الحوار المتمدن
3.18K subscribers
12 photos
94.8K links
الموقع الرسمي لمؤسسة الحوار المتمدن في التلغرام
Download Telegram
ثامر عباس : اشكالية الحرية بين نزوع الارادة واكراه الواقع
#الحوار_المتمدن
#ثامر_عباس في الحديث عن مفهوم الحرية نادرا"ما يتخطى المرء أو يتجاوز حواجز ذاته ، وغالبا"ما يجهل أو يجاهل شروط وجوده ، بحيث يتحدد ادراكه لها وتعامله معها ضمن حدود ما تمليه عليه ارادته المتعالية وما توحيه له رغباته الدفينة . وهو ما يسوقه للتصرف على نحو يوحي بتحرّره من روابطه الاجتماعية وتجرّده من قيمه الاخلاقية وتخليه عن طبيعته الانسانية ، وكأنه بذلك يجسّد ما قاله (سارتر) من ((اننا لا ننفصل عن الأشياء سوى بالحرية)) . والحقيقة التي لا مراء فيها هي ان معظم الناس الذين فقدوا طعم الاحساس بالذات وعجزوا في التعبير عن الأنا ، يودون لو يمارسوا طقوس حياتهم الخاصة ويعبروا عما يجيش في دخيلتهم الحميمة ، خلافا"لمألوف الجماعات التي ينتمون اليها ويعتمدون عليها ويحتمون بها ، ليس لأنهم جبلوا على حب المشاكسة لقواعد السلوك المعياري والتعلق بما هو مخاف للتواضع العرفي ، بقدر ما أرهقتهم وطأة الاكراهات التي يخضعون لها ، وأمضّتهم قيود التابوات المكبلين بها . ولهذا فقد أصاب المفكر (عبد الله العروي) كبد الحقيقة حين ألمح الى أن الحرية ((تتضخم في التفكير بقدر ما تضمر في الواقع)) ، أي ان التوق الذاتي للتخلص من الزامات الواقع الموضوعي بمستوياته المتعددة وأبعاده المختلفة ، هو ما يعظّم الشعور بقيمة الحرية ويجسّم الحاجة لفضاءاتها المشرعة . ومن الضروري ، لكي نحظى بمقاربة منطقية ، ألا نتعاطى مع مفهوم الحرية كما لو انها تتويج لمبدأ (الهبة الطوطمي) الشائع لدى الأقوام البدائية ، الذي لا يعفي فقط المتسيّد في ظاهرة (البوتلاج) العشيري من ضريبة الالتزام الأدبي / الأخلاقي ازاء أفراد العشيرة المغلوبة في هذا المهرجان التنافسي فحسب ، بل ويتيح للحائز عليها امتياز التنصل من الاكراهات الموضوعية التي تلازم الاغيار/ المهزومين كظلهم من جهة ، والتفلت من قيود المسؤولية الاجتماعية الملقاة على عاتقه ، بصفته الانسانية من جهة أخرى . بحيث يتحدد مضمونها على وفق تصور الفيلسوف الفرنسي (فولتير) الذي مؤداه ((ان الحرية الصحيحة هي حرية الاقتدار . فحين أستطيع أن أفعل ما أريد فتلك حريتي)) . وهو الأمر الذي يفضي الى الخلط ما بين نزوع الذات لاشباع رغباتها النهمة من جهة ، وبين عوامل الاعاقة الموضوعية التي تحول دون تحقيق تلك الرغبات من جهة أخرى ، مما يستتبع ان حصيلة فهم وادراك مفهوم الحرية ما أن يخرج عن نطاق التصورالذاتي حتى يتشظى الى غابة من المعاني والدلالات ، التي لا تلبث أن تؤسس لسيادة الفوضى بدلا"من النظام والعبودية بدلا"من الحرية . بحيث يتعذر على رهط المشتغلين بالانتاج الفكري / الثقافي طرح موضوعة الحرية بصورة مجردة ، فضلا"عن التعاطي مع مضامينها المتنوعة وسبر أبعادها المختلفة ، دون أن يصار الى استحضار دلالات ما يناقضها من مفاهيم مغايرة ومصطلحات مفارقة ، لاسيما وانها (= الحرية) ستبقى دريئة لكل طاعن ومطية لكل راكب . ذلك لأن (( الحرية المطلقة – كما يجادل الفيلسوف كارل ياسبرز – هي في النهاية أمر لا معنى له ، فان الحرية تصبح خاوية اذا لم يكن ثمة شيء يضدّها )) . والحال انه اذا ما تبنينا طروحات هذا المنظور الاشكالي ، سيتاح لنا فهم معنى النظام بدلالة الفوضى ، وتقدير قيمة الديمقراطية بدلالة الشمولية ، واستيعاب شروط التقدم بدلالة التخلف ، ومعرفة خصائص العلم بدلالة الخرافة ، وادراك ضرورة الوعي بدلالة الاسطورة . والأمر ذاته ينطبق على مفهوم الحرية وما تنطوي عليه من تصورات ورؤى ، شريطة أن نضع باعتبارنا ماهية الحقل أو طبيعة المجال الذي نقصده ونرمي اليه . فالحديث عن مغزى الحرية القانونية يستلزم التذكير بضدها النوعي ظاهرة (العبودية) ، على وفق ......
#اشكالية
#الحرية
#نزوع
#الارادة
#واكراه
#الواقع

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=752611