمدن
مجدي مهني أمين - لكن عشق الجسد فاني