الحوار المتمدن
3.14K subscribers
12 photos
94.8K links
الموقع الرسمي لمؤسسة الحوار المتمدن في التلغرام
Download Telegram
محمد محضار : المفتش يشرفنا
#الحوار_المتمدن
#محمد_محضار موجة برد حادة تغشى دوار السبت هذا الصباح ، و المدرسة بلونها الكالح تبدو غارقة في الكآبة كالعادة ، كانت قطرات ندى الصباح تبلل وجهي وأنا أستحث الخطى نحو بنايتها التي تعبق بأريج الماضي المحيل على فترة الاستعمار الفرنسي فقد كانت هذه البناية مقرا إداريا للمستعمر، عندما ولجت بوابة المدرسة أسرع نحوي "با ميلود" مبتسما وهو يقول: -دعني أحمل عنك هذه القفة الثقيلة. سي عبد السلام ينتظركنظرت إليه بامتعاض وسلمته القُفة ، ثم اتجهت نحو مكتب المدير، استقبلني ضاحكا ، وعيناه الثعلبيتان تشعان ببريق ماكر ،طلب مني الجلوس بأدب مصطنع ثم قال : -سي بشار شكرا لك على دعمك ، ستمر الأمور بخير والمفتش سيكون سعيدا خلال زيارته لنا.لم أعلق ، اكتفيت بالنظر إليه ، وأنا ابتسم ،وتابع : -حادةوطامو سَتُحضِران معهما لوازم الطّبخ ،وسَتُهيئان وجبة شهية تنال الرضى.بدا لي المدير أشبه بشخصية خرافية ،في مسرحية عبثية ،يؤدي دوره بحرفية كبيرة ،دون أدنى هفوة ،جاء الزّملاء ،وقام المدير من مكانه مُحَيّياً وهتف بصوت جهوري: -مرحبا بكم أتمنى أن نكون في مستوى الحدث صديقنا بشار كان موفقا في شراء ما يلزم..وتدخلت حادة بصوتها ذي الرنة الأمازيغية قائلة : -سيَمُر كل شيء على أحسن ما يرام وسنربح الرهان وقال المدير معلقا : -هذا ما فيه شك ، يمكنك الآن أنتِ وطامو الذهاب لإعداد وجبة الغذاء ببيتي ، زوجة الحارس وابنته ستقومان بمساعدتكما ، أما أنا وميلود فسنقوم بحراسة تلاميذكما. على هذا انفض الجَمع ،وقمنا نحن بإدخال المتعلمين إلى قاعات الدرس ، وانصرفت حادة وطامو إلى مُهمتهما وهما سعيدتان، كان التلاميذ بِحسّهم الطُّفولي يستشعرون الحالة الغير العادية التي كانت تعيشها المدرسة ،لهذا لم تَتردد إحْدى التلميذات في توجيه السؤِال إليّ وأنا ألج القسم :. -هل سيحضر المفتش اليوم يا أستاذ؟ رددت عليها وأنا أبتسم : -نعم ولكن هذا أمر عادي وسنتابع حصصنا الدراسية كالمعتاد وقال تلميذ يجلس بالخلف: -أستاذ هل المفتش رجل مثلك ؟ ضحك التلاميذ وقلت أنا: -نعم إنه رجل وليس غولا في الساعة العاشرة والنصف توقّفَتْ ببابِ المدرسة سَيّارة من نوع فيات 124،ورأيت الحارس "بّا ميلود" يهرول نحو السيارة ، يَتبعه المُدير ، ترجّل من السيارة رجل متوسط القامة يميل لون بشرته إلى السمرة يحمل محفظة جلدية سوداء اللون تبادل التحية مع المدير ثم اتجها نحو الإدارة ، مكثا لحظة ،- وكان هذا الوقت كافيا لتمر حادة وطامو إلى قسميهما ، وتَتَكَفّل زوجة الحَارس وابنتهُ ، بإتمام إعداد وجبة الغداء- ثم غادرا الإدارةَ ، رأيتهمُا يَتَّجهان صوب قسمي ،بعد حين وجدتهما ، أمام باب القسم ، تقدمت نحوهما مبتسما ، قال المدير :-سي الحسين مفتش المقاطعة لمادة اللغة العربية، السيد بشّار مدرس القسم الأول مد المفتش يده مصافحا إيَّاي ،ثم دخل إلى حُجْرة الدَّرس ،قام التلاميذ ،رددوا بصوت واحد :" مرحبا بالزَّائر الكريم "أشار إليهم بالجلوس ، ثم اِتجه نحو المكتب المهترئ ، جَرّ الكُرسي وجلس ، قدمتُ له المذكرة اليومية ، وسِجّل الحُضُور والغِيّاب ، ثم أشْرتُ إلى الإطَار الخَشَبِيّ المُعَلّق بالجِدَار ، وقلتُ:-باقي الوثائق معلقة هناك أستاذ ، التَّوزيع السَّنوي ، التَّوْزِيع الشَّهري ، جدول الدِّراسة ، تَعَاوُنية القِسم ..قاطعني مبتسما :-نعم سأطلع عليها ، أين تحاضير اليوم ، دفعتُ أمامه ملفا أخضر اللّون وقلت :_هاهي أستاذ ، أما تحاضير الأسبوع فموجودة ......
#المفتش
#يشرفنا

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=754197