أحمد جدعان الشايب : واقعية الداشر .. والخيال الآسر.. قراءة في رواية الأديب خطيب بدلة.
#الحوار_المتمدن
#أحمد_جدعان_الشايب واقعية الداشر.. والخيال الآسر في رواية ( الداشر) للأديب خطيب بدلةبعد أن فرغت من قراءة رواية ( الداشر) للكاتب خطيب بدلة، الجديدة فوجئت بلذة لم أتوقعها، فعدت إليها لأتصفح بعض الدفاتر المهمة. فهو قسّمها إلى فصول ودوّن بدلاً من عنوان ( فصل) كلمة ( دفتر) التي كان البطل في الرواية أو الشخصية الروائية والمحورية ( أبو سلوم) أخذ يستعيد ذكرياته بالتتالي حسب ورودها تاريخيا في حياته وتطورات شخصيته وعلاقاته الأسرية والاجتماعية والوظيفية والمالية، ومع أهم رموز السلطة المتنفذة في محافظة إدلب في سوريا التي استطاع الوصول إليهم. يدونها في دفاتر منعزلة، تعرّف على معظمهم، بل هم تعرفوا عليه، ماعدا المحافظ، ولا أدري لماذا نسيه الكاتب، أو استبعده مع أنه أقل أهمية من أمين فرع الحزب أو من رئيس فرع أمن الدولة، لكنه يمثل رمزا لرأس السلطة العليا في دمشق.وما نعرفه عن الأديب خطيب بدلة، أنه يكتب القصة القصيرة منذ عقود، ولم يكتب رواية خلال السنوات الفائتة، لكنه كان يكتب للتلفزيون وأعمال التلفزيون هي بشكل من الأشكال أقرب إلى الروايات منها إلى القصة.في كل حال هي تجربة جديدة له، وهي تجربة موفقة وجيدة حسب ما رأيت. ففي الأدب كما تعلمنا، أن القصة القصيرة فن سردي نثري، زمنها لحظي، أو ساعي، أو يومي، ولا تحتمل القصة القصيرة أفكارا كبرى وفلسفات ونظريات عالمية وكونية، أما الرواية فهذا مجالها، رغم عدم إلزام الكاتب بهذا، لكنه إن أراد تضمين روايته بفلسفات كونية وبأفكار دينية وأيديولوجية، أيضا يمكن له ذلك، وقد تكون الرواية عند ذلك أشدّ تعبيراً عن حياة المجتمع وعلاقته مع الأفكار وما هو مطروح من نظريات كونية وفلسفات عالمية.ي رواية ( الداشر) مجموعة دفاتر، وكل دفتر هو بمثابة قصة قصيرة، أو مشهد تلفزيوني شيق، ولكنه لا ينفصم عن سلسلة أحداث ودفاتر الراوي المرتبطة بوثاق ذاكرة ( أبو سلوم) الراوي كشخصية أساسية ومحورية في الرواية.الجميل في أدب خطيب بدلة، وحدة الأسلوب في جميع كتبه، بحيث لو وقعت إحداها بيد قارئ كان قد قرا مرة له كتابا قبله، سيعرف سريعا أن هذا العمل الأدبي كاتبه خطيب بدلة، وهذا يدل على ثبات شخصية الكاتب واستمرار نهجه وخطه الأدبي المختلف، ولكن شرط التنويع في المواضيع وعدم تكرارها في أكثر من كتاب.هنا ، نحاول تصديق واقعية شخصية ( أبو سلوم) لأنها في الواقع تمثل جيلا أو أكثر من جيل عايش هذه الحالة المتقلقلة، المهزوزة، الضعيفة، المنافقة باضطرار للوصول إلى جزء من حق الإنسان في حياة كريمة، فليس أمامه بدائل مشروعة، نعم، قد تكون الشخصيات واقعية بأسماء أخرى، لكنها لا تضيف شيئا جديدا على واقعية الأحداث، حتى لو كانت كلها من خيال الكاتب، فهي حدثت كثيرا ولازالت تحدث حتى اليوم مع الشباب السوريين مع الأسف الشديد رغم التطورات المذهلة حتى في الأخلاق الإنسانية والعلاقات الاجتماعية وعلاقات الأجيال بالدولة ومؤسساتها عبر نصف قرن من الهوان، فقد لجأ ( أبو سلوم) إلى التحايل والابتزاز، والكذب أحيانا، ومثله مئات آلاف الشباب السوريين، هذه الشخصية خلقها خيال الكاتب لترمز لأحداث خاضها وجُلُّها حدثت معه، فهي نوع من توثيق التاريخ الاجتماعي السياسي، لكنها لم تخلق عالما روائيا بديلا لهذا الواقع التعيس، عالما من الأمل والحلم والتغيير كما بقية خلق الله في حيواتهم المتنوعة في كثير من بلدان العالم. شأن الأدب الروائي، عرض حالة شخصيات كما هي، ولكن نستشف من خلالها الأنسب كبديل لعذاباتها وقهرها، إيجاد حياة موازية بالتمني، هنا خلت الرواية من هذا الأفق، فالقراء ليسوا في سوية ......
#واقعية
#الداشر
#والخيال
#الآسر..
#قراءة
#رواية
#الأديب
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=765863
#الحوار_المتمدن
#أحمد_جدعان_الشايب واقعية الداشر.. والخيال الآسر في رواية ( الداشر) للأديب خطيب بدلةبعد أن فرغت من قراءة رواية ( الداشر) للكاتب خطيب بدلة، الجديدة فوجئت بلذة لم أتوقعها، فعدت إليها لأتصفح بعض الدفاتر المهمة. فهو قسّمها إلى فصول ودوّن بدلاً من عنوان ( فصل) كلمة ( دفتر) التي كان البطل في الرواية أو الشخصية الروائية والمحورية ( أبو سلوم) أخذ يستعيد ذكرياته بالتتالي حسب ورودها تاريخيا في حياته وتطورات شخصيته وعلاقاته الأسرية والاجتماعية والوظيفية والمالية، ومع أهم رموز السلطة المتنفذة في محافظة إدلب في سوريا التي استطاع الوصول إليهم. يدونها في دفاتر منعزلة، تعرّف على معظمهم، بل هم تعرفوا عليه، ماعدا المحافظ، ولا أدري لماذا نسيه الكاتب، أو استبعده مع أنه أقل أهمية من أمين فرع الحزب أو من رئيس فرع أمن الدولة، لكنه يمثل رمزا لرأس السلطة العليا في دمشق.وما نعرفه عن الأديب خطيب بدلة، أنه يكتب القصة القصيرة منذ عقود، ولم يكتب رواية خلال السنوات الفائتة، لكنه كان يكتب للتلفزيون وأعمال التلفزيون هي بشكل من الأشكال أقرب إلى الروايات منها إلى القصة.في كل حال هي تجربة جديدة له، وهي تجربة موفقة وجيدة حسب ما رأيت. ففي الأدب كما تعلمنا، أن القصة القصيرة فن سردي نثري، زمنها لحظي، أو ساعي، أو يومي، ولا تحتمل القصة القصيرة أفكارا كبرى وفلسفات ونظريات عالمية وكونية، أما الرواية فهذا مجالها، رغم عدم إلزام الكاتب بهذا، لكنه إن أراد تضمين روايته بفلسفات كونية وبأفكار دينية وأيديولوجية، أيضا يمكن له ذلك، وقد تكون الرواية عند ذلك أشدّ تعبيراً عن حياة المجتمع وعلاقته مع الأفكار وما هو مطروح من نظريات كونية وفلسفات عالمية.ي رواية ( الداشر) مجموعة دفاتر، وكل دفتر هو بمثابة قصة قصيرة، أو مشهد تلفزيوني شيق، ولكنه لا ينفصم عن سلسلة أحداث ودفاتر الراوي المرتبطة بوثاق ذاكرة ( أبو سلوم) الراوي كشخصية أساسية ومحورية في الرواية.الجميل في أدب خطيب بدلة، وحدة الأسلوب في جميع كتبه، بحيث لو وقعت إحداها بيد قارئ كان قد قرا مرة له كتابا قبله، سيعرف سريعا أن هذا العمل الأدبي كاتبه خطيب بدلة، وهذا يدل على ثبات شخصية الكاتب واستمرار نهجه وخطه الأدبي المختلف، ولكن شرط التنويع في المواضيع وعدم تكرارها في أكثر من كتاب.هنا ، نحاول تصديق واقعية شخصية ( أبو سلوم) لأنها في الواقع تمثل جيلا أو أكثر من جيل عايش هذه الحالة المتقلقلة، المهزوزة، الضعيفة، المنافقة باضطرار للوصول إلى جزء من حق الإنسان في حياة كريمة، فليس أمامه بدائل مشروعة، نعم، قد تكون الشخصيات واقعية بأسماء أخرى، لكنها لا تضيف شيئا جديدا على واقعية الأحداث، حتى لو كانت كلها من خيال الكاتب، فهي حدثت كثيرا ولازالت تحدث حتى اليوم مع الشباب السوريين مع الأسف الشديد رغم التطورات المذهلة حتى في الأخلاق الإنسانية والعلاقات الاجتماعية وعلاقات الأجيال بالدولة ومؤسساتها عبر نصف قرن من الهوان، فقد لجأ ( أبو سلوم) إلى التحايل والابتزاز، والكذب أحيانا، ومثله مئات آلاف الشباب السوريين، هذه الشخصية خلقها خيال الكاتب لترمز لأحداث خاضها وجُلُّها حدثت معه، فهي نوع من توثيق التاريخ الاجتماعي السياسي، لكنها لم تخلق عالما روائيا بديلا لهذا الواقع التعيس، عالما من الأمل والحلم والتغيير كما بقية خلق الله في حيواتهم المتنوعة في كثير من بلدان العالم. شأن الأدب الروائي، عرض حالة شخصيات كما هي، ولكن نستشف من خلالها الأنسب كبديل لعذاباتها وقهرها، إيجاد حياة موازية بالتمني، هنا خلت الرواية من هذا الأفق، فالقراء ليسوا في سوية ......
#واقعية
#الداشر
#والخيال
#الآسر..
#قراءة
#رواية
#الأديب
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=765863
الحوار المتمدن
أحمد جدعان الشايب - واقعية ( الداشر).. والخيال الآسر.. قراءة في رواية الأديب خطيب بدلة.