الحوار المتمدن
3.19K subscribers
12 photos
94.8K links
الموقع الرسمي لمؤسسة الحوار المتمدن في التلغرام
Download Telegram
حسن ميّ النوراني : رواية: هدى والتينة 15
#الحوار_المتمدن
#حسن_ميّ_النوراني (حكاية رجلٍ يشتهي الحبَّ ولا ينالُه!)- "أين ألقى الوطن، يا هدى؟!"..- "في قلب امرأة تَهديك وترويك وتزرعها وترويها!"..- "أين هي؟!"..- "أنا هي!"..- "ما وطني يا حورية؟!"..- "شوقك ورجاءُك!"..- "فأين هو؟!"..- "في أحلام صحوك ومنامك!"..ظل طوال حياته يحلم!! يعيش حلما له أجنحة من خيال، ولا سواعد أو أرجل له!!.. - "المعلمون لا يغيِّرون العالم، يا صديقي؛ التلاميذ المؤمنون المخلصون يغيِّرون!"..- "المعلمون حالمون ومغامرون، لا ييأسون ولا يكِلّون ولا يملّون!"..- "النساء يعشْنَ الواقعَ وأنتَ تعيش في الخيال!"..- "أشتهي أنثى، أعانقها تعانقني، فتحملني وأحملها إلى سديمية الوجود!"..- "أنتَ تشتهي أنثى من روح الوجود ونبض الحياة!"..- "أشتهي أُمّا لي، أنا الطفل التائه عن أمِّه!"..- "أنتَ تشتهي الحريّة!"..- "أجلْ؛ أريد امرأة أُمّا لأطفالي!"..- "أنتَ كل الناس أطفالك!"..- "نحن ضائعون شاردون في هوّة الضياع الغائرة الفاغرة!".. ****رجاء، امرأة مثل كل النساء: "تريد زوجا، لا يغادر قفصها؛ أمّا أنا فمغامر منفلت!"..- "المغامرون المنفلتون لا يسلِّمون رؤوسهم للشباك، يا هدى!!".. قال لرجاء في المكالمة الطويلة بينها وبينه: "لو نجح مشروع زواجي منك، فإنني كنت سأحتفظ بالبيت الذي أقيم فيه، وتُواصلي أنت الإقامة في بيتك الذي تمتلكيه!!".. فهمت رجاء أن قوله، يعني أنه متشبث بالبقاء في بيت ذكرياته مع "الحبيبة"!.. لهذا شأن عنده؛ لكن السبب الرئيسي يعود إلى أنه يريد التشبث باستقلاليته.. في الواقع، هو يدرك تماما أن استقلاليته، تتحقق بتشبثه بمبدأ الحرية:- "أرفض التملك قولا وفعلا يا هدى!".. - "الحرية دين يا الإمام الأبيض!"..- "الحرية نور وحب وعدل وسلام وبهجة!"..- "من حق الإنسان أن يمتلك لحظته فقط؛ ما زاد من التملك عن اللحظة، ينقلب إلى عدوانية تنتهك حق الآخرين في الحرية!!"..- "الأنثى حرية!"..- "الأنثى حقل من عِطر الورد، أو ليل من قَحْلٍ وبرْد!"..****هل كانت رجاء ستوافق على مبدئه؟! يشك في ذلك!! ولا تزال رجاء تشغله رغم أنه اعتقد لوقت، أن دورها انتهى من حياته، وبسرعة!! يحب في أيام الجمعة أن يقضي الوقت في غرفة نومه، التي لا تزيد مكوناتها عن ثلاث مراتب إسفنجية فردانية ملقاة على حصيرة مهترئة.. تتمدد المرتبة التي يرقد عليها، في وسط الحجرة، فيما تحاذي المرتبتان الأخريان جدارين متعامدين وفي زاويتهما القائمة يحتفظ بوسادة ولحافين، أحدهما لحاف طفل، ورثه عن أمّه، وكان يلتحف بهما في الشتاء، ومعهما بطانية قديمة، وهبتها له امرأة جمعته بها علاقة أبوية روحية.. ينطوي في الغرفة في بؤس رجل يفتقد امرأة: "تُرى؛ هل تمتلك رجاء جسما جذابّا؟!".. استدرك: "لن تكون لي، "فلماذا أشغل نفسي بها؟!".. اليوم هو رابع أيام العيد؛ يرتدي جلابية سماوية اللون.. يعشق اللون السماوي.. كانت هذه الجلابية، هدية من امرأة عرفها قبل عدة سنوات؛ تساءل: "لماذا لم تتصل بي لتهنئتي بالعيد؟!".. كانت امرأة الجلابية تحبه، واعتادت، أن تهنئه بمقدم العيد، في الصباح الباكر، من أول أيامه؛ مرّ العيد، هذا العام، دون اتصال منها، أو زيارة! قالت حورية: "تمتلك النساء حدسا قويا، زودتهن الطبيعة به؛ أنت تُلقي مِرساتك الآن، عند مرفأ رجاء!".. - "كلّكنّ على قلب واحد: أنتَ لي أو الموت لك يا زوجي.. يا صيدي!!"..- "أنت تريد امرأة وطنا لك؛ الحرية وطنك!".. - "النساء اللواتي عرفتَـُهن، لا يرغبْن في رجل يدير ظهره للواقع، ويجري نحو وادي الأوهام!!"..<br ......
#رواية:
#والتينة

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=729780
حسن ميّ النوراني : هدى والتينة 16
#الحوار_المتمدن
#حسن_ميّ_النوراني (حكايةُ رَجل يشتهي الحُبّ ولا ينالُه)اليوم الجمعة. أغلق أبوابه كما تعوّد أن يفعل في مثل هذا اليوم، واستغرق في وحدته.. رجاء تشغل باله. ارتفع صوت مؤذن صلاة الجمعة؛ شعر بالبرد، فقام ليرتدي مزيدا من الملابس، بدأت الخطبة، خطر له أن يذهب للصلاة في المسجد القريب منه.. شجعه على ذلك، أن موضوع الخطبة، هو الفضيلة والأخلاق الحسنة، الموضوع أثير لديه وجذّاب له.. حثته رجاء في مكالماتها الهاتفية معه أن يخرج من العزلة التي تحاصره.. الصلاة في تقديره، شعيرة اجتماعية ووصفة علاجية نفسية روحية، ورياضة بدنية تفيد مفاصل ركبتيه وقدميه، التي تعاني من آلام تتفاقم، بخموله وقلة حركته البدنية.. في الليلة الفائتة اقترحت رجاء عليه أن يعالج المرضى بالقرآن الكريم:- "سيأتي إليك زبائن كثيرون لو عالجت بالقرآن الكريم".- "أستعين بالعلاج القرآني في بعض الحالات، أستخدم منهجا نفسيا روحيا، يختلف عما يعهده الناس، وهذا لا يجذب زبائن لي، اعتادوا على علاج مشايخ الدين التقليديين!".اندسّ بين المصلين، بعضهم نائم، وبعضهم يشخِّر، وبعضهم يحدِّق في الفراغ، وبعضهم يتململ ذات اليمين وذات الشمال، ، وقليلون معتدلون في مجالسهم، وبعضهم ضَجر، وبعضهم يسعل وبعضهم يتثاءب، وقليل منهم يتابعون صراخ الخطيب، كعادة خطباء المساجد، وثمّة أطفال يقفون ويجلسون ويخرجون ويعودون ويعبثون ويتشاجرون ويبكون ويقهقهون؛ استشاط الخطيب غضبا وغيظا، ولَكَم بقبضتيه الهواء، وركله بقدميه، وصرخ، وهو مشدود متوتر مُحتدّ ويرتجّ: "أُقسِم بالله العظيم، أنكم لا تعرفون من دينكم شيئا، فهل منكم من يعرف نقائض الوضوء؟!"؛ حينها، دوّى صوت ضراط آت من جهة المنبر؛ انفجر جميع المصلّين بضحك ماجن، وقال خادم المسجد، المؤذن، بصوت عال جادّ: "هذا بيان عمليّ!، وهمس مُصلٍّ لجاره: "الشيخ مدرّس مرحلة ابتدائية!"؛ الخطيب ظلّ متجهما عابسا، لم يبالِ بما يجري، وتحوّل من الحديث في الفضائل وحُسْن الأخلاق، إلى رواية تحكي أن أعرابيا، قال معلقا على قسم، اقسم الله به في القرآن: "ما الذي أغضب الله فجعله يُقْسم..؟!"..صمت "الأبيض"، وطأطأ رأسه وأدار ظهره واسنده إلى عامود جعله وراءه وأغلق عينيه وأذنيه بأصابعه، وأغفى حتى فاق حين أنهى المُعمّم على المنبر خطبته الأولى وجلس.. دعا في سرّه: "اللهم أنِرْ قلبي ببهجة الحب والنور والحرية والسلام وأعْلِني بك!!".. ثم نهض وغادر المسجدَ والأفواه كلها فاغرة، والعيون مُستهجِنة!- "أألله يغضب مثلنا فَيُقسم قسم الغضبان، يا حورية؟!"..- "سمعت الشيخ أبا العبد، عالِم قريتنا القديم، يقول إن الله يغضب، وإن نبيه كان يغضب لله ولا يغضب لنفسه؛ وسمعته يقول: إن النبي نهى عن الغضب!"..جلس مع حورية وهدى، تحت التينة، صاح هاتفه الجوال، قال المتصل:- "مرحبا يا دكتور؛ أنا أعاني من قلق واكتئاب ويأس وبؤس وخمول وتشاؤم وعزلة وانعدام نوم وفقدان شهية للطعام وللنساء وشقاء واضطرابات بدنية وعقلية وعذابات لا تبرحني؛ متى يمكنني المجيء إليك؟".- "في أي وقت تشاء.. أهلا بك!!".- "الحق أنا تطاردني شكوك شيطانية؛ هل لي متّسع في صدرك ووقتك؟!".- "تعال!"..- " استشرتُ شيخا حول مشكلتي، فقال لي: وأخيرا، عرفنا من هو معلم إبليس وأستاذ الملحدين وإمام الشياطين!"..- "تعال يا إنسان!"..- "هل أجد ضالتي عندك، فأبرأ من دائي، وأشفى من ضلالي؟!"..- "أجل؛ هدى دوائي ودواءُك وشفائي وشفاءُك!",.- "ما هدى؟!"..- "حُبٌّ في النور مبتهجٌ بالحرية!"..قام وصاحبتاه، لأعداد طعامه.. تلذّ له السلطة الغزاوية: قطّع بصلة وهرسها بالمدقَّة، ثم أضا ......
#والتينة

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=730053
حسن ميّ النوراني : رواية: هدى والتينة 17
#الحوار_المتمدن
#حسن_ميّ_النوراني حكاية رجُل يشتهي الحبّ ولا ينالُه!)- "العالم بلا رحمة!"..- "العالم يتيم الأمّ!"..- "الغزاة دمّروا العراق ونهبوه!"..- "بلد الخيرات أمست خرابا وشِيعا واحترابات أهلية دامية!"..- "واهله الكرام غادروها، وماجداته يتسوّلن في زوايا الشتات وأزقته وظلماته!"..- "من الطغيان والقهر، إلى العدوان والفقر!"..- "وهنا عَبثٌ ومارقون باعوا الوطن وقبضوا الثمن، ثمّ صيّرهم المنتفعون والجاهلون أصناما!"..- "هنا ظلام دامس وفساد وسلْب حقوق وفواحِش واغتصاب ثكالى وأيامَى وثيِّبات وأبكار!".. - "هنا قابيل قتل هابيل من جديد، وسلب أرضنا باسم الربّ وجثم فوق صدورنا، وسلب منا بهجة أطفالنا، وشرب دماءنا وسلخ لحمنا وهشّم عظمنا؛ والضميرُ العالمي في سبات عاهر غائر فاجر غادر!"..- "ثم مددنا لقاتلينا أكفّنا ولقّبنا زعيمَهم صديقا!"..- "والنفق مظلم والممثل الماهر يخدِّر الحشود والحناجر تهتف: بالروح بالدم نفديك يا باهر!"..- "كذب كذب كذب؛ وسفاهة ونباح ونواح ونفاق وضلال وضياع وعار وفساد ورذيلة!".. - "الكذب عربي والفجور موروث والرايات ألوان شتّى والقلوب خواء أسوط يابس والأحياء الأموات نفوس موجوعة هزيلة عليلة ذليلة!"..- "والحُرّ الأبيّ، في جحيم البغاة الوحوش القُساة الهمج، مكبّل بالأصفاد مشنوق أو مصلوب مخنوق مُجَوّعٌ مُغيَّب موجوعٌ مُنتهك مُعَيَّب ظمآن مُستباح!"..- "والجمع بعضه منافق وبعضه يائس، وكله بائس!"..- "وأنتَ يا داعِيَ الروح في غَيِّك سادر!"..- "الظلم الزاحف من كل صوب يُفاقم أساي يا صديقتي!".. ولكن عطرك يا برتقال يافا، ومنذ تنسّمتُك أوّلَ ما تنسمتُ هواءَ حياتي، ما زال يشذو فوّاحا في صدري وقلبي وحولي وفي صحوي ونومي، ولن أنساكَ يا بيت مولدي لن أنساكِ يافا لن أنساكَ يا ثّرى السلام يا وطني ولن أنساكِ هدى يا ثُريّات الحبّ في سمائي يا مجدنا ويا وطني وبهجتي، ولن أنساكِ بغدادنا ولن أنسى أجدادَنا، لن أنساكِ يا مهد حضارتي يا عونَنا يا عيوننا!"..شعب العراق في انتظار الدمار.. أقوى العتاة الظالمين، يحشدون جيوشهم، لمحق العراق.. الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وحلفاؤهما يستعدون لشنّ حرب شرسة، ضد العراق! قال الأبيض:- الرأسمالية عدوان بشع ضد الإنسانية؛ العراق هو آخر ضحاياها؛ شعبي ضحية لتواطؤ العالم الظالم القاهر: تنازلت القيادة الفلسطينية السياسية عن حقها في 78% من أرضنا التاريخية، لغزاة، يشكلون رأس حربة للرأسمالية الجائرة؛ لوّحوا لنا بالسلام والرخاء".. ردّت حورية:- "لكننا حصدنا شوكا وذُلّا وفقرا وموتا بعده موت، وتراكم الفساد فوق الفساد، وأكل الناس قمحا معدّا علفا للحيوان"..- "استورده سلطويون، وغمروا به الأسواق باعوه تحت اسم قمح صالح للاستهلاك الآدمي، فأكله المخدوعون، وامتلأت جيوب الغشاشين بملايين الدولارات الأمركية!".. - "وفضائح هنا وفضائح هناك؛ وصمت وخوف هنا في بلدي وهناك في العراق؛ القمع والقهر هنا وهناك!"..- "ارتدى الحاكم العربي عباءة الإله، وطغى وتجبّر! الحاكم العربي صنم لا يُسقطه إلا الموت أو الزحف الهادر!".. - " منذ البدء، كانت الشريعة: قوي مظلم جائر، يأكل الضعيف الخانع الخائر!"؛ قالت روح حورية.. لكن "الأبيض" يحلم بثورة الروح: - "فليكن عالما من النور.. ولتكن البداية من وطني.. وطن الروح!!"..يرزح وطنه تحت نير احتلال ظلامي يزعم أنه يستمد مشروعيته من عقيدة دينية تعود إلى النبي إبراهيم.. "الدولة الإسرائيلية جماع الفساد الإنساني"؛ قال "الأبيض".. اضاف: "الموت هنا طقس يومي، لا يفلت منه ال ......
#رواية:
#والتينة

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=730349
حسن ميّ النوراني : رواية: هدى والتينة 18
#الحوار_المتمدن
#حسن_ميّ_النوراني (حكاية رجُل يشتهي الحبّ ولا ينالُه)جلس إلى جانب التينة، وقد كّرَبَه الهمُّ وشغل بالَه سوءُ حاله.. تنتصب اليافطة التي تحمل اسمه بين عينيه.. ظلت خمسة اشهر، معلقة في الهواء على شرفة البيت الذي رحل إليه من بلد إقامته السابق، صامدة في وجه ريح الشتاء العاتي، تنتظر مرور "الحبيبة" من أمامها.. اليافطة فوق باب البيت الخارجي الذي يسكن فيه الآن، تنتظر زيارة ثانية من "الحبيبة".. سأل نفسه متمنيا.. بينما يحدّق في راية سوداء تلتف على نفسها في ركود الريح، معلقة على عامود الإنارة أمام بيته، راية تحمل شعار حركة جهادية تقاتل الاحتلال: "هل تدخل فجأة؟!".. أضجرته شؤون السياسة.. في الانتفاضة الأولى (1987-1993م) كان لا يزال يقيم في مدينة من مدن الثراء العربي.. كان يقف في مصرف ويبيع مشغولات تراثية فلسطينية بأسعار عالية يدفعها المشترون وهم يعرفون أنه يبيعها لصالح الانتفاضة التي كان يودع في حساب مصرفي لها، حصيلة ما يجمعه.. عندما اندلعت الانتفاضة الراهنة، شرع في تأسيس لجان تتكون من المثقفين، تحت شعار: "المثقف في قلب المعركة".. صعقه بعد أيام قليلة ما كشف عنه جهاز أمني فلسطيني من أن أحد المشاركين في تأسيس اللجان، كان من عملاء الاحتلال الإسرائيلي.. خيانة الوطن خطيئة لا يستطيع التسامح مع مرتكبيها.. يؤسفه، أن يلعب الخونة من أبناء شعبه دورا خطيرا في ملاحقة واغتيال أفراد المقاومة المسلحة؛ يدرك أن الاحتلال الإسرائيلي ينجح في إسقاط العملاء تحت تأثير ظروف صعبة أو مستغلا نقاط ضعف بشري في أشخاصهم.. مع ذلك؛ فهو لا يستطيع التسامح مع خائن لوطنه وشعبه وقضيته.. هذا رغم أن التسامح إحدى أهم صفاته التي يعرفها عنه المقربون منه.. مشروع لجان المثقفين فشل؛ المثقفون محبطون، ولا يملكون قوة روحية مثل التي يمتلكها؛ يتهمونه بأنه يحلم بتغيير العالم، و "يزرع الورد في المزبلة"؛ كما قال له أديب كبير في غزة، عندما دعاه "الأمام الأبيض" للانضمام إلى "جماعة حق البهجة – حب"؛ لكنه ردّ: - "أليست مزبلة بوردة، أفضل من مزبلة بلا ورد؟!".. - "نحن مثقفي هذا البلد، نملك مفاصل متكلسة.. لا نستطيع مجاراتك فيما تطرح.. خير لك أن تبشر بفكرك في أوساط العامة من الناس، قد تصادف هناك من النجاح ما يعسر عليك أن تلقاه بيننا!!".. أحد أصدقائه القدامى، وهو موضع اعتزازه، قام بزيارته للمرة الأخيرة، زيارة نصح.. دعاه فيها الصديق القديم، إلى الإقلاع عن ادعائه بأنه نبي: "هذه بضاعة لا سوق لها، لا بين عامة الناس، ولا بين المثقفين!!"؛ قال الصديق.. ابتسم "الإمام الأبيض" لصديقه، بعد أن أنهى نصيحته له، وتساءل بينه بين نفسه: "متى ادعيتُ أني نبي؟!".. بعد عودته إلى الشيء من الوطن، وعندما أخبره صديق مشترك، أن الصديق الناصح هذا، موجود في قطاع غزة، ، غمرت السعادة قلبه، وقال في سره: "هكذا أستطيع أن أتنفس بحرية!!".. اختفى الصديق الناصح بعد زيارته.. وإن تقابلا صدفة، أو بادر هو إلى الاتصال الهاتفي به، يلمس منه استجابة سلبية، ما زال حتى اللحظة، لا يعرف لها سببا!!قبل ظهر يوم الأحد، تحدثت معه رجاء من هاتفها الجوال الخاص بها:- "هل تناولت إفطارك؟".- "أجل، فعلت ذلك امتثالا لما طلبته مني في محادثة الأمس؛ أضمرت أن أخبرك بذلك، عند أول اتصال بيننا؛ وأن أقول لك، إنني طفل مطيع!! أحد أصدقائي وصفني ذات مرة بأنني طفل كبير!!".- "إني أتصل معك الآن من هاتفي الخاص، أفعل ذلك رغم أن الجميع يستخدمون هواتف العمل لأغراضهم الشخصية؛ لكني امتثلت لما قلته لي بالأمس بأنه لا يجوز استخدام هاتف العمل في الاتصالات الشخصية!!".- "إذا ارتكب غيرنا الأخطاء ......
#رواية:
#والتينة

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=730432
حسن ميّ النوراني : رواية: هدى والتينة 19
#الحوار_المتمدن
#حسن_ميّ_النوراني (حكاية رجُل يشتهي الحبّ ولا ينالُه)نهض صباح اليوم التالي من نومه تحت ضغط الحاجة للتخلص من فضلات الجسد.. أفرغ ما كان يضايقه، وعاد للفراش بعد أن فتح نافذة حجرة نومه المطلة على جدار يفصله عن بيت الجيران.. رأس امرأة يتحرك في الفناء المجاور.. وفوق سطح بناية مجاورة، حمامتان تمارسان نشاطا جنسيا حميميا: المنقار في المنقار، الأنثى ترقد، يقفز الذكر فوق ظهرها، ويهز جناحيه بقوة مبتهجة وهو يضغط مؤخرتها بمؤخرته.. وهو في هذه اللحظة المبكرة من النهار، يستعر بالشهوة لامرأة يصلي فوق شفاهها وبين تلالها وزواياها؛ يتذكر رجاء: "لكنها ليست مريمتي ولا عائشتي ولا خديجتي!!".. قالت له إن عدم التزامه بالصلاة، يقف وراء عدم قبولها للارتباط به: - "غدا الاثنين، هل ستصلي كما صليت يوم الجمعة؟!". - "هل يوم غدٍ عيد؟!".- "نعم؛ يوم الاثنين وُلِد أشرف الخلق وسيد الأولين والآخرين، وشفيعنا يوم القيامة مولانا ونبينا وإمامنا حبيبنا محمد عليه الصلاة والسلام!".قال في سرّه: "ليتني استطيع أن افعل شيئا يخالف قناعاتي، فأحظى برضا رجاء!!".بعد انتهاء مكالمته معها، اتصل بقريب له، تحدث معه عنها، وعن سبب رفضها له.. ضحك الشاب وقال: "إذا كانت الصلاة هي الحل؛ فإن أسبوع صلاة ليس شاقا ولن يضرك!". سأل نفسه: "هل تريد رجاء رجلا صادقا أم مخادعا؟!".. لا يخفى عليه، أن الخداع سهل، قال لنفسه: "لكن الصدق فضيلة، وأحب أن أثْبَتَ عليها حتى وأنا أعي أنها تزج بي في المسالك الوعرة!!".. وصفه أديب خلال ندوة، بأنه "متسلق"؛ لم يغضب منه؛ ولكن، غضبت عليه صديقة كانت بين الحاضرين: "قم وردّ عليه؟!".. ابتسم، وطلب منها أن تتحلى بالصبر.. غادرت الزميلة الندوة بنزق نسائي مغتاظ منه.. قبل أن تنتهي الندوة، طلب الكلمة، فاجأ حضورُه الأديبَ مهاجمُه، ولم يكن هذا الأديب على معرفة شخصية به من قبل، وبنى فكرته عنه بالسماع من مبغضين له.. وقف على المنصة مشدود القامة مرفوع الرأس مبتسما، وقال موجها الحديث لشائنه مهاجِمه: "أشكرك يا أخي، أشكرك من كل قلبي.. أنا كما وصفتني بالضبط.. أنا متسلق؛ نعم أنا متسلق.. ولكنني أتسلق الطرق الوعرة.. أتسلقها نحو القمم!!".. اعتذر الرجل الذي هاجمه بقوة، ورجاه أن يكتب عن ديوان جديد له!! قال في نفسه: "قد أخسر رجاء، ولكن خسارتي لها أهون من خسارتي لمبادئي!!".. يغمره الأسى؛ قرر أن يعود إلى طيّ كتاب النسوان من جديد؛ تذكر ما قالته له حورية مرارا: "لن تجد امرأة تؤمن بك!!".. نوى أن يوجه علاقته مع رجاء في اتجاه آخر. تحدث معها عن رغبته في إنشاء مؤسسة تُعنى بالأمومة والطفولة؛ استحسنت الفكرة واقترحت عليه أن يؤسس جمعية أهلية لهذا الغرض، وقالت: "أكون أنا رئيستها، وتكون أنت نائب الرئيس؛ أمْ أنك لا تقبل أن تكون نائبا لامرأة كما هو شأن الرجال هنا؟!". أكد لها أنه ليس حسّاسا من هذا الجانب، وان طبيعة عمل الجمعية المقترحة تستوجب أن ترئسها مرأة.. فردت: "بل تكون أنت الرئيس!!". كان تفكيره قبل ذلك يتجه إلى تنفيذ فكرة تأسيس جمعية تُعنى بالأمومة والطفولة في المنطقة التي تسكن فيها "الجارة" مع زوجها، وكان ينوي أن يسمي الجمعية باسم ابنها.. كان قبل ثلاثة أسابيع، في يوم اثنين أيضا، قد ذهب إلى منطقة سكنى "الجارة"، بعد زواجها، لاستئجار بيت، يبدأ فيه تنفيذ مشروعه.. في المكالمة الأخيرة، سأل رجاء عما إذا كانت تعرف بيتا في منطقة سكناها، لاستئجاره بغرض بدء المشروع الذي اتفقا على الاشتراك في تنفيذه.. بعد نصف ساعة من الحديث الهاتفي بينهما، أبدت رجاء رغبة في إنهاء المكالمة؛ سألها: "هل يحمل هذا رسالة؟!".. أجابت: "كلا؛ لكني لا أريد زيادة ا ......
#رواية:
#والتينة

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=730559
حسن ميّ النوراني : رواية: هدى والتينة 20
#الحوار_المتمدن
#حسن_ميّ_النوراني (حكاية رجُل يشتهي الحبّ ولا ينالُه!)صحا مع بدء تسلل شعاع الشمس المبّكر، من بين أغصان التينة، حاضنا شرفة "الحبيبة"، مداعبا منامَه.. أعدّ قدحا من الشاي الأخضر، المخلوط بالزعتر، خرج إلى الفناء، وقف تحت الشرفة السحرية، هدى أمامه، تسند ظهرها، إلى جذع التينة، يحمل كوب الشاي بيده، احتسى منه رشفة واحده، زلزال يضربه، ارتجف قلبه، اهتزّت يده، ارتجّ جسمه كله، كاد يسقط على الأرض، اندفعت هدى فسندته، ولكن كوب الشاي سقط على قدمه العارية، لسعته سخونة الشاي، انحنت هدى، أزالت الزجاج المهشم فوق قدمه، ضغطت راحتها الناعمة، برفق، على جرح أصابه، لم يثبت على مواصلة الوقوف، هوى؛ فتلَقَّته هدى بين ذراعيها الحانيتين بوجه محبٍ بشوش مليح القسمات مضيئ مبتهج فضمّ جسمَها الشهيّ له البضّ الغضّ الْلِدن الرهيف الساخن رشيق القدّ وثير الصدر نحيف الخصر عريض الحوض طريِّ الفخذين طيّب العطر الخلْقيّ الربّيّ، فاستلقت فاسترخى فوقها، فاستردّ عافيتَه، ثم نفد صبره فخلع عمامة الوقار بعدما ثار شوقه واستعر رجاؤه، فلثم شفتيها الورديتين الحمراوين المكتنزتين عسليّتي المذاق لذيذتيّ الملمس والعلك، فعرَّت صدرها، فعرّاها كلّها، فلثم حلمتيها الرقيقتين وثدْييها البكْرين الناهدين، وداعبت أنامله اسفلا رطْبا أحمرا، سال منها أولّ مرّة، فجْرَ هذا الصباح؛ ففجَّر فيها دما آخرَ فَرَشّتهما السماء بالفلّ والياسمين ونهضا متعانقين مبتهجين، وهدلتْ حمامتان وزقزق عصفوران وحطّ نسران وغرابان وماءت قطّتان وهزّ الجذْع كلبان وحماران وثوْران وتسافدت كلها ذكر فوق أنثاه وفوقهم ظُلل من ورد وياسمين وعنبر، وعزفت موسيقى عُرسٍ مقدّس، وزغردتْ نسوة كنّ يرقبنَ المشهد من فوق سطوح منازلهن القريبة والنائية، وغنّيْن هنيئا لنا عُرْسنا.. هنيئا سلامَنا،.. هنيئا رَبَّنا.. ورقصْن.. واجتمع الرجال وعرّوهن وتعرّوا وتوحّدوا معهن ودون مهْر ولا شهود ولا اختيار.. وتفتّحت السماوات وتنزّلتْ بركاتٌ وغنّيْن وغنّوا للعروسين معا، والمُثمرة والقاحلة والليّنة واليابسة والورد والشوك والماء والهواء والندى والجمال والقُبْح والعلْم والجهل والفسْق والتقوى والعدْل والجَور والجوع والظمأ والأمل والعزْم والعمل والصبر والضجر والجَدّ والكسل والسلامة والندامة والنعيم والسقيم والضحْل والجواد والبخيل والعميق والظاهر الباطن والبرّ والفاجر والكريم والغنيّ المتبوع والسارق والمسروق والطاغي والواطي واللئيم والكبير القوي الرحيم والحقير الفقير الأعجف الممجوج وكل إنس وذي ريش ووحش وجان وأهل الماء وأهل الغيب والمُخيّلة وأهل الغابات والجحور والبكتيريا والفطريات والفيروسات والديناصورات وكل حيّ يسعى أو انقرض والفراغ والملاء والشمسُ والريح والرياح والريْحان والشقيّ والسعيد وكل سليم وقادر وسمْح ومنتقم ويائس وبائس ومأجوج ويأجوج والأشرار والأخيار من كل لوْن ومذهب والنفيس والرخيص من الأنفس والمعدن والفردوس وسقر وما أبهجَ وما غمَّ وما نفع وما ضرّ وما صلُح وما فسدَ والسحاب والبرق والرعد والمطر والقمرُ والنجومُ والثقوب المجهولة وكلّ جامد للعيان العامّ والآفاق الداني منها والنائية والبحارُ والسهولُ والجبالُ والشجرُ والأنهار وما خفِيَ والآتي وما مضى؛ كلُّهم نهضوا انطلقوا، سعُوا التقوا معا، بِيضٌ طاهرين أنقياء مثل قلب هُدى، سواسية كأسنان مشْطِ هُدى، وعزفوا معا، لحنَ الحرّية العليا: "هنيئا فضْحَنا هنيئا لنا رِيُّنا.. هنيئا عُرسنا ".. وعلى صفحة الهواء، رسم أطفال حضانة قريبة منه، لوحة مسموعة من ضجيج عفوي بريء ممتع وجميل.. ونمت في غير موعدها، أوراق جديدة حمراء وخضراء على ما حولهما من شج ......
#رواية:
#والتينة

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=730736
حسن ميّ النوراني : رواية: هدى والتينة 21
#الحوار_المتمدن
#حسن_ميّ_النوراني (حكاية رجُل يشتهي الحبّ ولا ينالُه!)في حركة واحدة خاطفة، فتح النافذة المطلة على التينة وأغلقها.. الريح صقيع، والأفق مكتظ بالغيوم.. كما حاله تماما.. السماء مكتنزة بحملها القاتم الثقيل، وتتأهب أن تذرف دموعها الغزيرة بكاء عليه، ومعه.. بعد وقت قصير، ستنطلق رجاء في غير سفينتي.. سألها أمس: - "هل سيكون بمقدوري، الحديث معك بعد ذلك؟!".- "سيكون ذلك في حضوره؛ هل تعتقد أن من حق امرأة أن تحادث رجلا ما، من وراء ظهر زوجها؟!".ألجمَته.. وفي صدره لهب تتصاعد ألسنته.. خرج إلى فناء البيت، روى التينة والرمانتين والزيتونة وحقل الشتلات.. لفّه الوجوم.. أغلق نوافذ البيت والأبواب عليه.. انقطع التيار الكهربائي فتوقف الكمبيوتر عن العمل.. ومن الشارع، يتسلل إليه، ضوضاء بنات صغيرات يلعبن ببراءة يهواها عقله.. والنهار يوشك على السقوط في الظلمة.. والقلب مصدوع، والرجاء تبدّد.. تبدّد.. وفي خيبته تتراقص الشياطين: "هل ترقد كفّها هذه اللحظة، بين راحتيه؟! هل ارتوى من رحيق شفاهها؟! هل داعبت أصابعه حلمتيها؟! هل ضغطها بين ذراعيه؟! هل.. هل..؟!".. تهيأ له أن جرس الهاتف يرن.. فاق من ضياعه، لا رنين من خارجه.. الرنين جوّاه.. صلَّى من أجلها: "اللهم اجعل من أيامها ولياليها بهجة من البهجة التي لا تنقضي، ولا تبلى.. آمين.. آمين.. يا قادر يا محبّ يا كريم!!".. رمى جسده فوق سرير المرضى، وحدّق في سقف كانت "الحبيبة" تسكن فوقه.. الصمت لفَّه وتوغّل فيه حتى بلغ بدء الخليقة.. وبصمت، وفي خشوع عاد يصلِّي من أجل رجاء: "اللهم اجعل من أيامها ولياليها، بهجة من البهجة التي لا تنقضي ولا تبلى.. آمين.. آمين.. يا قادر يا محبّ يا كريم!!".. نهض، ولا يزال صامتا.. صنع كوبا من الشاي، أرتفع صوت المؤذن، بدأ الظلام يزدحم.. أمس قالت: "سأهاتفك غدا بعد لقائي مع الآخر" ..أطلّ برأسه من الباب الخارجي، لا زالت الصغيرات تلهو، لم ينتبهن إليه، دخل معتكَفه؛ أمس، قال لها: "لن أبادر إلى الاتصال بك بعد الآن".. جلس خلف مكتبه، تنهّد، تنهّدا مكتوما، وقال لنفسه: "شراع مركبها يُبحر في نهر ليس نهري؛ أنا المنذور للحسرات!!".. تعلقت عيناه بمصباح في فوقَه مضاء.. فتح الكمبيوتر، واستقرت شاشته على صورة باقة ورد جوري أحمر، تلقّاها من صديقة بعيدة.. لن ينتظر هاتف رجاء منذ الآن، قال بصمت: "حلم يقظتي الأخير أدبر!"..****مضت الليلة الأولى التي لم يسمع فيها صوت رجاء.. مضت بصمت كئيب.. نام مبكرا، ونهض صباح اليوم التالي مبكرا أيضا.. ابتسم، وأدى شعائر صلاته العليا التي ترسمها وصاياه.. حلق لحيته، وأزال التراب الذي حملته ريح الأمس إلى بيته.. بهجة النور تشعّ في عينيه وقلبه وعقله ويديه وساقيه وما بينهما.. رجاء لم تبرح مخيلته.. لكن عهْد ما بعد رجاء بدأ.. الجارة أم البنات تحمل طفلتها مرح، فيما هي تقف أمام نافذة مكتبه الشرقية، المفتوحة للشمس الصباحية.. جمع أصابع يده اليمنى، وهو جالس وراء مكتبه، وطبع عليها قبلة سريعة أطلقها ببهجة نحو الصغيرة مرح.. قالت الأم بصوت خفيض، يخشى أن يحمله الهواء للجيران، لصغيرتها: "أرسلي له قبلة منك!!".. طبعت الطفلة ببراءة مبتهجة، قبلتين على راحتيها، ونثرتهما نحوه ولوّحت بكفّيها إليه.. قفز من فوق كرسيّه، نحو النافذة، متهلل الأسارير، مدَّ شفتيه نحو شفتيّ الطفلة، دفعت وجهها نحوه، طبع على فمها الرقيق الناعم، قبلة نبعت من أول الشوق ومن أعمق البهجة؛ قال في سرِّه: "بهجة الطفولة هي المعنى العميق للحياة وللوجود مطلقا!".. سأل أمّ فرح: "هل ذهب عنك الصداع الذي أصابك أمس؟".. حمدتْ الله، وقالت، بعينين شهوانيتين: "لا تصنع لنفسك غداء هذ ......
#رواية:
#والتينة

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=730860
حسن ميّ النوراني : رواية هدى والتينة 22
#الحوار_المتمدن
#حسن_ميّ_النوراني (حكاية رجُل يشتهي الحبّ ولا ينالُه!)جلس في فناء بيته الخارجي.. يسْبح مع موسيقى ناعمة حالمة تنبعث من مذياع في غرفة نومه.. وريح تعزف لحنا صاخبا، فترقص النخلتان الجارتان على أنغامه، وحفيف أوراق الشجر يرسم ألوانا على لوحة المشهد المسموع، وحمام يهدل، وعصافير تلهو في الفضاء وعبير يتسلل من مخادع أنثوية، وجفاف الثرى متشقّق ويستنزل المطر؛ ورتّل الأبيض: "وعندما يُشرق صباح الغد، وتنهض مرح من فراش براءتها.. سأعانقها، وهي على صدر أمها، وأُوِشْوِشُها: رجاء قريبا تُزَفّ!!.. ثم انقضى زمن قصير.. وجاء القمر والنجوم صفّاً صفّا، فانهزمت حشود السواد الظلوم.. ثم غداً وعند الفجر تأتي الشمس جديدة.. وترقص الحسناوات في قلب عقلي.. وحولي.. ولك يا بهجة الحبّ، يا هُدى، أرقَى وأصلِّي!!"..****- "تمنيتُ لو أن عقد قراني يكون غدا، لكن أختكَ تعيسة الحظ، أهله غير موافقين على زواجنا، وأنا لا أريد الارتباط به، ما لم يوافقوا على ذلك!"..تحادثا ساعات طويلة..- "أنا بحاجة إلى أخ لي!".. - "وأنا بحاجة إلى أخت!".. غاصا معا في أعماق نفسيهما، فتحت خزانة أسرارها.. - "لم أتحدث في هذا الموضوع مع أحد قبلك؛ أشعر أنني ارتكبت خطيئة!!".- "هوِّني عليك؛ يحتاج كل منا إلى أخ موثوق مأمون الجانب، ليصحبه في رحلة إلى أغوار مكنوناته!".. - "هل يريد أن يتزوجني، لحاجته إلى مَن يصحبها إلى أغوار نفسه؟!".. - "هذه حاجة مشروعه!"..- "قال إنه بحاجة إلى امرأة يتحدث معها، حديثا من القلب إلى القلب! وأنه لا يستطيع أن يتخذ من زوجته خليلة لروحه!"..- "هل يمكن لرجل أن يتخذ من زوجة جاهلة خليلة لروحه؟!".. تنهَّدا معا.. وتمزّقت نفساهما، وزاد نزيف جروح قديمة، لم ينقطع نزيفها! وصمتا طويلا، ثم سألته:- "لماذا لا يصبر عليها، فقد يغير الله الحالَ إلى حال يشتهيه؟!".- "الله لا يبادر إلى تغييرنا، فهو لا يغيّر ما بقوم حتى يغيِّروا ما بأنفسهم!"..- "ستبقى على غيّك؛ وتريدني أن أتزوجك!"..استمرا يتحدثان إلى ما بعد منتصف الليل بنصف ساعة.. كانت تتكلم بصوت خفيض: "أنا أفعل شيئا لا أرضى عنه، وإلا ما كنت أخشى أن أرفع صوتي، فيسمعني من حولي!".. - "صنعنا التابوهات وجعلناها أصناما فاستعبدتنا!"..- "سمعت جدّي يقول: المرأة عجينة ليّنة، يستطيع الرجل أن يصنع منها ما يشاء!"..- "ذكورة جاهلة مغرورة، أيتها الحبيبة!".. تظاهرت بالغضب من قوله: أيتها الحبيبة؛ وبغيظ مصطنع، قالت:- "سأغلق الهاتف!!".. سارع للاعتذار: "لن أعود إلى ذلك؛ ولكن الرجل يحب أخته، وليس بيننا نزاع على الإرث حتى يغيب الحب عما بيننا.. أنت تعرفين أن المشكلات بين الأخ وأخته في بلادنا تأتي من طمع الذكور في حقوق البنات.. الحمد لله ليس بيننا خلاف على ما ترك لنا والدانا!!".. أضاف: "كنت أعتزم الاتصال بك، لأعرف رقم الآخر، رغبت في تهنئته بالفوز بك، وخطر لي، أن أطلب منه، أن يمنحني فرصة الشهادة على عقد قرانكما!!".. ثم دعاها للتفكير مليّا في قرارها.. وفي صباح اليوم التالي، أخبرته أنها لم تنم طوال ليلتها الأخيرة، وأكّدت أنها لن توافق على عقد قرانها مع الآخر قبل أن يوافق أهله على زواجه منها. وقبل مغيب شمس اليوم، زفّت له رجاء أخبارا سارة لها: "بعض معارضي زواجي من الآخر أظهروا شيئا من الليونة في موقفهم!".. كانت نبرتها مبتهجة، وهي تشعر أنها تقترب من تحقيق هدفها.. وبدت مطمئنة الحديث:- "أشعر أنني أصبحتُ في مأمن من تطلعاتك للاقتران بي!!".. أضافت في المكالمة المسائية التي أعقبت مكالمة صباحية طويلة بينهما: "ع ......
#رواية
#والتينة

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=731078
حسن ميّ النوراني : من خاتمة رواية هدى والتينة الفاتحة..
#الحوار_المتمدن
#حسن_ميّ_النوراني ارتقى إلى ما تحت الذُرْوة الشاهقة.. مغارة! وقف على بابها، دقَات نبضه عالية، وفَوْحٌ ينبعث من المغارة، مخلوط من عطر أنثويٍّ طبيعي شهيٍّ بكر نفّاذ غامر، مع رائحة غنم.. مأمأة وصوت طروب يهمس: إنسٌ أمْ جان؟! قال: إنْس كريم! قامتْ، وحضنته في العتمة وحضنها.. جلسا متلاصقين؛ وشْوَشَه همسٌ عميق ناعم حنّان راقص بهيج: "عروسك وضّاءة"؛ ما اسمكِ؟ قالت: سَمِّني أنت! قال: "هُدى الحبيبة"! تعانقا.. هل تتزوّجني؟! قال: نحتاج شهودا! قالتْ: حاضرون! قال: أيْنهم؟! قالت: ها نحن الخمسة: أنا وأنتَ والليل والنجم الأعلى والغنمة! قبّل رأسها وما بين حاجبيها وأجفانها ووجنتيها وشفتيها وكفّيها وثديَيْها، وبطنها، وما أسفل منه؛ وقال: هذا مهرُك؛ فزغْردتْ، وصعدا، والغنمة تزِفُّهما.. وفوق الذُرْوة، تحت تينة محمّلة بأطيب الثمر، تعرّيا، والنجومُ تراقب وترقص وتبتهج وتبارك؛ دَفَقَ ماءَ الحياة، في عين الحياة .. وبزغ الفجر ندِيّا.. ونزل.. وعاد يضرب في الأرض، بلا هُدى! ......
#خاتمة
#رواية
#والتينة
#الفاتحة..

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=731564
حسن ميّ النوراني : رواية هدى والتينة: الفاتحة
#الحوار_المتمدن
#حسن_ميّ_النوراني أنا حورية؛ هل تذْكُرنَني؟! أنا التي كنتُ أُنادى، قبل صعودي، بـ: "الحمارة"!.. أنا ترقّيْتُ، بعد صعودي، إلى مرتبة "البغلة"!.. بعد الصعود، تترقّى الصابرات الحكيمات كلّهنّ، إلى مرتبة "حوريّة بغلة"!.. قبل الصعود، يريد الذكور "حمارة" يركبونها في الليل والنهار، وتنجب لهم الغلمان والأتان.. هل تعلَمنَ أن العرب تسمي الأتان أو الحمارة الرشيقة خفيفة الحركة باسم "سُكَيْنة"؟!.. حميرنا يريدوننا "سُكَيْنات" في الدنيا وما بعدها!؛ ولكنهم يريدون في الدنيا، "سُكينات" ولّادات؛ ويريدون بعد الدنيا، "سُكيْنات" عاقرات، يتفرّغن لإشباع شهواتهم، بدون مزاحمة من واجبات الأُمّهات نحو أطفالهن!؛ أرجو أنكنّ عرفتنّ الآن، لماذا رُقّيتُ أنا، بعد صعودي، من "حورية الحمارة" إلى "حورية البغلة"! أنتنّ تعْرفن، أن البغلة، بنت حمار، وأنها عاقر!؛ وذكور ما بعد الدنيا، يريدون حوريات بغلات عواقرا!.. أنا مُتَنَزِّلَة الآن على قلب "الأبيض".. أتيتُ لأقرأ عليكنّ فاتحة رواية "ابن أمِّه المصلوبة"؛ فاصْغِين، أيّتها المصلوبات المُتخشِّبات تحت أصنامكنّ، واقرأنها، أنتنّ، على حميركنَ، إنْ لمستم فيهم، آذانا تسمع، وأفئدة تعي!؛ ومَن هو "ابن أمِّه المصلوبة"؟!؛ هو "الأبيض"!؛ سمّته أمّه وفي آخر رمق لها: "الأبيض".. وبعد صعودي، قرأت في كتاب السرمد: ".. ويكون الأبيض إماما..!".. أنا أتلو عليكنّ الآن، من خزانة معرفتي وسجّل ما عاينته وحفظته ذاكرتي؛ وكما اطَّلعتُ عليه، مما فاتني، ودُوِّن في كتاب السرمد!..يحفظ كتاب السرمد، رسوم الجارِيات كلها، حقيرها وعظيمها، بأدقّ تفاصيلها، وبحيوّيَّتها، وبقوّتها، وبألوانها، وأصواتها، ومذاقها، ورائحتها، وألحانها، وهيكلها، ويابسها وأخضرها وجمودها وحركتها، بدنا ونفسا وروحا؛ بدون نقص ولا إضافة ولا إخفاء ولا نبذ ولا إنكار ولا ذمّ ولا استحسان، وبلا تعديل ولا تأويل ولا تزوير، ومع حدوثها، لا قبله ولا بعده، ما نعيه منها، وما لا نعيه، وما ننساه منها، وما لا ننساه!كان اسم أمّه التي نما في رحمها: "هُدى"!.. قضتْ نحبها، مصلوبة على تينة؛ لا مذبوحة كما قالت قارئة الفنجان حاملة شهادة الدكتوراه؛ لم يقتلها أبوها وزوجها أبو "الأبيض"؛ كانت "هُدى"، وأبوها، وأبو "الأبيض" نبلاء المحتِد كرام الصفات، محبين، فاعلي خير، أهل جود، مسلمين مؤمنين أتقياء أوفياء عارفين، ذوي حسب ونسب يرقى إلى أُمٍّ عريقة سامية، ذات مقام عليّ، لمْ يُعلَ عليه، إبّان حياتها، وفي مماتها!.. و"هُدى أُمّ الأبيض" وأنا، توأما رحم وروح.. كانت إمامي، وكنتُ التابعة.. أنا اسمي في كتاب السرمد: "نبيلة"؛ وكانت كلمة "نبيلة"، كما عرفتُنّ، هي أول كلمة نطق "الأبيض" بها، يوم كانت أسرته، تتأهبُّ للفرار من جحيم الحرب، وعمره حينئذ، ثلاث سنين؛ قيل إنه انطلق، لاعبا كأنداده، يجري خلف طفلةٍ أٌختٍ له، اسمها نبيلة؛ كلّا؛ هو، معه الطفلة نبيلة، فرّا هاربيْن، من أهل بيت حملْتُه أنا إليه، بعد أن عُدتُ به، بعد موت أمّه المصلوبة على تينة الذُرْوة، إلى أبيه، وزوجة أبيه الأخرى النبيلة.. هكذا في كتاب السرمد مسطور؛ وفيه: "وأيضا، ابن نبيلةِ زوجةِ أبيه، يُدْعى "الأبيض"؛ ويحيا نبيلا؛ ويحبّ نبيلةَ بنتَه "الحبيبة" وتُحِبُّه، وهي لا تدري أنه أبوها، وهو لا يدري، أنها ابنته! وينطق اسمها، أولَّ ما ينطق.."..كانتْ "هدى الأمّ الكبيرة"، تسقي الظمآن وتُطعم الجائع وتداوي العليل وتشفي الصدور وتصلح بين ما الناس وتأوي المشرّدين وتضمّ اليتيم وتسرّ البائس وتهدي الضالين وتصل من قطع ومن وصل، وكانت حسنة الحديث مشروحة الصدر بشوشة الوجه حلوة الوجه مسامحة عفُوّة نشيطة رشيقة الحركة قو ......
#رواية
#والتينة:
#الفاتحة

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=731617